اخر الاخبار

تشتهر بحيرة الرزازة الواقعة في محافظة كربلاء بمناظرها الطبيعية الجميلة، وتنوع عدد الأسماك فيها التي اتخذها سكان المنطقة مصدرا لمعيشتهم. اما الان فتشهد تتناثرا للأسماك الميتة على شواطئها، فيما تحولت الأراضي التي كانت خصبة حولها إلى صحراء قاحلة، بسبب الجفاف الذي كان له حصة فيها!

وكانت وزارة الموارد المائية، قد حذرت في وقت سابق من العام الماضي، من جفاف بحيرة الرزازة وتملح مياها، إضافة الى نفوق إعداد كبيرة من الأسماك، وعزت ذلك الى قلة الحصة المائية الواردة من دول الجوار وقطع الأنهر المشتركة مع العراق.

تهديد للمورد المالي

يقول الصياد علي حسن، إن “قبل حوالي ثلاثين عاما، كانت بحيرة الرزازة تشكل مصدرا لرزق العديد من الصيادين الذين هم أبناء المنطقة”، مبينا ان “منسوب المياه كان جيدا مقارنة باليوم”، متأسفا لما تتعرض له من جفاف.

ويؤكد الصياد في حديث مع “طريق الشعب”، ان “عملية نفوق الأسماك شهدت غيابا حقيقيا للدور الحكومي في الاهتمام بها، كونها هددت المورد الاقتصادي الوحيد للكثير من الصيادين”.

وعزا أسباب النفوق الى “انخفاض مناسيب المياه فيها، وارتفاع درجات الحرارة التي جعلت من التراكيز الملحية ترتفع”، لافتاً إلى أن “هذه العوامل جميعها جعلت البحيرة بيئة غير صالحة لها”.

ارتفاع نسبي

فيما يذكر المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، ان “الأمطار الأخيرة ساهمت في رفع منسوب بحيرة الرزازة لبضعة سنتمترات فقط، مع تحسين نسبة الملوحة بشكل قليل في المناطق العميقة، التي تتواجد فيها بالعادة الاسماك ومصب المبازل”.

ويقول شمال في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان بحيرة الرزازة هي “ذات خزن ميت”، مشيرا الى ان البحيرة تتم تغذيتها من خلال “ناظم المجرة في بحيرة الحبانية في مواسم الفيضان. اما في الأيام الاعتيادية فتتغذى على مبازل كربلاء وعلى الوديان المتجهة لها مثل وادي الأبيض ووادي الغذف وبعض المياه الجوفية المتواجدة في مناطق عمقها”.

عن البحيرة

ويذكر حسن الزاملي، وهو ناشط من محافظة كربلاء وصاحب مبادرات تخص بحيرة الرزازة، أن البحيرة “تعتبر المسطح المائي الوحيد في المحافظة، وتمتلك رافدا واحدا ينبع من نهر الفرات، تقدر مساحتها بـ 1800كم مربع، وطاقتها التخزينية بنحو ستة وعشرين مليار متر مكعب، وتمتد بين محافظتي الانبار وكربلاء”، واصفا موقعها الجغرافي بأنه “مميز جدا”، كونها تقع على أطراف محافظة كربلاء، وتحدها مناطق سياحية مثل كنسية القصير وحصن الاخيضر.

ويبين الزاملي لـ”طريق الشعب”، أن “البحيرة عانت من إهمال كبير بعد العام ٢٠٠٣”.

مبادرات طوعية

وعن المبادرات المدنية، يقول ان “أول حملة كانت عام ٢٠١٦، تضمنت التعريف بالبحيرة وبيان مدى أهميتها، تلتها حملة أخرى عام ٢٠١٨، شارك فيها عدد من الناشطين والشخصيات المؤثرة بالمحافظة، وكان للإعلام دور مهم وكبير في تسليط الضوء عليها”، مشيرا الى “أننا تواصلنا في وقتها مع الحكومة المحلية بشأن تقديم محاولات لإنعاش هذه البحيرة، لكن لوحظ انعدام الرغبة في محاولة التحرك لإنعاش البحيرة وإعادتها الى سابق عهدها”.

ويردف الزاملي انه “تم تقديم عدة مقترحات للحكومة المحلية منها عمل دليل سياحي على شكل كتيب صغير يتم توزيعه على السياح والفنادق، كون المحافظة تشكل واجهة سياحية دينية تستقطب الملايين من السياح سنويا من داخل وخارج البلد”، إضافة إلى تقديم اقتراح لإنشاء شارع يسهّل حركة العجلات وشاطئ على البحيرة، مجهز بكافة الخدمات”، لافتا الى ان “البحيرة يزورها الآلاف من المواطنين سنويا”.

نقاط الإهمال

وعن الإهمال الذي طال بحيرة الرزازة، يقول انها “تواجه تلوثا بيئيا كبيرا بسبب تفريغ مياه المجاري الثقيلة فيها، إضافة الى صب مياه المبازل، ما أدى الى القضاء على نسبة كبيرة من الثروة السمكية الموجودة فيها”، مشيرا الى ان ذلك “تسبب بضرر لصيادي الأسماك، الذين تعتبر مهنتهم الوحيدة والمتوارثة منذ القدم”.

وخلص الزاملي الى ان “الابار الارتوازية كانت سببا في تجفيف البحيرة، كونها تعتبر مصدرا رئيسيا للمياه الجوفية بالمنطقة”. وعن سبب بناء هذه الابار، برر بأنه “قبل عدة سنوات تمن احالة الكثير من الأراضي الزراعية على الاستثمار، وذلك لعدم وجود روافد للسقي، حفرت العديد من الابار لسحب المياه الجوفية”.

عرض مقالات: