اخر الاخبار

في كل عام وفي صبيحة الرابع عشر من شباط يستذكر الشيوعيون العراقيون شهداء الوطن والشعب حيث يعتبر هذا اليوم رمزا للشهادة والتضحية من اجل وطن والشعب والمبادئ وفي سبيل الوطن الحر والشعب السعيد.

وفي هذه الذكرى كان لنا لقاء مع الرفيقة ليلى مهدي حمادي زوجة الشهيد حبيب .. احدى رفيقاتنا التي تعرضت الى السجن والاضطهاد وعانت الكثير من قبل البعث الفاشي وتحملت العذاب النفسي والمعنوي ولم تطأطأ رأسها وبقيت وفية لوطنيتها وحزبها المناضل لتحدثنا عن سيرة زوجها الشهيد..

الشهيد البطل حبيب عبد محمد فرج الزبيدي من مواليد بغداد /1946 وكان طالبا في متوسطة النظامية ثم اكمل دراسته في اعدادية النضال للبنين عام 1965 ليلتحق بعدها بكلية التجارة حيث تخرج منها عام (70-71) بكلوريوس- محاسبة وتم تعيينه بدرجة محاسب في وزارة التجارة / الشركة العامة للاسواق المركزية .

الشهيد حبيب واحد من شهداء الحزب الشيوعي العراقي انضم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي عام 1963 لروحه الثورية، وكونه يسكن انذاك في مدينة الثورة .. مدينة الكادحين والفقراء ومعقل الشيوعيين العراقيين وكان ملتزما بعمله وانموذجا يقتدى به ومحبوبا بين عائلته ورفاقه واصدقائه وخلال حياته الدراسية تم توقيفه عدة مرات لمشاركته في التظاهرات الجماهيرية التي اندلعت انذاك ضد الانظمة الفاسدة التي ابتلى بها العراق مما ادى الى مضايقته من قبل سماسرة البعث الفاشي وتحمل الكثير من العذاب والاضطهاد النفسي والمعنوي لحين اعتقاله في منطقة باب المعظم بتاريخ 15-5-1980 عندما كان يروم زيارتي في مستشفى مدينة الطب (قسم النسائية) لرقودي فيها بعد اعتقالي عام 1979 ولمدة شهرين ومرة اخرى اعتقالي عام 1980 ولمدة شهر واحد وجرى  خلالها تعذيبي بالكهرباء وكنت حينها حاملا ووضعوا العصا الكهربائية على رجلي اليسرى واسقطوني ارضا وتعرضت من جرائها الى تخثر بالدم في الساق اليسرى اضافة الى سحب الطفل مني ميتا وكان في الشهر الخامس اثر التعذيب الذي تعرضت له .

منذ اعتقال الشهيد حبيب في 15-5-1980 لم يصلنا أي خبر عنه بالرغم من مراجعاتنا المستمرة لدوائر الامن انذاك لكن بعد فترة حصلنا من الدوائر الرسمية شهادة وفاة باعدامه بتاريخ 1-7-1980 بالرغم من عدم تبليغنا من قبل الاجهزة الامنية باعدامه ولم يتم تسليم رفاته لنا ورحل عنا هذا البطل الى الابد وهكذا انتهت مسيرته النضالية .

انهض يا حبيب حتى ترى بأم عينيك كيف تهاوت دولة الهراوات والتعذيب والاغتيالات والمقابر الجماعية بعد ثلاثة عقود مرت مليئة بالفصول الدامية والمرعبة والتي عشناها سوية وليس لدينا أي رد على جريمة اعدامك غير مواصلة المسير في درب الحزب الشيوعي .

نم قرير العين وسوف نواصل المسيرة من اجل وطن حر وشعب سعيد.

عرض مقالات: