منذ قرابة عشر سنوات، عملت الولايات المتحدة الأمريكية، على تطوير قدراتها العسكرية بشكل متزايد لمواجهة الصين، بينما تقوم الصين، وعلى نحو متزايد بترسيخ قدراتها كقوة اقتصادية عظمى وقوة صاعدة بمشروعها الضخم “طريق الحرير الجديد”.

ويبدو أن كل ما تم تحقيقه حتى الآن يشير إلى تهديد متزايد بالحرب، والذي سيكون على أشده في ما يسمى بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. ويمكن أن نسمع اليوم، في كل مكان تقريبًا أن الغرب، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، وبما في ذلك ألمانيا، يجب ان يستعد لمنافسة جديدة بين مراكز الهيمنة الغربية والصين.

وفي إطار متابعة كتلة اليسار في البرلمان الأوربي بالملف، كلفت أوزليم ديميريل، المتحدثة لشؤون سياسة الأمن والسلام في كتلة اليسار، يورغن فاغنر، أستاذ علوم سياسية، وعضو المجلس تنفيذي لمركز “معلومات العسكرة” الألماني، بإجراء دراسة جديدة حملت عنوان: “الانتشار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ/ الغرب والحرب الباردة الجديدة مع الصين في منطقة المحيطين والهادئ”.

ونشرت الدراسة في الثاني من شباط الحالي، وفي جلسة التعريف بالدراسة قالت النائبة اليسارية: “في المستقبل، سيكون التركيز الرئيسي بشأن النزاعات السياسية والاقتصادية والعسكرية على منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ومن خلال متابعة الخطاب العام، بدأت بالفعل دوامة التسلح، والتي سيكون لها قوة تفجيرية لا تصدق في حال تصاعدها أكثر. وحتى لو كان الصراع بين روسيا وأوكرانيا يجذب انتباه الرأي العام حاليًا، فانه يرتبط بالصراعات المستقبلية في منطقة المحيطين الهندي والهادي. إن المفاوضات والمناورات الحالية المتعلقة بمسألة الهيكل الأمني الجديد، من أي نوع كان، في أوروبا تسير على قدم وساق، لأن الولايات المتحدة تركز استراتيجيًا على الصراع مع الصين وتريد تجنب اية ميادين صراع أخرى قدر الإمكان”.

واضافت أوزليم ديميريل: من الواضح أن ظروف التنافس مع الصين أصبحت الآن العامل الحاسم في السياسة الخارجية والعسكرية الأمريكية. وتتفق دول الاتحاد الأوروبي دون قيد أو شرط معها، وخصوصا في جهود وقف التوسع الأسرع لرأس المال الصيني. وفي هذه الأثناء، تم بدء حركة حلزونية للتسلح يمكن أن تخرج عن السيطرة في أي وقت. ولسوء الحظ، تساعد الاستراتيجية التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي أخيرا في منطقة المحيطين الهندي والهادي على تسارع هذه التطورات “.

وختمت اوزليم ديميريل تعليقها بالقول: “تعتمد هذه الدراسة على معطيات وحقائق لتبين طبيعة الدور العسكري والجيوسياسي للاتحاد الأوروبي في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وتوفر الدراسة معلومات عن التطورات من أجل تحديد نقاط الانطلاق لبناء مقاومة قوية”.

من جانبه، أشار كاتب الدراسة يورغن فاغنر الى القول: “بجانب الولايات المتحدة، تعتمد القوى الاستعمارية السابقة، بريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص، بشكل متزايد على الورقة العسكرية في سياستها في المحيطين الهندي والهادي. وتريد ألمانيا ان تظهر هنا كلاعب جديد. في ايلول 2020، لقد نشرت جمهورية المانيا الاتحادية، لأول مرة “مبادئ وتوجهات رسمية بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ” تهدف الى زيادة الوجود العسكري في المنطقة. وكان من أهم الإجراءات الأولى نشر الفرقاطة “بايرن”، التي تحركت في 2 آب باتجاه المحيطين الهندي والهادئ. وهذه الخطوة تنطوي ربما على أهمية رمزية أكثر من قيمتها العسكرية، أي ادعاء ألمانيا بأنها مستعدة للتنافس عسكريا مع القوى العظمى السابقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.

عرض مقالات: