اخر الاخبار

فيينا – طريق الشعب

احتضنت “حدائق براتريوستن” وسط العاصمة النمساوية فيينا، يومي 4 و5 ايلول الحالي، فعاليات الدورة الـ 64 لعيد جريدة الحزب الشيوعي النمساوي “فولكسشتمه” (صوت الشعب).

وكانت النسخة الأولى للمهرجان قد انطلقت عام 1946، ليصبح هذا الحدث من أكبر فعاليات اليسار النمساوي السنوية، وعيدا وطنيا محافظا على محتواه السياسي وطابعه التضامني.

وتميز المهرجان الذي توقف العام الماضي بشكل مؤقت جراء تفشي وباء كورونا، بتنوعه الكبير هذه المرة، خاصة من حيث الحضور الذي فاق توقعات منظميه – بحسب التقييم الاولي الذي طرحه المتحدث الاتحادي للحزب الشيوعي النمساوي (سكرتير الحزب)، غونترهوبفغارتنر، ومعه زعيم الحزب السابق ورئيس تحرير جريدته المركزية التي تحولت منذ سنوات إلى مجلة شهرية، ميكرو ميسنر.

وشاركت في المهرجان قوى اليسار النمساوي بمختلف اتجاهاتها ومدارسها الفكرية، بالإضافة إلى العديد من المنظمات والمبادرات الاجتماعية والتضامنية. كما تميز المهرجان بطابعه الأممي، من خلال مشاركة العديد من قوى اليسار الأوربية واللاتينية، الى جانب منظمات الأحزاب الشيوعية واليسارية العاملة في النمسا، ومنظمات الجاليات الأجنبية المقيمة في البلاد ومنظمات التضامن مع اللاجئين.

وكان الحزب الشيوعي العراقي حاضرا في المهرجان بخيمة كبيرة، أصبحت محطة للقاء جمع من العراقيين المقيمين في فيينا وبقية المدن النمساوية، بالإضافة إلى الأجانب. وقد شهدت الخيمة حوارات  مع الضيوف، وتقديم أكلات عراقية منوعة للزائرين.

وشكل موضوع الحرب عموما وتطورات الوضع في أفغانستان بشكل خاص، أبرز الموضوعات الرئيسة في حلقات المناقشة التي شهدها المهرجان. ففي سياق العديد من الفعاليات كانت هناك ندوة عن تاريخ الشيوعيين واليسار في أفغانستان، وعن التطورات الأخيرة التي شهدها البلد.

وقسمت ساحة المهرجان إلى قرى. فإلى جانب قرية الحزب الشيوعي النمساوي كانت هناك قرية للحركة النقابية، وأخرى لحزب اليسار الأوربي، فضلا عن قرى للتضامن والمبادرات الخاصة بالمنظمات الشبابية والطلابية، وقرية للمنظمات النسوية.

وكانت خيمة التضامن مع  الشعب الكوبي وثورته، حاضرة في المهرجان. وقد تمت في سياق فعالياتها مناقشة التطورات الراهنة في كوبا، والدعوة إلى رفع الحصار الأمريكي المفروض على البلد منذ أكثر من 60 عاما. كما قدمت الخيمة فقرات موسيقية مميزة. 

وتضمن البرنامج الفني والثقافي للمهرجان، فعاليات موسيقية ساهمت فيها فرق نمساوية وأجنبية، فضلا عن قراءات أدبية نظمها عدد من دور النشر.