اشتكى عدد من المواطنين في العاصمة بغداد من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، التي وصلت في بعض المناطق إلى 25 ألف دينار عراقي، ما يحمل الناس عبئا معيشيا جديدًا.

وبالرغم من إعلان وزارة التجارة السيطرة على أسعار معظم المواد الغذائية، تحولت اللحوم الحمراء التي تعد عنصرا غذائيا رئيسيا في المادة العراقية، ولاسيما في شهر رمضان، الى عامل استنزاف يكدر حياة الناس، بخاصة ذوي الدخل المحدود.

 

استياء شعبي

يقول سالم حسين، صاحب محل لبيع اللحوم في منطقة البياع، أن «ارتفاع أسعار الأعلاف يعود لارتفاع كلفة شراء اللحوم من التجار».

ويبرر جزارون هذا الارتفاع بقلة المراعي، وارتفاع أسعار الأعلاف.

يقول حسين في حديث مع مراسل «طريق الشعب»، إنه «عادة ما يأخذ الرعاة في فصل الشتاء وسقوط الامطار، اغنامهم الى المراعي الخضراء لتسمينها وعدم ذبحها وجعلها تتكاثر، الامر الذي يسبب ارتفاعا في أسعارها نتيجة لقلة العرض».

مقاطعة اللحوم الحمراء

وتعبر المواطنة سهام حيدر، عن استغرابها من ارتفاع أسعار لحم الغنم. تقول حيدر لمراسل «طريق لشعب»، من أمام محل للقصابة في إحدى مناطق بغداد، إنّ «السعر مبالغ به، وهي ليست المرة الأولى التي يرتفع فيها سعر اللحوم».

وتضيف حيدر، ان أصحاب الدخل المحدود والاسر الفقيرة، لا يستطيعون تناول لحوم حمراء، بهذا السعر، حتى ولو لمرة واحدة».

وأكدت عزوف شريحة واسعة عن شراء اللحوم، ومقاطعتها. وتأمل حيدر وضع حد لهذا الارتفاع في أسعار اللحوم ومحاسبة الجشعبن.

الزراعة: ارتفاع القدرة الشرائية

ويعلل مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، وليد محمد ارزوقي، أسباب ارتفاع اسعار اللحوم مؤخرا، بارتفاع القدرة الشرائية لدى المواطن، موضحا ان «بعض المواطنين يعتمدون بكثرة على اللحم الاحمر في تناول وجباتهم اليومية، إضافة الى ان المواطن يميل الى شراء اللحوم المحلية عوضاً من المستورد، ما يسبب ضغطا على المنتج المحلي».

ويقول ارزوقي في تصريح لمراسل «طريق الشعب»، أننا في موسم تكاثر الحيوانات، لذا اتجه اغلب المربين نحو البادية لتسمين حيواناتهم وإنتاج ولادات جديدة».

فتح باب الاستيراد

وعن اجراءات الزراعة بهذا الشأن، يبين أن «تم فتح الاستيراد امام الحيوانات الأجنبية كالعجول والاغنام المخصصة لأغراض الذبح، بالإضافة الى اللحوم المقطعة والجاهزة، وفق ما مسموح به شرعا وقانونا «، مضيفاً أن «هناك لحما بقريا محليا لا يتجاوز سعره 18 ألف دينار عراقي».

ويلفت إلى وجود «مضاربين يديرون حلقات عديدة للبيع، ما يجعل السعر مضاعفاً عند وصولها إلى الموطن العراقي»، مشيرا الى وجود ارتفاع في أسعار ضرائب الاستيراد وتكاليف النقل عالمياً.

ويزيد بالقول، أن «التغيرات المناخية وشح المياه اديا الى تقليص مناطق المراعي الخضراء، وسبّب قلة في الثروة الحيوانية».

أما عن مزاعم ارتفاع أسعار الاعلاف، فيوضح ارزوقي بأن «الاعلاف خلال هذا العام ليست بذلك الارتفاع، حيث كانت أسعار الذرة والنخالة ٦٠٠ الف دينار، اما الان فيبلغ سعرها بين 350-400 الف دينار»، مؤكدا أن «اعلاف الشعير بقيت ثابتة».

ويبين أن «الوزارة لم تستطع الوقوف على السبب الرئيس لارتفاع أسعار اللحوم بين حين وآخر، بالرغم من عدم وجود شح في الموارد الحيوانية»، لكنه يعتقد ان هناك جشعا وطبعا لدى بعض الباعة والتجار، ما زاد اسعار اللحوم.

عرض مقالات: