اخر الاخبار

مع اقتراب فصل الدراسة، ينتاب العديد من المواطنين في بغداد قلق متزايد بسبب الازدحام المروري الذي يُعانون منه يوميًا، وبالرغم من الجهود المبذولة والمشاريع الكبيرة التي تم تنفيذها لتخفيف هذا الازدحام، إلا أن الوضع لا يزال على حاله.

وبالعكس من المتوقع، يرى البعض أن هذه المشاريع قد أثرت سلبًا على مظهر وأزقة بغداد القديمة وزادت من معاناة المواطنين، دون أن تحمل نتائج ملموسة للمواطنين، كما تم رصد العديد من الفساد والتلكؤ في العديد من تلك المشاريع، مما يجعل هذه القضية تتطلب مزيداً من الاهتمام والحلول الفعالة.

“الأسوأ”

وصفت مجلة الإيكونومست البريطانية العاصمة العراقية بغداد في تقرير لها بأنها واحدة من أسوأ المدن في حركة السير في الشرق الاوسط، حيث تشهد ازدحامات مرورية خانقة بسبب تهالك الطرق وانتشار نقاط التفتيش وزيادة أعداد السيارات وتلكؤ وفساد في مشاريع البنى التحتية، وفشل الحكومات المتعاقبة بعد 2003 في حل المشكلة.

وأشارت المجلة إلى أن قيمة الخسائر المادية المتأتية من الاختناقات المرورية تبلغ نحو 495 مليار دينار عراقي (380 مليون دولار) سنويا، كقيمة لاحتراق وقود السيارات خلال الاختناقات.

تتساءل المواطنة منى التميمي عن كيف سيكون وضع شوارع العاصمة بعد بدء العام الدراسي الجديد، إذ أنه بالرغم من العطلة الصيفية إلا أن “العراقيين العالقين في الازدحام المروري، وبين أبخرة عوادم السيارات، يضيعون ساعات طويلة في شوارع بغداد”.

منى التي تدرس هندسة المعمار- قسم الطرق والجسور، بمرحلتها الأخيرة، تبين لـ “طريق الشعب”، إن “شبكات الطرق لم تتغير منذ سنوات”، مشيرة إلى أن العراق كان يملك أحدث أنظمة النقل، ويعتبر أول من استخدم الحافلات ذات طابقين، التي تعد وسيلة نقل اقتصادية وتساعد بتقليل الزحام المروري لاستيعابها عدد كبير من المواطنين”.

وتتحدث منى باستياء عن ما يحدث من إجراءات لتوسعة الطرق وصفتها بـ “التخريبية” وبعضها الآخر ترى أنها لم تحقق النتيجة، بسبب وجود فساد وتلكؤ في المشاريع، مضيفاً إنه “بالرغم من إطلاق حزم فك الاختناقات المرورية منذ أشهر إلى أنه إلى الآن لم نر أي نتيجة أو تحسن في واقع الزحامات المرورية”.

الحلول؟

وعن خطة المرور بالشأن محاولة فك الاختناقات المرورية، يبين مدير إعلام دائرة المرور، العميد زياد القيسي، إن الخطة بالنسبة للشوارع والتقاطعات التي يجري العمل بها، تتمثل بتحويل مسار سير المركبات فيها بشكل مؤقت”، كاشفاً عن وجود معالجات لأزمة الزحام في العاصمة، منها قريب الأمد ومنها بعيد الأمد.

ويضيف خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن هناك “حلول آنية؛ تتمثل بتطبيق القانون المروري بصرامة، ومحاسبة الوقوف الممنوع وعدم الامتثال للعلامات المرورية والسير عكس الاتجاه والقيادة بتهور”.

ويكشف القيسي عن وجود “تنسيق مع أمانة العاصمة لأجل اكساء الشوارع، وتقليص مساحة الجزرات الوسيطة ذات المساحات الواسعة، وتعديل الاستدارات غير النظامية”.

وأشار القيسي إلى وجود مقترح خطة لتسقيط المركبات القديمة، أضافة إلى إنشاء كراجات بطوابق متعددة وجسور جديدة وأنفاق تنشأ بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ومحاولات لتفعيل التكسي النهري، وانشاء القطار المعلق.

وتسعى وزارة الإعمار والإسكان أيضا لتقديم حلول من شأنها أن تخفف من الاختناقات المرورية، إذ صرحت الوزارة بوجود مفاوضات مع البنك الدولي بشأن إضافة تمويل 700 مليون دولار لمجال الطرق، كما اقرت بالمباشرة بـسبعة مشاريع خاصة بالاختناقات المرورية، فضلا عن إحالة 13 مشروعاً.

وأعلن السوداني قبل مدة إعلان حزمة من مشاريع فك الزخم، تمثلت بإنشاء جسر على قناة الجيش لربط شارع الداخل باتجاه شارع فلسطين (حي المهندسين)، أما المشروع الثاني فيتمثل بإنشاء جسر على قناة الجيش لربط منطقة “جَميلة” مع امتداد شارع الجهاد-باب المعظم، ويتضمن هذا المشروع إنشاء جسر لعبور طريق قناة الجيش السريع باتجاه “شارع 71” بطول نحو 660 مترا وعرض حوالي 20 مترا، أما المشروع الثالث فيتمثل بإنشاء جسر لربط “شارع 77” بتقاطع القدس.

زيادة عدد السكان

يعزو المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، أزمة المرور بالزيادة السكانية الحاصلة: “بغداد يسكنها حوالي 9 مليون شخص في الوضع الطبيعي، وقد يتجاوز عددهم عن 11 مليوناً خلال النهار، بسبب توافد زائرين من خارج المحافظة، مما يشكل ضغطا هائلاً على حركة المرور”.

ويبين الهنداوي إن “أوقات الذروة تكون في الفترات الصباحية وفترة الظهيرة وما بعد الظهيرة بقليل، وأحيانا في الفترة المسائية في أيام العطل والمناسبات الرسمية، حيث يكون هناك اكتظاظ وخروج كثيف إلى شوارع العاصمة”.

ويشير الهنداوي إلى وجود العديد من العوامل التي ساعدت العوائل على شراء مراكب السيارات، مع انعدام تسقيط السيارات القديمة.

عرض مقالات: