تتعرض المناطق الزراعية في صلاح الدين الى تلوث نفطي، نتيجة لتراكم المخلفات النفطية في الأنفاق الطبيعية التي أحدثتها جماعات تنظيم داعش المسلحة، حيث أنتج هذا التلوث تأثيرات سلبية على البيئة والزراعة في المنطقة.

تحذير

يقول مدير بيئة صلاح الدين محمد مجيد، إنّ «تراكم المخلفات النفطية لحقول (عجيل وعلاس) في الأنفاق التي أنشأها تنظيم داعش الارهابي، انتقلت بسرعة إلى الأراضي الزراعية، خلال السنوات الماضية تحديدا عند كل سقوط للأمطار، ما أدى إلى تشكل بقع زيتية كثيفة وتدمير مساحات شاسعة من المزروعات»، وقد بلغت المساحة المتضررة أكثر من 5000 دونم، وفق مجيد.

ويضيف مجيد في حديث مع «طريق الشعب»، أن حقول عجيل وعلاس تابعة لهيئة حقول نفط صلاح الدين، مؤكدا أنه «تم اتخاذ إجراءات قانونية فورية ضد المسؤولين عن هذه الحوادث، بما في ذلك توجيه انذار من مديرية البيئة في صلاح الدين في 27 شباط، حيث سيتم فرض غرامة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة لتنظيف المنطقة وتقديم حلول فورية لتفادي المزيد من الخسائر في الأراضي الزراعية المجاورة، بعد 10 أيام من صدور الإنذار». كما تم سحب عينات للتربة والمياه والآبار الارتوازية لتحديد مدى التلوث وتقييم التأثيرات البيئية، وهو اجراء يتم كل عام، كون المنطقة تعتمد على المياه الجوفية.

وعن الخطوات المستقبلية، يؤكد مجيد أن «مديرية البيئة ستتابع عن كثب الإجراءات التي تتخذها هيئة الحقول لتطبيق الحلول الملائمة لهذه المشكلة وللمساهمة في تقليل التلوث النفطي وحماية البيئة والموارد الطبيعية في المنطقة».

ويبين أن استصلاح التربة المتضررة يتم «من خلال قشط التربة ورفعها واستبدالها بتربة أخرى».

«مماطلة»

يقول ستار مؤيد أحد مزارعي صلاح الدين، إن «الكثير من المزارعين تضرروا مادياً جراء مخلفات النفط»، مضيفا ان اغلب المحاصيل المزروعة هي من الحنطة والشعير.

ويبين مؤيد خلال حديثه مع مراسل «طريق الشعب»، أن «الجهات الحكومية تقوم ببناء سواتر لمنع سيول المياه الملوثة باتجاه الأراضي الزراعية»، مردفا «لكنها محاولات خجولة ومتأخرة، حيث المشكلة قائمة منذ سنوات».

ويضيف، انه «بالرغم من المطالبة بالتعويضات المالية وتقديم الدعم الا انه لم نتلق أي اهتمام»، مشيرا الى تقديم دعاوى قضائية من قبل المزارعين، لكن لم نرَ منها سوى المماطلة بالإجراءات.

ويضاف هذا التلوث إلى سلسلة المعاناة التي يقاسيها المزارعون في العراق، نتيجةً للتغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة للعام الخامس على التوالي.

وبهدف توفير الموارد المائية، تعمد السلطات الى تقليص المساحات المزروعة بشكل كبير.

ظاهرة تتكرر سنويا

من جانبه، يقر مدير دائرة الزراعة في محافظة صلاح الدين، عباس طه عباس، بأن «ظاهرة سيول الملوثات النفطية في منطقة حمرين والعلم تتكرر كل عام منذ 2016»، مبينا أن «التربة تتأثر من خلال امتصاص المواد النفطية والزيوت، ولا يمكن معالجتها».

ويقول إن «الفلاح في المحافظة يتكبد خسائر كبيرة»، مؤكدا أن «جميع المزارعين المتضررين سيتلقون تعويضات عن خسائرهم، حيث تم اجراء جرد بأسماء الفلاحين ومفاتحة وزارة المالية لأجل تخصيص المبالغ وتعويضهم».

وحمل عباس وزارة النفط مسؤولية التأخر باتخاذ إجراءات حقيقية وحاسمة خلال السنوات الماضية، تسهم في الحفاظ على المنتج النفطي من التسرب، وضمان عدم تضرر الأراضي الزراعية.

عرض مقالات: