اخر الاخبار

تواجه المرأة العراقية تحديات تتعلق بضعف دورها في المجال السياسي، إلا أن انتفاضة تشرين 2019، سجلت مشاركة نسائية فاعلة وغير مسبوقة في ساحات الاحتجاج ومن بعدها في العملية السياسية بالرغم من تأشير ضعف في هذا الدور، فكيف أثر ذلك على دور المرأة في الانتفاضة وفي مجمل الحياة العامة في البلد؟

إشراكها في الحياة السياسية

تتحدث الناشطة النسوية نور الهدى سعد عن دور الشابات في انتفاضة تشرين وتأثيرها على المشهد السياسي في العراق، وبدأت بلفت النظر إلى وجود غياب نسبي للحضور النسوي والشبابي في الانتفاضات الأولى التي سبقت عام 2019، ألا أن ما حصل في انتفاضة تشرين يعتبر نقلة كبيرة في مشاركة النساء والشباب، اذ قمن بأدوار قوية وفعالة ونجحن في دخول المجال السياسي، وظهرت فرص جديدة لهن، مما انعكس في ترشيح عدد كبير من النساء ووجود اندماج للشباب في الفعل والنشاط السياسيين.

وتشير الهدى في حديثها الى”طريق الشعب”، إلى أن “هذا التحول كان واضحًا في الانتخابات الأخيرة، حيث تم ترشيح عدد كبير من النساء وظهور أحزاب سياسية تضم نساء سياسيات وشابات، وهذا ما فتح الباب أمام فرص أكبر للمشاركة في المعترك السياسي بالنسبة للشباب والنساء”.

وترى الهدى أن “دور المرأة العراقية في الانتفاضة كان فعالًا للغاية وأسهم في تسليط الضوء على المطالب السياسية والاقتصادية والمدنية المهمة، مما جعل صوتها يصل بقوة ويحقق حافزا على المزيد”.

وختمت الهدى حديثها بالأمنيات للأحزاب المنبثقة من تشرين، أن تكون أكثر موضوعية في عملها وأكثر تنظيمًا في العمل السياسي، وأن تعمل على تقديم بدائل سياسية تخدم مصلحة البلاد بشكل أفضل.

دور فعال

تشير الناشطة النسوية جيهان غني الخفاجي على أن “حضور المرأة في ساحات الاحتجاج خلال انتفاضة تشرين كان مهماً وبارزاً، وأحدث نقلة بوعي النساء اللواتي لم يكن مدركات أهمية أدوارهن في كافة قطاعات الحياة”، لافتةً إلى أن هذا الحضور لم يكن مجرد دعم للشباب المنتفض ولكنه كان حافزًا نفسيًا، حيث تقدمت المرأة في العديد من المواقف وأظهرت قوتها وإصرارها”.

وتؤكد الخفاجي خلال حديثها مع “طريق الشعب”، إلى أن “ الحضور النسوي انعكس ايجاباً على واقع المرأة في العراق وعلى تطورات السياسية بشكل عام”.

وتحدثت الخفاجي عن دور المرأة في الساحات، حيث كانت المسعفة والمعالجة والثائرة والمحتجة، وغالبًا ما تقدمت لتتصدى في العديد من المواقف وحتى تسبق الرجل، كما أن هذا الدور الفعّال للمرأة كان له تأثير واضح في صنع واتخاذ القرار. وفيما يتعلق بتأثير انتفاضة تشرين على واقع المرأة، أوضحت الخفاجي أنها أثرت بشكل ملحوظ، حيث فتحت أبوابًا جديدة للمرأة المستقلة للمشاركة بالانتخابات وأصبحت تحت قبة البرلمان وتولت مناصب أخرى، وإن كانت دون مستوى الطموح المطلوب، لكنها أسهمت في رفع مكانتها في المجتمع.

وختمت الخفاجي حديثها، مؤكدة أن ثورة تشرين لن تموت، بل ستظل تتجدد ذكراها كل عام، وستبقى فكرة تحفيزية تجعل النساء يحققن إنجازات أكبر في عملهن ونشاطهن.

حدث مهم

وألقت الناشطة السياسية د. وجدان عبد الأمير ناشي، الضوء على التطور التاريخي الملحوظ لدور المرأة العراقية بعد انتفاضة تشرين، معتبرة هذا الحدث مهما للمرأة في العراق”، مشيرةً إلى أن “المجتمع العراقي كان ينظر إلى المرأة على أنها محصورة في دورها المنزلي والوظيفي فقط، وكان من الصعب عليها المشاركة في النشاطات المجتمعية أو السياسية”.

وتؤكد الناشي في حديث مع “طريق الشعب”، أن انتفاضة تشرين جلبت “تغييرًا كبيرًا، حيث شجعت المرأة على المشاركة بقوة في الحركة الاحتجاجية ورفع صوتها في الساحة العامة، حيث بدأت المرأة بالمشاركة بجانب الشباب بالهتاف بأعلى الأصوات، ما كان مظهرًا جديدًا لحرية التعبير للمرأة”.

وتضيف أن “دور المرأة تطور ببطء أثناء فترة الاحتجاج لتصبح مسعفة ومعالجة وثائرة ومحتجة، وبدأت تجد نفسها في الخطوط الأمامية للمظاهرات وتواجه التحديات بجرأة، أما بعد ذلك فتحولت إلى تنظيمات سياسية ناشئة وأصبح لها صوت ودور ملموسين في الحياة السياسية”.

وتلفت الناشي إلى أن التحديات الاجتماعية لا تزال تعيق المرأة في العراق، إلا أنها تواجهها بشجاعة وإصرار، وتحاول أن تقنع من حولها بأهميتها وتضغط لتحقيق مكاسب في الساحة السياسية، مؤكدةً أن “هذا التحول الكبير للمرأة في العراق يعكس إرادتها الحقيقية للتألق في مجالات متعددة، سواء كان ذلك في الاحتجاجات أو التنظيمات السياسية او في بقية القطاعات”.

في الختام، شددت د. وجدان الناشي على أن انتفاضة تشرين كانت قفزة نوعية للمرأة العراقية في المشهد السياسي، أثبتت أنها جزء حيوي من التغيير الذي يحدث في البلاد.

حضور ملموس

وفي ذات السياق تقول الناشطة السياسية بنين الزركي، إن “وجود العنصر النسوي في ساحات الاحتجاج أحدث فرقًا كبيرًا وأثبت وجوده من خلال صوته وحضوره القوي في الساحة. وأضافت أن المرأة بدأت تطالب بالحقوق السياسية والاقتصادية والمدنية خلال هذه الانتفاضة”.

وتصف الزركي في حديث لها مع “طريق الشعب”، مشاركة النساء في الانتفاضة “حيث قمن بالتظاهر ورددن الهتافات وقدمن المساعدة من خلال تقديم الطعام ومساعدة الجرحى. كما نقلن وقع الاحتجاجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع تصوير رسالة الثورة بوضوح، مؤكدة أنهن لم يكن يمثلن جهة سياسية فاسدة، بل كن يعبرن عن إرادة الشعب”.

واستذكرت الزركي دور الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن كشهداء في الانتفاضة، مشيرة إلى أن وجودهن كان حاضرًا في كل مكان ولم يكن هناك ميدان خاليًا منهن”.

فيما يتعلق بدور المرأة في المجال السياسي، أشارت بنين إلى أنه على الرغم من عدم وجود رضى تام على دورها بهذا المجال، إلا أن العديد منهن استطعن بجدارة أن يثبتن أنفسهن خلال الانتفاضة وما بعدها في المجال السياسي الذي كان حكرا على الرجال وللنساء اللواتي لا يملكن قرارا او إرادة سياسية. وختمت بتأكيد أن انتفاضة تشرين لم تمت وستستمر مطالبها في النضال لتحقيق التغيير في حياة المرأة العراقية بالمجتمع عموما”.

عرض مقالات: