اخر الاخبار

الصفحة الاولى

المواطنون أكبر المتضررين من ارتفاع أسعار الصرف

مراقبون: قرارات «المركزي» تنقذ مصارف تهريب الدولار !

بغداد ـ طريق الشعب

انعكست عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية على عدد من المصارف العراقية المتهمة بغسيل الاموال، على أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي، والتي وصلت الى 1550 دينارا عراقيا مقابل دولار أمريكي واحد، الامر الذي يسبب قلقلا للمستهلكين، وفرصة لتمادي جشع التجار.

ونتيجة الارتفاع السريع في أسعار صرف الدولار وارتباك السياسة النقدية للبنك المركزي العراقي، ضيّفت اللجنة المالية البرلمانية، يوم أمس، محافظ البنك المركزي علي العلاق، لبحث عدد من الملفات، من بينها العقوبات الاخيرة على عدد من المصارف العراقية.

وواحدة من أبرز مهام البنك المركزي العراقي هي تحقيق الاستقرار النقدي والسيطرة على الأسعار.

اجابات المركزي غير مقنعة

وذكرت اللجنة المالية النيابية في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “هناك مشكلة متعلقة بوجود العقوبات المفروضة على بعض المصارف مما يؤدي الى تحديات توجب مواجهتها وضرورة ايجاد إجراءات كفيلة للسيطرة على سوق العمل وسعر الصرف”.

وطرح أعضاء اللجنة على العلاق عددا من الاسئلة بخصوص اسباب ارتفاع اسعار الصرف، والعقوبات المفروضة على بعض المصارف، وما هي الاجراءات التي يتبعها البنك المركزي؟

‎وركزت الملاحظات، بحسب بيان اللجنة، على ضرورة اتباع سياسة نقدية تهتم بتحقيق حزم اقتصادية تلبي متطلبات سوق العمل، وتحديد عدد المصارف المعتمدة لدى البنك المركزي، وايجاد خطط واضحة لمعالجة الوضع المالي كون المتضرر الاكبر هو المواطن العراقي والفئات الفقيرة، فضلا عن كيفية حماية الدينار العراقي، ومراقبة شركات الصرافة، اضافة الى اجراءات التعامل مع المصارف.

بدوره، استعرض العلاق جملة من القضايا المتعلقة بعمل البنك المركزي والسياسة النقدية، مؤكدا سعي البنك الى احداث توازن بين العرض والطلب على العملة الاجنبية، ومراقبة العملة النقدية الداخلة والخارجة من خلال المنافذ، والتأكيد على دخولها بشكل أصولي، مضيفا ان المبدأ العام للاستقرار النقدي هو ارتباط سعر الصرف بالنقد.

وحصر العلاق المشكلة بزيادة الطلب على العملة، التي يوفرها البنك “عن طريق المنصة”.

‎‎وأفادت مصادر مطلعة على كواليس الاجتماع، بأن احد النواب قال لمحافظ البنك المركزي: ان “من واجبك ان تؤشر المصارف التي لم تلتزم بضوابط الخزانة الأميركية”، مشيرة الى ان “اجابات محافظ البنك المركزي لم تكن مقنعة للنواب”.

تعليمات جديدة

وفي إطار السعي للسيطرة على سعر الصرف، أصدر البنك المركزي، يوم امس، تعليمات جديدة إلى شركات الصرافة تتعلق بـ”آلية السحب النقدي”، فيما قرر السماح لتلك الشركات بالاشتراك في نافذة بيع وشراء العملة.

وتعليقا على هذا الإجراء، يجده مراقبون أنه محاولة للالتفاف على عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، إذ أن أغلب تلك المصارف التي طالتها عقوبات، تمتلك شركات صرافة، وبالتالي فان الإجراء الأخير يضمن لها مكتسباتها في نافذة مزاد العملة.  

ويستبعد الخبير الاقتصادي منار العبيدي أن يكون قرار البنك المركزي القاضي بالسماح لشركات الصرافة بالاشتراك في نافذة بيع العملة “حلا مجديا للسيطرة على ارتفاع سعر صرف الدولار”.

ويقول العبيدي لـ”طريق الشعب”، إن “الحل يكمن عن طريق طمأنة الشارع بأن القطاع المصرفي قادر على تغطية الاحتياج من الدولار بالإضافة إلى العمل على تسهيل عمليات تحويل الأموال إلى خارج البلاد من خلال المصارف المعتمدة التي لم تشملها العقوبات”.

ودعا العبيدي إلى “تقليص الاعتماد على الدولار، وفتح عمليات التجارة والتحويل بعملات غير الدولار مثل اليوان الصيني والليرة التركية والدرهم الإماراتي، وهي عملات الدول التي يستورد منها العراق بشكل كبير”.

عدم صحة الإجراءات

الخبير الاقتصادي احمد خضير، أكد ان “إجراءات البنك المركزي للسيطرة على سعر الصرف أثبتت عدم صحتها، ولا بدّ من مراجعة سياسة البنك المالية بصورة كاملة”، موضحا ان “تعاطي البنك مع قضية العقوبات على المصارف لم يكن بمستوى الحدث، وحاول التقليل من شأنها”.

وحذر خضير من “محاولة إعادة المصارف المعاقبة للواجهة مجددا من خلال قرار البنك بالسماح لشركات الصرافة بالدخول الى مزاد بيع العملة”، منوها الى ان “اغلب المصارف المعاقبة تمتلك شركات صرافة تابعة لها”.

وبيّن أن “محاولة التحايل على عقوبات الخزانة الامريكية من الممكن ان تؤدي الى عقوبات اقسى واشد على العراق”.

هذا وواصل سعر صرف الدولار أمام الدينار الارتفاع، مساء أمس، الى 1550 دينارا لكل دولار واحد.

*********************** 

الشيوعي العراقي والديمقراطي الكردستاني يبحثان أوضاع البلد ويؤكدان ضرورة تجاوز الأزمة

أربيل طريق الشعب

التقى وفد قيادي من الحزب الشيوعي العراقي برئاسة الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب، برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود  بارزاني، في منتجع صلاح الدين بمحافظة اربيل، لبحث تطورات الاوضاع السياسية في البلد.

تناول اللقاء أهم تطورات الوضع السياسي في العراق والاوضاع الخاصة باقليم كردستان، سيما وان البلد يواجه الكثير من التحديات الراهنة، فضلا عن مناقشة التهيئة والتحضير لانتخابات مجالس المحافظات المرتقبة.

وناقش الجانبان، أداء الحكومة الاتحادية وعلاقتها بحكومة الاقليم، والأزمة الراهنة وما يعانيه البلد من مصاعب ومشاكل جدية على الصعيدين السياسي والاقتصادي بسبب استمرار نهج المحاصصة الطائفية الاثنية والصراع الدائر على بناء الدولة ومضامينها، وجرى التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لتجاوز هذه الازمة.

واتفق الطرفان على ان البلد أبعد من ان يعيش حالة استقرار سياسي، بل هو هدوء سياسي نسبي يشوبه الحذر بسبب الاوضاع الداخلية، اضافة الى المتغيرات على الصعيد الاقليمي والدولي. من جهته تحدث وفد الحزب الشيوعي العراقي، عن مساعي الحزب في اطار عملية التغيير باعتبارها مطلبا ملحاً للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد من خلال ما توصل إليه في تجميع قوى التغيير الديمقراطية وتحضيراتها للمشاركة في الانتخابات، والتي لا تتوقف عند قوى التغيير، حيث انضم العديد من القوى المدنية والديمقراطية والوطنية إلى تشكيل تحالف انتخابي واسع لخوض الصراع القادم في الانتخابات المقبلة.

من جانبه عبر السيد مسعود بارزاني وقيادة الديمقراطي الكردستاني، عن ارتياحهم لجهود ومساعي القوى المدنية والديمقراطية، التي تسعى لترسيخ علاقات متوازنة وتعزيز مسار الديمقراطية في البلد، وعبروا عن استعدادهم لتقديم الدعم لهذه الجهود.

في ختام اللقاء، جرى الاتفاق على مواصلة اللقاءات الثنائية بما يخدم اوضاع البلد.

وحضر اللقاء الى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيق بسام محي نائب سكرتير اللجنة المركزية والرفيق ياسر السالم عضو المكتب السياسي للحزب، فيما كان إلى جانب السيد مسعود بارزاني، عضوا المكتب السياسي هوشيار زيباري ومحمد محمود، و القيادي عرفات كرم.

************************** 

راصد الطريق

تخبط في رسم السياسات وتحديد الاولويات

استورد العراق خلال الربع الأول من العام الحالي  3 منتجات نفطية بقيمة مليار دولار ويزيد، وفقا لشركة تسويق النفط “سومو”.

وأظهر جدول لـلشركة إن القيمة بلغت مليارا و235 مليونا و180 ألفا و 755 دولارا، مقابل مليون و346 ألفاً و 451 طناً.

ووفقا لهذه الارقام سيحتاج العراق نهاية السنة الى حوالي 4 مليارات دولار لاستيراد المشتقات النفطية، وهو من الاكبر بين مصدري النفط!

هذه الأرقام المصروفة تؤشر مدى الخلل في التوجه ورسم السياسات وتحديد الأولويات، وليس معقولا ان يستمر استيراد المشتقات بمبالغ طائلة كهذه بدل استثمارها في انشاء مصافي لإنتاج المشتقات محليا.

لقد حان الوقت للتفكير جديا في استثمار هذه الأموال في قطاعات اكثر حاجة، مثل الصحة والتربية والتعليم والخدمات، وان على وزارة النفط إيجاد السبل الكفيلة بتطوير مشاريعها وزيادة انتاجها من المشتقات النفطية، والكف عن ايراد المبررات غير المقنعة.

هذ ونحن ندرك ان هناك مستفيدين من استمرار الاستيراد، وانهم هم المعرقلون لكل المشاريع المحلية، وآخرها مشروع مصفى كربلاء الذي نأمل ان لا تعبث به يد الفساد، مثلما يشاع حاليا.

**************************

الصفحة الثانية

التربية تقررسحب يد الموظفين المتواطئين

بغداد – طريق الشعب

أعلنت وزارة التربية، اتخاذ إجراءات “مشددة” تجاه موظفين متواطئين “لقطع دابر الفساد”، مشيرة الى تحقيقات عاجلة وأوامر بسحب يد.

وقالت الوزارة في بيان إن عدة إجراءات مشددة اتخذها وزير التربية إبراهيم الجبوري تجاه عدد من الموظفين المتواطئين في قسم التعليم الاهلي، وسحب يدهم من العمل تحقيقاً للنزاهة وضماناً للشفافية،  مبينا أن الوزير وجه أمس ايضاً بنقل أكثر من عشرة موظفين تحوم حولهم الشبهات .

وأفاد بيان الوزارة، بأن الجبوري أطلق حملة لغربلة جميع مفاصل ومؤسسات الوزارة على خلفية عرقلة معاملات المواطنين، وذلك بسحب يد مديري الأبنية المدرسية في الرصافة الاولى والبصرة مع مجموعة من الموظفين.

وأشار البيان، إلى إحالة المديرية العامة للتربية في الرصافة الاولى والبصرة الى التحقيق العاجل إثر ورود العديد من الشكاوى الى مكتب الوزير بالتعاون مع الجهات الرقابية.

************************* 

المئات يتضامنون مع صحفي معتقل في إقليم كردستان

امام القنصلية التركية.. بصريون ينددون بسياسة أنقرة المائية تجاه العراق

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات، تظاهرات احتجاجية طالبت بتوفير فرص العمل والخدمات، فيما تظاهر المئات في محافظة السليمانية دعماً لصحفي مسجون، صدر بحقه حكم جديد قبل أن يُفرَج عنه.

حكم جديد

وشيروان شيرواني، محرّر سابق في مجلة بشور الشهرية المعروفة بتحقيقاتها في قضايا الفساد. وقد اعتُقل في 2020، وسُجِن في العام التالي بتهمة “التجسس” و “التحريض على الاحتجاج، وزعزعة الاستقرار في المنطقة”.

وكان من المقرر إطلاق سراحه في أيلول، بعد صدور مرسوم رئاسي يخفض عقوبته، بحسب لجنة حماية الصحافيين.

وقالت اللجنة، الخميس الماضي، إنّ شيرواني حُكِم عليه بالسجن لأربع سنوات بتهمة “التزوير” تتعلق بعريضة أُعدّت في السجن.

ونقلت وكالة فرانس برس عن محاميه، رمضان أرتيسي، أن موكّله اتُّهم بتزوير توقيع سجين زميل، رغم أنّ النزيل أوكل له ذلك، ووصف الحكم بأنه غير عادل وتوعّد بالاستئناف.

إعلام وحريات

وقال الناشط سمال رحيم: “إدانته الثانية تظهر عدم وجود عدالة مستقلة في كردستان، وهناك ضغوط سياسية واضحة”.

ويقول نشطاء، إن الفساد والاعتقالات التعسّفية منتشرة في كردستان التي تقدم نفسها على أنها واحة للاستقرار.

وقالت فرق صنع السلام المجتمعية، وهي منظمة غير حكومية، إن شيرواني لم يحصل على محاكمة عادلة، لكن هيئة حكومية في كردستان، بعد مراجعة الإجراءات، قالت إن توكيلات المحامين بين السجناء غير قانونية.

البصرة وبغداد

وأمام القنصلية التركية في البصرة تظاهر العشرات من المواطنين للمطالبة بتغيير السياسة المائية للحكومة التركية تجاه العراق، رفع خلالها المحتجون لافتات تدين شح مياه نهري دجلة والفرات، وقطع تركيا للمياه عن البلاد.

وانتقد المحتجون إجراءات الحكومة العراقية وعدم قدرتها على تحريك هذا الملف الحيوي على الرغم مما وصفوه بـ ”الميزانيات الانفجارية” التي يملكها العراق مقابل الحلول “البدائية” التي يلجأ إليها في حل هذه الأزمة. واغلق العشرات من أهالي منطقة الراشدية، الطريق الرابط بين العاصمة بغداد والمحافظات الشمالية احتجاجاً على ماوصفوه “فساد” ضباط في الشرطة الاتحادية.

وأفاد شهود عيان إن العشرات من أهالي منطقة الراشدية اغلقوا الطريق الرئيس الرابط بين محافظة بغداد والمحافظات الشمالية احتجاجاً على سوء الخدمات المقدمة لهم في شتى المجالات ومن ضمنها عدم تبليط مناطقهم، مضيفا ان أن الأهالي يتهمون ضباطاً في الشرطة الاتحادية بابتزازهم وأخذ الرشاوى منهم وعدم السماح بإدخال مواداً لبناء منازلهم إلا بعد أخذ الإتاوة منهم”، كما يصفون.

ميسان

وفي محافظة ميسان، نظم العشرات من المهندسين الباحثين عن فرصة عمل، وقفة أمام مدخل مبنى شركة نفط ميسان، للمطالبة بشمولهم بفرص عمل ضمن عقود على الشركات النفطية العاملة في ميسان.

وبيّن المتظاهرون، انهم منذ عامين يحتجون بشكل متواصل للمطالبة بتوفير فرص العمل لكن مطالبهم لم تلقَ آذان صاغية رغم أن أقرانهم تم شمولهم بالتعاقد وهم حرموا من تلك الفرص ويجهلون سبب ذلك رغم أن تخصصاتهم مطلوبة في الشركات النفطية المستثمرة في حقلي بازركان والحلفاية في محافظة ميسان.

المثنى

وتظاهر مواطنون في مركز ناحية الكرامة بمحافظة المثنى للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية وتوفير المياه لمناطق الناحية. وقال المتظاهر أحمد الصفراني: إن مطالبهم هي تحسين الواقع الخدمي في مناطقهم التي تعاني من شح المياه وتدري الطرق وشبكات الكهرباء.

وأضاف، أنهم نظموا خلال الفترة الماضية عدة تظاهرات أمام مبنى الحكومة المحلية في مركز المحافظة لإيصال تلك المطالب لكن دون جدوى.

في الأثناء، نظم العشرات من المهندسين الزراعيين في المحافظة تظاهرة جديدة، مطالبين بتوفير فرص عمل وضمان حقهم في التعيينات للخريجين.

وطالب المتظاهر حسن فهد بتوفير فرص عمل في المؤسسات الحكومية من خلال التعاقد معهم استنادا لقانون الموازنة، مشيرا الى أن مطالبهم الأخرى المستمرة منذ أسابيع هي مساعدتهم في إنشاء مشاريعهم الخاصة من خلال شمولهم بالقروض الزراعية.

النجف

من جانبهم، تظاهر العشرات من الباحثين عن فرص العمل في النجف امام دائرة صحة المحافظة للمطالبة بإصدار أوامر تعيينهم بشكل عاجل.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس الى ان “العشرات من المشمولين بقانون التدرج الطبي نظموا تظاهرة امام دائرة صحة النجف للمطالبة بإصدار اوامر تعيينهم الوزارية بشكل عاجل”، مشيرين الى ان “رفضهم محاولة الحكومة استثناء بعضهم من التعيين في وزارة الصحة”.

************************* 

بمشاركة الشيوعيين.. وقفة احتجاجية في أبرشية البصرة

البصرة – طريق الشعب

نظمت أبرشية البصرة والجنوب للمسيحيين الكلدان وقفة احتجاجية مساء الأحد الماضي، في باحة كنيسة مار أفرام وسط البصرة، على خلفية محاولات التدخل في شؤونها والمرسوم الجمهوري 31 لسنة 2023. وشارك فيها عدد من المواطنين غير المسيحيين ومنهم رفاقنا الشيوعيون.

بعد القداس الاسبوعي بدأت الفعالية بالوقوف وايقاد الشموع ثم قراءة رسالة الأبرشية الى رئيس الجمهورية والتي تطلب فيها التراجع عن المرسوم الجمهوري المرقم 31 لسنة 2023 الصادر، مؤخراً، والقاضي بإلغاء المرسوم الجمهوري المرقم 147 لسنة 2013 المتضمن تولي البطريرك لويس روفائيل ساكو على أموال وعقارات الكنيسة الكلدانية في العراق؛ إذ اوضح المطران حبيب النوفلي أبعاد هذا القرار وسلبيته على أوضاع الكلدان خاصة والمسيحيين عامة في العراق، الأمر الذي سيؤدي الى العبث بتلك الممتلكات والتجاوز عليها، وربما سيؤدي الى هجرة ما تبقى منهم في الوطن.

وكانت الكلمة الثانية للكاتب باسم محمد حسين حيث وضح القلق على أوضاع المسيحيين، وما يتعرضون له من تمييز وعدم تكافؤ الفرص وتعرضهم للتهجير من مدنهم وقراهم على يد قوى الارهاب والجريمة وضرورة توفير الأجواء المناسبة للعيش الكريم لسكان العراق الأصليين. كما طالب حسين بالرجوع عن المرسوم الجمهوري الصادر مؤخراً لأنه سيمنح الفرصة للمزورين والمتلاعبين في السيطرة على عقارات وأموال الكنيسة المحفوظة في العراق منذ العهد العباسي ولغاية اليوم.

ثم أقيمت صلاة كنسية وتراتيل دينية ورفعت صور للكاردينال ساكو وأجريت لقاءات جانبية من القنوات التلفزيونية التي نقلت الفعالية للعالم.

************************ 

رحيل آن كلويد الشخصية البريطانية البارزة

في الحركة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي

توفيت السيدة آن كلويد، النائبة العمالية السابقة في البرلمان البريطاني والشخصية البارزة في حركة التضامن العالمية مع شعبنا العراقي، مساء الجمعة 21 تموز الجاري، في مدينة كاردف في مقاطعة ويلز عن عمر يناهز 86 عاما بعد معاناة مع المرض. 

ساهمت الراحلة آن كلويد بدور مرموق في الحركة التضامنية العالمية المعروفة بـ”اللجنة ضد القمع ومن أجل الحقوق الديمقراطية في العراق” (كاردري)CARDRI ، التي انطلقت في لندن مطلع عام 1979 للدفاع عن الشعب العراقي وقواه الديمقراطية بعد تصاعد القمع والارهاب الدموي في ظل النظام الدكتاتوري.

ولعبت آن كلويد دورا بارزا في هذه الحركة التضامنية بعد توليها رئاسة “كاردري” عام 1985، ورفعت صوتها عاليا في البرلمان البريطاني وعلى الصعيد العالمي لفضح الجرائم البشعة ضد الانسانية التي ارتكبتها دكتاتورية صدام بحق الشعب العراقي. وكانت، الى جانب العديد من نواب البرلمان والشخصيات النقابية والاكاديمية والديمقراطية البريطانية، صوتا قويا وجريئا ساهم ايضا بفضح تواطؤ الحكومة البريطانية بزعامة مارغريت ثاتشر وحكومات غربية آنذاك مع النظام الدكتاتوري وصمتها عن ممارساته القمعية الدموية. 

ويستذكر الناشطون في حركة التضامن العالمية مع الشعب العراقي في الثمانينيات موقف آن كلويد المشرّف في فضح وإدانة حرب الإبادة التي شنّها نظام صدام ضد الشعب الكردي واستخدامه الشنيع للأسلحة الكيمياوية، كما جرى في مجزرة حلبجة في 16 آذار 1988.

كما ساهمت حركة التضامن “كاردري” برئاسة آن كلويد في فضح جرائم التعذيب والاعدامات الجماعية وحملات “تنظيف السجون” السيئة الصيت، والعمل على انقاذ ارواح المعتقلين والمطالبة بالكشف عن مصير “المختفين” والمغيبين في سجون ومعتقلات الدكتاتورية. وفضحت أيضا جرائم الحرب خلال ثماني سنوات من الحرب العراقية - الايرانية.

ولم تتوقف آن كلويد عن تضامنها مع الشعب العراقي عندما توقف نشاط “كاردري” في 1995. فقد واصلت تقديم الدعم في السنوات التالية كنائبة برلمان وايضا في موقعها كرئيسة لـ”مجموعة العراق” و”مجموعة حقوق الانسان” في البرلمان البريطاني.

وفي السنوات الاخيرة، بعد انتهاء عضويتها في البرلمان في 2019، ورغم مصاعبها الصحية، واصلت آن كلويد متابعة تطورات الاوضاع في العراق باهتمام والتعبير عن دعمها للشعب العراقي وقواه المدنية الديمقراطية وتطلعاته للعيش بحرية وكرامة وديمقراطية في ظل دولة المؤسسات وسيادة القانون وحقوق الانسان.

************************

 الصفحة الثالثة

فضلاته تمثل 43 في المائة من إجمالي النفايات في البلاد

العراق واحد من أكثر البلدان هدراً للطعام  والبيئة تعلن عن مشروع «قيد الدراسة»

بغداد – تبارك عبد المجيد

يصنف العراق ضمن البلدان الأكثر هدرا للطعام، وتتصدر العاصمة بغداد قائمة المحافظات الأكثر إفرازا للنفايات الصلبة نظرا للزيادة السكانية والاستهلاك الفردي المتزايد، ويرتبط ذلك بطبيعة العادات والتقاليد الاجتماعية، حيث تمثل بقايا الطعام نحو 43 في المائة من إجمالي النفايات في البلاد.

وبلغت كمية النفايات المرفوعة حسب إحصائية لوزارة البيئة، 11 مليون طن سنويا.

وتتطلع الوزارة إلى التعاون مع الجهات المعنية لتنفيذ مشروع صديق للبيئة، يسعى الى استثمار النفايات وجعلها موردا اقتصادياً.

وتتصدر العاصمة بغداد المحافظات العراقية في إفرازات النفايات الصلبة، بسبب الزيادة السكانية، التي ساهمت بزيادة الاستهلاك الفردي. 

ثقافة مجتمعية

ويؤكد حمادة زهير (45)، صاحب مطعم صغير في بغداد، إن “العراق يفتقر لمعامل تدوير النفايات التي يمكن استثمارها كثروة اقتصادية للبلاد، وهذا ما تفعله العديد من الدول الصناعية”.

ويزعم زهير أنه يسعى لأن لا يهدر طعاماً في مطعمه؛ اذ يقول لـ “طريق الشعب”، في نهاية كل يوم يتم توزيع ما تبقى من الطعام الصالح للأكل على العاملين. وفي بعض الأحيان يتم إعطاؤه لبعض المارة المحتاجين، مؤكدا ابتعاده عن هدر الطعام.

ويلفت إلى أن “الطعام في بعض الأماكن وحتى في المنازل يقدم في صحون كبيرة جدا تزيد على الحاجة، ثم يرمى باقي الطعام من دون أي فائدة. وهذا يعود للتقاليد الاجتماعية التي أسست ظواهر سلوكية غير منضبطة لا يمكن التخلص من تبعاتها بسهولة”.

خسائر اقتصادية

الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، يوضح أن “هدر الطعام يشكل جزءًا من سلوكيات المجتمع العراقي تحت مسمى “إكرام الضيف”؛ إذ نجد أن الاسر العراقية تطبخ كميات أكبر من حاجة الأسرة بشكل يومي، تحسباً لوجود ضيوف غير متوقعين”.

ويُرجع المشهداني هذا الهدر إلى أنه “يتسبب في خسائر كبيرة للعراق، خاصة أنه يستورد المواد الغذائية بمبالغ ضخمة نتيجة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً”.

ويضيف المشهداني في حديثه لـ “طريق الشعب” أن “كمية الطعام المهدورة يوميا في العراق تصل إلى 20 ألف طن، وقيمتها تصل إلى 400 دولار للطن الواحد من الحبوب، وبناءً على هذه الأرقام، تتجاوز الخسائر اليومية للعراق 8 ملايين دولار، بالإضافة إلى الخسائر الأخرى الناجمة عن ذلك”.

ونظراً لهذا الوضع، يشدد المشهداني على ضرورة تعزيز الثقافة المجتمعية، وتضمين المناهج المدرسية تعليم كيفية التعامل مع الغذاء النادر.

ويرجح، أن هذا الإجراء سيسهم في ضمان ديمومة الحياة وصيانة حقوق الأجيال القادمة.

ويشير إلى أن المناسبات الدينية والزيارات المليونية في البلاد تسهم سنويًا في هدر الآلاف من الأطنان من بقايا الطعام الفائض التي يتم التخلص منها في النفايات.

مشاكل بيئية

ولا تقتصر مشكلة هدر الطعام في البلاد على حدوث خسائر مادية فقط، بل تنذر بعواقب بيئية خطيرة تهدد الصحة العامة. وبشأن ذلك يحذر الخبير البيئي أحمد صالح نعمة من ارتفاع معدلات نفايات الطعام المهدر في العراق، معتبراً ذلك من السلوكيات الخاطئة ومظاهر التشوه البصري في المدن.

ويؤكد نعمة في حديثه مع “طريق الشعب”، أن “تحلل النفايات بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، يؤدي إلى انبعاث غاز الميثان وبعض السموم، ما يهدد البيئة العراقية بانتشار أنواع البكتريا الضارة، ويرفع معدل التلوث”. ويلفت الى أن “رمي بقايا الطعام في مجاري الأنهار يؤدي لزيادة تلوث المياه ويضر بالتنوع البيولوجي، حيث يؤثر على البكتريا الحميدة وبيوض الأسماك والكائنات الحية الأخرى، ويزيد من انتشار الأمراض مثل التنفسية والصدرية والجلدية”.

ومن هنا يدعو نعمة إلى الحفاظ على البيئة من خلال تدوير هذه النفايات وتحويلها إلى مادة الكومبوست، التي تستخدم كتسميد زراعي، وتساهم في إثراء التربة بالعناصر الغذائية المفيدة”، مشدداً على أهمية التحول إلى هذه العملية للمحافظة على البيئة والصحة العامة ولتفادي التداعيات البيئية السلبية لهذه الظاهرة المتنامية”.

مشروع مكافحة

رئيس مهندسين، بيداء حسين، في وزارة البيئة، توضح أن “مكبات النفايات تكون على نوعين؛ الأول، نظامي تابع لأمانة بغداد، مثل موقع الطمر الموجود في منطقة النهروان والحسينية. والنوع الثاني هو غير نظامي يتم إنشاؤه من قبل أهالي المناطق، لعدم إمداد منطقتهم بالخدمات أو لقلة التخصيصات المالية”.

وتردف كلامها لـ “طريق الشعب”، قائلةً إن “مواقع الطمر غير النظامية لا تكون ضمن مسؤوليات امانة بغداد، وهناك اجراءات يتم اتخاذها من قبل وزارة البيئة بحقهم، من ضمنها مخاطبة البلديات لإزالة هذه المكبات”.

رئيس شعبة التغيرات المناخية، م. سرمد يوسف يقول: إن “الوزارة تمتلك عدة مشاريع لخطة التكييف الوطنية. اما في ما يخص النفايات، فيوجد مشروع مرتقب “صفر نفايات” الصديق للبيئة، وهو في طور إعداد دراسة الجدوى”.

ويؤكد في حديثه مع “طريق الشعب، ان المشروع سيمثل حلقة مهمة ضمن إستراتيجية العراق لمكافحة التغيّر المناخي لتقليل الانبعاثات السلبية، مثل غازات الاحتباس الحراري وملوثات الهواء، كاشفاً عن وجود مشاورات مع الجهات المعنية بهذا الشأن.

************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

المياه والمناخ

وعلاقات العراق بتركيا

نشر معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكي مقالاً للكاتب محمد صالح حول علاقات العراق بتركيا، اشار فيه إلى إنه ومع إعادة انتخاب أردوغان رئيساَ، اصبحت مشكلتا المياه والبيئة، القضية الحاسمة في العلاقات بين أنقرة وبغداد، مما سيلقي بظلاله على تحركات كلا البلدين بشأن مجموعة من القضايا ذات العلاقة.

المياه والبيئة

وأكد المقال على أن ندرة المياه والتدهور البيئي المرتبط بها، قد أضرت بشكل كبير بجنوب ووسط البلاد، حيث يشّكل نهرا دجلة والفرات، النابعين من تركيا، المصدر الأساسي للمياه فيها، مما يجعل العراق في الطرف الأضعف من معادلة تزداد صعوبة جراء عدم اليقين والتعقيدات الناشئة من المصالح المتضاربة للعديد من الجهات الفاعلة الوطنية والإقليمية.

وبعد أن إستعرض المقال دور الرافدين في ظهور الحضارة القديمة وفي نشوء العراق المعاصر، أكد بأنه وللمرة الأولى يبدو أن بقاء نهري دجلة والفرات في العراق معرض لخطر جسيم بسبب تناقص منسوب المياه، بنسبة 40 في المائة في العقود الأربعة الماضية، مما ينذر بإختفاء نهر الفرات بحلول عام 2040، في بلد صنفته الأمم المتحدة كخامس دولة معرضة للتأثر بتغير المناخ في العالم، حيث يتوقع البنك الدولي أن يفقد العراق 25 في المائة من مياهه العذبة بحلول عام 2050 مع كل زيادة في درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة وانخفاض هطول الأمطار بنسبة 10 في المائة.

وبيّن المقال بأن من الأسباب الرئيسية لإنخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات، بناء تركيا 22 سداً ضمن مشروع GAP، الذي أطلقته في الستينيات لتسخير مياه النهرين، بإعتبارهما ـ من وجهة نظرها غير دوليين ـ لتوليد الطاقة الكهرومائية وتطوير الزراعة، وهو المشروع الأغلى كلفة والأكبر حجماً في تاريخ البلاد.

ويعتقد الكاتب بأن تركيا قد استخدمت المياه كأداة للضغط على العراق، فبعد أن وافقت على صرف 500 متر مكعب من المياه في الثانية، انخفض المعدل إلى حوالي 200 متر مكعب في الثانية من نهر دجلة و175 مترا مكعبا في الثانية من نهر الفرات، مشيراً إلى أن التخفيضات التركية قللت من كمية المياه المتاحة لكل عراقي، من 5000 متر مكعب في عام 1997 إلى 2400 متر مكعب في عام 2009.

متاهة العلاقات

ورغم التوترات التي تميزت بها العلاقة بين البلدين، بسبب وجود مقاتلي المعارضة الكردية التركية على الإراضي العراقية ومساعي أنقرة لخلق توازن بين نفوذها ونفوذ طهران على بغداد، كما هو جار تاريخياً، وجد الكاتب بأن ميزان التبادل التجاري بينهما يميل بشدة لصالح انقرة، التي صدّرت بضائعاً إلى العراق بقيمة 14 مليار دولار مقابل صادرات عراقية لم تتجاوز قيمتها 1.5 مليار دولار، وهي قفزة كبيرة حيث كان التبادل منحصراً في 100 مليون دولار العام 1995.

وأضاف بأن استثمار الشركات التركية في قطاع الطاقة في إقليم كردستان والسماح بتصدير النفط منه عبر ميناء جيهان، قد شدّد من تعقيد العلاقات، خاصة حين نظرت تركيا إلى احتياطيات الغاز والنفط في إقليم كردستان كمصدر منخفض التكلفة للطاقة.

وخلص الكاتب إلى القول بأن سعي تركيا لإخضاع العراق إلى إرادتها، يجعلها تستخدم المياة كسلاح للتدجين، وإجهاض محاولات العراق اللجوء إلى التحكيم بشأن نزاع المياه مع أنقرة، وأخيراً إظهار القوة العسكرية والعمل على زعزعة استقرار العراق، وضرب أهداف عميقة داخل أراضيه.

ونقل الكاتب عن خبراء دعوتهم لتبني بغداد استراتيجية كلية بدلاً من استراتيجية مجزأة، أي ربط قضية المياه مع الإستثمار والتجارة والطاقة والأمن، داعين إلى جذب تركيا للمشاركة في طريق التنمية، والمشاريع الزراعية وإنتاج الغذاء على نطاق واسع.

************************** 

أفكار من أوراق اليسار

اليسار والإنتخابات

5

إحتل حق تقرير المصير، موقعاً متميزاً، في البرامج الإنتخابية لليسار، وكان دوماً محور جدال حاد بين أطيافه. ويعتبر كارل ماركس أول من أشار لهذا الحق في مناسبات ثلاث، الاولى حين طالب بإستقلال بولندا عن روسيا القيصرية وإعادة تأسيسها على أساس ديمقراطي اجتماعي، العام 1865، والثانية حين دعم حق الإيرلنديين في التخلص من الإستعمار الإنكليزي في العام التالي، والثالثة حين أعتبر جميع حركات التحرر الوطني ثورية، ودعا الشيوعيين إلى دعمها في العام 1870. ويرى بعض الكتاب أن انتفاضات الجزائريين ضد فرنسا والهنود ضد إنكلترا قد ساهمت في تحويل ماركس من منظّر للنضال ضد الاستعمار إلى مشارك نشط في الصراع الأيديولوجي حول حق تقرير المصير.

وخاض الماركسيون بعده صراعاً مع نظرائهم من أقطاب الأممية الثانية حول هذا المبدأ، وبرز من بينهم لينين، لاسيما حين نشر كتابه (حق الأمم في تقرير مصيرها) العام 1914، وحين واجه ستالين، الذي رفض الإعتراف بإستقلال جورجيا، وأيضاً حين دحض فكرة روزا لوكسمبورغ المتمثلة بتحويل الإمبراطورية القيصرية إلى اتحاد دول مستقلة ذاتياً، مؤكداً على أن الحق في تقرير المصير سيشجع على قيام الثورات البرجوازية الديمقراطية التي تطيح بالإمبراطوريات الأوربية.

وعادت هذه المسألة لتواجه اليساريين اليوم، حين يضعون برامجهم الإنتخابية، لاسيما في البلدان متعددة القوميات أو التي لازالت تستعبد بشكل ما شعوباً أخرى. ففي الوقت الذي تشن فيه مراكز الدراسات الغربية حملة تشويه هائلة ضد تجربة الإتحاد السوفيتي في حل المسألة القومية، وتنسب حق تقرير المصير إلى الرئيس الأمريكي ولسن في وثيقته لعام 1919، وتسعى لمحو دور الإتحاد السوفيتي في تثبيت هذا الحق بميثاق الأمم المتحدة لعام 1945، يبقى أغلب اليساريين فخورين، بالحل اللينيني للمسألة، مؤكدين على أن البلاشفة قد تبنوا هذا الحق، قبل أن يسمع به ولسن، الذي لم يتضمن إعلانه سوى إشارات تتعلق بإعادة تنظيم أوربا ـ دون غيرها ـ بعد الحرب الأولى، مذكّرين بنشاط الدول الاشتراكية في الدفاع عن حق تقرير المصير ومناهضة الإستعمار، ومساهماتها الهائلة في عملية إنهائه مادياً وسياسياً، وإعتبارها ذلك شرطاً لإحترام حقوق الإنسان.

الا أن هناك من بين هؤلاء من لا يرى فضيلة فيما جرى، غير تحويل الأمر من مبدأ إلى حق قانوني، مستشهدين بوقوع الكثير من التناقضات خلال تطبيقه، لاسيما حين تم ربطه بقضية الصراع الطبقي وخدمة الاشتراكية. فيما يغض أخرون الطرف عن مجموعة الإخطاء التي إرتكبها ستالين ومن تبنى رايته، سواء في التقليل من دور حركات الشعوب المستعمرة، لأنها برجوازية صغيرة إنتهازية، أو في مهادنتها، دون الإلتفات لجوهرها القومي.

وهناك طيف أخر لا يرى في حق تقرير المصير سوى قيام الدولة الوطنية المستقلة، متمسكاً بنص ما قاله لينين ومتجاهلاً ما أفرزته العولمة المتوحشة من متغيرات، حيث تعمل رؤوس الأموال والشركات متعددة الجنسية، وبكل ما أوتيت من سبل كالضغط الاقتصادي والسياسي وحتى بالقوة الغاشمة، على التحكم بالحياة الاقتصادية والاجتماعية للدول الوطنية، خاصة الناشئة، إلى أن تتمّكن عملياً من القضاء على إستقلالها وسيادتها، وتحيلها لتابع ضعيف، معربين عن إعتقادهم بأن مواجهة ذلك تقتضي وحدة شغيلة اليد والفكر في القوميات المتعايشة بدل تجزئة نضالها. وهكذا يصبح البحث الجاد عن نموذج ماركسي جديد، لضمان حق تقرير المصير، فعلياً لا شكلياً، أمراً ضرورياً، لاسيما في ظل وجود أرث نظري كبير، يمكن الإستفادة منه لتحليل الواقع وإستنباط هذا النموذج.

**************************

الصفحة الرابعة

تقرير سنوي أعده مرصد حقوق لحماية المدافعين

القمع وعدم محاسبة المقصرين نهج ثابت لدى الحكومات المتعاقبة

بغداد ـ طريق الشعب

أعدّ مرصد حقوق لحماية المدافعين تقريره السنوي للفترة، ضمن حملة (أحموا المدافعين عن حقوق الإنسان في العراق الان!)، والذي سلّط الضوء على اوضاع المدافعين عن حقوق الانسان العراقيين للفترة من كانون الثاني 2022 الى حزيران 2023، في إطار مساعيهم لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها من خلال وسائل سلمية وغير عنيفة، وتكثيف أعمالهم في الكشف عن انتهاك تلك الحقوق، وتوجيه انتباه الجمهور إليها، والدعوة إلى حلول عادلة ومنصفة.

وعمل معدو التقرير على إسناد معلوماتهم الى مصادر خاصة بالمرصد، دولية ومحلية.

تدهور متزايد

فيما استشهد التقرير بجملة قالها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في مناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان في 2022: “كل عام والحقوق مُصانة، وكرامة العراقيين محميّة، وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان بألف خير”، أعرب عن أسفه لـ”التدهور المتزايد” الذي طال واقع حقوق الانسان في العراق بشكل عام، وبالأخص وضعية المدافعين/ ات عن تلك الحقوق، مشيرا الى “تصاعد الهجوم المضاد على هامش الحريات العامة والسياسية؛ إذ تصاعدت الانتهاكات بحق الناشطين/ات والمدافعين/ ات ومنظماتهم بطرق وأساليب تتعارض والحقوق الدستورية، وتتنافى مع روح القوانين والمواثيق الوطنية والدولية في هذا المجال”.

وأشّر التقرير “نزوعا لاستخدام القوة بشكل مفرط في التصدي لعدد من التظاهرات الاحتجاجية السلمية ذات الطابع الاجتماعي – السياسي والاقتصادي في بغداد وعدد من المحافظات، واعتقالات تعسفية والتهديد بالقتل واغتيال نشطاء فاعلين في التظاهرات ومحاكمة عدد منهم” خلال الفترة التي عمل التقرير على تغطيتها، والتي شهدت “سقوط ٢٥ قتيلا و٣٤٥ مصابا، في المقابل تم تسجيل ثلاث عمليات اغتيال طالت ناشطين ومدافعين عن حقوق الانسان وعملية واحدة غير ناجحة، مع اعتقال واحتجاز تعسفي لسبع حالات وتقديم تسع حالات الى القضاء والحكم على اربع منها بالاعدام، على اثر دعاوى كيدية تعاملت معها المحاكم على انها دلائل توفر شرعية للمحاكمة ولكنها في الحقيقة جاءت بدوافع سياسية!”، على حد توثيق التقرير.

وسجل المرصد أيضا في تقريره “حالة اختطاف واحدة واعتداء بالضرب المبرح على ثلاث من الناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان”، مشيرا الى ان “الانتهاكات خلال فترة التقرير طالت عددا من وسائل الاعلام والصحفيين والوجوه الإعلامية البارزة والفاعلة التي تبنت و/او عبرت و/او نقلت مواقف مناهضة للأساليب التي تتعامل بها الحكومة وأجهزتها الأمنية والجهات المسلحة المرتبطة بها”.

وواصل بأن “التقرير سجل رصد ١٧ حالة طالت إعلاميين وصحفيين، و٧ حالات طالت مؤسسات إعلامية وفرقا من كوادرها، فقد تم اعتقال اثنين من الصحفيين خلال ممارسة عملهم الصحفي، وصدور مذكرات قبض بحق ثلاثة، وأمر استقدام لصحفي واحد، مع انهاء خدمات اعلامي بارز، وتقديم دعاوى قضائية بحق اثنين من الإعلاميين ومقدمي البرامج، وحالة اعتداء على منزل صحفي وترويع عائلته، ومحاولة اغتيال باستخدام العبوات الناسفة بحق اثنين من الإعلاميين، واصابة ثلاثة اعلاميين يعملون في مؤسسة إعلامية، واعتقال كادر قناة الجزيرة مع منع كادر العراقية الحكومية وكادر قناة هنا بغداد من التغطيات الإعلامية”.

ووثق التقرير “اقتحام غير قانوني لقناة الرابعة، واستهداف طال قناة UTV ، وأغلاق مكتب قناة الفرات في البصرة”.

انتهاكات ممنهجة

ولاحظ التقرير، ان “شكل الانتهاكات بحق المدافعين/ ات عن حقوق الانسان في العراق قد اختلف عن السابق - لحظة تشرين 2019 وما بعدها - كما ان حجم الانتهاكات قد يكون مختلفا، ولكننا نعتقد ان الانتهاك بجوهره ثابت لن يتغير، ولا توجد نية حقيقية لدى السلطات لطي صفحة التقييد والتضييق على الحريات”، معتبرا أن “اسلوب القمع وعدم محاسبة المقصرين هو نهج ثابت لدى الحكومات المتعاقبة”.

وربط مرصد حقوق لحماية المدافعين، مسألة اختلاف شكل الانتهاكات بعدة عوامل؛ “فالقوى المتنفذة باتت تعي خطورة الدور الذي يلعبه المدافعون/ ات وما يقومون به خاصة من حملات مناصرة لزملائهم ازاء الانتهاكات بحقهم، واصبح لدى السلطات تكتيك - قديم جديد - من نوع اخر، مبني على استخدام القانون للتضييق”، مؤكدا ان المدافعين/ات “اصبحوا يعملون بدقة اكبر في تسليطهم الضوء على القضايا التخصصية مثل البيئة والمياه والافلات من العقاب والفساد المستشري ومحاسبة المتسببين بالانتهاكات، ما دفع السلطة الى اتباع اسلوب التهديد والابتزاز و الدعاوى الكيدية بحقهم. كما ان اختلاف حجم الاضطرابات ادى الى اختلاف حجم الانتهاكات؛ ففي تشرين 2019 كانت الانتهاكات عشوائية وجماعية، ومما لا شك فيه فأن الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني تحاول أن لا يحصل لصورتها خدش يتعلق بحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير على المستوى الدولي والمحلي مع قرب اجراء انتخابات مجالس المحافظات المقرر اقامتها اواخر العام 2023، فضلا عن منح مئات الالاف من الدرجات الوظيفية للشباب، في محاولة لشراء سكوت البعض وامتصاص غضب الشارع العراقي بسبب قلة الخدمات وارتفاع نسب الفقر والبطالة، بالتزامن مع ارتفاع اسعار النفط والرضى المبدئي عن الحكومة عند البعض”.

في سياق كردستان

 وذكر التقرير، ان “عدد سكان كردستان يبلغ نحو 6 ملايين و33 ألف نسمة، منهم 1.2 مليون موظف حكومي. ويحتاج الإقليم إلى 895 مليار دينار (614 مليون دولار) شهريًا لتوزيع الرواتب”، مبينا أنه “يمتلك 3 مصادر للإيرادات العامة: حصته من الموازنة العامة الاتحادية، وعائدات بيع النفط، والعوائد غير النفطية من الضرائب والرسومات ورسوم الجمارك”.

وتعقيبا على ذلك، ينقل التقرير عن النائب الكردستاني السابق غالب محمد علي تصريحا لموقع الجزيرة نت: إن “سوء توزيع واردات النفط والسيطرة الحزبية من أسباب أزمة الرواتب”، مشيرا الى ان “الإقليم يعتمد بنسبة 85-90 بالمئة على واردات النفط؛ إذ ينتج يوميا 500 ألف برميل، تبلغ إيراداتها مليارا و200 مليون دولار شهريا، حسب الأسعار في 2022، في وقت يبلغ فيه مجموع الرواتب نحو 600 مليون دولار”.

واتهم علي “الأحزاب النافذة الحاكمة في الإقليم بالاستحواذ على 60% من تلك الإيرادات البالغة 14 مليارا و400 مليون دولار سنويا، مما يسبب أزمة رواتب مستمرة مؤثرة على اقتصاد كردستان وموظفيه”.

ولفت التقرير الى أن “القطاع الخاص في كردستان يعرقل عملية التنمية في الإقليم، نتيجة عدم وجود قانون يضمن حقوق العاملين فيه”.

ونوّه بأن التظاهرات والاحتجاجات الشعبية لن تقتصر على على مناطق الوسط والجنوب، بل ان الحراك الشعبي امتد الى اقليم كردستان.

وعلق التقرير على تلك الاحتجاجات بأنها جاءت “نتيجة انعدام فرص العمل”.

الحراك الاحتجاجي

وأكد التقرير، أن “الحراك الاحتجاجي ما زال مستمرا في اغلب محافظات العراق على اختلاف وسائله؛ فالتظاهر السلمي اصبح إحدى ادوات المدافعين/ات العراقيين للمطالبة بمختلف القضايا، وهو حق شعبي كفلته كافة الشرائع والمواثيق الدولية والدساتير الوطنية والقانون، وهو غير محصور بمنطقة محددة او شعب معين؛ فاينما يرى الناس ظلما وتقصيرا وانتهاكا لحقوقهم وحرياتهم من قبل حكامهم، فلا بد ان يكون هناك ردود فعل تتناسب مع حجم الانتهاكات”.

ورصد التقرير “عددا من التظاهرات والاضطرابات خلال الفترة من 2022 الى النصف الاول من 2023 في مختلف المدن العراقية، ويصل عدد الاحتجاجات الى اكثر من (20) حراكا، وثقنا بعضها بالتفاصيل حسب ما يتوفر من معلومات دقيقة وهناك تظاهرات واضطرابات حرصنا على عدم ذكر تفاصيلها لعدم توفر المعلومات الكافية حولها”.

وشملت حملة التوثيق التي نظمها المرصد، اعتقالات وعنف دموي وصل لاطلاق الرصاص الحي، وضرب بالاسلحة البيضاء واهانات لفظية وتهم ودعاوى كيدية وغلق للشوارع وغيرها.

اغتيالات ومحاولات

وفي هذا الاطار، قال التقرير ان “العراق يشهد عمليات اغتيال وقتل مستمرة، تستهدف المدافعين/ ات. وبرغم الوعود الكبيرة التي تقدمها الحكومة العراقية بتوفير الحماية لهم، إلا أنها لم تفِ بوعودها في حماية هذه الفئات ومحاسبة الجناة”.

الاختطاف والتغييب

ووثق التقرير أنه في 1 شباط 2023 تم اختطاف الناشط جاسم الاسدي وهو خبير في قضايا البيئة والمياه وحماية الاهوار، ومهندس استشاري معروف بتفانيه واخلاصه للعمل البيئي وحمايته للأهوار في جنوب العراق، تم اختطافه في مدخل بغداد الجنوبي وهو في طريقة اليها.

ولفت التقرير الى ان “الاسدي ممن يحلمون بتغيير كامل للوضع البيئي والمائي في العراق. حيث عمل لسنوات كناشط وباحث وخبير بيئي مدافع عن الأنهار والأهوار العراقية وحق العراق بالحصول على حصته الكافية من المياه”، موضحا ان “حملة احموا المدافعين عن حقوق الانسان في العراق الان، اصدرت بيانا بشأن الحادث مطالبة السلطات بالكشف عن مكان زميلهم الاسدي”.

وفي 15 شباط 2023 اُفرِجَ عن الناشط البيئي (جاسم الاسدي)، بعد خمسة عشر يوما من اختطافه من قبل جهة مسلحة مجهولة. كما صَرّحَ في تسجيل صوتي له عبر وسائل الاعلام.

ونبه التقرير الى ان “قضية اختطاف السيد جاسم الاسدي، تعيد للاذهان ملفات الاختفاء القسري والتغييب الذي تعرض له نشطاء ومدافعون عن حقوق الانسان اخرون، كمازن لطيف، وتوفيق التميمي، منذ احتجاجات تشرين ٢٠١٩، في وقت لا توجد هناك أية نتائج واضحة للجان التحقيقية الحكومية، او إجراءات متخذة بحق الجهات التي تسببت وتقف وراء ذلك”.

الاعتقال والاحتجاز التعسفي

وفي هذا الصدد، ذكر التقرير انه “بتاريخ 06 حزيران 2022، تم اعتقال الناشط حيدر الزيدي من قبل القوات الأمنية في البصرة بسبب تغريدات له على موقع تويتر عبر فيها عن آرائه. وفي فجر يوم 02 حزيران 2022، اعتقل الناشط أحمد مهلهل في المحافظة ذاتها بسبب نشاطه السلمي ومشاركته الفعالة في الحراك الشعبي”، مواصلا انه “بتاريخ 11 حزيران 2022، اعتقلت قوات الأمن كلاً من الناشط عمار الزيدي ممثل العقود الـبالغة 30 ألفاً، ووسام التميمي ممثل عقود مديرية صحة محافظة البصرة، وذلك بسبب قيامهما بالتظاهر السلمي للمطالبة بتثبيت أصحاب هذه العقود على الملاك الدائم. وبتاريخ 13 من الشهر ذاته تم اعتقال المواطن ريان سالم، والد المتظاهر السلمي ريمون الذي تم قتله من قبل القوات الأمنية. وفي 12 كانون الأول 2022 فجراً، داهمت القوات الأمنية منزل مدافع حقوق الإنسان البارز وأحد قادة الاحتجاجات بمدينة الديوانية عمار حميد رشيد الخزعلي، وأودعته رهن الاحتجاز في مركز شرطة السنية. وفي 26 آذار 2023، قامت القوات الأمنية باعتقال المحلل السياسي محمد نعناع وذلك بمنطقة الكرادة وسط بغداد، بناءً على شكوى رفعها ضده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتهمة التهجم عليه لفظياً قبل توليه المنصب عندما كان مرشحاَ لرئاسة الوزراء”.

استهداف الصحفيين والإعلاميين

ورأى التقرير أن “حرية التعبير في العراق تتعرض إلى مخاطر كبيرة بسبب التوترات السياسية التي تشهدها البلاد واستغلال بعض السياسيين لنفوذهم في مؤسسات الدولة من أجل تهديد الصحفيين والإعلاميين وأصحاب الرأي الآخر، وإقامة دعاوى قضائية عليهم. وهذا ما حصل مؤخراً مع مجموعة منهم من الذين واجهوا دعاوى قضائية ومذكرات إلقاء قبض عليهم”.

ووثق التقرير عددا من الانتهاكات التي طالت مقدمي برامج واعلاميين وصحفيين ومحطات تلفزيونية وغير ذلك.

الإفلات من العقاب

ونوه المرصد في تقريره بأنه “إجراءات السلطات العراقية تسمح في إفلات الجناة من العقاب، فلا يزال هناك مئات الملفات والدعاوى المعلقة ضد متهمين لم يتم حسمها لغاية الان، وأن الإفلات من العقاب ساعد في اتساع رقعة الجرائم المرتكبة ضد المدافعين/ ات، كما ان السلطات العراقية تتعرض لضغوط سياسية تسهم في إفلات الجناة من العقاب”.

واكد التقرير دعم “كل خطوة باتجاه تحقيق العدالة، لكن الافلات من العقاب ما زال هو السمة الابرز للمشهد الحقوقي في العراق، حيث هناك مئات الملفات والدعاوى المعلقة ضد متهمين لم يتم حسمها. ولم يكن ملف الهاشمي هو الوحيد، فلا نعلم ما آلت اليه التحقيقات بمجزرة السنك وجسر الزيتون بعد مرور عدة اعوام على حدوثها، كما ما زال قاتل ايهاب الوزني وامجد الدهامات وآخرين، خارج دائرة الملاحقة، بل اصبحت عوائل الضحايا عرضة للخطر بدلا من ان تتم محاسبة الجناة”، مشيرا الى انه “لا نحتاج الى وعود غير حقيقية تتبع نهج المماطلة والتسويف والغموض في الاجراءات القانونية، فقد مر عامان على اغتيال الوزني وبعد ايام من القاء القبض على المشتبه به بقتله، قرر القضاء الافراج عنه لعدم وجود ادلة، ولغاية كتابتنا هذا التقرير فأن القاتل لا يزال حرا”.

وشدد التقرير على ضرورة ان تنطلق الإجراءات فورا لمحاسبة المجرمين، ومحاسبة الجهات التي تقف خلفهم، ومن يتعاون معهم، خصوصا من الأجهزة الأمنية، والتي للأسف الشديد بعض افرادها تورطوا في عمليات القتل والاغتيال”، معتبرا ان “اجراء تصفية الأجهزة الأمنية من العناصر المسيئة امر لا بد منه، وخطوة مهمة في عملية محاسبة القتلة وتقديمهم للعدالة”.

ووجد التقرير ان “هذه فرصة مهمة للحكومة الحالية والمؤسسات القضائية في العمل على متابعة ملفات الجرائم والدعاوى المرفوعة بحق العديد من المتسببين بجرائم القتل والاغتيال والتغييب”.

استخدام القانون في استهداف المدافعين

وأشر التقرير، ان هناك اختلافا في شكل وطبيعة الانتهاكات بحق المدافعين/ات عن حقوق الانسان، حيث اخذت تلك الانتهاكات شكلا قانونيا عن طريق اصدار اوامر قضائية واحكام بحق المدافعين/ ات، وهو تكتيك جديد تتخذه السلطة والاحزاب المتنفذة في قمع وتقييد حرية التعبير في العراق”، لافتا الى انه “رفعت خلال الأشهر الأخيرة مجموعة من الدعاوى القضائية ضد المدافعين/ ات عن حقوق الانسان، في محاولة تم وصفها من قبل الناشطين بأنها ترهيبية، تهدف إلى تقييد حرية التعبير ومنع المشاركة في الاحتجاجات والندوات والبرامج التلفزيونية التي تنتقد الفساد المستشري في البلاد”.

المحتوى الهابط.. سلاحُ بيد من؟!

وذكر التقرير انه “في كانون الثاني/ 2023 اعلنت وزارة الداخلية عن انشاء منصة الكترونية للابلاغ عن المحتوى الذي يتضمن اساءة للذوق العام. وفي 8 شباط 2023، وجه رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان، في كتاب رسمي، بضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية المشددة ضد من ينشر محتويات تسيء “للذوق العام””.

واكد التقرير انه “على اثر ذلك شنت وزارة الداخلية حملة من الاعتقالات حسب ما صرح به رئيس خلية الاعلام الامني ومدير دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية سعد معن على قناة الرشيد الفضائية. وأكد ان وزارته قامت بتوقيف ثمانية اشخاص في حينها، وبعدها بمدة وجيزة باشر القضاء العراقي بإصدار احكاماً ضد اصحاب ما يسمى بـ “المحتوى الهابط”. لاحقاً صدرت احكام عن القضاء بحقهم، وتراوحت تلك الاحكام  بين ثلاثة اشهر وسنة وآخرها كان الحكم الصادر بتاريخ 20 حزيران 2023 من محكمة جنح العمارة بحق (عبود سكيبة)، وجاء الحكم بالسجن لمدة سنة واحدة مع وقف التنفيذ بتهمة “المحتوى الهابط””.

وما لاحظه التقرير، ان تلك الأحكام “تستند في جملتها إلى نصوص قانونية تحمل الكثير من العبارات والمفاهيم الفضفاضة والعائمة، وليس لها تعريف محدد، وهذه الطريقة بالتعاطي تذكرنا بامكانية أن يتم استخدام مثل هذه النصوص القانونية للتضييق على الحريات أو اسكات اصوات المعارضين والمنتقدين لعمل الحكومات، وهي بشكل أو بآخر تذكرنا بكل تلك الوسائل التي يتم استخدامها في الدول والانظمة التسلطية، وفي كتاب مجلس القضاء الاعلى اشارة واضحة الى ان هذه الحملة ستطال ايضا كل من يمس ويحرض ضد اجهزة الدولة ومؤسساتها والتي من الممكن أن يقع ضمنها كل حملات المدافعة والمناصرة ومكافحة الفساد ضمنها، بل ممكن أن يتم اعتبار تقريرنا هذا تحريضاً ضد الدولة واجهزتها”.

وقال المرصد انه “تكمن الخطورة في دخول السلطة على الخط لوضع معاييرها في تحديد الجيد من السيئ في تلك المحتويات، وعندها تتحول الممارسة هنا الى سياسة تفرض فيها السلطة ايديولوجيتها وذوقها وتصوراتها على الناس اجمع من خلال نظامها القضائي واجهزتها التنفيذية”.

وتساءل التقرير: “ما المعايير التي تستند لها لجنة متابعة المحتويات؟ وهناك تساؤل حول الابلاغ عن محتويات على مواقع التواصل الاجتماعي في منصة وزارة الداخلية، فهنالك الكثير من الشخصيات العامة والسياسية والمسؤولين تطرح اراء تلقى معارضة كبيرة في الشارع العراقي وبالإمكان الإبلاغ عنها من الاف الأشخاص فهل ستتم محاسبة صانعي محتوى يمس كرامة المواطنين أو يساعد على اذكاء صراع هوياتي (طائفي- عرقي)، ناهيك عن ان المنصة اساساً تعمل وفق ما يعتقده جمهور معين بأنه اساءة، دون النظر الى اختلاف الثقافات والهويات الفرعية والتقاليد المناطقية التي تتمتع بها البلاد؟”.

توصيات

وأوصى التقرير “بضرورة احترام الحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي، ومنع أي تجاوز يتوقع حصوله عليها من أي جهة حكومية وغير حكومية، وضمان عدم التضييق على المؤسسات والوسائل الإعلامية، وحمايتها ومنع حدوث التجاوزات عليها، وعدم التدخل في عمل وسائل الاعلام العاملة على تناول قضايا التظاهرات وما يتعرض له المدافعون/ ات، وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في التهديد والتخويف الذي يتعرض له الصحفيون والمدونون في مواقع التواصل الاجتماعي ومحاسبة المسؤولين عنها”.

وشدد مرصد حقوق لحماية المدافعين على “ضرورة التزام جميع افراد القوات الأمنية بتوفير الحماية للمتظاهرين وإنفاذ القانون بالمعايير الدولية المتعلقة باستخدام القوة والأسلحة وتأمين الحماية للمتظاهرين مع ضرورة قيام الحكومة العراقية بالتحقيق النزيه والعادل في جميع حالات القتل التي تعرض لها المتظاهرون/ ات والناشطون/ ات ، وتحقيق العدالة للضحايا وعوائلهم وتقديم الجناة ومن يقف وراءهم إلى المحاكمة”، كما دعا الى “مراجعة عاجلة للاحكام التي صدرت بحق المعتقلين بالاخص احكام الإعدام والتعامل معها بمسؤولية وطنية واتخاذ الإجراءات السريعة في الافراج عن المحتجزين والمتعلقين دون قيد او شرط، ومحاسبة الجهات التي تقف وراء اختطاف وتهديد الناشطين/ ات، المدافعين/ ات عن حقوق الانسان وانهاء كل اشكال وأساليب الترويع بحقهم”.

وخلص التقرير الى ان “الحقوق والحريات مصانة دستوريا ومحمية بموجب القوانين والمعاهدات والمواثيق الوطنية، الإقليمية والدولية التي وقع عليها العراق وابدى التزاما بتنفيذها، ومن الضروري ان تضع حكومة السيد السوداني أولوية لإنهاء كافة اشكال الانتهاكات والإلتزام الفعلي بالدستور وحماية المدافعين/ات والنشطاء/ات ومنظماتهم، ومحاسبة المتورطين في قمع التظاهرات وفي ترويع الناشطين/ ات والمدافعين/ ات وإيقاف كافة اشكال خرق ما ألزم العراق نفسه به على صعيد الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية”.

***********************

الصفحة الخامسة 

الحرارة نصف مئوية والكهرباء صفر!

البغداديون يلوذون بدجلة «المتقلّص» هرباً من منازلهم الخانقة

متابعة – طريق الشعب

تحت شمس تموز الحارقة والهواء الجافّ الذي يلفح الوجوه، يلوذ الشاب البغدادي وسام عبد ورفاقه، بنهر دجلة، هربا من منازلهم الخانقة التي لا تزورها الكهرباء سوى ساعات معدودات خلال اليوم، في ظل درجة حرارة قاربت الـ 50 مئوية.

فانقطاع التيار الكهربائي، ومعه ماء الإسالة، عن البيوت، يعدمان أدنى فسحة لراحة هؤلاء الشباب. لذلك لا يبقى أمامهم سوى متنفس واحد، هو نهر دجلة الذي يصارع الجفاف!

وبدل أن يسبح وسام ورفاقه في النهر، يسيران عليه، من شاطئه حتى منتصفه، بسبب انخفاض مستوى المياه في بعض أجزائه إلى نسب غير مسبوقة.

وفي أطراف أخرى من النهر في منطقة الأعظمية، لا تزال المياه عميقة. وهنا يتنافس الشباب على القفز من أعلى أطلال مبنى قديم يشرف على النهر. لكن في مواقع أخرى تظهر مساحات من اليابسة على وجه الماء الضحل.

ولا تخلو السباحة في الأنهار من خطورة. فمثل كل موسم صيف، سجل العراق خلال الموسم الحالي، منذ بدايته، الكثير من حوادث الغرق في الأنهر والجداول التي يلجأ إليها الشباب والمراهقون هربا من حرارة الجو، في ظل انقطاع الكهرباء ساعات طويلة، إلى جانب عدم توفر مسابح نظامية، وهذه ان توفرت يكون الدخول إليها مقابل أجر مرتفع لا يناسب الفقراء وذوي الدخل المحدود.

وسام: عبرت النهر سيراً!

وسام البالغ من العمر 37 عاماً، يقول في حديث صحفي أنه يعيش في الأعظمية أبا عن جد، وطيلة سنوات عمره لم ير نهر دجلة بهذا الحال البائس، حيث مناسيب المياه تقل يوما بعد آخر، مؤكدا أن “المياه باتت تنحسر كل عام.. لقد عبرت النهر سيراً على قدميّ”!

ويشير وسام، وهو موظف في وزارة الكهرباء، إلى انهم يأتون إلى النهر للتسلية والتبرّد، ثم يعودون إليه ليلا “فلا كهرباء عندنا ولا ماء.. نأتي هنا كي نتنفس ونستريح”!

وتعكس هذه الحالة تداخل أزمات يعيشها بشكل يومي العراقيون، من تهالك قطاع الكهرباء والارتفاع المتواصل في درجات الحرارة في بلد تقول الأمم المتحدة إنه من الدول الخمس الأكثر تضرراً من آثار التغير المناخي، ومن نقص المياه.

وفي كلّ صيف، تتكرر المعاناة. إذ يصل انقطاع الكهرباء اليومي أحياناً إلى عشر ساعات، وأكثر في بعض الأوقات مع ارتفاع درجات الحرارة.

وماذا عن الغرق؟!

كثيرا ما تحذر الشرطة النهرية، الشباب والمراهقين من السباحة في الأنهار، وذلك نظرا لزيادة حالات الغرق، ناهيك عن المخاطر الصحية الناجمة عن تلوّث مياه النهر، بسبب اختلاطها مع النفايات ومياه الصرف الصحي، التي لا تزال ترمى في الأنهار دون معالجة.

ورغم هذه التحذيرات، يواصل الشباب في كثير من المدن والأرياف، ممارسة السباحة في الأنهار، سواء بدافع المتعة أم هربا من حرارة الجو.

يقول الشاب محمد سالم، أنه ورفاقه يقضون ساعات النهار في ممارسة السباحة، ولا يخشون من الغرق! مبينا لـ “طريق الشعب”، أن “هذه الهواية هي ملاذنا الوحيد.. بيوتنا خانقة لا كهرباء فيها ولا ماء”!

وينوّه الشاب إلى أنه “لا تتوفر مسابح نظامية كافية، وحتى إن توفرت سيكون من الصعب علينا الدخول إليها، بسبب ارتفاع أجورها. لذلك لم يبق أمامنا ملاذ سوى النهر”.

وفي السياق، تنقل وكالات أنباء عن منتسب في الشرطة النهرية قوله: “اننا نطلب بإلحاح شديد من الشباب أن يتوقفوا عن هذه المخاطرة. فالجثث الغارقة التي ننتشلها، جميعها لشباب بعمر الورد.. الحوادث مؤلمة جداً وتدمي القلب”.

هل ستندثر هواية السباحة؟

نشر موقع “المونيتور” الخبري الأمريكي، أخيرا، تقريرا بعنوان “العراقيون يتغلبون على حرارة الصيف بالسباحة في نهر دجلة المتقلص”.

وجاء في التقرير، أنه “مع درجات الحرارة الحارقة وانقطاع التيار الكهربائي، يتجه العراقيون إلى السباحة في نهر دجلة، لكن مع جفاف الأنهار يبدو أن العراقيين سوف يفقدون هوايتهم قريبا”.

ونقل التقرير عن شباب يقفون على جسر فوق دجلة، قولهم انهم يخشون من جفاف هذا “النهر الأسطوري”، وأنهم يعانون تدهور التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة ونقصا حادا في المياه.

وأشار التقرير إلى أنه “في أجزاء من نهر دجلة في بغداد، لا تزال المياه عميقة بما يتيح للشباب الاستمتاع بالغوص، لكن في أماكن أخرى تبرز جزر جديدة من الأرض وسط النهر، بسبب عوامل الجفاف”.

يلعبون الكرة وسط النهر!

في صيف العام الماضي 2022، انخفضت مستويات المياه في نهر دجلة كثيرًا إلى درجة أن وكالة أنباء “فرانس برس” صورت شباناً يلعبون الكرة الطائرة وسط النهر. وحينها قالت وزارة الموارد المائية إن السبب هو وجود ترسبات متراكمة في النهر تعمل السلطات على إزالتها. ويتحدث طه عدي، الذي ولد قبل 34 عاما ونشأ قرب دجلة في بغداد، وورث مهنة صيد الأسماك عن جده ووالده، عن الحال المؤسف الذي وصل إليه النهر اليوم. ويقول في حديث صحفي أنه “في العامين الأخيرين، ازداد الجفاف، وفي بعض المناطق صار الناس يعبرون إلى الضفة الأخرى سيرا على الأقدام”! ويتذكر طه كيف كانت مياه النهر تصل حتى شرفة منزل جده الأثري، الذي ما زال مطلا على النهر “لكنها الآن دون ذلك بكثير”، لافتا إلى أن أباه وأعمامه رووا له كيف كانوا يرسون زوارقهم قرب المنزل حينما كانت المياه ملاصقة له. ويتابع قوله أنه “حتى السمك لم يعد متوفرا.. لا يوجد سمك، سوى الصغير منه، لأنه لا يوجد ماء”!

*********************

اكول

فوضى في الكرّادة!

حميد المسعودي

منذ أكثر من شهر ومدخل منطقة الكرادة الشرقية، بدءا من ساحة كهرمانة حتى محطة وقود “أبو أقلام”، يعيش حالة فوضى أزعجت المواطنين وأرهقتهم، سواء من المارة أم من سائقي المركبات. فمنذ ذلك الحين جرى قلع اسفلت الشارع وبلاطات الرصيف من كلا الجانبين، لغرض التوسيع وتصليح النضوح في أنابيب المياه، ما ضيّق مساحة ممشى المواطنين.

 وبالرغم من مرور أكثر من شهر، لا يزال المشروع غير مكتمل، ولا يبدو ما تحقق متناسبا مع المدة المستغرقة في العمل. فالعملية حتى الآن في طور قلع الأرضية القديمة وتهيئة مستلزمات الاكساء. ولو تفحصنا الأمر ضمن سياقات وتوقيتات مثل هذا النوع من المشاريع، لوجدنا أن العمل الجاري في الكرادة بطيء جدا، ويلحق الأذى بالمواطنين وسائقي المركبات وأصحاب المحال التجارية. 

كان الاجدر بالجهة المنفذة، أن تباشر عملها في أحد جانبي الطريق، وتكمله ثم تباشر العمل في الجانب الآخر، من أجل أن يتوفر طريق سالك للناس. أما بالنسبة للجهة المخططة للمشروع، فكان عليها التنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة، من دوائر الماء والمجاري والكهرباء، لغرض التعاون وإنجاز المشروع بالشكل الكامل وبانسيابية عالية وفق تسلسل منظم، كي لا تبقى هناك نواقص أخرى قد تتطلب قلع الشوارع مجددا بعد إتمام المشروع.. وهذا ما تعوّدنا عليه في غالبية المشاريع السابقة!

***********************

مواساة

 

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق فائق هاشم عبادة بوفاة شقيقه محمد علي هاشم (أبو عبد الله).

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله وأصدقائه في قرية الهويدر.

  • تتقدم هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي، بالتعازي والمواساة إلى الرفيق مظفر رشيد، وذلك بوفاة ابن عمه شعبان عبد منخي.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته ومعارفه.

*********************** 

قضاء الدورة

شارع «حي آسيا» خانق صيفاً وغارق شتاء!

متابعة – طريق الشعب

طالب أهالي «حي آسيا» في قضاء الدورة جنوبي بغداد، بإنجاز مشروع تبليط الشارع الرئيس الذي يربط الحي بسريع الدورة – اليوسفية، مبينين في حديث صحفي أن «التبليط القديم تمت إزالته قبل سنتين، ثم توقف العمل».

يقول المواطن أبو محمد، أحد سكان الحي، أن «هذا الشارع الذي يبلغ طوله 300 متر، تم قشط طبقته الاسفلتية، ما حوله إلى طريق ترابي، وبالتالي صار يتصاعد منه الغبار صيفا، وتتجمع فيه مياه الأمطار شتاء»، مؤكدا في حديث صحفي أن «الغبار المتطاير من الشارع يتسبب في مشكلات صحية لكبار السن ومرضى الربو وحساسية القصبات». 

فيما يقول إحسان الشريفي، وهو أيضا من سكان الحي، أن «معظم أصحاب السيارات يتجنبون المرور في الشارع بسبب الحفر الكبيرة المنتشرة عليه، ويضطرون إلى المرور في الشوارع الفرعية، ما يسبب اختناقات داخل الحي معظم أوقات اليوم»، مؤكدا في حديث صحفي أن «الشارع كان أفضل كثيراً قبل إزالة التبليط عنه من قبل فرق أمانة بغداد، التي تركت المنطقة مشلولة منذ سنتين»!

إلى ذلك، تنقل منصة «964» الاخبارية عن مصدر في أمانة بغداد قوله، أن «تبليط هذا الشارع مسألة وقت بعد إقرار الموازنة»، مبيّنا أن «مشاريع كثيرة توقفت في وقت سابق بسبب غياب التخصيصات المالية».

ويضيف المصدر أن «البلدية تنجز يومياً أعمال إكساء في أحياء العاصمة، وهذا الشارع ضمن جدول الأعمال».

***************************

د. فاطمة جواد.. شكراً!

يتقدم عدد من اهالي المرضى الراقدين في مستشفى النجف التعليمي (المستشفى الألماني)، بالشكر والتقدير إلى الطبيبة د. فاطمة جواد، على ما تقوم به من عمل إنساني جميل، بتفقد المرضى والتواصل معهم والاطمئنان عليهم حتى بعد مغادرتهم المستشفى، ما يساهم في تحسين وضعهم الصحي وحالتهم النفسية. 

وإذ نشكر د. فاطمة على مواقفها الإنسانية هذه، نتمنى من بقية الكوادر الطبية أن يحذوا حذوها، بما يظهر الوجه الإنساني لمهنة الطب، ويخفف من آلام المرضى الراقدين في المستشفى والخارجين منه.

عن لفيف من المرضى وأهاليهم

الرفيق عدنان الكيشوان

**************************

 الصفحة السادسة

مواجهات بين فلسطينيين

وقوات الاحتلال في الضفة الغربية

القدس - وكالات

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، امس الإثنين، إن 13 فلسطينيا أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي، شمالي الضفة الغربية.

واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي ترافقها جرافة عسكرية، فجر امس مخيم نور شمس شرق طولكرم، بعد إغلاق مداخله بالكامل، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

وأضافت: «دارت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة أربعة مواطنين بالرصاص الحي، وتسعة آخرين بالشظايا، بحسب وزارة الصحة.»

وقال شهود عيان لـ «وفا»، إن «قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من دخول المخيم»، وسط إطلاق كثيف للأعيرة النارية وقنابل الغاز السام.

ونقلت «وفا» عن رئيس مجلس الخدمات قوله: «دمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية من شبكتي مياه وكهرباء وصرف صحي».

الى ذلك، اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم عسكر بمدينة نابلس، حيث حاصرت منزلًا وطالبت عبر مكبرات الصوت شابا يدعى عبد الصرفندي بتسليم نفسه. وقالت مصادر محلية إن مواجهات عنيفة دارت في مخيم عسكر.

************************** 

الجزائر.. حرائق الغابات

تتسبب بمصرع 15 شخصا

الجزائر- وكالات

لقي 15 شخصا مصرعهم وأصيب 26 آخرون، بسبب حرائق الغابات التي اندلعت ليلة الاحد الفائت، في الجزائر، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية.

ونقلت صحيفة «الشروق» الجزائرية عن الوزارة بيانا أكدت فيه نشوب 97 حريقا مسّ الغابات والأدغال والمحاصيل الزراعية، عبر 16 ولاية جزائرية.

وشهدت ولايات بجاية والبويرة وجيجل الحرائق الأوسع رقعة بفعل الرياح التي شهدتها هذه المناطق، حيث امتد بعضها إلى القرى المأهولة بالسكان، ما أسفر عن تسجيل 15 ضحية، و26 جريحا، فيما تم إجلاء 1500 مواطن سيما ببلدية فناية بدائرة القصر، وبلدية زبربر بدائرة الأخضرية.

***************************** 

روسيا تقترح انشاء

محطة مدارية خاصة بـ «بريكس»

موسكو - وكالات

قال يوري بوريسوف، المدير العام لشركة «روسكوسموس»، إن روسيا تقترح على مجموعة بريكس إنشاء وحدة منفصلة متخصصة للمحطة المدارية الروسية، حيث يمكن لدول الاتحاد إجراء أبحاثها العلمية.

وقال في اجتماع للجنة المشتركة للتعاون في مجال الفضاء لدول «بريكس»: «أود أن أدعو الشركاء في «بريكس» للنظر في فرصة المشاركة في هذا المشروع، ومن خلال توحيد الجهود، إنشاء وحدة كاملة، لتكون جزءًا من المحطة المدارية الروسية، ستسمح لبلدان «بريكس» باستخدام إمكانيات المدار الأرضي المنخفض لتنفيذ برامجها الفضائية الوطنية».

ووفقًا له، ستكون المحطة هي الخطوة التالية في تطوير رواد الفضاء المأهول.

في وقت سابق، قال بوريسوف إن روسيا تعرض على البلدان الأفريقية المشاركة في مشروع المحطة المدارية وإنشاء وحدات وطنية لهذه المحطة. وأوضح في وقت لاحق أن روسيا منفتحة على التعاون في إطار إنشاء محطة جديدة ليس فقط مع الدول الأفريقية.

***********************

استمرار حكومة يسار الوسط ممكنة

الانتخابات الإسبانية:

فوز المحافظين دون أغلبية واضحة

رشيد غويلب

نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في إسبانيا أول أمس الأحد لن تكن حاسمة، فعلى الرغم من فوز حزب الشعب اليميني المحافظ بالانتخابات، إلا أن حسابات الأكثرية والأقلية وسيناريوهات تشكيل الحكومة، يمكن ان تبقي حكومة تحالف يسار الوسط بين حزب العمال الاشتراكي بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، وتحالف قوى اليسار سومار بزعامة نائبة رئيس الوزراء و وزيرة العمل الشيوعية يولندا دياز في الحكومة في الدورة الجديدة. ولهذا أعلن رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز أن “الكتلة الرجعية فشلت”.

أحدث النتائج

بعد فرز قرابة 99.7 في المائة من الأصوات، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، حصل حزب الشعب اليميني المحافظ على 33 في المائة من أصوات الناخبين، منحته 136 مقعدا، بزيادة قدرها 47 مقعدا. وشغل حزب العمال الاشتراكي الحاكم الموقع الثاني بحصوله على 31,7 في المائة، منحته 122 مقعدا وبزيادة طفيفة. وحل حزب فوكس اليميني المتطرف (فاشيون جدد) ثالثا بحصوله على 12,39 في المائة، منحته 33 مقعدا، بخسارة 19 مقعدا عن الانتخابات السابقة. تحالف قوى اليسار سومار جاء رابعا بحصوله على 12,31 في المائة منحته 31 مقعدا.

 بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 70 في المائة، وهي أعلى بشكل ملحوظ مما كانت عليه في انتخابات عام 2019، على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة. وقد عكست الاستقطاب الحاد بين معسكر الحكومة ومعسكر المعارضة اليمينية.

سيناريوهات الأرقام

تشير النتائج إلى فشل معسكر اليمين بشقيه المحافظ والمتطرف في تحقيق الحد الأدنى للأغلبية المطلقة المطلوبة 176 مقعدا. وعليه فان الصراع على تشكيل الحكومة سيظل طيلة الأشهر المقبلة مفتوحا وقد ينتهي بالذهاب، نهاية العام الحالي، إلى انتخابات جديدة، كما جرت العادة في إسبانيا في السنوات الثماني الماضية.

بالمقابل فان إمكانية استمرار تحالف يسار الوسط ممكنة، وسيتوقف الأمر على سير المفاوضات الصعبة، التي قد تعيد حكومة الأقلية التقدمية المدعومة من الأحزاب المحلية في كتالونيا وإقليم الباسك.

احتمال تحالف الكبار سهل جدا بلغة الأرقام، لكنه يقترب من الاستحالة، نتيجة للتقاطع الحاد بين حزب الشعب الفائز وحزب العمال الاشتراكي.

إن استمرار حكومة يسار الوسط المنتهية ولايتها، سيكون مؤشرا إيجابيا، لأنها ستواصل برنامجها التقدمي والنجاحات التي حققها في الدورة السابقة، وسيشكل ذلك دعما أيضا لقوى اليسار الأوربي وهي تتجه لخوض انتخابات البرلمان الأوربي في العام المقبل.

حسابات المتنافسين

فاز المحافظون لكنهم لم يحققوا هدفهم في الحصول على 150 مقعدا، وخسر حلفاؤهم في اليمين المتطرف مقاعد كثيرة، إلا أن وزنهم السياسي في معادلة الحكم قد ازداد، على الرغم من أن حملة حلفائهم المحافظين بنيت على تحديهم للسيطرة قدر الإمكان على طبيعة البرنامج الحكومي الذي كانوا يسعون اليه، ومن هنا جاءت خسارتهم لهذا العدد الكبير من المقاعد، كما يعتقد بعض خبراء العلوم السياسية الاوربيين.

لم يحقق رئيس الوزراء المنتهية ولايته هدفه من الذهاب إلى انتخابات مبكرة في فوز كان يتمناه، ولكنه نجح في حرمان اليمين من عودة بدت أكيدة للسلطة، خصوصا بعد النتائج الكارثية في انتخابات نيسان الفائت المحلية.

ويمكن القول إن نتيجة تحالف اليسار مقبولة، ارتباطا بالصعوبات التي فرضها عليه قرار التوجه إلى انتخابات مبكرة، بدلا من الموعد الأصلي لأجراء الانتخابات البرلمانية في كانون الأول المقبل. كانت قوى اليسار تعيش لحظة انتقالية، ومساع لتجاوز خلافاتها البادية للعيان بعد الخسائر التي منيت بها في الانتخابات المحلية. وكان من غير المرجح أن يتمكن جناحاها الرئيسيان: حزب بودوموس اليساري، الذي شكل منذ عام 2015 قوة اليسار الانتخابية الأولى، وتحالف سومار اليساري قيد التشكيل حينها بزعامة يولندا دياز، والمدعوم من اليسار الاسباني المتحد والحزب الشيوعي الاسباني، من الاتفاق على استراتيجية مشتركة للانتخابات الجديدة المبكرة. كان مشروع تحالف سومار يعمل على خطة من عدة مراحل لخوض الانتخابات العامة في موعدها الأصلي. وكانت حوارات صعبة تجري بين أطراف اليسار لتجميع القوى تحت مظلة سومار وإجراء انتخابات داخلية لتحديد المرشحين والبرنامج الانتخابي وجميع التفاصيل الأخرى. لكن قرار الذهاب إلى انتخابات مبكرة فرض على اليسار عجالة غير طبيعية، وحملة انتخابية خاضها تحت ضغوطات متسارعة.

 ***********************

الصين: تزويد امريكا ذخائر عنقودية

الى أوكرانيا «أمر غير مسؤول»

بكين - وكالات

أعلنت وزارة الخارجية الصينية، امس الاثنين، أن “تزويد واشنطن لأوكرانيا ذخائر عنقودية أمر غير مسؤول”، داعية إلى احترام القانون الدولي الإنساني لضمان سلامة المدنيين. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، تعليقا على الضربة الأوكرانية: عندما أعلنت الولايات المتحدة تسليم ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا، قالت الصين بالفعل إنه أمر غير مسؤول واستخدام الذخائر يمكن أن يتسبب بسهولة في مشكلات إنسانية. وأضافت “نحث جميع الأطراف على الامتثال الفعال لقواعد القانون الإنساني الدولي لضمان سلامة المدنيين، بمن فيهم الصحفيون وذلك في تعليق على مقتل مراسل صحفي حربي روسي بعد قصف زوفرجيه”.

**********************

ترامب: بايدن غير مؤهل للرئاسة

واشنطن ـ وكالات

هاجم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الرئيس الحالي، جو بايدن، الذي اعترف بوجود نقص في الذخيرة، مؤكدا أن الأخير ليس مؤهلا لرئاسة أمريكا في الوقت الذي تزداد فيه التوترات العالمية، وخلال أخطر وقت في تاريخ البلاد.

وقال ترامب خلال مقابلة إعلامية: «إنه أخطر وقت في تاريخ بلدنا بسبب الأسلحة، القوة النووية هائلة للغاية، نحن لا نتحدث عن دبابتين من الجيش تذهبان وتطلقان النار على بعضهما البعض كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية».

ووصف ترامب الوضع الراهن بأنه «إبادة»، قائلا عن بايدن: «لدينا رجل لا يفهم ما يفعل، لدينا رجل وقف وأخبر العالم بأسره بأننا لا نملك ذخيرة».

وأردف: «هل تعلم أنه في ظل ولايتي كانت كل مخازن الذخيرة ممتلئة لمدة 3 سنوات، لقد ضحينا بها بالكامل، وهذا أمر فظيع. الشيء الوحيد الأسوأ من ذلك هو إخبار العالم، لقد أخبر بايدن الصين وكل من يعادينا بأننا لا نملك ذخيرة».

***********************

قوات الدعم السريع..  هل تلعب دوراً سياسياً في مستقبل السودان؟

الخرطوم - قرشي عوض

بات واضحا ان طرفي النزاع في السودان يستعدان لجولة جديدة من المفاوضات، ربما تكون اكثر حسما وحزما من الجولات السابقة.

 نائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين كباشي وهو الاكثر تشددا في القيادة الامنية قال انهم مستعدون لاي حوار ينهي الحرب، وان وفدهم التفاوضي سافر بالفعل الى جدة. فيما رحب عزت الماهري مستشار قائد الدعم السريع حميدتي بتصريحات الكباشي، واعتبرها مؤشرا ايجابيا يساعد على انهاء التصعيد العسكري.  لكنه ارجعها الى تقدم قواته في الميدان، واردف بانهم باتوا هم من يحددون شروط التفاوض وليس البرهان.

لذا رد الجيش بعنف في الايام الماضية، وقام سلاح الجو بطلعات ضد قوات الدعم السريع جنوبي الخرطوم وام درمان. كما صد هجوما على مقر القيادة العامة ومنطقة وادي سيدنا العسكرية.

وتجيء هذه التطورات العسكرية والسياسية متزامنة مع هجومين نفذتهما الحركة الشعبية - جناح الحلو على منطقة الكرمك في النيل الازرق ومنطقة كركراية في جنوب كردفان وتصدى لهما  الجيش بنجاح. لكن اتضح للجيش انه لا يستطيع ان يقاتل في عدة جبهات، في حين تلقت قوات الدعم السريع ضربات موجعة في منطقة كردفان من سلاح الطيران، اجبرتها على الابتعاد عن مدينة الابيض التي كانت تحاصرها وتشل قدرتها على امداد قواتها المقاتلة في الخرطوم بالمقاتلين. ما يعني ان توازن قوى عسكري قلق قد تحقق على الارض، وتوصل الطرفان بمنطق الحرب نفسه الي ان استمرارها اكثر من ذلك يعني الافناء المتبادل.

من ناحية اخرى لعبت الضغوط الدولية دورا مهما بعد ان اعلن مجلس الامن والسلم الافريقي فراغ السودان من الدولة، وانه لن يقف مكتوف اليدين كما صرح بذلك احد ابرز قيادات الاتحاد الافريقي ابي احمد. وفي نفس الوقت اعلنت القوات الافريقية المشتركة انها تلقت توجيهات بالاستعداد لنشر قوات في اجزاء مختلفة من السودان.

ولوقف هذه التطورات عقد جيران السودان قمة في القاهرة، لكنها وبرغم حديثها عن ضرورة الحفاظ على سيادة السودان ووحدة اراضيه وعدم التدخل الدولي فيه، لم تستطع ان تتجاهل ضرورة حماية المدنيين من قصف الطيران والمدفعية الثقيلة من جانب الجيش، وانتهاك حرمات المواطنين ونهبهم من قبل قوات الدعم  السريع، وان الوضع يحتاج حماية دولية اذا لم يتوصل الطرفان الي وقف فوري لاطلاق النار ثم الى حل سياسي. وهذا ما شددت عليه القمة السعودية التركية، التي طالبت الطرفين بالبناء على مخرجات قمة جدة الاخيرة.

 وعلى هذا فان ما يحول دون التدخل الدولي هو وقف الحرب وتحقيق الحل السياسي، والذي دونه عقبات كثيرة.

 فقد اعتمدت قمة ايغاد الاتفاق الاطاري الذي وقعته الحرية والتغيير - المجلس المركزي مع المجلس العسكري نهاية العام الماضي خارطة طريق للحل. وهو الاتفاق الذي يرفضه الجناح الاخر في الحرية والتغيير، كما يرفضه تحالف قوى التغيير الجذري الذي ينشط فيه الشيوعيين، ما يعني ان هناك ثلاثة جبهات مدنية سياسية لا تتفق على اي مشتركات غير وقف الحرب وذهاب العسكر للثكنات.

في هذا الوقت اعلن حميدتي عن تشكيل لجنة للاتصال بالقوى السياسية لتداول مستقبل السودان، وقال في تسجيل صوتي انهم لن يسمحوا بعودة فلول النظام السابق للحكم. وهذا يطرح سؤالا مهما حول وجود هذه القوات في مستقبل السودان بعد التفاوض، وحول مستقبل البلاد نفسها فيما اذا انتهت الحرب بالتفاوض، وظلت هذه القوات محتفظة بكامل قوتها، وحتى لو تم دمجها في الجيش. فهي تتأسس على الولاء القبلي، وقد اعتادت اخذ القانون بيدها. كما انها لا تتبع غير قياداتها القبلية.

 من جانبها تتمسك بعض القوى السياسية مثل الحزب الشيوعي بضرورة حل هذه القوات، بينما تطالب قوى الحرية والتغيير بدمجها في الجيش. ويتفق الاثنان على انها قوات نظامية لا يجب ان تلعب دورا سياسيا بوصفها قوات للدعم السريع، بل وان هذه الوضعية يجب ان تنتهي بمجرد دمجها في الجيش وفق المعايير الدولية المتعارف عليها في التسريح واعادة الدمج. بينما السيد حميدتي يتحدث في السياسة وما ينبغي ان تكون عليه في المستقبل.

لكن القوى السياسية المدنية التي ترفض مشاركة هذه القوات في السياسة، لا تملك ادوات غير التصعيد الثوري  ووفق الادوات المدنية السلمية المجربة والمعروفة للجميع. وهذا لا يجدي في التعامل مع جهة تحمل السلاح. بينما لا تعول الجبهة المدنية الثورية على الجهود الدولية والاقليمية التي اخذت تمارس ضغوطا على قوات الدعم السريع، تدرجت من الادانات الى فرض العقوبات. لكنها لن تقوم بما يفترض ان تقوم به القوى المدنية من دور، وفي الغالب ستتعامل مع معطيات الواقع وقواه التي تشكل خطرا على حياة المدنيين.

في مثل هذه التعقيدات تسربت اخبار عن احتمال بداية المفاوضات خلال هذه الايام، وفي وقت اعلن فيه مستشار حميدتي ان نهاية هذا الشهر ستشهد وقفا شاملا لاطلاق النار، تعمل الجهات الراعية على ان يكون طويلا. بل حددت له ثلاثة اشهر، يعقبه الدخول في مفاوضات وفتح الباب امام نشاط سياسي كبير.

ومن المتوقع ان يتمسك بعض القوى خاصة في تحالف قوى التغيير الجذري، بموقفها الرافض لاي دور سياسي لقوى الدعم السريع، وان مصيرها يجب ان يكون مثل مصير تنظيمات العهد السابق.

************************

 الصفحة السابعة

العراق يفقد أهواره

المسطحات «الفريدة» تختفي من الخارطة

و3 ملايين عراقي فقدوا مقومات الحياة

متابعة ـ طريق الشعب

تعد المناطق الجنوبية في العراق، ولاسيما مناطق الاهوار الاكثر تضررًا من أزمة الجفاف القاسية، حتى بات 3 ملايين مواطن وهم سكان الاهوار، بلا مقومات العيش، وبدأ العديد منهم يهاجرون نحو مراكز المدن بحثا عن الحياة.

يقول مدير عام دائرة الخزانات والسدود في العراق علي راضي، إنّ “الوضع المائي ليس جيداً في العراق، وإنّنا أمام تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة، وإنّ ما تشهده الأهوار حالياً ما هو إلا بداية مرحلة صعبة”، مشيراً إلى أنّ “إقرار وزارة الموارد المائية بأنّ لدى العراق أقلّ مخزون مائي هو أمر خطر”.

الوضع المائي حرج

وأوضح راضي أنّ “الوضع المائي حرج، وأنّ أكثر الشرائح المتضرّرة هم سكان المناطق الجنوبية في العراق، لا سيّما بعد أن ظهرت تلك المناطق وهي من دون مياه، كأنّها اختفت تماماً”، مضيفاً أنّ “ذلك تسبّب في موجة نزوح كبيرة، إلى جانب نفوق أعداد كبيرة من الأحياء المائية، وهذا يدلّ على زيادة معدّلات التلوث وقلة الإيرادات المائية”.

في الإطار نفسه، رأى عضو جمعية “حماة دجلة”، المعنية بالملفات البيئية والمياه، حسين العراقي أنّ “الصور الأخيرة التي أظهرت الأهوار بلا مياه بشكل صادم يؤثّر على نحو ثلاثة ملايين عراقي يسكنون في الأهوار أو بالقرب منها، ويعتمدون عليها في مصادر رزقهم، بالتالي باتت لدينا شريحة بلا حياة ولا سكن ولا مصادر رزق”.

ووصف العراقي الوضع في أهوار العراق بأنه “مأساوي”، مذكّراً بأنّ الحكومة كانت قد وعدت بالاهتمام بهذا الملف، بالإضافة إلى تخصيص مبالغ مالية من أجل دعم الشرائح المتضرّرة، لكنّها لم تنفّذ أياً من وعودها.

سكان الاهوار “فقراء”

وكان وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي قد أعلن، في وقت سابق، شمول كلّ الأسر في الأهوار بالحماية الاجتماعية، الأمر الذي يعني تصنيفهم فقراء، وبالتالي وجوب تكفّل الحكومة بسداد مخصّصات إعانة شهرية لهم. وقد أتى ذلك بعد “عملية البحث الكبرى التي تجريها (الوزارة) للمناطق الأشدّ فقراً، من ضمنها قضاء الجبايش في محافظة ذي قار” جنوبي العراق، بحسب ما قال الأسدي.

والأهوار العراقية التي يتفرّد فيها العراق مسطّحات مائية ضخمة تستمدّ مياهها من نهرَي دجلة والفرات بصورة رئيسية، وتمتدّ في محافظات ذي قار وميسان والبصرة والمثنّى ومناطق حدودية مع إيران جنوبي البلاد وجنوب شرقيها. أمّا أبرزها، فهي أهوار الجبايش والحمّار والشيب والدجيلة، وهي تضمّ أنواعاً عديدة من الطيور والأسماك والنباتات المائية ونبات القصب والبردي، فيما تعيش حولها آلاف الأسر العراقية على الزراعة وصيد السمك وتربية المواشي.

************************* 

الجفاف يقسو على سياحة كردستان ويصحّر حدائقها

متابعة ـ طريق الشعب

أكد المتحدث باسم هيئة السياحة في إقليم كردستان إبراهيم عبد المجيد، أن أزمة الجفاف ألقت بظلالها بشكل كبير على قطاع السياحة داخل الإقليم.

وقال عبد المجيد في حديث صحفي إن «الأزمة أدت لجفاف العديد من الحدائق والبحيرات والمصايف العامة في إقليم كردستان، لافتا إلى وجود تنسيق بين هيئة السياحة والحكومات المحلية في الإقليم من أجل تجاوز الأزمة عبر اللجوء إلى الحوضيات الخاصة لملء البحيرات وسقي الأشجار، وتعويض المياه، وقلة الأمطار».

وأشار إلى أن «الأزمة كبيرة جدا، ولا يمكن تجاوزها بسهولة، إلا من خلال جهد حكومي كبير، والتفاهم مع الدول المجاورة لزيادة حصة العراق وإنعاش البحيرات مجددا». ويعد العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.

وبات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في هذا البلد شبه الصحراوي وحملت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوب المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.

وتصاعدت أزمة المياه في العراق خلال السنوات الماضية مع تراجع معدلات هطول الأمطار، وقلة مناسيب المياه من دول الجوار التي تمد نهري دجلة والفرات بالمياه، ما أدى إلى تفاقم الجفاف، إلى أن بات العراق البلد «الخامس في العالم» الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، بحسب الأمم المتحدة.

ولدى العراق نحو 22 بحيرة، مختلفة الأحجام، لكن أبرزها، هي: الرزازة في محافظة كربلاء، وساوة في محافظة المثنى، والحبانية بمحافظة الأنبار، وحمرين في محافظة ديالى، ودربندخان في محافظة السليمانية، حيث تتغذى على أنهار البلاد.

*********************** 

علاقة الصناعات الغذائية بالإنتاج الزراعي في العراق

أ. سلام عبد الرحيم تويج*

تعد العلاقة بين الصناعات الغذائية والإنتاج الزراعي، علاقة تكافلية، اذ يعتمد كل منهما على الآخر لتحقيق النجاح المتبادل. فالدور الذي تقوم به الصناعات الغذائية، مهم وكبير في عملية الانتاج الزراعي ومعالجة منتجاته النباتية والحيوانية.  تأخذ الصناعات الغذائية الانتاج الزراعي الخام من المزارعين وتحول إلى منتجات غذائية مصنعة وذات قيمة مضافة. يمكن أن يشمل نشاطات عدة، مثل طحن الحبوب وتعليب الفواكه والخضروات ومعالجة اللحوم وتكرير الزيوت وتصنيع منتجات الألبان.  تضيف هذه الصناعة، قيمة إلى المنتجات الزراعية، يجعلها أكثر ملاءمة وجاذبية وجاهزة للاستهلاك، وتضمن توفر الكمية والجودة المناسبة في المكان والزمان المناسبين. كما تعد شبكات التوزيع الفعالة في سلسلة توريد هذه المنتجات، ضرورية للحفاظ على توافر الغذاء وتقليل الهدر. ايضا، مراقبة طلب السوق وتفضيلات المستهلك، احدى مهام هذه الصناعات، تحديد أنواع المنتجات الزراعية التي يجب إنتاجها ومعالجتها عن طريق تحليل اتجاهات المستهلكين وإجراء أبحاث السوق وتطوير منتجات جديدة لتلبية احتياجات المستهلكين المتغيرة مما  يساعد  في توجيه قرارات الإنتاج الزراعي ، والتأثير على أنواع المحاصيل والثروة الحيوانية .فضلا عن ذلك، تلعب الصناعات الغذائية دورًا حيويًا في الحفاظ على معايير الجودة وضمان سلامة الغذاء عن طريق الالتزام  باللوائح الحكومية والمعايير الدولية ومراقبة الجودة ووضع العلامات والتعبئة والتغليف واجراء عمليات التفتيش والاختبار وإصدار الشهادات، وبالتالي ضمان آمن للطعام المنتج للاستهلاك. وبتوافر شروط الجودة، يسهل وصول المنتجات الزراعية إلى التجارة العالمية والتفاوض على الاتفاقيات التجارية ويخلق فرصًا للمزارعين لتوسيع قاعدة عملائهم وزيادة عائداتهم من خلال الصادرات، كذلك تقدم الصناعات الغذائية معرفة للمزارعين فيما يتعلق بما يفضله المستهلكون، ومتطلبات السوق، وجودة المنتج، مما يساعد المزارعين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن اختيار المحاصيل والممارسات الزراعية وأساليب تربية الحيوانات.

تواجه صناعة الأغذية في العراق العديد من التحديات التي تؤثر على كفاءتها وإنتاجيتها وقدرتها على تلبية احتياجات السكان الغذائية منها ضعف البنى التحتية في ادارة النقل والتخزين وشحة المياه مما لا يضمن امدادا مستقرا وموثوقا به من المواد الخام الزراعية فضلا عن التكنلوجيا المحدودة والممارسات الزراعية التي عفا عنها الزمن وهذا يعيق قدرة القطاع على تعظيم الغلات وانتاج محاصيل عالية الجودة. كذلك تواجه الصناعات الغذائية في العراق ضعف الاطر التنظيمية والقدرة المحدودة على التفتيش والاختبار ونقص الوعي حول ممارسات تداول الاغذية المناسبة مما يزيد من مشاكل التلوث والغش وعدم اتساق جودة المنتج، مما يؤثر على ثقة المستهلك والقدرة التنافسية في السوق. تتطلب مواجهة هذه التحديات جهودًا متضافرة من الحكومة والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة المعنيين. يمكن أن تساعد الاستثمارات في تطوير البنية التحتية، وتحديث الممارسات الزراعية، وتحسين أنظمة إدارة المياه، وتعزيز أنظمة سلامة الأغذية، وتدابير تيسير التجارة في التغلب على المشاكل التي تواجه صناعة الأغذية في العراق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم تعزيز البحث والابتكار ودعم صغار المزارعين وتعزيز ريادة الأعمال في نمو القطاع وقدرته على الصمود.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ماجستير ارشاد ونقل تقنيات زراعية

 ************************

الاهتمام بالزراعة كفيل بتعزيز الإيرادات غير النفطية

كاظم بدن

يطرق اسماعنا في هذه الايام وبإسهاب موضوع التوجه لتفعيل الايرادات غير النفطية وهذا شيء مفرح ولو انه متأخر، الا ان من يأتي متأخرا خيرا من الذي لا يأتي. تلك الايرادات عديدة ومتوفرة وبالمستطاع استثمارها لو توفرت الارادة والجدية والعمل بروح المسؤولية في كل التوجهات ومن تلك هي الزراعة التي لا تحظى يوما بالاهتمام الكافي من لدن القائمين على الشأن لحقب مديدة، فنرى الاهمال سوى كان متعمدا او غيره ومنها عدم الرؤى الحالية والمستقبلية عن ما يجب ان يكون عليه القطاع الزراعي. والحديث هنا عن بلد يعد تاريخيا زراعيا ويسمى بأرض السواد، اي انه متميز بكونه زراعيا بأمور عديده ومنها الايدي العاملة وخصوبة التربة واستثمار ما يمكن استثماره وعمل او مشروع يراد له النجاح وان يحقق غاياته واهدافه وهذا يتطلب السعي المثابر والجاد لإيجاد وتوفير كافة مستلزمات نجاحه. وفيما يتعلق بالزراعة يتوجب ان يكون العمل فيها وفق خطة وبرنامج عمل ينظر له بدقة ومتابعة شديدة والسعي الجاد بتوفير المستلزمات المطلوبة وتهيئتها قبل ان يحين الأوان، لأنه معروف لدى الجميع ان العمل في الزراعة ليس اي عمل بل انه محكوم بمواسم وفصول لا تقبل التقديم او التأخير لاي سبب كان وفقدان أحدها ينعكس سلبا على باقي الموارد. ولنأخذ مثلا حراثة الارض وتسويتها والبذار والري واعطاء الاسمدة الكيماوية بأنواعها والمكافحة وادواتها وهي بالضرورة ان تكون بالطائرات اي الطيران الزراعي ولكن كيف الحال وطائراتنا مركونة كجثث هامدة في قضاء الصويرة ومنذ سنوات عديدة دون ان تبادر اي جهة بالإشارة إلى ذلك، فبماذا يسمى ذلك هل هو اهمال او اغفال؟ الا انه يحدونا الامل بالتوجهات الجديدة للحكومة وضمن الخطة المعتمدة في مجال القطاع الزراعي والذي يعتبر اهم عامل من عوامل الايرادات غير النفطية، ومن اجل ان يكون النفع اعم وأفضل واشمل. وبالنسبة لي كفلاح ومواطن عراقي سررت كثيرا وغمرتني الفرحة عند سماعي امر السيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى ايجاد حالة من التعاون والتنسيق بين وزارتي الصناعة والزراعة وهذه قضية غاية في الاهمية لم يطرقها أحد سابقا، وبالمحصلة ستكون لها مردودات ايجابية كبيرة ومؤثرة ولكوني فلاحا ومعنيا في هذا الموضوع وتعزيزا لتلك الخطوة الجيدة واستكمالا لذلك المشروع اقترح الاتي:

من الاصوب والمفيد وبالنظر لحالة التدهور والتخلف المريع الذي يعن القطاع الزراعي ان يصار إلى تشكيل ورشة عمل برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء ويكون مقرها ديوان وزارة الزراعة وتظم التالي:

١- وزارة الزراعة

٢- وزارة الموارد المائية

٣- وزارة النفط

٤- وزارة الكهرباء

٥- وزارة التجارة

٦- الشركة العامة لتجهيزات الزراعية

٧- نقابة المهندسين العراقيين

٨- كلية الزراعة

٩- المديرية العامة للأراضي

١٠- صندوق التنمية الدولي

١١- البيطرة

١٢- الثروة الحيوانية والنباتية

١٣- الغابات

١٤- اتحاد الجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق

ووضع خطة عمل لثلاث مراحل قصيرة الامد - متوسطة الامد - بعيدة الامد

وتعقد اجتماعات تتعلق بالعمل ووضع كل جهة ازاء المهام المتعلقة بها وتشخيص عوامل النجاح والفشل اولا باول كالذي عهدنا من لدن السيد رئيس مجلس الوزراء بما هو جاري الان. واعود لأذكر بمسألة على درجة في الاهمية الا وهي وحسب رأيي البسيط ان الابقاء على جعل وزارة معنية بالموضوع بالدرجة الاولى - ارشادية - توجيهية- وابعادها عن المهام التي وجدت من اجلها شي غير دقيق إطلاق وأعني وزارة الزراعة، ان مهام الارشاد والتوجيهية يمكن ان يقوم بها المرشد الزراعي او الناظر التعاوني. وبالعودة إلى ما ورد في اعلاه أجزم لو اخذ به يمكن ان تحصل نقلة نوعية في حياة الريف والفلاحين وجميع العاملين في القطاع الزراعي وانتشال هذه الشريحة الكبيرة من حالة الفقر والتخلف والحرمان الذي طالهم طيلة عقود من السنين إلى جانب رفد الاقتصاد الوطني للبلد بأهم مورد غير النفط هذه الثروة الايله للنضوب لا محالة، ومن الخطأ الفادح الابقاء على اقتصاد احادي الجانب فضلا عن تأثيرها سلبا وإيجابا بتقلبات السوق العالمية.

*********************

مشروعية تدمير

قطاعي الزراعة والبيئة!

عبد الكريم عبد الله بلال*

اليوم وفي كل انحاء العالم نجد الحكومات ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة بالبيئة ومراكز البحوث والجامعات مهتمة بشكل كبير بالمتغيرات المناخية في العالم وتأثيراتها على الانسان من خلال تأثيرها على البيئة، فنراها ترصد الأموال اللازمة لذلك من أجل تطوير المساحات الخضراء وانشاء أحزمة خضراء حول المدن واستخدام الطرق العلمية في الزراعة وتحسين النبات والحيوان وراثياً لغرض زيادة الانتاجية وتأمين الأمن الغذائي للإنسان وكذلك الحيوان مع تشغيل أكبر ما يمكن من الايادي العاملة.

إلا أنه في العراق ومع الأسف الشديد نرى عكس ذلك تماما، لا بل تضفي مشروعية في التجاوز على الاراضي الزراعية وبالتالي على البيئة. وخير مثال على ذلك المادة ٥٦ من قانون موازنة ٢٠٢٣ التي صادق عليها البرلمان قبل ايام والتي تمكن الجهات ذات العلاقة باستثمار الاراضي الزراعية في حالة عدم زراعتها لاي سبب وهنا المقصود المياه نتيجة شحتها استثمارها لأغراض أخرى كالصناعة والاسكان والخزن.

من الواضح أن الحكومة العراقية التي ارسلت مسودة الموازنة إلى البرلمان والمشرع العراقي في البرلمان لم يعوا خطورة ذلك على

الامن الغذائي للمواطن العراقي:

- نزوح ابناء الريف إلى المدن والآثار الاجتماعية المترتبة على ذلك.

- الأثر البيئي نتيجة عمليات التجريف للمناطق الخضراء.

- الضرر نتيجة التجاوز على المخططات العمرانية للمدن والتي دفعت لقاءها مبالغ لإعدادها ونتائج ذلك على التخطيط الحضري من فوضى.

- توسيع عملية التصحر الحاصلة أصلا وآثارها المدمرة على الانسان.

كان الافضل على ممثلي الحكومة من ذوي الاختصاص والمشرعين في البرلمان دراسة أسباب عدم زراعة هذه الأراضي ومعالجتها وتقديم العون والمساعدة لأصحابها لغرض زراعتها

وهي لن تتجاوز موضع شحة المياه، وهنا المسؤولية الكبري تقع على عاتق الحكومة باستحصال حصة العراق المائية من دول المنبع، وان يتم تقاسم الضرر معهم نتيجة التغيرات المناخية ثم ادارتها اي المياه الادارة الصحيحة مع توفير تقنيات الري الحديثة وبأسعار مجزية وتوفير القروض لها من المصرف الزراعي وبتسهيلات تمكن الفلاح من التمسك بأرضه وزراعتها. نعم يا ذوي الشأن هذا هو الحل وليس تجريف الارض واستخدامها لأغراض اخرى واضفاء الشرعية على ذلك بقانون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

************************* 

 الصفحة الثامنة

كتاب.. الحياة لا تجري دوماً حفيفة ناعمة

صدر مؤخرا عن دار سطور للنشر والتوزيع كتاب بعنوان (الحياة لا تجري دوما حفيفة ناعمة)  للدكتور سيف عدنان القيسي في 494 صفحة من القطع المتوسط

يتضمن المذكرات الشخصية  في مخطوطة السيد مكرم الطالباني

والتي دون فيها يومياته الشخصية منذ بواكير حياته إلى عام 2011.

عرض شميران مروكل

تضمنت المخطوطة جميع ما دونه بخط يده لمسيرة امتدت لأكثر من سبعين سنة، ذكريات الطفولة وبدايات تكوينه السياسي والفكري وانخراطه في العمل السياسي والمهني وسنوات اعتقاله التي طالت أيضا أقرانه من السياسيين من ذوي الافكار اليسارية والشيوعية ولينتقل به الحال ويشغل وزارة الري ومن ثم النقل والمواصلات ممثلا للحزب الشيوعي العراقي في بداية السبعينيات من القرن الماضي، ومن ثم ليكون شاهدا على فترة من أهم وأعقد الفترات التاريخية التي مر بها تاريخ العراق المعاصر والتي انتهت بفشل التحالف الجبهوي في بداية عام 1979 .

مكرم الطالباني لم يكن شاهدا على حياته الشخصية والحزبية فقط بل شاهدا امينا على احداث وتطورات العراق السياسية لسنوات طويلة حملت في طياتها الكثير من التعقيدات والتحولات السياسية والانقلابات العسكرية والحزبية والتي ما زالت آثارها باقية ليومنا هذا.

ينتمي مكرم الطالباني إلى الاسرة الطالبانية من عشيرة زنكنة الكردية، ولد في مدينة كركوك ربيع عام 1923 في قرية زرداو جنوب بلدة كفري التي كان يديرها والده ويربو عدد بيوتها على مائة بيت، ويصف حياتهم وحياة سكان القرية بالتفصيل وعن علاقات والده المتميزة مع الفلاحين.

وعن جمعية ئازادي كردستان وفتح فرع لها في منطقة كفري ونشر الوعي القومي في المنطقة وهدفها الرئيسي كان مسألة الحكم الذاتي. تم قبوله في المدرسة الابتدائية وهو بعمر الخمس سنوات كتلميذ احتياط ومن ثم انتقل إلى كركوك تحت رعاية جده. ومن ثم تحت رعاية عمه بعد وفاة الجد.

وتعلم اللغتين التركية والعربية إلى جانب لغته الكردية. أما بداية الوعي القومي لديه فقد بدأت عندما تلقى أولى شحنات الوعي القومي من والده الذي كان يتحدث عن المسألة القومية بالمفهوم السائد آنذاك. وكان قد أسس مع صديقه محمد فتاح بك الجاف فرعا لجمعية آزادي كردستان في قضاء كفري.

تخرج من الاعدادية بتفوق في عام 1943 وكانت رغبة والده ان يدرس الطب في اسطنبول ولكن وفاته غيرت مجرى حياته فدرس القانون والسياسة في كلية الحقوق ببغداد وأصبح محاميا بدل طبيب.

وخلال وجوده في بغداد واصل نشاطه القومي العلني وتعرف إلى شخصيات كردية من نشطاء حزب هيوا الذي كان محلا للصراعات الفكرية والسياسية يجمع في صفوفه الشيخ الاقطاعي ورجال الدين وكبار الضباط والموظفين والطلاب، بعضهم يحمل افكارا قومية يمينية وآخرون أفكارا ديمقراطية تقدمية وآخرون افكار ماركسية لذا دبت التناقضات في صفوف الحزب فأدى إلى تشرذمه عام 1945 عندما عجز عن تقديم الاسناد إلى الثورة الكردية.

كان يراقب الأحداث منذ مجيئه إلى بغداد وخاصة نشاطات الحزب الشيوعي العراقي الاعلامية والسياسية. وكانت المكتبات وارصفة الشوارع مليئة بالكتب الماركسية ـ اللينينية وكان يتعاطف مع موضوعاتها ويقول.. كنت أقرب إلى المثقفين التقدميين داخل حزب هيوا وخارجها وكنت اتلقى منهم بعض النشرات السرية الشيوعية.

ولكن لم تكن له علاقة تنظيمية مع اية كتلة شيوعية..

وخلال وجوده في كلية الحقوق وفي خضم الاحداث اعتقل عدة مرات. حدثت تظاهرة جماهيرية في حزيران 1946 اصطدمت مع الشرطة التي أطلقت النار على المتظاهرين وقتل شاؤول طويق عضو الحزب الشيوعي وهو يردد (لا مهادنات ولا مساومات نريد عراقا حرا مستقلا)..

ثم تلتها تظاهرة كبيرة أخرى اعتقل خلالها الكثيرون وكان الطالباني بينهم، علما انه لم يكن عضوا في الحزب الشيوعي. وتم اصدار أمر بحرمانه من الامتحان والذي يعني رسوبه.

ولكنه عمل المستحيل إلى أن تم اجراء امتحان خاص له في جميع المواد بعد ان صدر قرار من المحكمة ببراءته لعدم ثبوت اشتراكه في التظاهرة. فيما بعد رافقه صالح الحيدري ليلتقي الرفيق فهد الذي وافق على انتسابه للحزب بعد إبداء رغبته بذلك وكان من القلائل الذين انتسبوا إلى الحزب الشيوعي بترشيح السكرتير العام. وخلال وجوده في بغداد لم ينتظم في اية حلقة من حلقات الحزب السرية لأنه كان من المقرر ان يعمل كواجهة علنية في حزب التحرر الوطني، الحزب الجماهيري الذي ألفه الحزب الشيوعي ليكون الحزب العلني المجاز.

في كركوك تفشى الفساد يومها إلى درجة لا تحتمل، في دوائر تنظيم الاستيراد من الخارج وتوزيع بعض السلع على المواطنين في سنوات الحرب وما بعدها، ومن هذه الدوائر المديرية العامة للاستيراد والتموين وكانت سمعة الشيوعيين والماركسيين قد أوحت إلى الحكومة بتعيينهم في هذه الدوائر لقطع داء الفساد فيها وبإيعاز من نوري السعيد نفسه. فكان عملهم ونزاهتهم مثار الاعتزاز بين الناس.

دعي مكرم الطالباني من قبل القيادة القومية لحزب البعث في سوريا لحضور مؤتمر المحامين في دمشق، لم يمانع البكر بالرغم من العداء بين النظامين، بل طلب منه ان يتكلم عن الحقائق في العراق فتم إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين والغاء سجن السلمان الصحراوي ودعوة جميع المفصولين بالمباشرة بأعمالهم ووظائفهم في الاول من تشرين الاول 1968، اما العسكريون فقد تقرر تعيينهم بوظائف مدنية. ويلقي الضوء في مذكراته على عدد من المقابلات المهمة التي اجراها في دمشق اثناء حضوره المؤتمر منها لقاؤه الساخن مع الرئيس السوري..

ويستمر الحديث وصولا إلى الجبهة 1973، ورغم التباين في وجهات النظر حول جملة من المسائل تم التوصل من خلال الحوار الطويل والشاق إلى صيغ مشتركة حول المسائل المختلف عليها وقد عمل قرار التأميم على تقارب الحزبين والتوقيع على ميثاق العمل، وكان قد زال أيضا عائق مهم أمام هذا الاتفاق بإصدار بيان 11 أذار 1970 وإشراك الحزب الديمقراطي الكردستاني بخمسة وزراء في الحكومة.

ولم تمر سياسة الحزب الشيوعي دون عائق او صعوبات فقد أضعف موقف الحزب تجاه الوضع القائم قضيتان مهمتان اولهما الوضع الداخلي للحزب الشيوعي وثانيهما موقف الحركة القومية الكردية.

وعندما أسند إليه منصب وزير الري جرى الحديث عن انشاء قناة الثرثار ـ الفرات وجرى انشاؤها بالتعاون مع حكومة الاتحاد السوفييتي وتم انشاء المشروع في مدة قياسية هي ثلاث سنوات بكلفة 35 مليون دينار عراقي فقط. وفي عام 1974 التقى نائب وزير الخارجية السوفييتي ودار بينهما نقاش مهم..

وبعد سياسة التباعد والقطيعة بين الحكومة والحركة الكردية والتلويح باستخدام القوة حاول الحزب الشيوعي ايجاد مخرج لتحاشي اندلاع القتال بين الحركة الكردية والحكومة بعقد الاجتماع مع الديمقراطي الكردستاني لأقناعه بعدم اللجوء إلى القتال ما دام هناك أمل في حل العديد من المسائل وايضا لقاءات مباشرة بين القيادتين ومن ثم وقعت اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران في السادس من اذار 1970.

وبتفصيل يتحدث عن قيام قوات الأمن بمحاصرة مقرات الحزب الشيوعي ومكاتب جريدة طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة ومطبعة الرواد.

ولم يبق هناك من شك في ان الافتراق قد حصل فعلا. واستمر في دوامه في مقر الحزب لتصفية بعض الامور منها جمع الأسلحة التي استلمها الحزب من الحكومة لحماية مقراته ونقلها بسيارته الخاصة إلى مقر الجبهة الوطنية.

ولم تبق فائدة لدوامه في مقر الحزب او مكتب الجريدة، وكانت قد عطلت بسبب نشرها قرار اجتماع الاحزاب الشيوعية في البلاد العربية ينتقد فيه اجراءات حزب البعث تجاه الحزب الشيوعي العراقي. في 2 ايار قدم استقالة تحريرية إلى رئيس الجمهورية احمد حسن البكر وتم قبولها في 10 ايار 1979.

ويتحدث ايضا عن وصول صدام للسلطة وقيام الحرب العراقية ـ الايرانية واول لقاء له مع صدام حسين بعد استقالته..

وكيف ان البعث طرح فكرة المصالحة الوطنية عام 1988 ولكن موقف الحزب الشيوعي كان واضحا حول المسائل الوطنية ومسألة تقرير المصير للشعب الكردي وحقوق الاقليات الديمقراطية السياسية والاجتماعية. وينهي مذكراته بالحديث عن اقتراح المعارضة العراقية لتشكيل حكومة ائتلافية ورسالته لصدام عن موقف المعارضة.

شاهد اضراب عمال النفط في كركوك / كاورباغي في تموز عام 1946 عندما نشطت الحركة السياسية في العراق بصورة عامة والحركة العمالية بصورة خاصة، وفي عام 1947عندما شنت الحكومة هجومها على سائر الحركة الوطنية والديمقراطية في البلاد وقررت سوق قيادة العمال المضربين إلى محكمة جزاء كركوك، وكان ضمن المحامين المدافعين عنهم.

يتحدث عن وثبة كانون الثاني والحركة الوطنية التي تقوم بالهجوم المقابل وكيف ان معاهدة بورتسموث كانت القشة التي قصمت ظهر البعير..

ومحاكمة المتظاهرين في كركوك أمام المجلس العرفي العسكري، كان المتظاهرون من العرب والاكراد والتركمان والآثوريين، مسلمون ومسيحيون وصابئة، وعلى الرغم من انهم كانوا من هذه التشكيلة الواسعة من القوميات والاديان اتهمتهم دوائر الامن بإثارة الشغب والتفرقة بين المواطنين.

كما شارك في فريق المحامين المدافعين عن قادة الحزب الشيوعي العراقي فهد وحازم وصارم عندما حوكموا امام المحكمة ببغداد عام 1947 مع قادة نقابات العمال وعدد من النساء والفتيات بتهمة الشيوعية والمشاركة بالإضرابات والتظاهرات التي خرجت للشوارع ونشر البيانات والتي سموها بالأعمال الفوضوية.

وفيما بعد قدم مكرم الطالباني إلى المحكمة بتهمة الدفاع عن الشيوعيين امام المحاكم وقضية الدفاع عن سكرتير الحزب الشيوعي الرفيق فهد ورفاقه الاخرين امام محكمة جزاء بغداد.

ويتطرق مكرم الطالباني إلى عناوين عديدة وبالتفصيل، منها كيف قاد حميد عثمان حركة انقلابية في نقرة السلمان، والافكار اليمينية واليسارية لقيادة بهاء الدين نوري، ومذبحة في سجن بغداد عام 1953، والاوضاع في سجن بعقوبة، وهجوم مقابل لاسترداد حقوق السجناء عام 1954، وقصة هروب سكرتير الحزب الشيوعي حميد عثمان، واعادة فتح سجن نقرة السلمان، وعندما قارب من اكمال مدة حبسه البالغة سبع سنوات كان قد صدر قانون في عام 1954 يقضي بإسقاط الجنسية العراقية عن المحكومين الشيوعيين واخراجهم من البلاد سألوا مكرم الطالباني إلى اي بلد يريد أرساله ؟ فأجابهم ان جنسيته العراقية اكتسبها لأن آباءه واجداده سكنوا العراق ولن يبرح الوطن إلى بلد آخر وسيبقى في العراق.

ويتحدث عن اول لقاء له مع عبد الكريم قاسم عندما كان مديرا عاما لإدارة انحصار التبغ، ولقاء في اواخر عام 1959 عندما اراد اجراء تعديل وزاري، ولكنه كان مترددا أولا لوجود طالبانيين في الوزارة، حسن الطالباني كان وزيرا للشؤون الاجتماعية وكذلك لأن مكرم شيوعي، كان قلقا انه لو حصل اي خلاف مع الحزب سيترك الوزارة ويكتب: اخبرته ان الطريق الذي سلكه الحزب الشيوعي لخدمة الشعب هو طريق آمن ومجرب وواضح، لماذا تفترض الخلاف ونحن غير مختلفين.

ويظهر انه اعتبر كلامي رفضا لأني لن اتخلى عن حزبي في حالة الخلاف.

ومن ثم اختار نزيهة الدليمي وزيرة للبلديات ولم يكن على اساس حزبي ولا على اختصاص لأنها كانت طبيبة، فقط اراد ان يستوزر عنصرا نسائيا لأسباب دعائية فكانت نزيهة رئيسة رابطة المرأة العراقية فاستوزرها.

سرعان ما عادت حكومة قاسم إلى التراجع عن الخطوات التقدمية التي خطاها في الاشهر الاولى من الثورة، فعادت المشكلة القومية الكردية تطفو إلى السطح ثانية، وأصدر قانون رقم 80 لسنة 1960 القاضي باسترداد كافة الاراضي غير المستثمرة من شركات النفط، وكان هذا يتطلب تعبئة كل طاقات الشعب، إلا ان حكومة قاسم بإجراءاتها اللا ديمقراطية قد عزلت نفسها تدريجيا عن الشعب.

وفي عام 1961 هددت شركات النفط بالإطاحة بحكمه إن هو استمر بمطالبه.

وتورط قاسم بالقتال في كردستان وتخلى عن العناصر التقدمية في قيادات وحدات الجيش، واستعان بغلاة الرجعيين من الضباط، وعارض الحزب الشيوعي تلك الحملة القمعية التي شنها ضد الاكراد في بيان، وطالب بوقف الحملة العسكرية وتلبية مطالبهم بمنحهم حق تقرير المصير، وعلى إثر البيان جرت حملة واسعة لجمع التواقيع على مذكرة قدمت إلى الحكومة تطالب بإيقاف القتال فورا وتحقيق السلم في كردستان، وكان مكرم الطالباني ضمن الموقعين، اضافة إلى عدد من المدراء في الهيئة العليا للإصلاح الزراعي، وأمر قاسم بإحالتهم إلى هيأة تحقيقية خاصة وتم التحقيق معه. واستمر قاسم في حملته القمعية ضد الاكراد، ولكننا نعرف كيف صفيت التركة التي اشارت اليها مجلة الايكونومست البريطانية في مقال سبق ونشرته فالكويت وهو اسم اخر للنفط قبلت عضوا في هيئة الامم المتحدة بعد ايام من نهاية قاسم.

كان الحزب الشيوعي العراقي على علم بما يبيت في الخفاء للإطاحة بحكومة قاسم، وكان يعلم ان نجاح الانقلاب يمر على اكداس من اشلاء الشيوعيين والديمقراطيين، وعلى الرغم من اصداره بيانا في كانون الثاني 1963 يحذر الحكومة فيه من الانقلاب العسكري، إلا ان قاسم كان يخشى اتساع نفوذ الشيوعيين أكثر من نجاح انقلاب قد يؤدي بحكمه وحياته. وان التنسيق بين الحزب الشيوعي وقاسم كان مستحيلا بعد ان عارض الحزب العديد من اعمال الحكومة، وايضا الحكومة بإجراءاتها اللاديمقراطية قد عزلت نفسها تدريجيا عن الشعب، وباستثناء الحزب الوطني التقدمي لم يبق أي حزب سياسي لإسناده في المعركة المزمع دخولها ضد شركات النفط، وما أن حل عام 1961 حتى كانت الشركات في وضع تستطيع تقديم التهديدات المباشرة إلى عبد الكريم قاسم بالإطاحة بحكمه. وحدث الانقلاب في 8 شباط 1963، ومنذ اللحظة الاولى كشف الانقلابيون عن معاداتهم للحزب الشيوعي وأعلنوا انهم يعادون الشيوعية ولكنهم لا يعادون الاستعمار.

ويذكر في الكتاب قصة اعتقال قاسم، كما رواها له سعدون غيدان، وايضا علاقة الانقلابيين بالمخابرات الامريكية التي كان لها دور كبير في الاطاحة بالحكم. وتم اعتقال مكرم الطالباني ايضا وقد سلمه عدنان الراوي بضمانات للحفاظ على حياته ويسرد في مذكراته..

عندما دخلت غرفة المعتقل استقبلني عدد من الوزراء الذين يضمرون لهم الحقد كونهم تضامنوا مع عبد الكريم قاسم واخرين.

وايضا يتطرق في مذكراته إلى انتفاضة في معسكر الرشيد حركة حسن سريع فجر 3 تموز 1963، وقد دلت هذه العملية الجريئة على القدرات الكبيرة التي كان الحزب الشيوعي يمتلكها في صفوف القوات المسلحة، وكان بإمكانه ان يسبق انقلاب 8 شباط 1963 بالإطاحة بحكومة قاسم والاتيان بحكومة ائتلافية واسعة.

وقد قرر الانقلابيون اعدام 300 من الضباط البارزين في معتقل معسكر الرشيد، انتقاما للانتفاضة فنقلوهم عبر قطار الموت المتوجه إلى سجن نقرة السلمان.

وتم نقل مكرم الطالباني ايضا في يوم آخر بالقطار إلى السماوة ومن هناك إلى سجن نقرة السلمان، ويروي في مذكراته عن 1700 معتقل بينهم عدد كبير من الضباط والمراتب.

وايضا يتحدث عن موقف الملا مصطفى من الشيوعيين وكيف ان البارزاني كان يثق بالدعم والتأييد الخارجي أكثر من ايمانه بقدرة الشعب في انتزاع حقوقه بنفسه. وعندما اندلع القتال مرة اخرى بين البعث والحركة الكردية، تطوع الشيوعيون كسرايا مستقلة في صفوف الثورة الكردية المسلحة في كردستان، وبدأ الحزب الشيوعي يوسع تنظيماته في العاصمة والمدن الاخرى من العراق، ويعيد اتصاله بجماهير العمال والفلاحين والطلبة وغيرهم من فئات الشعب، وكانت انباء مقاومة الشيوعيين وقوات الانصار تقوي من عزيمة الناس.

ولم يستمر الانقلاب الذي قاده البعثيون سوى 9 أشهر، ففي 18 تشرين الثاني 1963 قام عبد السلام عارف ورفاقه بانقلاب عسكري ضد البعثيين الذين دعوا القيادة القومية برئاسة ميشيل عفلق إلى تولي الحكم في العراق بسبب الخلافات بينهم.

وفي اجراءات طويلة جرت محاكمة مكرم الطالباني وصولا إلى قرار الحكم الذ اصدرته محكمة الثورة التي تشكلت بتاريخ 22 / 1 / 1964 وتم الحكم بالأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات وتمت اعادته إلى ادارة القسم السياسي في السجن، وايضا كان معه ابراهيم كبة وزير الاقتصاد الذي قدم استقالته وقدم إلى المحاكمة بتهمة افساد نظام الحكم وتضامنه مع عبد الكريم قاسم، وفي الحقيقة ان مثل هذه التهم كانت وسيلة لتبرير الردة ضد الثورة، وحكمت عليه بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات..

ويشرح ان السجناء كانوا في ثلاثة مجاميع، مجموعة من الشيوعيين واصدقائهم من العسكريين والمدنيين، ومجموعة من الحركة القومية الكردية، ومجموعة دينية من الاكراد، وكانت العلاقة بين المجاميع الثلاث ودية.

بعد مرور نحو سنتين من الاعتقال وردت برقية إلى سجن السلمان مفادها ارسال مكرم إليها وتم نقله إلى بغداد لمقابلة وزير الداخلية صبحي عبد الحميد وكان يعرفه وهو ملازم في كركوك، وطلب عبر الهاتف من طاهر يحيى رئيس الوزراء لإصدار مرسوم العفو عنه.

وايضا إطلاق سراح سبعة من الشيوعيين كانوا محكومين في سجن نقرة السلمان من أهالي كفري، كان هو من كسبهم للحزب الشيوعي.

كانت الحكومة بحاجة إلى التفاوض مع الملا مصطفى البارزاني وايقاف القتال لتتفرغ للتفاوض مع شركات النفط الاجنبية حول مطالب العراقيين منها، وكان الاكراد الموجودون في بغداد يقدمون المساعدة لهم لنيل مطالبهم، وفي اجتماع في دار السيد فؤاد عارف حضره نحو 60 شخصية من مختلف الآراء السياسية، اتفقوا على كتابة مذكرة للحكومة يوقعها عشرة اشخاص باسم الجميع للمطالبة بوقف القتال في كردستان وتلبية مطالب الاكراد، وكان في الجلسة متعاونون مع السلطة سجلوا الاجتماع، وعلى إثره تم اعتقال الكثيرين وأرسلوا إلى ناحية عين التمر في كربلاء، و بقوا فيها إلى ان مات عبد السلام عارف وحل محله عبد الرحمن عارف الذي عرف بعدم شراسته كأخيه عبد السلام.

ويشير في مذكراته إلى الحركة الكردية ومعارك الشيوعيين في هندرين، وعودة الحزب الشيوعي إلى الميدان كقوة قائدة بعد ان كشفت الهزيمة العسكرية امام العدو الصهيوني عام 1967 ضعف الحكومات البرجوازية الصغيرة وعزلتها، فبدأت الجماهير تطالب بإلحاح بالمزيد من الحريات الديمقراطية وحقها في ممارسة التنظيم الحزبي والاجتماعي والنقابي.

وكان هناك حدثان مهمان كانا ايذانا بعودة الحزب الشيوعي إلى ميدان العمل الجماهيري كقوة لها وزن، أولهما انتخابات المنظمات والنقابات الحكومية، ثانيهما التظاهرة الجماهيرية التي قادها الحزب الشيوعي في مناسبة ذكرى العدوان الصهيوني عام 1967.  وبالنسبة للطلبة فكان الفوز 70ـ 100 بالمائة من الهيئات القيادية في الجامعات، الامر الذي ادى إلى الغاء نتائج الانتخابات واكتساح الشيوعيين قائمة تضامن المحامين. وحين قام حزب البعث العربي الاشتراكي ـ تنظيم العراق بتظاهرة في المناسبة نفسها لبيان قوته ولكنه أيقن ان هناك توازنا في القوى الجماهيرية قد يتطور لصالح الائتلاف الديمقراطي، فأمام البعث طريقان اما مواجهة الشيوعيين إذا ارادوا القيام بعملية الاستيلاء على السلطة، او التعاون معهم في ذلك. في اواسط حزيران التقى مكرم الطالباني احمد حسن البكر وبعد حديث طويل طلب تعاون الشيوعيين ومشاركتهم في تغيير الحكم واقترح مشاركتهم في الوزارة، ورده مكرم بأنه لم تمح بعد ذكريات مأسي 1963 وليس من السهل الاعلان عن أي شكل من اشكال التعاون ما لم تعالج الآثار النفسية الناجمة عن تلك الفواجع.

**************************

 الصفحة التاسعة

مبارزو العراق يرفضون مواجهة لاعبي الاحتلال الاسرائيلي

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للمبارزة انسحابه من منافسات بطولة العالم الجارية أحداثها حالياً في مدينة ميلانو الايطالية بعد أن وضعتهم القرعة في مجموعة ضمت لاعبين من اسرائيل.

وذكر بيان لاتحاد اللعبة امس الاثنين، أن” الاتحاد العراقي للمبارزة أوعز بانسحاب لاعبينا من منافسات بطولة العالم في إيطاليا التي تجري أحداثها حالياً في مدينة ميلانو بعد أن وضعتهم القرعة في مجموعة ضمت لاعبين من اسرائيل، حيث جاء الانسحاب من منافسات فردي سلاح الشيش وفردي سلاح سيف المبارزة”.

وأضاف، أن” البطولة تعد من أكبر البطولات العالمية ولها أهمية كبيرة في التنقيط لدورة الألعاب الأولمبية، لذا جاءت التحضيرات مبكرة لغرض المشاركة في البطولة قبل خوض دورة الألعاب الآسيوية أيضاً، غير أن المبادئ الوطنية الراسخة أغلى من كل البطولات لذا جاء قرار الانسحاب بكل عزة وفخر”، مبيناً أن “لاعبينا في المنافسات الأخرى لهذه البطولة سيخوضون سباقاتهم تباعاً في مجموعاتهم المختلفة ضمن بطولة العالم الحالية”.

*********************** 

يسعى الفريقان لمصالحة جماهيرهما

الزوراء والقوة الجوية يلتقيان في نصف نهائي كأس العراق

متابعة ـ طريق الشعب

يبحث فريقا الزوراء والقوة الجوية، عن بطاقة المربع الذهبي من بطولة كأس العراق، عندما يلتقيان اليوم الثلاثاء بملعب الشعب الدولي في قمة مباريات ربع النهائي.

ويتمسك الفريقان بفرصة البقاء في دائرة المنافسة على اللقب، بعد خسارتهما درع الدوري الممتاز الذي سيطر عليه الشرطة للموسم الثاني تواليا.

ويأمل الزوراء بقيادة مدربه حيدر عبد الأمير مصالحة جماهير الكتيبة البيضاء بتحقيق الانتصار والاقتراب من اللقب المتبقي في الموسم الماراثوني الطويل.

في الجهة المقبلة، فإن المدير الفني للجوية مؤمن سليمان يبحث عن إثبات قدراته بالمساهمة في التأهل لمربع الكبار وإنهاء الموسم بحصد الكأس، بعد فترة عصيبة مر بها مع الصقور عقب فقدان اللقب الأغلى.

مغامرة بيضاء

ويتطلع الزوراء للظهور المميز والفوز في كلاسيكو الكأس أمام غريمه التقليدي، رغم المطبات الفنية والإدارية التي واجهته بدوري “الفصول الأربعة” وحالة الإرهاق وضعف العامل البدني لأغلب لاعبيه.

هذا المؤشر ظهر في المباراة الأخيرة بالدوري الممتاز، وعدم قدرة معظم نجومه على إكمال لقاء دهوك بنفس النسق ليكتفي بالتعادل في محطة الختام.

وفضل حيدر عبد الأمير الاعتماد على العناصر الشبابية، وهذه المغامرة ستضع الجهاز الفني تحت الضغط لقلة خبرة تلك المواهب كصانع الألعاب علي صادق وزميله في منتصف الميدان حيدر عبد الكريم والجناح سجاد محمد.

ولم يتم تأكيد مشاركة أبرز عناصر الخبرة في موقعة الغد بعد غيابهم عن مباراة دهوك، وهم الحارس جلال حسن، وقائد منطقة العمليات سعد عبد الأمير.

وفي المقدمة فإن تواجد علاء عباس بالتشكيل الأساسي مرهون بجاهزيته البدنية، بعد أن منحه مدربه دقائق معدودة في اللقاء السابق، لم يظهر فيها بصورته المعهودة.

وتكمن قوة الكتيبة البيضاء في القدرات العالية للاعب الوسط لؤي العاني والدور الفعال بالثلث الهجومي للثنائي مراد محمد وعلي يوسف.

غياب المحترفين

ويحاول القوة الجوية بقيادة مدربه المصري مؤمن سليمان، تجاوز عقبة منافسه والاقتراب من لقب الكأس معتمدا على خبرة لاعبيه.

وفضل سليمان في المباراة الأخيرة أمام نوروز إراحة نجوم الفريق ومنحهم إجازة بالعاصمة بغداد، دون إرهاقهم برحلة طويلة إلى شمال العراق.

وغاب إبراهيم بايش ومحمد علي عبود ومحمد حميد عن تلك الرحلة، بينما شارك شريف عبد الكاظم ومحمد باسم وكرار نبيل لفترة قصيرة.

ويعاني الصقور من غياب مهاجمه التوغولي كريست موغالو، الذي فضل الرحيل بعد نهاية عقده دون التمديد لشهر إضافي، ليعتمد سليمان بالمقدمة على هداف الدوري مهند عبد الرحيم.

بينما سيتواجد في الخط الخلفي الرباعي محمد الباقر، حمود مشعان، رسلان حنون، حمزة عدنان.

وسيكون فرانكو أوتشو المحترف الوحيد في قائمة الجوية في لقاء الغد بعد رحيل غيث المعروفي وموغالو وأكاكبو.

وتعد هذه المواجهة الثالثة للفريقين هذا الموسم، بعد أن التقيا مرتين بالدوري الممتاز، حيث انتهى لقاء الذهاب بالتعادل السلبي وتفوق الزوراء في الإياب بهدف ثمين حمل توقيع علي يوسف.

************************* 

أين أصبحنا

من الرياضة العربية؟

منعم جابر

لقد عرفت الساحات الرياضية العراقية ابطالاً ونجوماً في ألعاب تميزنا بها مثل رياضة رفع الاثقال وابطالها، حيث كانوا رموزاً لرياضة الوطن، وكان أول وآخر وسام اولمبي قد تحقق بذراع البطل البصري الراحل عبد الواحد عزيز، يوم احرز الوسام الأولمبي في دورة روما الأولمبية عام 1960. وكان ابطال العراق ونجومه عمالقة القارة الآسيوية برفع الاثقال والمصارعة وتسيدوا البطولات العربية والاسيوية، وبعدها قدم ملاكمو العراق مستويات متقدمة، وكانوا نجوماً في حلباتها. وكذلك الساحة والميدان التي قدمت لنا ابطالاً في الساحات العربية والقارية وبألعاب متنوعة. وكان نجوم هذه الألعاب الفردية بارزين ومتميزين في الساحتين العربية والآسيوية ولفترات طويلة.

 واليوم وبمناسبة إقامة الدورة الرياضية العربية في الجزائر وضعف المشاركة العراقية في هذه الدورة وعدم حصولنا على نتائج متقدمة باستثناء ابطال المصارعة الذين تألقوا في هذه الدورة وقدموا ادواراً مشرفة. هنا يحق لنا ان نتساءل: أين ألعابنا الرياضية التي كنا فيها ابطالاً ونجوماً بالأمس وأين اصبحنا اليوم؟ كنا نتقدم البطولات والمسابقات ونقدم فيها احسن المستويات، ولم تكن لدينا كليات للتربية الرياضية كما هو الحال اليوم، ولم يكن لدينا عدد حاملي الشهادات العليا من الدكاترة والبروفيسورية في الرياضة وعلومها! انها مفارقة عجيبة يجب ان نفسرها ونناقش واقعها، علماً ان رياضة اليوم تحظى بدعم رسمي وشعبي مقبول وان لم يكن على المستوى المطلوب. لكن يبدو ان هموم الرياضة ومشاكلها ومتاعبها والتمزق الذي وقع في القطاع الرياضي بين افرادها ومؤسساتها ما زال مستمرا ومتواصلاً والخلافات بين الفرقاء كبيرة والتفاهم والوحدة والانسجام بعيداً عن اهل الرياضة وشخصياتها، وهذا ما انعكس واضحاً على العائلة الرياضية، وتسيد البعض من الجهلة والفاشلين على قيادة القطاع الرياضي وتواصل الفشل المزمن لأكثر من عشرين عاماً.

لعل ما حصل في الدورة الرياضية العربية صورة واضحة لواقعنا الرياضي فقد حصلنا فرقياً على الموقع التاسع بعد المشاركة بـ 14 فعالية رياضية وبرصيد 7 ميداليات ذهبية و 18 ميدالية فضية و11 برنزية. بينما قدمت البلدان العربية الأخرى مستويات متميزة منها الجزائر الذي احرز بطولة الدورة بـ 253 وساماً منها 105 أوسمة ذهبية، وتونس التي استطاعت احراز المركز الثاني بـ 121 وساماً منها 23 وساماً ذهبياً. اما البعض من بلدان العرب فقد حققت الأردن 17 وساماً ذهبياً، ومصر حققت 12 ذهبياً، وسوريا ورغم قساوة ظروفها الا انها جاءت بالموقع السادس وبرصيد 52 وساماً منها 14 وساماً ذهبياً.

وهكذا قدم الاشقاء العرب مستويات متقدمة في بطولة الألعاب الرياضية العربية في الجزائر وعكسوا مستويات متقدمة، علماً ان اكثر الفرق المشاركة في الدورة كانت قد شاركت في بعض الألعاب، وليس جميعها. فما هو الحال لواقعنا الرياضي في حالة المشاركة الاجمالية او كيف سيكون حالنا عند المشاركة في الدورة الآسيوية القادمة. انها حكاية يتطلب التوجه الجريء لمتابعة الواقع الرياضي البائس.

************************* 

الطائرة العراقية تواصل استعداداتها للبطولة الآسيوية

متابعة ـ طريق الشعب

يواصل منتخبنا الوطني لكرة الطائرة تدريباته في المعسكر الداخلي المقام حالياً في محافظة السليمانية، استعداداً للمشاركة في البطولة الآسيوية التي ستحتضنها إيران شهر آب المقبل. وقال مدير المكتب الإعلامي لاتحاد الكرة الطائرة عباس هندي، امس، إن “المنتخب الوطني يواصل تدريباته للأسبوع الثاني في قاعة البيش مركة بواقع وحدتين تدريبيتين صباحية ومسائية، استعداداً للبطولة الآسيوية التي ستحتضنها إيران شهر آب المقبل”، مبيناً، أن “العراق سيلعب في المجموعة الأولى بمواجهة إيران البلد المضيف وهونج كونج، ويتأهل الفريقان من أصل ثلاثة”.

وأضاف، أن “الجهاز الفني للمنتخب بقيادة خالد صالح والمساعد ياسر سلمان ومصطفى غنيم عمل توليف بين الشباب والخبرة وسيختتم معسكر السليمانية نهاية الأسبوع ثم يمنح استراحة للاعبين لمدة أربعة أيام أو خمسة على أن يتوجه في الخامس من آب المقبل إلى إيران لخوض مواجهات ودّيّة في إيران، استعداداً للبطولة نفسها”.

**********************

4 حكام عراقيين يديرون

مباريات بطولة كأس الملك سلمان

متابعة ـ طريق الشعب

كلّف الاتحاد العربي لكرة القدم، امس الاثنين، طاقم تحكيم عراقي للمشاركة في ادارة مباريات بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال.

وسمّى الاتحاد العربي كل من الحكام الدوليين علي صباح، ومهند قاسم، حكام وسط، وامير داود وحيدر عبد الحسين حكام مساعدين.

وسمّيت هذه النسخة رسمياً باسم كأس الملك سلمان للأندية الأبطال 2023، وهي النسخة الثلاثين من مسابقة الأندية العربية التي ينظمها الاتحاد العربي لكرة القدم، والنسخة الثالثة من البطولة بمسمى كأس العرب للأندية الأبطال.

************************ 

الصين تمنح كايل أندرسون الجنسية

بكين ـ وكالات

حصل كايل أندرسون، لاعب مينيسوتا تمبروولفز في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، على الجنسية الصينية، مما يمهد لمشاركته مع العملاق الآسيوي في كأس العالم الشهر المقبل.

وكانت الصين منحت في الأعوام الأخيرة مجموعة من اللاعبين المولودين في الخارج الجنسية، في محاولة لرفع مستوى منتخباتها السلوية.

وُلد أندرسون في نيويورك، وتشير تقارير إلى جذوره الصينية من جهة جدّه الأكبر، فيما كشف في وقت سابق هذه السنة عن رغبته بنقل ولائه الدولي.

وقال الاتحاد الصيني لكرة السلة، المس الإثنين، في حسابه على موقع “ويبو”: “بفضل التسويق ودعم كل الأطراف المعنية، حصل لي كاير على الجنسية الصينية صباح اليوم”.

ونشر الاتحاد صورة للاعب الصيني الجديد والسعادة بادية على وجهه، رفقة العملاق ياو مينج الذي دافع عن ألوان هيوستن روكتس.

ولم يذكر الاتحاد الصيني ما إذا كان أندرسون قد تخلى عن جواز سفره الأمريكي، في خطوة معتادة في الصين التي لا تعترف بازدواج الجنسية.

ويدافع أندرسون (29 عاما) راهناً عن ألوان مينيسوتا تمبروولفز الذي خسر في الدور الأول من بلاي أوف الموسم الماضي أمام دنفر ناجتس المتوّج باللقب لاحقاً.

وتحتل الصين راهناً المركز 27 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا).

وفتحت الصين الباب في السنوات الأخيرة أمام رياضيين من جذور صينية أو مقيمين لفترات طويلة في البلاد.

تتضمن اللائحة المتزلجة الحرّة إيلين جو المتألقة في أولمبياد بكين الشتوي العام الماضي، كما دافع لاعب الوسط الإنجليزي المولد نيكو ييناريس عن ألوان منتخب الصين لكرة القدم بعد تجنيسه.

************************ 

مليار يورو من الهلال تنقل كيليان مبابي إلى ريال مدريد!

الرياض ـ وكالات

لم يعد الأمر مجرد أخبار في صحافة الانتقالات أو حتى اهتمام وحلم يصعب تحقيقه، بل تحول إلى عرض جدي ورسمي وصل باريس سان جيرمان من الهلال للتعاقد مع كيليان مبابي مقابل عرض مجنون سينقل سوق الانتقالات إلى مستوى آخر تمامًا.

مبابي يعيش حالة ضبابية بشأن مستقبله بعدما رفض تجديد عقده مع باريس سان جيرمان والذي ينتهي صيف 2024 لرغبته بالرحيل مجانًا بنهاية الموسم القادم إلى ريال مدريد، وناديه الفرنسي يرفض ذلك تمامًا ويُخيره بين الرحيل الآن أو التجديد.

الإدارة الباريسية كثفت الضغط على مبابي للرضوخ باستبعاده من رحلة اليابان الاستعدادية للموسم الجديد والتي سيواجه خلالها النصر السعودي وديًا، وكان ذلك القرار بداية الحديث عن عرض متوقع من الهلال.

رودي غاليتي الصحفي المختص بسوق الانتقالات أكد وصول عرض رسمي من الهلال لباريس سان جيرمان يطلب منه السماح له بالحديث مع مبابي ويعرض شراء العام المتبقي في عقده مقابل 300 مليون يورو.

قناة CBS أوضحت عبر تويتر أن العرض السعودي يصل بالفعل إلى 332 مليون دولار، مشيرة إلى أن الهلال عرض على مبابي منحه 775 مليون دولار مقابل اللعب له لموسم واحد قبل الانتقال إلى ريال مدريد الصيف القادم، مما يجعل قيمة العرض الإجمالية تصل إلى مليار يورو مقابل سنة واحدة للفرنسي في الرياض.

جدير بالذكر أن المهاجم الشاب البالغ من العمر 24 سنة، انضم إلى الفريق الباريسي، في صيف 2017، قادمًا من موناكو الفرنسي، حيث سجل 212 هدفًا وصنع 98 آخرين، خلال 260 مباراة رسمية، في مختلف المسابقات المحلية والخارجية.

************************

 الصفحة العاشرة

الأعمال الشعرية للشاعر عبد السادة العلي

عن « السواجي والعطش» والقصيدة الشعبية

ريسان الخزعلي

في العام1974، أيام وجودي في بغداد لإكمال دراستي الجامعية ، كلّفني الشاعر المبدع  / عبد السادة العلي / بإيصال مخطوطة مجموعته الشعرية الأُولى (سواجي وعطش ) إلى الشاعر / شاكر السماوي / كي يضعَ لها مقدمة ، لما يتمتع به السماوي من شهرة شعرية ورصد نقدي ، إضافة إلى ثقافة معرفية وسعة اطلاع وحضور في الوسط الثقافي .

أُسترَّ السماوي بهذا التكليف وتلقف المخطوطة ببهجة تتناسب مع امتداد العلاقة الثقافية / الاجتماعية بينهُ والعلي . تأخرت المخطوطة عندالسماوي  أشهر عدّة  ، وكلّما ذكّرتهُ مستفسراً عن موعد انجاز المقدمة ، كان يتخلص من حرج الحاحي بطريقة توحي بأن الموضوع سيتعدى كتابة مقدمة إلى ماهو أهم . أشعرت الشاعر العلي بذلك ، ألا انهُ كان كثير الترقب مدفوعاً بهاجس أن يصدر كتابه الأوّل ، لما للكتاب الأول من وقعٍ ودلالة في ما يشغل المؤلف ، أي مؤلف، في تعميق توصيله وحضوره في المساحة المكتبية.

أكملَ السماوي تكليفه ، وكان أهم من المقدمة فعلاً ، كان دراسة موسّعة عن المخطوطة ، ومن خلالها عن القصيدة الشعبية الحديثة بصورة عامة . ولم يكن لامتداد العلاقة بينهما أيَّ تأثير من شأنه أن يُغيّر اتجاه الدراسة ليضفي أبعاداً فنية وجمالية ليست متوافرة في شعر المخطوطة، بل أن الموقف الفني التحليلي المعياري كان هو السائد.

كانت الدراسة لا ترصد جماليات شعر العلي بمعزل عن حركية مشهد الشعر الشعبي السبعيني العام ، وإنما جعلت من التوازيات والتقابلات مقارباتٍ تشخيصية عن اللون واللون الآخر، ولا أنسى أن الشاعرالعلي أراد التحفظ ، إلا أنّهُ أدرك حدسياً بعد حين جدوى هذا النوع من الدراسات ، فما كان منهُ إلّا أن يضع الدراسة في نهاية المجموعة وليس في موضع المقدمة المعتاد ،كي يكون الشعر هو التقديم السابق على غيره .

صدرت مجموعة(سواجي وعطش) في عام1974 وحققت حضورها وانتشارها . لقد أشارت الدراسة في تعميمها ، أن قصائد الشاعر ذات ملامح فنية مُصفّاة من سمات القصيدة الشعبية (1964_1969) التي يبرزفيها المزج بين الحداثة والعمودية، بين المرأة والقضية السياسية ، بين الطبيعة والتجريد ، بين النوابية وما قبل النوابية..، إنها صورة لقصيدة تلك الفترة .

ومن خارج التعميم إلى تشخيص الخصوصية ، كان الاستنتاج : إن هذه المجموعة الشّابة من القصائد تتقدم لتضع أمامنا شاعراً نحسّهُ من خلالها شخصاً لايفتعل أحاسيسه أو يستعير مثيلاتها ولا يتقمص ( المودة) ولا يقوقع همومه وخصوصياته وتعابيره في قوالب لاءمت خالقيها وظروفهم، بل جاءنا طبيعياً بهمومه ومعانيه وعواطفه وممارساته المتحفزة للأفضل..

فهو يتدفق بالتطلع ليصبو لآفاق تزدان بالرغبة والتواصل وتزهر بالفعل والتغيير الأنقى.

(سواجي وعطش)،صدرت  بطبعة ثانية ، والآن ضمن الأعمال الشعرية الكاملة - التي ضمّتها مع المجموعتين  ، مفاتيح الشمس و كَضبة ريح -  وبالنكهه ذاتها ، شعراً ودراسة ً.  

من هنا جاءت مناسبة الإشارة هذه ، تلويحةً راكضة  لتذكّر بالشعر الذي يستمر والموقف النقدي الذي يتخطّى حدود الإجتماعي إلى ما هو فني صادق..، وهكذا اصبحت الدراسة مرجعاً يُعتد به ، ومن خلال المجموعة ذاتها ، ومن ثم َّ الأعمال الشعرية الكاملة التي ضمّت دراسات ومقالات  لشعراء وأدباء يُعتدُّ بقولهم .

*********************

نصوص قصيرة

حسين جهيد الحافظ

 طبعك ذهب

ذهب تيزاب طبعك

 أنته او زيبگ امرايه

أشما ألمنك تزوغ

او روحي منذوره العشرتك

شوگ فختاية  شواطي

 أتزوف بالحب او  تروغ

غافيه ابعش حبك حمامه

او كلبي عالوجنات شامه

كيمر او محتام اضوكك

لو ادري غالي سوكك

يا زبد متغاوي شوكك

اسنيني واسنينك محنه

ترف يا ريحة أهلنه

اتطشر ابعشگك والمه

ليش خايب

أشما ألمنك تزوغ

 عشرة الكاس

أنه او حسرة زماني

او عشرة الكاس

لحن فيروزي أهاتي

ايگطر احساس

صعد بي الخيال

اعيون خلان

وصلت نشوتي للجدم

من همسة للراس

او تمر اسنين عمري

اسنين نشوان

ام كلثوم ليلي

او نشوة الكاس

 خسارة عمر

المن بعد نكتب شعر

وانغازل النجمات وعيون الفجر

او نتكب غزل شفاف

 عالنسمه التمر

ونسولف سوالف عشگ

 ونذوب حسره او نحترك

 ‏او نترس قصايدنه صدگ

 ‏أيگطر محنه او عاطفه.

 ‏والمن بعد نزرع وصل

 ‏ما دامنه نحصد بس جفه

 ‏والمن بعدننثر محبتنه نده

 ‏ونطش على الوادم وفه

 ‏ما دام كل ذاك التعب

 ‏اوياك ريشه ابعاصفه

 ‏واكثر بعد أكثر بعد

 ‏بسلال عذالي صفه

************************

تموز بعگال الزلم

لفته عبد النبي الخزرجي

تموز يا برحي النخل

يا رطب ليلو .. يا عسل

تموز يا چلمة وطن

يانور شع بدروبنا

وطهرها من ذاك العفن

تموز يا مرواح .. يامحراث .. يا راية عمل

تموز يا برحي النخل

تموز بستان الرطب            

 تموز يا نهضة شعب

يا بيرغ اكراد وعرب           

يا رطب خستاوي وعسل

تموز يا برحي النخل

تموز يا صوغة عمر          

يا عثگ ومحمل تمر

تموز يا ثوب الستر           

يا شمس تضحك للامل

تموز يا برحي النخل 

تموز عشتار الزمن            

بابل وكلكامش معا

تموز اجه بثوب الوطن           

تموز عفه ومرجله           

وچاكوچ لرجال العمل

تموز يا برحي النخل

تموز يا ضفرة احديثة

معطرة بدجلة وفرات

تموز يا صوغة عطر  شعر البنات

تموز اسم دجلة وفرات

تموز  اسم شعبي البطل

تموز اسم برحي ونخل           

تموز بعگال الزلم                 

جيت ورحت مثل الحلم

والدنيه مامونه وسلم            

 ورايات تخفج للعمل

تموز يا برحي النخل          

تموز من حط خنجره        

بضلوعك وبالخاصرة

رادوا يسلبون الشمس      

والدنيه ظلمة ومغبره

ويموت خستاوي النخل      

تموز يا برحي النخل

************************ 

أغنية للبصره الحبيبة

سعد جاسم

“ أحيا وأموتْ عالبصرهْ “

زرْعَتْ بكَلبي زهرةْ

وكلّشْ أحبْ العشّارْ

وكلْ النخلْ والانهارْ

وأهلهه نبض العِشْرهْ

بصرتنه هالحبيبه

كلْهه محبّه وطيبهْ

تزهي بأبو الخصيبْ

والسندباد الحبيبْ

رحلاته حلوه وعجيبهْ

بصرتنه دومج غاليهْ

وظلّتْ امجادج

عاليهْ

تبقينْ مدينة المُدنْ

بصرتنه ياثغر الوطنْ

امْ الوفه والعافيهْ

********************** 

مع السيدة ام كلثوم

حمدي كريم / الناصرية

(هات عنيك تسرح في دنيتهم عنيه ..

هات اديك ترتاح للمستهم اديه)

هات عنيك

او خذني ليك

اوخلي عيني اتبوگ

من رمشك كحل

واتطوف بيك

اوخلي چفي ايلامس

اچفوفك

واشم عطر البديك

او ظمني ظمت ضاميه

التتنسه بيك

او مر علي

 ذكره ابتواشيح الغرام

اوشوف گلبي ابحضرتك

من يلتگيك

يل عرفتك من زغر

طيرة محبه

امزاقق اوشوگ

اولگط من رس حچيك

سايرت عمرك درب

كلش طويل

او مستحي أمن الناس

 ‏مااوصل واجيك

ياورد عطر السواجي

اويا بساتين الوفاء

والله لوتنباع

بالروح اشتريك

يامزاد ارويحتي

اوغالي اوعزيز

خلصت كل عمري 

بس اسال عليك

ماتجيني

اتفض حسبتك

يالله تعال

اوشيل غيضك

مستحي اشمالك

اشبيك

او فض حسبتي

اَمعود

الخاطر نبيك

فض  حسبتي

امعود الخاطر نبيك

*********************

سجن روحي

احمد ابو الجراح

معروف السجن حيطان من طين،،

ومده من السنين وحوله حراس..

وآنا بالبال سجني وأعمى عينين،،

وهم ينخر بعقلي بخفة الوسواس..

الظنون اثگال وأحبابي بعيدين..

انطر كل زياره وما شفت ناس..

واحسبها الأخوه العدل والميتين،،

ولا صاير الزير ولا صرت جساس،،

روحي آمنت شرها وصبرت سنين..

جنه بغير صحبه شلون تنداس،،

كل لحظه التمرني تزيد ألونين..

ونغم طور الفراگ بصوتي جناس،،

طفه النور البگلبي وشاخت العين..

وأتاني الأمل يخضر بالورود احساس..

************************ 

عتاب

باسم البيضاني

تلگاني بهلا وبظهره شايل سيف

وشفته يريد يغدر بس گلت سهله

الخليت على شفته

ضحك مال سنين

دمعات على خدي بگل وگت خله

وكاودني من اديه

وعني گلبه بعيد

وضل فاهي على حلگي يدور الزله

گتله ولا سمع

من عندي گل القول

الاطرش ما يعرف  شرايد  تگله

ياگلبي شبلاك

 وهل گثر حبيت

الناس بهل وگت بالشوك  تتسله

*************************

 الصفحة الحادية عشر

جديد مجلاتنا المضيئة: الأقلام، المورد، الثقافة الأجنبية

الاعداد الصادرة حديثاً من المجلات الثلاث، تشير الى النقلة النوعية التي حققتها والمسار المضيء الذي تنتهجه.

ففي (الأقلام) ترجمة لحوارين مهمين مع الناقدة جوليا كرستينا والروائي التنزاني عبد الرزاق قرنح الفائز بجائزة نوبل 2021، وحوار آخر مع الفنان التشكيلي البارز ضياء العزاوي ودراسة عن ياسين النصير/ ناقداً للشعر العراقي الحديث.

وفي العدد الخاص عن الطبري من مجلة (المورد) نقرأ: تاريخ الطبري/ مصدرا للدكتور جواد علي ومنهج الطبري في كتابه التاريخ، ودلالة المصطلح النحوي عند الطبري.

اما (الثقافة الأجنبية) فقد نشرت محوراً عن ميشيل فوكو وفيه: القانون والسلطة.. عشرة دروس قدمها فوكو، الذات الأخلاقية في اعمال فوكو، التحكم في التعليم العالي.. استخدام حوكمة فوكو، مفهوم فوكو عن السلطة والمقاومة وغيرها.

وفي العدد ايضاً: مهمات الادب في المجتمع المعاصر، كيف تعرف ان ما تعرفه صحيح.. هذه هي نظرية المعرفة.

***********************

قراءة في التقبل الجمالي

برجماتية العولمة وعولمة البرجماتية  1 – 2

د. نجم حيدر

في بحث مميز لـ (لالند) قدمه ضمن تحليل البرجماتية باستدعائه لمقولة (ليبنز) ((لا يمكن لأي واقعة أن تكون حقيقية أو موجودة ، بلا وجود آني ملفوظ حقيقي او من دون ان يكون هناك سبب كافٍ لوجوده على هذا النحو ، وليس على نحوً أخر))  .

 (ليبنز) مفعم بمنطق مثالي، الا ان ما بين سطور كلماته ما يحيلنا الى مقاربة واضحة مع الفكر البرجماتي، ولاسيما عندما جعل من وجود اية واقعة مشروطهً بسببً سماهُ ( بالكافِ ) لوجوده ، فالسببية تقربنا من الذرائعية ومن ثم يكون للموجود امكانية البقاء والاستمرار ، وهذا هو ما يرتبط بالمثالية الموضوعية التي اسس فيها (ليبنز) افكاره ، اذ تتشكل العلاقة بينهُ وبين الفكر البرجماتي عندما تكون ذريعة وجود الاشياء والظواهر في مسبباتها وعمليتها او موضوعيتها ، فذريعة الظاهرة أو الشيء هو دليل استمراره .

 لذلك يمكن وصف البرجماتية بفلسفة التوازن النفعي الموضوعي العملي الباحث عن ذرائعية الوقائع و الظواهر ،انها فلسفة انبنت بذور أفكارها من دون تعيين منذ القدم ، و لاسيما مع سفسطائيو الاغريق ، فضلا عن ما قدمه ( ارسطو ) في اعتماده الحسي بمقاربة تفاعلية مع العقلي ، وبذلك اعطى قيمةً لأداء الانسان وانجازاته وشذب من سطوة الالهام والهبة الالاهية  في بناء وظهور المعارف والابتكارات الجديدة ، والامر نجدهُ واضحاً في البحث الاجتماعي عندما تُدرس قيمة الانسان في المجتمع وعلاقته بالأخر ، و من ثم ايجاد منطق حلً لصراعات الانسان المختلفة المواجهة لحياته ، وما (منطق الحل) الا رؤية تحليلية لا يمكن لنا الا ان نعدها انطلاقة ممهدة  للنظرة البرجماتية  .

ان مركزيات البناء الفلسفي في البحث الاكاديمي للبرجماتية انطلقت  مع ثلاثي حديث نسبياً مع اطلالة القرن العشرين من (تشارلس سندرس بيرس) مروراً بـ (وليم جيمس ) وصولاً الى (جون ديوي) و (ريتشارد رورتي)  وبالقاسم المشترك بينهم، عدت البرجماتية فلسفة فعل و تجريب مكللة بخبرة محققة للمنفعة ، وهي بذلك تستدعي العملي والادائي، و بالنتيجة لابد ان تكون تجريبيه ، اي تعتمد التجربة وآليتها  ، ولأنها (البرجماتية) تجريبية فهي بالنتيجة تستدعي تراكم بناء الفعل او ما نطلقُ عليه بـ (الطاقة العملية) (Prosser) ، اذ يتضح في خطابها الفلسفي اعتماد انظمة الخبرة بأسس لا تخلو من منطق المعرفة العلمية  .

انهُ فكر يعلن استمراريتهُ  وتأثيره على الكثير من مظاهر المعرفة و اداءاتها ، ومن تعالقات الفكر مع الاداء كما في الفن كأهم ظواهر الوجود التي رافقت الانسان منذ الكهف الى زمن المعاصرة  ليعلن انه متجسد في كياننا ولا يمكن انفصالنا عنه .

 ولان الفن بهذهِ المكانة ، فهو كما نحن في نمو وتحول ، هذا التحول في اعلاه في  ذاك الاندماج التوافقي مع عصر التواصل ( التكنوالكترونك ) وما قدم من ظاهرة ( الانترنيت ) وجزئياتها التطبيقية من محركاتً تشكل هذا التواصل ويمكن ان نعدفن التشكيل الممثل لجزئية مهمة وشمولية من عوالم الفن بما يمتلك من حضور وانتشار بتفاعل واندمج بهذا  (التكنوالكترونك ) بما فيه ولهُ من نمو و اضافات بدفقة برجماتية تعتمد التداول والمثاقفة في جسد هذا الزمن المفعم بمظاهر العولمة .

الامر الذي اصبح في دائرة من التضخم والانتشار مما يستدعي البحث والتنقيب وتقديم وصفي تحليلي لكل مكنونات هذهِ الظاهرة وتبعاتها ومؤثراتها . اذ تكمن صورة الهدف الذي يدعو الى تحقيقهُ رؤيتنا في هذا البحث ، من حيث الكشف والتمهيد لهذا التعالق الفاعل المستمر والمؤثر .

ان البحث الفلسفي مهما حاول ان يكون ملموساً و ملامساً للواقع الحياتي المعاش ، الا انه لا يلبث يدخل في جدلية اساسها السؤال المؤرق ( ما الحقيقة وهل نحن في دائرتها او خضمها ام في وهم يشوبه الحلم و فنتازيا التفكير .؟ )

 ان اشكالية التثبت من فكرة الحقيقة قد عاشت وما زالت في صراع بين اتجاهين ، الاول غيبي ما ورائي ميتافيزيقي يربط الحقيقة بقوى غيبية مطلقة تعد أساس لكل وجود ، أنه النسق الغيبي الذي يستبعد جعل المطلق وتبعاته ضمن دائرة المباشرة الحسية ، عندما تحال الى عالم مفارق لعالم الحس وقد سمي بأسماء عديدة منها عالم المثل او الصور الابدية او عالم الخير والحق او المطلق ، وهو قطعاً ضمن منطقة الخيال الفكري الذي يحاول الانسان احالته الى فعل و اداء .اما الاتجاه الثاني الذي يتعامل مع فكرة الحقيقة و يتمثل في الفكر المادي التجريبي الحسي بأحالة الوجود والحقيقة الى الانسان بوصفه اساس كل شيء وبعده صانعاً لكل الظواهر الفكرية والمعتقدات وهو الذي يعظمها  و ينهيها  .اذ بدأت هذه الآراء مع السفسطائيين في العهد الاغريقي و انعكست بتحولات نامية مع البرجماتية في عصرها الحديث و بعدها الحقيقة شكل فكرة انسانية تستشرف الموضوعية العملية الادائية التفاعلية التي يمكن التعامل معها ببساطة وتعينها بما يتقبلها منطق العقل ، وهي متحركة متغيرة مع ضواغط الحياة المعاشة .

الا ان التحول في الاتجاه الثاني ولاسيما في البرجماتية  ليس تحولاً بالتغيير بل بالتطور و النمو ، وتكمن فيه المقاربات  مع الفكر المادي الجدلي ضمن دائرة عد الانسان مركز تحريك الوجود ، ان ما قدمه عالم النفس والفيلسوف البرجماتي (وليم جيمس). من رؤى  في علم النفس قدمت دفقة حياة مهمه للبرجماتية عندما ادخلها في صميم الذات الانسانية ،  ولاسيما صراعاتها التي تجابهها باستمرار مع الاخر، او مع البيئات المتنوعة التي يتعامل معها الانسان ، ولابد من التنويه ان البحث في الصراع بين الانسان ومحيطه لم يكن عند (جيمس) مشابها كما هو الحال عند (سارتر ، هايدجر) المفعم (بالنزعة الوجودية) ، بل ذو نزعة برجماتية بالخالص ، وعلى خطى (بيرس) طور (وليم جيمس) فكرة التجربة بوصفها اداة الوصول الى الحقيقة ، التي لابد ان تكون محكومة بقياس الموضوعية ، والتفاعلية ، مجيبةُ عن كل التساؤلات التي تستدعي الذرائع للحدث او المسبب لها .

ان الرؤية البرجماتية تستدعي العولمة في فهمها للواقع بتأكيدالحدث كما هو وكما يكون وليس كما يتخيل ،مع ثقافة تزدري الماضي والمرجع و تستشرف المستقبل ، انها مقاربة تعلن اتحاد ما يمكننا من تفريق على مستوى التجزئة في البحث العلمي ، حتى اصبحت هذهِ المقاربة الاوسع في واقعيتها وموضوعتها ، والاوسع  تأثيراً في حياتنا المعاشة بأحكام نتعامل معها مرغمين بضاغط طبيعتنا البشرية المؤطرة برغباتنا، او في بعضها خانعين .

انها العولمة التي أتكأت على ما فينا من تداولية ورغبة للمثاقفة مع من هو الافضل في منطق حل اشكالات الوجود بمعوقاته الحياتية المادية بكل وما يؤطر من نزعة برجماتية ، انها برجماتية براية وبدعائم ( تكنوالكترونك ) وقد اجتاحت حياتنا واصطبغت بها سلوكياتنا.

إن ما قدمته التكنولوجيا ولا سيما وسائل الاتصال السريعة والمباشرة، اسس ضاغط جديداً وقوض ضواغط كانت سائدة ، ، على الرغم من أن التكنولوجيا لم تكن مفاجأة بل لها تتابع تراكمي في النمو ، الى أن وصلت في أعلى طاقاتها ، ونقصد وسائل الاتصال السمعية والمرئية المتجسدة في ( الانترنيت)بوصفه ضاغطاً جديداً يتمثل ( بالعولمة ) الذي أثر ويؤثر حتماً في بنية الانتماء الفكري وما يتبعها من سلوكيات تنتقل من ممارسة الثقافة الى ممارسة بناء وتشكيل الهيئات والتصرفات الفردية الانسانية .

ان ضاغط العولمة يشكل  ( مثاقفة ) منتقلة من بناهاالشكلانية الى الاعماق الفكرية ، مع نمو مركزياتها بتأسيس بنى فكرية وسلوكية بدعائمها التكنولوجية التواصلية  ، اذ تنعكس أثارها في  التذوق الفردي والجمعي ، ومن ثمَّ في الخطاب النقدي المعتمد في جزءٍ منه على  البنية التذوقية ،وذلك عندما تحاول العولمة احالة العالم من مساحته الواسعة الكبرى الى اصغر جزئية  في الفرد وتنبني على افعالهِ وتستشرف طموحاتهِ وتستقصي حياته ، فهي بذلك تستثمر نجاحات محاولاتها لتحقيق استراتيجياتها التي تقدم ذاتها كواقعة لا خلاص منها ، وهنا تبدأ إشكالية التمييز بين مظاهر العولمة السلبيةِ والايجابية ، على الرغم من عدِّ مصطلح (السلب والايجاب) موضوعة قياس يستخدم على نحو واسع في الخطابات النقدية والفلسفية بل في كل خطابات حياة الإنسان، إلاَّ أن هذين المصطلحين يرتبطان بفكرةٍ تُعلنُ انتمائيتهما بوضوح وهذه بحد ذاتها نسبية لا يمكن أن تكون ثابتة لأن الحياة المعرفية للحضارة الانسانية متنوعة ومنتجة للاختلافات الواسعة غير المنتهية وما يمكن أن تكون ضمن دائرة الثبات الأكثر والأوسع نفعاً وفائدةً وتعافياً كما في الامور المتعلقة بصحة الانسان وحتى هذه التي تبدو لا خلاف عليها في أن تكون ضمن دائرة الايجاب تعيش حالة تقويض مع ظروف معينة قد تتطلب العكس بمعنى أبسط أن البحث العلمي يُعلن لا تثبت في القيم والقيمية البة فالوجود الانساني في تنوع وتحول دائم.

 والتمييز يُعد اعلى مراحل الاشكاليات التي لا يمكن التثبت من صحتهِ او ضررهِ ، الا على وفق منهج فلسفي يسلط فلسفتهِ نحو قراءة العولمة بجزئياتها ، وتوصف الجهات الاكثر اصطداماً بالعولمة بحدودها التي تقاوم بمنطق الالتزام، اذ تتميز بالمحافظة الراديكالية وتأكيد الشخصية الصارمة والجانب الصلب من الانتماء (المنهجي) الذي يشعر ان اي تغير في حركة المجتمع لابد ان يكون ضمن اطار قيمي عقائدي ، الامر الذي جعل من (العقائدية) بأي شكل من اشكالها ، امراً يناهض العولمة او ان العولمةِ ذاتها تناهضهُ وتسقطه ، وهذا الموقف يعني ان العولمة تدعو الى الفردية ، ومن ثم فأن هذا الفردية إن توافقت مع من حولها فان توافقها نسبي جزئي ذو ابعادً قصيرة في الزمانِ والمكان ، ولهذا قدمت اللحظية والانيةِ والنسبية وتراجعت التاريخية والماضوية والمرجعية وتقوضت المطلقات ، فلا ثابتً يحكمنا ولا قرار يهيمن علينا ، ان ما يحركنا رغباتنا وانفعالاتنا ومصالحنا ، ومن ثم مكاسبنا على مستوى الفرد والجماعة الصغيرة التي تصب مكاسبها في مكاسب الفرد ذاتهِ.

*************************

مشاهد ايروتيكية

تماضر كريم

ما إن خرجتْ قصتي ذات المشاهد العاطفية الحميمة  إلى النور صباح اليوم،  حتى أصبحتُ كمن أفاق من غيبوبة. لم أعرف كيف أتصرف، إزاء تلك المشاهد الصارخة التي توسطت صفحات أكبر جريدة في البلد.

حاولتُ أن اتذكر بماذا كنت أفكر عندما ضغطتُ زر الإرسال إلى مدير التحرير.

لكن يبدو لي أني كنتُ مخدّرة، أو مأخوذة بفكرة ما، فغاب عني تماما وجه أمي الزاهد في الحياة، وملامح أشقائي الصارمة، وغابت وجوه الجيران، والصديقات في العمل، والزملاء.

وأبناء عمومتي وأولاد خالتي، والأهم أني نسيت عيني والدي اللتين لا تتوقفان عن النظر إليّ من إحدى أركان جدران المنزل.

والآن هذه الصحيفة ستدور أحياء العاصمة، ومن يدري! ربما ستمضي إلى محافظات البلد الآخرى، حاملةً معها القُبل التي رسمتها، وتشابك الجسدين، والتأوهات الحارة المتلاحقة، وسائر التفاصيل التي في لحظة مجنونة وجدت طريقها نحو لوحة المفاتيح!

يا رباه! سيطردونني من العشيرة، ويعزلونني عن العائلة، في حجرة مظلمة، ولن يقدموا لي الطعام والشراب حتى أموت!

أكاد أسمعهم جميعا يصيحون بي( حقيرة ..سافلة)، حتى لو تأكد لهم أنها محض كلمات كُتبت بلحظة جنون.

أسرعتُ إلى مقر الصحيفة. هناك رئيس التحرير، صاحب الإبتسامة الأبوية! ياويلي!

حتى هو ابتسامته اليوم تبدو مختلفة! بدا كأنه يغمز ُ لي ( ها نجوى)!

إرتبكتُ كثيرا وأنا أحاول لملمة الكلمات لأسأله عن عدد النسخ التي تُطبع من الصحيفة وأماكن توزيعها.

قال لي مستغرباً: ليش ؟

-هكذا أستاذ.

-‏نحن نطبع بحدود خمس مئة نسخة، يذهب نصف  العدد لبعض المحافظات.

-هل استطيع معرفة منافذ البيع أستاذ؟

-‏نعم بكل تأكيد.

ناولني ورقة فيها أسماء بعض المكتبات.

صممت على شراء جميع النسخ في المدينة الكبيرة.

لقد جمعتُ المال، عبر عامٍ كامل، من عملي كبائعة في أحد المحلات التجاريه. 

كنت أدخره لشراء المزيد من الكتب. لكن تباً! لن يكون ذلك مهماً الآن.

سأجمع المال مجددا وأواصل شراء الكتب، والكتابة، وكل شيء جميل ..

ما يهمني الآن هو إفراغ العاصمة من الجرائد.

في حوالي الساعة الرابعة مساءً أصبح لديّ مئة وأربع وستون نسخة،

نصف العدد طار لمدن وسط وجنوب البلاد، بعد عملية حسابية صغيرة، عرفت أن ثمة ست وتسعون نسخة تم بيعها في العاصمة قبل أن تقع في يدي. إستبعدتُ أن تكون إحدى هذه النسخ الست والتسعين، قد وقعت في يد شخص أعرفه.

بقي أن أذهب للنهر، وأرمي النسخ التي اشتريتها.

هناك ساعدني سائق السيارة التاكسي، حيث كان يقذف معي بالجرائد وهو يضحك بقوة.

في الحقيقة لم أعرف حتى هذه اللحظة لماذا كان يبدو شغوفا ومأخوذا برمي الجرائد بيديه بتلك الحماسة، وهو يقهقه سعيدا، دون أن يعرف السبب.

عندما رجعت للبيت إستقبلتني أمي بابتسامة حانية وهي تقول لي مثل كل مرة ( الله يساعدج).

وأنا في طريقي إلى غرفتي، لمحتُ نظرات أبي، من الصورة على الجدار.

نظرت فورا إلى الأسفل متجنبةً إياها.

تمددتُ على السرير.

تنفستُ بعمق، أغمضتُ عينيّ، وكدت أنزلق نحو غفوة أشتهيها، لولا أن دوّى صوت شقيقي العائد إلى المنزل: (نجوى)!

********************* 

أينَ كلٌّ مِنْهُما ؟

خالد الحلي/ ملبورن - أستراليا

1

 عِنْدَما كانا صغيرينِ،

وكانا يجهلانْ

أينَ كلٌّ مِنْهُما

كانَ  يبحثْ

وَهْيَ تبحثْ 

وَ هُما لا يَعْرِفانْ

ما الذي تُخْفِيهُ أسرارُ  الزّمانْ

ومَتاهاتُ المكانْ

2

عِنْدَما كانا صبيّينِ،

وكانْ

حُلْمُ كلٍّ منهُما

أنْ يعوما

فوقَ بحرٍ مِنْ دُمى

أن ينالا

 كلَّ ما يشتهيانْ

لَمْ يكونا يَعْرِفانْ

هَلْ تُرى يلتقيانْ

ذاتَ يومٍ

وَهُما لا يَعْرِفانْ

أينَ كلٌّ منهما ؟!

عِنْدَما صارا مُسِنَيْنِ، 

وصارا يَطفوانْ

فوقَ دمعِ الأمنياتْ

أخَذا يَسْتَنْجِدانْ :

بالزّمانْ

دَعْ لَنا

دَعْ لَنا فسحة وقتٍ

لِنُلاقي بَعْضَنا

لَمْ يَفُتْ بعدُ الأوانْ.

********************** 

نصوص

خنساء العيداني

أماكني

انتَ كلُّ أماكني

فأنتَ تقطنُ خارجي

وتسافرُ داخلي

قُبَــل

كنتَ كشمسِ الغروب

وهي تُقبّلُ الأرضَ التي...

تنامُ في سريرِها وادعةً

في حمرةِ الغسقِ

كذيلِ طاووسٍ

ممتلئٍ بحمْرةِ الأقحوان

قطيع

أتذكّرُ قولكَ:

“ما يتبقّى من ضحكاتكِ

في ذاكرتي

صورةُ أسنانكِ

قطيعُ نجومٍ

على سفحِ جبل”

حزن

لم يُخْفِ احمرُ الشفاهِ

النغمةَ الشجيةَ التي

يعزفُها الفمُ الذي..

تقوّسَ طرفاه الى الأسفلِ قليلا

رحيل

رحلتِ مع ريحِ الشمالِ

ايتها الروحُ

مللنا البقاءَ وحدنا ننتظرُ اللا شيء

وحدة

حينما استحكمَ الحزنُ علينا

تعاهدَ قلبانا

على وحدةٍ اندماجية

**********************

 الصفحة الثانية عشر

ثورة ١٤ تموز

وتأثيرها على المسرح

بغداد - طريق الشعب

يضيف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد الخميس، د. عقيل مهدي، ليتحدث عن “ ثورة ١٤ تموز وتأثيرها على المسرح العراقي”.

تبدأ الجلسة التي سيديرها د. زهير البياتي، عند الساعة ١١ ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الاندلس.

والدعوة عامة.

***********************

في قضاء حديثة

متطوعون يرممون

 الجسر العثماني

متابعة – طريق الشعب

افتتحت “منظمة حلم” للمساعدات الإنسانية، أخيرا “الجسر العثماني” التراثي في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار، بعد أن رممه شباب متطوعون في حملة استمرت يومين.

ورمم المتطوعون الجسر برعاية المنظمة وموافقة هيئة الآثار والتراث. واحتفلوا بافتتاحه عبر فعاليات فنية مختلفة، تضمنت معرضا للرسوم وفقرات موسيقية وبازارا نسائيا.  

ويقع هذا الجسر في ناحية الحقلانية على وادي حجلان، وهو الممر الوحيد الذي يربط الناحية بمدينة حديثة. وقد تم تشييده عام 1909 في عهد الدولة العثمانية، واستخدمته القوات البريطانية عام 1917 في العبور إلى حديثة.

في حديث صحفي، يقول الناشط عماد خلف، أن الجسر العثماني القديم يعتبر من الشواخص التراثية في حديثة، آملا من الحكومتين المحلية والمركزية، الاهتمام بالأماكن التراثية في حديثة، من أجل جذب السائحين.  من جانبه، يقول مدير العلاقات في المنظمة، مصطفى طوفان، أن “هذا الجسر يفترض أن يلاقي رعاية من اليونسكو، بوصفه معلما تراثيا مهما”، مبينا في حديث صحفي أن الجسر يعتبر أيضا موقعا سياحيا، كونه منصوبا فوق عيون كبريتية، يغتسل فيها الناس للعلاج من بعض الأمراض، مثلما في “حمّام العليل” في نينوى. وعن حملة الترميم، يوضح طوفان انها تضمنت طلاء السياج ونصب إنارة جديدة وتوفير مسطبات للجلوس. إلى ذلك، يقول مدير ناحية الحقلانية سلام لزام، ان “مراسيم افتتاح الجسر كانت لافتة للأنظار. فهذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها الجسر حملة ترميم تطوعية”، معربا عن تقديره لـ “منظمة حلم” على جهودها التطوعية.

ويلفت لزام إلى أن “الجسر متهالك من الأسفل. وقد وضعنا خطة لصيانته وتأهيله خلال العام المقبل”.

************************ 

نظمها التيار الديمقراطي

ندوة حوارية عن الموازنة

بغداد – طريق الشعب

عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي، السبت الماضي في بغداد، ندوة حوارية بعنوان “الموازنة ما لها وما عليها”، شارك فيها عدد من الأكاديميين والاختصاصيين في الاقتصاد والسياسة.   وخلال الندوة التي التأمت على قاعة النادي الثقافي النفطي، تحدث مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية د. مظهر محمد صالح، عن “الأيديولوجية المالية العامة وموازناتها خلال السنوات العشرين المنصرمة”. فيما تحدث أمين عام حزب “اقتصاديون” عدي صادق جعفر عن “سياسة الكيل بمكيالين في الموازنة الثلاثية”.

وساهم في الندوة أيضا د. عبد الرحمن المشهداني، الذي تحدث عن “موازنة العراق الاتحادية للأعوام 2023 – 2025/ قراءة تحليلية”.

ثم قرأ عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي ومسؤول لجنته الإعلامية، حيدر المسعودي، ورقة صادرة عن المكتب التنفيذي، عنوانها “الموازنة ما لها وما عليها”.

وأثارت الندوة مداخلات وأسئلة طرحها العديد من الحاضرين.

*********************** 

في مقر شيوعيي بابل

حول محلات مدينة الحلة ومكوّنات سكانها

الحلة - محمد علي محيي الدين

أقام «ملتقى بابل» الثقافي، الجمعة الماضية، أصبوحة ثقافية ضيّف فيها الباحث التراثي محمد هادي، الذي تحدث عن محلات مدينة الحلة وبيوتاتها القديمة ومكونات سكانها، بحضور جمع غفير من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن التراثي.

الأصبوحة التي أقيمت في مقر لجنة الشهيد حيدر القبطان الفرعية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الحلة، أدارها الشاعر ولاء الصوّاف، وافتتحها بتقديم سيرة الضيف.

الباحث هادي، وفي معرض حديثه، ألقى الضوء على بدايات نشأة مدينة الحلة وتمصيرها، مقدما لمحات تاريخية من المدينة.

وقال: أن «الحلة امتازت عن المدن الأخرى بتعدد اطيافها واختلاف مكوناتها، وانها استقطبت وافدين من مدن عراقية عديدة ومن مختلف الألوان والأطياف»، مبينا، أن «هناك محلة في المدينة تدعى (الهيتاويين)، سكنها وافدون من مدينة هيت في الأنبار، وأخرى اسمها (الجباويين)، قطن فيها وافدون قادمون من مدينة جبة في الأنبار أيضا، فضلا عن وجود محلة للأكراد».

وتابع الضيف قوله أن الحلة سكنتها أعداد كبيرة من اليهود منذ السبي البابلي لليهود في عصور ما قبل التاريخ.  وأكد أن «هؤلاء الوافدين كان لهم تأثير واضح في ثقافة الحلة وتوجهاتها الفكرية. إذ أصبحت المدينة بمرور الوقت حاضنة للتعايش السلمي، نظرا لاختلاف مكوناتها وتباين أطيافها، وهذا ما أعطاها ميزة التسامح، وزرع فيها روح الود والمحبة وأثرى قيمها الحضارية ومتبنياتها الفكرية». وأشار هادي إلى أن «الحلة أصبحت مركز استقطاب للعاملين في مهن مختلفة. فاتسعت فيها التجارة والصناعة وأصبحت مركز الفرات الأوسط بحكم تأثيرها الاقتصادي والفكري، الأمر الذي أدى إلى نشوء الفكر التقدمي فيها بحكم التلاقح الثقافي بين مكوناتها المختلفة». وتخللت الأصبوحة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين.

وسينشر التيار الديمقراطي لاحقاً التفاصيل الكاملة للندوة.

*********************

في ستوكهولم .. الشيوعيون العراقيون ينظمون سفرة ابتهاجا بعيد الثورة

ستوكهولم - عاكف سرحان

ابتهاجا بالذكرى 65 لثورة 14 تموز، نظمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ستوكهولم – السويد، بالتعاون مع رابطة الأنصار الديمقراطيين في ستوكهولم وشمال السويد، سفرة عائلية إلى ضفاف “بحيرة ليلياهولمن” في العاصمة السويدية.

وشارك في السفرة عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د. علي مهدي، إلى جانب جمع من الرفاق وأصدقائهم وعائلاتهم.

وخلال السفرة، ألقى الرفيق بهجت هندي كلمة قال فيها: “نجتمع اليوم لنحيي ذكرى ثورة تموز المجيدة.. ثورة الجيش والشعب.. الثورة التي أحدثت تغييرات عميقة في المجتمع العراقي، وحققت مكاسب وانجازات سياسية واقتصادية واجتماعية كبرى”، مبينا أن “ثورة 14 تموز ما زالت مضيئة الى يومنا هذا في ذاكرة الشعب العراقي وكادحيه من العمال والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر. لقد كانت بحق ثورة شعبية اصيلة وليست انقلاباً عسكريا كما يحاجج البعض”.

وتضمنت السفرة فقرات عدة، منها فقرة سياسية أدارها الرفيق بهجت هندي، وتحدث فيها الرفيق حسن سلمان عن أهم إنجازات ثورة 14 تموز. أعقبه الرفيق فيصل الفؤادي بالحديث عن القوى الداخلية والإقليمية والدولية التي شاركت في إسقاط الثورة، ليتحدث بعده الرفيق جاسم هداد عن التشويهات التي لحقت بالثورة.

بعدها انضم الجميع إلى مائدة طعام مشتركة. ثم شاركوا في ألعاب ترفيهية ومسابقات، انتهت بتوزيع الهدايا على الفائزين فيها، من قبل الرفيق د. علي مهدي.

وكانت أجواء السفرة مزدانة بأناشيد الثورة والأغنيات الوطنية والوجدانية. 

هذا وأدار الفقرات كل من الرفيقة ميس مهدي والرفاق حسن سلمان وبهجت هندي وعاكف سرحان وسمير الجادري.

*********************** 

ورشة صحفية

في مقر شيوعيي كربلاء

كربلاء - مرتجى ابراهيم

نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الجمعة الماضية، ورشة حول كتابة الخبر الصحفي، انتظم فيها عدد من الرفاق المهتمين في الصحافة والإعلام.

الورشة التي احتضنها مقر المحلية، حاضر فيها الرفيق سلام القريني، وابتدأها معرفا بالخبر الصحفي وبالفرق بينه وبين التقرير الصحفي.

ثم عرّج على الشروط اللازمة لكتابة الخبر، وعلى أهم مقومات الخبر الناجح والمؤثر، ومنها مصداقية المعلومات وسلامة اللغة، وقرب ناقل الخبر من الحدث.

وخلال الورشة أجريت تمارين عملية في كتابة الخبر. 

وفي الختام، وقّع الرفيق القريني نسخا من روايته “امرأة من جمر”، ووزعها على الرفاق المنتظمين في الورشة.

************************ 

في انتظار الطلبة الجدد

معهد الدراسات الموسيقية يحدّث مناهجه

بغداد – طريق الشعب

بعد مرور نحو 10 شهور على انتهاء أعمال الترميم والتحديث التي شهدها مبنى معهد الدراسات الموسيقية في بغداد، عقد مجلس المعهد أخيرا اجتماعه الدوري.

الاجتماع الذي عقد في مكتبة المعهد بعد تطويرها وافتتاحها أخيرا، ترأسه وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة الفنون الموسيقية وكالة د. عماد جاسم، وشارك فيه مدير المعهد دريد أحمد، وعدد من الكوادر التدريسية، إضافة إلى ممثلين عن وزارتي التربية والرياضة والشباب.

وجرى خلال الاجتماع وضع خطة للعام الدراسي المقبل، شملت تحديث المناهج الدراسية وطباعتها، ومشاركة فرقة المعهد في المهرجانات الفنية المحلية، فضلا عن تنظيم آلية القبول في المعهد.

من جانبه، قال د. جاسم أن “المعهد هذا العام سيتميز بالانفتاح العلمي والفني وزيادة سعة القبول”، مبينا أنه “تم تحديد يوم 15 من آب المقبل موعدا لبداية التقديم على المعهد، وبعده سيجري الاختبار الفني للطلبة”.

ودعا أولياء أمور الطلبة إلى زيارة بناية المعهد، في مدخل شارع الرشيد مقابل بدالة السنك، لمشاهدتها بحلتها الجديدة، وأيضا للتواصل مع الإدارة لغرض التقديم لأبنائهم، داعيا أيضا إلى متابعة صفحة المعهد على فيسبوك، لمعرفة أي مستجدات.

وأكد د. جاسم أن خريجي المعهد الأوائل سيشملون في التعيين المركزي.

جدير بالذكر، أن القبول في المعهد يشترط أن يكون عمر المتقدم من 18 إلى 25 عاما، وأن يكون حاصلا على شهادة الدراسة المتوسطة.