نظم عدد من الناشطين المدنيين في السليمانية، يوم الخميس، وقفة احتجاجية للتنديد بالاضطرابات الأمنية التي شهدتها المدينة خلال الأسابيع الماضية، مطالبين بحماية الحريات العامة ووقف مظاهر العنف السياسي.
وقال الناشط المدني بهاء الدين بكر، في مؤتمر صحفي ، إن "الأحداث التي وقعت قبل ثلاثة أسابيع كانت نتيجة صراعات سياسية بين الأحزاب المتنافسة في السليمانية، وهي لا تمثل تطلعات أهالي المدينة ولا قيم شعب كوردستان".
وأضاف أن "الخلل في إدارة النظام السياسي من قبل الأحزاب هو ما أفرز تلك الصراعات الدموية، حتى باتت جرائم القتل والعنف ظاهرة متكررة في الإقليم".
وأشار بكر إلى أن "الحرية جزء أساسي من استحقاقات شعب كوردستان، وأبناء الإقليم يعيشون ويتنفسون الحرية، ولا يجوز أن يُسلب هذا الحق منهم"، لافتاً إلى أن "ما يجري حالياً يعيد إلى الأذهان ممارسات النظام البعثي السابق من قتل وتعذيب وإعدامات، وهو أمر لا يمكن السماح بعودته بأي شكل".
وشدد الناشط على أن "هذا الواقع يتطلب من المثقفين والإعلاميين والسياسيين الأحرار توحيد أصواتهم لوقف الاعتداءات التي تستهدف الحريات والمواقف الإنسانية والديمقراطية"، داعياً إلى "اعتماد نهج الحوار والديمقراطية في التعامل مع أبناء الشعب بدلاً من اللجوء إلى لغة السلاح والقوة".
وشهدت مدينة السليمانية في وقت متأخر ليلة الخميس/ الجمعة 22 آب/أغسطس الماضي، اشتباكات بين القوات الأمنية وعناصر حماية رئيس "جبهة الشعب" لاهور شيخ جنكي، بعد صدور أمر قضائي بإلقاء القبض على شيخ جنكي.
وصباح يوم الجمعة 22 آب/أغسطس الماضي، أفادت وسائل إعلام مقربة من حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرة آخرين بجروح حصيلة الاشتباكات المسلحة.
وانتهت الأحداث باعتقال رئيس حزب جبهة الشعب لاهور شيخ جنكي وشقيقيه بولاد وآسو، الصادرة بحقهم مذكرة اعتقال، وذلك بعد عملية اقتحام مقره في فندق لالزار الواقع في حي سرجنار وسط مدينة السليمانية.
يُذكر أن شيخ جنكي شغل منصب الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني، قبل أن يُعزل بقرار من بافل طالباني في تموز/يوليو 2021 إثر خلافات حادة داخل الحزب. وبعدها أسس حزب "جبهة الشعب" الذي شارك لأول مرة في انتخابات برلمان كوردستان عام 2024 وحصل على مقعدين.