أزيح الستار الأربعاء الماضي في قضاء سنجار، عن نصب تذكاري يخلّد ضحايا المكون الايزيدي، الذين تعرضوا عام 2014 إلى جريمة إبادة جماعية على يد تنظيم داعش الإرهابي.

وجرت مراسيم إزاحة الستار بحضور وزير الثقافة د. أحمد فكاك البدراني ممثلا عن رئيس الوزراء، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، ومحافظ نينوى نجم الجبوري، ورئيس محكمة استئناف نينوى القاضي رائد المصلح، ومنسق التوصيات الدولية في حكومة كردستان ديندار زيباري، وجمع غفير من شيوخ سنجار ووجهائها وأهاليها.

وفكرة إقامة هذا النصب بدأت في شباط 2021، عبر مبادرة تقدمت بها الناشطة الإيزيدية نادية مراد، الناجية من أسر داعش، والتي حصلت عام 2018 على جائزة نوبل للسلام. وقد حظيت هذه المبادرة بدعم من المنظمة الدولية للهجرة في العراق، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ويقع النصب في مقبرة مساحتها 10 آلاف متر مربع، تضم رفاة نحو 3 آلاف امرأة ايزيدية قضين على أيدي إرهاب داعش. وقد أنشأت المقبرة بدعم من الناشطة نادية مراد، لتخليد تضحيات المرأة الايزيدية.  ويتشكل النصب من ألواح رخامية كبيرة متفاوتة في الارتفاع، منحوتة عليها أشكال هندسية ثلاثية الأبعاد تجسد نساء إيزيديات وتحاكي حملات التطهير العرقي المتعاقبة التي شنت ضد الإيزيديين على مر التاريخ، وتعبر عن حجم المآسي والآلام التي طالت هذا المكون، وما عاناه ابان الحملة الداعشية الإجرامية الأخيرة.  وسبق أن أقيمت نصب لإحياء ذكرى المأساة الإيزيدية في أكثر من دولة، منها فرنسا وأرمينيا.  وفي كلمة ألقاها خلال مراسيم إزاحة الستار عن النصب، أعلن وزير الثقافة أن “مجلسي الوزراء والنوّاب يعملان على إعادة الإيزيديين الى سنجار والى بقية القرى الإيزيدية”، مطالباً بـ “اعطاء الحقوق الى الناجيات والمجتمع الإيزيدي، وإعادتهم سالمين الى ديارهم بعد ضمان إرجاع ممتلكاتهم، وتعويضهم عن كل ما فقدوه”.