اخر الاخبار

الخال عبد الرحمن ، تسمية يطلقها المصريون على شاعرهم الشعبي المعروف / عبد الرحمن الأبنودي / ،وبذلك يشيرون وبقصدية من خلال هذه التسمية إلى قوّة الترابط الأُسري ووشائج صلة حميمة مستديمة الولادة ، حيث المرأة / الأُم رحم الوجود الإنساني المتلاصق . و (الخال عبد الرحمن) جعلت منه مجلة الهلال المصرية عنواناً عريضاً في عددها الخاص عن استذكار الشاعر الأبنودي والإحتفاء به،تكريماً له ولمنجزه الشعري . كتب في هذا العدد (عدد حزيران 2008) أكثر من اربعين مثقفاً من مختلف الإهتمامات الإبداعية مع حوار طويل معه أداره رئيس تحرير المجلة ،كما ضم العدد الكثير من الصوّر للشاعر مع الشخصيات الثقافية والأدبية والسياسية والإجتماعية ، وبذلك يكون العدد وثيقة  تؤرخ سيرته الحياتية / الإبداعية ،ومصدراً مكتملاً في حدوده عن مكانته في الشعرية المصرية وطريقة فهمه للشعر والفن والدور النضالي الوطني . والأبنودي من خلال اعماله الشعرية ( وجوه على الشط ، النوم على الاسفلت ، الفصول، الارض والعيال ، المشروع والممنوع ، عمّاليات ، جوابات حراجي القط ، أحمد سماعين ، أنا والناس، بعد التحية والسلام ) وكتابه ( شيء من وعن سيرة بني هلال)..، إستطاع أن ينقل الشعر الشعبي المصري من زجليته الفطرية البسيطة إلى مصاف التجديد والتحديث ..، وهكذا استحق الإشارة والإشادة . كانت عناوين المقالات واضحة جداً ، تُصرّح بمطلقيّة الوصف الإبداعي من دون مواربة ،فقد وصفه الناقد جابر عصفور( بالقيمة الإبداعية) ،وخيري شلبي( بالمفتون) ،والدكتور رفعت السعيد (بمنك َ لله) ،وسعد هجري (بسر اجنحة الكلمات)، واسامة انور عكاشة (بعدّى النهار)،ويوسف القعيد ( بعبر حمان) ،وسمير عبد الباقي (ببرقية ورد) ، وجمال الغيطاني (بذاكرة الخال)،وفاروق شوشه (بالظاهرة الشعرية المغايرة)،ومنير عامر (بقاريء أعماق الناس)، والدكتور أحمد درويش (بشعر شعبي رفيع)،وعزة شالي ( بالقيم التشكيلية)، وأسامة عرابي(بشعرية الانسان والحياة)،ومحمد البغدادي (بوتر الربابة المصرية)،والدكتور عزازي علي (بالدرويش الفلسطيني)،وشعبان يوسف(بالشاعر والمصوّر والسارد)،وعبده جبير (بموال جنوني طويل)، ومحيي محمود(بسارق الأحزان)،وحمد القدوس (بشاعر الشمس)،وختار سيد محمد(بعطر الايام)،وحمدي الكنيسي (بالمتمرد على العباءة)،ومحمد ابراهيم ابو سنه (بالذكاء الشعبي)،وابراهيم عبد المجيد(بمسير الشمس من تاني)، والدكتور نبيل حنفي (بالاغنية الجديدة) ، وأماني عبد الحميد (بالسيرة الهلالية)، وعلي السيد( بصوت الفقراء)....الخ.

في حواره، يقول الأبنودي عن اللغة واللهجة: الشاعر هو الشاعر،والشعر هو الشعر،مكتوب بالعامية، بالفصحى،باللاوندي، بالإغريقي..الشعر شعر،وهنالك قصائد في العامية المصرية ،قامتها ترتفع عن قامة قصائد فصحى :

ومدّيت

 إيديا أجيب

 اللي ما حد جابه

أجيب للسؤال الصغير .. جوابه

أجيب للسان اللي مسلول عليا .. جرابه

واجيب للميعاد الكبير.. اقترابه

أجيبهم وأنا اهدومي متقطّعين ..

وفي ضلوعي عتّه .. وطين

تمام ..

 زي أولاد

 حبايبي وعمامي وجيراني ..

حبايبي أنا الفلّاحين ...

ما قامت به مجلة الهلال،خطوة سابقة تنمُّ عن الجدوى والمعنى الكامنيين في الشعرية الشعبية المصرية من دون مواقف عليلة الصدق تحت عنوان ذرائعي: اللغة واللهجة. فهل نحن (هنا) فاعلون هكذا مع الشعراء الشعبيين المثقفين من الرواد والمجددين..؟...

عرض مقالات: