اخر الاخبار

منعت وزارة التربية، أخيرا، استخدام الهواتف النقالة في تصوير التلاميذ داخل الصفوف المدرسية، لان هذه الممارسات تعد انتهاكًا لخصوصية الأفراد.

ويؤشر مراقبون وجود حاجة لوضع تشريعات تحمي البيانات الشخصية للمدونين، مشيرين الى أن الاستخدام السيئ للهاتف ممكن أن يعرض التلاميذ إلى العديد من الأفعال الاجرامية ومنها التنمر أو السب أو غيرها من الأفعال التي تشكل جريمة في القانون العراقي.

الاستئذان مسبقاً

تعبر نادية الحلفي عن رفضها القاطع لتصوير اولادها داخل المدرسة لاي سبب كان.

وتعزو الحلفي في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، سبب رفضها بـ “تخوفها من تصوير أطفالها، قد يلحق ضررا بهم في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة”.

وتمنّت الحلفي أن “تحترم الكوادر التعلمية رغبة الأهالي وان تأخذ رأيهم قبل اجراء أي فعل، وان تحترم خصوصية التلاميذ”. ولفتت إلى “وجود مشكلة حصلت بين أحد أولياء الأمور وادارة المدرسة، بسبب ظهور ابنته في تصوير اثناء مراسيم رفع العلم”.

احترام الخصوصية

يقول علي حاكم، وهو ناشط في مجال التربية والتعليم، إن “عملية تصوير طلاب المدارس ليس بالأمر الصحيح، خاصة إذا كان بدون علم أولياء امورهم”، مؤكدا ان “تعليم الطلاب واحترام خصوصيتهم أمر أساسي، لا يجب التغافل عنه لأي سبب كان”.

ويؤكد حاكم، خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “توفير بيئة تعليمية آمنة ومحترمة، تعكس أهمية حقوق وخصوصية الأطفال، وهذا أمر ضروري ومهم خاصة في قطاع التعليم”.

ويضيف، أن “حق الأطفال في الخصوصية هو حق أساسي ومقدس، إذ لديهم الحق في التعلم والتفاعل في بيئة آمنة وخالية من أي تداخل غير مرغوب فيه”، مشيرة الى أن “التصوير في البيئة المدرسية يمكن أن يثير قلقا بين الطلاب وأولياء الأمور، ولذلك من المهم العمل على تطبيق سياسات صارمة لضمان احترام حقوق الطلاب”.

ويحث حاكم على “زيادة توعية الموظفين والمدرسين في قطاع التعليم بأهمية احترام خصوصية الطلاب وضرورة توجيه جميع الجهود نحو توفير بيئة تعليمية آمنة ومريحة”.

ووجّه حاكم دعوة لتشجيع أولياء الأمور على التواصل المباشر والمستمر مع إدارة المدرسة والحديث عما اذ كان لديهم أية مخاوف أو استفسارات بشأن سياسات المدرسة الخاصة بأولادهم والمتعلقة بالخصوصية”.

ردود فعل ايجابية

وتعتز التدريسية نور عادل الخفاجي، وهي ناشطة في مجال الطفل والتعليم في توجيه وتعليم الطلاب وتشجيعهم على التفوق والنجاح، وتؤكد احترامها لخصوصية الطلاب: انه جزء أساسي من دور الرجل التربوي.

وتنشر الخفاجي في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تجمعها بطلابها ترفقها مع نص تحفيزي وتوعوي. وتؤكد الخفاجي، أنها “تحترم خصوصية طلابها كثيرا، وهي تحرص على أخذ اذنهم بالتصوير والنشر من قبلهم ومن قبل اهاليهم”.

وتضيف أن “المنشورات التي اعممها على صفحتي تلقى اعجابا وقبولا واسعا من قبل أهالي الطلاب وأيضا من قبل متابعي صفحتي الشخصية”.

وتؤكد “نواصل العمل بجد لضمان أن جميع طلابنا يشعرون بالأمان والاحترام في بيئتهم التعليمية”، مشيرة الى أن “تصوير الطلاب دون اخذ الاذن من أولياء أمورهم يعد امرا غير أخلاقي ويجب محاسبة من يفعل ذلك، وان كان الأمر مفيدا او ايجابياً”.

واختتمت الخفاجي حديثها بالمطالبة ب”تشريع قانون حماية البيانات الشخصية، وقوانين تتلاءم مع التطور الرقمي الحاصل”.

عرض مقالات: