اخر الاخبار

يعاني قضاء القرنة في محافظة البصرة، من شح الخدمات وانعدامها، على الرغم من أنها تتمتع بثروات نفطية، لكنها لم تشهد أي مردود إيجابي لتلك الثروات. ويرى مراقبون، أنّ هناك تفاوتا ملحوظا في مستوى الخدمات بين الأقضية والنواحي، مشيرين الى ان المصالح السياسية تتحكم بكل شيء. ويقع قضاء القرنة عند التقاء نهري دجلة والفرات. ويبلغ عدد سكانه نحو 450 الف نسمة حسب إحصائيات عام 2014، ومن اهم المناطق الإدارية التابعة للقضاء، منطقة الشرش وطلحة والنهيرات ومزيرعة والسويب والنصير وحي السلام والثغر والنهيرات الشمالية.

 غياب العدالة

يقول زين العابدين الخويلدي، ناشط سياسي من محافظة البصرة، إنّ «هناك تفاوتا كبيرا في تقديم الخدمات بين الأقضية والنواحي ومركز المدينة».

ويضيف الخويلدي في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، ان هناك ضعفا في الرقابة والتدقيق للعمل في مشاريع الخدمات»، مؤشرا «تركيزا مفرطا» على بعض المناطق بسبب التأثيرات السياسية. ويؤكد ان هناك تأخرا كبيرا في مستوى العمل بمشاريع قضاء القرنة، حيث لم تقم الحكومة المحلية بانشاء جسر واحد تلائم المدينة ويتماشى مع تضخمها السكاني. ويلفت الى ان مشروع مجاري القرنة الذي تبلغ كلفته 498 مليار دينار، يشهد تلكؤا كبيرا في تنفيذه، من دون ان تكون هناك إجراءات فعّالة للرقابة، مضيفا أن «أهالي القرنة يعانون مشاكل في مشروع المجاري». ويهاجم الناشط السياسي نواب المحافظة والمسؤولين في الحكومة المحلية، مشيرا الى انهم «لم يمارسوا دورهم بشكل فعّال تجاه القضاء والمحافظة بشكل عام».

 استغلال واهمال

فيما يذكر الناشط حسن البصري (وهو أحد مواطني قضاء القرنة)، إن «أحد مسؤولي دائرة تربية القرنة يمارس الاستغلال والتلاعب بملف التعيينات، ويبتز الشباب مستغلاً منصبه لمصالحه الشخصية». وعبر خلال حديثه مع «طريق الشعب»، عن استياء كبير لدى الاهالي من جراء تلكؤ واهمال العديد من المشاريع الخاصة بالمحافظة وقضاء القرنة بشكل خاص، من بينها مستشفى الشرش بواقع 200 سرير، الذي كان من المفترض ان ينجز قبل سنوات». ويشير البصري الى ان قضاء القرنة «يعد ثاني أكبر قضاء في المحافظة بعد الزبير، ويضم خزيناً نفطياً هائلاً، ورغم ذلك يعاني من الإهمال ونقص الخدمات».

 مقاطعة نواب المحافظة

اسعد الحسني، أحد مواطني القضاء، يقول ان «عشائر قضاء القرنة قرروا عدم تكرار انتخاب ممثليهم الحاليين في مجلس النواب»، مضيفا أن النواب من اهالي القرنة لم يمارسوا دورا حقيقيا يجعلهم يستحقون تمثيل القضاء والمحافظة في مجلس النواب.

ويضيف الحسني خلال حديثه مع مراسل «طريق الشعب»، ان «مشروع المجاري الكبير فاشل ولم ينتج سوى عرقلة حركة المواطنين وضياع المال العام»، مستغربا من عدم قدرة الجهات المعنية من انجازه بالرغم من مرور سنوات عديدة.

وحمل الحسني الحكومة المحلية سبب عدم انجاز المشروع والتلكؤ في بقية المشاريع، مضيفا ان «هناك محسوبية في التعامل مع توزيع المشاريع والخدمات على مناطق البصرة، إضافة الى وجود تلكؤ كبير بمشاريع الطرق والجسور».

 مشاريع الطرق

من جهته، ذكر مدير دائرة الطرق والجسور في البصرة حيدر عبد الباري، أن «مشاريع المديرية تنقسم إلى قسمين؛ مشاريع وزارية وأخرى تنفذ من قبل الحكومة المحلية»، مشيرا الى أن مشاريع القسم الأول تشمل انشاء جسر في قضاء القرنة، وقد وصلت نسبة إنجازه الى 70 في المائة، وهو ضمن موازنة الامن الغذائي.

وقال عبد الباري خلال حديثه مع «طريق الشعب»، إن دائرته تعمل على «صيانة وتأهيل طريق الجبايش، حيث وصلت نسبة الإنجاز لـ٧٠ في المائة، وتتم الان صيانة جسر الجوابر، الذي تمت المباشرة فيه قبل مدة قصيرة، وصيانة جسر الكرامة، كما تم اكمال جسر القرنة الكونكريتي، وهو تحت الخدمة حالياً».

وخلص الى ان هناك مقترحا بإنشاء جسر الشهيد عز الدين، وهو بانتظار موافقة الوزارة.

عرض مقالات: