اخر الاخبار

مسلسل التفجيرات يعود من جديد ليحصد العشرات من ارواح الفقراء بين شهيد وجريح، وهو نتيجة حتمية لصراعات بعض الكتل والاحزاب المتنفذة الحاكمة في سباقها المحموم للحفاظ على سلطتها وهيمنتها، بعد ان هز ثوار تشرين عروشهم الفاسدة. والضحية دائما هم الفقراء الأبرياء الذين يتم استهدافهم في الأماكن المزدحمة، حيث يتواجدون من اجل كسب لقمة عيش عوائلهم في الاسواق او مساطر العمل. وما تكسبه الجماهير هو مجرد تصريحات تصدر من بعض المسؤولين توضح ان الانفجار ناجم عن عربة، تحمل مواد شديدة الانفجار.

وبعدها تشكل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، وماذا بعد التصريحات وتشكيل اللجان، هل سيحاسب الفاعل؟ هل ستتوقف حملة التفجيرات؟ هل ستؤدي القوات الأمنية دورها في حفظ أرواح الناس، التي هي من واجبها ومسؤوليتها؟ اين كانت هذه القوات عندما تدخل السيارة او الانتحاري مكان الحادث؟

على ما يبدو ان جميع هذه القوات بأصنافها مفتوحة عيونهم فقط على من يطالب بأبسط حقوقه. وكما يقول المثل (ابوي ما يكدر بس على امي!).. وبعد كل تفجير تعمل ماكنتهم الاعلامية على اثارة النعرات الطائفية. ومن اجل طمس الجريمة والهاء البسطاء، والضحك على الذقون، فيبدأ بث الشائعات من خلال اللعب على وتر الطائفية، متناسين ان اللعبة باتت مكشوفة. مؤسف ان تكون الطائفية كرة في ملعب الفاسدين، ومؤلم ان يجري النيل من الطوائف واقحامها في التفجيرات والعمليات الإرهابية.

ان استغلال الشحن الطائفي هو جريمة بحد ذاتها، تكون نتائجها حصد أرواح الابرياء بالتفجيرات والعمليات الإرهابية.. ولو كانت هناك قوانين صارمة تجرم الطائفية وخطاب الكراهية والتحريض على القتل من أي جهة كانت، لما استطاع اي احد ان يحاول تمزيق النسيج الاجتماعي للبلد.

كم عائلة عانت جراء التفجيرات، وكم بيت تهدم واصبحت العوائل دون مأوى، وكم ارملة فقدت معيلها وكم طفل تيتم؟؟؟ الأعداد في ازدياد مستمر.. هنا لا بد من القول ان ما يحدث الان وغدا هو كما قيل “اذا اتفق السياسيون سرقونا واذا اختلفوا قتلونا”. عندما يصل حد الفقر في بلدنا الى أكثر من ٣٠ في المئة، والشعب يعيش عيشة الكفاف يعني انهم متفقون على السرقة والنهب. وفساد السلطة لم يعد مخفيا بل في العلن. وأحدهم يهدد الاخر بملفات فساد في الفضائيات! انهم يسرقونا يا سادة. وعندما يختلفون في ما بينهم يبدأ عرض حلقات مسلسل الإرهاب ويقتلونا. فلنترك قليلا اتفاقاتهم واختلافاتهم.

هل حاولنا نحن يوما ان نتفق؟!

عرض مقالات: