اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الشيوعي العراقي: الحاجة ماسة الى حلول دائمة تراعي مصالح الاطراف كافة.. قرار «الاتحادية» يربك حسابات الحكومة والبرلمان بشأن ترسيم الحدود مع الكويت

بغداد ـ محمد التميمي

ترك قرار المحكمة الاتحادية العليا في العراق القاضي بإبطال التصويت على اتفاقية الملاحة البحرية في خور عبد الله مع الكويت والتي صدّقها البرلمان العراقي عام 2013، الباب مفتوحا أمام جميع الاحتمالات والسيناريوهات، خاصة بعد تعليق الاتفاقية من الجانب العراقي، وإصرار الكويت على أن الاتفاقية ما تزال نافذة.

قرار المحكمة ذكر أن التصويت النيابي على الاتفاقية لم يراع النقطة الرابعة من المادة 61 من الدستور العراقي، والتي تنص على الآتي: “تنظيم عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بقانون يُسن بغالبية ثلثي أعضاء مجلس النواب”.

الموقف الحكومي

في هذا الصدد، أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة، باسم العوادي لـ”طريق الشعب”، أن “قرارات المحكمة الاتحادية باتة وملزمة، وان مواضيع كهذه بحاجة الى إجماع وقبول وطني داخلي وتفاهمات إقليمية”.

وقال العوادي، إن “الحكومة ستقوم بدراسة كل الأبعاد القانونية والسياسية، وستتواصل مع كافة الأطراف المعنية بالموضوع، من أجل إيجاد صيغة تسمح لاحقا بالوصول الى اتفاقات تسهم في الاستقرار الداخلي والإقليمي”.

احترام الحدود التاريخية

من جانبه، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، عامر الفايز، ان “قرار المحكمة الاتحادية العليا قاطع ونافذ في جميع مؤسسات الدولة بما في ذلك مجلس النواب والحكومة، ولا يمكن لاحد ان يتخذ موقفا مخالفا لهذا القرار”.

وفي ما يتعلق بطلب مجلس التعاون لدول الخليج احترام ترسيم الحدود، ردّ بانه “حتى العراق يطالب بهذا المطلب وفق الحدود المعروفة تاريخياً؛ فالحدود بين بلدان الوطن العربي تم ترسيمها من قبل الاستعمار، لكنها تتغير بين فترة واخرى حسب مصالح القوى الكبرى”.

واكد في  تصريح لـ”طريق الشعب”، ضرورة “احترام الحدود التاريخية فعلاً: الحدود بين العراق والكويت رُسمت بقرار الامم المتحدة بعد الغزو العراقي للكويت، وتم فرضها في اتفاقية اذلال واذعان وليس اتفاقية يكون فيها الطرفان متعادلين”.

وقال الفايز، إن الحكومة “محرجة باعتبارها هي التي وقعت على اتفاقية خور عبدالله، وبالتالي فان التراجع عنها يضعها في حرج”.

وخلص الى ان دولة الكويت “اذا شاءت ان تعيش بهدوء وسلام ومعاهدات دائمة، فعليها ان تجلس على طاولة الحوار مع العراق مجدداً، بغية التوصل لاتفاق يخص حدود البلدين”، مبيناً ان هناك مجالا للحوار وهناك وثائق تاريخية تعين الحدود الموضوعة بين البلدين، وعليهم ان يتفقوا على هذه الحدود، ويحددوها بكامل إرادتهم.

سلب حقوق العراق

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي حسين النجار، إنّ “قضية الحدود العراقية ـ الكويتية ليست جديدة، وقد ترتبت عليها تداعيات وقرارات دولية بعد غزو النظام الدكتاتوري للكويت، ونجم عنها سلب حقوق بلدنا في البر والبحر”.

وأضاف النجار، ان النظام المباد وافق على تلك الاتفاقات، وسارت على ذلك المنوال جميع الحكومات بعد التغيير، كما جرى تبني مصالح ضيّقة في الموافقة على قرارات اللجان المشتركة التي مالت لصالح طرف على حساب مصلحة وسيادة البلد وحرمة أراضيه ومياهه”.

ورهن عضو المكتب السياسي للحزب، استعادة حقوق العراق وسيادته الكاملة على الاراضي والمياه التابعة له، بـ”وجود منظومة حكم وإرادة وطنية قوية ونزيهة، لا تساوم تحت أي ظرف على مصالح العليا للبلد”، مشدداً على ان “قوى المحاصصة التي تحكم البلد أثبتت عدم قدرتها على توفير مستلزمات بناء دولة مؤسسات متماسكة وموحدة الإرادة، تدافع عن حقوق العراق السيادية في أرضه ومياهه وأجوائه، بعيدا عن المساومات والاتفاقات المخلة التي تحوم حولها الشبهات”.

وعبر عن الحاجة الى “حلول دائمة وعادلة تراعي مصالح وحقوق الأطراف كافة، بعيدا عن لغة المنتصر والمهزوم، والسعي لاقامة علاقات وطيدة لصالح الشعبيين الشقيقيين”؟

قرار بات وملزم

إلى ذلك، قال الخبير القانوني علي التميمي ان “قرار المحكمة الاتحادية رقم 105  لعام 2023 الغى  قانون المصادقة على الاتفاقية الثنائية الموقعة بين العراق والكويت بشأن خور عبدالله، وهو قرار بات وملزم لكافة السلطات وغير قابل للاستئناف والتمييز وواجب التطبيق”.

وأضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، بالقول ان “الاتفاقية بين البلدين الآن معلقة، وهذا يعني ايضاً ان البرلمان العراقي اما ان يصادق على هذه الاتفاقية بأغلبية ثلثي العدد الكلي فتكون نافذة، او لا يصادق عليها فتعتبر ملغية من جانب واحد”.

ونبّه التميمي الى أن مادتي الاتفاقية 14 و16 نصتا على انه في حالة انهاء الاتفاقية من جانب واحد يجب إبلاغ الطرف الآخر كتابياً، خلال 6 اشهر.

وأوضح أنه “اذا فشلت مفاوضات تعديل الاتفاقية والحلول الودية، فانه يتم رفع الأمر الى محكمة البحار كما قالت الاتفاقية سواء من قبل الكويت أم العراق، والحال سيبقى معلقا كما هو عليه لحين حلها بهذه الآلية والإجراءات التي نصت عليها الاتفاقية”.

وأكد أن “المحكمة الاتحادية عدلت عن قرار سابق في العام 2014 حيث طعن بهذه الاتفاقية، لكن المحكمة ردت الدعوى، وامر العدول جائز وفق المادة 45 من النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية لعام 2022 رقم 1”.

وتابع، أن “هذه الاتفاقية مودعة لدى الأمم المتحدة بموجب المادة 102 من الميثاق، والعراق هنا يحق له ان يعدل على الاتفاقية في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لان ترسيم الحدود البحرية معلوم انه ليس من اختصاص مجلس الأمن، بينما القرار رقم 833 الصادر عن مجلس الأمن رَسَم الحدود من خلال لجان شكلها، علما ان ذلك يقع خارج اختصاصه، وبالتالي يمكن للعراق ان ينسلخ من هذه الاتفاقية وفق اتفاقية فيينا التي تجيز الخروج عن الاتفاقيات وفقا للظروف الاقتصادية والاجتماعية”.

********************************************************************************

الأمم المتحدة: تركيا تمارس «رعباً بيئياً» تجاه العراق

بغداد ـ طريق الشعب

انتقد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس الاثنين، السلوك التركي تجاه العراق باعتباره يثير حالة الطوارئ في مجال حقوق الإنسان لدى العديد من البلدان، مشددا على ضرورة محاربة أولئك الذين يفلتون من العقاب نتيجة نهبهم للبيئة وتدميرها.

***************************************************************************

راصد الطريق.. أليس هذا تفريطا بمصالح العراق ؟

شهدت قمة العشرين قبل ايام توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، وتشترك فيه – حسبما أُعلن - السعودية والإمارات والأردن وإسرائيل بجانب الهند والاتحاد الأوروبي، وترعاه الولايات المتحدة.

ولا يصعب تقدير حجم تأثير المشروع على دول المنطقة سلبا او إيجابا، لكن الواضح ان اول واكبر المتضررين منه هو العراق، الذي قد يفقد الآن مشروعاه المهمان: ميناء الفاو الكبير، وطريق التنمية، معناهما ومغزاهما!

مشروع الميناء كان المفترض والممكن ان ينجز منذ سنين عديدة، لكن اهمال حكوماتنا المتعاقبة وعراقيل منظومة المحاصصة والفساد أحبطت ذلك حتى اليوم.

اما مشروع طريق التنمية فجاء متأخرا كثيرا، في وقت تسارعت فيه المنافسة العالمية، علناً وسراً، للفوز بقصب السبق في تحويل مشاريع الربط بين القارات والشرق والغرب الى واقع قائم على الأرض.

وأخيرا وقبل أيام من اعلان مشروع الهند – اوربا الجديد، جاء اعلان الاتفاق على الربط السككي بين البصرة والشلامجة ليطلق الرصاصة القاتلة كما يبدو على مشروع الفاو الكبير، وليعصف ربما حتى بمشروع طريق التنمية!

ان المسؤولية عن هذا كله لا تتحملها جهة واحدة، فمنظومة الفساد والطائفية والفشل جمعاء هي المسؤولة. ولن ترحم الأجيال الحالية ولا القادمة هذه المنظومة التي تفرط بكل ما للعراق مصلحة فيه.

********************************************************************************

الصفحة الثانية

إقتصادي يحذر من استمرار تأخير صرف أموال الموازنة

متابعة ـ طريق الشعب

حذر الخبير الاقتصادي، عبدالرحمن المشهداني، امس الاثنين، من استمرار تأخير اطلاق مبالغ الموازنة العامة الى الوزارات والمحافظات، فيما اكد ان المدة المتبقية من السنة لا تكفي لإعلان الحكومة عن المشاريع وتنفيذها.

وقال المشهداني إن “أسباب التعطيل الرئيسية ليست معروفة وما يتداول مجرد تكهنات”، مشيرا الى ان “الموازنة خولت المحافظين التعاقد مع شركات ومطورين للمدن الجديدة، وفسخ العقود مع هذه الشركات سيكلف العراق خسائر كثيرة تعود للشروط الجزائية التي تم وضعها مقدما”.

وتابع، ان “الحكومة تعمل على جمع أموال الدعم الطارئ في الحكومة السابقة من اجل تمويل بعض المشاريع”.

واختتم المشهداني حديثه قائلاً: ان “تدوير اموال السنة الحالية الى السنة الجديدة بعد انتهاء السنة المالية خطوة صحيحة اذا تم تطبيقها”.

وبالرغم من مرور عدة أشهر على تصويت مجلس النواب على بنود قانون الموازنة العامة إلا ان الحكومة لم تطبقها على أرض الواقع، بالإضافة إلى أنها لم ترسل أموال الوزارات والمحافظات حتى الآن وسط أسباب مبهمة وغير معلنة من الحكومة الحالية.

********************************************************************************

إضراب للموظفين في السليمانية احتجاجا على عدم صرف رواتبهم الاحتجاجات المطلبية تعود الى الشارع

بغداد ـ طريق الشعب

عادت وتيرة الاحتجاجات المطلبية للدوران، مجددا، إذ شهدت بغداد وعدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية طالبت بمعالجة أوضاع الطلبة المتقدمين للدراسات العليا ومعالجة شح الكهرباء، فيما نظم الموظفون في إقليم كردستان إضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ أكثر من شهرين.

إضراب للموظفين

بدأ الموظفون في السليمانية وحلبجة، الإضراب عن العمل بسبب تأخر صرف رواتبهم لشهرين متتاليين.

وأفادت وسائل اعلام محلية في السليمانية، بأن الأطباء المقيمين في مستشفى شار في السليمانية قاطعوا العمل وطالبوا بصرف رواتبهم المتأخرة وإلا سيواصلون المقاطعة.

كما إن «بعض موظفي محكمة السليمانية أعلنوا الإضراب عن العمل منذ ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم».

وبحسب مصادر من حلبجة، فإن موظفي البلدية اضربوا عن الدوام، وتظاهروا أمام رئاسة بلديات حلبجة، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة.

وكان معلمو السليمانية أعلنوا الإضراب عن الدوام الرسمي اعتبارا من يوم 13 أيلول الحالي (غدا) بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، وطالبوا الموظفين الحكوميين بالإضراب.

وتأتي الاحتجاجات نتيجة عدم استلام موظفي حكومة الاقليم رواتبهم لشهري تموز واب.

مهلة للحكومة

في غضون ذلك، منحت الكوادر الصحية في السليمانية، مهلة 3 أيام لحكومة الإقليم، من اجل صرف راتبي شهر آب وتموز المنصرمين، وإلا ستُعلن الإضراب العام.

وقال هاوزين عثمان رئيس نقابة الكوادر الصحية في السليمانية خلال مؤتمر صحفي، إنه «بسبب تأخير صرف الرواتب لشهرين متتاليين نمهل حكومة المركز والاقليم ثلاثة أيام، وفي حال عدم الاستجابة فسيكون الإضراب العام هو الخيار أمامنا لحين الاستجابة للمطالبين».

واضاف، ان «حكومة الإقليم ترمي الكرة بملعب الحكومة الاتحادية، ونحن نجد أن الكرد هم شركاء في الحكومة العراقية، فرئيس الجمهورية، ونائب رئيس البرلمان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وأربعة وزراء هم من الكرد، اذن ما هو دور هؤلاء في الحكومة المركزية؟».

وأكد هاوزين ان «حكومة الإقليم اهملت مطاليب الكوادر الصحية، ولم تلبِ احتياجاتهم منذ فترة من الزمن، لهذا لا نستطيع أن نتقبل أعذار الحكومة».

وبيّن رئيس نقابة الكوادر الصحية انهم «ينتظرون صرف راتبين وليس راتبا واحدا، وكذلك يجب على الحكومتين أن تتعهدا بصرف الرواتب كل 30 يوماً، والا سوف يكون الإضراب هو الخيار الأول أمام الكوادر الصحية في السليمانية».

كثرة حوادث السير

فيما نظم العشرات من سكنة قرية نهر سعد شمالي محافظة ميسان، تظاهرة اغلقوا خلالها طريق بغداد ميسان احتجاجا على كثرة حوادث الدهس ومصرع أكثر من 17 مواطنا من سكنة المنطقة بسبب السرعة الفائقة لأصحاب المركبات المارة على الطريق المذكور.

وقال عدد منهم، إنهم يتظاهرون للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع دون استجابة لمطالبهم التي تتضمن وضع مطبات مرورية على الطريق للحد من سرعة المركبات المارة على الطريق ونصب سيطرة مرورية لمحاسبة مرتكبي تلك الحوادث التي أسفرت عن مصرع العشرات من سكنة المنطقة، بينهم أطفال ونساء.

المتقدمون للدراسات العليا

من جانبهم، تظاهر العشرات من المتقدمين للدراسات العليا، امام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للمطالبة بتوسعة وإشغال المقاعد الدراسية، فيما حصل احتكاك بينهم والقوات الأمنية.

وذكر مراسل «طريق الشعب»، أن مئات المتقدمين للدراسات العليا، تظاهروا امام وزارة التعليم وسط العاصمة بغداد، مبيناً أن المتظاهرين طالبوا بإشغال مقاعد الدراسات الشاغرة وتوسعة المقاعد الدراسية.

وأضاف، أن المطالبين بتوسعة المقاعد نظموا 12 تظاهرة سابقة، وهذه المظاهرة الثالثة عشرة، والى الان لم يجدوا استجابة من وزارة التعليم، لافتاً إلى أن المتظاهرين أكدوا وجود 4 الاف مقعد شاغر.

وأشار الى أن التظاهرات شهدت حصول احتكاك بين القوات الأمنية ومجموعة من المتظاهرين.

فرص العمل

وتظاهر العشرات من الفاحصين على وزارة الدفاع ضمن قائمة (399) أمام البوابة الخامسة للمنطقة الخضراء وسط بغداد.

وطالب المتظاهرون، الحكومة بإكمال إجراءات تعيينهم وإلغاء كتاب إلغاء التعيين السابق.

وشريحة 399 هم موظفون بتخصص فاحص، جرى تعيينهم على ملاك وزارة الدفاع بصفة موظف مدني.

وبحسب المتظاهرين، هناك ثلاث فئات من الفاحصين على وزارة الدفاع، وأن الفئة المضمنة على قرار (399) هم الشريحة الوحيدة غير المدرجين ضمن تعيينات موازنة 2023.

وفي المثنى، واصل أهالي قضاء السلمان احتجاجاتهم على تردي واقع الكهرباء.

في أثناء ذلك، رفض عدد من الموظفين بصفة سائق في وزارة التجارة، القرار القاضي بتحويل نقل مواد السلة الغذائية الى متعهد خاص، مؤكدين ان القرار غير مبرر وسوف يسهم في قطع أرزاقهم.

*****************************************************************************

الأمم المتحدة: تركيا تمارس «رعباً بيئياً» تجاه العراق

بغداد ـ طريق الشعب

انتقد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس الاثنين، السلوك التركي تجاه العراق باعتباره يثير حالة الطوارئ في مجال حقوق الإنسان لدى العديد من البلدان، مشددا على ضرورة محاربة أولئك الذين يفلتون من العقاب نتيجة نهبهم للبيئة وتدميرها.

وفي وقت سابق، كشف وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله أنّ العراق يمرّ بـ”أصعب مراحل الجفاف”، الأمر الذي دفع الحكومة إلى تحجيم الزراعة في الموسم الحالي، مشدّداً على أنّ جهوداً حثيثة واستثنائية تُبذَل لتأمين مياه الشرب وتلك المخصصة للاحتياجات المنزلية والصناعية والصحية والبيئية، إلى جانب حصص الأهوار وتحسين بيئة الأنهر.

وذكر التقرير الذي نشرته شبكة فويس اوف امريكا ان المفوض السامي فولكر توك اشار أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الى الرعب البيئي الذي تمثله الأزمة الحالية نتيجة التعسف التركي “.

واضاف التقرير ان “توك وصف زيارته الأخيرة الى مدينة البصرة جنوب العراق حيث كانت أشجار النخيل تصطف على جانبي القنوات المائية والجفاف القاحل الحالي نتيجة السدود التركية وارتفاع درجات الحرارة والتلوث الذي يستنزف إمدادات المياه العذبة، بانه يخلق مناظر طبيعية قاحلة من الركام والغبار”.

وتابع توك بالقول إن “هذا الضرر المتصاعد يمثل حالة طوارئ لحقوق الإنسان في العراق وفي العديد من البلدان الأخرى”، مشددا على ان “تغير المناخ يدفع الملايين من الناس إلى المجاعة، وهو يدمر الآمال والفرص والمنازل والأرواح، وفي الأشهر الأخيرة، أصبحت التحذيرات العاجلة حقائق قاتلة مرارا وتكرارا في جميع أنحاء العالم”.

واشار بالقول الى “نحن لا نحتاج الى المزيد من التحذيرات، فالمستقبل البائس موجود بالفعل ونحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة فورية، وفي الوقت الذي تجبر فيه ويلات تغير المناخ المزيد والمزيد من الناس على مغادرة منازلهم”.

وشدد بالقول على أن “من الواضح أن عددا أكبر بكثير من المهاجرين واللاجئين يموتون دون أن يلاحظهم أحد”، مشيرا إلى أكثر من 2300 شخص تم الإبلاغ عن موتهم أو فقدهم في البحر الأبيض المتوسط هذا العام، بما في ذلك فقدان أكثر من 600 حياتهم في غرق سفينة واحدة قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط.

من جهته، أكد الخبير في الشأن المائي عادل المختار، أن تقنيات الري الحديثة بإمكانها حل جزء من أزمة الجفاف التي يشهدها العراق.

وقال المختار، إنّ “الاعتماد على تقنيات الري الحديثة امر مهم بالنسبة للعراق لما يواجهه من أزمة جفاف خطيرة وكبيرة”، معتبرا ان “هذا الأمر يعد جزءا كبيرا من حل الازمة، فهو يحد بشكل كبير من عمليات هدر المياه”.

وأضاف، أن “مشاركة القطاع الخاص بتوفير تقنيات الري الحديثة أمر جيد، لكن يجب ان تكون هناك خطوات حكومية تفرض استخدام تقنيات الري الحديثة على المزارعين، حتى لا يكون هناك هدر للمياه”، مؤكداً أن “تقنيات الري الحديثة كفيلة بإنقاذ وتطوير والواقع الزراعي في البلاد”.

وتستهلك الزراعة اكثر من 80% من إجمالي استخدامات المياه في العراق، في حين أكدت وزارة الزراعة في وقت سابق انه في حال استخدام تقنيات الري الحديثة، سيمكن للعراق الاكتفاء بـ30% فقط من المياه القادمة من تركيا.

*****************************************************************************************

جولة إعلامية شيوعية في حي الجامعة

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى، أول أمس الأحد، جولة إعلامية راجلة في منطقة حي الجامعة.

ووزع المشاركون في الجولة، الذين كان بينهم عضو المكتب السياسي الرفيق حسين النجار وعضو اللجنة المركزية الرفيقة بشرى أبو العيس، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية نسخا كثيرة من البيانات الأخيرة الصادرة عن الحزب.

كما حث الرفاق المواطنين على المشاركة الفاعلة في انتخابات مجالس المحافظات القادمة في سبيل تحقيق التغيير المنشود.

****************************************************************************************

الصفحة الثالثة

شددوا على ضبط آليات الرقابة لحفظ حقوق الناس.. مراقبون: نزاهة الانتخابات يتهددها المال السياسي والمتنفذون

بغداد – تبارك عبد المجيد

مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات، يزداد استغلال الكتل السياسية المتنفذة للمال السياسي والمناصب الحكومية في ترويج دعاياتها الانتخابية، وبالتالي فان هناك ضرورة لتعزيز آليات الرقابة، من أجل ضمان شفافية العملية الانتخابية ونزاهتها، وتفادي أية محاولات استغلال للموارد العامة في تحقيق مصالح شخصية.

استغلال المناصب

يذكر الأمين العام لحركة نازل آخذ حقي، مشرق الفريجي، أن مسألة استغلال المال السياسي لا يمكن القضاء عليها بسهولة، لأن الأحزاب المتنفذة في السلطة، تسيطر على عدد من المناصب الحكومية، وتتحكم بعمل الدوائر الخدمية. وبالتالي فانها من الممكن أن تستغل الجهد الحكومي لصالح مرشحيها وأجندتها السياسية.

ويقول الفريجي لـ “طريق الشعب”، إنّ “هذه الأحزاب صرحت أكثر من مرة وبشكل علني ان الحكومة الحالية مهمتها خدمية، وهي بالتالي تقوم بإدارة أعمال القوى التي دفعت به الى المنصب وهذا يأتي في سياق نهج المحاصصة التي تشكلت وفقها الحكومة”.

ويضيف، أنّ “انتخابات العام 2021 تضمنت كماً هائلاً من خروقات شراء الولاءات وخلق شبكات الزبائنية”، مردفا “اننا اليوم نعول على وعي الناخب بأهمية صوته، وقدرته على التمييز بين قوى السلطة والقوى المدنية الوطنية والديمقراطية”.

استغلال المال العام

وفي السياق ذاته، يقول المحلل السياسي محمد زنكنة، إنّ “استغلال القوى المتنفذة المال السياسي لصالح الدعايات الانتخابية الذي يتعدى عتبة 90 في المائة، ويجير ذلك لمصالح شخصية”.

ويضيف زنكنة في حديثه لـ “طريق الشعب”، أنّ القوى المتنفذة تحاول ان تستثمر أموال الموازنة في مشاريع انتخابية ترقيعية: تبليط شارع، مد أنبوب ماء إسالة، شبكة تصريف صحي وغير ذلك.

ويتساءل المتحدث: لأكثر من عقدين جرى تخصيص المليارات لصالح مشاريع بنية تحتية وغير ذلك، أين ذهبت تلك الأموال، فالخراب لا يزال يعم أغلب مدننا في الوسط والجنوب؟

ويشير الى ان “الكثير من مناطق المحافظات الجنوبية هي عبارة عن مدن منكوبة، تفتقر لأبسط متطلبات العيش، لكنها تشكل بطاقات انتخابية رابحة لدى القوى المتنفذة في السلطة منذ 15 عاما”.

ويجد زنكنة أن مساعي السوداني للعمل على محاربة الفساد والفاسدين قد لا ترتقي الى قدرة حيتان الفساد، فهو، ببساطة، لا يملك القدرة على مواجهتهم. بحسب قوله.

ولا يعول زنكنة كثيرا على الإجراءات القضائية: “فبالرغم من كشف نور زهير عن سرقات ارتكبها، لكن اطلق سراحه، والذي يقال انه سافر الى خارج العراق معززا مكرما. ومثله قاتل الفقيد هشام الهاشمي الذي لم تجر مقاضاته حتى الآن”.

ويدرج زنكنة جميع تلك الإجراءات في خانة “الاستهلاك الإعلامي”.

تشديد الرقابة

أما الناشط السياسي علي القيسي، فيقول إن “تصرفات بعض الجهات داخل مؤسسات الدولة تثير قلقاً حول مصير العملية السياسية”، مشيرا إلى “وجود استغلال للنفوذ والأموال في تحقيق مكاسب شخصية، على حساب المصلحة العامة”.

ويضيف القيسي في حديث مع “طريق الشعب”، أنّ “كثيرا من المسؤولين التابعين للأحزاب المتنفذة يستغلون ممتلكات الدولة لصالح أجندتهم، سواء كان ذلك في دعاية انتخابية أو تحقيق مكاسب مالية”. ويشدد القيسي على أهمية ضبط آليات الرقابة لضمان نزاهة العملية الانتخابية وحفظ حقوق الناس.

ويبين القيسي، ان “الممارسات غير السليمة من قبل بعض الجهات تؤثر على استقرار البيئة السياسية، مجددا الدعوة إلى تفعيل الرقابة وتعزيز شفافية العملية السياسية لمنع استغلال المؤسسات والموارد لأغراض شخصية، وضمان حقوق المواطنين في اختيار من يمثلهم بصدق ونزاهة.

اما الناشط السياسي حسين العظماوي فيذكر إن “منظومة الحكم في العراق بعد عام ٢٠٠٣ تعمل بوفق عرف المحاصصة، حيث يتم التوافق بين الكتل السياسية على تقاسم مؤسسات ودوائر الدولة”، مستدركاً بالقول إن “اقتصاد العراق يعتمد بشكل اساسي على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، وهذا يعني أن معظم الوزارات غير منتجة وتعتمد بشكل كبير على المدخرات النفطية لتمويل ميزانية الدولة”.

ويردف حديثه مع “طريق الشعب”، قائلاً، إن “هذه الكيانات السياسية تستغل المؤسسات التي تسيطر عليها من خلال إصدار وظائف ومناصب لخدمة أجندتهم الخاصة وتوظيف شبكات الزبائنية”، مبينناً إن “من يشغل منصب وزير أو محافظ يستغل هذا المكان بشكل سيء خلال فترة ما قبل الانتخابات، حيث يستخدمه لصالحه بأبشع الطرق لجذب الأصوات ودعم جمهوره”.

“وهذا بدوره يؤدي إلى عدم تحقيق عملية انتخابية عادلة، حيث يفقد التنافس الانتخابي مصداقيته وعدالته”، بحسب ما زاد بالقول، ويقترح العظماوي أن يتم تحديد حدود وميزانية للإنفاق الانتخابي، بهدف ضمان توازن أكبر وعدالة أفضل في العملية الانتخابية ومنع سوء استغلال المناصب الحكومية في أوقات الانتخابات.

 ***********************************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. حرية الصحافة

إبراهيم إسماعيل

تتسع كل يوم برامج تسليع الثقافة، كأبرز مظاهر العولمة الرأسمالية، حيث تُفرض قوانين السوق، وتُقطع أية وشائج بين النتاج الإبداعي ومصالح الناس الروحية والمادية، وتتم إشاعة إستسلام قدري لدور الإعلان في التمويل، إلى الحد الذي أخضع المؤسسة الثقافية المعاصرة لحيتان العولمة، وخلق تداخلاً مريعاً بين الإعلان والإعلام، ودمج الثقافة بالترفيه.

وليس أدّل على ذلك ملاحظة الفرق بين الصحف والمجلات الثقافية وبين وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً، ففيما تسعى الأولى، على الأغلب، إلى تقديم المعرفة وإذكاء الإحساس بالجمال وإشهار الأسئلة التي تنّمي وعي القاريء، تقوم الثانية بتغييب مصادر المعلومة وخلط الواقع بالخيال ورفع الحواجز بينهما، ودخول حياة المتلقي على عدد دقائقها، لتكفيه “شر” التفكير وتشل قدرته على الرفض أو حتى على التشكيك. ولهذا فشل التطور التكنولوجي في تعزيز الحريات، لأن افتقار الناس لإمكانية معرفة حقيقة المعلومة ومصدرها والتدقيق فيها، يُفقدهم ما كانوا يتمتعون به من حرية اختيار، ويقلل من قدرتهم على حماية أنفسهم من التضليل والتجهيل.

ويترافق النتاج الآخر للعولمة المتوحشة، والمتمثل بصعود اليمين واليمين المتطرف في العالم، مع هجوم منظم وبإستراتيجية شيطانية، ضد حرية الصحافة ومن أجل تقويض الثقة في وسائل الإعلام، حتى تكدست في أروقة القضاء آلاف الدعاوى ضد الصحفيين، بغية إسكات المدافعين عن الحرية والعدالة، والمحّذرين من تكرار تجربة صعود الفاشية والنازية، السلف غير الصالح ليمين اليوم، والكاشفين عن فساد الأغلبية الساحقة من هؤلاء، مالياً وإداريا واجتماعياً، وعن خطرهم على الحقوق الأساسية للبشر. وأدت هذه السياسات إلى تراجع ملحوظ في حرية الصحافة، حتى لم يعد هناك سوى 25 في المائة فقط من الدول، ضامناً لهذه الحرية.

ويلعب المال السياسي والنفوذ دوراً خطيراً في هذه الدعاوى، حيث تفتقد الحالة لأي تكافئ بين المدعّين والمدعّى عليهم من الصحفيين وكتاب الرأي. فإضافة إلى عشرات وسائل الإعلام والمحامين والسياسيين المجّندين ضد الصحفيين، لم يعّد يخلو القضاء نفسه من تحيزات تخدش أحيانا ما يفترض فيه من نزاهة وحيادية.

وترفع بعض قوى اليمين هراوة مزيفة تتهم بها من يريد فضح عنصريتها ومعاداتها للحريات ونهبها للثروات وتحايلها على القوانين، بكشف أسرار الوطن والتعاون مع الدول الاخرى أو خدمة مصالحها، فيما تُوكل مهمة العنف ضد المعارضين واصحاب الرأي إلى الجماعات الإجرامية، وتوظّف ضدهم مئات الجيوش الإلكترونية، التي تعمل على تسقيطهم أو قرصنة مواقعهم وبريدهم او تهديدهم بشكل مباشر، أو مهاجمتهم بادعاءات لا أساس لها مما يؤدي إلى تقويض احترام المتلقي للصحافة، لاسيما حين يأنف الصحفي من الخوض في هذه الترهات. ولهذا لم يعّد غريباً، أن نجد بين فترة وأخرى، تراجع هذا الصحفي أو ذاك عن مواقفه، ولجوئه إلى الصمت، أو حتى انتقاله إلى ضفة من كان يفضحهم.

ويشن اليسار في العالم اليوم، نضالاً عنيداً ضد هذه الشبكات الإجرامية والحكومات اليمينية والقوى المتطرفة، وضد ما تمارسه لإدامة هيمنتها، من قمع وبث للخوف وتلاعب بالتشريعات. ويقف بحزم ضد محاولات تعديل القوانين الضامنة لحرية التعبير، واستخدام تهم التشهير لتسهيل إجراءات تكميم الأفواه. كما يفضح وبشدة، الإدعاءات التي يستخدمها الشعبويون، لتقديم أنفسهم كمدافعين عن مصلحة الأمة والأغلبية السكانية المحرومة وتشكيكهم بالولاء الوطني لكل من يخالفهم، واهمين بأن ذلك قد يسمح لهم بأن يكونوا فوق المبادئ الديمقراطية، فيتمّكنوا من تقييد حرية الصحافة والتعبير الحر وحجب حق الوصول إلى المعلومة وإحباط الرقابة المجتمعية.   

 **************************************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

خلاف النفط بين بغداد وأنقرة

كتب رجب سويلو مقالاً لموقع ميدل إيست آي، حول مشكلة تسويق النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي، والذي يمثل حوالي 0.5 بالمائة من الإمدادات العالمية، أشار فيه الى أن طلب بغداد من محكمة اتحادية أميركية تنفيذ حكم غرفة التجارة الدولية (ICC)، القاضي بتغريم أنقرة 1.4 مليار دولار، أثار غضب المسؤولين الأتراك، فطلبوا من المحكمة الجزائية الأمريكية لمقاطعة كولومبيا، إلزام العراق بدفع مبلغ صافي قدره 956 مليون دولار كتعويضات عن انخفاض قدرة خط الأنابيب ورسوم النقل غير المدفوعة، تلك التي تعود إلى التسعينيات.

وأشار الكاتب الى أن الحسابات التركية المرفقة بالطلب تتضمن موافقة أنقرة على دفع 2.6 مليار دولار للعراق، كتعويضات وفوائد على مبلغ التعويض، على أن تحصل تركيا على 3.5 مليار دولار كتعويضات سابقة مع الفوائد عليها، أي بمحصلة تقارب المليار دولار لصالح أنقرة. وكشف الكاتب عن أن تركيا أرسلت بالفعل رسالة إلى العراق في 28 آب، طالبته فيها بالدفع الفوري للمبلغ لكن العراق، لم يرد على الرسالة.

وأوضح سويلو بأن الفائدة المستحقة لتركيا تتجاوز بكثير الفائدة المستحقة للعراق بسبب الفترة التي سيتم دفع الفوائد عنها، حيث حدثت جميع خروقات تركيا بين عامي 2014 و2018 (أي 4-9 سنوات)، بينما حدثت خروقات العراق للمعاهدات قبل أكثر من ثلاثة عقود، لاسيما وأن المحكمة أمرت كل جانب بدفع الفائدة المسبقة على كل مبلغ مستحق للآخر، اعتبارا من 1 كانون الثاني من عام 2018.

وأعتبر الكاتب تبريرات تركيا لإيقاف تدفق النفط، كالحاجة إلى إصلاح الإنابيب جراء التآكل والأضرار التي أعقبت الزلازل المدمرة، مجرد ذرائع تخفي وراءها طلب تركيا من بغداد أن تسحب الدعوى الثانية التي رفعتها أمام المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بالفترة ما بعد عام 2018، وأن تجد أرضية مشتركة للتوصل إلى تنفيذ قرار التحكيم.

كما طلبت أنقرة من العراق إيجاد نظام دفع يمكن أن يرضي حكومة إقليم كردستان وبغداد. وأشار سويلو الى أن تركيا تستمد قوة موقفها من رفض محكمة التجارة الدولية لمعظم مطالبات بغداد وعدم منحها سوى أقل من 7 في المائة من التعويضات التي طالبت بها، في وقت وافقت فيه على 40 في المائة من مطالبات تركيا المضادة.

مستشار آخر

نشرت مؤسسة التمويل الدولية (عضو البنك الدولي) تقريراً على موقعها حول عقد وقعته مع الحكومة العراقية، يمنحها حق العمل كمستشار رئيسي في مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كمشروع إعادة تأهيل وتوسيع وتمويل وتشغيل وصيانة مطار بغداد الدولي، بما ينسجم مع المعايير الدولية.

ويّعد هذا العقد، حسب التقرير، أول تفويض لمؤسسة التمويل الدولية في العراق، يسمح لها بإجراء دراسة تفصيلية وتحديد هيكل مناسب للمشروع، ودراسة الجدوى و إعلان المناقصة التي يتم بها جذب المستثمرين والمشغلين من القطاع الخاص، الذي رأى التقرير، بمساهمته في إعادة تأهيل البنية التحتية في العراق أمراً ضرورياً.

ويتماشى المشروع، وفق ما ورد في تقرير المؤسسة، مع رؤية العراق للتنمية المستدامة لعام 2030 وجدول أعمال الحكومة، اللذين يهدفان إلى إدخال مشاركة القطاع الخاص في أصول البنية التحتية الرئيسية في القطاعات ذات الأولوية لإنشاء اقتصاد عراقي أكثر تنوعًا وأقل اعتمادًا على عائدات النفط.

كما أعربت المؤسسة في تقريرها عن تصورها بأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ستساعد الحكومات على تسخير خبرات القطاع الخاص وكفاءته، وجمع رأس المال لبناء بنية تحتية حديثة ومستدامة، وتحفيز التنمية.

 *****************************************************************************

الصفحة الرابعة

مدارس حكومية على شفا الانهيار وحملات تطوعية لإنقاذ الطلبة من كوارث محتملة

بغداد – طريق الشعب

مع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد (2023 ـ 2024)، يستعد التلاميذ والطلبة في محافظة ديالى للتوجه الى مدارسهم التي بالكاد تحتفظ بملامحها: لا شبابيك، لا مراوح، لا كهرباء، لا صحيات، إلى جانب بنائها المتهالك وجدرانها الآيلة للسقوط في أية لحظة، الأمر الذي يهدد حياة الدراسين والمدرسين فيها.

التأثير على جودة التعليم

وتضطر مديرة إحدى المدارس في المحافظة إلى منح إجازة لطلابها، عند تساقط الأمطار في فصل الشتاء، أو في حالة حدوث عاصفة ترابية.

وتقول المديرة التي رفضت كشف اسمها، لمراسل “طريق الشعب”، إن “هناك أكثر من 500 مدرسة في مدن وأقضية المحافظة، تشهدا تضررا كبيرا نتيجة الحروب والأحداث السابقة”، مشيرة الى أن “الميزانيات السابقة لم تنصف قطاع التعليم، ولم تخصص أموالا كافية لإعادة تأهيل وإعمار المدارس”.

وتردف كلامها لـ “طريق الشعب”، بالقول إن “محافظة ديالى تعاني زخما كبيرا في أعداد الطلبة، وهذا ما يزيد الأمر سوءاً: مدارس قليلة ومتهالكة وطلبة بأعداد مهولة”.

وبحسب اعتقاد المديرة فإن المحافظة لم تشهد منذ أكثر من 15 عاما سوى بناء عدد قليل من المدارس لا يتجاوز 50 مدرسة فقط”، لافتة الى أن عشرات المدارس خرجت عن الخدمة بسبب الحرب، ما ولد ظاهرة الدوام المزدوج والثلاثي.

وترى المتحدثة، أن “هذا الحال يشكل خطورة على مستوى التعليم”.

وتقدر حاجة المحافظة للمدارس بأكثر من 400 مدرسة، عدا ضرورة إصلاح المتضررة منها بفعل العمليات العسكرية والحرب ضد داعش، مؤشرة أن أكثر “المناطق التي تعاني نقصا في المدارس هي المقدادية والمنصورية والعظيم وجلولاء”.

جهود تطوعية

ويعمل محمد ديلان بحملات إغاثية متعددة بعضها تشمل مبادرات تطوعية لإعادة بناء وتأهيل المدارس في المحافظة، اذ سلط الضوء خلال السنوات الأخيرة الماضية على بعض المدارس المتهالكة.

ويقول ديلان لـ”طريق الشعب”، إن “العديد من المدارس في المحافظة بحالة يرثى لها وهي آيلة للسقوط”، لافتا الى وجود مدارس وسط ارض مملؤة بالطين؛ حيث يصل الطلبة الى مدارسهم وهم مغمورون بالطين، لا سيما في منطقة معسكر سعد”.

ويعمل ديلان الآن على جمع تبرعات لإعادة إعمار مدرسة تضم ما يقارب 700 طالب، أغلبهم يسكنون العشوائيات، موضحا أنّ الهدف من إعادة إعمار هذه المدرسة هو حصول الطالب على “مياه صالح للشرب وصحيات نظيفة مؤهلة للاستعمال، بدل من ذهابهم إلى البيوت القريبة كما يحصل بالعادة، إضافة الى تضمين المدرسة شابيك وأبواب تحميهم من البرد والحر، وفرش أرضية المدرسة بمادة السبيس، لأجل تسهيل حركة الطلبة”.

وعن أبرز ما يعيق عمل ديلان التطوعي هو قلة الإمكانيات المادية، كون عملية التأهيل تتطلب أموالا ليست بالقليلة، والتحدي الآخر يتمثل بعدم التفات الجهات الحكومية للمساءلة.

شركات وهمية

وفي السياق ذاته، يقول التدريسي باهر الغزي إن “وضع المدارس في محافظة ديالى سيئ جداً، ابتداء من الشبابيك ومقاعد الجلوس الى الحمامات وساحات المدارس”، لافتا الى ان “ديالى لم تر شيئا من الوعود الحكومية الخاصة ببناء مدارس جديدة”.

ويضيف الغزي لـ “طريق الشعب”، أنّ “ما يحصل مرتبط بسوء الإدارة بشكل كبير وعدم وجود اشخاص متخصصين في المكان الصحيح، حيث الجهات المعنية تقوم بتأهيل المدارس بداية كل عام، ما تضطر لنقل إدارة المدرسة التي يتم ترميمها الى مدرسة أخرى، وتجعل الدوام ثلاثيا او رباعيا”، مضيفا أن “حملات إعادة الترميم والتأهيل ليست بالمستوى المطلوب”.

ويدعو الغزي، الجهات المعنية الى ان تفعل دورها بشكل حقيقي، وان تضع خطة واقعية قابلة للتنفيذ، على ان لا تضر بمستوى الطلبة.

ويخلص الى إن “العديد من الشركات الاستثمارية التي كان من المفترض ان تبني مدارس في المحافظة، تبين انها ليست موجودة على ارض الواقع”، مطالبا بتشديد الرقابة والمتابعة والعمل بشكل جاد، من أجل إنهاء ازمة شح المدارس في المحافظة”.

***************************************************************************

الصفحة الخامسة

لا تبريد ولا نظافة!.. باصات النقل الداخلي في الكوت معاناة وإرهاق للمواطنين

الكوت - نجم خطاوي

في مرأب الكوت الكبير للنقل العام، الذي يقع قريبا من ساحة العامل وسوق الشيشان، وفي منطقة مزدحمة بالبشر وبوسائط النقل المختلفة، يقف العديد من سيارات الأجرة والباصات في انتظار صعود الركاب لنقلهم إلى مختلف مناطق المدينة، ومنها العزة، الكريمية، زويريجات، البتار، الخضراء، النفط، الوافدين، الزهراء، داموك، الطشاش، حي العمال، الكفاءات، الخاجية، الفلاحية والأنوار، فضلا عن ضواحي المدينة الكثيرة، والتي بدأت تتسع يوما بعد آخر.

الفئات الشعبية الكادحة، تضطر في أغلب الأحيان للصعود في هذه السيارات، يوميا تقريبا، خصوصا في ظل الأجور المرتفعة لسيارات التاكسي الصغيرة.

معاناة الناس مع هذه الباصات قصص لا تنتهي، وأبرزها الانتظار الطويل لوصول عدد الركاب إلى 10 كحد أدنى، كي ينطلق السائق، وأحيانا حتى يكتمل العدد. لكن، من الصعب جدا الجلوس في باصات مثل هذه والانتظار فترة طويلة في ظل درجات حرارة مرتفعة. وما يكمل مشهد المعاناة، هو انعدام التبريد في هذه الباصات، ناهيك عن كراسيها القديمة المتهرئة، وأرضياتها المتسخة، وستائر نوافذها التي نسيت الماء منذ زمن طويل! وهذا الأمر لا يشمل الجميع بالتأكيد، إنما الغالبية.

 وحتى يصل إلى وجهة الراكب، يكون الباص قد وقف عشرات المرات لنزول البعض وصعود آخرين جدد. فيما يقوم الراكب نفسه، بمساعدة السائق في جمع الأجرة (الكروة)، حيث تنتقل النقود من يد راكب إلى يد آخر يجلس أمامه، وبالتالي يتم إيصالها إلى يد السائق.

حركة هذه الباصات والكيات لا تخضع لنظام وقت محدد. إذ يتطلب من المواطن انتظارها لوقت طويل أحيانا، ويكون الانتظار على الشوارع والأرصفة، في وقت لا تتوفر فيه مصطبات للجلوس، ولا مظلات تحمي من الشمس والمطر، ولا هم يحزنون!

في أغلب الأحيان يصعد للباص عدد إضافي من الركاب، تجنبا للانتظار طويلا حتى انطلاق باص آخر، ويكون الحال موضع رضا للسائق، الذي سيكسب أجرة أكبر على حساب الركاب الذين لا يستمع إلى اعتراضهم أو احتجاجهم!

ويكون الأمر هنا أكثر ازعاجا، حينما يفرض مزاج السائق السير بسرعة قصوى، أو ببطء ملحوظ على أمل اصطياد أكبر عدد من الركاب أثناء الطريق.

ويزداد هذا الوضع معاناة وعذابا، حين تتزامن حركة الباصات مع المناسبات، مثل المناسبات الدينية التي تجذب أعدادا كبيرة من الوافدين الإيرانيين القادمين عبر منافذ واسط، والذين يستخدمون أعدادا كبيرة من الباصات لإيصالهم إلى وجهاتهم، وإعادتهم إلى المنفذ الحدودي.  

 وأحيانا يجد عدد من السائقين في مجيء الوفود الإيرانية، فرصة للكسب، فيعمدون إلى زيادة أجرة النقل بين منطقة زرباطية المجاورة للحدود مع إيران، ومدن كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء.  ولأن هذه الباصات غير معدة أصلا للنقل الخارجي بين المدن البعيدة، تتكاثر أحيانا حوادث المرور في الطرق الخارجية.

هناك حقيقة يجب الإشارة إليها، وهي أن تكلفة التنقل الداخلي في هذه الكيات والباصات، ليست مرتفعة جدا، لكنها تثقل كواهل العائلات والأفراد الذين يتنقلون يوميا، والذين يضطرون إلى ذلك بسبب العمل أو الدراسة.

هذه الحال ليست موضع اهتمام وزارة النقل، التي لم تفكر يوما في تشييد كراجات نقل حديثة عصرية، ولا حتى التفكير في اعادة النظر في التجربة السابقة لمصلحة نقل الركاب بباصاتها المريحة المحترمة، التي يتذكرها العراقيون بحرقة وألم!

ربما أن القابضين على مقود السلطة لا يروق لهم وجود مؤسسات قطاع عام حكومية ناجحة، ليتركوا المواطن عرضة للقطاع الخاص، الذي همه الربح أولا، على حساب معاناة المواطنين من الطبقات الكادحة والفقيرة.

 *******************************************************************

أكول.. عن حملة إزالة التجاوزات في البصرة

طارق العبودة

حملة إزالة التجاوزات الجارية في مدينة البصرة بإشراف المحافظ وبالتعاون مع بعض المؤسسات الامنية والحكومية، ليست مهمة سهلة، إنما تتطلب شجاعة وجهودا وتعاونا وامكانية، وتصميما ومتابعة ودراسة جادة.

وكما يعرف الجميع، توجد عصابات متجاوزة، مسنودة ومدعومة من جهات متنفذة في الدولة، قوية وليس من السهل التحرش بها ان لم تتوفر القوة والعزيمة والإرادة. فهذه العصابات استطاعت الاستحواذ، بالقوة والإغراء والمساومات، على ممتلكات تابعة للدولة، وبيوت خاصة بمواطنين يعيشون خارج البلاد بسبب ظروف قاهرة.

نجاح مهمة رفع التجاوزات، يتوقف على استباب الأمن والاستقرار ورفاه الشعب. وإن لم تتكلل الحملة بالنجاح، فستخلف انتكاسة كبيرة للبصرة وسلطتيها التشريعية والتنفيذية، ولكل المؤسسات المساهمة في الحملة.

ومن أساسيات نجاح الحملة، هو خضوعها للدراسة ولآلية عمل علمية دقيقة، بعيدة عن الارتجال والفوضى والضغوطات، وأن لا يغفل الجانب الانساني والوطني في التعامل مع أهل البصرة، خصوصاً أصحاب البسطيات المتجاوزين، الذين من المفروض أن توفر لهم بدائل تؤمن لهم ولعائلاتهم سبل المعيشة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، قبل أن تزال تجاوزاتهم، وقبل أن نخلق منهم قنابل موقوتة.

لذا اقول، اذا كان المتجاوز على الأراضي الحكومية أو غير الحكومية من سكان البصرة، وكان لا يمتلك هو أو زوجته دار سكن، بعد التأكد من دائرة التسجيل العقاري، يمنح قطعة أرض مساحتها على الأقل 150 مترا مربعا، وقرضا من المصرف العقاري يجري سداده بأقساط مريحة، أو يعوّض بمبلغ مالي. كما من الممكن بناء مجمعات سكنية من خلال التعاقد مع شركات عالمية رصينة، وبكلف واطئة ومهنية عالية، وتوزيعها على المتضررين من الحملة. 

اما اذا كان صاحب المنزل المتجاوز من أبناء محافظات أخرى، فيتم تعويضه بمبلغ مالي، في حال أراد  العودة إلى محافظته.

إذا قمنا بهذه الإجراءات، سنتمكن من زرع الأمن والاطمئنان في نفوس المواطنين، وسنساهم في إنجاح الحملة ومنع نشر الفوضى أو الاحتكاك مع البعض، أو ممارسة أسلوب الظلم والتعسف ضد أبناء الوطن.

 **********************************************************

مواساة

  • بألم بالغ وحزن، تلقت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، نبأ وفاة الصديق (فراس)، نجل الرفيق الحاج محمد جليل عبد محمد البيرماني، والذي توفي بعد معاناة مع المرض.

 وبفقده نعزي والده الأمين الذي واكب ولا يزال العمل الحزبي رغم شيخوخته. ونعزي اشقاءه جاسم  وعزت ونوفل.

 للفقيد الذكر الطيب ولأسرته وأقاربه خالص العزاء والمواساة.

  • بحزن شديد، تلقت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى نبأ رحيل الاستاذ مهدي صالح الزبيدي، شقيق القائد النقابي الشيوعي الشهيد هادي صالح الزبيدي (ابو فرات).

للفقيد الذكر العطر ولعائلته الكريمة وذويه وللرفيقة أم فرات، خالص العزاء والصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، صديقي الحزب باقر وشاكر جواد وعائلة آل جليخ بوفاة ولدهم الشاب علي شاكر.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته وذويه الصبر والسلوان.

كما تعزي محلية الشطرة الرفاق شنان خلف ومحمد حداوي وحسن هادي وآل الشمخاوي عموماً، بوفاة الاخ العزيز عواد حذيه الشمخاوي.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته وذويه وأعمامه الصبر والسلوان.

  • ببالغ الحزن تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا خبر رحيل الشخصية الوطنية الدكتور حميد احمد الأسدي صباح الاثنين 4 أيلول الجاري، بعد معاناة طويلة مع المرض.

والفقيد ولد عام 1939 في العمارة ودرس في مدارسها ثم أكمل دراسته في الاتحاد السوفييتي وحصل على درجة الدكتوراه في الطب. وكان الراحل العزيز قريبا من حزبنا الشيوعي العراقي، وأحد الكوادر الطلابية. وقد شغل رئاسة رابطة الطلبة العراقيين في خاركوف في الاتحاد السوفييتي.

وعمل الفقيد بعد تخرجه في الجزائر لغاية العام 1988. وظل ملتصقا بهموم شعبنا وقواه الوطنية ومتابعا لها. وقد ساعد الكثير من رفاقنا وكان بيته مفتوحا لجميع العراقيين الوطنيين هناك.

وانتقل الفقيد مع عائلته الى المملكة المتحدة وبقي فيها لغاية رحيله. وقد ترك وراءه زوجته العزيزة أم سمير وابنه سمير وابنته كارينا. وهو شقيق الراحل الدكتور محمد شريف الاسدي والدكتور صباح الاسدي والدكتور شوكت الاسدي والسيدة شذى الاسدي والدكتورة ندى الاسدي.

في هذه المناسبة الحزينة نتقدم للرفيق العزيز شوكت الاسدي (أبو سرمد) وكافة افراد العائلة الكريمة بأحر التعازي وخالص المواساة، متمنين لهم الصبر والسلوان وللفقيد الدكتور حميد الاسدي الذكر الطيب.

 ************************************************************

الضلوعية في خوف من أوحال الشتاء!

متابعة – طريق الشعب

يعيش سكان قضاء الضلوعية في صلاح الدين، حالة قلق من غرق شارعهم الرئيس بمياه الأمطار والوحل خلال الشتاء المقبل.

وفي حديث صحفي يوضح عدد منهم أن “هذا الشارع تمت المباشرة بمشروع بناه التحتية منذ العام 2021، وحتى الآن لم تنته البلدية من أعمال مد شبكة المجاري والاكساء”، مشيرين إلى أن هذا الشارع مهم، كونه يربط جنوب المدينة بشمالها، من الجسر الخشبي حتى المركز. 

عثمان مقداد، أحد سكان القضاء، يقول في حديث الصحفي أنه من الضروري إنجاز مشروع البنى التحتية للشارع، في أسرع وقت ممكن “فالشتاء على الأبواب، والناس سئموا من الطين والفيضانات التي تتكرر كل شتاء”.

ويلفت إلى أن “الشركة المنفذة للمشروع تمادت في تأخر إنجاز عملها، وهذا سببه عدم محاسبتها من الجهات المعنية”.

من جانبه، يقول مدير بلدية الضلوعية محمد نجيب، أن “هناك معوقات واجهها المشروع، متمثلة في وجود كيبل كهربائي يتعارض مع أعمال البنى التحتية”، مبينا في حديث صحفي، أن “العمل انقسم إلى قسمين، الأول يتضمن إنشاء شبكة تصريف مياه الأمطار وشبكة الإسالة وخطوط الكهرباء، فيما يتضمن القسم الآخر أعمال التسوية والتبليط والأرصفة. وجميع هذه الأعمال تسير وفق السقف الزمني المحدد لها”.

ويؤكد أنه “من المتوقع أن ينتهي العمل في تشرين الثاني المقبل”.

****************************************************************************

 سكان حي المأمون البغدادي: كهرباؤنا متردية .. الى متى؟!

متابعة – طريق الشعب

طالب سكان حي المأمون غربي بغداد، بإنهاء “مسلسل” تردي الكهرباء الوطنية في بعض المحلات السكنية التابعة للحي، والتي تعتمد كليا على كهرباء الخصخصة. وفيما بيّنوا في حديث صحفي أن هذه المحلات تفتقر للمولدات الأهلية، رأوا أن المطاعم المنتشرة في منطقة “الأربعة شوارع”، هي سبب المشكلة كونها تستهلك طاقة مرتفعة، ما يولد حملا زائدا على الشبكة. 

 ووفقا لسكان المحلة 616، فإن الشركة المجهزة للطاقة الكهربائية، علقت على موضوع تردي الكهرباء بوجود عارض في تغذية محطة المأمون – المنصور، مشيرين إلى أن المحلات المتضررة هي 616 و612 وأجزاء من المحلتين 614 و618.

من جانبه، يقول مهند محمد، أحد سكان المنطقة، أنه “اضطررنا أنا وأخوتي إلى شراء مولدة كهرباء بسعر 9 آلاف دولار، كي توفر لنا نحو 60 أمبيرا”.   

أما المواطن بلال الراوي، فيقول أن “السبب الرئيس لانقطاع الطاقة الكهربائية، هو المطاعم الموجودة في الأربعة شوارع. إذ تستهلك طاقة كبيرة، بسبب الإنارة والبرّادات”، داعيا إلى عزل كهرباء الأربعة شوارع عن كهرباء المحلات السكنية. 

