اخر الاخبار

كربلاء – طريق الشعب

 ضيّفت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أخيرا، الرفيق فيصل عباس منشب المسعودي، الذي تحدث عن السفر النضالي لمجموعة من الشيوعيين، في مقارعة نظام البعث الدموي، وذلك في جلسة حملت عنوان «مناضلون شيوعيون».

 الجلسة التي احتضنها مقر اللجنة المحلية، والتي حضرها جمع من الرفاق الكبار والشباب، أدارها الرفيق القاص سلام القريني، واستهلها قائلا أن «أدب السجون يحتل اليوم مساحة واسعة في اعمال كبار الكتاب»، مبينا أنه في فترة سبعينيات القرن العشرين، شهدت الساحة الثقافية اصدار روايات مهمة من أدب السجون، كان يتداولها المثقفون العراقيون.

وتابع قوله أن الرفيق المسعودي سيستعيد في هذه الجلسة ذكريات موجعة حول المعاناة الكبيرة التي عاشها مناضلون شيوعيون خلف قضبان سجون الدكتاتورية.

بعد ذلك، ابتدأ الضيف حديثه قائلا: «بينما كنت معلقا في المروحة السقفية، شعرت ان السياط تقطر دما اخذ يقفز نحو وجهي. وكان السوط يفلت من بين يديّ الجلاد جراء التعب، وانا في حالة خدر تام اسمعه يقول لآمره: سيدي تعبت!».

وأضاف قائلا أنه «بعد تعذيب بدأ من الساعة الرابعة عصرا حتى الثامنة مساء، كان الجلاد لا يريد شيئا سوى الاعتراف. وكنت أسأله خلال التحقيق: ما هي التهمة الموجهة لي؟ فيجيبني: أنت متهم باغتصاب فتاة؟! فأرد عليه: حسنا لنتواجه مع أهل الفتاة إذا كان الامر كذلك!».

وتابع المسعودي قوله أن «الجلاد كان يعلم علم اليقين اننا أسمى وارفع من أن نرتكب مثل هذه الجرائم.. كلهم يعرفون الشيوعيين واخلاقهم وعفتهم وحبهم للإنسان.. نقدّر – نحن الشيوعيين - قيمة اقل المسرات الإنسانية. لذلك لا نتردد مطلقا في التضحية».

ومضى الضيف في حديثه قائلا: «غادرنا سجن رقم واحد في معسكر الرشيد بعد ان صدر بحقنا حكم بالسجن لسنوات مختلفة، فأودعنا في سجن أبو غريب وفق المادة 200/ 2»، مبينا أنه «كان عددنا 33 سجينا، خسرنا رفيقا بعد 5 شهور من التعذيب المر، وهو الرفيق صالح كاظم، من مدينة البصرة وخريج كلية الإدارة والاقتصاد».

ونوّه المسعودي إلى أنه «بعد التغيير اتصل بنا أحد الرفاق السجناء الـ 33، وهو الرفيق رزقي جوقي (أبو اشجان) من سنجار، فدعانا إلى جلسة تجمعنا طالما بقينا احياء. فكان اللقاء الأول في بغداد حققه الرفيق وليد زغير، تلاه لقاء آخر في كربلاء».

ثم استذكر أسماء عدد من رفاقه الـ33، وكان بينهم الكاتب حمدي العطار والصحفي حمدي العاني وفريد عبد الكريم ونجم الدين حمه سعيد واحمد العيثاوي وغيرهم.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات وطرحوا أسئلة أجاب عنها الرفيق فيصل المسعودي بإسهاب.