اخر الاخبار

الصفحة الاولى

مراقبون: الوعود والمشاريع تصطدم بإرادة منظومة المحاصصة والفساد

ثمانية أشهر من عمر الحكومة

ماذا تحقق من البرنامج الوزاري؟

بغداد – علي شغاتي

مرّ على تشكيل الحكومة الحالية أكثر من ثمانية أشهر، بينما لم تزل الأزمات تراوح مكانها بملفاتها السياسية والاقتصادية والخدماتية؛ فبرغم تعهد الحكومة ضمن منهاجها الوزاري بإيجاد معالجات جذرية لها، خلال مدد زمنية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى، نجحت بصورة جزئية في بعضها، لكن الإخفاق الذي تديمه قوى المحاصصة والفساد، لم يزل سيد المشهد، حتى الآن.

مبادرات حبر على ورق

ويتساءل العراقيون، اليوم، عن مصير برنامج الحكومة ووعودها بتوزيع 500 ألف قطعة سكنية مع قروض ميسرة للمستفيدين منها؟ فالحكومة بدلا من ذلك قامت بمنح قروض الإسكان مقابل فوائد كلية تصل الى حوالي 60 في المائة من قيمة القرض الإجمالي!

ولم تطلق حتى الان قروض خاصة بدعم المشاريع الصغيرة، انما اكتفت الحكومة باطلاق مبادرة الكترونية تحت اسم “ريادة”، يبدو انها تشبه المبادرات السابقة التي انتجتها ذات العقول المسيطرة على مواقع صناعة القرار الحكومي.

وكان من بين أولويات برنامج السوداني الوزاري، إنجاز خطة مستعجلة لتوزيع الحصص المائية من اجل النهوض بالقطاع الزراعي، يبدأ التنفيذ بها وينتهي في صيف 2023، وهذا ما سجلت الحكومة فيه فشلا ذريعا من خلال عجزها حتى عن الجلوس الى طاولة الحوار مع دول المنبع.

محاربة الفساد تتعثر

وفي ملف مكافحة الفساد، واجهت خطوات الحكومة في هذا المجال العديد من التخبطات، منها تعثرها في ملف تغيير الدرجات الخاصة، بعد الكشف عن أسماء لجنة التقييم، وما رافق ذلك من شبهات التلاعب بتقييم المسؤولين مقابل مبالغ مالية.

ويؤشر مراقبون، ان السوداني غض النظر عن موضوع التغيير الوزاري، الذي تحدث عنه في مناسبات سابقة، مؤكدين ان ذلك جاء بضغط الكتل السياسية التي رشحت وزراءه.

كما لم يلمس احد أي اجراء ومحاولة في اطار تعديل قانون النزاهة والكسب غير المشروع، وإصلاح المؤسسات الرقابية، والتحقيق في ملفات الفساد، التي رافقت التعاقدات والقرارات السابقة وحتى الحالية، وفقا لمراقبين.

وعود الكهرباء تتبخر

وفي ملف الطاقة والكهرباء، ذهبت حملة الحكومة لصيانة محطات انتاج الطاقة، أدراج الرياح، حال ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الغاز الإيراني. ولم يسمع احد عن مشاريع الطاقة الشمسية او مشاريع محطات الاستثمار الخاص.

كما ان الحكومة فشلت في حماية البعثات الدبلوماسية، ورافق خطوات خروج قطعات الجيش من المدن عدة ملاحظات وانتقادات للقوة البديلة التي تواجه اتهامات بابتزاز المواطنين.

وفي مجال مكافحة الفقر، قامت الحكومة بشمول الآلاف العوائل برواتب الإعانات الاجتماعية في مشهد يمكن ان يفسر انه محاولة لاسترضاء اطراف سياسية والكسب الانتخابي، خاصة وان التقديم على هذه الإعانات يتم عن طريق مكاتب الأحزاب المتنفذة والنواب.

أزمة الدولار تتفاقم

وتبخرت وعود الحكومة بتقليص الفجوة بين سعر صرف الدولار الرسمي والموازي. وكانت الطامة الكبرى بالارتفاع الكبير خلال الأيام الماضية مع معاقبة وزارة الخزانة لثلث المصارف العراقية.

كما ان مصير إطلاق الرخصة الرابعة لتأسيس شركة اتصالات وطنية، اصبح مجهولا في ظل عجز وزارة الاتصالات عن إدارة هذا الملف والاهتمام بقضايا جانبية، لم يلمس منها المواطنون شيئا مثل اطلاق خدمة الاشتراك المدعوم الذي لم يشترك به احد وفقا للمختصين الذين اكدوا ان الوزارة لم تتمكن من وضع الحلول والمعالجات للخدمة السيئة، واكتفت باطلاق الوعود مثل التعاقد مع الانترنت الفضائي.

ولا يعرف أين ذهب موضوع انجاز حساب الخزينة الموحد، ومشروع النظام الضريبي الإلكتروني المتكامل.

تكريس المحاصصة

وفي هذا السياق، يعتقد الأمين العام لحركة نازل اخذ حقي مشرق الفريجي ان “الحكومة الحالية لا تختلف عن سابقاتها”، متوقعا “استمرارها بطرح الوعود حتى انتهاء عمرها الدستوري”.

ويشير الفريجي في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “الحكومة الحالية عاجزة عن تقديم شيء للمواطنين، وانها تشبه سابقاتها من حيث الوعود المعسولة”.

 ويؤكد الفريجي ان “نقاط قوة الحكومة الحالية تكمن في تكريس المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت”، مبينا انها “تحاول من خلال سعيها لتنفيذ بعض المشاريع الخدمية، تلبية رغبة أحزاب السلطة، بينما طموحات الناس وآمالهم ابعد ما يكون عن خطط الجهات المتنفذة”.

صراع المتنفذين

الأكاديمي والسياسي عصام فيلي يقول ان “الحكومة الحالية انطلقت في اتجاه تنفيذ الخدمات، وتمكنت من معالجة بعض القضايا بصورة جزئية”.

ويضيف في حديث لـ”طريق الشعب”، انها “لا تستطيع تنفيذ برنامجها الحكومي”، مستشهدا على ذلك بقوله: انها “غير قادرة على إحصاء أعداد موظفيها، او السيطرة على أصحاب الدرجات الخاصة”.

«حكومة احتواء لا خدمات»

الناشط المدني علي البهادلي اكد ان “ازمة المنظومة الحاكمة في العراق لا يمكن حلها من خلال تبليط الشوارع او شمول البعض بالاعانات الاجتماعية”، مبينا ان “الحكومة تعتمد على ذات الأشخاص والأفكار للحكومات السابقة، وعليه فإن قضية تنفيذها لبرنامجها اشبه بالمستحيل”.

وأضاف البهادلي لـ”طريق الشعب”، ان “جزءا كبيرا من الحراك الحالي في ملف الخدمات، يمكن إدراجه في خانة الدعاية الانتخابية، وهو امر اعتاد العراقيون عليه مع اقتراب موعد كل انتخابات”، مبينا ان “الكثير من المشاريع المنفذة حاليا تسير بوتيرة بطيئة فضلا عن رداءة تنفيذها، بل ان هناك أعمال تخريب للبنية التحتية في بعض المناطق، بحجة انشاء مشاريع أخرى”.

وأشار الناشط الى ان “الحكومة الحالية يمكن تسميتها بحكومة الاحتواء، لانها قامت بتعيين حوالي 150 مستشارا لها، من الكتل السياسية المتنفذة، ليكونوا عيونا لتلك الكتل على عمل الحكومة ومشاريعها وكواليس صناعة قراراتها”، مؤكدا “صعوبة الحصول على نتائج إيجابية من خلال اعتماد النهج ذاته الذي يستند للمحاصصة والفساد”.

***********************

رائد فهمي: إجراءات «المركزي» «قاصرة» والنتائج يتحملها الفقراء

بغداد ـ طريق الشعب

انتقد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، اجراءات البنك المركزي في التعامل مع ازمة ارتفاع سعر الدولار وانخفاض قيمة الدينار، واصفا اياها

بـ «القاصرة»، فيما أكد ان انعكاسات هذه الأزمة ستتحملها الفئات والشرائح الفقيرة.

الانعكاس على المواطنين

وقال فهمي لـ «المركز الاعلامي» الخاص بالحزب الشيوعي العراقي ان «عقوبات الخزانة الامريكية المفروضة على المصارف العراقية، بدأت تنعكس حاليا على المواطنين بشكل كبير جدا»، لافتا الى ان «الدول والانظمة واجهزتها التي تتحايل على العقوبات ستعاني من اثار مدمرة ومؤذية على مواطنيها».

واوضح، ان «البنك المركزي، يبدو ان دوره مقتصر على ردود الافعال ويعالج نهايات الازمة، وليس واضحا ما هي الخطة التي وضعها لازمة توفير الدولار الضروري، وتأمين حاجات البلد من استيرادات دون المرور بالوسطاء، اي المصارف، والتي تستفيد مما يسمى بسوق مزاد العملة لتحقيق هامش ربح كبير من تعاملها بالدولار».

واضاف فهمي، ان «اجراءات البنك المركزي والدولة لمعالجة هذه الازمة، ولغاية هذه اللحظة كانت قاصرة، والمتوقع اذا ما استمرت الامور على حالها فان الدولار سيواصل ارتفاعه ما لم تُتخذ اجراءات قوية من قبل الدولة»، مبينا ان «نتيجة العقوبات على المصارف من النفاذ والتعامل بالدولار، لا شك، ان هذه المصارف توجهت الى السوق الموازية للحصول على الدولار وبالتالي زاد الطلب عليه مما ساهم بارتفاع سعر الصرف».

إجراءات غير كافية

واشار الى ان «اجراءات البنك المركزي التي اتخذها على مدى الاشهر الماضية، يبدو انها لم تكُ كافية لمعالجة تجدد الازمة وامكانية تغطية حاجة المواطنين في السوق»، موضحا ان «ارتفاع سعر الدولار في بلد يعتمد في جل احتياجاته على الاستيراد سيؤدي بالضرورة الى ارتفاع الاسعار، باعتبار ان المواد المستوردة سترتفع تكلفتها نتيجة انخفاض سعر صرف الدينار».

وتابع فهمي، ان «التجار الآن يتحسبون للمستقبل في ظل واقع يتسم بعدم اليقين والتطورات المفاجئة، وفي جميع الاحوال سيعمل التجار وغيرهم على فرض واعتماد اسعار اعلى من معدلات ارتفاع التكلفة، في نوع من التحسب والتحوط لاحتمالات المزيد من ارتفاع سعر الصرف وانخفاض سعر الدينار وهذا ايضا سينعكس على المواطنين».

رفع مداخيل الناس

وانتقد فهمي، افتقار البلد لآلية تسمح برفع مداخيل المواطنين بما يتناسب مع الانخفاض في القيمة الحقيقية لأجورهم ومداخيلهم.

ورأى سكرتير اللجنة المركزية للحزب، ان «استمرار هذا الحال والتردي الملموس للأوضاع المعيشية لقطاع واسع من شعبنا وخاصة القطاعات الشعبية، بالتالي سيؤدي الى تعميق الفجوة بين الذين يتمتعون بمعدلات دخل عالية ومتوسطة وبين ذوي الدخل المحدود جدا، لاسيما اذا ما ربطنا ذلك بتردي الخدمات العامة وخاصة الكهرباء، التي يتحمل فيها المواطن تكاليف اضافية نتيجة اضطراره للجوء الى الخدمات الخاصة».

*********************** 

راصد الطريق

سلامتكم من الصدمات!

اصيب اعضاء لجنة الخدمات النيابية بصدمة شديدة بعد زيارتهم البصرة أخيراً واطلاعهم على ما يزعم من مشاريع خدمية تقدم لمواطنيها. بحسب بيانهم.

ووصف رئيس اللجنة الواقع الخدمي في المحافظة بأنه “مزر”، بعكس ما يروج إعلاميا بأن البصرة متقدمة خدمياً. وأضاف: انه “لغرض الترويج استُخدم ما تحقق من اعمار في كورنيش البصرة، بينما هناك احياء كاملة تئن تحت وطأة سوء الخدمات وتدهورها”.

الواضح من البيان هو عجز منظومة المحاصصة والفساد عن تنفيذ الوعود المعسولة المكررة لاقطابها، وكشف هدر الأموال العامة على مشاريع وهمية، وان الفساد هو المؤسسة الوحيدة العامة الفاعلة في العراق.

اما ان ذلك اصاب النواب بصدمة، فلنا ان نسألهم: هل كنتم في دولة أخرى ام انكم أبناء هذا الواقع؟ وأين كنتم من أبناء وبنات المحافظة؟

والآن: ماذا بعد هذه الزيارة التي يأمل البصريون ان لا تكون الأخيرة؟ هل ستعاودون السبات الرقابي، الذي ميّز دورتكم البرلمانية الخامسة الحالية منذ البداية، ام تستأنفون دوركم النشيط كمعقبي معاملات ومروجي حملات “تبليط للشوارع وتسليك للمجاري” كما تحدثت عنكم تقارير عدة؟

************************

 الصفحة الثانية

اقتصادي: تسهيلات الرافدين بمنح الدولار

لشراء العقارات خارج العراق تثير الريبة

متابعة ـ طريق الشعب

استغرب الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن المشهداني، من التسهيلات التي اطلقها مصرف الرافدين في تمويل التجارة الخارجية والاعتمادات المستندية، سيما فيما يتعلق بتسهيل عملية تحويل العملة لشراء العقارات في الخارج.

وقال المشهداني في حديث صحفي ان “عملية شراء العقارات خارج العراق، تعني ان المستفيد سيقوم بشراء الدولار بالسعر الرسمي، اي بسعر 132 ألف دينار مقابل كل 100 دولار، وهي عملية في حقيقتها تسهيل لإخراج العملة من البلد”، مبينا ان “الامر يثير الريبة والاستغراب”.

واضاف، ان “هذا الاجراء يظهر حقيقة غياب السياسة النقدية في العراق، ففي الوقت الذي نحاول فيه الحفاظ على العملة داخليا تصدر مثل هذه القرارات، التي تسهل من عملية اخراج العملة”.

واوضح المشهداني، ان “المفترض من الدولة ان تحافظ على الأموال داخل العراق ومنع اخراجها بهذه الطريقة، سيما مع ضعف الاستثمار الداخلي”، منتقدا “استمرار غياب السياسة النقدية”.

********************** 

مساع لكتابة النهاية لعقدين من الفشل والإخفاقات

قوى التغيير الديمقراطية في ذي قار

استعدادات واسعة للاستحقاق الانتخابي القادم

بغداد ـ طريق الشعب

تواصل قوى التغيير الديمقراطية حراكهما الانتخابي في جميع المحافظات، ومساعيها الحثيثة الرامية الى تحقيق البديل المنشود الذي تطمح إليه الجماهير، وبما يجعل تلك القوى ـ التي تعمل على تهيئة مرشحين معروفين بالكفاءة والنزاهة والمهنية ـ مدافعا حقيقيا عن حقوق المواطنين والراعي لمصالحهم.

وفي مقابل تعمل قوى المحاصصة والفساد على اعادة انتاج نفسها مرة اخرى، عبر توظيف امكانياتها المالية ونفوذها السلطوي، تسعى القوى المدنية والديمقراطية والقوى الناشئة إلى التأسيس لوجودها في المجالس المحلية، من أجل الشروع بتنفيذ وتحقيق المطالب والشعارات التي حملتها انتفاضة تشرين المجيدة.

ففي محافظة ذي قار، عقد في الآونة الاخيرة، سلسلة من الاجتماعات بغية الوصول الى تحالفات واسعة مدنية ديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية، بما يجعل منها بديلا مناسبا لقوى المحاصصة التي أنهكت البلاد وأهلها بسياساتها التي تمحورت ولا تزال حول مصالحها الحزبية الضيقة.

البديل المنشود

وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حسين علي، انه يجري “العمل الان مع الحلفاء من القوى الناشئة، ضمن اطار قوى التغيير الديمقراطية والقوى المدنية الديمقراطية الاخرى، على رسم خارطة للمرشحين في محافظة ذي قار”، مؤكدا انضمام اعضاء مستقلين للتحالف، لديهم قبول واسع اجتماعي وسياسي في مدنهم، بالاضافة الى نشاطهم الجماهيري وحضورهم اللافت إبان انتفاضة تشرين.

واكد علي، أن “الشارع في محافظة ذي قار اعلن عن قطيعة تامة مع قوى المحاصصة والفساد والسلاح، لذلك فإن الخيارات في التحالفات من قبلنا هي مع القوى الوطنية الديمقراطية والشخصيات النزيهة المعروفة”.

واشار الى وجود سعي من الحزب الشيوعي العراقي وقوى التغيير الديمقراطية لان يكونوا “البديل المنشود الذي تطمح له الجماهير، والمدافع الحقيقي عن حقوق المهمشين والمستضعفين من الشعب، والراعي لمصالحهم”.

بصيص أمل

من جانبه، قال الأكاديمي والسياسي المستقل الدكتور عبد الوهاب الحمداني: ان “محافظة ذي قار بعد انتفاضة تشرين 2019 والمجازر التي شهدتها، صوّت مجلس النواب على اعتبارها محافظة منكوبة، وتم شمولها ببعض الفقرات بضمنها صندوق اعمار ذي قار وبعض التفاصيل التي لم تنجز على ارض الواقع”.

وفي ما يخص صندوق اعمار المحافظة اوضح: “بدأت المشاريع في العام 2020/ 2021 ولكنها ليست بالمستوى المطلوب، وليست بحجم الاموال التي صرفت؛ ففي السنة الاولى صُرف اكثر من تريليون دينار تم تخصيصه للناصرية، وفي السنة الثانية 600 مليار وهذه السنة ايضا، ربما اطلق بحدود المبلغ السابق ذاته”.

واكد الحمداني لـ” طريق الشعب”، انه وبرغم كل هذه الأموال التي خصصت، لكن ليس هناك علامات بارزة او ملامح اعمار حقيقية؛ فأغلب المشاريع متلكئة لا ترتقي الى ما يُطمح له، وتحال على شركات غير رصينة، ولا تتصف بالمهنية واغلبها متلكئة لا تستطيع اكمال المشاريع”.

وبيّن الحمداني، ان اغلب اموال الميزانيات الانفجارية “تذهب لتبليط الشوارع وإنشاء نافورات رديئة، وتأثيث بعض الارصفة القديمة والمناطق غير المخدومة اساساً”، مشيراً الى عدم وجود “مشاريع استراتيجية في قطاع الصحة والتعليم، وحتى الترفيه لا يوجد مكان ترفيهي واحد او متنفس للعوائل في الناصرية”.

وبالنسبة لملف الاستثمار اكد المتحدث ان المحافظة “من اسوأ المناطق في هذا المجال، انما اصبحت مدينة طاردة للاستثمار بسبب الوضع الامني وسوء ادارة ملف الاستثمار، الذي تسيطر عليه مجموعة من التجار الذين يحتكرون السيطرة على السوق، وهذا احد الاسباب”.

ووسط هذا كله، أردف الاكاديمي كلامه بأن هناك “بصيص امل يلوح في الافق، مناط بقوى مدنية متماسكة تسعى لإدارة المحافظة محلياً وكتابة نهاية عقدين من الفشل والاخفاقات.

وقال انهم يعملون “منذ فترة طويلة على تأسيس تحالف يضم القوى المدنية بعضها عريقة وبعضها ناشئ، ابتداء من الحزب الشيوعي العراقي وصولاً للأحزاب المدنية الجديدة، والتي تجتمع تحت مظلة قوى التغيير الديمقراطية”، موضحاً انها “ تستعد لخوض الانتخابات المحلية القادمة، وتهيئ مجموعة مرشحين معروفين بالكفاءة والنزاهة والمهنية، بعيداً عن قوى الفساد والسلاح والمحاصصة”.

ووجّه الحمداني في ختام حديثه دعوة الى كل الأحزاب والحركات التي تؤمن بالدولة المدنية وتتعامل مع جميع افراد المجتمع على اساس المواطنة، بالانضمام الى تحالف قوى التغيير الديمقراطية.

********************** 

بعد تعذر دفع رواتب موظفي الإقليم.. إضراب ودعوات للاحتجاج

فلاحو المسيب يشكون جفاف أراضيهم:

نتحسر على الهجرة نحو المدن!

بغداد ـ طريق الشعب

يواصل المواطنون حراكهم الاحتجاجي المطالب بالخدمات وانصاف أصحاب الأجور اليومية ومعالجة شح المياه وتداعياته، فيما يشهد الإقليم اضرابات عن العمل وحالة من القلق والترقب لما ستؤول اليه الأمور، إثر تأخر صرف رواتب الموظفين من قبل حكومة الإقليم.

ترقب للاحداث

وفي منطقة كرميان بإقليم كردستان، اعلن موظفو احد المصارف الحكومية اضرابهم عن العمل، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “موظفي أحد بنوك إدارة كرميان التابعة لمحافظة السليمانية، أعلنوا اضرابهم عن الدوام بسبب تأخر صرف رواتبهم”، مشيرا الى ان “الاضراب والاحتجاج ربما يشمل مناطق واسعة من الإقليم، خلال الأيام المقبلة في حال استمرار تعثر حكومة الإقليم في صرف رواتب الموظفين”.

حياة لا تطاق

وتظاهر العشرات من فلاحي قضاء المسيب شمالي بابل، أمام مديرية الموارد المائية في الحلة، احتجاجاً على شح مياه الشرب والسقي.

وقال المتظاهرون ان “اراضيهم جفت وعصف بمحاصيلهم ونفقت ماشيتهم”، مبينين ان “منطقتهم من دون مياه للشرب منذ بداية فصل الصيف، وليس هناك أي تحرك من قبل مديرية الموارد المائية”.

وتحسر الفلاحون على عدم امتلاكهم القدرة المالية لترك أراضيهم والهجرة نحو المدن، “فالحياة اصبحت لا تطاق” على حد تعبيرهم.

إنصاف أصحاب الاجور

ونظم العشرات من عمال النظافة “الاستقطاب” في دائرة صحة المثنى، وقفة أمام مبنى الدائرة، مطالبين بزيادة أجورهم إلى الحد المقرر لموظفي العقود وفق قرار 315.

وقال عدد منهم: إنّ أجورهم تعتبر قليلة للغاية مقارنة مع الأعمال المكلفين بها والخطورة التي يتعرضون لها أثناء العمل، مشيرين إلى أن أكثرهم لديهم خدمة في المؤسسات الصحية تمتد لسنوات، ما يلزم الدائرة بتحويلهم لنظام العقود.

تفاقم المعاناة

وفي ميسان، اغلق العشرات من المواطنين طريق عمارة ـ مجر بالقرب من منطقة كصيبة، احتجاجا على استمرار قطع جسر كصيبة بعد انهياره وتداعيات ذلك على يومياتهم، كون المنطقة لا يوجد فيها سوى هذا الجسر الذي يربطها بمركز المدينة.

وذكر عدد منهم، انهم مجبرون على خيار اغلاق الطريق لإيصال صوتهم، بعد أن طالبوا مرارا وعبر القنوات التلفزيونية بإيجاد حل للجسر وصيانته كون الجسر يؤثر في أعمالهم وحياتهم اليومية، وبعد أن تم قطعه بسبب انهيار أجزاء منه، زاد من معاناتهم وجعلهم يقطعون مسافة ٩ كم للعبور عبر جسر آخر.

تردي الخدمات

وجدد أهالي عدد من المناطق “السبيليات وطلاع الحمزة والحي العسكري” في قضاء أبي الخصيب جنوب البصرة، مناشدتهم إلى الحكومة المحلية من اجل إيجاد حل لتلكؤ الشركة المنفذة لمشروع البنى التحتية في مناطقهم.

واكد عدد منهم، أن مشكلة البنى التحتية في مناطقهم مضى عليها سنوات دون حل حيث انعدمت خدمات البنى التحتية مع تفاقم معاناتهم في الصيف، نتيجة عدم إكساء الطرق. وفي فصل الشتاء تطفح المجاري ولم يجر تصريف مياه الأمطار، مطالبين الحكومة المحلية بالاطلاع ميدانيا على واقع عمل الشركة، التي تنقل إلى الجهات المعنية تصورا غير واقعي عن تقدم الأعمال في مناطقهم.

********************** 

كل خميس

«المقاومون» والسيادة

والمرض الهولندي

جاسم الحلفي

لعل مبدأ السيادة هو ما بالغت طغمة الحكم في ادعاء التمسك به تبجحا، باعتبار ان متنفذيها “مقاومين”، ولو انني لا اعرف الجهة التي يقاومونها تحديدا، ولا أظنها الولايات المتحدة الامريكية كما يزعمون.

ففي الوقت الذي كانت فيه صواريخهم تنطلق ليلا في اتجاه السفارة الامريكية لتسقط على بيوت العراقيين الآمنين، كان نوابهم في البرلمان يصوّتون علنا، عاما بعد عام، لمصلحة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عند تشريع قوانين الموازنات السنوية.  ولا احد يجهل ان هاتين المؤسستين الماليتين تعدان ذراعين للإمبريالية الأمريكية.

في 21 تموز الجاري، بعد اكثر من تسعة اشهر على العقوبات الامريكية ضد المصارف الأربعة، جاءت العقوبات الجديدة التي شملت أربعة عشر مصرفا يحمل اغلبها صفة “إسلامي” ويمتلكها متنفذو طغمة الحكم واتباعها. وهي جميعا متهمة مرة بتهريب الدولار وأخرى بغسيل الأموال.

 وجاءت العقوبات في فترة حكومة الإطار وحلفائه، وفور اعلانها تهاوت قيمة عملتنا الوطنية - الدينار العراقي امام الدولار الأمريكي في السوق الموازية، ويتوقع المزيد من تراجع هذه القيمة، وتفاقم تأثيره في غلاء الأسعار وفي التداعيات المرة الاخرى على الوضع المعيشي لغالبية المواطنين، خاصة منهم أصحاب الدخل المحدود والقابعين على خط الفقر ودونه وملايين المهمشين غيرهم.  

وخلال ذلك لم تظهر منهم ممانعة لحماية الدينار، بل ان منهم من اصابه الذهول بفعل صدمة العقوبة التي لحقت بمصرفه، ولم يبد أية مقاومة لحماية الاقتصاد العراقي الذي أمعن فيه “المرض الهولندي” نهشا، وهو المرض الذي يسببه الاقتصاد الريعي، وتتجلى اعراضه في الفساد، والترهل الوظيفي، والتلاعب باموال الدولة، وغياب العدالة الاجتماعية، والكسل والجمود الإبداعي، واستنزاف وتبذير  الثروة النفطية هباءا منثورا في صفقات فساد لا طائل وراءها، وبلغت صلافة الفاسدين في بعضها ان أطلقت على جريمتها تسمية “سرقة القرن”.

من الواضح اليوم اننا متوجهون بخطى ثابتة صوب الاقتصاد الأحادي، مهملين الاقتصاد الحقيقي بقطاعاته الصناعية والزراعية والخدمية، وان هذا انتج اقتصادا مشوها، وأختلالا هيكليا في التصدير والاستيراد، وإشاعة للنزعة الاستهلاكية، واغراقا للسوق بنفايات دول الجوار من سلع ومواد.

وان خلف كل ذلك فجوة طبقية هائلة الاتساع، طرفها الأول طغمة الحكم والمرابون والعصابات المالية المتلاعبة بسوق العملة والمهربون وسماسرة العملة الصعبة، وغاسلو الأموال وازلام الصفقات واللجان الاقتصادية لأحزاب السلطة، وبكلمة أشمل: الفاسدون برمتهم. اما طرف هذه الفجوة الطبقية الآخر فهم ملايين الكادحين وأصحاب الدخل المحدود ومنتسبي القطاع الاقتصادي غير المنظم والعاطلين عن العمل والمهمشين، بضمنهم ارامل الحروب العبثية والصراعات الطائفية وضحاياها الآخرون.

ولم يلاحظ بالطبع ان أحدا من طغمة الحكم قد فكر في هذا الاختلال، الذي يعد احد عوامل الازمة المستفحلة التي لا يعيرها فكر السلطة اهتماما ولا يحسب لها سياسيوها حسابا. وفي النهاية وكما هو حال الشعوب الحية التي لا ترضخ لظلم ولا ترضى بطغيان، سيقول شعبنا كلمته وبطريقة تضع حدا لهذا لاستهتار بمصير العراقيين والعراق.

**********************

 الصفحة الثالثة

مطالبات شعبية ودعوات نيابية لإقالة محافظ البنك المركزي

مختصون: حل أزمة الدولار مرهون بتأهيل

القطاع المصرفي وملاحقة مهربي العملة

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل تداعيات ازمة حظر وزارة الخزانة الامريكية لـ 14 مصرفاً عراقياً من التعامل بالدولار، بعد الكشف عن معلومات تفيد بأن هذه البنوك متورطة في عمليات غسيل أموال وتهريب العملة، وكانت قد فرضت الوزارة الامريكية قبل اسابيع ذات العقوبات على 4 مصارف عراقية اهلية استبعدها البنك المركزي العراقي عن مزاد بيع العملة.

ومع وصول سعر صرف الدولار الى مستويات قياسية حيث بلغ سعر الدولار الواحد 1600 دينار عراقي، في تراجع سريع تشهده العملة الوطني، ما بدّد وعود المسؤولين في البنك المركزي بتقليص الفجوة بين السعر الرسمي للدولار والسعر الموازي.

وبداية العام الجاري، أعاد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تكليف علي محسن العلاق بمنصب محافظ البنك المركزي، بعد أكثر من عامين على إنهاء تكليفه من المنصب ذاته الذي شغله لنحو ست سنوات، منذ 2014 ولغاية 2020. وكان ذلك بتوصية من قوى الاطار التنسيقي، التي ادعت مصادر في حينها، أنها أمهلت العلاق ثلاثة أشهر لانهاء أزمة الدولار.

ورقة ضغط

المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، علّق على قرار الخزانة الامريكية بأنها “احدى الاوراق لبسط النفوذ الامريكي في المنطقة؛ فواشنطن لا ترغب في ان يصطدم التعاطي بعملتها مع سياستها الخارجية”.

وقال صالح لـ”طريق الشعب” انه “بحكم المشاكل الموجودة في المنطقة مع بعض الدول مثل ايران وسوريا ولبنان، فأن أمريكا تمارس مقاطعة مالية مع هذه الدول، بعد ان مارست مقاطعة اقتصادية في وقت سابق”، مبينا ان “الرمزية هي من تهيمن على الاقتصاد العالمي والدولار في مقدمة هذه الرمزية”.

وأشار مظهر الى “عدم معرفته بالمعلومات التي تمتلكها الولايات المتحدة حول المصارف المتهمة، او ما هي الطريقة التي يتم من خلالها التعامل في ظل عدم وجود علاقات مصرفية بين العراق وايران”، موضحا ان “العدد الكلي للمصارف المحظورة 18 مصرفا، بمعنى آخر ان 40 في المائة من الجهاز المصرفي اصبح خارج التعامل الدولي”.

وبيّن صالح، ان “صعوبة التعامل والدفع بعملات أخرى غير الدولار، واي عملية للتعامل بعملة أخرى سوف تتعثر”، مبينا ان “موضوع سعر الصرف اكبر من قضية المصارف المعاقبة، وهو ما يتعلق بشكل أساس بمعالجة موضوع حرية تحويل الدولار الى خارج العراق”.

عدم مهنية

من جانبه، اتهم عضو اللجنة المالية في مجلس النواب، جمال كوجر “المصارف المعاقبة بعدم المهنية من خلال صرف الالاف بطاقات الفيزا كارت للمواطنين، حيث وصل الحال الى صرف اكثر من 100 بطاقة لكل مواطن”، مبينا ان “هذا الامر غير موجود في كل دول العالم”.

وأضاف كوجر في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “جزءا من القرار الامريكي صحيح، فهذه المصارف متهمة بتهريب الدولار الى خارج البلاد، ومن يهرب لا يخدم مزاد العملة او يساعد على استقرار سعر الصرف”، مشيرا الى ان “تسرب الدولار الى خارج العراق يقع على عاتق هذه المصارف”.

معالجة الارتفاع

الخبيرة في الشأن الاقتصادي سلام سميسم عللت قضية ارتفاع سعر الصرف بـ”قلة منافذ بيع الدولار في ظل معاقبة المصارف التي كانت تقوم بتصرفات غير مشروعة”، موضحة ان “شح المعروض يؤدي الى التنافس بين التجار وارتفاع الاسعار في السوق”.

ورهنت سميسم في حديث مع “طريق الشعب” السيطرة على سعر الصرف بـ”اعادة تأهيل بعض المصارف والجهات الصيرفية، وإيقاف التعاون مع الجهات المشكوك فيها، إضافة الى ضخ كمية من الدولار الى الأسواق، وبالتالي من الممكن ان نعزز سعر الدينار العراقي ونسيطر على ارتفاع الاسعار”.

وفي سياق متصل، طالب عضو لجنة النزاهة النيابية هادي السلامي، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بإنهاء تكليف محافظ البنك المركزي علي العلاق وتعيين بديل عنه، بسبب اخفاق الاخير بمنع تهريب العملة والسيطرة على اسعار صرف الدولار.

ويوم أمس، دعت المصارف المعاقبة الى رفع الضرر عنها من خلال ايقاف العمل بالقرار.

وخلال مؤتمر صحفي، قال ممثلو المصارف العراقية المعاقبة: “نحن على استعداد تام للخضوع الى تدقيق كافة معاملاتنا سواء من البنك المركزي العراقي او من شركات التدقيق العالمية ونتحمل كافة المسؤولية عن اية تجاوزات ان وجدت”.

وأضافوا أن “وجود ما يقارب ثلث المصارف الخاصة ضمن منع التعامل بالدولار الامريكي سيكون له ردود سلبية على جوانب عديدة ليس فقط على سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، ولكن سيكون تأثيرها كبيرا جدا في عدة اتجاهات ومن ضمنها ايقاف الاستثمار الخارجي”.

وامتدت الازمة للشارع، الذي شهد تظاهرة احتجاجية، شارك فيها العشرات من المواطنين المطالبين بإقالة محافظ البنك المركزي الذي فشل في الإيفاء بتعهداته بسد الفجوة بين السعر الرسمي والموازي للدولار.

واكد المتظاهرون، ان “المواطنين وحدهم من يدفعون ثمن مضاربات أصحاب المصارف المعاقبة، وعلى الحكومة إيجاد حل عاجل للازمة من خلال التدقيق في التعاملات المالية للمصارف وإيجاد اليات جديدة لسد الفجوة في سعر الدولار”، داعين الى “معالجة الضرر الذي وقع عليهم جراء هذه المضاربات التي تمارسها قوى مستفيدة من إدامة الأزمة”.

************************** 

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

النفط مقابل الغاز

كتب بلال وهاب ودينس روس مقالاً لموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حول الصفقة التي وقعتها الحكومة مع إيران لمقايضة الغاز بالنفط الأسود، إستعرضا فيه مشكلة الكهرباء وملابسات توفير الغاز لتشغيل محطات الطاقة، ومأزق شرائه من إيران، لتعارض ذلك مع العقوبات الإمريكية عليها، وقيام طهران، بتقليل إمدادات الغاز، بين آونة وأخرى، جراء زيادة الطلب المحلي أو بغية ممارسة النفوذ أو بسبب تأخر بغداد في سداد ديونها التي بلغت 12 مليار دولار حتى الأن.

إعفاءات مشروطة

وذكّر المقال بأن سماح واشنطن لبغداد بتسديد ديونها لإيران بالدولار، في تجاوز للعقوبات، أمر مؤقت ومشروط بإنجاز العراق لإستقلاله عن إيران في موضوع الطاقة من جهة وتقليله لكمية الغاز التي يهدرها من خلال حرق الغاز المرتبط بإنتاج النفط من جهة ثانية. ونوّه الكاتبان بسعي الحكومة للوفاء بذلك عبر صفقات متنوعة، مع شركة TotalEnergies و شل وميتسوبيشي.

الشيطان في التفاصيل

وأعرب الكاتبان عن مخاوفهما من فشل الصفقة أو تعثرها بسبب عدم وضوح الكثير من تفاصيلها، كآلية تحديد الأسعار، لاسيما وأن إيران تبيع الغاز للعراق بسعر أعلى من أسعار السوق، وكمصدر النفط الذي ستتم مقايضته وكيفية نقله، في وقت لا يستطيع البلد فيه تصدير 450 ألف برميل يوميًا من ما ينتجه في كردستان، وسبل طمأنة الإقليم من قلق التوغل العسكري الإيراني في أراضيه، ومدى تسامح طهران مع أية تأثيرات سلبية على نفوذها، وما إذا كانت قادرة على عرقلة الإستثمارات الكبرى، أو ربما الضغط على رئيس الحكومة وتقويض سلطته إذا ما خطّ طريقاً أكثر استقلالية عنها.

العراق وتجديد سلاحه الجوي

ولمجلة فوربس الأمريكية، كتب باول أيدون مقالاً حول مساعي العراق لتنمية وتجديد سلاحه الجوي، أشار فيه الى أن بغداد قد أبرمت صفقة بقيمة 664 مليون دولار لشراء 12 طائرة من طراز JF-17 Block 3 من باكستان بعد نجاح المفاوضات بين الطرفين والتي إستمرت لعامين. كما ذكر بأن هناك مفاوضات أخرى، تجري منذ عام 2021 مع فرنسا، لشراء 14 طائرة مقاتلة من طراز Dassault Rafale. ونقل المقال عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، تأكيده على رغبة بغداد في شراء معدات عسكرية حديثة أخرى كالرادارات والدفاعات الجوية.

نفي باكستاني

من جهتها نقلت أكنش هولو في مقال كتبته لموقع Breaking Defense  نفي مسؤول باكستاني صحة تقارير تحدثت عن إتفاق إسلام آباد مع العراق على صفقة المقاتلات الجوية “جي-اف 17”، معتبرة، وفق رأي خبراء، بأن الصفقة ليست بدرجة عالية من الأهمية بالنسبة للجيش العراقي، الذي لديه خطط تسليحية أخرى.

وأشارت هولو الى أن رئيس الحكومة العراقية، مهتم بالصناعة الفرنسية في عدد من المجالات، بما في ذلك القوات الجوية، وكان قد بحث مع وزير الجيوش الفرنسية إمكانيات التعاون الاوسع في انظمة الدفاع، مشيرة الى أن العراق اشترى من فرنسا والولايات المتحدة انظمة رادار لمنصات الدفاع الجوي وإنشاء مركز عمليات قيادة دفاع جوي جديد. ونقلت هولو عن خبير إستراتيجي قوله بأن ما يحتاجه العراق هو اسلحة موجهة بدقة حيث مازالت هناك إمكانية لعودة الإرهاب مجدداً.

تحديث ضروري

ورغم عدم وجود تهديد ملموس لأمن البلاد الخارجي، رأت هولو، وبناءً على آراء الخبراء، بأن العراق بحاجة الى تحديث واعادة هيكلة قواته المسلحة كما هو حال الجيوش الحديثة الاخرى، بما في ذلك توفير قوة كبيرة من الطائرات المسّيرة.

************************

عين على الأحداث

الإستيراد المُخّرب!

اعلنت جمعية مربّي الدواجن في السليمانية، عن تكبد هذا القطاع خسائر بمليارات الدنانير، بسبب الامراض المنتشرة من زاخو حتى الفاو وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل تراجع أسعار لحوم الدجاج، لتصل إلى 600 دينار للكيلوغرام الواحد. وأضافت الجمعية بأن 40 في المائة من الإنتاج قد تضرر بسبب الأمراض. هذا وفيما يتواصل تراجع إنتاج اللحوم البيضاء بنسبة 87 في المائة وإنتاج البيض بنسبة 10 في المائة، يطالب الناس الحكومة بالإهتمام بالقطاع الزراعي، وتوفير الأدوية واللقاحات البيطرية والأعلاف المدعومة، وحماية المنتج المحلي، وتشجيع تصنيع وتصدير الفائض منه، وترشيد الإستيراد لتقليل المنافسة، وتطبيق هذه الإجراءات بدقة وحزم.

وچماله فرحانين!

بيّنت وزارة العمل، بأن أعداد العوائل المشمولة بإعانات الحماية الاجتماعية، ستصل إلى مليونين و300 ألف شخص حتى نهاية العام الحالي، مع تخصيصات تتضمن توزيع حصص تموينية إضافية للعوائل ومنح مالية لأبنائها من الطلبة. الناس الذين يدعمون هذه الإجراءات الضرورية لتخفيف معاناة الملايين ممن يعيشون تحت مستوى الفقر، يؤكدون بأنها ليست سوى حلول ترقيعية ومؤقتة، ومؤشراً على فشل نظام المحاصصة المأزوم، في تبني سياسات اقتصادية ـ إجتماعية، تخلق فرص عمل وتوفر دخلاً ومستوى مناسباً للمعيشة، معربين عن قناعتهم بأن محاولات التباهي بإطعام المعدمين من قبل من كان السبب في جوعهم، لن تنطلي على أحد. 

آه يا زمن!

كشف خبراء عن تواصل التراجع في مستوى جامعاتنا، بسبب انهيار البنى التحتية، وعدم تغيير المناهج بما يتلاءم والثورة المعلوماتية، وهيمنة التعليم الأهلي على الحكومي، والتدخلات العشائرية، وإهمال البحث العلمي ومخرجاته، رغم تواضعها، والحصانة التي يتمتع بها أتباع المتنفذين وأصحاب السلاح المنفلت. هذا وفيما احتلت أفضل خمس من جامعاتنا مواقع في ذيل قائمة من بين الفي جامعة في العالم شملها تقييم QS، طالب الناس، الذين يدركون بأن خراب البلد يبدأ بخراب التعليم، بإصلاح المنظومة التعليمية ومراكز البحوث، ورصد الأموال اللازمة لذلك، وصيانة إستقلالية الجامعات والإختيارالسليم لقياداتها وإبعادها عن المحاصصة وهيمنة الفاسدين.

حرامي بيت

شهدت الأيام الثلاثة الماضية إرتفاعاً سريعاً بسعر الدولار في السوق الموازي، مما زاد من الفرق بينه وبين السعر الرسمي ليصبح 20 في المائة. ورافقت ذلك زيادة جنونية في أسعار المواد، ولاسيما الغذائية منها. ويأتي هذا الإرتفاع بعيد العقوبات التي فرضها البنك الفيدرالي، وأخرج بموجبها 21 بنكاً من سوق العملة، بسبب تورطها في عمليات غسيل الأموال والتحايل على القانون. هذا ويشير عدد من النواب إلى أن قسماً كبيراً من العملات الاجنبية يتم تهريبها إلى الخارج من قبل المصارف، التي يملكها او يحميها مسؤولون كبار، محذرين من حدوث إنهيار اقتصادي أو القاء ملايين جديدة في أتون الفقر.

حتى لقمة الجنود

كشف أحد النواب عن شبهات كبيرة وخطيرة في ملف اطعام الجيش، وعن قيام بعض المتنفذين بعرقلة التحقيق في الكثير من الشكاوى الخاصة بهذا الملف الخطير. وأضاف بأن بعض الأطعمة ليست صالحة للاستهلاك البشري. كما دعا نائب آخر إلى إلغاء عقود “التمويل الذاتي” لإطعام الجيش، لان 90 بالمئة من الجهات المشرفة على ذلك فاسدة ومن خارج المؤسسة العسكرية. هذا وسببّ قرار الغاء إطعام الجيش عبر الاكتفاء الذاتي، تدهوراً في نوعية وكمية وجبات الغذاء، الأمر الذي يتطلب معه إيلاء الاهتمام والرعاية الكافيين للمستوى المعيشي لأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ورعاية عوائلهم وتأمين حقوقهم وتقدير تضحياتهم.

****************************

 الصفحة الرابعة

وقفة اقتصادية

أزمة الأمن الغذائي ومسؤولية الدولة

 إبراهيم المشهداني

تحولت التوريدات المائية إلى أزمة حقيقية يمر بها العراق لأول مرة  مما باتت أجراس الخطر تقرع لتفزع الشرائح الاجتماعية الأكثر فقرا بعد فشل استراتيجيات الحد من الفقر التي خططت لها وزارة التخطيط، وأصبح الأمن الغذائي هو الأكثر عرضة للتهديد  والأشد حراجة خصوصا وأن هذا الخطر قد تسارع بعد ان تقلصت الأراضي الزراعية إلى النصف، وأن المخزون المائي انخفض إلى حده الأدنى، بالإضافة إلى ان مسلسل توريد الحبوب والسلع الغذائية قد تدهور نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية مما صعد من مستوى الأسعار على المستوى العالمي، فماذا فعلت الدولة لمواجهة هذه الازمات ؟

في حزيران من عام 2022 صوت مجلس النواب العراقي على مقترح قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي  والتنمية  الذي يهدف وفقا للأسباب الموجبة لتشريع القانون تحقيق الأمن الغذائي وتخفيف حدة الفقر وتحقيق الاستقرار المالي  والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين  ودفع عجلة التنمية،  الأمر الذي تطلب تخصيص 25 تريليون دينار لتحقيق أهداف القانون  توزع بين المحافظات الأكثر فقرا وصندوق إعادة المناطق المتضررة من عمليات الإرهاب وتعويض المتضررين من جراء العمليات الحربية  والاخطاء العسكرية  ومؤسسة الشهداء ومؤسسة السجناء السياسيين وقيادة قوات الحدود ووزارة التجارة والبطاقة التموينية ومجالات أخرى، ولكن ما يؤخذ على هذا القانون انه دمج بين تأمين الغذاء  وعملية التنمية التي لم تنفع معها الاستراتيجيات التنموية  الخمس التي وضعتها وزارة التخطيط، بالإضافة إلى أن القانون شمل مجالات بعيدة عن مفهوم الأمن الغذائي أو حتى عملية التنمية المتحفظ عليها، إذ أن التوسع في القانون وضعه على عتبة انقضاض الفاسدين أفرادا وأحزابا حاكمة للاستحواذ على التخصيصات الكبيرة،  وكان المفروض إقصار القانون على العوامل المؤثرة في تحقيق الأمن الغذائي التي تتطلب تخصيص ما يقل عن نصف التخصيصات  المقررة في القانون، فضلا عن أن ربط التنمية بالقانون كان خطيئة ما كان يجب الاقتراب منها، لأنها عملية تتطلب مئات المليارات، فعلى سبيل المثال أن تكلفة انجاز المشاريع المعطلة المشمولة بالقانون  والتي يزيد عددها عن 6 آلاف مشروع تتطلب 100 مليار دولار بالإضافة إلى 100 مليار دولار تم انفاقها على هذه المشاريع .

غير أن إشكالية البحث في الأمن الغذائي تتمثل بمجموعة من التحديات المتشابكة والمتداخلة في أن تعود بالأساس إلى تدمير البنى التحتية بعد الاحتلال، وظلت عقبة عجزت السياسات الاقتصادية  من تجاوزها فضلا عن مشاكل الأرض القابلة للزراعة كالتملح والتصحر  ومشاكل المياه التي تتطلب لوحدها معجزة من حيث النوع والكم، فضلا عن التلوث البيئي وانخفاض الاستثمارات بسبب قلة التخصيصات في الموازنات السنوية وممارسات المؤسسات المتخصصة بالاستثمار التي تنفر المستثمرين الأجانب التي تدور من حكومة إلى أخرى،  يضاف إلى كل ذلك مشاكل سلاسل التوريد بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا وعجز الأمم المتحدة عن تأمين نجاح اتفاقية توريد الحبوب والأسمدة من روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية في مواجهة الصراعات الدولية الجيوسياسية.

إن معالجة إشكالية الأمن الغذائي تتطلب إجراءات حكومية حاسمة نذكر من بينها ما يلي:

  1. إعطاء الأولوية للقطاع الحكومي للقيام باستثمارات كبيرة في البنية التحتية للقطاع الزراعي المتمثلة بتأهيل مشاريع الري والبزل وتنظيم الموارد المائية وصيانة التربة بهدف رفع معدلات الغلة الزراعية في الدونم الواحد.
  2. تنشيط دور المصرف الزراعي لتأمين القروض بفوائد ميسرة للفلاحين وفسح المجال للقطاع الخاص وتمكينه من الاستثمار في القطاع الزراعي النباتي والحيواني، والاكثار من حقول الدواجن والأسماك بما لا يؤثر على كمات المياه المتاحة وتوفير الخدمات البيطرية وتسهيل الإجراءات أمام الاستثمارات الأجنبية والابتعاد عن أشكال العسكرة في القطاع الزراعي تحت أي مسمى.
  3. مراجعة سياسات وزارة التجارة من حيث الاهتمام والمصداقية في تأمين مفردات البطاقة التموينية وتخليصها من تشتت مفرداتها بين أشهر السنة وتحسين نوعيتها وتعزيزها بمفردات أخرى تحد من عوز الطبقات الفقيرة والمهمشة، فضلا عن التشديد في مراقبة السوق من خلال منع الاحتكار وتامين الخزين الاستراتيجي للحبوب تحسبا للأزمات على المستوين الداخلي والخارجي.

***********************

في بريطانيا

رابطة المرأة العراقية تقيم مهرجانها الأول

لندن – طريق الشعب

أقام فرع رابطة المرأة العراقية في بريطانيا، يومي الجمعة والسبت الماضيين، مهرجانه السنوي الأول، تحت شعار «من أجل رفع صوت التضامن مع المرأة العراقية وانصافها في كافة القوانين والتشريعات».

تضمن اليوم الأول للمهرجان، فقرات خطابية وفنية. كما جرى تسليط الضوء على أهداف المهرجان وفعالياته التي ستمتد طوال العام الحالي احتفالا بمئوية ميلاد رائدة الحركة النسوية الراحلة د. نزيهة الدليمي، وستختتم في الصيف القادم على أرض الوطن، في لقاء مشترك مع الرابطيات في الداخل، من أجل تبادل الخبرات ورفع المذكرات التي تطالب بتحقيق أهداف الرابطة في بناء المجتمع على أسس ديمقراطية.

واستهل المهرجان بكلمة لفرع الرابطة، ألقتها شذى بيسيراني (نص الكلمة في مكان اخر من الصفحة)، وتناولت فيها أوضاع المرأة في العراق والعالم العربي.

ثم توالت كلمات وتحيات قدمتها ممثلات منظمات نسوية من دول مختلفة، منهن الناشطة السورية اسمهان الكرجوسلي، وممثلة عن منظمة المرأة السودانية، والناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان شيفا محبوبي.

كذلك كانت هناك كلمة للمؤرخة العمالية البريطانية البروفسورة ماري ديفيس، التي حاضرت سنوات حول تاريخ المرأة، فضلا عن كلمة للناشطة في مجال المرأة كوردة إسماعيل، من إقليم كردستان.

وفي كلماتهن، شددت الناشطات على أهمية دور المرأة الفعال في المجتمع. وبيّن أن النساء في أغلب الدول العربية لا زلن يعانين ويناضلن من أجل إيقاف الحيف والممارسات المجحفة بحقهن، سواء داخل العائلة أم في المجتمع. كما سلطن الضوء على نضال المنظمات النسوية في تلك البلدان ضد القوانين غير المنصفة والعادات الرجعية مثل زواج القاصرات وغسل العار وتعدد الزوجات.

ومن فرع الرابطة، تحدثت ناشطات عن مسيرات بعض النساء الرابطيات المنسيات، اللاتي ناضلن منذ تأسيس الرابطة لتحسين أوضاع المرأة الاجتماعية والاقتصادية، ودفعها للتعليم ورفع صوتها للمطالبة بحقوقها المشروعة.

وتضمنت فقرات اليوم الأول قراءات شعرية ساهمت فيها من العراق الشاعرة دلال جويد والشاعر أحمد مشتت، ومن سوريا الشاعرة سلاف الماغوط. كما قدمت فقرات غنائية وموسيقية شاركت فيها الفنانة سفانا جاسم والفنان احسان الإمام.

وفي اليوم الثاني للمهرجان، افتتح سوق خيري ساهمت فيه نساء من العراق وسوريا ومصر وفلسطين واليمن. وقد ضم مشغولات يدوية ولوحات فنية ومكملات غذائية ومنتجات من العسل الطبيعي ومأكولات مختلفة.

*********************

في المهرجان السنوي الاول الذي أقيم في لندن

كلمة الرابطة: المرأة العراقية بين العنف والتحديات القانونية

لندن ـ طريق الشعب

ألقت رابطة المرأة العراقية ـ فرع بريطانيا، كلمة في مناسبة مهرجانها السنوي الاول، الذي أقيم في لندن، يومي الجمعة والسبت (21 ـ 22 تموز)، تحت عنوان (من أجل رفع صوت التضامن مع المرأة العراقية)، اكدت فيها على ضرورة توحيد جهود النساء داخل العراق وخارجه، من أجل تحريرها من القوانين الجائرة.

ونوّهت الرابطة في كلمتها التي ألقتها شذى بيسيراني، بـ”تكميم وتقييد عمل المنظمات النسوية في العراق”، مشيرة الى الى “بحث نُشر في أواخر عام حتى 2020، حول مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام، أدرج مئتين وثلاثا وستين منظمةٍ معنية بقضايا النساء حسب دائرة المنظمات غير الحكومية”.

وذكرت ان “كل هذه المنظمات وعضوات البرلمان لم يكن باستطاعتهن حتى الآن اقرار قانون العنف الأسري الذي تم اعداد مسودته الأولى منذ عام 2009”.

واستغربت الرابطة في كلمتها من “تكرار اخبار الجرائم دون رادع أو حساب لأي من المجرمين الذين ارتكبوها”، منوهة بان “السبب هو أن هذا القانون تعترض عليه الأحزاب السياسية وأعضاء البرلمان لأن هناك من يثير المخاوف من فقدان الأب لهيبته”، متسائلة “عندما يكون الأب مجرماً، لماذا يجب أن يفلت من العقاب؟”.

وأضافت انه “مع قيام ثورة الرابع عشر من تموز، أصدرت الحكومة العراقية قانوناً يُجرّمُ زواج الفصلية، وأدت الصرامة في تطبيق القانون إلى تراجع استخدام زواج الفصلية إلى مستويات كبيرة. لكنه عاد للظهور مع عودة العشائر مجدداً في السنوات الأخيرة”، موضحة ان “الرجل العراقي يحرم زوجته عند الانفصال عنها من كل شيء بسبب استعمال الخلع الذي بموجبه تخسر المرأة كل ما تملكه”. 

وأكدت، ان “المنظمات التي تهتم بالطفولة والمرأة والأسرة، تقدم مساعدات الإغاثة للمرأة والرعاية العامة أما الحماية والمشاركة فتعد الأقل من بينها”، لافتة الى ان الكثير من المنظمات تتوجه إلى العمل الاغاثي بسبب توافر المشاريع والمنح الإغاثية مما يديم عملها.

وأشارت الرابطة الى ان “تقرير سيداو ذكر أن الخطة الوطنية وخطة الطوارئ لا تستجيب لأوضاع النساء والفتيات أثناء النزاعات وما بعدها في العراق”، معللة ذلك “بالهيمنة الذكورية على إدارة أكثر مفاصل الدولة وادارة المخيمات، وشحة الخدمات الأساسية، وتسرب كبير للفتيات من التعليم، وتقييد شديد للحريات”.

ولفتت الى ان “الحوارات مع النساء والمنظمات كشفت ضعف أو انعدام الثقة بالمؤسسات والقانون، حيث عبَّرت ١٩ امرأه من ٢٠ من الناشطات عن ضعف الثقة بمؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الحكومية، لا سيما القضاء ومراكز الشرطة التي تتخوف النساء من دخولها إلا مع الأقارب”، مؤكدة ان هناك تصوّرا بأن “هذه المراكز تمتاز بضعفها في تقديم العدالة والحماية للنساء”.

وأشرت الكلمة “ضعفا في إشراك المرأة في المناصب القيادية للحكومة، واشراكها في الخطط الوطنية، بسبب هيمنة الرجل على الأحزاب السياسية ووجود هامشي للنساء سواء على مستوى المشاركة السياسية أو المشاركة في البرلمان”، متسائلة “كيف نستطيع دفع دفة القانون والدولة والأسرة إلى الأمام لخدمة المرأة والأسرة في ظل هذا الواقع الذي يحيط بالمرأة العراقية؟”.

وفيما اشارت الى ان هناك دراسات كثيرة ومقترحات مختلفة حول تغيير وضع المرأة في المجتمع، تساءلت “من سيقوم بإنجاز هذه الاقتراحات والحكومة ضدها في وقت تتزايد فيه حالات العنف ضد المرأة في العراق بسبب حضورها اللافت في النشاطات العامة ومنصات التواصل الاجتماعي، وخاصة ما ابرزته انتفاضة تشرين؟”.

ورأت الرابطة، أن “غياب القوانين الكفيلة بحمايتها، وعدم توفر الحماية الكافية من قبل المؤسسات القانونية، وكون المرأة تعيش تحت رحمة الأعراف المجتمعية ولا تملك حرية الاختيار في مجتمع أبوي للعائلة، يلعب دوراً أساسياً في التحكم وفرض السيطرة على الفتيات والنساء”.

ونوّهت بأن واحدا من أهم المقترحات الإصلاحية هو إنشاء منظمة خاصة تركز على حقوق المرأة في المجال القانوني والاتفاقات الدولية، وهذا هدفنا. وسنحاول التضامن وجمع الخبرات في الداخل والخارج لتحقيق هذا الهدف وكذلك التوعية العامة في العراق بالقوانين التي تخص المرأة، مشيرة الى انه “في بعض الأحيان ليست المشكلة في النص بقدر ما هي في تنفيذ القانون، إذ لا ينبغي أن يبقى نشاط النساء حبيس عملية دفاع مستمر، اي التضامن او الاحتجاج تجاه انتهاكات ومشاكل متكررة، وإنما هناك حاجة إلى عمليات مستمرة لحراك نسوي لتدعيم أسس اجتماعية تمنع الانتهاكات فضلاً عن انها تفعّل القانون حين حدوث أي انتهاك”.

وقالت الرابطة، “نحتاج لنساء في كل مؤسسات الدولة ولا سيما القضاء ومراكز الشرطة والخطط الوطنية والأحزاب السياسية”.

وحمل الجزء الثاني من كلمة الرابطة عنوانا عن الرابطيات المنسيات، منوهة بأنه “سقطت أسماؤهن سهواً وبقين طي النسيان في الحركة النسوية العراقية، فالحركة النسوية كان قوامها ألوف النساء والشهيدات من أجل عراق أجمل، لكننا لم نسمع بالعديد منهن فلم يطلن على الشاشات، ولم نسمع بهن، ولم نجد لأكثرهن صورة فقد عملن بصمت، لأن العمل الصادق لا يحتاج إلى شهود وكاميرات. هنَّ اليوم خميرة الصفاء في هذا العالم الموحش”.

واسترسلت بيسيراني بالحديث عن تجربة والدتها السيدة صبيحة الخطيب، قائلة: “والدتي التي كانت واحدةً من مؤسسات رابطة المرأة فرع كربلاء، ثم عملت في بغداد. هي واحدة من النساء اللواتي افنين حياتهن من أجل عراق جميل”، مشيرة الى انها “كانت حين تعود من عملها في جامعة بغداد، تستبدل ملابسها بعباءة، وتصحبني معها في النقل العام إلى منطقة الثورة من أجل دروس محو الأمية التي كانت تعتبرها مهمة جداً لتمكين المرأة فكرياً”.

وواصلت المتحدثة القول: ان والدتها “كانت تكرر: هكذا تعيش اغلبية النساء. أريدك أن تعرفي. الدرس كان درساً قاسياً، الحر، المواصلات والبيوت المتربة والبريمز البسيط في وسط الساحة مع قوري الجاي، لكنه بالتأكيد كان الأكثر تأثيراً في حياتي”

 ***************************

 الصفحة الخامسة

ماذا وفرت المؤسسة الصحية الحكومية؟!

أعداد الصيدليات الخاصة تتزايد وأسعار أدويتها تلتهب

متابعة – طريق الشعب

شهد العراق خلال السنوات الأخيرة، قفزة كبيرة في أعداد الصيدليات الخاصة، وسط تزايد أعداد خريجي كليات الصيدلة، الذين لا يجدون غالبا فرص عمل في المؤسسة الحكومية، فيضطرون إلى التوجه للقطاع الخاص. ووصل عدد الصيدليات الخاصة في البلاد، عدا إقليم كردستان، إلى أكثر من 15 ألف صيدلية، تغلق السلطات المتخصصة باستمرار عددا منها لمخالفته الشروط المطلوبة. ولم تساهم زيادة أعداد الصيدليات في خفض أسعار الأدوية، إنما على العكس من ذلك، فلا تزال الأسعار تواصل ارتفاعها، رغم مساعي نقابة الصيادلة إلى وضع تسعيرة ثابتة ومحددة للدواء في عموم البلاد. وأصبح ارتفاع أسعار الأدوية، من المشكلات المزمنة التي يعانيها العراقيون، لا سيما الفقراء وذوو الدخل المحدود، الذين لا تسعفهم إمكاناتهم المادية المحدودة في توفير الدواء والمستلزمات الطبية الأخرى، في وقت تعاني فيه المستشفيات الحكومية نقصا حادا في الأدوية، حتى الأساسية منها. ويتحمل المرضى وأهاليهم تكاليف شراء الأدوية من الصيدليات الخارجية، وهي باهظة جدا، وخلاف ذلك سيواجه المريض مضاعفات في حالته المرضية، وصولا إلى الموت!

تجارة غير منظمة

يرى العديد من الصيادلة أن الجانب المادي الربحي هو الذي يدفع إلى العمل في تجارة الأدوية، مشيرين إلى أنه بسبب اشتداد المنافسة بين الصيدليات وكثرة خريجي الصيدلة العاطلين عن العمل، تصبح هذه التجارة فوضوية، وهنا يتطلب أن يكون لوزارة الصحة والنقابات المعنية، دور في تنظيم العمل. ويؤكد الصيادلة عبر وسائل إعلام، أن “زيادة المعروض لم تصل بالبلاد إلى خفض سعر الدواء، بسبب إقدام الصيدليات على زيادة هامش الربح من أجل تغطية تكاليف إيجار المحل وأجور الكهرباء ورواتب العمال”.

إغلاق صيدليات مخالفة

وكان نقيب الصيادلة العراقيين مصطفى الهيتي قد كشف في وقت سابق عن عدد المخالفات المرصودة في الصيدليات الأهلية منذ مطلع العام الحالي. فيما لفت إلى أنه “تم إغلاق 900 صيدلية خلال 27 ألف حملة تفتيش على مدى العامين الماضيين”.

وأوضح في حديث صحفي أن “المخالفات تتمثل في عدم وجود صيدلي داخل الصيدلية، وبيع أدوية مخالفة لما هو منصوص عليه في اللوائح الطبية، إلى جانب عدم الالتزام بالتسعيرة”.

هل بالإمكان السيطرة على سعر الدواء؟!

في العام الماضي كشفت نقابة الصيادلة عن سعيها لوضع تسعيرة للأدوية المحلية والمستوردة، تكون ثابتة ومحددة في عموم البلاد، ولا يمكن تجاوزها من قبل أصحاب الصيدليات.

وفي المقابل، يرى عدد من ذوي المهنة، أنه “من غير الممكن ضبط أسعار الأدوية وتحديدها، لكون غالبية هذه المواد لا تستورد عن طريق الحكومة، إنما عن طريق تجار” – حسب هيثم عادل، وهو صاحب مذخر أدوية في بغداد.

ولفت عادل في حديث صحفي، إلى أن “التجار هم من يتحكمون في الأسعار، وحسب العرض والطلب، ووفقا لسعر الدولار”، مشيرا إلى أن “قيمة الدواء تختلف حسب الشركة المصنعة، لذلك لا يمكن وضع سعر محدد لنوع واحد من الأدوية تنتجه شركات متعددة”.

مهنة مخترقة

من جانبه، قال عضو لجنة الصحة والبيئة البرلمانية، باسم الغرابي، أن “أعداد الصيدليات في العراق تتصاعد باستمرار، وذلك بسبب زيادة أعداد خريجي الصيدلة”، موضحا في حديث صحفي أنه “سابقاً كان لدينا 200 إلى 300 صيدلي، أما اليوم فالخريجون تتراوح أعدادهم بين 6 و7 آلاف صيدلي”.

ولفت إلى أن “مهنة الصيدلة مخترقة، وفيها الكثير من الدخلاء، وهذا ما تعمل نقابة الصيادلة على رصده”، مؤكدا أن “أعداد الصيدليات الموجود في البلاد اليوم، عدا إقليم كردستان، تصل إلى نحو 15690 صيدلية”. ومع ازدياد أعداد الجامعات الأهلية، تضاعفت أعداد خريجي الأقسام الطبية، ومنها قسم الصيدلة، بشكل كبير، لا سيما أن معدلات القبول في هذه الجامعات أقل مما في الجامعات الحكومية، ما يدفع الطلبة من ذوي المعدلات غير المقبولة في المؤسسة الحكومية، إلى التقديم على تلك الجامعات.

المضمّد الصيدلي!

في السياق، أفاد الصيدلي علي حسين، بأن “الكثيرين من خريجي الصيدلة يلجأون إلى فتح صيدليات بعد منحهم إجازة ممارسة المهنة”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “الكثيرين من غير أصحاب المهنة يمارسون اليوم دور الصيدلي.

إذ يعمل المضمد الذي لديه محل صغير على صرف دواء من دون الرجوع إلى الطبيب الاختصاصي أو من دون وصفة طبية أصلا.

كما أن هناك البعض من أصحاب محال بيع الأعشاب، يتاجر بالدواء..

هذه الخروقات كثيرا ما أدت إلى مضاعفة حالات المرضى أو وفاتهم، بسبب صرف الدواء الخاطئ لهم”.

ماذا عن المستشفيات الحكومية؟!

ومع تراجع القطاع الصحي في البلاد، وعدم كفاية أعداد مؤسساته وضعف خدماتها وتدهور بناها التحتية، تأتي مشكلة نقص الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، لتزيد من الطين بلة! وكثيرا ما يشكو مواطنون عبر وسائل الإعلام، من عدم توفر الكثير من الأدوية، حتى البسيط منها، في المستشفيات الحكومية، ما يضطرهم إلى شرائها من الصيدليات الأهلية بأسعار مرتفعة.  وفي هذا الصدد قال المواطن ثامر سالم، أن “غالبية أصحاب الصيدليات يستغلون ثغرة نقص الدواء في المؤسسة الصحية، فيعمدون إلى رفع أسعار أدويتهم بشكل مبالغ فيه”، مبينا لـ “طريق الشعب”، أن “المشكلة لا تتوقف فقط على نقص الدواء، إنما تشمل أيضا نقص الأجهزة الطبية والتحليلات المختبرية.

فالكثير من هذه المتطلبات الأساسية غير متوفر في المؤسسة الحكومية، ما يضطر المريض إلى مراجعة القطاع الخاص، وبالتالي تترتب عليه أجور باهظة”.وتساءل سالم: “ماذا عن القطاع الصحي الحكومي، هل ستنتفي الحاجة إليه بعد أن أصبحنا نشتري حتى أبسط العلاجات من الصيدليات الأهلية؟!”.

************************ 

البلدية: لا نملك ميزانية كافية

حي سكني في كركوك يتحوّل إلى «مزبلة»!

متابعة – طريق الشعب

اشتكى سكان حي “واحد حزيران” في مدينة كركوك، من تراكم النفايات والأنقاض وسط حيّهم، في وقت أكدت فيه البلدية أنها لا تملك ميزانية كافية لسد النقص الحاصل في كوادرها وكابساتها.

وذكر السكان في مقطع فيديو يظهر الواقع المزري للحي بعد تراكم النفايات، نشرته وكالات أنباء، أنه منذ 15 يوماً لم تصل الكابسات إلى المنطقة، فبدأ الأهالي بحرق النفايات للتخلص من الروائح الكريهة، مطالبين ببناء جدار على طول القطعة التي ترمى فيها النفايات، مع وضع حاوية كبيرة لجمع الأنقاض.

منصة “964” الاخبارية، تنقل عن مدير بلدية كركوك فريدون عادل، قوله أن “ميزانية البلدية لا تتجاوز مائتي مليون دينار شهرياً، أمام ألف طن من النفايات تطرح يومياً في كركوك، ولا يتعدى ما يرفع منها الـ 400 طن فقط”، مشيرا إلى أن “عدد عمال التنظيف في كركوك لا يتجاوز 225 عاملاً، وهو عدد لا يغطي المناطق كافة. كذلك ان عدد الكابسات المتوفرة لدينا لا يسد الحاجة”.

وبحسب المنصة فإنه منذ خمس سنوات والنفايات تخنق مناطق متفرقة في كركوك، والسبب الأبرز هو قلة التخصيصات المالية، لافتة إلى أنه “رغم تعاقد الحكومة المحلية مع شركة متخصصة لتشارك عمال البلدية في رفع مئات الأطنان من النفايات، لكن دون جدوى”.

************************

قلق من اختفاء نهر الهندية!

متابعة – طريق الشعب

تشهد مناسيب المياه في نهر الهندية، الذي يشق قضاء الهندية في كربلاء إلى نصفين ويعد شريانه الحيوي، انخفاضا كبيرا، ما انعكس على الإنتاج الزراعي والثروة السمكية، واضطر الفلاحين إلى تغيير عاداتهم، وجعل البعض يفزع من امكانية اختفاء النهر كلياً.

عوامل عديدة تقف وراء انخفاض مياه النهر، أبرزها التغيرات المناخية التي ألقت بظلالها على كامل الملف المائي في العراق، فضلاً عن تراجع منسوب تدفق المياه جراء التحكم بحصة البلاد المائية من منابع الأنهر.

قائم مقام الهندية منتظر الشافعي، ذكر في حديث صحفي أنه “رغم انخفاض مناسيب المياه في نهر الهندية، لكننا ما زلنا قادرين على تأمين مياه الإسالة بنسبة 95 في المائة لكافة مناطق القضاء”، مستدركا “لكننا نواجه صعوبات في إيصال المياه الكافية للأراضي الزراعية. وهذا خارج عن إرادتنا”. ولفت إلى أن “نسبة إطلاقات المياه في نهر الهندية انخفضت من 20 متراً مكعباً في الثانية إلى 7 فقط، لذلك أوصينا الفلاحين بالاعتماد على المياه الجوفية، مع ترشيد استهلاكها بالشكل الأمثل”، مبينا أن “70 في المائة من أهالي الهندية والجدول الغربي يعتمدون على الزراعة”. من جانبه، قال المزارع محمد عبد الستار أن “أراضينا الزراعية تمتاز بجودة منتجاتها، إلا أن التغيرات المناخية كان لها أثر ملموس على جودة المحاصيل وكمياتها”، موضحا في حديث صحفي أن “الفاكهة والحمضيات تحتاج لانتظام في السقي. لذلك ان تذبذب كميات المياه يؤثر على نضوجها بشكل مثالي”. أما المهندس الزراعي حيدر علاوي، فقد بيّن أن “قلة الإطلاقات المائية الواصلة من شط الهندية إلى المزارعين، تضطرهم للري بكميات كبيرة عند وصولها، تعويضاً عن أيام انقطاعها أو انخفاضها”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر يتلف التربة والمحاصيل. لذلك على المزارعين اعتماد طرق الري الحديثة”. إلى ذلك، قال الناشط المدني اياد مجيد، أن “الهندية نشأت في هذا المكان، بسبب وجود النهر. فهو الذي دعا الناس إلى الاستقرار هنا”، مضيفا قوله في حديث صحفي: “أشعر بالذعر والخوف عند التفكير في إمكانية جفاف النهر يوما ما.. لا يمكنني تخيل حال المدينة من دونه”. وتابع قائلا: “المحزن أكثر أننا نراقبه وهو يموت تدريجياً وببطء، وما بوسعنا فعل شيء، فالأمر يتطلب التفات الجميع لهذه المأساة التي تؤثر بشكل مباشر على أمننا الغذائي”.

***********************

«التقاليد» تمنع توعيتهن

النساء أكثر المصابين

 بـ «النزفية» في المثنى

متابعة – طريق الشعب

أطلق المستشفى البيطري في المثنى حملة توعية بمخاطر فيروس “الحمى النزفية” تستهدف النساء في المرتبة الأولى، بعد أن سجلت المحافظة أكثر من 30 إصابة و4 حالات وفاة خلال 3 أسابيع.

مدير المستشفى البيطري مشتاق عبد الحسين، يقول في حديث صحفي أن “الجزر العشوائي تسبب في انتشار الحمى النزفية، وان أغلب الإصابات كانت بين النساء، بسبب تماسهن المباشر مع اللحوم في المطابخ”، مؤكدا أن “السكان غير ملتزمين بتعليمات المستشفى البيطري، خصوصا النساء، لأن الأعراف والتقاليد تمنع الوصول إليهنّ وتوعيتهن بمخاطر هذا المرض”.

ويتابع عبد الحسين قوله أنه “اضطررنا لإشراك العنصر النسوي ضمن حملاتنا من أجل الوصول لأكبر عدد ممكن من النسوة، وسط استحسان وتعاون الأهالي”، مشيرا إلى أن “كوادرنا نفذت حملة لتعفير حقول الدواجن، للحد من الأمراض الانتقالية الأخرى”.

********************

بعد شهر على إنجازه

تشقق تبليط طريق الكوت – العمارة

متابعة – طريق الشعب

بعد مضي ثلاثين يوماً على انتهاء أعمال تبليط مدخل ناحية شيخ سعد شرقي واسط وطريقها الرابط بقضاء علي الغربي شمالي ميسان، انهار التبليط بصورة سريعة، وظهرت عليه تموجات عميقة وتشققات كبيرة.

في حديث صحفي، يقول أحمد المسعودي، وهو من سكان شيخ سعد، أن “مشروع تطوير طريق الكوت – العمارة من المشاريع الوزارية التي تنفذها (شركة آشور).

وقد اعترضنا منذ البداية على طريقة العمل، لكن اعتراضاتنا تم تجاهلها وهذه هي النتيجة”!

ويضيف قائلا، أن “الطريق منهار عند مدخل الناحية وفيه تشققات وتموجات في مناطق عديدة، ما يدفع السيارات لاتخاذ الطريق المعاكس، وهو ما سبب حوادث أزهقت أرواح كثيرين”، مشيرا إلى ان “المؤلم هو أن الطريق تم تبليطه قبل 34 يوماً بالضبط.

وهو طريق حيوي ومهم، حيث يسلكه المسافرون المتجهون من المحافظات الجنوبية إلى بغداد عبر واسط”.

منصة “964” الاخبارية تنقل عن إعلام مديرية طرق وجسور واسط، القول أن “مشروع تطوير هذا الطريق ضمن مهام الهيئة العامة للطرق والجسور التابعة إلى وزارة الإعمار والإسكان والبلديات. وهو ليس من مهام مديريتنا التي لا تتولى مسؤوليته أو الإشراف عليه”.

***********************

مواساة

  • بمزيد من الحزن والاسى تعزي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق حميد سكران (ابو محمد)، عضو اساسية نافع يونس، وذلك بوفاة شقيقته ام عمار. الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى الرفيق ابراهيم محمد حسن آل حمود بوفاة اخيه إسماعيل. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان وخالص العزاء.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل الرفيق هادي اللبان بوفاة حفيدته اثر حادث مؤسف.

 للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها خالص العزاء والمواساة.

كذلك تعزي اللجنة المحلية في بابل الرفيق حسن اللامي بوفاة ابن عمه المخرج الاذاعي وسام علي حسين طنيش اللامي، الذي فارق الحياة بعد معاناة مع المرض. للفقيد الذكر الطيب ولأسرته الكريمة خالص  العزاء والمواساة.

  • بمزيد من الحزن والألم تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة الرفيق المناضل محمد جعفر (ابو ثامر)، الذي توفي مساء الاثنين 24 تموز الجاري.

والفقيد مناضل شيوعي صلب، انتمى للحزب في بداية شبابه، وتعرض للمضايقات خلال الأنظمة السابقة.

له الذكر العطر ولذويه ورفاقه جميل الصبر.

**************************

 الصفحة السادسة

ناشطات نسوية: غاياته سياسية لكسب الأصوات لا اكثر

محاولات لنقل أحقية حضانة الأطفال من الأم لصالح الأب

بغداد- نورس حسن

مع قرب موعد الانتخابات، عادت الاصوات ترتفع من جديد بحسب مراقبون، للمطالبة بتعديل المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية وسلب حضانة الأطفال من الأم لصالح الأب، بعيدا عن التفكير بمصلحة الطفل.

ارتفاع الطلاق بسبب المادة 57!

وبعد تصريح رئيس منظمة ديالى لحقوق الانسان طالب الخزرجي الذي عد “المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية المعنية بحضانة الطفل أحد أسس تهديم الأسر وارتفاع حالات الطلاق”، منبها إلى أن منظمته “قدمت مقترحات في مناسبات عدة لاحتواء ملف الطلاق من خلال تطبيق اتفاقية حقوق الطفل لعام 1994 التي تعطي حق حضانة الطفل لكلا الزوجين أسبوعا مقابل أسبوع وان تبقى النفقة للحاضن لحين بلوغ السن القانونية، لحين تعديل المادة 57 والتي نرى بها لو طبقت ستخفض معدلات الطلاق بنسبة 50 بالمائة” حسب رأيه.

الغاية منه الكسب الانتخابي

تقول الناشطة والمحامية د. بشرى العبيدي لـ”طريق الشعب” إن “أبرز اسباب ارتفاع حالات الطلاق في المجتمع هو العنف الأسري والزواج المبكر إضافة إلى الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعانيها الكثير من العوائل”.

وتذكر “مع اقتراب موعد كل انتخابات ترتفع الاصوات التي تطالب بتعديل المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية وسحب الحضانة من الأم لصالح الأب”، منبهة إلى أن “الكثير من المطالبات غايتها لفت الأنظار وليس الاصلاح المجتمعي الذي يعاني التدهور مند عقود، وأن مصلحة الأطفال هي آخر همهم من المطالبات غير المنصفة”.

مصلحة الطفل أولا

وترى العبيدي أن “قانون الاحوال الشخصية ووفق المادة 57 ينظر إلى مصلحة الطفل ومستقبله”، موضحة “فهناك شروط تقع سواء على الأم او على الأب حال توفرها في أي من الطرفين يكسب الحضانة التي تأتي بعد إجراءات انفصال الزوجين”.

وردا على تصريح الخزرجي تفيد العبيدي ان “المادة 57 لا دخل لها بارتفاع حالات الطلاق في المجتمع، فالمادة يعمل بها بعد إجراءات الطلاق الذي يتحمل مسؤوليته الرجل”. وتشدد إلى ان “محاولات سلب الحضانة من الأم لصالح الأب ظلم شديد يقع على الطفل أولا والأم ثانيا، وان أي اجراءات بالتعديل على المادة 57 تساهم بارتفاع مؤشرات التدهور المجتمعي”.

رأي غير واقعي

من جانبها، ترى الناشطة رند الطائي أن “اعتبار المادة 57 أحد أسس التفكك المجتمعي رأي غير واقعي، الغاية منه سياسية لخدمة بعض الأحزاب في الانتخابات ولفت الانظار وكسب الاصوات لا أكثر”.

وتقول الطائي لـ”طريق الشعب” إن “هناك الكثير من القوانين المعمول بها تساهم في هدم وتفكيك المجتمع كزواج القاصرات، وقتل النساء بدافع الشرف اضافة إلى ملف النساء الايزيديات المغيبات لدى داعش الارهابي منذ عقود دون التفاته تذكر له من قبل الجهات المعنية”.

داعية أصاحب الرأي في حضانة الأطفال “الالتفاف إلى القوانين الاخرى، وعدم استغلال الأطفال وإدخالهم في المطامع الفردية والسياسية الضيقة”.

************************ 

المرأة الأديبة بين الطموح والتحديات

نعيمة مجيد

المرأةُ الأديبة مطالبةٌ بممارسةِ دورها كمثقفة وعليها أن تُسهم في رسم معالم الثقافة العراقية، وتُظهِر ملامحَ الصورةِ البهيةِ الغائبةِ عن المشهد الثقافي لعقود خلت. فقد خرجتْ المرأة إلى الشارع متصدية، ومساندة للمرأة التي لازالتْ تقبعُ في أقبيتها المظلمة، وخصوصا المرأة الأديبة التي التقطت بعدستِها الفوتوغرافية المشاهدَ اليومية التي تبينُ القمعَ والاضطهادَ الذي يُمارس بحقِ المرأة، وأنارتْ الظواهرَ الايجابية منها ولو بضوءٍ خافت، فالمثقفُ عموما ودونَ أن يدري يجد نفسه في خضمِ الصراع بين القوى المستبدة والمجتمع الرافض لها، لذا نراه يرسمُ بقلمهِ ويوثّق اللحظةَ وتدوين عشرات القصصِ مُستلهماً إياها من واقعِه المرير لنقلِ الصورَ الايجابية والسلبية معا. وهنا يأتي دور المثقف برصدِ الحالة ومتابعة الحدث برسم معالم الحياة متأثراً ومتألماً، ومشخصاً مواطن الخللِ والقوةِ في المجتمعِ بشكلٍ عام والمرأة بشكلٍ خاص.

فالمرأةُ الأديبة قالتْ كلمتَها في المرأةِ كقضيةٍ وواقعها الملموس في العديد من المواضيع، وفق رؤيا عامة، وبرزت المرأة في العلمِ والاقتصادِ والتأريخِ والسياسةِ والقضايا المجتمعيةِ في مجالِ حقوقِ الانسانِ والمساواةِ مع الرجلِ، وأثبتتْ جدارتها في كثيرِ من المواقع،  وسواء كانتْ منحازةً لقضيتِها، ومناصرةً للمرأةِ، متجاوزةً المحيط الذي تعيشُ به، أو متخاذلةً ومنكسرةً وفق شروط الواقع الذي تنتمي إليه، أو رافضةً للواقع الأليمِ الجائرِ بأحكامِه، المتعسفِ ضدَ المعطيات الحقيقية لدى المرأة ومنجزاتها ومبادراتها في متابعة المسيرة اليومية للحياة العامة ككل.

ولو رجعنا إلى البدايات ومنذ تأسيس الدولة العراقية 1921 وحتى 2023، أي ما يقارب مائة عامٍ ونيف وما رافقها من تقلباتٍ سياسية واجتماعية، لكشف الواقع المرير خلالَ تلك الفترةِ، وتخلخل في النسيجِ السيسيولوجي لطبيعةِ المجتمع العراقي، على إثر تعاقب السلطاتِ السياسية، التي حكمتْ العراقَ، وخوض غِمار الحروبِ خلال الحقبِ والعقودِ التي تلتْ وحتى الالفيةِ الثالثةِ.

هنا، لابد أن نُشير إلى أن الانسانَ وليد بيئته سواء كانَ عاملاً أم فلاحاً أم طبيباً أم مهندساً، أم أديباً مثقفاً متأثراً بواقعه، في كسبِ عاداتِه وأفكارهِ وكيفيةِ التأقلم والتعايش معها، أو رفضها في يومياته، أو قبولها بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، وبثها إلى البيئة الحياتية المحيطة به، فيصبح هو نتاجها مؤثراً ومتأثراً بها. فالأديب أو الأديبة، نتاجهما الأدبي هو وليد أفكارهما التي تربّيا عليها، مدوناً أو مدونةً إياها كساردٍ أدبي أو ساردةٍ أدبيةٍ، وبتقنياتِ الفنِ القصصي أو الشعري الجميل والمؤثر في افكارها وطرحها للقارئ.                                                           

لذا نأخدُ نماذج من الأديباتِ اللواتي ظهرنَ في العقدِ الخمسين من القرن العشرين وما سبقه في العقد الأربعين من القرن ذاته، ومَنْ هنَ المؤثرات في المشهد الإبداعي العراقي وإلى الآن، كالرائدة الشاعرة الكبيرة  نازك الملائكة التي اختارتها منظمة اليونسكو العالمية رمزاً للاحتفاء بتجربتها الشعرية للعام 2023، وأقيمَ احتفال احتضنته العاصمة بغداد ليومي 24-25من أيار 2023 وكان عنوان الاحتفال ( مائة عام على ولادة نازك الملائكة) وهي علمٌ من أعلام الأديبات العراقيات، واسما مشرقاً في سماءِ الادبِ العراقي نفتخرُ به جميعاً.

فقد مارست كتابة الشعر والقصة والترجمة باللغتين العربية والانكليزية فكان الشعر يفيض بكل المشاعر والانفعالات بشكل مباشر وغير مباشر، مغلفة اياه بألوان التناقض مما في أعماقها كأنثى، والانثيالات التي ترِدها، وفي مخلية ثرّة تعكسُ أحاسيسها كامرأة جريئةٍ مرة، ومترددةٍ مرة أخرى، محاولة كسرَ القيودِ الاجتماعية. ومثال آخر من الكواتب المشهود لهن في عالم الأدب العراقي، هي  الكاتبة والروائية  الرائدة سافرة جميل حافظ من جيل الخمسينيات من القرن العشرين ولازالت مستمرة بعطائِها، أود أن أنوهَ بتأكيدي على تسلسلِ العقودِ لظهورِ المرأة الأديبة في تلك الفترة، لأبَين مراحلَ النمو الثقافي المجتمعي وخصوصا بين صفوف النساء اللواتي هنّ في قمةِ الهرم من خلال الفترات المتعاقبة ولو بشكل بطيء ومحصور على الطبقات الارستقراطية والأثرياء من المجتمع العراقي، فنجد تأريخ سافرة جميل حافظ حافلاً بالنضالِ المجيد، وهي من الرائدات الأوليات في تأسيس المنظمات النسوية، للدفاع عن حقوق المرأة آنذاك.

وفي العقود التي تلت برزتْ شاعرات مبدعات رائعات أمثال الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة، كتبتْ الشعرَ بقصائد ملتزمة ومادة جادة في توطيد الصلة بين الشعب والشعر، وهواجس لتكون أكثر التصاقا بقضايا الانسانية، وبارعة في الولوج إلى كتابة قصائد الحب والجمال وبلغة رصينة وشفافة.

وهكذا أستمرت عجلة النمو الثقافي لدى المرأة، حيث  برزت أسماء نسوية في الأدب العراقي لها ثقلها في المشهد الثقافي في العقد الستيني والسبعيني والثمانيني من القرن العشرين أمثال القاصة والروائية المتميزة في السرد العراقي لطفية الدليمي والقاصة بثينة الناصري والقائمة تطول بأسماء المبدعات العراقيات اللواتي رسمن بأناملهن لوحات سردية روائية  وقصصا قصيرة وأشعارا تحكي بطولات ومآسيا، مر بها الشعب العراقي عبر عقود الحروب والاحتلال الأمريكي وما حل بالبنية المجتمعية من دمار، مع ذلك ظلت المبدعة العراقية تعكس الجمال والحياة، وسوف لن أكتفي بذكر أسماء الأديبات عبر هذا المقال ولكني أطالب بقراءة  ما دوّنه وألفه الكاتب والباحث جواد عبد الكاظم بمعاجمهِ الخمسة التي عنوانها       بـ (الأديبات والكواتب العراقيات في العصر الحديث)، خمسة مجلدات ضخمة بأسماء مبدعاتنا الأديبات وتسليط الضوء على منجزهن الإبداعي، برزن في المشهد الثقافي العراقي، ممكن الاطلاع عليها كوثيقة خالدة لنا نفتخر بها جميعا، فهي تعد انجازاً كبيراً للمرأة العراقية ككل وفخرا لنا كمثقفاتٍ وأديبات توّثق أسماءهن وأعمالهن للأجيال القادمة كرائدات للثقافة النسوية العراقية.

شكري وتقديري للمؤرخ جواد عبد الكاظم ولجهوده المبذولة بجمع هذا الكم العظيم من الأسماء النسوية وأرشفة نتاجهن الإبداعي.

*********************** 

مؤسسة آفاق العدالة تكرم المرأة العراقية المبدعة

بغداد - طريق الشعب

نظمت لجنة المرأة في (مؤسسة آفاق العدالة للدعم القانوني) بالتعاون مع نادي العلوية احتفالا لتكريم المرأة العراقية المبدعة، التي وضعت بصمتها في تاريخ العراق.

وبحضور نخبة كبيرة من الشخصيات السياسية والثقافية والأكاديمية، ومنهم السفير الفلسطيني في بغداد أحمد عقل، والنائب السابق فوزي أكرم ترزي رئيس مكتب الثقافة التركمانية، ونقيب الفنانين العراقيين السابق صباح المندلاوي وزوجته خيال الجواهري ابنة شاعر العرب محمد مهدي الجواهري.

وفي ختام الحفل أفاد رئيس المؤسسة يحيى الواجد “أن العمل بجد لنشر الثقافة القانونية والتعريف بروح العدالة القانونية والانسانية، لاسيما في المجتمع العراقي من أهم الخطوات لإعادة بناء المجتمع الذي غابت عنه هذه المفاهيم مند عقود بسبب انشغاله الدائم بالحروب والإرهاب والحصارات الاقتصادية والأمنية وعدم الاستقرار”.

********************** 

تكريم كابتن المصارعة النسائية طيبة فاهم

بغداد - طريق الشعب

أقام فريق (العراقية هنا) وبرعاية المركز الوطني للعمل التطوعي في وزارة الشباب والرياضة، مؤخرا، جلسة تكريم اللاعبة الدولية بالمصارعة النسائية طيبة فاهم، بمناسبة فوزها بالمدالية البرونزية ضمن دورة الألعاب العربية التي اقيمت في الجزائر.

الاحتفال الذي احتضنته قاعة منتدى تميز لتمكين الشباب، بدأ بعرض مسيرة الكابتن طيبة فاهم والنشاطات المجتمعية التي شاركت فيها.

ومن ثم فتح حوار حول الصعوبات التي واجهتها والتحديات و سبل النجاح لتحقيق الهدف في كل مشوار أو نشاط تشارك فيه.

شاركت في الجلسة مجموعة من نساء المجتمع المدني إضافة إلى شخصيات رياضيه نسوية وأكاديميات ومبدعات من مختلف الاختصاصات. وفي الختام تم تقديم درع التكريم باسم فريق (العراقية هنا) إلى اللاعبة تثمينا لكل ما قدمته، مع الأمنيات لها في تحقيق إنجازات وانتصارات أخرى وترفع علم العراق في كل المحافل.

********************** 

عين المرأة

الرياضة النسوية

طاقات واعدة مُغيبةً

انتصار الميالي

ليس جديداً ان تصطدم أحلام الفتيات بجدار الموروث الاجتماعي من عادات وتقاليد شأنها شأن مجالات كثيرة تراجع فيها حضور المرأة نتيجة التهميش المقصود والذي انسحب على واحدة من أهم المجالات التي كانت تأخذ حيزها الطبيعي وضمن الدروس الأساسية في التربية والتعليم، وكثيراً ما كانت تقام المسابقات التنافسية بين المدارس بمادة التربية الرياضية في كل عامٍ دراسي، ولم تقتصر على الذكور بل كان للفتيات النصيب الأكبر في المشاركة وحصد الجوائز التي كانت تزين مداخل الإدارات المدرسية.

أما اليوم تواجه الرياضة النسوية تحديات ومعوقات فرضتها السياسات الخاطئة والممنهجة، والتي تسببت في اغتيال احلام الكثير وتبديدها عندما كرست مفاهيم مغلوطة ومشوهة أدت لفرض قيود اجتماعية، مما ولدَّ نظرة دونية ومبتذلة داخل المجتمع، تجعل الأهالي رافضين أن تنخرط بناتهم بهذا المجال، بالإضافة إلى المعوقات المادية والقانونية التي من شأنها أن توفر الدعم الذي يشجع الأهالي على دعم بناتهم لممارسة الرياضة.

رغم المعيقات إلا ان العراق يمتلك طاقات كبيرة وكثيرة، هناك لاعبات ورياضيات متمكنات في كرة التنس والطائرة والسلة وحتى كرة القدم والساحة والميدان والملاكمة والفنون القتالية ورفع الاثقال وغيرها داخل وخارج الكليات الرياضية، بالإضافة إلى مجال التحكيم، مما يفرض على الجهات المعنية أخذ هذا الجانب بنظر الاعتبار خصوصا مع وجود حصاد دولي وإقليمي تحققه الرياضة النسوية، إلا أنها ورغم النجاحات التي تحققها وهي ترفع اسم العراق وتتوشح بعلمه متباهية متفاخرة تقابل بالتسويف والإهمال ولا تأخذ حتى حقها في الإعلام.

في أدراج مكاتب وزارة الرياضة والشباب هناك إستراتيجية وطنية للارتقاء بالرياضة النسوية بهدف دعم صحة ونفسية المرأة، ورعاية رياضة الموهوبات وذوات الهمم والرياضة المدرسية والجامعية والتثقيف الإعلامي، لكنها معطلة تواجه عائق عدم توفر التمويل الخاص بالأنشطة النسوية، ولكي تكون للعراق استراتيجيات حقيقية تنهض بالمرأة الرياضية يجب الاستماع إلى مقترحاتهن ووضعها على طاولة العمل والتنفيذ، ومنها فتح مراكز تخصصية خاصة بالرياضة النسوية، وإنشاء أكاديمية نسوية بإشراف مدربين اختصاص، والزام الأندية بتأسيس فرق نسوية وإدخال المدربات في دورات تطويرية من أجل الإشراف على التدريب، وتخصيص قاعات أو ملاعب خاصة بالرياضة النسوية، وتوفير وسائل نقل للاعبات أثناء التدريب، وإقامة دورات تحكيمية للحكام النساء، وتفعيل درس الرياضة في مدارس الإناث، واستقطاب الطاقات منهن وزجهن في فرق الأندية النسوية، ليكون للرياضة النسوية العراقية قيمتها وحضورها الوطني والاقليمي والدولي.

***********************

 الصفحة السابعة

بيان صادر عن مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب من الدول العربية

نحن ممثلون عن الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية والمنظمات السياسية والمؤسسات الفكرية ووسائل الإعلام من الدول العربية، عقدنا الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية في 13 و14 يوليو ( تموز )  عام 2023 في مدينة يينتشوان بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي في جمهورية الصين الشعبية، حيث تبادلنا الآراء على نحو معمق حول “التاريخ والمستقبل للتبادل الحضاري بين الصين والدول العربية” و”استكشاف طريق التحديث بشكل مستقل” و”الفرص والتحديات للتشارك الصيني العربي في بناء الحزام والطريق” وغيرها من المواضيع، وذلك تحت عنوان “التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية: من طريق الحرير القديم إلى مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد”، وتوصلنا إلى التوافقات واسعة النطاق:

أولا، من فتح طريق الحرير القديم إلى التشارك في بناء الحزام والطريق، يرجع التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية إلى ما قبل آلاف السنين، وظلا يقدران بعضهما البعض، مما كتبا أحدوثة تاريخية جميلة للتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة. تتميز الحضارة الصينية وحضارة الدول العربية بالخصائص المختلفة، لكن كلتاهما تحتوي على أفكار مشتركة وتطلعات مشتركة تراكمت في مسيرة التنمية والتقدم للبشرية، وظلت تتعامل مع بعضهما البعض بموقف منفتح ومتسامح عبر الحوار والتبادل، بدلا من المواجهة والصراع، ما خلق نموذجا يحتذى به للتعايش المتناغم بين الدول ذات النظم الاجتماعية والمعتقدات والتقاليد الثقافية المختلفة.

ثانيا، في 9 ديسمبر (كانون الأول)  عام 2022، انعقدت القمة الصينية العربية الأولى في الرياض السعودية، التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ تطور العلاقات بين الصين والدول العربية، حيث اتفقوا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ وقادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية بالإجماع على بذل كل الجهود لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك للعصر الجديد. ونحرص على تنفيذ التوافقات الهامة التي توصل إليها قادة الصين والدول العربية، من أجل كتابة صفحة جديدة للتبادل الحضاري والاستفادة المتبادلة بين الصين والدول العربية، بما يقدم إسهامات جديدة لتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة والموجهة نحو المستقبل.

ثالثا، يدعم ويقدر الجانب العربي تقديرا عاليا مبادرة الحضارة العالمية التي طرحها الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ، ويرى أن المبادرة تهدف إلى حماية التنوع الحضاري للعالم، وتعزيز التواصل والتعلم المتبادل بين مختلف الحضارات ووراثتها وتطويرها، وتساهم بالحكمة الصينية في مواجهة التحديات العالمية المشتركة يدا بيد، وتقدم دعما قويا لدفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتوفر قوة محركة مستمرة لتنمية الحضارة البشرية وتقدمها، وهى تعتبر منفعة عامة مهمة أخرى تقدمها الصين للمجتمع الدولي في العصر الجديد. ويقدم التحديث الصيني النمط الذي يعدّ شكلا جديدا للحضارة البشرية خيارا جديدا لدول وأمم تأمل في تسريع وتيرة التنمية والحفاظ على الاستقلالية في آن واحد. 

رابعا، يدعو الجانبان الصيني والعربي سويا إلى احترام التنوع الحضاري للعالم، ورفض ربط الإرهاب والتطرف بدولة معينة أو قومية معينة أو دين معين، ورفض تشويه المعتقدات الدينية والقيم والتقاليد الثقافية للدول الأخرى بحجة حرية التعبير، ورفض “نظرية الصراع الحضاري” و”إسلاموفوبيا”. ويدعو الجانبان سويا إلى تكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ورفض فرض القيم والأنماط على الغير وإثارة المجابهة الأيديولوجية. ويدعو الجانبان سويا إلى التوارث والابتكار الحضاريين، ودفع الحضارة الصينية وحضارة الدول العربية لتحقيق تحول إبداعي وتطور ابتكاري في مسيرة التحديث. كما يدعو الجانبان سويا إلى تعزيز التبادل والتعاون الإنساني والثقافي للمجتمع الدولي، بما يقدم مساهمة إيجابية في بناء الشبكة الدولية للحوار والتعاون بين الحضارات.

خامسا، نعمل على تعزيز الحوار السياسي والحضاري وتعميق تبادل تجربة الحكم والإدارة والتباحث عن سبل تعزيز الحوكمة العالمية، لاستكشاف الطرق المتفقة مع الظروف الوطنية لدفع التنمية والتقدم للحضارة السياسية في بلداننا، ودفع بناء نمط جديد من العلاقات الدولية ونظام دولي أكثر عدالة وإنصافا. سنواصل حشد التوافقات الحزبية لتعزيز تشارك الصين والدول العربية في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وتعزيز التواصل والتعاون بين الحكومات المحلية والمؤسسات الفكرية والجامعات والمنظمات الشعبية ووسائل الإعلام للجانبين، لترسيخ الأسس الشعبية للتواصل الودي بين الصين والدول العربية. سنعمل على مد جسور التواصل لتدعيم التبادل والتعاون بين الجانبين في مجالات حماية التراث الثقافي وتقاسم المعارف الابتكارية والتعليم اللغوي والثقافة والفنون والسياحة عبر الحدود والرياضة وغيرها. ويستعدّ الحزب الشيوعي الصيني لدعوة 200 قائد من الأحزاب السياسية والمنظمات السياسية وممثلي المؤسسات الفكرية ووسائل الإعلام من الدول العربية لزيارة الصين كل سنة، ويعرب الجانب العربي عن تقديره لذلك.

سادسا، سنواصل تبادل الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر. يرفض الجانبان الصيني والعربي الهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها، وفرض العقوبات الأحادية الجانب والضغوط القصوى واتخاذ الأدوات الاقتصادية والمالية كسلاح. يدعم الحزب الشيوعي الصيني جهود الدول العربية لاستكشاف الطرق التنموية التي تتوافق مع ظروفها الوطنية وتقرير مستقبلها ومصيرها بإرادة مستقلة، وتعزيز الاستقلال الاستراتيجي والتضامن والتقوية الذاتية للدول العربية، للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتحقيق التنمية والازدهار لحضارتها. يقدر الجانب العربي تقديرا عاليا ما طرحه أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ من المبادرة ذات النقاط الثلاث لحل القضية الفلسطينية والدور البناء الذي يلعبه الجانب الصيني لدفع المصالحة بين دول المنطقة وإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويقدر تقديرا عاليا نجاح الحزب الشيوعي الصيني في قيادة الشعب الصيني لاستكشاف طريق التحديث الصيني النمط وتحقيق منجزات عظيمة في هذا الصدد، ويدعم بثبات المواقف المبدئية للصين من القضايا المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ وبحر الصين الجنوبي وغيرها وجهود الصين لحماية سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية.

 يؤكد الجانبان الصيني والعربي مرة أخرى ضرورة إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس “حل الدولتين”، ووقف النشاطات الاستيطانية وجميع الأعمال الأحادية الجانب، واحترام الوضع التاريخي القائم للقدس ومقدساتها، لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.

سابعا، نسجل ارتياحنا للنتائج الإيجابية التي تحققت منذ إقامة آلية الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية في عام 2016، ونحرص على مواصلة تفعيل دور مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية باعتباره منبرا مهما، لتنفيذ التوافقات الهامة التي توصل إليها قادة الصين والدول العربية، وتعميق التواصل الاستراتيجي، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتكثيف تبادل تجربة الحكم والإدارة، وتفعيل التعاون العملي في كافة المجالات، وبذل جهود دؤوبة لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك للعصر الجديد وتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية والدول العربية.

************************ 

الحزب الشيوعي العراقي

في المؤتمر: إمكانية بناء نظام اشتراكي عصري قائمة

قدّم الرفيق علي صاحب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، كلمة الحزب في مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب من الدول العربية من أجل تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية (الدورة الرابعة) والذي عقد في 13 و14 تموز الجاري في مدينة يينتشوان بمنطقة نينغشيا الصينية، وجاء في الكلمة:

انقل إليكم تحيات رفيقاتي ورفاقي في الحزب الشيوعي العراقي، مع جزيل الشكر والامتنان على دعوتكم الكريمة وحسن الضيافة والاستقبال. وهذا ما عهدناه منكم خلال سنوات الماضية من العلاقات الثنائية.

إن تاريخ العلاقات الصينية مع سكان منطقتنا ممتد لعقود طويلة، شهدت خلالها الكثير من الاحداث والتطورات، ساعدت في توطيد العلاقات، والعمل على تنمية الكثير من المشتركات. ان مرحلة بناء الصين الجديدة والخلاص من الاستعمار، هي ذات المرحلة التي حصلت فيها الكثير من بلداننا على استقلالها الوطني، ولعبت الصين في الكثير من الأحيان دورا محوريا في مساندة قضايا شعوب المنطقة. وفي الوقت ذاته، سعت الى بناء البديل، الذي يحافظ على كرامة الانسان وحريته، ويسعى للعمل على المشتركات بدل التبعية السياسية او الفكرية. في الصين، التجربة كانت مميزة، ورغم كل منجزاتها للأسف الكثير من سكان العالم يجهلون ابسط التفاصيل عن الصين وعن تجربتها الاشتراكية الفريدة، بسبب ما روجت وتروجه المنظومة الرأسمالية يوميا من أكاذيب وتشويه للحقائق. وهذا بالفعل ما شهدته الكثير من بلداننا.  إنّ بناء نظام اشتراكي عصري، يستجيب لمتغيرات العصر، مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، خصوصا إذا ما توفرت إرادة وأدوات يتم توظيفها بشكل جيد، منها:

- منهجنا الماركسي، غير الجامد، والذي أعطانا إمكانية فريدة للتحليل وأدوات مناسبة لإحداث التغيير الاجتماعي المطلوب، آخذين بنظر الاعتبار الظروف والانماط. وعدم استنساخ التجارب السابقة او أي تجربة، قدر ما يتوجب استخلاص العبر والدروس من التجارب السابقة. 

- حزب ثوري مناضل، يقدم التضحيات في سبيل الوطن، يقوم باستمرار بتحديث ادواته وآليات عمله، ويخلص نفسه من الشوائب، ويقود البلاد نحو الاشتراكية.

- إرث شعبي وحضاري فيه الكثير من المحاطات التقدمية، تم توظيفها بشكل ممتاز في نموذج اشتراكي فريد.

- شعب متنوع لديه الكثير من الإمكانيات تم توظيفها بشكل جيد في تشكيل التجربة الاشتراكية الفريدة.

بالتأكيد هناك ادوات أخرى تم توظيفها، في سبيل بناء هذه التجربة الاشتراكية الفريدة، لن اخوض في تفاصيل الحديث فيها، ولكن ما يهمنا هو التطورات والنقلات النوعية التي احدثتها هذه التجربة.  وهنا سوف اتحدث عن النتائج التي نراها منذ أيام ونحن نتجول في مدن الصين وشوارعها ونشاهد البنايات العالية، والبنى التحتية المتطورة، والمواطنين الودودين المرحبين بنا. هذه النتائج، وهناك الكثير غيرها، تؤشر ان التجربة الفريدة بدأت بتحسين ظروف معيشية مليار واربعمائة مليون نسمة وتساهم بشكل فعال في إشاعة تضامن عالمي، مبني على أساس الاحترام والمصالح المشتركة، بما يعزز من السلم العالمي، ويزيد من فرص حصولنا على حياة أفضل. في ما يخص بلدنا العراق، الذي ما زال يعاني منذ أكثر من أربعين عاما، من الحروب العبثية مع جيرانه، والحصار الاقتصادي، والصراعات الإقليمية والدولية وتدخلاتها في الشأن العراقي. هناك الكثير من الإمكانيات التي تتوفر لدينا، فيما نحتاج اليوم لأصدقاء الشعب العراقي، للوقوف الى جانبه ومساعدته في تلمس طريقه نحو المستقبل الأفضل، لأننا على قناعة بان عراقا آخر ممكن، عراق الديمقراطية والسلام وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.

********************* 

استكشاف طرق التحديث بإرادة مستقلة*

د.كاوه محمود

تواجه القوى السياسية في المجتمعات التي يجري تصنيفها في اطار الرأسماليات التابعة أو حسب ما يسمى بمصطلح دول الجنوب الفقير، المصطلح الذي استخدمه المفكر سمير أمين الذي كتب قبل ثلاثة عقود عن الجانب الاقتصادي في التجربة الصينية، تحديات كبيرة ناتجة عن الواقع السياسي و الاقتصادي والاجتماعي في مجتمعات لم تشهد مفاهيم وقيم الحداثة والتنوير والعقلانية. تتجلى تلك التحديات في ديمومة التبعية وضعف وتائر النمو، واستمرار الازمات في مجالات البطالة وتوريث الفقر، وفشل برامج التنمية والوقوع في فخ الديون الخارجية، في معادلة مبنية على تراكم الثروات لدى الأقلية، وفقدان ما يسمى بالطبقة الوسطى، وتوسيع دائرة الشغيلة الباحثة عن فرص العمل بما يؤمن الحد الادنى من الحاجات الاساسية، أو ما يسمى بعيش الكفاف في ظل اتساع ظاهرة البريكاريا أي المهمشين المصطلح الذي استخدمه غاي استاندك الاستاذ في مدرسة لندن للاقتصاد.

تتطلب التحديات المشارة لها، توجهاً حقيقياً مبنياً على تجاوز ما يمكن تسميته بفقاعة التنمية، أي مشاريع التنمية الشكلية المبنية على استنساخ التجارب، أو فرض البدائل وتمريرها عبر الحديث عن تحديث مبني على إنجازات موهومة وطفرات لا تمت إلى الواقع بصلة، وتبقي تلك الدول والمجتمعات في فلك التبعية السياسية والاقتصادية.

إن هذا الواقع يتطلب التوجه نحو مشاريع تنمية حقيقية تتجاوز الأطر التقليدية السابقة التي فرضتها سياسات النهب الاستعماري السابق، والتعكز على النموذج النيوليبرالي المبني على مفهوم نهاية التاريخ، لنفكر في البديل ونجد الأواصر الحقيقية بين مفهومي التنمية و التحديث، عبر معادلة جديدة تتجاوز العلاقة الميكانيكية بين المفهومين، و تكشف العلاقة الديالكتيكية بينهما، وهذا ما يتطلب وجود مشروع للتحديث تكون التنمية في صلبه، ويكون هذا المشروع مؤسساً على الوعي الاجتماعي العام بضرورة التحديث وفق خصوصيات الواقع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي.

إننا نرى ان وجهتي التحديث والتنمية تتلازمان مع وجهة التجديد في الماركسية بشكل عام. واذا كانت وجهة التحديث الصيني، وما اسميه بوجهة التحديث الاشتراكي المبني على التلازم و التوازن بين صيننة الماركسية وعالميتها، جلياً في أسسه العامة الواردة في التقرير السياسي للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والتأكيد على ماهية التحديث الهادف الى وضع الشعب في المقام الأول والاستجابة لرفاهيته، وتحقيق العيش اللائق له، واعتبار الشعب صانع التاريخ، مما يحتم تحقيق التنمية الحرة والشاملة للإنسان على أساس النزاهة السياسة والوئام الاجتماعي وتوفير البيئة الجميلة له، وتحقيق آماله وطموحاته في ضمان تطوير الحضارة والتقدم الاجتماعي، وضمان البيئة الملائمة، بما يضمن آفاقاً واعدة في مجال التنمية والمحافظة على حقوق و مصالح الأجيال القادمة، فان هذه الوجهة العامة تشكل المبادئ الاساسية للتحديث الذي بمكن انجازه في مجتمعات عديدة بالاستفادة من التجارب الناجحة ومنها تجربة بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، بعيدا عن استنساخ التجارب ونقله بشكل حرفي الى مجتمعات أخرى وهذا ما يرفضه التجربة في الصين وأفكار الرفيق شي جينبينغ الذي يؤكد على صيننة الماركسية والخصائص الصينية في بناء الاشتراكية التي تعني فيما تعنيه التنمية و التحديث و تحقيق العيش الرغيد.

أرى ان التحديث بهذا المعنى في بلداننا في غرب آسيا و شمال افريقيا يجب ان يتم بارادات مستقلة مبنية على التشارك المجتمعي في تحويل خطاب الحديث عن  التحديث الى مشروع للتحديث، يتم العمل على وضع اليات انجازه من خلال الحامل الاجتماعي لمشروع التحديث، ويكمن الحامل الاجتماعي في تلك المجتمعات و الدول التي اشرنا اليها في الطبقات و الفئات الكادحة و المهمشين الذين يجب ان يكون لديهم دورا في صياغة مشاريع التنمية والتحديث، بعيدا عن فرض نماذج تقليدية تعمل الدول الامبريالية على فرضها ضمن عقلية المركزانية الأوروبية وشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ويتطلب الأمر التوجه نحو الحوكمة الشاملة وتعزيز الديمقراطية وتأمين الحريات العامة والتأكيد على قيم العدالة الاجتماعية، وهذا ما نؤكد عليه في النضال لتوجيه التطورات في كردستان العراق ضمن هذه الوجهة التي تتفق مع جوهر وقيم الحضارة الكردستانية.

توفر تجربة بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد خطوطا اساسية عامة في مجال المبادئ العامة للتحديث. فالخطوات الاساسية العامة تبدأ بوجهة الاصلاح والانفتاح. وتعني الاصلاح فيما تعنيه المراجعة النقدية المتعلقة بالجدوى الاقتصادية للمشاريع، وانعكاسها الايجابي على حياة الأنسان اليومية. وتتمثل الجانب الآخر في مواجهة الفساد والاثراء غير المشروع والتطلع دوما الى تنمية عالية الجدوى، وصولا الى تحقيق العيش الرغيد ضمن المفاهيم المتنوعة والمتعلقة بهذا المفهوم ضمن الحضارات المختلفة والثقافات المتنوعة للشعوب.

ولا بدّ أن يكون واضحا بأن تحقيق وتائر عالية في عمليات التحديث، ومنها مجالات مكافحة الفقر والتي حققت تجربة بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد نجاحا باهرا على الصعيد الأممي، فان ذلك النجاح، كما تؤكد تلك التجربة عليه، لا يعني تحقيق العيش الرغيد، ولذا فان امام الحزب و الدولة أولا مهمة الحفاظ على ما تحقق في هذا المجال، وثانيا وضع خطة واضحة للمناطق الفقيرة او التي كانت تعاني من التهميش باي سبب كان، للمضي في تحقيق خطوات ملموسة في مجال التنمية وعكسها على حياة المواطن من الناحية الاقتصادية و السياسية.

وهذا يعني التحول من الحماية والقضاء على الفقر الى ديمومة الرعاية للحيلولة دون التردي والتراجع، وهذا يعني ايضاً إيجاد الآليات الملموسة لديمومة الرعاية التي تتحقق من خلال منع إعادة إنتاج ثقافة الفقر، والمضي بخطوات واقعية في مجال التنمية، ومعالجة حالات التفاوت الكبير في الدخول والناجمة عن اقتصاد السوق الاشتراكي، عبر مراجعة سياسات الحماية الاجتماعية و الضمان الصحي، وخاصة للفئات التي تجاوزت خط الفقر، وكذلك ما يتعلق بتطوير سياسات التربية والتعليم والتاهيل، وإيجاد اليات مناسبة تكون فيها اليات اقتصاد السوق تضمن اشراك القوى البشرية العاملة في مجالات الإنتاج والخدمات والتجارة وغيرها، مع التركيز على قضية الإنتاج، اي ان تكون اقتصاد السوق في خدمة القوى والطاقات البشرية لا ان تكون القوى البشرية العاملة في خدمة اقتصاد السوق.

ان هذا التوجه يتطلب مراجعة وتقييم السياسات في مجال الملكية الزراعية وملكية الأرض، وتشجيع المشاريع الصغيرة ودعم الشباب وخاصة النساء، لتأسيس مشاريع صغيرة وحثهم على التعاون مع البعض لتأسيس مشاريع مشتركة ضمن التوجيه لمشاركة الدولة معهم كملكية تعاونية.

إن الارادة المستقلة التي نستلهمها في تجربة بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية والتحديث الصيني النمط، تكمن في ضرورة التركيز على نقاط اساسية ضمن سياسة “تكبير الكعكة وتوزيعها بشكل عادل”، لأن الاقتصاد العالمي يشهد حالات فائقة الشدة والتخوف في مجال التفاوت بين الدخول، والذي أصبح ظاهرة عالمية، حيث تزداد ثروة الأغنياء بأرقام فلكية، وتتدهور وضع الفقراء بأرقام فلكية أيضا، ولا تزال أقلية صغيرة تتحكم في الثروة على النطاق العالمي.

ان مسؤولية أحزابنا التي تؤمن بالتقدم والتغيير هي كسر القيود والتخلص من الجمود العقائدي، والمضي الى صياغة مفهوم الحداثة الاشتراكية كعملية ذات طابع صيروري مكمل للحداثة الرأسمالية وبديل عنها، بعيداً عن مفاهيم ما بعد الحداثة، وكما قال هبرماس فان الحداثة مشروع غير مكتمل.

شكرا لإصغائكم.

ـــــــــــــــــ

  • مداخلة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني التي جرى تقديمها في مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية في بلدان غرب اسيا و شمال افريقيا في مدينة نينتيشوان في مقاطعة نينغيشيا ذات الحكم الذاتي لقومية هوي بتاريخ 13 تموز2023.

***********************

 الصفحة التاسعة

بولت يسخر من العرض السعودي للتعاقد مع مبابي

باريس ـ وكالات

اتجه يوسين بولت العداء الجامايكي المعتزل، للسخرية من العرض الضخم للهلال السعودي من أجل التعاقد مع النجم الفرنسي كيليان مبابي. بولت يعتبر أحد أهم الأساطير الرياضية في العصر الحديث، ومن أشهر مشجعي مانشستر يونايتد وسبق له التدرب مع بوروسيا دورتموند واللعب بنادي سنترال كوست مارينرز الأسترالي. وقال الجامايكي المعتزل الذي تواجد في باريس لتقديم الشعلة الأولمبية لدورة ألعاب 2024 المقبلة على حسابه بموقع تويتر:” على استعداد للعودة من التقاعد براتب سنوي قدره 700 مليون يورو”. ووقع بولت هنا في خطأ لتقدير راتب مبابي، لأن مبلغ الـ 700 مليون يورو يشمل قيمة التعاقد التي سيحصل عليها باريس سان جيرمان مقابل بيع مبابي بالإضافة لراتبه المقدر قيمته 300 مليون يورو لمدة موسم واحد. يذكر أن المشكلة الرئيسية في أزمة مبابي تتمثل في محاولته البقاء مع باريس والرحيل بالمجان في صيف 2024، بينما يفضل النادي الفرنسي بيعه الآن أو إقناعه بالتوقيع على عقد جديد وسط اهتمام قوي من ريال مدريد بالحصول على خدماته.

********************** 

بطولة الأندية العربية

الشرطة يرفع راية التحدي أمام الصفاقسي التونسي

متابعة ـ طريق الشعب

يستهل فريق الشرطة العراقي لكرة القدم، مشواره في بطولة الملك سلمان للأندية العربية الأبطال، بلقاء فريق الصفاقسي التونسي في الساعة السادسة من مساء اليوم الخميس ضمن منافسات المجموعة الأولى للبطولة.

وقال المدير الإعلامي لنادي الشرطة، حسين الخرساني، إن “فريق الشرطة أنهى آخر تدريباته التحضيرية أمس الأربعاء استعداداً لمواجهته الأولى أمام الصفاقسي التونسي اليوم الخميس”.

وأكد، أن “الجهاز الفني ركز خلال الوحدات التدريبية على تطبيق الخطط التي سيواجه من خلالها منافسه الصفاقسي”، مبينا أن “الفريق مستعد للقاء ويتمتع بروح معنوية عالية وسيدخل اللقاء بشعار الفوز”.

وأضاف أن “الجهاز الفني عرض محاضرات فيديوية عرض من خلالها للاعبين عدداً من المباريات للفريق المنافس الأخيرة في الدوري التونسي والدور التأهيلي للبطولة العربية التي جمعته بفريق الهلال السوداني”.

من جانبه، أكد مدرب فريق الشرطة احمد صلاح خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة عزم فريقه تقديم أداء يليق بسمعة بطل الدوري العراقي في آخر موسمين.

وتنطلق منافسات البطولة بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية، في نسختها السادسة عشرة التي تستضيفها السعودية وتستمر حتى 12 آب المقبل.

وتم تقسيم الأندية المشاركة إلى 4 مجموعات تضم كل مجموعة 4 فرق، ويتأهل صاحبا المركزين الأولى والثاني لدور الثمانية، وذلك بنظام خروج المغلوب حتى النهائي.

وتبلغ جوائز بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية أكثر من 10 ملايين دولار، يحصل الفائز باللقب على 6 ملايين دولار، ويحصل صاحب المركز الثاني على 2.5 مليون دولار، فيما تحصل الفرق المتأهلة للمربع الذهبي على 150 ألف دولار، ويحصل كل فريق في دور المجموعات على 100 ألف دولار.

وتنطلق اليوم مباريات الجولة الأولى من البطولة بأربع مواجهات من العيار الثقيل، حيث تفتتح المباريات بمواجهة تجمع ما بين السد القطري والوداد المغربي ضمن منافسات المجموعة الثانية من البطولة.

وتعد هذه البطولة بمثابة فرصة للسد والوداد لمصالحة جماهيرهما بعد فشلهما في حصد لقبي الدوري القطري والمغربي، على الترتيب، في الموسم المنقضي.

وفي ذات المجموعة أيضا سيلتقي الهلال السعودي مع الأهلي طرابلس الليبي.

وبعد أن فشل الهلال في التتويج بلقب الدوري السعودي للمحترفين ولقب دوري أبطال آسيا في الموسم المنقضي سيسعى الهلال بكل قوته من أجل الفوز بهذه البطولة خاصة بعدما دعم صفوفه بصفقات استثنائية بتعاقده مع سيرجي سافيتش لاعب لاتسيو، والبرتغالي روبن نيفيز نجم وولفرهامبتون، والسنغالي كاليدو كوليبالي مدافع تشيلسي.

في المقابل يعلم الأهلي طرابلس الليبي أن المباراة لن تكون سهلة على الإطلاق في ظل امتلاك الهلال للعديد من اللاعبين في صفوفه بالإضافة إلى أن الهلال سيحظى بدعم الجماهير لاسيما وأن المباريات تقام في بلاده، إلا أن الفريق رفع شعار التحدي في محاولة لتحقيق نتيجة إيجابية.

وفي منافسات المجموعة الأولى، سيسعى الترجي التونسي للظهور بشكل مغاير عما كان عليه في الموسم المنقضي، الذي خرج منه خالي الوفاض.

وفشل الترجي في التتويج بلقب الدوري التونسي، كما ودّع دوري أبطال إفريقيا من الدور قبل النهائي، وخسر نهائي كأس تونس أمام الأولمبي الباجي.

ويأمل معين الشعباني الذي عاد لتولي تدريب الترجي مؤخرا أن يعيد الفريق لسابق عهده والمنافسة على لقب البطولة لاستعادة الثقة.

لكن مهمة الترجي التونسي لن تكون سهلة على الإطلاق، خاصة أنه سيواجه اتحاد جدة الذي توج بلقب الدوري السعودي للمحترفين في الموسم الماضي والذي بكل تأكيد سيحظى بدعم جماهيري كبير في هذه المباراة.

ودعم اتحاد جدة صفوفه بشكل جيد مؤخرا بضم العديد من الصفقات على رأسها كريم بنزيما ونغولو كانتي وجوتا..

************************

بوسكيتس:

أفهم ميسي بمجرد النظر

ميامي ـ وكالات

قال الإسباني سرجيو بوسكيتس عقب فوز فريقه إنتر ميامي على أتالانتا يونايتد في كأس الدوري برباعية نظيفة، إنه كان يريد اللعب مجددا مع ليونيل ميسي لأنهما يفهمان بعضهما “بمجرد النظر”.

وأضاف بوسكيتس في تصريحات صحفية عقب المباراة “شعرت برغبة كبيرة في اللعب مع ليو. كنا مع بعضنا فترة طويلة في البارسا ما يسهل الأمور كثيرا. نفهم بعضنا بالنظر. لعلنا نستغل هذا الرابط الموجود بيننا الآن ونحن في ميامي”.

وعن غوردي ألبا الذي سينضم قريبا إليهما في الفريق الأمريكي قال “الأمر معلن بالفعل. نتمنى أن يحدث في أقرب وقت. سيكون لقاؤنا مجددا متعة كبيرة. أتمنى أن نتمكن من تحسين الفريق والصراع على كل شيء”.

وعن الأثر الإيجابي لميسي داخل الفريق منذ انتقاله قال بوسكيتس “علمت أن هذا سيحدث، ميسي أفضل لاعب في العالم وأكثر من يخلخل دفاعات الخصوم ولن تتراجع قدراته في هذا الدوري. بالطبع ما نزال في مرحلة تأقلم لكنه سيختصرها سريعا بسبب قدراته وخصائصه”.

وأضاف “سنستمتع بوجوده ونتمنى أن يقدم الأفضل على صعيد التهديف وصناعة الأهداف وأشياء كثيرة أخرى لا تظهر في الإحصائيات”.

وعن تأقلمه الشخصي أكمل “أنا في خير حال. الرطوبة عالية وهو شيء مختلف عما كان عليه الأمر طوال مسيرتي. نحن نتأقلم. نحن بخير. نقدم لعبا جيدا وبالانتصارات تغدو كل الأمور أسرع وأسهل”.

************************

 الصفحة العاشرة

عندما حول كالدويل حكاية كساد الثلاثينيات إلى نص هزلي رائع

إبراهيم العريس

“لقد مشيت في تلك الدرب المسماة طريق التبغ، في صميم فصل الشتاء، ورأيت الناس الجائعين الملتفين بالأسمال البالية يذهبون إلى اللامكان هم الآتون أصلاً من اللامكان، ملتمسين الطعام والدفء، راغبين في أن يعرفوا ما إذا كانت أشياء مثل الطعام والدفء، لا تزال موجودة في بقعة ما من بقاع العالم. إنهم لا يتطلعون إلى ما هو أكثر من ذلك الغذاء الكافي لأن يبقيهم على الحياة حتى مطلع الربيع، بحيث يكون في مقدورهم أن يزرعوا القطن للموسم الجديد. كان لهم من الإيمان بالطبيعة، بالأرض، وبالنبات الذي في الأرض، ما جعلهم لا يفهمون كيف يمكن للأرض أن تخونهم أو تخيب رجاءهم، ولكنها خانتهم وخيبت رجاءهم...”. ليست هذه السطور سوى جزء من التقديم الذي كتبه إرسكين كالدويل لروايته الأشهر “طريق التبغ”، تلك الرواية التي من الواضح أن الكاتب يتحدث فيها عن عالم يعرفه جيداً، عن أناس طبعوا طفولته وصباه. فهو أتى أصلاً من تلك البيئة “البائسة البيضاء” التي كانت تهيمن على مدن الجنوب الفقيرة في الولايات المتحدة الأميركية خلال سنوات القحط.

الحياة في ظل الكساد

ولئن كانت هذه العبارات تبدو حافلة بالأسى والمرارة والغضب، فإن الرواية نفسها على العكس من هذا، تحفل بالمواقف المرحة، ناهيك بالتعاطف الذي يبديه الكاتب حتى مع أكثر الشخصيات شراً، وأكثر المواقف إيلاماً. ومن المؤكد أن هذا ما جعل الرواية تحقق حين صدرت في عام 1932، أي في عز مرحلة الفقر والجوع التي تلت انهيار عام 1929 والكساد الذي نتج من ذلك، نجاحاً كبيراً، إلى درجة أن المسرحية التي اقتبست منها في برودواي، ظلت تعرض ثمانية أعوام متواصلة، مع أنها لم تكن مسرحية موسيقية من النوع الذي كان وحده يحقق مثل ذلك النجاح. غير أن الغريب في الأمر هو أن معظم الذين قرأوا الرواية أو كتبوا عنها، تعاملوا معها كما فعلوا مع تلك الروائع الأكثر تراجيدية التي تناولت في الأدب الأميركي في سنوات الـ30 من القرن الـ20 وبعدها، تلك المرحلة الرهيبة من التاريخ الاجتماعي الأميركي، مرحلة الكساد التي عرت الحلم الأميركي وأصابت الجنوب تراجيديا ما استدعى تعامل الإبداع معها تراجيديا (نصوص جيمس آيجي وويليام فوكنر وكتاب مارتا جيلهورن “رأيت البؤس”، وبخاصة رواية جون شتاينبك “عناقيد الغضب” التي حولها جون فورد إلى فيلم كان من أكثر أفلامه تراجيدية). وفورد نفسه عالج الموضوع ذاته من خلال أفلمته لـ”طريق التبغ” في عام 1941 فإذا به يبدو من أعمق من فهموها إذ عالج موضوعها مدركاً هزليته المطلقة التي أساء كثر فهمها.

لكنه ضحك كالبكا

في نهاية الأمر صاغ إرسكين كالدويل روايته هذه، صياغة هزلية واضحة من خلال رسمه المغالي للشخصيات وللمواقف. والحقيقة أننا لا نتحدث هنا عن “رسم كاريكاتيري” ولكن عن ذلك البعد الذي عبر لنا عنه ذات يوم السينمائي اللبناني الصديق الراحل برهان علوية حين قال مرة إنه لا يشعر في حياته برغبة تدفعه إلى الضحك بقدر ما يشعر بتلك الرغبة تواتيه في الجنازات لا سيما في مجالس التعزية. ومن الواضح أن تلكم هي الرغبة نفسها التي تلوح من خلال تصوير مؤلف “طريق التبغ” للشخصيات الأساسية من روايته، من “رب العائلة” جيتر ليستر إلى الراهبة الأرملة الفطساء. فجيتر الذي يكاد الروسي أوبلوموف يبدو بطلاً للنشاط والعمل مقارنة به لم يتجل نشاطه بأكثر مما تجلى عبر إنجابه 17 ولداً لم يبق منهم في بيت العائلة سوى اثنين فيما اختفى الباقون هرباً أو موتاً. ومن الباقين الفتى ديود ابن الـ16 الذي يعيش في حلم امتلاك سيارة جديدة وهو حلم تحققه له الأرملة الإنجيلية بيسي التي تفوق سنها سنه مرتين ونصف لكنها ورثت 800 دولار ها هي تشتري له بها سيارة سيقودها أياماً قليلة وقد أضحى زوجاً لمن هي أكبر من أمه، فتتوقف السيارة عن العمل.

مشاهد خلابة

عائلة لستر لا تجد ما تقتات به ولا ما يؤمن أي مستقبل أو علم. ومن هنا لن يكون غريباً واحداً من أول مشاهد الرواية حين يصل صهر العائلة لوف المتزوج من الابنة الصغرى ذات الـ12 سنة، حاملاً كيس فجل دفع ثمنه كل ما يملك، فيتفنن أفراد العائلة بمن فيهم الجدة التي لا يتنبه لوجودها أحد، في سرقة حبات الفجل من كيس الصهر. أما الجدة نفسها فكما أن أحداً لا يتنبه إلى وجودها، لن يتنبه أحد بالتالي إلى انسحاقها تحت عجلات سيارة الراهبة والمراهق، بعد أيام قليلة من ذلك المشهد الرائع في مكتب الزواج حيث تقود الراهبة الإنجيلية فتاها لتسجيل زواجهما الذي كانت قد أقسمت أن العناية الإلهية تجلت لها وسمحت به شرط أن يرافقها الفتى بالسيارة التي ستشتريها له في جولاتها التبشيرية! والحقيقة أن كالدويل تمكن عبر مشاهد ومواقف من هذا النوع ملأ بها روايته التي تكاد تكون رغم مأسوية موضوعها وجديته التي عبر عنها الكاتب في التقديم، أكثر الروايات الأميركية احتفالاً بالحياة كما هي وبالجانب المرح من الحياة. الحياة رغم كل شيء. ومن هنا يصنف عادة فيلم جون فورد المقتبس عن هذه الرواية كواحد من الأفلام الكوميدية الأكثر نجاحاً وإنسانية في تاريخ السينما الهوليوودية! وفي مجال التصنيف لا بد من الإشارة هنا إلى أن “مودرن لايبريري” الأميركية التي تعنى بتاريخ الرواية صنفت “طريق التبغ” بوصفها حاملة الرقم 92 بين أفضل 100 رواية كتبت بالإنجليزية في القرن الـ20.

بين الإدانة والحنان

 لقد كانت “طريق التبغ” الرواية الثالثة التي يصدرها إرسكن كالدويل، لكنها كانت هي التي صنعت شهرته الكبيرة –حتى نهايات القرن الـ20 على أي حال، إذ إنه اليوم يبدو منسياً بعض الشيء- ولكن ليس فقط ككاتب، بل ككاتب إنساني لا يحاول في أدبه أن يعطي دروساً في الأخلاق وأن يصنف الناس تبعاً لمواقفهم وأفعالهم. فالناس في روايته هذه -كما حالهم في روايات عديدة أخرى له لعل من أشهرها إلى جانب “طريق التبغ” روايته الرائعة الأخرى “أرض الله الصغيرة”- فقراء وبائسون وخطاة ولصوص، ولا يأبه واحدهم بمصائب الآخر، لكن السؤال يبقى: هل تراهم ولدوا هكذا؟ أو هل تراهم اختاروا بإرادتهم أن يكونوا أشراراً؟ أبداً يقول كالدويل، وهو يقدم لنا عالم روايته المتحلق من حول أسرة جيتر لستر، المزارع البائس الخاطئ الذي أنجبت له زوجته آدا كما أشرنا، 17 ولداً في بيتهم المزري الواقع في خراج بلدة أوغوستا بولاية جورجيا الجنوبية، مات منهم خمسة، وهرب معظم الباقين إلى المدينة: فهناك صهر العائلة لوف بنزي الذي لا يتوقفون عن محاولة سرقته بحيث سرعان ما نفهم أن سرقتهم حبات الفجل ليست محاولتهم الأولى في نهبه من دون تسوية مشكلته مع زوجته ابنتهم بيرل التي تزوجها ومع ذلك ترفض أن تقربه رغم محاولاته التودد إليها، بل حتى لا تتحدث إليه. وهناك تلك الداعية الدينية بيسي التي تقرب من الـ40، وترملت غير مرة بعد أن كانت مومساً، وها هي الآن تغري ابن الأسرة ديود (16 سنة) بالزواج منها مقابل أن تشتري له تلك السيارة التي من المفترض أن يقودها فيتجولان معاً للدعوة إلى الدين. من حول هذا العالم بما فيه من احتيال وقبح (بل حتى قبح بالمعنى الجسدي، حيث تطالعنا الابنة الباقية في بيت جيتر مشوهة الشفة كالأرنب ما ينعكس عليها أخلاقاً شيطانية، كما تطالعنا بيسي بوجه خال من الأنف تقريباً ما يجعلها شبيهة بالخنازير)، ولكن هل ثمة من يحفل بهذا؟ إن “طريق التبغ” ترينا أنه لا أحد يحفل وتقول لنا لماذا، ولكن بأسلوب هو أدنى إلى الفكاهة والتعاطف، ناهيك بالتضافر بين العنف والحنان... تضافراً لا يلغي بالطبع تلك الإدانة التي توجهها رواية إرسكين كالدويل إلى المجتمع معتبرة إياه مسؤولاً عن تلك المصائر بنسفه كل الأحلام التي يكون هو أصلاً من راكمها تحت الاسم الشهير والواعد: الحلم الأميركي. الحلم الذي تكمن المأساة في هزلية انهياره التراجيدي...

ــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 14 حزيران 2023

********************* 

“عمران” 44:

دراسات سوسيولوجية

عن مصر والجزائر وعمان

صدر عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” و”معهد الدوحة للدراسات العليا” العدد الرابع والأربعون (ربيع 2023) من دورية “عمران” للعلوم الاجتماعية، وتتضمن دراسات حول الحراك النوبي واتجاهات البحث السوسيولوجي في عُمان وغيرها.

“الثقافة السياسية لدى الشباب النوبي في مصر: الحراك النوبي نحو قضية العودة نموذجاً” عنوان دراسة أحمد عبد الموجود الشناوي، التي خلصت إلى أن القيم السياسية التي نشرتها ثورة 25 يناير أدت إلى بزوغ بوادر ثقافة سياسية جديدة لدى الشباب النوبي، أسهمت في إحياء قضية العودة، لكنها توصلت إلى أن هؤلاء الشباب لا يملكون حالياً من الأدوات ما يسمح لهم بإدارة تلك القضية.

أما دراسة “الثقافة السياسية، والتصدعات الاجتماعية، والديمقراطية: دراسة حالة الجزائر” لعبد القادر عبد العالي، فتجادل بأن بنية التصدعات الاجتماعية القائمة في الجزائر ضعيفة في جانبها التراكمي وهي ذات طابع متقاطع، ولا تعكس التوجهات نحو تأييد الديمقراطية، أي القبول بالتمايز الثقافي والاجتماعي بين المجموعات، بحيث يكون هناك ميل وتقارب نسبي في تأييد الديمقراطية بوصفها نظاماً مناسباً للتعايش ولإدارة الشأن السياسي أكثر من رفضها، ذلك لأن الاصطفاف الحزبي في الجزائر حول ثلاث عائلات سياسية رئيسة هي الوطنيّون والإسلاميون والديمقراطيون، يميل إلى تعزيز تصدع تراكمي حول الهوية الدينية واللغوية وله أثره الملموس في التأثير الظرفي في تراجع بعض مؤشرات الطلب على الديمقراطية.

وترصد دراسة “اتجاهات البحث السوسيولوجي في سلطنة عُمان: حالة رسائل الماجستير” لعثمان محمد عثمان علي والطاهر سعود وحسني إبراهيم عبد العظيم، الاتجاهات المستقبلية الممكنة في ضوء بعض المؤشرات التي صُمّمت لتحليل البيانات المجمَّعة وتفسيرها من عمل مسحي شمل 76 رسالة ماجستير قُدّمت في القسم خلال الفترة المذكورة.

وتهدف دراسة “بخور اللّبان في سلطنة عُمان: دراسة أنثروبولوجية” لهاجر حراثي، إلى البحث في الثبات الظاهري لبعض الممارسات الموروثة في المجتمع العُماني، تلك التي حافظت على حضورها بالرغم من مظاهر التغير الاجتماعي والثقافي الذي شهدته أنظمة المجتمع وأبنيته.

وفي باب “ترجمات”، نقرأ ترجمة محمد مرشد لدراسة سيمون سوزن “هل يمكن التوفيق بين بيير بورديو ولوك بلطنسكي؟ من أجل حوار بين السوسيولوجيا النقدية والسوسيولوجيا التداولية للنقد”.

أما باب “مراجعات الكتب”، فاشتمل على مراجعة عثمان لكعشمي لكتاب “ما قبل الحداثة: اجتهادات في تصوّر علوم اجتماعية عربية” لعبد الله حمودي، ومراجعة حسن احجيج لكتاب “مفهوم المجتمع في العلوم الاجتماعية: قراءة جينيالوجية” لميغيل كابريرا.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المركز العربي

للأبحاث ودراسة السياسات – 13 حزيران 2023

************************

حراك 22 فبراير 2019 في الجزائر:

مقاربة متعددة الاختصاصات

كتاب “حراك 22 فبراير 2019 في الجزائر: انتفاضة واحدة ومقاربات شتّى”، هو كتاب جماعي حرّره أستاذ العلوم السياسية والباحث الجزائري محمد حمشي.

يشارك في تأليف الكتاب كلّ من الباحثين: خالد منة، وديديي لوساوت، ورضا حمزة بوجانة، وسليم شنة، وعادل أورابح، وعبد القادر عبد العالي، وعبد النور بن عنتر، وعدنان نويوة، وعربي بومدين، وكمال جعلاب، ومحمد حمشي، ومحمد نعيمي، وياسر درويش جزائرلي، ويامين بودهان.

يقدم المحرر، في المقدمة، قراءة في حادثة إزاحة صورة الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة من جدار مبنى بلدية خنشلة شرق الجزائر، ودوسها بالأقدام، في 19 شباط 2019؛ كما يشير إلى مسيرات مدينة خراطة، شرق الجزائر، في 16 شباط، ومظاهرة مدينة باريس في فرنسا، التي شارك فيها مغتربون جزائريون، في 17 شباط، احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.

ويتناول أيضاً السياق العفوي والعرضي الذي ولد فيه شعار الحراك الأبرز، “يتنحَّاوْ ﭬاع” (يجب أن يرحل الجميع)، المشابه لشعارات رفعتها الانتفاضات في بلدان عربية أخرى؛ ليخلص إلى أن الحراك العربي في كُلّيته، بدءاً بانتفاضات عام 2011 وصولاً إلى انتفاضات عامَي 2018 و2019، يشبه الهولوغرام الذي يتماثل فيه الجزء والكل؛ “إنه أشبه بالصورة التي كلما واصلتَ تجزءتها، حصلتَ على أجزاء أصغر فأصغرَ ترى في كل جزء منها الصورةَ الكلية نفسَها، لكن بمقاييس أصغر فأصغر”.

تتكثف أطروحات الكتاب حول ست إشكاليات رئيسة، يلتقي عند بعضها أكثر من فصل، وينفرد بنقاش بعضِها الآخر فصل واحد لا أكثر. وهي: المحلي والإقليمي في حراك 22 فبراير وسردية “الاستثناء الجزائري”؛ وتمثلات الهوية والتاريخ في حراك 22 فبراير؛ ومواجهة السلطة حراك 22 فبراير بالخطابة بدلاً من الدبابة؛ ومفارقة الانكشاف أمام الاضطرابات الجيوسياسية وغياب دور العامل الخارجي؛ والاقتصاد السياسي بوصفه كتلة جبل الجليد تحت سطح الانتقال الديمقراطي في الجزائر؛ واستجابة السلطة لمطالب الحراك بوصفها مسارين لا يلتقيان، دستوري خطي وسياسي غير خطي.

ويُدرس الحراك بوصفه ظاهرة معقدة (أو مركبة) بأبعاد متعددة ومتآثرة، محلية وإقليمية ودولية، ومادية واجتماعية وخطابية، وسياسية - اقتصادية وأمنية وقانونية، لذلك، يسعى إلى تزويد القارئ بمقاربة متعددة الاختصاصات وعابرة لها. وتتقاطع فصول الكتاب، التي كتبها باحثون من خلفيات معرفية متنوعة، لتتجاوز الجدل بشأن ما إذا كان حراك 22 فبراير ظاهرة محلية صرفة يستمد زخمه من سجل الاحتجاجات التي سبقته، أم إنه امتداد لثورات ربيع 2011 العربي من ناحية، وانتفاضة من انتفاضات موجة الربيع العربي الثانية، التي شهدها أيضاً السودان والعراق ولبنان بين عامَي 2018 و2019، فضلاً عن حراك الريف في المغرب في عام 2017.

يضم الكتاب أربعة عشر فصلاً، وقد صُمم بنيانه كي يسمح للقارئ، بداية بالفصول الثلاثة الأولى (التي كتبها محمد حمشي وعبد النور بن عنتر؛ ومحمد نعيمي؛ وديدي لوساوت) بوضع حراك 22 فبراير في سياق زمني يستغرق عقداً كاملاً من التحولات الإقليمية، المتداخلة والمعقدة، ومن ثم مقارنته بانتفاضات الربيع العربي بموجتيه الأولى والثانية، والوقوف على حدود سردية “الاستثناء الجزائري”؛ فضلاً عن وضع هذا الحراك في سياق المكان، إذ لا يلقي الضوء على الارتباط المكاني بين حراك الجزائر وانتفاضات بلدان الجوار الإقليمي فحسب، بل أيضاً على الارتباط المكاني بين حراك الداخل في الجزائر وحراك الشتات في المهجر.

ثم ينتقل الفصلان الرابع والخامس (وقد كتبهما سليم شنة ومحمد حمشي)، إلى تمثلات التاريخ والهوية والبنى الخطابية مع انبثاق الحراك وفي أثناء سيرورته. وبعد ذلك، يتدرج الفصلان السادس والسابع (بقلم كل من عبد القادر عبد العالي وعادل أورابح) نحو السلطة وتوازنات القوة في بنية نظام الحكم القائم قبيل نشوب الحراك وأثناءه.

وفي الفصول الثامن والتاسع والعاشر (التي كتبها عبد النور بن عنتر وعربي بومدين وياسر درويش جزائرلي)، يتابع القارئ نقاشاً مفصلاً بشأن تحولات سياسة الجزائر وعقيدتها الأمنية في ظل الحراك، ببعديها الداخلي والخارجي، ثم يتوقف عند (غياب) دور العامل الخارجي ليعود إلى وضع الحراك في سياق الاضطرابات الجيوسياسية التي يشهدها جوار الجزائر الإقليمي.

يستكشف الفصل الحادي عشر (الذي كتبه يامين بودهان) تحولات المجال الإعلامي في الجزائر زمن الحراك.

ثم يستكشف في الفصل الثاني عشر (الذي كتبه خالد منة ورضا حمزة بوجانة) الظلال التي يلقي بها الاقتصاد السياسي للانتقال الديمقراطي في الجزائر على العلاقة بين الاقتصاد الريعي والإصلاح السياسي من ناحية، وبين الأزمة الاقتصادية والاحتجاج والانتقال الديمقراطي من ناحية أخرى.

ويتوقف الفصلان الثالث عشر والرابع عشر (بقلم كمال جعلاب وعدنان نويوة)، عند التحولات القانونية - الدستورية التي شهدتها فترة الحراك، وآفاق كل ذلك على أحد أبرز مطالب الحراك، وهو القضاء على الفساد.

ــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 14 حزيران 2023

**********************

 الصفحة الحادية عشر

جديد دار سطور

عن دار سطور/ بغداد صدرت العديد من الكتب الجديدة منها:

- روايتان للأستاذ فلاح الجواهري هي: “اخو الطير/ مسيرة الجدل والعذاب” و ورواية “حلم طائر غريب”.

- “حكايا شرق غرب”/ اشهر القصص الاوربية لعام 2014. جمعها الكاتب السلوفيني دراغو بانتشار. ترجمة اماني العبدلي.

- “هيرمان هيسه/ سيرة حياة” ترجمة د. محاسن عبد القادر.

- “الفلسفة في المخدع” رواية الماركيز دوساد. ترجمها عن الفرنسية كامل العامري.

- “زهرة” رواية ميسلون فاخر.

- “عمارة دخو” رواية مهند الفارس.

************************* 

قراءة في التقبل الجمالي

برجماتية العولمة وعولمة البرجماتية 2 – 2

د.نجم حيدر

تبدو العولمةِ والفردية في كل منطقياتها ظاهرتان متوافقتان متلاحمتان ,  مما جعل العولمة في دائرة اشكاليات التقييم فهي بنظر العقائديون بمختلف مشاربهم ذات سلبياتً او مخاطراً  على الفرد  و المجتمع  , من سلبياتها إذابة  الهوية المجتمعية وهوية الشعوب , فلكل شعب او امة صفات تتمركز فيها شخصية ذاك الشعب او تلكَ الامة , وهذهِ الصفات عندما تذوب في بحر العولمة فأن الهويةِ والشخصيةِ تبدأ ب(الاضمحلال),

وتظهر مشكلة الصراع بين العولمة ودعات الهويةِ المجتمعية والشخصيةِ الاصيلة والانا الجمعية , فإن لم يستثمرُ الصراع برؤيه علمية فانهم سينقادون الى نتائج تنتصر بها القوى التي تبدأ بتحريك معطيات الزمانِ والمكان بضواغط في بعضها اقتصادية و متناغمة مع الطبيعة البشرية انها المتخفي المحرك للبنى العميقة للفرد و المجتمع و ما الصراع بين العولمة والدين المسيس الا شكل من اشكال هذا الصراع ، ان الغباء الذي وقعت بهِ القوى الرادياكالية ولاسيما العربية في مجابهِ العولمة يتمثل في التمسك بالماضي بكل جزئياتهِ ليصل الى مستوى السخرية وقد احالنا هذا التمسك الى صراعاتً دامية بين دعاة الماضي المختلفين حتماً في منطلقات أسس ماضيهم , فالغباء يتجسد عندما نستدعي الماضي بزمنهُ المتمثل بظرفيته و بناه الزمكانية الى حاضرنا المنبعث من ركام الماضي والمتحول بالأدوات والاشياء التي جعلت من الحياةِ اوسع رخاءً ، ومن التعسف ان نجانب معطيات الكشف العلمي بكم من التناقضات وانتقائية مسيسة, وفي المقابل يتشكل الجانب السىء من العولمة عندما تستثمر هذهِ الصراعات بهدفً ابعد من بنية الصراع ذاته , وهكذا نجد ان العولمة فضلاً عن كونها مجموعة نظم وظاهرة اقتصادية ثقافية فهي أداء وخبرة , وقد اكتسب أسسها وعمل بها البعض من التجار والفنانين والصناعيين ,كونهم عولميون يمكنهم قراءة او استشراف المتغير الاقتصادي والمجتمعي قبل حدوثه بفعل تحليل لمعطيات تسبق الحدث ذاته.

 وازاء ما قدمنا نجد العولمة واقعة لابد من التعامل معها بذكاء وبروح الاستثمار الذي يحقق الفائدة من تفاعلنا معها , فضلاً عن ذلك لابد ان نكون حداثيين في انتماءاتنا وفهمنا للحياة , فالعولمةِ والحداثة منظومتان متوافقتان الا ان لكل واحدةً منهما منطق فعل واداء في جسد الحياة ، ان الحداثة في بنائها مع اطلالة القرن العشرين وما اجترتهُ من اواسط القرن التاسع عشر قدمت على نحوً ما للعولمة بذورها وارضها الخصبة للانطلاق وعندما ندعي ان الحداثة بتفعيل الذاتية والفردية والعمل وتعمل على اسقاط المقدس المهيمن واشاعت التحول والتغير ولإطاحة بالثابت ، فهي بذلك انضجت ارضية خصبة لانطلاق العولمة .

 ان العولمة منظومة توافقية مع الرأسمالية والامبريالية واقتصاد السوق والسوق الحرة ، فضلاً عن توافقيتها مع النزعة الشرائية وفكرة اشاعة (الاستعمال للمرة الواحدة) من الاشياء الى المفاهيم والعقائد ، انها مهما حاولت لا تكون الا برجماتية بالصفحة المتحولة من البرجماتيةِ ذاتها .

أن العولمة واقعة لا يمكن التغاضي عنها لأنهاتشكل بنية محيطنا ، و مهما حاولنا أسدال الستار عليها لا نستطع الا بانعزالنا بالكامل عن العالم و ضمن دائرة الخيال ، هذا جزءً من تلك التوافقية التي تعتمد الفكر البرجماتي وهي اداة فاعلة في التداولية والتواصلية ويتشكل التوثيق بضواغطها .

اذ فكرة الاقوى والاسرع والاوسع والاجمل والاطول .... الخ , تعد على نحوً واسع ضمن الدائرة الايجابية في التداول المجتمعي وهي التي تسود عند توصيف اية موضوعه مادية او حياتية , فالإنسان فرداً او جماعة تواق في استحصال الاوفر والاوسع الذي يقدم لهُ التحول نحو الافضلية لاي منطق مهما كان ضمن دائرتهِ النسبية وهكذا , الامرالذي نجدهُ في تفصيل حياتهِ من ابسطها واقلها تركيباً الى ما تعد منظومة متراكمة في البناء التركيبي , والامثلة على ذلك كثيرة , فالسيارة الاسرع والاقوى والاجمل مرغوبة وهكذا الامر في اجهزة وادوات مشابهة او مختلفة في بنيتها الوظيفية فضلاً عن الرغبة الانسانية الداعية للترفيه والرفاه .

ان الرغبة (السايكوسسيولوجية) على الرغم مما وجهه لها من نقد رافض على مستوى الفكر المثالي واللاهوتي الذي يدعو الى الكفاف والخشونة , وكذلك من الفكر الوجودي الذي يدعو الى فهم اخر لمعنى الحياة وفكرة الوجود الرافضة المزدريه للقيم ومنها ما ذكرناه اذا وصفناها بقيم ذاتيه للأشياء والظواهر , فهي قيم لا ترفضها البرجماتية بنظاميها القديم وما بعد الحداثة , كما هو الحال عند (ريتشردريتوري) . والامر الذي جعل من البرجماتية نظرية داعمة للعولمة لانها تبرر هذهِ الرغبات وتقدم لها صفة الضرورة في التحول والتطور العلمي والاقتصادي للمجتمعات .

العولمة و اثرها في التقبل الجمالي

عندما تكون العولمة أداة لإحالة المحلي الى العالمي أو لنشر الداخلي الى خوارجٍ لا حدود لها فانها بالنتيجة تتابعية في تطورها , تنمو بمستويات متتابعة الى ان تصل الى اعلى مراحلها في اذابه المحلي واشاعة العالمي , وعندما تتعسف العولمة باسقاط الهوية والشخصية للشعوب الصغيرة والفقيرة , واشاعة الشخصية العولميةالمهيمنه المتسلطة , فأن صراع الحضارات يظهر متكئاً لمن هم في دائرة الاستلاب على الماضي والمرجع والتاريخ , لكن بملاحظةً بسيطة اعتمدها مفكروا هذهِ الشعوب ومبدعيهم عندما احالوا الهوية ومقدماتها ونتائجها والتاريخ والحضارة الى آلية تحديث دون المساس بالجوهر الذي تعتمدهُ هذهِ المفردات المتفاعلة وبذلك استطاعوا ان يدخلوا الى جسد العولمة بهويات تاريخهم ومجتمعاهم،إذ نجد ان الاداءات الابداعية في الادب والفنون تحاول جاهدةً أن تستثمر العولمة لا ان تخضع لها،  وهنا تكمن مشكلة التعامل معها .

 هذا ما نجده في الشعر الحر الذي ظهر في الشرق ولا سيما العراق بين خمسينات وستينات القرن الماضي الذي تأثر حتماً بالشعر الأوربي او الأنجلوسكسوني كما قدم له بودياروايليوت و رامبو وتازارا والامر كذلك في فن التشكيل.

إن العولمة واقعة لا مناص من تخطيها أو أستغفالها فهي حدثٌ مركب بدأ منذ زمنٍ بعيد لكن تسارعه كان بطيئاً على وفق مستوى التواصل بين الشعوب و أساس العولمة ومركزها يتمثل في تداولية الثقافات وانتشارها بين الشعوب المختلفة هذا ما فعلته التجارة وطريق الحرير والحروب والغزوات بالانتقال بفعل المثاقفة بين الشعوب.

 ان واقعة العولمة كحدث يمكن التعامل معه بإجابيه تؤسس بتطورات في الأداء والتشكيل محققةً طاقات إبداعية متنوعة منسجمة بأداءات حركية ما بعد الحداثة التي غيرت البنى التشكيلية في دواخل النص و(سينوغرافيا) العرض فيه، الامر الذي استثمره فنانو الشرق كما في متغيراتٍ قصدية في بنية الأساليب الفنية.

********************* 

مُدُن الغير

ريتا أودينوكوفا*

ترجمة: تحسين رزاق عزيز

كيف يعيشُ الناسُ

في المدن الأخرى؟

أيّ أحلامٍ تراودهم؟

أيّ ضبابٍ ضُفِرَ

في يأسِ النفوس

في الحدائق الباهتة؟

ما تخبرهم الرياحُ عِبْرَ النافذة

عن حركة الجبال السلسة؟

ما غروب الشمس

الذي يتوهجُ

كالحديد الساخن

على قلوبهم أثناء الشجار؟

ربما، يلمعُ

مثل الندى في الصباح،

ضوءُ مفارقِ الطرق الغريبة.

سأجمعُ مئات الصور

في صورةٍ واحدة

ليس فيها حبيب.

وعلى طول قضبان

السككِ،

من جانب الحدائق البرية،

بحثاً عن عيونٍ وفية،

سأجد انعكاساً

لمدن أرضية

لم تتذكرنا قَط.

_____________

*ريتا اودينوكوفا: شاعرة روسية معاصرة، ولدت في باكو عام 1966.

تعد من الأصوات الشعرية المجدة في الشعر الروسي المعاصر.

لها العديد من المجموعات الشعرية.

***********************

قصة قصيرة

عالم من مكعبات/ عالم من كلمات

فخري أمين

في غياب الأصدقاء ممن كان في عمره، وجد حفيدي ذو السنوات الثلاث.. بي، أنا الجد المتقاعد، صديقا متيسرا في البيت على الدوام، لا يرد له طلبا، ولا يرفض له رغبة. يقف في الصباح إزائي مراقبا بنفاد صبر لحظة الفراغ من تناول فطوري، ليأخذني إلى غرفته. يقلب السلة الكبيرة التي تضم ثروته من الألعاب أمامي على الأرض: يللا نلعب. ثم يبدأ بتشييد عالمه وفق ما يتخيل، ويحلم. ينشيء عمارات من مكعبات. يؤسس مزارع، وأسواق. يبني مدنا، يشق فيها الطرق. هو المهندس، والمخطط، والمنفذ، في الآن نفسه. غالبا ما يقتصر دوري على المراقبة، والإنصات إلى إيقاعات تفكيره. ومحضه التشجيع والتأييد، في كل خطوة من خطوات اللعب. وحين تمتد جغرافية حلمه إلى مناطق ابعد في مخيلته، ولا يجد بين يديه من مستلزمات اللعب ما يسعفه على تحقيقه، لا يستسلم لأي نوع من العجز أو التوقف، إذ لا مكان للمستحيل في عالمه. فالأشياء التي لا تتوفر ضمن مقتنياته، يقوم بتخليقها. سواق للسيارات. غابات للحيوانات، سماوات للطيور، أنهار وبحيرات ومسابح، أسماك وقروش، وطواطم ووحوش، لصوص وشرطة وأصدقاء. اشهى الأطعمة، والأكلات. تصبح بكلمة منه، بمجرد أن ينطق باسمها بين يديه. اراقب حفيدي وهو يلعب، مفكرا بما يفعله بالعالم من حوله. وكيف تتسع هذه الغرفة الصغيرة إلى كينونته غير المحدودة. في تلك اللحظات أشعر أن في هذا الكائن الصغير من القدرة على الخلق ما يفوق اي تصور مسبق عن الطفل والطفولة. كل شيء يبدأ بالطفولة، حتى الأحلام، بل الأحلام خصوصا. الحاجة إلى الحلم، هي حاجة إلى الخلق. ويبدو أن كل ما يفعله الفنانون، والكتاب، والمخترعون، لا يعدو بأي شكل من الأشكال ذلك. إنها الرغبة العميقة في اللعب، وتجاوز حالة البؤس في واقعنا، والحاجة إلى توسيع نطاق عالمنا، وكوكبنا عن طريق الأحلام. أنا نفسي أمارس كل يوم ذات اللعبة، مستخدما الكلمات بدل قطع المكعبات، محاولا خلق عوالم ومجرات وأحلام، يمكن أن تضم إلى عالمي أقاليم جميلة جديدة. حين ينتهي من تلك الألعاب الهادئة، يخرب في لحظة كل ما بناه، ويشرع بصنع أسلحة ومسدسات من مكعباته، يشن حروبا لا هوادة فيها ضد الحرامية. يطلق النار على كل زاوية في البيت مؤكدا أن ثمة حرامية. الحرامية في كل مكان. وهو لا يسعى الى الخلاص منهم، ربما لأن عالما بلا حرامية سيكون مملا، ومضجرا. هكذا يأخذني كل يوم برفقته في معارك حامية، وحروب لا نهاية لها. يَقتل العشرات ويُقتل عشرات المرات. لا معنى للموت في عالمه، ولا أية فكرة أو تصور يتصل بمفهوم الجثة، والقبر، والغياب الأبدي. يسقط أرضا ثم ينهض ثانية. ليواصل معاركه الحامية بلا هوادة ضد الحرامية. إنهم أبطال واحدة من لعباته الكثيرات. في ثقافتنا تمتد صورة الحرامي من مغارة علي بابا، إلى غابة روبن هود، حتى براعة أمين الأوتجي، لص موصلي بارع، متخصص بسرقة الأثرياء، وتوزيع سرقاته على فقراء المدينة. وهي غالبا ما تشير إلى نبل دوافعهم، في مجتمعات تعاني لوعات العوز، وبشاعة الفقر. كانت قصص الحرامية، تتردد في حكاياتنا، وتتداولها الألسن، حتى باتت جزءا من بنية الحكي، وواحدة من لعبات الأطفال. أتساءل بيني وبين نفسي. ألم يكن في المتسع اختيار ألعاب أخرى..؟ أقترح عليه لعبة البحث عن زهرة سحرية نادرة في غابة نائية، أو لعبة إنقاذ طائر جميل وقع في شبكة صياد غادر، أو، أو، نلعبها معا، لكنه سرعان ما يشعر بالسأم، عائدا إلى حربه المقدسة على الحرامية. في لعبة الحرامية ثمة قدر من  الحيوية والجاذبية والعنف والسحر. أراقبه وهو يمارس لعبه بحرية كاملة، حرية مطلقة لا مكانة فيها للخوف أو التحسب أو القلق. إن عالمه مكتف بذاته تماما، ليست به حاجة إلى أحد غير أمه، وما ينقصه من أشياء واصدقاء بوسعه خلقهم بإرادته ومخيلته. لا شيء يمكن أن يحد من إندفاعه. كما أنه لا ينتظر من وراء لعبه اية منفعة مادية، أو معنوية، غير المسرة الناتجة عن حاجته لإشباع غريزة الخلق فيه، وإيجاد عالم يحبه، ويعمل دوما على إتساعه. أفكر أنني حين أمارس الكتابة أكون بأمس الحاجة إلى تلك الحرية الطفلية لكي أتمكن من الإبداع. التحرر من الخوف، من الضيق، من العوز، من سلطة الآخرين، من رأي القراء، وضغط الواقع. وأن الكتابة تحتاج إلى شجاعة غير عادية، لكي تكون مبدعة، ومجددة. والمهم  أن في عالمه، ولعبه، وأحلامه لا مكانة للألم أو الموت أوالحزن أو المعاناة. إنه يعيش حالة أبدية جميلة، لا اثر فيها للقلق تجاه وهم اسمه المستقبل، أو التفكير بعذاب الآخرة، أو التعرض إلى جروح الأسئلة اليومية الناتئة. الطفل نوع من ملاك خالق، يكمن سر الله في مقلتيه. في العابه يصغر الكون، ويضيق الأبد. والطفولة حالة شعرية إبتكارية نقية وخالصة.

********************* 

كُلُّ هَذَا مُقَابِلٌ مَاذَا؟

رِيَاض الغريب

الدُّمُوعُ الَّتِي نَعْرِفُهَا

الدُّمُوعُ الَّتِي نَذْرِفُهَا

تَذْهَبُ وَحِيدَةً الَى قُلُوبِنَا

وَحِيدَةٌ مِنَ الْأُمَّهَاتِ

وَحِيدَةٌ مِنَ الْآبَاءِ

وَالِاهْمُ مِنْ كُلِّ هَذَا

وَحِيدَةٌ مِنَ الْوَطَنِ

كَمْ تَحَدَّثْنَا لَهَا

دُمُوعُنَا الَّتِي تَهْطِلُ

كُلَّمَا أَرْسَلْنَا لَهَا

طَلَبًا خَطِّيًّا بِأَنْ تَرْحَمَنَا

تَحَدَّثْنَا عَنْ الصُّوَرِ

الصُّوَرُ الَّتِي تَتَحَدَّثُ

عَنْ الْوَطَنِ هِيَ بِطُورِ الْمُوَافَقَةِ

عَلَى هُدْنَةٍ بَسِيطَةٍ

تَمَنَّحْنَا حِوَازاً مَفْتُوحًا

سَنَقُولُ لَهَا نَحْنُ أَبْنَاءُ الطِّينِ تَعَودُنَا

عَلَى النَّحِيبِ مُذِ اوْهَمْنَا كَلَكَامِشِ

مَذْ سَكَنَا الْمَاءَ وَهَرَّبْنَا مِنَ الْحَقِيقَةِ

الْحَقِيقَةُ أَنَّنَا بِلَا وَطَنٍ

الدُّمُوعُ الْكَثِيرَةُ

تَتَغْلِبُ عَلَى قُلُوبِنَا

لِهَذَا دَائِمًا مَا تَجِدْنَا

نَمُوتُ عَلَى نَفَقَتِنَا

الْخَاصَّةِ بِلَا وَطَنٍ

نَحْنُ مُصَنَّفُونَ ضِمِنَ الْعَشَرَةِ الْأَوَائِلِ

فِي الْجَحِيمِ هَذَا مَانُؤْمِنَ بِهِ

كَسُكَّانٍ بِلَا وَطَنٍ

فِي النِّهَايَةِ

***********************

آباء وأمهات

سعد جاسم

الآباءُ …

آباؤنا الفحولُ

والفرسانُ النبلاءْ

الذينَ دائماً يورثوننا

فصائلَ دمهم سيماءَهم الناصعة

وجيناتِهم النقيّة

في الولاداتِ السعيدة

المواقفِ النبيلة

الحروبِ الدامية 

وحتى أمراضهم المزمنة

التي تتخذ من أجسادنا

مستعمراتٍ وملاذات

 ومستوطنات للـ DNA

الغامضِ أحياناً

وأسئلتهِ المُقلقةِ والمرعبةِ

في بعضِ الأوقاتِ والحالاتِ

 التي تشتعلُ وتتشيطنُ

فيها حروبُ العالمِ

وأوبئتهِ الفاتكةْ

آآآآآآآهٍ أيها الآباءُ

الطيبون / النبلاءُ / التعساءُ

لماذا أورثتموننا :

كلَّ هذهِ التركاتِ

والمخاوفِ والخسائرِ

والأوجاعِ المريرة ؟

أباؤنا الحقيقيون

 بيضُ القلوبِ

حسنو النوايا

وكاتمو الشهقاتِ

والأوجاعِ والنحيبِ

دائماً عندهم مايخبئونَه

عن أمهاتنا البسيطاتِ

الراضياتِ /  المقهورات

المفجوعاتِ بتواريخِ الفقدانِ

والدموعِ والشجنِ

والغيابِ الفادح . 

أمهاتُنا الناصعات النقيّاتُ العارفات

مازلنَ يكتمنَ في صدورهنَّ

وفي جنائنِ قلوبهنَّ

كلَّ هالاتِ النورِ

 ودفاترَ الغيبِ والأَسرار .

**********************

 الصفحة الثانية عشر

في ندوة بـمدينة  براتيسلافا 

أحد الضباط الأحرار

يستذكر ثورة تموز

فيينا – طريق الشعب

ضيّفت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في جمهورية سلوفاكيا ومنظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني في النمسا، السيد حامد مقصود، أحد الضباط الأحرار المشاركين في ثورة 14 تموز 1958،ليتحدث في ندوة سياسية عن الثورة في مناسبة ذكراها الـ 65.

الندوة التي عقدت في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، أدارها الرفيق عكار وسرد فيها السيد مقصود ذكرياته عن الثورة، وعن محاولات الانقلاب على العهد الملكي التي سبقتها، والتي فشلت أو تأجلت أو ألغيت.

وعرّج مقصود على تحضيرات الضباط الأحرار التي سبقت الثورة، إلى جانب الضباط الأحرار الديمقراطيين (التنظيم الشيوعي) الذين كان السيد مقصود نفسه جزءا منه، مستذكرا لقاءاته مع كل من عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف.

كما تطرق إلى دوره في تنظيم الضباط، ومثله المسؤولون عن مشجب السلاح “لأن أكثر المحاولات الانقلابية التي سبقت الثورة، لم تنفذ بسبب قلة السلاح والعتاد”.    

بعدها تحدث الضيف عن ليلة 14 تموز، وعن المهمة التي كلّف بها حينها، وهي مراقبة اللواء غازي الداغستاني وقطاعاته العسكرية، مبينا أنه بعد اعتقال الداغستاني، عاد إلى بغداد في أول أيام الثورة، وشاهد قوات الجيش وهي مسيطرة على جميع الجسور ومفترقات الطرق الرئيسة.

ولفت إلى أن الخبر المحزن والمقلق وقتها، الذي كان يتداوله قادة الثورة وعامة الشعب، هو هروب نوري السعيد.

ثم تحدث السيد مقصود عن الإنجازات التي حققتها الثورة في مختلف المجالات.

كما تطرق إلى الأخطاء التي وقع فيها قادة الثورة، والتي أدت إلى الانقلاب عليها في 8 شباط 1963.

وأثارت الندوة مداخلات وأسئلة طرحها العديد من الحاضرين، وأجاب عنها السيد حامد مقصود.

*********************** 

على قاعة شيوعيي البصرة

احتفاء بتجربة القاصّة إيثار محسن

البصرة - صلاح عمران

احتفى “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة و”دار الادب البصري” للطباعة والنشر، أخيرا، بالقاصة إيثار محسن وتجربتها السردية، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.  جلسة الاحتفاء احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، وأدارها الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، الذي قدم السيرتين الذاتية والأدبية للمحتفى بها.

بعد ذلك، تحدثت القاصة إيثار عن تجربتها في كتابة القصة القصيرة والنقد الأدبي. وألقت الضوء على أبرز نتاجاتها في هذين الحقلين الأدبيين. وفي سياق الجلسة قدمت أوراق نقدية عن تجربة المحتفى بها، أولها كانت للصحفي المغترب جاسب عبد المجيد، قُرئت بالنيابة عنه. أما الورقة الثانية فكانت للشاعر والباحث أحمد موحان، تتحدث عن مجموعة المحتفى بها القصصية المعنونة “الجسر الإيطالي”.

كذلك كانت هناك أوراق نقدية للكتّاب علاء التميمي وعلي فالح وكاظم الجوراني.

وفي الختام، سلم الكاتب باسم محمد حسين القاصة إيثار محسن، هدية تذكارية مقدمة من “دار الأدب البصري”.

*********************** 

«متحف الأسلاف»

غادة انطانيوس توثق مقتنيات العراقيين التراثية

متابعة – طريق الشعب

يوثق “متحف الأسلاف” في قرية بغديدا بمحافظة نينوى، على جدران غرفه المتواضعة وأرضياتها، جانباً من حياة العراقيين. إذ يضم مقتنيات منوعة، من أدوات تراثية للزراعة والطبخ والحياكة والتطريز، إلى أدوات تصوير وآلات موسيقية وبسط مصنوعة يدويا وكتب وكراسات قديمة وغيرها. في حديث صحفي، تقول مديرة المتحف السيدة غادة فصيح انطانيوس، أنها افتتحت “متحف الأسلاف” في بغديدا عام 2020، بعد أن كان لديها قبل ذلك متحف مماثل في بغداد.   وتوضح أن “هوايتي منذ الصغر هي جمع التحف والقطع القديمة والتراثية. وقد بدأت باقتناء هذه المواد منذ سنين طويلة. إذ كنت أشتري كل ما أعثر عليه منها”، مشيرة إلى أن “المتحف يستقبل زائرين من مناطق مختلفة، يأتون للتعرف على تاريخ الأسلاف وطبيعة حياتهم”.  وتهدف غادة من خلال متحفها، إلى “حفظ تراث العراق الذي نملك منه الكثير، والذي يتعرض للإهمال والنسيان”. فيما تتطلع إلى الحصول على الاهتمام والدعم من الجهات الحكومية، من أجل أن تفتتح متحفا أكبر، لحفظ القطع الأثرية كبيرة الحجم.

********************* 

ثورة ١٤ تموز

وتأثيرها على المسرح

بغداد - طريق الشعب

يضيف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد الخميس، د. عقيل مهدي، ليتحدث عن “ ثورة ١٤ تموز وتأثيرها على المسرح العراقي”. تبدأ الجلسة التي سيديرها د. زهير البياتي، عند الساعة ١١ ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الاندلس.

والدعوة عامة.

**********************

ناحية السعدية – ديالى

مطالبات بإعمار

جامع تراثي دمره داعش

متابعة – طريق الشعب

طالبت إدارة ناحية السعدية شمال شرقي بعقوبة، مديرية آثار المحافظة بإعمار وتأهيل “جامع محمود باشا الجاف”، أقدم مساجد الناحية، والذي تعرض للتدمير على يد تنظيم داعش الإرهابي. وقال مدير الناحية احمد ثامر الزركوشي في حديث صحفي، أن “هذا الجامع، وهو أهم معلم تراثي في السعدية، شيد عام 1893 في عهد الدولة العثمانية، وعلى نفقة محمود باشا الذي كان من أغنياء المنطقة ووجهائها”، موضحا أن “مساحة الجامع تبلغ 2000 متر مربع تقريبا، وهو يتضمن مئذنة يصل ارتفاعها إلى 20 متراً، إلى جانب عشر قباب”. وبيّن الزركوشي أن “الجامع تعرض للتدمير على يد داعش، ولا يزال مهملاً دون التفاتة أو إعمار من قبل الجهات المعنية”، مؤكدا ان “إدارة الناحية خاطبت الحكومة المحلية والهيئة العامة للآثار والتراث لإعادة ترميم الجامع، لما يمثله من إرث ديني وتراثي لسكان المنطقة”.

********************** 

«منهج عمل الحركة النسوية» في جلسة نقاشية

بغداد – طريق الشعب

اجتمعت ممثلات عن منظمات مجتمع مدني عراقية، يوم الأحد الماضي عبر الواقع الافتراضي، في جلسة نقاشية حول “منهج عمل الحركة النسوية لضمان المساواة والسلام والتنمية”، بمشاركة العديد من الشبكات والتحالفات والمنظمات النسوية، إلى جانب شخصيات قانونية وأخرى متخصصة في مجالات البحوث والدراسات. وخلال الجلسة جرى استعراض مسيرة عمل منظمات المجتمع المدني العراقية في ظل التحول الديمقراطي منذ 2003، ودور المنظمات في النهوض بواقع النساء، من خلال التوعية والتثقيف بحقوقهن الدستورية، كذلك في إطار حملات الدفاع عن المرأة وبرامج التمكين الهادفة إلى مشاركة النساء في الشأن العام على أسس المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة.

وجرى الحديث أيضا عن سعي المنظمات لتحقيق بيئة خالية من العنف والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، فضلا عن دورها في التضامن مع الناجيات الايزيديات والنازحين من ضحايا إرهاب داعش، وتقديم المساعدات لهم، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني لضحايا العنف الأسري.

وتركز النقاش على التحديات السياسية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الإنسان، لا سيما مع تزايد حالات انتهاك حقوقه، وجرائم العنف ضد النساء والأطفال. وقد جرى تقديم مقترحات لتصدي المنظمات المدنية للتحديات الراهنة، التي تعيق حركة حقوق النساء، خاصة في ما يتعلق بحملات التشويه لمفاهيم النوع الاجتماعي وتمكين المرأة والمساواة، وخطابات الكراهية والتهديدات ضد الناشطات المدنيات.  واتفق المجتمعون على مواصلة الجهود لرفع مستوى التنسيق والتعاون بين التحالفات والشبكات النسوية من جهة، ومؤسسات الدولة من جهة أخرى، لتنفيذ السياسات والاستراتيجيات الوطنية الخاصة بتمكين المرأة والسلام والتنمية، إيفاء بالتزامات العراق الدولية. ومن المقرر أن تصدر لاحقاً عن الاجتماع، ورقة عمل تحدد توجهات العمل المشترك للشبكات والتحالفات والمنظمات النسوية.

******************* 

في عيد ميلاده الـ 107

شارع الرشيد يترقب

حملة ترميم

متابعة – طريق الشعب

مرّت يوم الأحد الماضي الذكرى السابعة بعد المائة لافتتاح شارع الرشيد، الذي يعتبر أعرق شوارع العاصمة وشهد جملة من الأحداث التاريخية. فيما تعد وزارة الثقافة بترميم الشارع بعد الانتهاء من إعمار سوق السراي.

في حديث صحفي، يقول رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث، ليث مجيد حسين، أنه “تجري الآن أعمال تطوير في سوق السراي، والمنطقة الممتدة من مقهى الشابندر وصولا إلى مقهى الزهاوي”، مضيفا في حديث صحفي أنه “بعد الانتهاء من أعمال الترميم الجارية، ستتم المباشرة بترميم شارع الرشيد بدءا من ساحة الميدان، وصولا إلى جسر الجمهورية، وذلك بتمويل من رابطة المصارف العراقية وبالتعاون مع أمانة بغداد”.

من جانبه، يذكر رئيس قسم التصميم في كلية الفنون الجميلة، د. معتز عناد غزوان، أن “شارع الرشيد كان واجهة الشرق. ففيه كانت لدينا عمارة للمعماري العثماني سنان، وفيه أيضا صروح معمارية مهمة كجامعي الحيدر خانة والأحمدية وعمارة المكنزي وفندق تايكر بالاس”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا، أن “الشارع كان يتميز بأعمدته وزخارفه وشبابيكه البغدادية الأصيلة (الشناشيل).. من المؤلم أن يضمحل كل ذلك ونفقده”، مؤكدا الحاجة إلى “الالتفات لهذا الشارع الذي يمثل شريان بغداد الرئيس”.  

********************

أما بعد ..

كم نقرأ يومياً؟!

منى سعيد

حين نستذكر مقطع الغزل الشفيف لأغنية أم كلثوم في مناجاة حبيبها تقول فيه ( إن مر يوم من غير رؤياك ماينحسبشِ  من عمري)، تعيدنا الذكرى والتشبيه إلى ما قاله الناقد والروائي والمترجم  جبرا إبراهيم جبرا في كلمة له أثناء الاحتفال بالذكرى ال 75 لميلاده  بأن (اليوم الذي لا يقرأ أو يكتب فيه هو يوما ضائعا) ، أي لايُحتسب من عمره . ولو توجهنا بالسؤال لأنفسنا أولا، ولغيرنا حول الوقت المهدور من حياتنا بلا قراءة أو كتابة ربما لكان الجواب أكثر من 70 بالمائة من وقتنا ضائع من دون قيمة تذكر.. ولعل هناك من يقول أن أعمارنا كلها ضاعت هباءَ وتسربت كالرمل بين الأصابع جراء ما عشناه من ويلات ومصائب وحروب و إن العراق كله  شهد تدهورا كبيرا في العقدين الماضيين نتيجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية السيئة ، لذا فأن مجرد تناول موضوع القراءة والكتابة هو نوع من البطر مقابل حيرة الناس بتوفير لقمة العيش ومستلزمات الحياة.

وهنا لابد من تبيان تراجع نسبة القراءة في مجتمعنا عموما، وما يرافقها من ارتفاع كبير في نسبة الأمية ، فكما بينت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أن 8 ملايين مواطن عراقي أغلبهم من الشباب لا يجيدون القراءة والكتابة، و أن 18% من العراقيين لا يجيدون القراءة والكتابة، وأكثر من نصفهم من النساء. 

ومع ذلك تدخل وسائل التواصل والانترنت والقنوات الفضائية في منافسة حادة في ابتلاع أوقات الشباب وحتى الأطفال والصبية ، إذ يقضي معظمهم جل أوقاته بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة أخبار الفيسبوك وغيرها ،  ويبدو أننا بهذا التوجه نقلد باقي الشعوب  مع فارق  نوعية التصفح ..إذ تذكر الإحصاءات أن هناك أكثر من 2 بليون مستخدم للانترنت على مستوى العالم ، و7 بليون مشترك بالهواتف الجوالة ، و55 مليون موقع ، و100 مليون مشترك في غوغل ، بل أن ما نعيشه واقعا لم يكن في الحسبان أبدا ، إذ تظهر مدونة جديدة كل 1:4 ثانية بمعنى 84 مدونة في الدقيقة يوميا ، و121 ألف مدونة متنوعة بمختلف المجالات ، و48 ساعة فديو يتم رفعها إلى موقع اليوتيوب كل دقيقة ، مما يعني أن المشاهد لجميع هذه المقاطع التي ترفع خلال يوم واحد سيحتاج إلى مدة 8 سنوات من المشاهدة المستمرة لها.

وعلى الرغم من أهمية ما يطرح من تلك المدونات والفديوهات من معلومات معرفية متنوعة لكن اغلب شبابنا للأسف يلجا إلى المحتوى التافه والى التسلية الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل ان هناك العديد منهم يقضي أيامه ولياليه متفرغا للعبة (البوبجي) مثلا، التي أصبحت آفة تنافس غيرها من سلبيات مجتمعنا وأدرانه، مثل تناول المخدرات وشيوع الجرائم وازدياد معدلات العنف بشتى أشكاله.