اخر الاخبار

ضمن سلسلة جلساته الأسبوعية المخصصة للاحتفاء بتجارب المبدعين، ضيف الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأربعاء الماضي، الروائيين المغتربين زهير الجزائري وشاكر الأنباري، ليتحدثا عن تجربتيهما السرديتين في جلسة عنوانها “المنفى والمكان”.  حضرت الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين في السرد. فيما استهلها الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي بالقول أن “جلسة اليوم استثنائية لوجود قطبين من أقطاب السردية العراقية، هما شاكر الأنباري وزهير الجزائري”، مشيراً إلى أن الاتحاد سيستمر في الاحتفاء بالمبدعين في شتى صنوف المعرفة.

الجزائري، وفي معرض حديثه، أبدى إعجابه بسرديات الأنباري. وقال أن “ما أحببته في سرديات شاكر، هو أنه يضع المكان كإطار أساسي لكتابة أي رواية. إذ تتوزع عناوين رواياته على الأمكنة”. ثم تحدث عن المكان في تجربته الروائية، مبينا أن ذاكرته ومخيلته وأحلامه كلها تتعلق بالمكان الأول، وهو بغداد. إذ شكّل شارع الرشيد الهاجس الأول والرئيس لحياته اليومية، وحياة أبناء جيله الذي جاء من محافظات الوسط والجنوب إلى بغداد، فعشقها ولم يتركها طوال عمره.  ووصف الجزائري المنفى بـ “الكرة المقذوفة للأعلى”، مؤكدا أنه وأقرانه من الجيل السردي المنفي، كان صعبا عليهم التفاعل مع المكان الجديد، من حيث اللغة والتصرفات والقرارات، إضافة إلى الكتابة.  ولفت إلى أن روايته “باب الفرج”، كتبها بصعوبة في منفاه. وهي تتحدث عن مكانه الأول، مدينته النجف التي ولد فيها، منوّها إلى أنه كان يحاول تغريب المكان في رواياته، ليتخلص من عصيان المكان الموجود في ذاكرته.  بعد ذلك، جاء دور الأنباري ليتحدث عن ملامح رواياته، حيث المكان والطفولة والجيران والأقارب، مشيراً إلى أنه “عندما يفتقد الإنسان كل ذلك فإنه يصار إلى مكان آخر وحياة أخرى عنوانها النفي”. وبيّن أن “الكاتب المنفي ينشطر إلى شخصين، ولن يستطيع جمع ذاته الواحدة إطلاقاً، لا سيما أن المنفى جعلني أشعر شعور الغريب على هذه الأرض، لأنه أضطرني إلى امتلاك ذاكرة أخرى غير التي تربيت عليها. ورغم ذلك مارست نوعاً من التطهير الذاتي وأنا اكتب عن ذاكرتي الأولى”.

ونوّه الأنباري إلى ان “مصطلح النفي ثقافياً في طريقه للزوال بسبب تغير معطيات الحياة والحرية الممنوحة للكاتب والمثقف، وان الترابط بين المنفى والوطن الأول لا ينفك إطلاقاً”.

ثم ألقى الضوء على بداياته السردية، وقال أن “أغلب رواياتي تتحدث عن مكان وزمان محددين، الا رواية (الراقصة)، فهذه كتبتها عن دمشق، وهي استرجاع لفترة الستينيات. وأعتقد أن الكاتب المنفي من الممكن أن يواجه نفس هذه الأمور في كتابة الرواية”.

وتخللت الجلسة مداخلات حول موضوعها وتجربتي الضيفين، ساهم فيها عدد من الأدباء الحاضرين.