اخر الاخبار

لا اعتقد ان هناك هوية للعراق اكثر شمولية من الهوية الثقافية فهي تكاد تكون الهوية الوطنية الجامعة لكل البلاد ، فنحن نختلف على اكبر الاشياء واصغرها ونصل حد التنافر والتقاتل ، ولكننا لا نختلف على الجواهري او لميعة عباس عمارة او السياب او البياتي ونازك الملائكة او منير بشير او جواد سليم او علي الوردي او ناظم الغزالي او  او او هولاء وغيرهم كثر  هم رموز ثقافتنا وهم جزء رئيس من تشكيل هويتنا الوطنية وليست الثقافية فحسب ، هذا على المستوى الشعبي والوجداني اما على مستوى الهوية  الثقافية للدولة  فهو محل تنازع واختلاف ، كما انه مرتبط بتحولات السلطة وازماتها ، فهوية الدولة الثقافية في الزمن الملكي غيرها في الزمن الجمهوري ، وكذلك الجمهوري منقسم على بعضه فزمن الشرعية الثورية غيره في زمن الديمقراطية، وكل امة تأتي تلعن الامة التي تسبقها وتغير من هويتها الثقافية التي كانت سائدة ، فمفاهيم القومية والعروبة والوحدة هي مفاهيم درسناها في ظل الدولة القومية ومن ثم اختلفت الامور بعد ٢٠٠٣  لتتسيد الى حد ما مفاهيم دينية وعقائدية وهذا نستطيع تلمسه من خلال تسمية المدارس والمستشفيات والشوارع العامة باسماء رجال دين كانوا محظورين في زمن الدولة القومية ، ولكن للاسف لا هذا ولا ذاك سيمثل هوية الدولة الثقافية ، لان الهوية الثقافية للدولة يجب ان تبنى على قواعد وأسس علمية لا ترتبط بالمراحل الانتقالية للشعوب ، انما ترتبط عضويا بعادات الناس وتقاليدهم ورويتهم للحياة بدءا بعمارة بيوتهم وطراز البناء ولون الجدران والازياء التي يلبسونها والاغاني التي يسمعونها ،  وليس انتهاء بمناهج الدراسة التي يتعلم الاولاد فيها  كل ذلك يشكل اللبنة الاساسية كما اظن بهوية البلاد الثقافية.

__________

*شاعر وباحث/ المستشار الثقافي للسيد رئيس الوزراء.

عرض مقالات: