اخر الاخبار

يحتفل شعبنا العراقي، ومعهم المثقفون العراقيون، هذه الايام بالذكرى المجيدة لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، حزب العمال والفلاحين وشغيلة الفكر المثقفين وكل الكادحين. ويعدّ المثقفون العراقيون هذه المناسبة عيداً وطنياً لهم أيضاً، وذلك للإرتباط العضوي الوثيق بينهم وبين الحزب الشيوعي الذي نهض على كواهلهم مثلما نهض على كواهل العمال والفلاحين.

لقد أولى الحزب الشيوعي، منذ تأسيسه إهتماماً خاصاً بالمثقفين والثقافة العراقية. ويكمن القول،،بكل ثقة، أنه لا يبزه حزب عراقي آخر في هذا الميدان. ولو فحصنا البنية التنظيمية للحزب في مراحله المختلفة لوجدنا مصداقاً على مانقول، ذلك ان مشروع الحزب الاساسي هو مشروع ثقافي في الجوهر. فالحزب يعدّ الثقافة اداته الرئيسة في التأثير في الجماهير وخلق الصلة اليومية بها لخلق وعي فكري بضرورة تحقيق تغيير ثوري جذري في حياة المجتع. اذْ لا يمكن الحديث عن فعل ثوري بدون ثقافة واعية وفكر علمي ثوري.

وعبر تأريخه المديد كان الحزب يوفر لاعضائه ولجماهيره مصادر ادبية وفنية وفكرية ولا يقتصر على الموضوعات ذات الطابع الايديولوجي الو التنظيمي فقط. فقد كان يوفر لهم روايات ثورية مثل رواية "الام" لمكسيم غوركي او "الدون الهادئ" لميخائيل شولوخوف او رواية "أرض ثمارها من ذهب" لجورج امادو كما ينقل لهم تجارب شعرية لشعراء انسانيين أمثال ناظم حكمت ومايكوفيسكي واراغون وبابلو نيرودا كما كان يشجع جماهيره على ارتياد دور العرض المسرحي والتشكيلي والموسيقي. فقد تحولت مسرحية "آني أمك يا شاكر" لفرقة المسرح الفني الحديث الى مادة للتثقيف الحزبي حيث كان الحزب ومنظماته في المحافظات يهيئون حفلات لنقل الراغبين لمشاهدة مثل هذه العروض المسرحية والفنية.

ومن المعروف أيضاً ان الحزب كان يقف مع جميع الاتجاهات الحداثية في الشعر والقصة والرواية والتشكيل والموسيقى. فقد دعم الحزب بقوة عن طريق صحفه ومجلاته حركة الحداثة الشعرية في الخمسينات المتمثلة بحركة الشعر الحر وحركة التجديد القصصي في الخمسينات كما دعم نشاط المنظمات والاتحادات الادبية والثقافية مثل اتحاد الادباء ونقابة الفنانين ونقابة الصحفيين ووقف وراء تأسيس منظمات للطلبة والشباب مثل: اتحاد الطلبة والشبيبة الديقراطية ورابطة المرأة العراقية وحركة أنصار السلام وغيرها.

من كل ذلك يمكن القول بوجود علاقة وثيقة بين الحزب الشيوعي وكل شرائح المثقفين العراقيين، وهو مايدفع بالمثقفين العراقيين لاعتبار عيد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عيداً لهم أيضاً

وبهذه المناسبة يشرفني، بوصفي مثقفاً عراقياً أن أضع وردة حمراء على صدر كل مناضلي الحزب واصدقائه وانصاره.

عرض مقالات: