دم شـامـخـاً جـبـلاً لـلـمـجـد تـلـتـمـع وفــجــرُ صــبـــركَ بحـرٌ ظـــلّ يـتّـســعُ
نزفٌ من العشقِ يزهو في عرائشهـا نـوافــذاً مــن بـيـاضِ الـطـهــرِ تُـنـتـزعُ
وفــزّ مــن غـفـلـةِ الأيـامِ مـنـتـشـيـاً عـكــازُهُ كــبـرياءُ الــوقــتِ مــنـتـجــعُ
دمْ كالنخيلِ سيوفـاً مشرعـاتِ هــوىً سـهـامـهـا كـنـشـيـدِ الـسـعـفِ تصطرع
غـنّـت تـلاحـيـنـهـا الأضـواءُ لهفتُهــا مـوالهـا الـمـاءُ و الاشـجـارُ و الـسـجـع
أنهارُهـا مـن دمــوعِ الأرضِ لاظمــأٌ نـعـمـاؤهـا أثمـرت خـيـرا لـه زرعــوا
الخوفُ يأكل من أوجاعها غصصــاً والــوهــنُ أقـبـيـةٌ فــيـهــا لــه جُـــرع
وهدهد الليلُ جفنَ الطيفِ فـآنبجسـت اســـرارُهُ أرّقـتـهـــا تـلـكـــم الـبـــــدع
ظـفـائـرٌ تـاهَ مـنـهـا الصبحُ مرتجـفـاً وشــعّ فــي قـلــقٍ بـالــصـحـوِ يـقـتـلـع
تراكضت دهشـةُ النسيانِ فـي ألـمـي رغــائـبـاً مـــن وريـقِ الآهِ تـرتـضــع
أنـا وظـلّـي بـنـارِ الـيـأسِ شـهـقـتُـــهُ قلب تشظـى بـحـب الأرض يـهـتـجـع
نَذرتُ روحيْ لمن أهـويـتُ مـأتـزراً حـرائقـي وجـعـاً ناديـتُ مـا سـمـعـــوا
ارمـمُ الـزمـنَ الـمـهـدورِ يـكـتـبـنــي جـرحـاً بـخـاصـرةِ الـنـهـريـن يـفـترع
أنا قرابـيـنُ هـذي الأرضُ يا وطـنـي انا الــدمــاءُ نــذرتُ الــروحَ لاطــمــع
يا سَيدي يا شفـيـفَ الـفـجـرِ يالـغـتـي فـيـك الحـضـاراتُ بالاقـدامِ تـنـتـصــع
فـالـكـبـريـاءُ وسـامُ الـمـجـدِ يـلـبَـسُـهُ سنىً (عراقي) بطيب الأرضِ يـلـتـفـع
يا قـلـعـةً مـن شـمـوخٍ آيُـهــا شـرفــاً يا سـيـدي مـوطـنـي يا نـعـم مـا تضـع
الـبـوح يـسـرِقُ مـن عـيـنيَ رقـدَتهـا وسنانُ حـباً (عـراقـي) فـيـك لـي ولـع
سَموتَ عزّاً بكفّ الصبـر يا وطـنـي فآنفض جراحَكَ وآنهض فالعدا وقعوا
يا قامة مـن شـمـوخ النخـل بـاسـقــة كـفـوف مـجـدك تـمـرٌ كـم به شبعـوا؟
آلـيـتُ أعـشـقُـهُ مذ كنتُ في صغري لـلآن ســرُّ حـيـاتـــي فـيـه يـجـتـمـــع
يـا سـيـدي يـانـبـيَ الـحـرفِ يـا ألـقـاً زَهـا الابـاءُ عـلـى جـنبيه يـضـطـجـع
هـو (الــعــراقُ) أبــي والأمُّ أنـهــرُهُ والـشـاطـئـانِ عـروقـي فـيـضُـها وجع
أنت ارتعاشُ إباءٍ نازفٍ غـضـبٍ أمـطـر بـجـودِكَ مـاتَ الـلـيـلُ ينقـشـع
أضـي دروبَـكَ وقـداً انّ بـي وصــبٌ نـيـرانُ حـبـكَ غـورُ الــروحِ تـنـدلــع
أنا احـتراقُ صـراعٍ فـيـك يا (وطـنـي) أنت الـتـحـدي وفـي اثـوابِـكَ الـسَـبُــع
أمطر سـمـاءَكَ صـبـحـاً خـيـرُهُ بـلُـلٌ مـن كـبـريـاءٍ عـلـى هـامـاتـه شـــرع
نَـثـيـثُ اسـمِـكَ أشـواقـاً بـذاكـرتــــي و سحرُ حرفِـكَ فـي الأحـداقِ ينطبـع