اخر الاخبار

تحوّلت نعمة الأمطار في العراق إلى نقمة، إذ أصبحت كميات الأمطار الغزيرة سببا في الكثير من الأضرار والمشاكل التي يعاني منها المواطنون، وتراوحت الأضرار بين خسائر مادية وحوادث مأساوية.

وأدّت الأمطار إلى شلل الحياة، وبالتالي تأثر قوت أصحاب الدخل اليومي، كما اضطرت بعض مؤسسات الدولة الى تعطيل الدوام.

وشهدت معظم المحافظات، يوم أمس، تساقطًا غزيرا للأمطار، وهي الاولى من نوعها خلال الموسم الحالي، والتي تسبب بحدوث سيول في عدة مدن، أدت الى أضرار جسيمة.

دهوك

وفي محافظة دهوك، أعلنت مديرية الدفاع المدني في اخر إحصائية لها صباح يوم أمس، عن وفاة شخصين وتضرر أكثر من 100 منزل، وما يزيد على 50 سيارة جراء السيول.

وذكرت المديرية، أنّ «میاه السيول دخلت عدداً من المنازل المطلة علی نهر هشكرو وسط مدينة دهوك، وتسببت بوفاة الشخصين اللذين كانا مفقودين حيث تم العثور عليهما في نفق نزاركي الواقع علی شارع بارزان الرئيس في مدينة دهوك.

ودعت المديرية «سائقي السيارات والمواطنين القادمين من أربيل الی دهوك بعدم المرور بشارع بارزان الرئيس بسبب السيول واستخدام طريق (بدريك) بدلاً منه».

ووصلت المياه في منازل سكان دهوك الى اعتاب الطابق الثاني، حيث يقول أحد ساكني المدينة، إن «الشوارع أصبحت عبارة عن مسابح عامة بلون رمادي، تعوم فيها المركبات محاولة الوصول الى وجهتها دون التعرض لحادث سير او غرق».

ويبين أن «ما يزيد من سوء الوضع غياب إجراءات التأهيل والترميم بشكل مستمر للمجاري».

ويقول المتحدث لمراسل «طريق الشعب»، أن أسرته اضطرت للعيش في الطابق الاول، بعد غرق الارضي وتضرر كافة مقتنيات المنزل، مشيرا الى انه بانتظار سحب المياه من منزله بشكل كامل.

ويضيف، أن مديرية الدفاع المدني انقذت ما يقارب 100 شخص من الفيضان، يوم الجمعة.

الديوانية

يقول صفاء الرماحي، من محافظة الديوانية، أن «الحياة في المدينة تتوقف مع كل موجة أمطار، إذ تتحول الشوارع إلى مستنقعات، حيث يصعب الحركة بشكل كبير»، مسيرا إلى «أننا صرنا نتمنى ألا تسقط الأمطار».

ويضيف الرماحي لـ«طريق الشعب»، أنّ «اغلب أصحاب الأجور اليومية يتوقف واردهم المالي مع كل موجة أمطار، بسبب تضرر الشوارع وشلل حركة السير»، مؤكدا انّه «في أغلب الأحيان تتوقف المدارس لمدة 10 أيام حيث تصبح الطرق وعرة وخطرة».

ويطالب الرماحي بتشديد الرقابة والمتابعة على المشاريع الحكومية التي أنهكها الفساد، والإسراع في إتمام مشروع مجاري الديوانية المتلكئ منذ سنوات.

مسؤول محلي: سيطرنا على الوضع

ويقول مسؤول الاعلام في بلدية الديوانية، مصطفى المياحي، إن «الامطار لم تكن غزيرة في المحافظة، لذا تمكنت كوادر دائرة مجاري الديوانية من السيطرة على الوضع خلال اليومين الماضيين»، مشيرا الى وجود «استنفار مسبق من قبل كوادر الدائرة، وتم فتح المنافذ القريبة من الأنهر، لأجل تصريف مياه الامطار من خلالها».

ويضيف المياحي لـ «طريق الشعب»، أنه «تمت معالجة المياه في الشوارع قبل تعرضها للضرر من الامطار، باستثناء بعض المناطق العشوائية، التي لا تزال تعاني من فيضان الشوارع، وذلك لافتقادها البنى التحتية.

وبالحديث عن مشروع المجاري، يوضح المياحي أنه «لم يكتمل بعد، وهو الان مقسم الى عدة أجزاء، كل شركة يقع على عاتقها الاهتمام بمشروع المجاري في منطقة معنية الى بقية الخدمات قيد الانشاء».

عضو لجنة الخدمات في مجلس محافظة الديوانية، اياد الميالي قال: إن «الامطار في المدينة كانت بوتيرة هادئة، وبالرغم من استمرار سقوطها لساعات طويلة، الا ان شبكات التصريف تمكنت من استيعاب كمياتها».

وأردف الميالي قائلا لـ «طريق الشعب»: «نستثني من ذلك الاحياء السكنية التي تعاني من تلكؤ مشاريع الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار».

في بغداد

واشتكى مواطنون من مناطق متفرقة في بغداد من غرق منازلهم وتلكؤ أنابيب صرف المياه.

ففي منطقة الدورة، جنوبي العاصمة، عبّر رضوان محمد عن استياء كبير من جراء طفح المجاري في معظم شوارع المنطقة، مشيرا إلى أن صيدليته «تعرضت للغرق بشكل كامل».

وقال محمد لمراسل «طريق الشعب»، إن «بلدية المنطقة لم تستطع السيطرة على طفح المجاري بسبب كثرة المنازل التي تعرضت للغرق»، مبينا أن «الصيدلية أصبحت ملوثة بالكامل، خاصة أن المياه غير نظيفة وتحمل ملوثات مختلفة، ما يتطلب تنظيفها وتعقيمها بشكل كامل، ثم إعادة فتحها».

وتابع، أن «المواطن العراقي لم يعد يتحمل هذا الإهمال والمماطلة في تقديم الخدمات الأساسية».

حالة الطقس

يقول مدير الإعلام في هيئة الأنواء الجوية، عامر الجابري، إنه «قبل الأمطار الأخيرة، كان لدينا تقرير استباقي بالحالة الجوية يشير إلى تأثر البلاد باندماج المنخفضين، الأول من بحر الأحمر والآخر من بحر المتوسط، والذي كان تأثيره واضحًا من خلال تساقط الأمطار»، مؤكدًا وجود دقة وحرص من قبل الهيئة على إعطاء معلومات صحيحة.

ويبين لـ «طريق الشعب»، أن «التقرير السابق حذر من موجة سيول قادمة»، مبينا أن حالة الطقس خلال الأيام القادمة، بحسب قراءة قسم التنبؤ في الهيئة، تشير إلى تساقط للأمطار خلال الأيام المقبلة على بعض المناطق في أنحاء مختلفة من البلاد».

ويشير المتحدث إلى تساقط أمطار رعدية خفيفة في المناطق الوسطى والجنوبية، بينما ستكون غزيرة في مناطق الشمال، يؤم الجمعة المقبل.

ويضيف أنه «بحسب القراءات الأولية لحالة الطقس للاسبوع المقبل، يُلاحظ وجود تغييرات في حالة الطقس بعموم البلاد، وهناك تساقط للأمطار بنسبة متوسطة إلى غزيرة الشدة»، مستدركا بالقول «لا يمكن استباق الأحداث، وسنؤكد حالة الطقس قبل 48 ساعة».

عرض مقالات: