اخر الاخبار

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد بالتعاون مع “مركز الغد الزاهر” للدراسات والاعلام، السبت الماضي، الباحث والكاتب باقر ياسين، الذي قدم محاضرة بعنوان “مظفر النواب – الصفحات المخفية”، بحضور عدد من قيادات الحزب الشيوعي العراقي، وجمع من المثقفين.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، وأدارها الأديب رياض الفهد، استعرض فيها الضيف محطات مهمة من حياة النوّاب، وألقى الضوء على مميزات شعره وعلاقته بالسياسة والحياة.

وقال أن “للنواب جمهورا واسعا جدا، لكن المفارقة أن عدد من كتبوا عنه قليل”، مُرجعا ذلك إلى قضاء الشاعر سنوات طويلة في معارضة النظام الدكتاتوري وفي المنافي.

وتحدث ياسين عن لقائه الأول بالنوّاب. وكشف عن تفاصيل عاشها الشاعر بعد فترة قصيرة من مغادرته بلده عام 1969 متوجها إلى بيروت، ثم إلى دمشق، مبينا أنه “في فندق متواضع من الدرجة الرابعة، تعرفت على النوّاب وعرفته بنفسي”. وأضاف قائلا أن “الشاعر كان شخصا عجيبا، يملك من العبارات والأفكار التي تذهل الآخرين”.

وتحدث عن ظروف تأليفه كتاب “مظفر النواب – حياته وشعره”، مشيرا إلى أنه بعد أن التقى الشاعر في سوريا، أجرى معه مقابلات طرح عليه فيها 300 سؤال، كان قد حضّرها على مدار شهور.

وأوضح أن من بين ما كشفه النوّاب في إجاباته هو ما حدث بينه وبين الدكتاتور صدام حسين، حينما التقيا بعد هروبه الشهير من سجن الحلة، منوّها إلى أن “صدام حاول مغازلة الروح الثورية للنوّاب، لإبقائه في البلاد، لكن الأخير رفض وهاجم الأنظمة الدكتاتورية في قصائده وفي مواقفه أيضا”.

ولفت إلى أن النواب تحدث خلال المقابلات عن علاقته بالرسم، وبأستاذه الفنان التشكيلي حافظ الدروبي، الذي كان يؤمن بأن للنوّاب قدرة فائقة على استعمال اللون.

وتحدث ياسين عن أسلوب النوّاب الشعري، مبينا أن لهذا الشاعر ميزات شعرية ذات قيمة عالية “فهناك أهمية قصوى في أشعاره للصياغات البلاغية والموسيقى والبحور. كما أنه امتاز بكتاباته عن مدن الفقر والمخيمات وعن الأبطال الذين آمن بهم”.

وتابع قائلا أن “النوّاب كان ميالا إلى البحور الشعرية القصيرة الراقصة، لما تتضمنه من حركة ايقاعية تتناسب مع أفكاره الثورية وأشعاره التحريضية. فهو استخدم ضمن هذا النمط الشعري أسلوب (الدبجة) في الكثير من قصائده التي كانت تشع حماسا وحركة، تجعلان المتلقي يضرب برجله على الأرض من فرط الحماس”.

ومضى قائلا أن “النواب كان عبقريا في اختيار الجمل والموسيقى الشعرية. كما كانت لديه صياغات بلاغية بمثابة اختراعات خاصة به، تختصر الموقف بجملة وتجعل عقل المتلقي يتداعى ويذهب للمعنى الذي يريد”.

وعن أشعار النوّاب التي كتبها باللهجة العراقية الجنوبية، أوضح ياسين أن الشاعر كشف له خلال المقابلات عن اعتقاده بأن هذه اللهجة ترقى إلى مستوى الفن العالمي، وأن جو الهور والطبيعة والحيوانات وحياة الإنسان هناك، أمور موحية شعريا بالنسبة له.

وفي الختام، قدم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. علي مهدي، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الباحث والكاتب باقر ياسين.