اخر الاخبار

لا يمكن للبغداديين أن يضبطوا بوصلة مواعديهم، في ظل الاختناقات المرورية التي تشهدها غالبية شوارع المناطق الرئيسة في العاصمة، فصاروا يعولون على مشاريع “فك الاختناقات” التي تؤكد وزارة الإعمار والإسكان دخولها الخدمة “قريبا”.

التقى مراسل “طريق الشعب” عددا من طلبة الجامعات، الذين يؤرقهم بشكل يومي الزحام وهم في طريقهم الى الجامعات: “يوم الاثنين (أول من أمس) كان الموقف المروري خانقا. قضينا ما يقارب 4 ساعات في الشارع ذهابا وايابا، بينما في الظرف الطبيعي لا يستغرق الطريق من منطقة البياع الى جامعة بغداد اكثر من 15 دقيقة في مركبات الاجرة”، تقول مريم علي.

ويبدي مريم، طالبة جامعية، استياءً كبير من الوضع العام في الشارع: “لا أعتقد أن شوارع مدينة بغداد تستوعب مزيدا من السيارات”، مضيفة أن “الكثير من الطلبة تفوتهم المحاضرة الأولى بالعادة، بسبب الزحامات”.

مشاريع جديدة

وتحاول وزارة الإعمار والإسكان وأمانة بغداد ومديرية المرور العامة وبعض المؤسسات والدوائر الأخرى إيجاد حلول لمشكلة الازدحام المروري من خلال مشاريع مشتركة وفردية.

يقول المتحدث باسم الوزارة، نبيل الصفار: إنّ أغلب المشاريع المتعلقة بفك الاختناقات تتركز في العاصمة بغداد، نظرًا لتأثرها الأكبر بهذه المشكلة.

ويضيف الصفار في حديث خصّ به “طريق الشعب”، أنّ الوزارة تعمل من خلال دائرة الطرق والجسور على عدة مشاريع داخل العاصمة ومشاريع طرق أخرى خارجية تربط بين المحافظات”، موضحا أنّ “مشاريع فك الاختناقات المرورية مستقلة عن الأعمال الرئيسية التي تقوم بها دائرة الطرق والجسور، لكنها تستهدف الزحامات أيضا”.

ويشير الصفار إلى أنّ “هناك 14 مشروعا قيد العمل حاليا تستهدف جميعها تخفيف الازدحام المروري. ومن المتوقع دخولها الخدمة، منتصف العام الجاري”، لافتاً إلى وجود “مشاريع أخرى ستنطق قريباً”.

وأطلق السوداني مطلع شهر آذار 2023، ومن خلال وزارة الإسكان والإعمار، ما قال إنها “الحزمة الأولى من مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد”، والتي تضمنت بحسب الوزارة إنشاء 16 مجسراً وطريقاً جديداً.

توصيات

المهندس الاستشاري سلوان ظافر الاغا، مختص في إدارة البلديات، يقول إن “المشاريع التي نشهدها حالياً من المتوقع أن تساهم في تقليل نسبة الازدحام المروري بنسبة ما، خاصة بعد أن أصبحت هذه المشاريع تتلقى اهتماما حكوميا وضغطا من أعلى سلطة تنفيذية”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “هذه المشاريع هي جزء من مسؤولية الوزارات المعنية، لكن بسبب تلكؤ التنفيذ مع وجود بعض التحديات، تدخلت رئاسة الوزراء”، مقترحا “إعداد دراسة شاملة للنقل، حيث من الممكن أن يتحول الازدحام من موقع إلى آخر بعد إنشاء المجسر.

ويشير الى ضرورة “إنشاء شوارع حلقية وحولية، لتقليل مرور الشاحنات بقلب المدينة”، مبينا أن مترو بغداد يعكس العديد من الفوائد الإيجابية، بما في ذلك تقليل الازدحام وتشجيع المواطنين على ترك استخدام السيارات الخاصة.

ويحث على أهمية “تكثيف الجهود في التطوير الحضري وتنشيط مراكز الجذب خارج العاصمة، مثل المناطق السياحية ومراكز الحكومة، بالإضافة إلى المراكز الاقتصادية، لتوفير بدائل للمواطنين، وتقليل الضغط على مركز العاصمة”.

عرض مقالات: