اخر الاخبار

خلال الفترة الممتدة من تشرين الأول العام الماضي وإلى الآن، سجلت محافظة نينوى ارتفاعاً غير مسبوق بحالات الإصابة بمرض الحصبة المعدي، بين أطفال وكبار.

والحصبة مرض شديد العدوى يسببه نوع من الفيروسات، وهو قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة في بعض الأحيان. وينتقل المرض عن طريق الجهاز التنفسي للشخص المصاب بواسطة الرذاذ المتطاير أثناء السعال أو العطس، أو بالاتصال المباشر مع إفرازات الأنف والحلق.

ومعلوم ان المؤسسات الصحية تطلق باستمرار حملات لتطعيم الأطفال بلقاح الحصبة، على شكل جرعتين، الأولى تكون بين عمري 9 و15 شهرا، والثانية في مرحلة الطفولة. لكن خلال فترة سيطرة إرهاب داعش على نينوى، ونزوح الأهالي، لم يحظ الكثيرون من الأطفال بالحصول على هذا اللقاح، الأمر الذي تسبب في انتشار المرض – وفق ما يرى متابعون للشأن الصحي.

500 إصابة شهريا!

تنقل وكالة انباء “العربي الجديد” عن مصدر طبي في نينوى، قوله أن “المستشفيات في المحافظة سجلت منذ بداية العام الحالي ولغاية الآن مئات الإصابات بمرض الحصبة”.

ويبيّن المصدر الذي حجبت وكالة الأنباء اسمه، أن “مستشفيات الموصل، لا سيما مستشفى ابن الأثير التخصصي للأطفال، يستقبل شهرياً ما بين 400 إلى 500 حالة مصابة بالمرض”، لافتاً إلى أنّ “الارتفاع في معدلات الإصابة بدأ يُسجل منذ تشرين الأول الماضي ولغاية الآن”.

ويوضح أن “هذه الإحصائيات تشمل فقط مَن سُجِّلوا وأُدخِلوا رسمياً إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وان حالة واحدة من بين 5 إلى 6 حالات تُدخَل إلى ردهات المستشفيات وتُسجَّل رسمياً عبر فتح سجل طبي للمريض”.

وكشف المصدر عن تسجيل حالات وفاة جراء الحصبة، لا سيما بين الأطفال دون عمر العامين والذين يعانون أمراضا في القلب، مبيِّناً أنّ “مستشفى ابن الأثير سجل خلال الشهرين الماضيين 5 حالات وفاة. ولديه حالة إصابة خطيرة لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات، يرقد حالياً في قسم العناية المركزية، بعد إصابته بالتهاب في الدماغ جراء مضاعفات الحصبة”.

فيما يلفت إلى أن “هناك حالات كثيرة لا تُسجل رسميا، خاصة الموجودة في القرى والنواحي البعيدة عن مركز المدينة. كذلك ان الكثيرين من المصابين من داخل مركز الموصل، لا يراجعون المستشفيات، لأن ذويهم يعلمون أن هذا المرض لا يوجد له علاج مباشر”.

ويوجد في الموصل مركزان لعزل المصابين بمرض الحصبة، الأول في “مستشفى الشفاء” بواقع 16 سريراً، والآخر في “مستشفى ابن الأثير” للأطفال بواقع 16 سريراً أيضاً.

صحة نينوى تنفي انتشار المرض!

المتحدث باسم صحة نينوى بشار الجادر، يؤكد من جانبه تسجيل إصابات بالحصبة في مستشفيات الموصل، لكنه ينفى أن يكون هناك انتشار للمرض بشكل واسع.

ويقول في حديث صحفي، أن “الإصابات تُشخَّص عن طريق الفحوصات المختبرية أو السريرية”، مبيّناً أن “الفحوصات المختبرية أثبتت إصابة 44 شخصاً، أغلبهم من الأطفال، أما الفحوصات السريرية، فأظهرت إصابة عدد أكبر بكثير بالمرض”.

ويشير إلى ان “أغلب حالات الإصابة المسجلة هي حالات بسيطة يجري التعامل معها بشكل سريع، أما الحالات الخطرة، فتُدخَل إلى المستشفيات لتلقي العلاج أو مراكز العزل إذا اقتضت الحاجة”.

ويذكر الجادر أن “نسبة الإصابة بالمرض في نينوى لا تظهر أرقاماً مرتفعة، لا سيما إذا ما احتُسبت مع عدد السكان في المحافظة الذي يقترب من 5 ملايين”، مبيناً أنّ “دائرة صحة نينوى، ومن خلال المستشفيات العاملة، تقدّم اللقاحات للأشخاص الملامسين للمريض، في محاولة للتخفيف من إصابتهم بالعدوى”.

ويؤكد أن “أغلب الإصابات المسجلة، لا سيما الشديدة، تعود لأشخاص لم يتلقوا اللقاحات في الصغر، وهناك حالات نادرة يُصاب فيها من تلقى اللقاح، لكن إصابته تكون خفيفة وليست خطيرة”.

ويدعو الجادر الأهالي إلى مراجعة المراكز الصحية لتلقي العلاجات الدورية الروتينية الخاصة بمرض الحصبة وبقية الأمراض، مشددا على أهمية إكمال جدول اللقاحات الخاص بالأطفال، لحمايتهم من هذه الأمراض.

الإصابات تتصاعد في عموم المحافظات

وكشفت وزارة الصحة أخيرا عن تصاعد حالات الإصابة بالحصبة في عموم المحافظات.

وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في بيان، أن “العراق سجل زيادة في عدد الإصابات على المعدل الطبيعي، منذ العام الماضي بشكل تدريجي، واستمرت هذه الزيادة حتى العام الحالي”.

وأضاف قائلا أن “أغلب المصابين يتماثلون للشفاء خلال أيام، لكن هذا المرض لديه قدرة على الانتقال من شخص إلى آخر، خصوصاً بالنسبة للأطفال”. ولفت إلى أن “اللقاحات أثبتت فعاليتها بتجنب الأمراض، ومن ضمنها الحصبة”، داعياً المواطنين إلى التزام جدول اللقاحات الخاص بالأطفال.

وشدد البدر على أهمية الانتباه لأعراض الحصبة في مراحلها المبكرة، وعزل المصاب حتى تُقطَع سلسلة انتشار العدوى.

يذكر أن أعراض الحصبة تظهر بعد التعرض للفيروس بفترة تتراوح بين 10 و14 يوماً، وعادة ما تشمل الحمى والسعال الجاف وسيلان الأنف والتهاب الحلق والعينين، فضلاً عن ظهور بقع بيضاء صغيرة مع بؤر بيضاء مائلة للزرقة على خلفية حمراء داخل الفم على البطانة الداخلية للخد، إضافة إلى ظهور طفح جلدي يتكون من بقع كبيرة مسطحة.