اخر الاخبار

حطت سفينة “لوغاس هوب” رحالها بأرض البصرة بعد خمسين عاما من الابحار، وهي اول سفينة تضم مكتبة عائمة في البحر، وتحمل طاقما بأكثر من ستين دولة.

واستقبل أهالي البصرة السفينة بشكل لم تألفه السفن، باحتفالات عمت المكان، ورافق وصول السفينة افتتاح معرض الزهور السنوي الذي اقيم أيضًا في مجمع القصور الحكومية.

وكانت مديريات البصرة قد استنفرت طاقاتها لتوفير كافة مستلزمات نجاح هذا المحفل الثقافي، وبدأت بالاستعداد والتحضير منذ قرابة شهر.

حدث ثقافي

وتحمل سفينة لوغاس هوب بين اروقتها العديد من الفعاليات والمفاجآت، ومجرد دخولك إياها لا تود الخروج منها لتنوع الكتب فيها من العربية الى الدولية وبكافة اللغات إضافة الى تعدد الأنشطة التي ترافق الكتاب، هكذا يراها سيف كرمة أحد رواد السفينة، والذي يصف نفسه بالشخص المولع بقراءة الكتب، حيث كان فرحا بإرساء السفينة في البصرة، بعد طول انتظارٍ.

ويعتبر سيف، ان احتضان فعاليات ثقافية دولية في البلد سيساهم في حدوث نقلة نوعية وفكرية، واثبات ان العراق يمثل نقطة التقاء للعديد من الثقافات والايديولوجيات.

ولفت انتباه سيف اثناء تجواله داخل السفينة، روح الفريق التي يحملها طاقم السفينة، رغم اختلاف اشكالهم والوانهم ولغاتهم، حيث يعملون على تقديم الخدمات بأكمل وجه.

وشجع سيف خلال حديثه لمراسل “طريق الشعب”، الناشطين والمدونين والكتاب على زيارة السفينة، لإدامة زخم التقدم في الحياة المدنية في البصرة، ولتعود كما كانت سابقًا موطنا للحريات والتنوع الديني والعرقي والثقافي.

لوغاس هوب

تأسست سفينة لوغاس هوب عام ١٩٧٣ في المانيا، ويتم تمويلها عن طريق منظمة خيرية، عملت في بدايتها في عمليات الشحن وبعدها تحولت الى مكتبة عملاقة تجوب البحار، لتنقل التجارب والثقافات المتنوعة.

تحتوي السفينة على أكبر معرض عائم للكتاب في العالم، وبمختلف اللغات، وتتضمن أيضا مسرحا فنيا وقاعات سينما وقاعات لعرض اللوحات الفنية والمنحوتات، كما تحمل متطوعين من أكثر من ٦٠ دولة ومن جنسيات متنوعة، اجتمعوا على حب الاستكشاف والاطلاع ونقل الرسائل والتجارب.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى لها في العراق لكن ليست الأولى في الوطن العربي، حيث سبق العراق كل من، ابو ظبي، ليبيا، لبنان، ومصر خلال الشهر الأول من العام الجاري.

وجابت هذه السفينة اكثر من (150) دولة ورست في اكثر من (450) ميناء حول العالم.

فعاليات متنوعة

يقول المرشد السياحي حسين عضيد، وهو جزء من كادر التحضير، انه “ستتم اقامة 21 نشاطاً ثقافياً خلال مدة بقائها في البصرة، وستتنوع هذه النشاطات بين محاضرات تتحدث عن تاريخ العراق وحضارته وفنون تشكيلية وحفلات توقيع كتب وامسيات غنائية”.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، ان السفينة ستشهد حضور اكثر من 9000 طالب ضمن نشاط السفرات المدرسية.

ويشير الى ان الدخول للسفينة مجاني لكافة الافراد، كما تم تنظيم حملات (گروبات) لزيارة السفينة من بقية المحافظات، ولا سيما من العاصمة بغداد.

حضور متنوع

حسن خنجر، ناشط من محافظة البصرة، ان “السفينة تحمل على متنها اكثر من 400 سائح من 60 دولة، وتضم مكتبتها اكثر من 5 الاف عنوان، تتنوع بين العلمية والتاريخية والأدبية، بمختلف لغات العالم واغلبها باللغة الإنجليزية.

وأشار الخنجر الى ان “السفينة ستتواجد لمدى 10 أيام، من الساعة التاسعة والنصف صباحاً الى الساعة الواحدة والنصف ظهرا، لطلبة المدارس. ومن الساعة 3 مساء الى الساعة 11 ليلا، لطلبة الجامعات والعوائل.

ويلفت الى ان الاقبال يتزايد منذ اليوم الأول؛ اذ هناك فضول واضح لاستكشاف ما في داخلها، من قبل المواطنين، فسعت الحكومة المحلية الى تشكيل كادر تطوعي يعمل على تنظيم حركة توافد زائري السفينة.

عرض مقالات: