اخر الاخبار

بداية، لن أتطرق الى سرد المواد المعنية بالنظام الداخلي، حيث انني اعتقدت خاطئاً ان ما نشر من مقترحات للمؤتمر الـ11، هو فعلا كان في اطار المقترحات، وليس مواد النظام الداخلي للمؤتمر الـ10.

أدون، هنا، ما يدور في خاطري من افكار، ربما تكون مكررة او جديدة:

ابدأ بشروط العضوية، التي اصبحت مفهوما مطاطيا لا حدود له. فيما يخص الاشتراك الشهري، كل حسب وضعه المادي او راتبه. إن النسبة المحددة قلما رأيت او سمعت ان التزموا بها الكثير من الرفاق وفي افضل الاحوال يدفع الرفيق بشكل رمزي دون التقيد بالنسبة المقررة، وهنا يجب الاعتماد على توصيف آخر، اضافة الى ان البعض يتهرب او تهرب من دفع الاشتراك بحجج واهية.

أما حضور الاجتماعات فقد اصبح اقرب الى عدم الالتزام لأسباب كثيرة، منها البعد الجغرافي او العمل، الذي لا يتوافق مع اوقات الاجتماعات التي يديرها سكرتير المنظمة، اضافة الى المبالغة بدمقراطية حضور هذه الاجتماعات. اما ثالث الشروط وهو العمل في احدى منظمات الحزب، فهو لا يرتقي الى مستوى المسؤولية على الاطلاق، لان عدم الحضور المتكرر، يعني عدم العمل ضمن احدى منظماته. ولذلك ارى ان يُرحّل الرفاق الذين لا يجدون وقتا لحضور الاجتماعات، بسبب البعد الجغرافي، مما يعيق عملهم في احدى منظماته بشكل سليم وفعّال، ناهيك عن ان الاهم هو الاقرار ببرنامج الحزب ونظامه الداخلي.

هناك أمر اصبح اكثر خطورة في حياة الحزب, أو هكذا اتصوره, وهو المبالغة بالديمقراطية داخل الحزب دون الالتزام بمركزية القرارات من قيادة الحزب. وهذا يشمل حضور الاجتماعات والفعاليات الحزبية، مما يعطي انطباعا خاطئاً حول مفهوم الديمقراطية. بينما المنشود منها توسيع افق الرفاق والسماح لمناقشة قرارات الحزب دون اية اجراءات تخل بهذا التوجه، لكن هذا لا يعني على الاطلاق نشر الآراء والتشهير عبر تكتلات او لقاءات فردية وشخصنة الامور والعلاقات وعدم الالتزام بتوجيهات القيادة الحزبية، اضافة الى ضرورة الاشتراك الفعلي في فعاليات الحزب المتعددة، سواء التظاهرات السلمية او الاحتفالات في مناسبة وطنية او اممية.

اعتقد ان مزاوجة الديمقراطية بالمركزية في حياة الحزب امر ضروري. وان الغاء المركزية يعني التسيب في كثير من الالتزامات.

انني ومن خلال لقاءاتي المتعددة في الخارج والداخل مع بعض الرفاق، اجد ان هناك تسيبا في العلاقات، وتوجبه تهم لا اساس لها لقياديين في الحزب، والتذمر من وجود بعص الرفاق الذين تجاوزوا العقد السبعين. وبالرغم من النقاشات حول هذا الموضوع من جانبي حيث ان هؤلاء القياديين لهم من الخبرة في العمل الحزبي، ما يفتقر اليه الكثير ممن يحضرون المؤتمرات، ولا يقدمون اية تصورات للعمل، وانما فقط مجرد اقتراح افكار عفا عليها الزمن، ولم تنل موافقة المؤتمرين منذ المؤتمر الخامس.

هناك من يقول ما عاد لنا فائدة من حفظ ما قاله فهد او لينين او ماركس, وقولي على ماذا نستند اذا حذفنا كل هؤلاء من قاموس حزبنا، والذين يطالبون بتغيير اسم الحزب، ويجهدون انفسهم لهذا الامر، انما يريدون ان نقلب معادلة (حزب شيوعي.. لا ديمقراطية اشتراكية) الى العكس، وهنا يجب ان اقول ان حذف شعار (ياعمال العالم اتحدوا) من جريدة ط ش كان خاطئاً بامتياز. وهذا لعمري ليس فكر (ستاليني)، كما يتصور البعض والمخلص دون شك. ان عملية التجديد والديمقراطية لا غبار عليها منذ المؤتمر الخامس، وتسير بخطى واسعة وكبيرة، ولذلك لا يصح اطلاق تسميات عفا عليها الزمن..

ان ما يدور حول مفهوم الكتل ادى الى اقتراح غريب، لا يتفق والخبرة والممارسة، وهو كتلة الشباب وكتلة النساء، وهذا نسخ من مفهوم ما اصبح شائعا في البرلمان العراقي. اعتقد ان وصول الشباب الى مواقع قيادية، لا يتطلب تثبيت مفهوم الكتل، الذي قد يجلب متاعب اكثر من الفوائد.

على سبيل المثال، انه أخذ بفكرة ان يتمكن المؤتمر من انتخاب رفيق، عمره الحزبي 3 سنوات للجنة المركزية! اقول ما هي خبرة هذا الرفيق ليكون قياديا في الحزب، وماذا قدم؟ يقول احد الرفاق القياديين: الامر لم يكن هكذا، انما انتخاب رفيق للمؤتمر ولكن (تحصيل حاصل) يمكن للمؤتمرين انتخابه للجنة المركزية! ارى ان يترك انتخاب الشباب والنساء للمؤتمر للانتخابات، بغض النظر عن تسميات سقطت على عملنا، وان لا يكون عمر الرفيق الحزبي المنتخب للمؤتمر او اللجنة المركزية اقل من عشر سنوات، حيث يكون الرفيق المعني قدم الكثير في مجالات عدة، ضمن العمل الحزبي، وقد صُقلت تجربته فيه.

اما الامر المهم الاخر، فهو ان يكون للعمال والفلاحين موقع متميز في قيادة الحزب، مع جل التقدير والاحترام لما هو موجود الان في مواقع قيادية.

أخيرا، أود أن أسجل رأيي في قيادة الحزب, وكما أراه شخصياً, فان باب القيادة بأكملها مفتوح لأي لقاء، ولم ار اي ترفّع من قبل من التقيه منهم. وأرى من الضروري ان تنفتح جريدة ط ش على الآراء المختلفة، حتى من قبل اصدقاء الحزب، فما بالك برفاقه، وان يطرح النظام الداخلي للنقاشات العامة, التي ينفرد بها جزبنا من دون اي حزب عراقي.

عرض مقالات: