نحن لا نملك احصائية متكاملة عن الجرائم التي ارتكبتها عصابات الحرس القومي بعد الانقلاب الفاشي الذي خططت له المخابرات الامريكية وبالتعاون مع جهات عربية معروفة، ونفذته أوكار البعث المجرم (قيادة قطر العراق) وما صاحب ذلك اليوم المشؤوم وما تبعه من ايام امتدت 9 أشهر، حيث كانت تلك الايام والليالي السوداء عبارة عن محرقة متواصلة دون توقف، تم خلالها إبادة وقتل وإعدام قيادات بارزة في الجيش العراقي الباسل، كما تم تصفية منظمات الحزب الشيوعي العراقي وقياداته، و لم تحصل أي عملية مراجعة قضائية بخصوص تلك الجرائم الرهيبة والأعمال الإجرامية الخطيرة والتي ترقى إلا أن تكون فعلا، جرائم إبادة جماعية، وإن السكوت عن تلك الجرائم وعدم إعادة فتح ذلك الملف الاسود الملطخ بدماء العراقيين الشرفاء، وخاصة الضباط الاحرار والشيوعيين وانصارهم ومؤازريهم، نساء ورجالا، يدعونا للمطالبة بتشكيل لجنة عليا خاصة بملف 8 شباط الاسود، والعمل على تثبيت شهادات الكثير من العوائل التي تعرضت للانتهاك وقتل رجالها ونهبت أموالها وتشرد اطفالها، وهو من أهم مطالب شعبنا لكي يتم وضع حد لما يمكن ان يقدم عليه البعض من المتهورين والطائشين عسكريا وسياسيا، خاصة وأننا نرى أن هناك نوايا مبيتة ضد حزب الشيوعيين من قوى متنفذة، وما حصل من حرق لمقرات حزبنا في البصرة والنجف والناصرية وبغداد، يشكل نقطة سوداء في هذا المسار المعادي للديمقراطية والدستور الذي بنيت عليها العملية السياسية في بلادنا منذ العام 2003 حتى الساعة.
إن يوم 8 شباط الأسود وما تبعه من أيام امتدت اكثر من 9 اشهر، كانت أياما رهيبة حالكة السواد أحرقت الأخضر واليابس ودمرت البلاد وسبت العباد وأصبح العراق من شماله إلى جنوبه عبارة عن سجن كبير وهناك عصابات منفلتة ومتهورة تحمل سلاحها لقتل العراقيين، وخاصة أن المجلس العسكري الفاشي المجرم، كان قد أصدر بيان رقم (13) المشؤوم، ذلك البيان الذي ركز السلطة بأيادي تلك العصابات الفاشية المجرمة والتي استباحت كل حرمة وكانت تقتل دون الرجوع إلى قانون أو قضاء او محاكمة، وهو ما شكل انتهاكا خطيرا ومدانا، لكننا نرى أن هناك سكوتا من الجميع والعمل على التغطية على تلك الجرائم وعدم فتحها من قبل القضاء العراقي والحكومات التي تعاقبت على قيادة السلطة، حتى مجلس النواب والمفترض انه يمثل الشعب العراقي لم يتناول هذا الملف، وهذا يدعونا أن نعمل على إعادة فتح هذا الملف الاسود، وتكليف لجنة من ذوي الاختصاص في القانون، لتقديم دراسة مستفيضة حول تلك الجرائم، وما تنطوي عليه من انتهاك خطير جدا لحقوق الانسان وعمليات القتل والاعدام العشوائي دون الرجوع الى قانون. ونحن نعتقد أن على حزب الشيوعيين أن ينهض بهذه المهمة الصعبة والشاقة، وان يعيد للشيوعيين كرامتهم وانسانيتهم، وأن يضع ذلك الملف امام القضاء، وتكليف مجموعة من المحامين الوطنيين المخلصين لشعبهم ووطنهم، للمتابعة امام القضاء، ونعتقد ان على مجلس النواب الموقر ايضا، ان يصدر قانونا يعتبر فيه جرائم البعث في انقلاب 8 شباط الاسود، جرائم ضد الانسانية، لكي يعيد لأبناء شعبنا ومن الذين تعرضوا لجرائم 8 شباط الانقلابي الاسود، بعضا من حق الشعوب في الدفاع عن نفسها ضد الجرائم وضد الانتهاكات للحقوق التي ثبتتها القوانين الدولية.