اخر الاخبار

على طريق الشعب.. عشية انعقاد المؤتمر الرابع للتيار...

ينعقد في الثالث من ايار القادم المؤتمر الرابع للتيار الديمقراطي العراقي في ظل ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وامنية،داخلية وخارجية، بالغة...

الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من...

في مثل هذا اليوم الاثير من كل عام، يحتفل العمال، وسائر شغيلة اليد والفكر في مختلف أرجاء عالمنا المعاصر بالأول من ايار، عيداً للتضامن...

رائد فهمي يبحث مع لجنة السجناء البرلمانية حقوق...

بغداد ـ طريق الشعب بحث سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، مع رئيس لجنة السجناء النيابية، حسن سالم، المعوقات التي...

رائد فهمي يلتقي شيوخ عشائر آل ازيرج

بغداد ـ طريق الشعب زار الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وجهاء من عشيرة آل ازيرج، في مدينتي الصدر “الثورة...

راصد الطريق.. الحقيقة.. من يكشفها؟

مثلما هو حال سابقاتها، خرجت لجنة التحقيق في انفجار معسكر كالسو بتقريرها النهائي من دون ان تحدد أسبابه الرئيسية، مكتفيةً بنفي أن يكون نجم...

حياة الشعب

مدارس عراقية تختنق وسط قطاع تعليمي منهك!

25
داخل غرف ضيقة متهالكة، تتكدس أعداد كبيرة من التلاميذ في مدرسة ابتدائية وحيدة في “قرية العيثة” غربي ديالى، ما يُعبر عن...

احتجاجات غاضبة تندد بغياب فرص العمل وتردي الواقع الخدمي

25
تتصاعد حمى الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، للمطالبة بتوفير فرص العمل، وبمعالجة تردي الواقع الخدمي في...

بيئيون: البلاستيك خطر بيئي يجهله العراقيون ومخلفاته تتفاقم

47
يشكل البلاستيك واحداً من أسباب إصابة الإنسان بالسرطان، جراء تلويث البيئة بمركباته العضوية، إذ أن عملية التخلص منها...

في ظل اقتصاد ريعي وبنى تحتية فقيرة هل يستطيع العراق استيعاب الانفجار السكاني؟!

58
أعلنت وزارة الصحة الأسبوع الماضي، تسجيل اكثر من مليون و47 الف حالة ولادة خلال 2023 في عموم محافظات العراق، بما فيها...

الديوانية.. إهمال خدمي ومعيشي وحتى آثاري

76
تضم محافظة الديوانية عددا كبيرا من المواقع الأثرية، يقدرها البعض من الاختصاصيين بنحو 500 موقع، وبعض آخر يقدرها بنحو...

الجسور البغدادية العتيقة تسأل: من يكتب قصة معاناتنا مع الاهمال الحكومي المتواصل؟

64
على الجسور العتيقة وسط العاصمة بغداد كتب الكثير من القصص التي تعود أحداثها الى حقب مختلفة، لكنها اليوم تنتظر من يكتب...

رفض شعبي للاعتداءات الأمنية ومطالبات بالخدمات وبفرص العمل

92
بغداد ـ طريق الشعب شهدت خمس محافظات، بينها العاصمة بغداد، احتجاجات حاشدت نددت بتكرار الاعتداءات الأمنية على حراكهم...

كربلائيون يشتكون من انتهاكات قانونية: نطالب بحماية أراضينا الزراعية

60
بغداد ـ طريق الشعب يشتكي مواطنون في محافظة كربلاء من تفشي ظاهرة الاستيلاء على أراض عائدة لهم، من قبل جهات متنفذة،...

«طريق الشعب» تدخل الباوية: منطقة بلا خدمات والأهالي ينقصهم كل شيء

76
تعاني العديد من مناطق العاصمة، واقعا مريرا على مستوى الخدمات وقطاع البنية التحتية، الى جانب الظروف الاقتصادية الهشة...

احتجاجات في أنحاء متفرقة من البلاد.. غياب فرص العمل وانعدام الخدمات يفاقمان غضب الناس

73
شهد عدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية، طالب منظموها بتوفير فرص العمل والخدمات، و تطور بعضها الى اشتباكات بين المحتجين...

4 شركات لتأمين متطلبات التعداد السكاني ومراقبون يؤشرون «معارضة سياسية» للمشروع

84
منذ سبعة وعشرين عاما، والعراق عاجز عن إجراء تعداد سكاني، برغم إعلان الحكومات المتعاقبة مساعيها لإتمام ذلك، لما له من...

جسر حديدي يفضح الفاسدين في الأنبار .. إنهار قبل حفل الافتتاح!

101
يعصف الفساد وسوء الإدارة بالمشاريع الخدمية في محافظة الأنبار، ما يجعل الخدمات تتحول إلى نقمة على سكانها، بسبب سيطرة...

عهدنا في اغلب الروايات العظيمة التي كتبها الكتّاب المجيدون، أنهم كانوا يتقمّصون الشخصيّة الى ابعد حد الى درجة الإلمام التام بتفاصيلها، وقبل أن يمنحونها صفة البطل المحوري. يسلطون الضوء الكامل عليها، من الداخل والخارج، حتى الإحاطة الشاملة بكل جوانبها لتكون واضحة.. نعهدهم قد اعتنوا جيداً لأجل أن يضعوها امام القارئ على السطور وكأنها تكتسي لحمًّا ودمَّا حتى تتشخص امامه حقيقية، دائمة الحيوية حتى بعد ان تُطبق عليها دفة الكتاب، سوف تبقى بفاعلية دائمة. ولها مكان على الواقع بالرغم من الخيال الذي أوجدها. وتكون المحور الذي يقيم عليه مركز الرواية، وكلما كان التقمّص دقيقا تأثثت عليها احداث الرواية بانسياب الماء الى المنحدر.

و”غراميات” التي تدهشنا.. رواية أفكار ومعادلات سردية متوازية، كاتبها الروائي البارز والمترجم وكاتب المقالات الإسباني والاستاذ الجامعي “خافيير مارياس” ابتدع لنا شخصية “ماريا” التي تباغتنا بدخولها لتجتذبنا حتى نركز على دقائق المرأة وتمييزها عن المرأة الأخرى، وان الدرب الذي اختاره كان دربا بالغ الصعوبة لأنها كتابة عن صميم ومشاعر نسوية بحتة، تتطلب معرفة حيّة حتى تروي لنا بلسان امرأة تراقب علاقة معقّدة يكشفها المؤلف عن اسرار الأنثى وهي تحبّ وهي تكره، ومن ثم كيفية إخفاء غيرتها حتى عن القراء. كأنما تراها بعينيها اللتين تلمعان بشغف، وهي تخفيَّ زيف مشاعرها، اذ تحسبها غريمتها، (مفتونة بالزوج وتتمنى ان تقصيها عنه)، عبر سرد تحمله الينا جمل مشحونة حول تفاصيل دقيقة من داخل تكوينها الفسيولوجي، بإبداع حقيقي. انها قصة حب متواترة بين “رجل أعمال” و “لويسا” المدرسة الجامعية، تلتقيهما الساردة الانثى كل صباح في “كافيه” متواضع. تعجب بهما كزوجين متحابين أول الأمر وأنها تحرص على ان تراقبهما. ولا تكشف “ماريا” الافصاح عن تعلّقها بشخصية الزوج “ميغيل ديسفيرن او ديفيرني” وميلها الشديد اليه. وهي تروي عنه التفاصيل حول ملبسه، ومأكله.

نعهد المؤلف يُقيمُ لعبته المشوّقة على التواري خلف شخصيات اختلقها بعناية وبراعة خيال مذهل، منذ السطور الأولى يجعلنا نتتبع حكاية متماسكة من البداية الى النهاية عبر سرد ممتع مبني على الملاحظة الدقيقة الشغوفة في عالم يتشكل بقوّة الصورة التي تراها العين، وتسمعها الأذن. نعهد الروائي سارداً عليماً عارفاً بماهية “علم الرواية” ومساحة حريتها، حيث الروايات العظيمة، تستطيع الكشف عن معلومات دقيقة لا يمكن ان نجدها في بقية الكتب، انها تقول الكثير عن أشياء لا يمكننا ان نعرف عنها، ولا قيمتها بوفرة المعلومة الكاشفة حيث الرواية الذكية تحكي حكاية ظاهرة وأخرى خفية، ونعدها عبر تفاصيل تحكيها أمرأه اسمها “ماريا” بقيت تتابع عن كثب مجريات تفاصيل جريمة غامضة فرقت بين زوجين، وغاية تلك الحكاية. مراقبة دقيقة واحاطة شاملة، لم تخفِ عن القارئ كل ما تعرفه من تحليل عميق عن تلك الشخصيتين اذ وقعت بين الحب والغيرة وسطوة الحقيقة.

هذه الرواية تعلمنا ان الرجل انتقل الى العالم الآخر (عندما ظهرت صورته في الجريدة مطعونا وبلا قميص وعلى وشك التحول الى شخص ميت - الرواية)، ويتحطم الحلم الذي كانت تراقبه “ماريا” من بعيد، والذي بات ضحية جرت عليها جريمة غامضة. وهذه الرواية ليست مرتكزة في تشويقها على تلك الجريمة التي بدت وكأنها محور الحكاية الرئيسة. انه كاتب ينصب لقارئه فخاً ليوقعه في مطب متابعة قصة أكبر، بعد ان تسلح لها معرفيا وراح يعد عدته ليغزو علم الاعلام برمته، يدخله أول الامر من خلال بطلته التي تعمل صحافية ومرتبطة بدار نشر، ومن ثم الشخصية التي تراقبها شخصية رجل اعمال ناجح في تجارة الأفلام. تارة تفكك لقارئها التعاملات الرخيصة لدور النشر الاعلامية والتي ترتبط بالكتاب وفضح العلاقات المشبوهة بين الإعلاميين المعنيين بالنشر، علاقات متراكبة من المصالح، بعضها يفتح الباب نحو الآخر، ويكشف لنا كيفية نيل جوائز النشر، وكيفية تسويق بعض الأسماء التابعة لمؤسسات هي بالأصل لها رهان الشراء على ذلك الفوز. جعل المؤلف تلك المرأة تتحدث من داخل تلك المؤسسات وتفضح كل مكنوناتها السرية في الصفات التي تجري من اجل الكسب المادي، حيث لا شيء حقيقي سوى الربح المادي، وليس بحسبان آخر. كذلك موقع الرجل الذي تتابعه حيث كان يعمل في حقل انتاج الأفلام، وبمراقبته الدقيقة تكشف للقارئ تفاصيل لم يكن يعرفها عن تلك الصناعة. اسرار ارتباطات خفية بين المنتجين والموزعين والتي في نهاية مطافها غايتها الكسب على حساب التقانة.

كل ذلك لتغطية حكاية ظاهرة ملخصها التلصص والرغبة الإنسانية في معرفة الحقيقة، ينكشف السرّ على مسمع “ماريا” في حوار مطول بينها وبين القاتل كأنما هناك رواية أخرى داخل الرواية تبين هناك سبب إنساني للقتل، حول صديقه الذي طلب منه إنهاء حياته بعد أن أصيب بسرطان نادر، أصاب رجولته في مقتل ورغب في الانتحار ولم يتمكن من ذلك لوحده فاستعان بأحد أصدقائه المقربين لوضع تلك النهاية المروعة لنفسه وقد جرى الحوار على مسامع “ماريا” كأنما كان متعمدا ان يسلمها دليل براءة القاتل ويجعله ينجو من فعلته النكراء. وهناك حديث عن الانتحار بعد هزيمة الانسان امام خصوصياته. بقيت تتحدث عن الضعف البشري إزاء الضغوطات الكبيرة التي تقف بين الانسان واحلامه. (ما لا أستطيعه هو ان اتفرغ لكراهيتهم بفعالية، كما لو انني أستطيع كراهية بعض رجال الاعمال المنافسين الذين أرسلوا قاتلا مأجورا، لا أدرى ان كنت تعلمين ان هذا الامر يصبح أكثر شيوعا، في اسبانيا ايضا. هنالك اشخاص. يطلبون احضار قاتل من الخارج، كولمبي، او صريبي، او مكسيكي كي يزيح من الطريق من يشكل منافسة كبيرة لهم ويمنعهم من التوسع، يأتون بشخص فيقوم بعمله، يدفعون له ويغادر، انهم قتلة متكتمون ومحترفون وهم معقمون ولا يخلفون اي أثر، وحين ترفع الجثة نجدهم قد وصلوا المطار، او يحلقون في الجو عائدين الى المكان الذي جاءوا منه- الرواية)

ترى هل كان يتلاعب المؤلف في اغلب الفصول؟ وكأنه يقول لنا ان “ماريا” تنقل لنا اوهامها، حيث لا حقيقة سوى انه مجرد ظنون تحاور بها نفسها، وان معظم الاحداث لم تحدث على الاطلاق، وبطلته لم تستمع الى أي أحد سوى الوهم، ولم يتحدث اليها أحد، (حقيقة ان ذهن المبدع يضج بالابتكار والخلق، ولا كأنما كل ما يسرد علينا حقائق، وليست أوهام “ماريا”)..

ان الاحداث التي تتابعها “ماريا” بحثاً عن مصير الثنائي تكاد تكون الشاهدة الاكيدة على المجرم الذي قام بتلك الجريمة البشعة.. حيث يداخلنا الشك في كل التفاصيل، والقلق بشأن كل اعتراف: أهو الحقيقة أم الزيف والادعاء؟ في سرد أحلام الكتاب وأوهامهم، وليس المهم الحدث أو الشخصية، بل ما يلهمنا إياه من أفكار في التعبير عن الحب، والكشف عن الفساد الذي يلف بطانة اشباه المثقفين الذين تكشفهم الرواية.

لقد باتت الرواية الفنية تشكّل عبر التّقنية محفّزًا فعّالًا في خصوصية الحبكة- الحدث المحوري- اذ تكون لها فاعلية الكاميرا السردية، الدقيقة وقد ذهبت الى توضيح تفاصيل المحتوى المليء بالإشارة من الدّال الى المدلول، حيث يتواشجان ليكونا متانة حدث روائي مثير، يجعلانه مشوقا في تقنية ذكية (لكن هل القصة حقيقية؟ هل يسرد “روبيريث” هذه الرواية على سمع “ماريا” لإبعادها عن إدانته أو عدم إبلاغ زوجة الصديق المغدور حتى لا تفسد خططه المستقبلية- الرواية). متورطة بدرجة ما في علاقة مع صديق المقتول، والذي يتبين أنه هو من اغتال صديقه الأثير، والواقع في غرام زوجة الراحل، وتلك عقدة أخرى تدخلنا اليها الرواية، تجعلنا نعيد النظر في تلك الخيالات المتوالية التي تدخلها “ماريا” وكأنها تتابع ما وراء حكاية الاغتيال، بتقمّص متواصل كأنما تغيب شخصية المؤلف وتظهر فوقها شخصية أخرى تملأ المكان بتفكيرها المستقل. لقد تُرجمت روايات “خابيير مارياس” إلى العديد من اللغات، ولم يكن أديبا مغمورا بعد أن حصل على الجائزة الوطنية للرواية سنة 2012، وتمَّ رفضها لأسباب شخصية لم يعلن عنها، المؤلف اصيب بفايروس “كوفيد” وتوفي في مدريد. ولعل ترجمة “صالح علماني” تعد من بين اهم التراجم لهذه الرواية الصادرة عن دار التنوير.

عرض مقالات:

مقالات

من الاحتلال الأمريكي الى الاعتلال...

تركز الانتاج

في فهم الفاشية

الفساد وراء التفاوت الاجتماعي المشوه...

الجرائم الأمريكية خلال عمرها القصير