اخر الاخبار

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

أفرز التغيير الذي حصل قبل عشرين عاما،  واقعا يحمل صورا مأساوية مختلفة، في ظل استشراء الفساد وهيمنة القوى المتنفذة على السلطة وممارسة تضييق الحريات، وجرائم الإرهابيين والتدخلات الخارجية في شؤون وطننا، وغيرها التي ارهقت الناس لأكثر من عقدين.

وذكر مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية السيئة السائدة حاليا في العراق لم تكن هي الصورة التي ينشدها العراقيون قبل 20 عاما.

“من حفرة الى أخرى”

يلخص المحلل السياسي، علي البيدر، حال العراقيين اليوم، بأنهم “كلما خرجوا من حفرة وقعوا في أخرى”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، انه “رغم وجود إمكانيات وموارد، ورغم الانفتاح والاطلاع على بقية البلدان وتوفر العديد من الفرص للطبقة السياسية، الا انه لا تزال الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية سيئة ورديئة ”. ويواصل البيدر ان “البلد يشهد هشاشة في وضعه الأمني، وانفلات السلاح بيد العشائر، ووجود جماعات مسلحة وإرهابية، وهناك خروقات عديدة للدستور والقانون، ما يجعل البلد في حالة فوضى عامة مستمرة”.

 فرصة أخيرة

ويجد ان الحكومة الحالية لا تملك عذرا في الإخفاق؛ اذ يقع على عاتقها تصحيح مسارات العمل من اجل العراق، لا من أجل مصالح فئوية او حزبية او حتى مصالح خارجية، موضحا ان العراقيين اليوم لا يتحملون مزيدا من الإخفاقات وسوء الخدمات: “هناك فرصة أخيرة أمام الحكومة الحالية لتحسين أوضاع العراقيين”.

ما هو طموحهم؟

يقول الناشط السياسي حسين العظماوي: إنّ طموح العراقيين قبل 2003 يتمثل بنشوء دولة مقتدرة ونظام سياسي عادل، وان لا تكون هناك تمييز بين عراقي وآخر على أساس الدين او الطائفة او القومية او حتى المنطقة الجغرافية.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، ان “العراقيين تمنوا ـ بشدة ـ التخلص من جمهورية الخوف والنظام البوليسي وغرف التحقيق المظلمة”.

 نظام ديمقراطي ولكن ..

ويضيف العظماوي قائلا انه “بالرغم من أن النظام السياسي بعد ٢٠٠٣ كان ديمقراطي الشكل والهيكلية، الا ان العراقيين وللأسف صُدموا بالعديد من النخب التي كانت معارضة للنظام السابق، اذ لم تتبن خطاباً وطنياً”.

وضمن الوضع الاجتماعي، يبين العظماوي ان الوضع العام لاحه الكثير من التأثيرات السلبية، وجعلته مفككا بسبب الخطابات المناطقية والطائفية، التي كانت تتبناها الجهات المسيطرة على الحكم، ملوحا بأن اغلب هذه الجهات لا تؤمن بالديمقراطية الحقيقية، وما زالت تمارس تضييقا تجاه كل من يعارضها أو يحاول مشاركتها في الحكم.

ويخلص الى ان “كل هذه العوامل انعكست بشكل سلبي على الواقع العام بعد 2003، الامر الذي جعل فرصة التغيير تصبح ضائعة، لأسباب عديدة في مقدمتها فشل ممارسات القوى السياسية المسيطرة على السلطة”.

 طموح لم يزل قائما

فيما يعتبر المحلل السياسي، حسين الجاف، قائلا: ان الحلم العراقي “انتكس”، نتيجة لوجود قوى سياسية استغلت نفوذها لمصالح فئوية وشخصية، دون إقامة أي اعتبار لمصلحة الشعب.

ويقول الجاف لـ “طريق الشعب”: إن “المواطن العراقي ما زال يحلم بسيادة الديمقراطية وضمان تعليم مناسب ورعاية صحية، واحترام مبدأ حرية التعبير عن الرأي”.

عرض مقالات: