اخر الاخبار

ضيّفت كلية التربية بالجامعة المستنصرية في بغداد صباح امس الاول الثلاثاء، رئيس تحرير “طريق الشعب” ووزير الثقافة الأسبق الرفيق مفيد الجزائري، في محاضرة عن “الثقافة ووزارة الثقافة بعد 20 سنة من التغيير”.

وكان عميد الكلية د. عصام عسل وعدد من اساتذتها، الى جانب عدد من الادباء والمثقفين يتقدمهم الشاعر عمر السراي أمين عام اتحاد الادباء، على رأس الحضور في قاعة المؤتمرات بالجامعة، التي كادت تمتليء بالطالبات والطلبة.

واستعرض المحاضر اولا مسيرة الثقافة العراقية الحديثة منذ انطلاقها في مطالع عشرينات القرن الماضي، مع تأسيس الدولة العراقية بصورتها الاولى، وتابع بعرض مكثف تطورها في العقود اللاحقة المتعاقبة. وركز في أثناء ذلك على أصالة هذه الثقافة وتجذرها في الروح العراقية وغنى طاقتها الابداعية،

وأشار الى الانجازات الكبرى التي حققتها في عقد الخمسينات، بقدرة المثقفين المبدعين أنفسهم واوساط المجتمع الأهلي، بعيدا عن اي دور للنظام الحاكم واجهزته. كما ألمح الى تطورها اللاحق، خصوصا في عقد السبعينات حتى انقلاب الحكم الدكتاتوري عليها وعلى القوى السياسية الوطنية والشعب كله.

وفي الجزء الاساسي من المحاضرة ألقى الرفيق الجزائري الضوء على مسيرة وزارة الثقافة الاولى بعد انهيار النظام الدكتاتوري سنة 2003، وانجازها المهم المتمثل في اعتماد مبدأ العمل المشترك المباشر مع المثقفين على تحقيق التنمية الثقافية والنهوض بالثقافة العراقية. واستعرض الجهود التي بذلتها على هذا الطريق خلال وجوده على رأسها، وصولا الى عقد مؤتمر المثقفين العراقيين الاول في نيسان 2005، قبل حوالي اسبوعين من تركه الوزارة.

وتحدث الجزائري بأسف عن التوصيات الثمينة التي خرج بها ذلك المؤتمر، والتي اهملتها الوزارة تماما في السنين اللاحقة وحتى اليوم، وأهدرت بذلك جهود عشرين شهرا لكوادر الوزارة، بالتعاون مع مئات المثقفين العراقيين الذي شاركوا في المؤتمر ومنحوا الدعم للوزارة حتى قبل عقده.

وبعد انتهاء المحاضرة عقب عليها الشاعر عمر السراي والروائي عبد الستار البيضاني والاديب د. احمد الزبيدي والناقد جمال العتابي، كما تحدث عميد الكلية د. عصام العسل، الذي اعرب عن السرور بالمحاضرة والترحيب بأي محاضرة مماثلة يرغب في تقديمها ممثلو الاطراف الفكرية والثقافية الاخرى.

وفي الختام قدم السيد العميد شهادة تقديرية الى الرفيق مفيد الجزائري، وشكره على المحاضرة التي قدمها.