وكالات
تبنى مجلس الأمن، أمس الخميس، بياناً صحافياً أدان فيه الهجوم على قطر من دون أن يسمي إسرائيل بالاسم. وصاغ البيان كل من بريطانيا وفرنسا، بالتشاور مع قطر، بحسب ما قاله مصدر دبلوماسي غربي رفيع في مجلس الأمن الدولي لـ"العربي الجديد". وفي المسودة الأولية التي وزعت على أعضاء مجلس الأمن، لم يتطرق البيان إلى الإدانة واكتفى بالتعبير عن القلق. وأدان العدوان على قطر في النص النهائي، من دون أن يتضمن اسم إسرائيل.
ونص البيان الصحافي الصادر عن مجلس الأمن على أن أعضاء مجلس الأمن "يعربون عن إدانتهم للضربات الأخيرة التي وقعت في الدوحة". كما عبروا عن أسفهم العميق لسقوط ضحايا مدنيين. وشدد أعضاء مجلس الأمن "على أهمية خفض التصعيد، وأعربوا عن تضامنهم ودعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها، بما يتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة". كما أكد أعضاء المجلس دعمهم للدور الحيوي الذي تواصل قطر لعبه في جهود الوساطة في المنطقة، إلى جانب مصر والولايات المتحدة.
وختم أعضاء المجلس بيانهم بالتشديد "على أن إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، بمن فيهم من قتلتهم حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة يجب أن يظلا أولويتينا". وفي الصدد، أكدوا مجدداً أهمية الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة، ودعوا الأطراف إلى اغتنام فرصة السلام.
ويتم تبني البيانات الصحافية أو الرئاسية بإجماع كل الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس. ومن اللافت أن البيان، في نصه الذي تم تبنيه، لا يسمي إسرائيل بالاسم ولا يتحدث عن خرق سيادة دولة بما يتعارض مع القانون الدولي، كما من اللافت الجملة التي تتحدث عن "إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين في غزة)، بمن فيهم من قتلتهم حماس"... من دون التطرق إلى الأسرى الفلسطينيين. كما أن البيان صحافي وليس رئاسياً.
وجاء تبني البيان قبل قرابة الساعة ونصف ساعة من بدء الاجتماع الطارئ الذي يعقده المجلس تحت بند "الوضع في الشرق الأوسط" لنقاش العدوان الإسرائيلي على قطر في التاسع من الشهر الجاري. ودعا إلى عقد الاجتماع كل من الجزائر وباكستان والصومال. ودعم طلب عقده كل من فرنسا والمملكة المتحدة. ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
تأكيد ضرورة احترام سيادة وسلامة أراضي كل الدول
إلى ذلك، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، خلال الاجتماع، إن الهجوم الإسرائيلي على قطر "صدم العالم"، محذرة من "فصل جديد وخطير يفتحه هذا الهجوم في الصراع مما يهدد السلام والاستقرار الإقليميين".
وفيما وصفت ديكارلو الهجمة الإسرائيلية على قطر بأنها "تصعيد مقلق" لاستهدافها قادة من حركة حماس عند اجتماعهم لمناقشة مقترح أميركي لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، شددت على أن تلك الإجراءات التي تقوض جهود الوساطة تضعف الثقة بالآليات التي يعتمد عليها المجتمع الدولي والأمم المتحدة لحل النزاعات. وأكدت كذلك ضرورة احترام سيادة وسلامة أراضي أي دولة بما فيها قطر ووصفتها بـ"الشريك القيّم لتعزيز صنع السلام وحلّ النزاعات".
وأشارت إلى أن الحرب في غزة أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا وأغلبهم من المدنيين، بالإضافة إلى تدمير غزة بشكل شبه كامل تقريبا في الوقت الذي يشهد فيه الوضع في الضفة تدهورا، إضافة إلى التصعيد الخطير في إيران ولبنان وسورية واليمن. وتحدثت عن أن المزيد من العنف لن يأتي بالسلام والحلول الدائمة والعادلة للأزمات، داعية "جميع أصحاب المصلحة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذه الأوقات الحساسة والعودة للالتزام بالدبلوماسية". وشددت على الحاجة الملحة "لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة".