اخر الاخبار

على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع الآثار والتراث في العراق، تحاول الجهات الحكومية المعنية الحفاظ على ما تبقى من أماكن تراثية، من خلال إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، بهدف تعزيز الوعي بهذا التراث الفريد للعراق، وتعزيز مكانته العالمية.

درب زبيدة

يقول أحمد علي حسين، مسؤول مفتشية الآثار والتراث في محافظة النجف، ان هناك بعثات عراقية تعمل حاليا في منطقة البدو. ولديها عدد من الاكتشافات التي تم الإعلان عنها”، مؤكدا عدم وجود بعثات أجنبية.

ويضيف حسين في تصريح لـ”طريق الشعب”، أن مفتشية النجف تسعى إلى ادراج “درب زبيدة” في لائحة التراث العالمي: “انه طريق حج قديم يربط بين السعودية والعراق، بدءا من الكوفة إلى مكة المكرمة. وتم تحديد أربع نقاط على الطريق، من بين حوالي ٢٨ إلى ٣٠ محطة، لكن تم اختيار أربع نقاط فقط للإعلان عنها في لائحة الآثار. وقد حددت من قبل لجنة مشتركة محلية وأجنبية”.

ويؤكد حسين وجود “دعم من وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والتراث. ويشمل المشروع عمليات التنقيب والتأهيل والترميم”، مشيرا الى انهم الان في مرحلة خطة الإدارة.

ويعد المشروع بأنه “الأول من نوعه، كونه مشتركا بين العراق والسعودية”.

800 موقع أثري

يقول حازم الصائغ (باحث في التراث والتاريخ) من محافظة واسط، أن البعثات عثرت على أجزاء من بقايا مبان وعدد من اللقى المتنوعة التي تعود إلى نهاية العصر الساساني وبداية الإسلام المبكر، وهي امتدادات لزمن مدينة الحيرة، موضحا ان الاثار التي جرى العثور عليها شملت “قوارير زجاجية وجرارا فخارية في قرية (اشبيلية)”.

ويضيف الصائغ خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أنّ بعثة أجنبية تمكنت من اكتشاف أكثر من 800 موقع أثري في المحافظة.

ويشير إلى أنّ “أغلب المناطق الأثرية تكون في مواقع خارج المدن والأقضية، ما يجعلها عرضة لعمليات السرقة والحفر”.

وبالحديث عن أسباب استمرار اعتماد العراق على البعثات الأجنبية، يبين “أننا لا يزال نفتقد للإمكانيات المادية والعلمية والأدوات التي تسهل عمليات البحث والتنقيب بشكل جيد، بينما يضيف تملك البعثات الأجنبية حرصا شديدا واهتماما بالآثار. كما انها تعمل على ترميم وتأهيل العديد من القطع المكتشفة”.

ويدعو الصائغ الى الاهتمام بالكوادر المحلية المعنية بأمور التنقيب والآثار، وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة، بالإضافة الى الاستفادة من خبرات البعثات الأجنبية، لنضمن ان يكون تنقيب الآثار بأيدي عراقية.

إهمال

حسن حميد (اختصاص اثار وتراث)، يقول إن “المواقع الاثرية في العراق لا تزال تعاني من الإهمال، حيث تتعرض أراضيها التي تحتوي على الاثار للتجاوزات والسرقة”، مشيرا الى وجود العشرات من المواقع غير المنقبة، ما يفسح مجالا للسرّاق.

ويضيف حميد خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “العراق مؤهل للحفاظ على اثاره والعناية بها، خاصة بعد توفير الكوادر والطرق الخاصة بها، لكن الوضع يتطلب امتلاك ثقافة ووعيا واهتماما بتاريخ وتراث الوطن”. ويشدد على أهمية “إطلاق حملات إعلامية من قبل الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحفظ الاثار والتراث، بالإضافة الى تكثيف الزيارات الى القرى والارياف القريبة من مواقع الاثار والالتقاء مع اهالي تلك القرى والتحدث معهم عن اهمية الحفاظ على الاثار والمواقع الاثرية، والتبليغ عن اية اعمال مشبوهة، وتنظيم رحلات جامعية ومدرسية الى المواقع الاثرية للتعريف بها وبتاريخها العريق”.