اخر الاخبار

ينتج مصنع النسيجية الواقع في محافظة بابل، أنواعا فاخرة من السجاد والأقمشة والملابس والأكياس، إضافة الى العديد من المنتجات الوطنية الأخرى، كونه يضم خمسة مصانع بإنتاجيات متنوعة، وبالرغم من أهمية المصنع بدعم المنتج المحلي وتشغيل الأيدي العاملة، الا انه يواجه تحديات عديدة أبرزها غياب التسويق الجيد، إضافة الى عدم تعاون الدوائر الحكومية بمنتجات هذا المصنع، وتختار ان تشتري من المنافس الأجنبي.

المستورد

يقول حسنين صالح، مدير الإعلام والعلاقات في مصنع النسيجية، إن “المصنع يتألف من خمسة معامل، تشمل نسيج الحلة، القديفة والخياطة، والاكياس بلاستيكية، ويتفرع المعمل الأخير إلى فرعين؛ الاول في مركز المحافظة بابل، والآخر في سدة الهندية. إضافة الى معمل المفروشات للألياف الصناعية، الذي ينتج الديباج والمخاد واللحاف والشراشف السريرية.

ويضيف صالح لـ”طريق الشعب”، أنّ المصنع يتميز بقدرة إنتاجية بمستوى عالٍ جداً، حيث إن جميع منتجات معامل مصنع نسيجية الحلة تضاهي مثيلاتها من الصناعات المستوردة.

وعن أبرز معرقل يواجه عمل المصنع، يشير حسنين إلى وجود “منافسة تأتي من المستوردين الأجانب الذين ينافسون المنتجات الوطنية”، مشددا على ضرورة “توفير حماية واستدامة للمنتج الوطني، وذلك من خلال تفعيل القرارات الحكومية اللازمة”.

ويتحدث صالح عن جهود محلية تحاول تعزيز الصناعات المحلية، تتمثل بتوجيه “محافظ بابل الدوائر الحكومية بشراء احتياجاتها من خلال المصنع المحلي والتعاون مع المجمع التسويقي الموحد الذي يوفر تسهيلات الدفع (بالتقسيط) للموظفين على مدار 10 أشهر”.

ويردف قائلاً، إن “مجمع التسويق الموحد يقدم مجموعة واسعة من المنتجات المحلية، بدءاً من الأجهزة الكهربائية والملابس بجميع أنواعها ووصولاً إلى البطاريات والحواسيب والشاشات”.

ويتأسف صالح لغياب التعاون من قبل الدوائر الحكومية على الرغم من وجود توجيهات وجهود من قبل الحكومة المحلية، مضيفا ان تعاون هذه الدوائر يساهم بشكل أفضل لاستثمار منتجات المصنع المحلي، وعن طريق مجمع التسويق الموحد، وذلك لضمان استمرارية العمليات داخل نطاق الاقتصاد الوطني.

وفي ختام حديثه، وجه صالح شكره لـ “طريق الشعب”، على دعمها واهتمامها بمصنع النسيجية ومنتجاته الوطنية، إذ تعكس هذه الاهتمامات رغبة قوية في تعزيز القطاع الصناعي المحلي ودعم الاقتصاد الوطني.

قدرة على المنافسة

ويتحدث احمد فاضل، مدير معمل الأكياس (أحد معامل مصنع النسيجية)، عن وجود تحديات كبيرة تواجه مهمة التسويق للمنتج المحلي، في ظل غياب الحماية الفعالة للمنتج الوطني.

ويقول فاضل لـ”طريق الشعب”، إنّ “الحكومة المحلية قامت بوضع خطة لتعزيز عملية التسويق، وقدمت تعهدات في هذا السياق، لكن حتى اللحظة لم يتم رصد أي تقدم على أرض الواقع، ولا تزال الأمور على حالها”.

ويشدد فاضل على “أهمية وجود آليات حماية للمنتج المحلي في ظل فتح الحدود”، مؤكداً أن “من الضروري تطوير إطار قوي للحماية بهدف الحفاظ على المنتجات المحلية وتعزيزها”.

ويؤكد أن “منتجات المصنع قادرة على منافسة المنتجات المستوردة من حيث الأسعار، حيث تُقدم خصومات تصل إلى 5 في المائة لجميع الدوائر الحكومية التي تتعامل مع المصنع. وبرغم هذه التسهيلات المقدمة، يظل هناك تقاعس من قبل الدوائر الحكومية عن شراء منتجات المصنع.

وأوضح فاضل أن “المصنع لديه تنوع في منتجاته، يشمل إنتاج أكياس النفايات وأكياس تعبئة الطحين، وقد تم التعامل مع بعض أصحاب معامل الطحين. ومع ذلك، هذه العلاقات محدودة ولا تفي بالتطلعات المتوقعة. وبالتالي، يتوجب تبني قرار حكومي يلزم الدوائر الحكومية بشراء منتجات المصنع حصرياً دون اللجوء إلى مصادر أخرى”.

وكان مصنع نسيج الحلة يضم أكثر من 15 ألف عامل في مختلف معامله، وينتج انواعا من مختلفة من المنسوجات التي تغذي السوق المحلية، في حين لا يتجاوز عدد العاملين في الوقت الحالي 2000 عامل.

عرض مقالات: