اخر الاخبار

تفشت ظاهرة تعاطي المخدرات في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق وتحديدا بين فئات الشباب، اذ تنقل الاخبار بشكل متواصل عمليات ضبط المئات من المواد المخدرة الداخلة الى البلاد، إضافة الى القبض على العديد من الشباب بتهمة تعاطي المخدرات.

وفي ظل هذا التفشي، يلاحظ مختصون ازدياد اقبال مدمني المخدرات لطلب العلاج والشفاء من المواد المخدرة، ما يعد ذلك بادرة جيدة تبعث على التفاؤل، يدعمها توفير مراكز صحية للتأهيل والشفاء، حيث تم افتتاح أكبر مركزا لعلاج مدمني المخدرات في العاصمة بغداد.

«نقلة نوعية»

ايناس كريم، رئيس منظمة «عراق خال من المخدرات»، تقول ان «وزارة الصحة افتتحت قبل ثلاثة أشهر مركزا متخصصا لمدمني المخدرات»، مبينة ان المركز كان سابقا لعلاج مرضى السرطان، ثم تحول لاحتواء مرضى كورونا، والان أصبح مكانا يستقطب مدمني المخدرات».

وتوضح في حديثها مع «طريق الشعب»، انه «تم تغيير الأثاث وتجهيز كافة الأدوات المتطلبة لعلاج مدمني المخدرات، إضافة الى توفير كوادر متخصصة، وعلى قدر من المسؤولية». وتعتبر كريم، هذه الخطوة «نقلة نوعية»، كونها أكبر مستشفى في البلد، من ناحية المساحة والإمكانية وسعة القاعات وحتى بتصاميمها».

وتشير الى ان هناك اقبالا كبيرا من قبل المدمنين على اتباع سلوك الشفاء والعلاج، مشيرة الى انها تتلقى يوميا عبر منظمتها طلبات من عشرات الشباب وذويهم، ممن يرغبون في المساعدة على الشفاء.

سببان وراء المعالجة

وتعزو ايناس أسباب لجوء مدمني المخدرات للعلاج لـ «توقف مفعول السعادة الذي تمنحه المخدرات باول فترة التعاطي، ووصولهم الى طريق مغلق، إضافة الى استنفار القوات الأمنية مؤخرا والقائها القبض على العديد من المتعاطين والمتورطين في تجارة المواد المخدرة، وزجهم بالسجون، ما دفع الكثير منهم الى طلب العلاج بدلا من ضياع بقية سنواتهم خلف القضبان.

وتعول كريم على دور الاعلام في نشر التوعية والتثقيف بطرق العلاج، وبيان موقف القانون من العازفين عن اللجوء الى العلاج او من هم متورطون في بيع وشراء المواد المخدرة.

وتعتبر المشاكل الاقتصادية وزيادة نسبة العاطلين عن العمل بين فئات الشباب، اضافة الى المشاكل الاجتماعية والتفكك الاسري، أحد أبرز أسباب اللجوء الى تعاطي المخدرات، بحسب ما قالت كريم.

وتزيد بالقول، ان «تعاطي المخدرات يضع المتعاطي امام ثلاثة خيارات لا رابع لها: اما السجن او الموت او العلاج».

مرض مستعص

وتزداد اعداد المقبلين على مستشفى ابن رشد في بغداد للعلاج من الإدمان، بناء على عدد المراجعين للعيادة الاستشارية، وكذلك نسبة الراقدين في الردهات، وفق ما لاحظ علي النعيمي طبيب يعمل في المستشفى.

ويبين النعيمي في حديثه مع «طريق الشعب»، ان «اعمار الوافدين للمستشفى من المتعاطين تتراوح ما بين 20 إلى 40 عاما».

ويبدي أسفا لغياب ثقافة معالجة المتعاطين بدرجة كبيرة بين الاوساط المجتمعية برغم أن «التعاطي حاله كحال أي مرض يمر به الإنسان، إلا أنه يعد من الأمراض المستعصية، التي تتطلب دعما أسريا كبيرا».

دعم دولي

ويثني الصحفي علي الحبيب، الذي يعمل في مجال مكافحة المخدرات، على خطوة بناء مستشفيات متخصصة لعلاج مدمني المخدرات ويصفها بـ «الرائعة والمتقدمة جدا».

ويقول الحبيب لـ «طريق الشعب»، ان مسألة تخصيص مركز متخصص لمدمني المخدرات، جاءت بناء على ضغوط إعلامية متكررة، والحديث عن تفشي كبير لمدمني المخدرات في عموم العراق وانتشارها في الجامعات والمدارس، يرافقها انعدام وجود العلاجات».

وتكشف الإحصاءات الرسمية للجهات الأمنية، عن القاء القبض على 33 ألف شخص متعاط للمخدرات، خلال العامين الجاري والسابق، ما يتطلب الامر وقفة جدية وحقيقية لمعالجة المشكلة، وفقا للحبيب.

عرض مقالات: