أنهى الحزب الشيوعي اللبناني، أخيرا، أعمال مؤتمره الوطني الثاني عشر بمشاركة واسعة من مندوبي منظمات الحزب في لبنان الخارج.  وأقرّ المؤتمر الوثيقة الفكرية والسياسية والبرنامجيّة، والتعديلات على النظام الداخلي وتوصيات المندوبين. كما أخذ المؤتمر مجموعة من القرارات وأبرزها قرار حول القضية الفلسطينية وقرار حول استكمال المواجهة في الانتخابات النيابية وقرارات حول شهداء الحزب ورفات المفقودين وحول قضية الأسير جورج عبدالله، وغيرها من القرارات السياسية والتنظيمية.

وانتخب المؤتمر الذي امتدّ على مدار اربعة أيام وسبقته مئات المؤتمرات القاعدية وعدد من الندوات المحلية والدولية، لجنة مركزية جديدة وهيئة دستورية وهيئة رقابة مالية. وسوف تجتمع اللجنة المركزية الجديدة لانتخاب الأمين العام للحزب، ومن ثمّ تشكيل مكتب سياسي خلال الأيام المقبلة.

وشارك في تحضير مشاريع الوثائق الأربع للمؤتمر، مئة رفيقة ورفيق، وتضم الوثائق: الوثيقة الفكرية – السياسية والبرنامجية والتقرير التقييمي التنظيمي، ووثيقة تقييم انتفاضة 17 تشرين، ومشروع التعديلات المقترحة على النظام الداخلي”. 

وقال سكرتير الحزب في كلمة له في حفل افتتاح المؤتمر، أن “الوثيقة الفكرية – السياسية، أجمعت على أن الماركسية – اللينينية تشكل مرجعية الحزب الفكرية”، مؤكداً أن “ازدواجية بنية الرأسمالية العالمية، أي وجود بنية إمبريالية مسيطرة من جهة وبنية رأسمالية تابعة من جهة أخرى، جعلت النضال الطبقي في بلادنا في مواجهة الرأسمالية التابعة، جزءا لا يتجزأ من النضال من أجل التحرّر الوطن”. 

ودعا غريب، الحركة الشيوعية إلى “مضاعفة جهودها وكفاحها لبناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وأكثر توازنا، بعدما أدّى تطور الاحداث في العالم خلال العقدين الاخيرين الى وضع هيمنة الولايات المتحدة”. 

وأشار إلى أنه من واجبنا كأحزاب شيوعية عربية ويسار عربي السعي الى “استخدام كل أشكال النضال الملائمة والمطلوبة، كلّ في بلده بالدرجة الأولى وعلى المستوى القومي عموما، بغية بلورة مشروع إنقاذيّ جذريّ بديل يتصدّى لمهمّة ملء الفراغ الذي أحدثه انهيار حركة التحرر في عالمنا العربي. ويجب أن تكون لهذا اليسار هويته الواضحة ومبادئه وقيمه القائمة على التصدّي للإمبريالية والصهيونية، وعلى خوض النضال الدؤوب من أجل تفكيك التبعية السياسية والاقتصادية والعسكرية”.