اخر الاخبار

هذا الكتاب نتاج باكورة أعمال امرأة عراقية سومرية الجذور ، ولدت وسط حضارة ماروس السومرية وهي مدينة سوق الشيوخ حاليا ، فيه إشارات ومفردات تذكر لأول مرة عن عالم الاهوار العراقي الساحر ، الكتاب من تأليف هدى الجاسم ، صادر عن دار الحكمة للطباعة والنشر في القاهرة الطبعة الأولى لسنة 2019 ، يقع في 391 صفحة من القطع الكبير ، يتكون من عشرين فصلا ، جاء الفصل الأول بعنوان (في جنوب العراق) تتحدث فيه الكاتبة عن منطقة الاهوار ، اذ تشكل مساحة المحافظات الجنوبية الثلاثة : البصرة والناصرية والعمارة ، وهي تعد اقليما (ان صح التعبير) فريدا من نوعه في العراق والعالم اجمع يسمى (إقليم القصب) نظرا لوفرة القصب فيه ، وقد قدرت مساحته بـ (10000) كم٢ من العراق تميزت المنطقة بوفرة مائها وقلة ارضها اليابسة ، إضافة إلى أقاليم أخرى مثل إقليم تربية الجاموس،  وإقليم الزراعة ، بينما جاء الفصل الثاني بعنوان (المرأة الاهوارية) ، تحدثت فيه هدى الجاسم عن المرأة في الاهوار والظلم الكبير الذي وقع عليها نتيجة العادات والتقاليد السائدة في المنطقة تحت وطأة القبيلة والعشيرة،  وقد شكلت هذه المرأة صورة جميلة وعميقة بمؤازرتها لاخيها الرجل سواء كان زوجا أو أبا أو اخا في أغلب المجالات، فيما تحدثت في الفصل الثالث (الفن بالاهوار) عن آلة الناي، والجدية في الحب والشجن عند عشتار حين تندب وتنوح على الفتى السومري العاشق (الاله تموز) ، والناي تاريخيا من أقدم الآلات الموسيقية بحسب المصادر التاريخية والرقم الطينية التي عثر عليها عند السومريين والبابليين والمصريين ، والاسم القديم له ( نا) أو( نابو) ، وتحدثت ايضا عن أبرز المطربين الريفيين في تلك الحقبة ومنهم مسعود العمارتلي الذي اشتهر بطور المحمداوي الذي نشأ في عشائر آل بو محمد واول من غناه محمد بن يسر ، وطور الصبي نسبة إلى طائفة الصابئة الحالية ، إضافة إلى أطوار أخرى كطور الصالحية والساعدية ومن أشهر مطربيها نسيم عودة ، فيما تخصص الفصل الرابع لاصحاب الديانة المندائية في الاهوار الذين يتكلمون اللغة المندائية  mandaen وهي من اللغات السريانية والإرامية القديمة، واليهود الذين يتكلمون اللغة العبرية وعلاقة كلتا الديانتين مع المسلمين ، أما الفصل الخامس فقد تخصص بـ ( المعدان) وهم اقوام عربية سكنت الاهوار ومفردها (معيدي) ويتميزون بتربيتهم الجاموس واعتمادهم على صيد الأسماك كمصدر للرزق كما يتميزون ببناء صرايف القصب ذات الطراز المعروف بـ ( المضيف) فضلاً عن صنع قوارب الخشب التي تسمى المشاحيف (جمع مشحوف) أما الفصل السادس والسابع فقد تحدثت الكاتبة فيهما عن معنى كلمة ( هور) وهو القطيع من الغنم سمي به لان من كثرته تجعله يتساقط بعضه على بعض كما جاء في معجم تاج العروس ، والراي الثاني ما لا يرى طرفاه من سعته كما جاء في لسان العرب لابن منظور ، فيما خصصت الفصل الثامن عن الأمثال الشعبية الشائعة في الاهوار باللهجة العراقية الدارجة وهي الأمثال نفسها التي يتداولها سكان مدن الناصرية وميسان والبصرة.

والفصل التاسع عنوانه ( الاهوار والمبدعون) وفيه سلطت الباحثة الضوء على بعض الأسماء الاهوارية المبدعة مثل الشاعرة فدعة الازيرجاوية والاديب والكاتب فهد الأسدي،  فيما خصصت الفصل العاشر للحديث عن العادات والتقاليد في الاهوار مثل ( الرادة) وتطلق عادة على الرجل الذي يرغب بالزواج من امرأة يقولون عليه ( رجل عنده رادة)، و ( المشاية) عندما يذهبون لخطبة فتاة، وكذلك عادات وتقاليد أخرى خصوصا ايام الاعياد منها زيارة الاهل والأقارب ومضيف الشيخ لإلقاء التحية والسلام في العيد وتناول الأكلات الشعبية المشهورة مثل ( المسموطة) وهي الأكلة المفضلة لدى الاهواريين،  واكلة ( الطابك) و( السياح) فيما تحدثت في الفصل الحادي عشر عن الاهوار وجمالها بعنوان ( لوحة من الاهوار ) أما الفصل الثاني عشر بعنوان ( حضارة القصب) وتذكر فيها اول أداة للكتابة وهو القلم المصنوع من القصب الذي جعلت حافته مدببة ليكتب على لوح الطين الحرف الأول من حضارة وادي الرافدين، تسترسل الباحثة بقية فصول الكتاب ، فيأتي الفصل الثالث عشر بعنوان ( الرسالة الاخيرة) وفيه تحدثت عن ارتفاع منسوب المياه في بعض ايام السنة والبحث عما يأويهم من (شكوص) (جمع شكص) وهو مجرد سقف من القصب إلى( بارية) والتي تكفي فقط للجلوس .

أما الفصل الرابع عشر بعنوان ( عشق الاهوار) والفصل الخامس عشر بعنوان ( قصائد من الماء والقصب والبردي)، الفصل السادس عشر (منازل القصب)، الفصل الفصل السابع عشر بعنوان ( سفينة دجلة)   الفصل  الثامن عشر عن ( البيئة في الاهوار) ، الفصل التاسع عشر عن  ( المصايف في الاهوار) ، وأخيرا الفصل العشرون بعنوان (حكايات واساطير) والذي اختتمت به الباحثة الكتاب بما هو متداول بين الناس جيلا بعد جيل من اساطير وحكايات أشبه بالخيال مثل أسطورة الطنطل،  عصا كلكامش ، يشن ابو الذهب ، وأبرزها وأشهرها ( تل حفيظ) الشهير الذي يعتقد أنه يحتوي ص على كنوز نبي الله سليمان وليس بمقدور أي شخص الوصول لهذه المنطقة وان وصل تطاله لعنة الاختفاء!

عرض مقالات: