اخر الاخبار

راصد الطريق.. متى تقلب الناس الطاولة؟

بعد أن تحول برلماننا في جلسته السبت الماضي لانتخاب رئيس جديد، إلى حلبة مصارعة اصيب فيها نواب وسال دم بعضهم، تقرر عقد الجلسة التالية غدا...

بيان الحزب الشيوعى العراقي.. إجحاف آخر بحق ثورة 14...

تفاجأنا مع غيرنا الكثير من المواطنات والمواطنين العراقيين بأن مشروع قانون العطلات الرسمية لسنة 2023 الذي احالته الحكومة إلى مجلس النواب...

راصد الطريق.. إنما الأمم الأخلاق .. ما بقيت؟

تَسبّب خبر القبض على مديرة مدرسة ومشرفتين تربويتين وموظف في تربية واسط، متهمين بالدعارة والابتزاز الجنسي، في صدمة حقيقية. فهل هؤلاء هم ممن...

راصد الطريق.. تعثر الإنفاق المالي وواقع الموازنة

أفاد أحد النواب أن محافظة البصرة تسلمت 26 بالمائة فقط من حصتها في موازنة العام الماضي، ولم تتسلم شيئًا من موازنة العام الجاري. وهذا ينطبق...

راصد الطريق.. ارقام فلكية لا يقابلها استيراد فعلي

شهدت منصة البنك المركزي لبيع الدولار ارتفاعًا في المبيعات، حتى بلغت في مزاد الأمس 275 مليون دولار. وهذا رغم حديث البنك المركزي المستمر عن...

حياة الشعب

إصابات السرطان تتصاعد في نينوى وكُلف العلاج تُنهك الأهالي

33
تواجه محافظة نينوى واقعاً صحيا مأساوياً إثر ارتفاع عدد الإصابات السرطانية بين سكانها بشكل غير مسبوق، بينما تفتقر إلى...

المشاريع الخدمية في كربلاء.. الوزارية منها متلكئة والمحلية تفتقد الجودة

20
في كربلاء لا يختلف واقع المشاريع الخدمية عن باقي المحافظات، إذ يرصد بشكل مستمر وجود حالات من الفساد وغياب الشفافية...

«كور» الطابوق تخنق أهالي الحيدرية.. والجهات المعنية عاجزة عن إزالتها

31
يتسبب الدخان الأسود المتصاعد من “كور” معامل الطابوق في ناحية الحيدرية شمال محافظة النجف، في ارتفاع معدلات الاختناق...

«التخصيصات المالية» تظلم المواقع الأثرية في الأنبار

118
تعد محافظة الأنبار واحدة من المناطق الثقافية والتاريخية المهمة في المنطقة؛ اذ تحتضن مجموعة من المواقع الأثرية ذات...

وضع قاسٍ في النجف!.. 600 عائلة متجاوزة مهددة بالتشرد بعد قرار هدم بيوتها

41
وثقت شبكة “964” الخبرية حالة تشرد قاسٍ يطاول نحو 600 عائلة نجفية، بعد الشروع بتنفيذ قرار يقضي بهدم بيوتها المتجاوزة في...

مواطنو الديوانية: أغلب المشاريع توقفت عند «الحجر الأساس» وتحولت الى مكب نفايات

43
اشتكى عدد من المواطنين في محافظة الديوانية من تحوّل العديد من المشاريع الخدمية إلى أماكن لرمي النفايات، نتيجة لفشل...

ذوو الاحتياجات الخاصة يشكون الاهمال الحكومي: متى تُطبق بنود الاتفاقيات الدولية الخاصة برعايتنا؟

52
تتعرض فئات عديدة في المجتمع للتهميش والإهمال منذ فترة طويلة، حيث يجد أصحاب الاحتياجات الخاصة صعوبة في الحصول على مكان...

النازحون يفضلون الخيمة على منازلهم المدمرة ومعنيون يحددون متطلبات العودة الطوعية

52
أثار قرار الحكومة العراقية تحديد نهاية تموز المقبل موعداً نهائياً لإغلاق مخيمات النزوح، موجة من الانتقادات، فعلى الرغم...

النساء الفلاحات يكدحن في الحقول والمزارع

83
تواصل الكثير من النساء الفلاحات عملهن في المضني الاراضي الزراعية، بحب واعتناء كبيرين، في ظل غياب أو محدودية الدعم...

مرض التوحد ينتشر وذوو المرضى في حيرة من أمرهم!

91
يعيش أطفال العراق، ممن يعانون مرض طيف التوحد، معاناة مزدوجة، بين الإصابة بالمرض وضعف الرعاية المقدمة لهم. فيما تعاني...

دوائر التسجيل العقاري.. رشاوى واخفاء للأضابير دعماً لسوق «المعقبين»!

806
كثيرة هي الاخبار التي تُعلن بين الحين والاخر عن ملاحقة او اعتقال مدير عام او موظفين فاسدين في دوائر التسجيل العقاري،...

سائقو الشاحنات يغلقون الطرق الرئيسة: رشاوى السونار تأكل أرزاقنا

92
في ظل تصاعد الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات ومكافحة الفساد، شهدت محافظة النجف وغيرها من المحافظات...

عهدنا في اغلب الروايات العظيمة التي كتبها الكتّاب المجيدون، أنهم كانوا يتقمّصون الشخصيّة الى ابعد حد الى درجة الإلمام التام بتفاصيلها، وقبل أن يمنحونها صفة البطل المحوري. يسلطون الضوء الكامل عليها، من الداخل والخارج، حتى الإحاطة الشاملة بكل جوانبها لتكون واضحة.. نعهدهم قد اعتنوا جيداً لأجل أن يضعوها امام القارئ على السطور وكأنها تكتسي لحمًّا ودمَّا حتى تتشخص امامه حقيقية، دائمة الحيوية حتى بعد ان تُطبق عليها دفة الكتاب، سوف تبقى بفاعلية دائمة. ولها مكان على الواقع بالرغم من الخيال الذي أوجدها. وتكون المحور الذي يقيم عليه مركز الرواية، وكلما كان التقمّص دقيقا تأثثت عليها احداث الرواية بانسياب الماء الى المنحدر.

و”غراميات” التي تدهشنا.. رواية أفكار ومعادلات سردية متوازية، كاتبها الروائي البارز والمترجم وكاتب المقالات الإسباني والاستاذ الجامعي “خافيير مارياس” ابتدع لنا شخصية “ماريا” التي تباغتنا بدخولها لتجتذبنا حتى نركز على دقائق المرأة وتمييزها عن المرأة الأخرى، وان الدرب الذي اختاره كان دربا بالغ الصعوبة لأنها كتابة عن صميم ومشاعر نسوية بحتة، تتطلب معرفة حيّة حتى تروي لنا بلسان امرأة تراقب علاقة معقّدة يكشفها المؤلف عن اسرار الأنثى وهي تحبّ وهي تكره، ومن ثم كيفية إخفاء غيرتها حتى عن القراء. كأنما تراها بعينيها اللتين تلمعان بشغف، وهي تخفيَّ زيف مشاعرها، اذ تحسبها غريمتها، (مفتونة بالزوج وتتمنى ان تقصيها عنه)، عبر سرد تحمله الينا جمل مشحونة حول تفاصيل دقيقة من داخل تكوينها الفسيولوجي، بإبداع حقيقي. انها قصة حب متواترة بين “رجل أعمال” و “لويسا” المدرسة الجامعية، تلتقيهما الساردة الانثى كل صباح في “كافيه” متواضع. تعجب بهما كزوجين متحابين أول الأمر وأنها تحرص على ان تراقبهما. ولا تكشف “ماريا” الافصاح عن تعلّقها بشخصية الزوج “ميغيل ديسفيرن او ديفيرني” وميلها الشديد اليه. وهي تروي عنه التفاصيل حول ملبسه، ومأكله.

نعهد المؤلف يُقيمُ لعبته المشوّقة على التواري خلف شخصيات اختلقها بعناية وبراعة خيال مذهل، منذ السطور الأولى يجعلنا نتتبع حكاية متماسكة من البداية الى النهاية عبر سرد ممتع مبني على الملاحظة الدقيقة الشغوفة في عالم يتشكل بقوّة الصورة التي تراها العين، وتسمعها الأذن. نعهد الروائي سارداً عليماً عارفاً بماهية “علم الرواية” ومساحة حريتها، حيث الروايات العظيمة، تستطيع الكشف عن معلومات دقيقة لا يمكن ان نجدها في بقية الكتب، انها تقول الكثير عن أشياء لا يمكننا ان نعرف عنها، ولا قيمتها بوفرة المعلومة الكاشفة حيث الرواية الذكية تحكي حكاية ظاهرة وأخرى خفية، ونعدها عبر تفاصيل تحكيها أمرأه اسمها “ماريا” بقيت تتابع عن كثب مجريات تفاصيل جريمة غامضة فرقت بين زوجين، وغاية تلك الحكاية. مراقبة دقيقة واحاطة شاملة، لم تخفِ عن القارئ كل ما تعرفه من تحليل عميق عن تلك الشخصيتين اذ وقعت بين الحب والغيرة وسطوة الحقيقة.

هذه الرواية تعلمنا ان الرجل انتقل الى العالم الآخر (عندما ظهرت صورته في الجريدة مطعونا وبلا قميص وعلى وشك التحول الى شخص ميت - الرواية)، ويتحطم الحلم الذي كانت تراقبه “ماريا” من بعيد، والذي بات ضحية جرت عليها جريمة غامضة. وهذه الرواية ليست مرتكزة في تشويقها على تلك الجريمة التي بدت وكأنها محور الحكاية الرئيسة. انه كاتب ينصب لقارئه فخاً ليوقعه في مطب متابعة قصة أكبر، بعد ان تسلح لها معرفيا وراح يعد عدته ليغزو علم الاعلام برمته، يدخله أول الامر من خلال بطلته التي تعمل صحافية ومرتبطة بدار نشر، ومن ثم الشخصية التي تراقبها شخصية رجل اعمال ناجح في تجارة الأفلام. تارة تفكك لقارئها التعاملات الرخيصة لدور النشر الاعلامية والتي ترتبط بالكتاب وفضح العلاقات المشبوهة بين الإعلاميين المعنيين بالنشر، علاقات متراكبة من المصالح، بعضها يفتح الباب نحو الآخر، ويكشف لنا كيفية نيل جوائز النشر، وكيفية تسويق بعض الأسماء التابعة لمؤسسات هي بالأصل لها رهان الشراء على ذلك الفوز. جعل المؤلف تلك المرأة تتحدث من داخل تلك المؤسسات وتفضح كل مكنوناتها السرية في الصفات التي تجري من اجل الكسب المادي، حيث لا شيء حقيقي سوى الربح المادي، وليس بحسبان آخر. كذلك موقع الرجل الذي تتابعه حيث كان يعمل في حقل انتاج الأفلام، وبمراقبته الدقيقة تكشف للقارئ تفاصيل لم يكن يعرفها عن تلك الصناعة. اسرار ارتباطات خفية بين المنتجين والموزعين والتي في نهاية مطافها غايتها الكسب على حساب التقانة.

كل ذلك لتغطية حكاية ظاهرة ملخصها التلصص والرغبة الإنسانية في معرفة الحقيقة، ينكشف السرّ على مسمع “ماريا” في حوار مطول بينها وبين القاتل كأنما هناك رواية أخرى داخل الرواية تبين هناك سبب إنساني للقتل، حول صديقه الذي طلب منه إنهاء حياته بعد أن أصيب بسرطان نادر، أصاب رجولته في مقتل ورغب في الانتحار ولم يتمكن من ذلك لوحده فاستعان بأحد أصدقائه المقربين لوضع تلك النهاية المروعة لنفسه وقد جرى الحوار على مسامع “ماريا” كأنما كان متعمدا ان يسلمها دليل براءة القاتل ويجعله ينجو من فعلته النكراء. وهناك حديث عن الانتحار بعد هزيمة الانسان امام خصوصياته. بقيت تتحدث عن الضعف البشري إزاء الضغوطات الكبيرة التي تقف بين الانسان واحلامه. (ما لا أستطيعه هو ان اتفرغ لكراهيتهم بفعالية، كما لو انني أستطيع كراهية بعض رجال الاعمال المنافسين الذين أرسلوا قاتلا مأجورا، لا أدرى ان كنت تعلمين ان هذا الامر يصبح أكثر شيوعا، في اسبانيا ايضا. هنالك اشخاص. يطلبون احضار قاتل من الخارج، كولمبي، او صريبي، او مكسيكي كي يزيح من الطريق من يشكل منافسة كبيرة لهم ويمنعهم من التوسع، يأتون بشخص فيقوم بعمله، يدفعون له ويغادر، انهم قتلة متكتمون ومحترفون وهم معقمون ولا يخلفون اي أثر، وحين ترفع الجثة نجدهم قد وصلوا المطار، او يحلقون في الجو عائدين الى المكان الذي جاءوا منه- الرواية)

ترى هل كان يتلاعب المؤلف في اغلب الفصول؟ وكأنه يقول لنا ان “ماريا” تنقل لنا اوهامها، حيث لا حقيقة سوى انه مجرد ظنون تحاور بها نفسها، وان معظم الاحداث لم تحدث على الاطلاق، وبطلته لم تستمع الى أي أحد سوى الوهم، ولم يتحدث اليها أحد، (حقيقة ان ذهن المبدع يضج بالابتكار والخلق، ولا كأنما كل ما يسرد علينا حقائق، وليست أوهام “ماريا”)..

ان الاحداث التي تتابعها “ماريا” بحثاً عن مصير الثنائي تكاد تكون الشاهدة الاكيدة على المجرم الذي قام بتلك الجريمة البشعة.. حيث يداخلنا الشك في كل التفاصيل، والقلق بشأن كل اعتراف: أهو الحقيقة أم الزيف والادعاء؟ في سرد أحلام الكتاب وأوهامهم، وليس المهم الحدث أو الشخصية، بل ما يلهمنا إياه من أفكار في التعبير عن الحب، والكشف عن الفساد الذي يلف بطانة اشباه المثقفين الذين تكشفهم الرواية.

لقد باتت الرواية الفنية تشكّل عبر التّقنية محفّزًا فعّالًا في خصوصية الحبكة- الحدث المحوري- اذ تكون لها فاعلية الكاميرا السردية، الدقيقة وقد ذهبت الى توضيح تفاصيل المحتوى المليء بالإشارة من الدّال الى المدلول، حيث يتواشجان ليكونا متانة حدث روائي مثير، يجعلانه مشوقا في تقنية ذكية (لكن هل القصة حقيقية؟ هل يسرد “روبيريث” هذه الرواية على سمع “ماريا” لإبعادها عن إدانته أو عدم إبلاغ زوجة الصديق المغدور حتى لا تفسد خططه المستقبلية- الرواية). متورطة بدرجة ما في علاقة مع صديق المقتول، والذي يتبين أنه هو من اغتال صديقه الأثير، والواقع في غرام زوجة الراحل، وتلك عقدة أخرى تدخلنا اليها الرواية، تجعلنا نعيد النظر في تلك الخيالات المتوالية التي تدخلها “ماريا” وكأنها تتابع ما وراء حكاية الاغتيال، بتقمّص متواصل كأنما تغيب شخصية المؤلف وتظهر فوقها شخصية أخرى تملأ المكان بتفكيرها المستقل. لقد تُرجمت روايات “خابيير مارياس” إلى العديد من اللغات، ولم يكن أديبا مغمورا بعد أن حصل على الجائزة الوطنية للرواية سنة 2012، وتمَّ رفضها لأسباب شخصية لم يعلن عنها، المؤلف اصيب بفايروس “كوفيد” وتوفي في مدريد. ولعل ترجمة “صالح علماني” تعد من بين اهم التراجم لهذه الرواية الصادرة عن دار التنوير.

عرض مقالات:

تحلُّ يوم السبت المقبل، الذكرى السنوية الثالثة لحراك تشرين المجيد، الذي انطلق بتضحيات بناتِ وأبناء شعبِنا البواسل، وزعزع منظومةَ المحاصصة والفساد.

واليوم، ومع استمرار حالة الانسداد السياسي، وتفاقم أزمة نظام الحكم وتداعياتها على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، ينبري الشباب الغيور مجددا لإعلاء راية تشرين، وتدشين صفحة جديدة من صفحاتها، مضمونها تطلعات العراقيين وآمالهم في التغيير الشامل.

إنّ قوى التغيير الديمقراطية، تؤكد وقوفها الداعم للحراك السلمي في عموم ساحات الوطن، والذي ينطلق في الأول من تشرين المقبل.. بل وتدعو تنظيماتها ومناصريها إلى التحشد تحت راية الوطن والتغيير.

وتشدد قوى التغيير الديمقراطية على أهمية وضرورة التعاون والتنسيق بين جميع القوى والحراكات، وتحشيد الطاقات، والسير قدما على طريق التغيير الديمقراطي، وتدشين بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية، الدولة كاملة السيادة.

في الذكرى الثالثة لحراك تشرين، نؤكد سعينا نحو القصاص من قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير المغيبين، وتحصيل حقوق الجرحى الابطال وتعويض عوائل الشهداء.

وستبقى مطالبتنا بدولة خالية من المحاصصة والفساد والمليشيات، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.. حاضرة لحين تحقيق ارادتنا: التغيير الشامل.

قوى التغيير الديمقراطية 

26 أيلول 2022

الناصرية ، تلك المدينة الجنوبية ، التي وهبت الفن والادب العراقي عمالقة من الصعب ان يجود بهم الزمن لاحقا ،عريان السيد خلف ، كاظم الركابي وجبار الغزي وقيس لفتة مراد ، طالب القره غولي وكمال السيد ، حضيري ابو عزيز ، ناصر حكيم ، داخل حسن ، جبار ونيسة ، حسين نعمة ، وستار جبار وعلي جودة ، والقائمة تطول .. وهبتنا مبدعا آخر اعطى للاغنية دررا وشذرات ستبقى تفتخر بها عبر تأريخها ، فأغانٍ مثل عزاز ، تكبر فرحتي ، هذاك آنه وهذاك انت ، المكير ، جذاب ، وأغانٍ اخرى منحت الاغنية العراقية عبر الحان الراحل طالب القره غولي وكمال السيد ، القا ، وروحا ، وديمومة ، وكأن تلك الالحان تشبّعت بالعطر السومري فأخذت منه اصالتها ، وسر خلودها .

 لم يكن ديوان (المكيّر ) الذي اصدره الراحل عام 1971 في بغداد ، والذي لايتجاوز حجمه حجم الكف ، إلا قطعة نفيسة من آثار سومر ، وطبع بأحرف بدائية ، تجعلها قريبة للكتابة السومرية ، هذا الكتيب الصغير ، منح الفن العراقي خمسة عشر اغنية ، من اجمل اغانيه .

 اخذ زامل سعيد فتاح عبق حروف قصائده من اديم الهور ، ، من شموخ القصب والبردي ، وبيادر الحنطة والشعير ، فكانت توليفة رائعة ، حتى يخيّل اليك وانت تستمع الى كلماته المغناة تستمع الى صوت طيور الماء ، والخضيري والبط ، واصوات الفلاحين ، باغانيهم المغمّسة بالحزن .

كما كان حريصا ان تكون مفرداته قريبة للجميع ، بعد ان ارتحل من مدينته الى بغداد لكي يكون قريبا الى اجواء الفن ، تبعا لنصيحة رفيق رحتله الراحل الكبير طالب القره غولي . ورحل زامل ، في غير اوانه ، ككل الاحلام الجميلة ، في حادث سيارة ، وكان هو الميّت الوحيد فيه عام 1983 ، ليسدل الستار عن نجم من نجوم الشعر الشعبي العراقي والاغنية العراقية الاصيلة.

عرض مقالات:

ثمة ذروتان عاليتان في تاريخ العامية العراقية - كصوت لغوي ثاني للغة الام الفصحى - هما مظفر النواب وشمران الياسري (ابو كاطع) - وهذا لا يعني إطلاقا إغفالا للصودات الابداعية التي قدمتها لهاتين الذروتين الكثير من بدايات التحديث. 

أشعلا في أرض الكلام المحلي حرائق كثيرة فجّرت محيط اللغة العامية بأمكانيات جمالية وحسية وفكرية هائلة قدمت النتاج الابداعي العامي في أضواء وعناصر ثقافية جديدة  دخلت في تكوين النسيج المعرفي للكائن العراقي.

اللغة قبل كل شىء موهبة مستقلة لا تتوفر لجميع الذين يمارسونها بنفس الحساسية والرهافة والادراك والتذوق والعلو... إن تلمس أسرار وينابيع وأعماق ودور تلك الموهبة في العملية الابداعية مسألة صعبة للغاية... من هنا نستطيع ان نرى فوضى وهياجانات الانطباعات والآراء العشوائية السائدة منذ سنوات وحتى اليوم.

الموهبة – الثقافة.. هما عنصرا العمل الجديد، وجهاته المفتوحة على جهات البعيد.. المجهول.. المستقبل، والتي أمسك  بزمامهما ابو كاطع في سردياته، وإنشاءه الدائم لعالم رواياته، وحتى عموده الصحفي بطريقة نادرة، ومهارة عالية جدا.. حيث كان في كل ما كتبه من نثر وكأنه يسير على صراط القول المحفوف بمخاطر السقوط في هاوية العادية والتسطيح، والغفلة التي لا تنقذ الكلام من شفاهيته وأستعمالاته البدائية الأولى.

ابو كاطع في عمله الكتابي شذّبَ الكلام الذي يأخذه من شفاه وأفئدة الناس البسطاء وتراب وغبار حقولهم واشواقهم 

ثم يعيده اليهم مشحونا بعلاقات ودلالات، وآفاق ثقافية عميقة عرف كيف يخفيها في داخل النص ويقدمها لهم دون إستعراضات وإدعاءات معرفية، وبذلك يمكننا القول إن ابو كاطع هو أول من ساهم في محو أمية مجتمعه الكبير.

وهكذا ظل على الدوام ذكيا - يقظا  يزود فضاء إستعمالاته اللغوية بمقومات الخبرة المتجددة  التي تمزج العمل الادبي بعروق شجر  وطين وماء وغبار وثغاء الاغنام، وليل وروائح ونكهة موروث بيئته التي كان يخلقها من جديد في عرق فرس، أو ( مصخنة ) ماء ترفعها على رأسها صبية عائدة من النهر ومذاق الطلع الحلو..، أو تطريز فلكلوري في (بسط) مدينة (الحي) المترامية النخوة والذائقة والكرم والقهوة والشجاعة والعادات النبيلة، وتاريخ الشعر العامي خاصة.

كنت أتمنى ان أتحدث عن البنية الفنية للرواية (الشعبية) التي  أبدعها ابو كاطع، وكان رائدا فيها، لكن ضيق المجال وللأسف حال دون ذلك.

عرض مقالات:

اعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء يوم 14 حزيران الفائت، ان المجلس قرر في جلسته يومها تخفيض سعر وقود الكاز لاصحاب المولدات الاهلية الى 250 دينارا للتر الواحد. 

وتضمن القرار ايضا زيادة كمية الوقود المجهز للمولدات، تناسبا مع زيادة ساعات القطع المبرمج للكهرباء، وذلك من خلال التنسيق بين وزارتي الكهرباء والنفط.

وجاء هذا القرار دعما للمواطن في ظل زيادة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة، ورفع سعر الامبير من قبل اصحاب المولدات، إلا ان المواطن، وبالرغم من صدور القرار، لم يلمس اي تغيير في سعر الأمبير، بل على العكس من ذلك، رفع اصحاب المولدات التسعيرة!

وعلى إثر القرار كنت اتصور عند تسديدي أجور الاشتراك في المولدة لشهر تموز الجاري، ان أجد التسعيرة منخفضة. لكن صاحب المولدة فاجأني مطالبا بـ 20 ألف دينار عن الأمبير الواحد، بعد أن كان في حزيران 18 ألفا فقط، وقبله 15 ألفا. وعندما استفسرت منه عن سبب هذه الزيادة، أجاب أن الحكومة لم تخفض سعر الوقود وان أصحاب المولدات لا يزالون يشترونه من السوق السوداء بأسعار مرتفعة!

هل نردد اغنية طيب الذكر الفنان فؤاد سالم “حجيك مطر صيف”؟ 

ومن نصدق من الطرفين: مجلس الوزراء ام اصحاب المولدات؟ 

ومتى تفي الحكومة بوعودها وتكسب ثقة المواطن؟!

مقالات

الرأسمالية تتراجع عن ثوابتها ‬إزاء...

الشيوعية والذكاء الاصطناعي

نوم العوافي يا أمة المليارين