قام أندريه هونكو، عضو الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني في البرلمان الاتحادي، ونائب رئيس كتلة اليسار الأوربي المتحد في الجمعية البرلمانية للمجلس الأوربي، الخميس الفائت بزيارة عاجلة إلى موسكو، بدعم من مؤسسة روزا لوكسمبورغ والسفارة الألمانية في موسكو.

وخلال الزيارة التقى النائب اليساري بممثلي الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.  وكذلك بنائب رئيس مجلس الاتحاد، كونستانتين كوساتشيف، الذي تم ترشيحه لخلافة وزير الخارجية سيرجي لافروف، وفيودور لوكيانوف، رئيس تحرير مجلة تجارية ذات نفوذ وعقل مدبر للسياسة الخارجية الروسية. كما التقى بممثلي الحزب الشيوعي وحزب “روسيا العادلة” ورئيس مركز حقوق الإنسان “ميموريال”.

صورة مغايرة

بينما تتحدث وسائل الاعلام الغربية عن غزو روسي وشيك لأوكرانيا، وتحول هستريا الحرب الى مانشيت رئيسي، يتحدث النائب اليساري عن صورة مغايرة حملها معه من موسكو.

يركز الاعلام الغربي على 100 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، في حين لا يشير الى القوات الأوكرانية، بذات العدد المرابطة على الجانب المقابل. وفي هذه الاثناء، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيج عن دهشته من التقارير الغربية، وطالب هذه المؤسسات بموافاته بالمعلومات المتعلقة بالغزو الوشيك المزعوم. 

وفي الداخل الروسي يسود الذهول من طبيعة تقارير الاعلام الغربي. ويفهم المواطنون ان مهمة هذه التقارير خلق حالة من التأهب لدى سكان البلدان الغربية. وليس هناك في روسيا ما يشير إلى مخاوف من الحرب المزعومة. ولا أحد في موسكو، يعتقد أن الجيش الروسي سيغزو أوكرانيا، ولكن هناك شيء من القلق من هجوم أوكراني في دونباس.

أهداف مكشوفة

يبدو ان الحملة التي يشنها صقور مؤسسات الاعلام الغربية، الذين يتجاوزون حجم صقور السياسة تهدف الى جملة من الأهداف، لعل أهمها بقدر تعلق الأمر بألمانيا، هو منع أي تقارب بين روسيا الاتحادية وألمانيا، البلدين اللذين يشكلان نواة السياسة الاوربية. ويجري ذلك من خلال حزام من الدول المعادية لمثل هذا التعاون: من دول البلطيق إلى بولندا ورومانيا. لكن النائب اليساري يعبر عن شكوكه برغبة إدارة بايدن في مزيد من التصعيد في اوربا، انطلاقا من كون الصين تمثل الخصم الاستراتيجي الرئيسي الراهن للولايات المتحدة. وفي هذا السياق يكرر النائب اليساري موضوعته التي تختلف عن السائد بشان التعاون الروسي – الصيني، معتبرا إياه خيارا روسيا ثانيا، عززته ضغوط الناتو على روسيا الاتحادية، والذي يرى ان خيار روسيا الأول هو أوروبا. كما كان من قبل حلم الفضاء الممتد من لشبونة إلى فلاديفوستوك، البيت الأوروبي في إطار استراتيجية أمنية مشتركة.

بوتين – شولتس

وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتس، مؤتمرا صحفيا مشتركا، عقب محادثاتهما في موسكو.

وقال بوتين، في كلمه ألقاها خلال المؤتمر: “لا يمكن لروسيا أن تغض الطرف عن تفسير الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لمبادئ عدم قابلية الأمن للتجزئة”.

وقال بوتين: خط أنابيب الغاز “التيار الشمالي 2” مشروع تجاري، ومستعدون لمواصلة توريد الغاز عبر أوكرانيا حتى بعد عام 2024 إذا كان هناك طلب وربحية.

واعتبر بوتين أن ردع روسيا بالقوة يعتبر تهديدا مباشرا للأمن القومي للبلاد، مشددا على أن روسيا لا تريد الحرب، ولذلك طرحت أفكارها بشأن الأمن.

بدوره، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إنّ من المهم إجراء حوار في ظل الوضع الحالي المرتبط بقضايا الأمن في أوروبا، مضيفاً: “أنا سعيد بأنّ الحوار أصبح ممكناً”. وتابع: “من الجيد جداً أن يكون لدينا علاقات اقتصادية وثيقة، وكما قلتم إنها تتقدم للأمام”.

آخر التطورات

التطورات الأخيرة تدعم الانطباعات التي خرج بها أندريه هونكو من زيارته الى موسكو، اذا أعلنت روسيا، يوم امس الأربعاء، انتهاء مناورات عسكرية وسحب جزء من قواتها من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها العام 2014، حيث وظف الغرب حشد قوات روسية في الجزيرة، لإثارة المخاوف من الغزو الروسي الوشيك لاوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: “أنهت وحدات إقليم الجنوب العسكري تمارينها التكتيكية في قواعد شبه جزيرة القرم، وتعود عبر السكك الحديد إلى ثكناتها الأصلية”.

وتأتي زيارة وزير الدفاع الروسي في هذه الظروف الى سوريا، لتمثل رسالة غير مباشرة بشأن عدم توجه روسيا لغزو أوكرانيا، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد الوزير الروسي سيرغي شويغو في دمشق، وناقش معه سير التدريبات البحرية التي يجريها الأسطول العسكري الروسي انطلاقاً من ميناء طرطوس السوري.

وعلى الرغم من استمرار الرئيس الأمريكي بالتحذير من الغزو الروسي، والتهديد بعقوبات أمريكية، لكنه أشار بإيجابية الى اعلان روسيا سحبها لجزء من قواتها من المناطق الحدودية مع أوكرانيا. واكد ان نوافذ الحوار لا تزال مفتوحة.

عرض مقالات: