اخر الاخبار

أبدى عدد من مثقفي مدينة البصرة وكتابها، امتعاضهم من توجيهات شرطة النجدة في محافظة البصرة، بمنع عدد من الفعاليات الموسيقية في شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب، الذي يفتتح ابوابه للزوار مساء يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع.

ماذا حدث؟

وطالبت مفرزة من شرطة النجدة مساء الخميس 22/6/2023 اصحاب البسطات وباعة الكتب والانتيكات برفع بسطاتهم، وأبلغوهم بعدم السماح لفرقة قصي البصراوي للموسيقى الشعبية بالعزف الا بعد استحصال الموافقات الرسمية التي وصفوها بـ”الملزمة”.

وبحسب مراسل “طريق الشعب” فان “الفرقة الفنية البصرية امتثلت للأمر على امل تسوية الموضوع، لاحقاً”.

ويؤشر ناشطون في مجال الحريات العامة، ان هذه الخطوة سابقة غير صحية، توثر سلباً على المشهد الثقافي البصري، ويراد منها خنق الحريات التي كفلها الدستور والاعراف الاجتماعية، وربما هي خطوة استباقية لغلق الشارع بالكامل.

محاولة لمنع الفرح

وقال صفاء الضاحي رئيس اللجنة المشرفة على الشارع لـ”طريق الشعب”، ان “امر منع الفرقة الفنية من الغناء تكرر، وعند الاستفسار عن السبب، تجيب المفرزة الامنية: (انها أوامر مدير شرطة نجدة البصرة، ولابد من استحصال الموافقات الأصولية).

وأضاف الضاحي، ان “هذا الأمر عمل ارتجالي من جهة ليست معنية بالفعاليات التي تقام في هذا الشارع، وسوف يواجه الجمهور البصري هذا القرار”.

وتابع، ان “الشارع يمثل المساحة الحرة في البصرة والمتنفس الوحيد للعائلة البصرية والمثقفين والاكاديميين، وهذا التصرف ينغص جميع الرواد، وأنا متيقن بان للموضوع جذورا من جهات تحاول منع الفرح في شارع الفراهيدي”.

عمل مستنكر

واستنكر عدد من مثقفي مدينة البصرة هذا الفعل المستهجن بحسب وصفهم، وطالبوا بحماية الشارع الثقافي في البصرة من القرارات الارتجالية، التي تحاول كبت الحريات العامة.

وذكر عبد السادة البصري، رئيس ملتقى جيكور الثقافي، ان “الثقافة والادب والفن مشاعة للجميع، ولا يمكن تقييدها بأوامر”.

وزاد بالقول لـ”طريق الشعب”، ان “منع الفعاليات الموسيقية عمل مستنكر من الجميع، ونحن في بلد ذي دستور يكفل الحريات الشخصية، ومنها الممارسات الثقافية، واريد القول بان هذا التصرف خطأ كبير مخالف للدستور والقوانين النافذة ومخالف للمنطق ايضاً لهذا نريد وقفة جادة من الجميع، كما نريد تفسيرا للأمر ومعرفة من منع هذا النشاط ولماذا؟”.

خنق المتنفس الوحيد

بدوره، اعتبر كاظم صابر رئيس مؤسسة النهضة الثقافية موضوع منع الفرقة البصرة بـ”الكارثة الحقيقية”، لأن الفراهيدي هو المتنفس الوحيد للثقافة في هذه المدينة، كما انه المتنفس الوحيد أيضاً للعائلة البصرية؛ فمنع الموسيقى أمر خاطئ.

وتساءل صابر بالقول: “هل تريدون ان يسمع الناس لونا واحدا؟ كما أن الموسيقى هي غذاء للروح البشرية، وانا متأكد بان غداً سيمنعون المسرح وبعدها بقية الانشطة والفعاليات الجمالية”، موجها دعوة الى محافظ البصرة بأن يكون له موقف تجاه من يحاول هدم الثقافة في البصرة.

فعالياته متنوعة

فيما علق الصحفي والرحالة عبد المنعم الديراوي، على قرار مدير شرطة النجدة بمنع الموسيقى في شارع الفراهيدي بانه “أمر مرفوض لأن هذا الشارع يشمل جميع الفعاليات والموسيقى احداها، وهؤلاء الفنانون يتبرعون بتقديم الجمال والفرحة والبسمة الى نفوس البصريين”.

وأضاف الديراوي لـ”طريق الشعب”: في شارع المتنبي بالعاصمة بغداد تقدم فعاليات متنوعة منها الموسيقى، فلماذا تمنع في البصرة ولا تمنع في بغداد؟ إذن هناك قرار ارتجالي غير مدروس، ونحن نرفض هكذا قرار، ونقف الى جانب أية فعالية تزرع الفرح والبسمة في نفوس ابناء البصرة المعطاء”.

ويتفق معه في الرؤية والطرح الصحفي بهاء مانع شياع، الذي قال: “نحن نعيش في دولة ذات دستور يكفل الحريات العامة للمواطن”، مشيرا الى ان “هذه الفرقة تعزف الالحان والاغاني الفولكلورية الموروثة من تراث البصرة وذات مستوى فني راق، والذي منع هذا النشاط جاء بأمر غريب”.

أما الشاعر علي السالم فقال ان “شارع الفراهيدي يعدُ ملتقى للادباء والفنانين والسياسيين الوطنيين، لكن هناك من يتربص ببسمة الانسان، ولا يحب السعادة للآخرين، وهناك مَن عقيدته وفكره مقولب على الحزن، ويريد فرض هذا الامر على الآخرين”.

وينتظر رواد هذا الشارع موقفاً واضحاً من المسؤولين أصحاب القرار يعيد الفرحة لهم، ويمنع مثل هذه القرارات الارتجالية.

عرض مقالات: