اخر الاخبار

من مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، انطلقت أولى الحِرف اليدوية في البلاد، وولد فيها العديد من الشخصيات من خلدهم التاريخ، إضافة الى احتضانها أبرز المسطحات المائية في العالم، لكنها برغم كل ذلك يعيش مواطنوها ترديا مستمرا لواقع الخدمات، لا سيما خدمة الكهرباء في معظم مناطقها.

وتشهد المحافظة بين حين وآخر احتجاجات لعشرات المواطنين، وكان اخرها في قضاء الرفاعي، شمالي المحافظة، احتجاجاً على سوء الخدمات مع قطع الطريق الرابط بين المناطق الشمالية للمحافظة مع المحافظات المجاورة.

غنيّة ولكن..!

ويصف كريم علي (يعمل في إحدى دوائر محافظة ذي قار)، واقع حال الخدمات في المحافظة بـ “السيئ جداَ”. ويرى ان المدينة “منكوبة منذ سنوات”.

ويدخل الى محافظة ذي قار واردات مالية ليست بالقليلة من النفط ومشتقاته، إلا أن سكانها يعانون الفقر والبطالة، اذ يفترش أصحاب الشهادات الأرصفة والشوارع لبيع السلع البسيطة التي تسد على اقل تقدير حاجتهم المعيشية اليومية، بحسب ما قال علي لمراسل “طريق الشعب”.

وعن وضع البنى التحتية في المحافظة، يشير إلى أنها “تحت الصفر”، إذ ان اغلب الشوارع غير معبدة، وما يعاد تأهيله يتعرض للتلكؤ والخراب بسبب سوء أعمال التأهيل، إضافة إلى ان وضع الصحة والكهرباء في تدهور مستمر.

ويردف كلامه قائلا إنّ “الصحة في ذي قار باتت تنافس نظيرتها في البصرة، اذ أعداد مرضى السرطان في تزايد مستمر، بسبب الملوثات النفطية والمياه الملوثة”.

ويتأمل عليّ من موجة الخدمات التي انطلقت خلال الحكومة الحالية، التي تسعى الى تطوير وتحسين الخدمات في المحافظة، كما يصرح إعلامها، أن لا تكون مجرد شعارات رنانة وأعمال لا يرتقي لها.

متلكئة

وبالحديث عن حملات الإعمار يقول حسن سعدون من محافظة ذي قار، إن الأعمال أكثرها متلكئة وبطيئة إضافة الى إنها باتت تسبب إزعاجا للسكان، كونها تعرقل الطريق وتسبب زحاماً، مستذكراً مجسر الإسكان الذي لم ينجز منذ أكثر من خمس سنوات “بالرغم من ان إنجازه سيحل مشاكل كثيرة في المحافظة من ناحية سير المركبات”.

ويقول لـ”طريق الشعب”، إنّ “الكهرباء متذبذبة في المحافظة وغير مستقرة. وهناك بعض المناطق تشكو بشكل مستمر من مساءلة الكهرباء”، لافتا الى ان مناطق الأطراف من المحافظة تعاني منذ شهر من انقطاع الكهرباء، اذ يتم توفيرها ساعة واحدة مقابل 7 ساعات تقريباً”.

ويضيف حسن، أن ممثلي المحافظة محليا أو في المقاعد النيابية، لم يحققوا إلى الآن أي إنجاز في المحافظة.

غياب الخدمات

وفي السياق ذاته، يتحدث أحد وجهاء مدينة الناصرية، كاظم محمد، عن حضور جهات رسمية الى المحافظة وتحديدا لزيارة مجسر الإسكان والنظر إلى كمية الإنجاز التي وصل اليها، إلا أنّه لا يتأمل خيراً من تلك الزيارة، التي يصفها بـ”العروض الإعلامية”.

ويلفت كاظم إلى سوء الخدمات وتحديداً خدمة الكهرباء، في حي الخضراء، والزهراء، والتحرير، إذ يعانون من تردي الشبكات وبخس حقهم بأوقات التشغيل؛ إذ يبين أن هذه الاحياء تكون تابعة لناحية أور بالرغم من بعدهم عنها، إضافة الى انها تأخذ مستحقاتهم من الخدمات.

ويناشد كاظم الالتفات الى هذه المناطق وتوفير ساعات كهرباء جيدة، لكون اغلب سكانها يخشون الشكوى والحديث، إضافة الى ان من يسكنها هم من الطبقة البسيطة وممن يعتاشون على تربية المواشي.

الكهرباء توعد

وحرصت “طريق الشعب”، على إيصال مناشدة كاظم الى وزارة الكهرباء، وبالتالي وعدت الوزارة على لسان متحدثها، احمد موسى بتفقد تلك المناطق (حي الخضراء، التحرير، الزهراء)، وتوفير كهرباء جيدة لها. ويوضح موسى لـ “طريق الشعب”، إن كل محافظة عراقية تملك هيئة تنسيقية عليا، تتضمن المحافظين والدوائر الخدمية، وهي من تحدد كمية الطاقة الكهربائية لكل محافظة، وتتوزع بالتساوي على ضوء التوليد العام للمنظومة. ويشير إلى أن “مركز السيطرة الوطنية وإدارة التشغيل والتحكم في مقر الوزارة، يحرص على التوزيع للحصص الكهربائية، ويأخذ بنظر الاعتبار نسبة السكان والرطوبة والزيارات الدينية أثناء التوزيع”.

عرض مقالات: