اخر الاخبار

أقام نادي السرد في اتحاد الادباء والكتّاب في العراق، السبت الماضي، جلسة استذكار للقاص عبد الرزاق الشيخ علي، ضحية السجون والتعذيب في فترة النظام الملكي والمغيّب منذ خمسينيات القرن الماضي.

تحدث في الجلسة الناقدان فاضل ثامر ود. شجاع مسلم العاني عن سيرة القاص وأهميته الأدبية خلال فترة الخمسينيات ، وعن مواقفه تجاه قضايا الشعب والسلام وغيرها مما جعله هدفا لملاحقة السلطات وأجهزتها الأمنية القمعية.

موهبة اختفت مبكرا

وبدأت الجلسة بحديث للأديب خضير الزيدي، الذي أدار الحوار وقدم عرضا هاما عن الكتاب الذي ألفه عن سيرة القاص الشيخ علي وعن اهميته. أوضح الزيدي أن الفقيد تعرّض الى تغيّيب استمر اكثر من 65 عاما، ولم يجر ذكره في أي محفل رغم أهميته السردية، وحجم الأذى الذي ذاقه على يد النظام الملكي آنذاك، حيث سُجن في خميسينيات القرن الماضي وغداة خروجه اختفى وتم تغييبه الى الأبد.

وعن الكتاب الذي يتناول سيرة الشيخ علي، أشار الزيدي الى أنه مشروع يحاول تقفي أثر الأدباء الذين تعرضوا للتغييب وهم كثر في العراق، وهي محاولة لانصافهم والاحتفاء الدائم بهم.

قضية تهم الثقافة العراقية

من جانبهما تحدث الناقدان ثامر والعاني في محاور عديدة تخص الثقافة وسيرة القاص الشيخ علي والمرحلة الزمنية التي واكبها، مبينين أن قضيته تهم الثقافة العراقية بشكل عام وتفتح نوافذ عديدة على قضية تغييب المثقفين والكتّاب العراقيين، التي بدأت منذ عقود وتصاعدت حالاتها ايام انتفاضة تشرين 2019 وما تلاها.

وعن الكتاب الذي ألفه الأديب خضير الزيدي، جرت الاشارة الى أهميته، فهو ثمرة بحث مضن يستحق التقدير، وهو يشكل بدايةً لمتابعة مصائر المثقفين والكتّاب الذين اهملتهم السلطات، وجزءا من وفاء الثقافة العراقية لهم ولابداعهم.ولفت المتحدثون الى أن “القاص عبد الرزاق الشيخ علي غيّب قسرا وكان مناضلا من طراز خاص ويمتلك ثقافة موسوعية تميز بها بوقت مبكر من عمره. وهذا ما يفتقده الكثير من كتّاب تلك المرحلة الزمنية”.

ولد الشيخ علي بسامراء واكمل دراسته ببغداد وحقق طموحه بالدراسة في فرنسا (جامعة السوربون)، لكنه لم يقدر على انهاء مشواره وعاد الى العراق، ليحضر لاحقا مؤتمر برلين للسلام مع الوفد العراقي ضمن حركة السلم العالمي، واستطاع أن ينقل صورة حية عن القضايا التي آمن بها وذلك من خلال كتابه (اجراس السلام).

وعن الأسلوب الأدبي للشيخ علي في كتابة القصة، بيّن المتحدثان أنه “يرتبط بقضايا الحرية والعدالة والانسانية والجوانب الاجتماعية، ويمكن القول أن تجربته تنتمي الى النسق الخمسيني للواقعية الجديدة التي أسس لها مهدي عيسى الصقر وغائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي وغيرهم، وهي واقعية تولي اهتماما خاصا للهم الاجتماعي”.

وعن مبادرة الأديب خضير الزيدي، فجرت الاشارة الى أنها تأسيس ناضج مع اتحاد الادباء للبحث في عالم الأدباء المغيبين من اصحاب الكلمة الحرة وغيرهم ايضا ممن وقع عليهم هذا الظلم الكبير. وفي نهاية الجلسة، قدم عدد من المثقفون والأدباء مداخلات واضافات أغنت الجلسة بالمعلومات حول سيرة القاص وأسلوبه الأدبي في الكتابة القصصية.