اخر الاخبار

لا زالت أزمة المياه وشحتها مِن التحديات الكبيرة التي تواجه أبناء البصرة في مجاليّ ‏الأستخدام البشري والزراعي  وغيرهما من الاستخدامات ، أسباب الازمة معروفة ويمكن ‏معالجتها لو توفرت الإرادة السياسية لحل هذه المشكلة وتخفيف معاناة المواطنين. ‏

لقد  حصلت البصرة على تخصيصات مالية جيدة في السنوات السابقة ، ولكن  سوء التخطيط ‏وضعف الأدارة وعدم وجود رؤية واضحة واستراتيجية لحل المشاكل والتحديات ، ناهيك عن ‏البيروقراطية والفساد ،  حال كل ذلك  دون تقديم أي منجز ملموس لحل هذه المشكلة ، بل ‏تفاقمت تداعياتها  وازداد تأثيرها وتعاظمت  الاضرار الناجمة عن ارتفاع تراكيز الملوحة وقلة ‏الاطلاقات المائية  نتيجة تداخل جملة من عوامل واسباب داخلية وخارجية ،  منها عدم وجود ‏اتفاقية دولية لتنظيم توزيع عادل للمياه ، وكذلك التجاوز على الحصص المتفق عليها   حيث ‏تركيا لم تلتزم بتوفير الحصة المقررة لبلدنا  واستخدام سد اليسو دون مراعاة احتياجات دولة ‏المصب ،  وكذلك تحكم ايران بالممرات المائية التي تصب في  شط العرب وقيامها  بتحويل ‏مجرى نهر  الكارون من قبل  الذي تسبب بأرتفاع ملوحة المياه وخصوصاً في منطقة سيحان ‏حيث وصلت التراكيز الملحية  الى تراكيز عالية.

إضافة الى عوامل داخلية في مقدمتها عدم الاستفادة من سقوط الامطار لسنوات  2019 / ‏‏2020 ، وكذلك  التجاوز على المياه من قبل المحافظات المجاورة , وعدم وجود إجراءات ‏لوقفها.

وهناك  أيضا الاستخدام غير  السليم للحصص المائية وعوامل اخرى منها ذات طابع امني . و ‏ارتباطا بهذا الوضع المزري لازمة المياه وما سببته  من  قتل للنخيل  والبساتين وتضرر ‏الفلاحين والمزارعين وابناء البصرة ، وظهور اصابات مرضية عديدة بسبب تلوث المياه ، ‏أضيفت الى ما تسببه   جائحة كورونا.‏

اننا  نشدد على  أهمية  اقامة سد لغرض الاستفادة من المياه العذبة، ومعالجة المد الملحي ‏وانشاء محطات تحلية كبيرة كأجراء استراتيجي ،  وعلى المدى المتوسط  فالمطلوب انشاء ‏محطات تحلية في محطات المعالجة واجراءات آنية منها ان تتم زيادة الاطلاقات المائية ‏للبصرة لتصل الى  75 متر مكعب خلف ناظم قلعة صالح وايصالها الى  7,5 متر مكعب ‏بالنسبة لمشروع ماء البدعة في فصل الصيف مع متابعة التجاوزات واتخاذ الاجراءات ‏وتنشيط الجهد الخارجي ، السياسي والدبلوماسي وغيرهما من عوامل الضغط الاقتصادي  مع ‏دول الحوار  لضمان التوزيع  العادل للمياه والحصول على حصة العراق كاملة. ‏

ان الوضع لايحتمل ويتطلب  الاقدام على حلول سريعة  لازمة مياه البصرة وإلاّ فأن الاوضاع ‏مفتوحة على احتمالات عدة  منها تفجر غضب الشارع وخروج الاهالي في احتجاجات  واسعة ‏كما حصل في عام 2018  حيث  تفجرت الجماهير  غضبا وسخطا  جراء ازمة وملوحة مياه ‏البصرة.

محلية البصرة

‏ للحزب الشيوعي العراقي

‏ 25 تموز 2021‏