 **********************************************************************

الصفحة السادسة

ليبيا.. اعصار قوي يخلف ضحايا

بنغازي – وكالات

قالت مصادر حكومية وشهود، امس الاثنين، إن إعصارا قويا قادما من البحر المتوسط اجتاح شرق ليبيا وألحق أضرارا بعدد من المنازل والطرق وأودى بحياة اكثر من الفي شخص.وأعلن المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، أمس الإثنين، انتشال أكثر من 2000 جثة جراء فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة هطلت على شرق ليبيا خلال الأيام الماضية. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يقفون على أسطح سياراتهم بينما يسعون للحصول على المساعدة بعدما تقطعت بهم السبل بسبب السيول التي اجتاحت مدن بنغازي وسوسة والبيضاء والمرج ودرنة. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى وأغلقت المدارس والمتاجر وفرضت حظر التجول مع وصول الإعصار لليابسة يوم الأحد ويوم الاثنين. وقال مهندسان يعملان في مجال النفط لرويترز إن أربعة موانئ نفطية كبرى في ليبيا، هي رأس لانوف والزويتينة والبريقة والسدرة، أُغلقت اعتبارا من مساء السبت لمدة ثلاثة أيام.

**************************************************************************

زلزال المغرب عدد الضحايا في ارتفاع

الرباط - وكالات

اعلنت وزارة الداخلية ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضربت المغرب ليلة الجمعة، إلى 2497 قتيلا و2476 مصابا، ويواصل رجال الإنقاذ بدعم من فرق أجنبية عمليات الإنقاذ في المناطق التي ضربها الزلزال، حيث يسابقون الزمن للعثور على ناجين وتقديم المساعدة للمشردين الذين دمرت منازلهم.  وفي وقت لاحق من تحرير الخبر مساء أمس، أعلنت الداخلية المغربية ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 2681 قتيلا و2501 مصاب. وأكدت الحكومة المغربية أنه تمت تعبئة كل القدرات والأجهزة للوصول إلى جميع المتضررين، فيما وصلت تعزيزات كبيرة من الجيش المغربي إلى منطقة أمزميز في ضواحي مدينة مراكش لدعم جهود الإنقاذ. وقال ريمي بوسو، مدير المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، لبي بي سي إن الهزات الارتدادية ستستمر لأيام، وربما لأسابيع، ما جعل المواطنون هناك يشعرون بالذعر.

****************************************************************************************

السعودية.. وفد إسرائيلي يحضر اجتماعاً لليونيسكو

الرياض - وكالات

شارك وفد إسرائيلي، امس، في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة المنعقد في الرياض، في أول زيارة علنية إلى المملكة. وتأتي الزيارة على خلفية تقارير تفيد عن مباحثات تجريها الولايات المتحدة بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين.

وشاهد مراسل وكالة “فرانس برس” أعضاء الوفد يجلسون في قاعة الاجتماع. وقال مسؤول إسرائيلي، أن “أعضاء الوفد الخمسة حصلوا على تأشيرات دخول المملكة عبر المنظمة الدولية، وقد وصلوا الأحد في رحلة من مطار دبي، وانهم سيبقون حتى نهاية المؤتمر في 25 ايلول الحالي” وتؤكد السعودية منذ أعوام طويلة أن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل واعترافها بها يتوقف على تطبيق حل الدولتين مع الفلسطينيين.

****************************************************************************************

الامم المتحدة: الهيكل المالي العالمي عفا عليه الزمن.. إصدار مجموعة العشرين بياناً توافقياً تطلب 300 إجتماع

متابعة – طريق الشعب

احتاج قادة قمة مجموعة العشرين الى وقت اضافي ليلة الجمعة الماضية، قبل ان يتوصلوا الى حل وسط بشأن المواضيع المختلف عليها، خصوصاً ما يتعلق بأوكرانيا قبل اعلان البيان الختامي.

وفي منشور على منصة “X”، قال المسؤول الهندي أميتاب كانت الذي يعد من أبرز منظمي قمة الهند إن نص البيان التوافقي بشأن أوكرانيا في الإعلان الختامي تطلب “أكثر من (200) ساعة من المفاوضات المتواصلة، و(300) اجتماع ثنائي و(15) مشروع نص.

واعتبر الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بأن القمة ناجحة. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأشار إلى أن النتائج المتعلقة بالمناخ خلالها كانت غير كافية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تشكيل قيادة مشتركة لمكافحة أزمة المناخ والصراعات العالمية والفقر.

ازالة ادانة الحرب

واتفقت المشاركون على إزالة إدانة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من بيان الاجتماع، مقابل تعهدات من جميع دول مجموعة العشرين، بما في ذلك روسيا والصين، بـ”احترام سلامة أراضي أوكرانيا، والعمل من أجل حل عادل”.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: “لو كنا سنكتب النص بأنفسنا لكان الأمر مختلفًا تمامًا.. إنها عملية بناء إجماع عالمي، وبالتالي فإذا كان ذلك يعني صياغة تسوية فسنقوم بها”.

وأوضح نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، أن “الاقتصادات الكبرى في العالم، بما في ذلك البرازيل والهند وجنوب إفريقيا، متفقة بشأن الحاجة إلى دعم القانون الدولي، وضرورة احترام روسيا للقانون الدولي”.

ووصف كبير المفاوضين الروس البيان بالمتوازن. مع ذلك، دانت أوكرانيا التحول في الخطاب، ووصفته بأنه ليس أمرا يدعو للفخر.

ونشر المتحدث باسم وزارة الخارجية، أوليغ نيكولينكو، صورة للجزء المتعلق بأوكرانيا من الإعلان المشترك، مع شطب عدة أجزاء من النص باللون الأحمر وتصحيحها بكلمات تعكس موقف كييف، بأنها “ضحية لعدوان روسي غير مبرر”.

وكتب نيكولينكو على فيسبوك: “من الواضح أن مشاركة الجانب الأوكراني في اجتماع مجموعة العشرين كانت ستسمح للمشاركين في فهم الوضع بشكل أفضل”.

تصريحات الرؤساء

من جانبه، سعى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى التقليل من شأن التسوية في البيان، قائلاً: إن “مجموعة العشرين ليست منتدى للمناقشات السياسية”.

وأضاف ماكرون، “نحن هنا للحديث بشكل أساسي عن المواضيع الاقتصادية وتغير المناخ”.

وأضاف “بالطبع نحن نختلف بشأن أزمة أوكرانيا، نظرا لأن روسيا عضو في مجموعة العشرين، ومع ذلك، هذا ليس المكان الرئيسي الذي سيتم فيه حل هذه المشكلة”.

وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي مثل بوتين في الاجتماع: “تمكنا من إحباط المحاولات الغربية لجعل أوكرانيا تهيمن على جدول أعمال القمة، ووصف الاجتماع الذي استمر ليومين بأنه ناجح”.

وأشار لافروف إلى أن “الرئاسة الهندية نجحت فعلا في توحيد المشاركين في مجموعة العشرين الذين يمثلون جنوب العالم”، لافتا إلى أن “البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين تمكنت من إسماع أصواتها”.

وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في ختام القمة: “لا يمكننا ترك القضايا الجيوسياسية تهيمن على جدول أعمال مباحثات مجموعة العشرين.. لا مصلحة لدينا في مجموعة عشرين منقسمة. نحتاج إلى السلام والتعاون بدلا من النزاعات”.

من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عدم “تهميش” روسيا في المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

فيما ذكر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن “العدوان الروسي على أوكرانيا يمكن أن يهز أسس مجموعة العشرين”.

نتائج المناخ غير كافية

وبعيدا عن أوكرانيا، فإن دول مجموعة العشرين منقسمة أيضا بشأن مستقبل النفط، ومع احتمال أن يصبح عام 2023 الأكثر سخونة على الإطلاق، فشل البيان الختامي في الدعوة إلى التخلص من الوقود الأحفوري، لكن قادة دول مجموعة العشرين أعلنوا أنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030.

وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تشكيل قيادة مشتركة لمكافحة أزمة المناخ والصراعات العالمية والفقر.

وقال غوتيريش بعد وصوله إلى نيودلهي “إذا كنا حقا أسرة عالمية فإننا نشبه اليوم أسرة تعاني من الاختلال الوظيفي”.

وذكر غوتيريش، أن “الهيكل المالي العالمي عفا عليه الزمن، ويعاني من الاختلال الوظيفي وغير عادل، ويتطلب إصلاحا هيكليا”.

وقال إنه إضافة إلى ذلك، فإن مجموعة العشرين مسؤولة عن 80 في المائة من الانبعاثات العالمية، وإن “أنصاف التدابير لن تحول دون الانهيار التام في ما يتعلق بالمناخ”.

الاتفاق على ممر اقتصادي

وأثار مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال قمة العشرين، جدلا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول المعايير التي اختيرت على أساسها الدول التي سيمر بها الطريق.

وتم الإعلان عن المشروع على هامش قمة مجموعة العشرين، من خلال مذكرة تفاهم اتفق عليها القادة بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي أعلن المشروع.

وسيمتد الممر المقترح عبر بحر العرب من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يعبر المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل قبل أن يصل إلى أوروبا. وسيشمل المشروع أيضاً كابلاً بحرياً جديداً وبنية تحتية لنقل الطاقة.

ويهدف المشروع إلى إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع.

******************************************************************************************

لبنان.. قتلى واصابات في اشتباكات عين الحلوة

بيروت – وكالات

شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان اشتباكات متقطعة بين عناصر من حركة فتح ومجموعة تطلق على نفسها اسم الشباب المسلم، ادت الى ارتفاع عدد القتلى 6 وسقط 60 جريحا كحصيلة جديدة لضحايا هذه الاشتباكات بعد مقتل شخص آخر امس الاثنين. وأفاد عماد حلاق مدير الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني بوجود مدنيين ومسلحين من بين ضحايا الاشتباكات، التي تجددت الخميس الماضي.

وأفادت وكالة الإعلام الرسمية اللبنانية أن “رصاص القناصة طال أحياء في مدينة صيدا جنوبي البلاد، والتي أغلق مدخلها الجنوبي أمام حركة السير”.

 وكان الجيش اللبناني قد أعلن أمس سقوط 3 قذائف في مركزين تابعين له قرب المخيم، ما أدى إلى إصابة 5 عسكريين أحدهم بحالة حرجة.

****************************************************************************

فلسطين.. استشهاد طفل واصابة آخرين برصاص الاحتلال

القدس – وكالات

شيعت الجماهير الفلسطينية جثمان الشهيد الطفل ميلاد الراعي بعد اصابته برصاص الاحتلال الحي في مخيم العروب شمال الخليل.

وجاب المشيعون بالجنازة شوارع المخيم وسط هتافات وطنية، وأخرى منددة بجرائم الاحتلال الاسرائيلي. وأصيب طفلان بالرصاص الحي اثناء توجههما الى المدرسة، فيما تعرض آخرون الى الاختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي، مخيم عقبة جبر، جنوب مدينة أريحا. وأوضح شهود عيان لوكالة وفا، أن قوات الاحتلال داهمت عددا من منازل المواطنين خلال عملية الاقتحام، وفجرت مدخل أحدها وروعت قاطنيها، وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام. وفي التطورات انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، امس الاثنين، من مخيم عقبة جبر شرقي الضفة الغربية بعد عملية سريعة اعتقل خلالها فلسطينيا وأصاب العشرات كما اعتقل الاحتلال 20 فلسطينيا في أنحاء متفرقة من الضفة المحتلة.

******************************************************************************************

الكشف عن وثائق أمريكية جديدة حول انقلاب تشيلي عام 1973.. تظاهرة نسوية تتضامن مع أهالي المفقودين

سانتياغو – وكالات

في مناسبة الذكرى الخمسين للانقلاب الذي نفذه الدكتاتوري أوغستو بينوشيه في تشيلي، نظمت نساء للأبد مرة أخرى مسيرة نسوية تخليداً لضحايا الدكتاتور. في الاثناء، رفعت وزارة الخارجية الأميركية السرية عن وثائق حول ذلك الانقلاب، فيما جرد الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز الديكتاتور التشيلي بينوشيه من الأوسمة الحكومية، وفق مرسوم جمهوري.

مسيرة السواد

ونظمت 1500 سيدة تشيلية مسيرة حزينة، ليلة الاحد، ارتدين خلالها ملابس سوداء وحملن الشموع أمام القصر الرئاسي التشيلي، تضامناً مع ضحايا الدكتاتور أوغستو بينوشيه ولمناسبة الذكرى الخمسين للانقلاب.

وحملت النساء لافتات تقول (يجب ألا تهدد الديمقراطية مرة أخرى) وأخرى استفسرت عن مصير مئات المختفين قسرا في الفترة التي حكم فيها شيلي في عام 1973 و1990.

ونظمت المظاهرة جمعية (نساء للأبد مرة أخرى) تذكيرا للألم والخسارة التي تكبدتها المرأة التشيلية خلال فترة الديكتاتورية.

وشددت غابي ريبيرا، رئيسة الجمعية، على الدور الذي قامت به المرأة التشيلية والتي بحثت بلا كلل عن مصير أفراد عائلتها المفقودين.

وقالت إن “غالبية المختفين كانوا من الرجال، تاركين النساء لتحمل العبء الثقيل للبحث والخسارة”.

وتمكنت لجنة تحقيق تشيلية من إثبات 2095 حالة قتل، و1102 حالة اختفاء، ويذكر التقرير وقوع أكثر من ثمانية وعشرين ألف حالة تعذيب.

وثائق عن الانقلاب

وكشفت المزيد من الوثائق السرية التي رفعت وزارة الخارجية الأميركية السرية عنها بعد مرور 50 عاما عليها، أنه تم إطلاع الرئيس الامريكي حينها، ريتشارد نيكسون على خطة الاستيلاء العسكري الوشيك على الحكم في تشيلي آنذاك، الذي مهّد لديكتاتورية استمرت 17 عامًا.

وتنضم هذه الحزمة إلى آلاف الوثائق الأخرى التي رُفعت عنها السرّية في السنوات القليلة الماضية، ضمن عمل روتيني تفعله الجهات الحكومية الأميركية بصورة دورية.

هناك المزيد!

وفي حديث مع الإذاعة الوطنية الأميركية، قال السفير التشيلي خوان غابرييل فالديس، إنه قدم التماسا رسميا لرفع السرية عن المزيد من الوثائق. وقال: “ما زلنا لا نعرف ما رآه الرئيس نيكسون على مكتبه صباح يوم 11 أيلول 1973”.

ورفعت وزارة الخارجية السرية عن إحاطتين استخباراتيين مرتبطتين بانقلاب تشيلي، وصلتا إلى مكتب ريتشارد نيكسون يوم الانقلاب، وقبله بأيام، إلا أن السفير التشيلي لدى واشنطن لا يرى ذلك كافيا.

وأضاف السفير، أن “شعب تشيلي يريد المزيد من الشفافية والوثائق والتفاصيل عما جرى. (...) نعرف نص الحوار بين نيكسون وهنرى كيسنجر، مستشار الأمن القومي آنذاك، وكيف رأيا خطرا كبيرا في انتخاب رئيس اشتراكي في إحدى دول أميركا اللاتينية، من هنا يجب أن نطلع على ما عرضته وكالة المخابرات المركزية على الرئيس نيكسون بهذا الخصوص”.

وكشفت إحدى الوثائق التي أُفرج عنها أنه في صباح يوم الانقلاب العسكري المدعوم من الولايات المتحدة، أبلغت وكالة الاستخبارات المركزية الرئيس نيكسون أن ضباط الجيش التشيلي “مصممون على استعادة النظام السياسي والاقتصادي”، لكنهم “ربما يفتقرون إلى خطة منسقة بشكل فعال من شأنها الاستفادة من المعارضة المدنية الواسعة النطاق”.

كما رفعت “سي آي إيه” السرية جزئيا عن الملخص الاستخباري ليوم 8 ايلول 1973، الذي أُبلغ الرئيس نيكسون فيه خطأً أنه “لا يوجد دليل على وجود خطة انقلاب منسقة بين أفرع الجيش” في تشيلي. وقال إنه “إذا تصرف المتهورون في سلاح البحرية معتقدين أنهم سيتلقون تلقائيًا الدعم من الأسلحة الأخرى، فقد يجدون أنفسهم معزولين”.

وتُعدّ الملخصات الاستخبارية اليومية التي تقدم للرئيس من بين أكثر السجلات المفقودة عن انقلاب تشيلي العسكري، لأنها احتوت على معلومات تؤكد أن تشجيع الرئيس نيكسون وكبير مستشاريه هنري كيسنجر لاستيلاء الجيش على السلطة في تشيلي، قد أتت ثماره.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صحفي، إن “الحكومة الأميركية أكملت مراجعة رفع السرية عن هذه الوثائق، استجابة لطلب من حكومة تشيلي، وللسماح بفهم أعمق لتاريخنا المشترك”، وأن رفع السرية جاء “متوافقًا مع التزامنا بزيادة الشفافية”.

وبالمقابل، طلبت الحكومة التشيلية من إدارة الرئيس جو بايدن الإفراج عن سجلات أميركية أخرى ذات قيمة تاريخية، لكنها لا تزال سرية بشأن تشيلي تتعلق بالانقلاب وتداعياته.

تجريد من الاوسمة

ووقع الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز مرسوما جرد فيه الدكتاتور التشيلي أوغوستو بينوشيه من الأوسمة الحكومية الأرجنتينية.

وقالت غابرييلا سيروتي، المتحدثة باسم الرئيس فرنانديز للصحفيين، الاربعاء الفائت، “يلغى حق بينوشيه وخلفه في استخدام شارتي التميز ووسام مايو ووسام المحرر سان مارتين”.

وأضافت، أن “بينوشيه لا يستحق امتنان الأمة الأرجنتينية لأنه يعتبر شخصا مارس سياسة جعلت حياة الإنسان أسوأ، ومثلت تصرفاته إهانة للقيم والمبادئ الأساسية لبلادنا”.

********************************************************************************

الصفحة السابعة

وضوح الرؤية يطمّن الفلاح ويقلل قلقه

إعداد احمد السيد عبد القصير *

تستمر هيمنة منظومة المحاصصة والفساد، أقلية حاكمة مرفهة، حيث يشهد المجتمع فرزاً اجتماعيا وطبقياً يشمل الشعب كافة، وضعف دور الدولة، وبعدنا عن الاستقرار بسبب الاقتصاد الهش المعتمد على إيرادات وريع النفط.

إن الاستقرار المطلوب يعتمد على تحقيق الخدمات وظروف معيشة تليق بكرامة المواطن، وعلى تحقيق العدالة، والمرتبط بتنمية مستدامة وتوفير فرص العمل.

 لقد ساهمت أزمة شح المياه بارتفاع معدلات الفقر والجوع والمرض والبطالة على شكل أوضح في الريف، ورافقتها حالات النزوح التي تكاد تشكل ظاهرة خصوصاً في القرى النائية التي تعذر حصولها على مياه الشرب.

والآن أخذت الوعود تغدق قبيل الانتخابات المقبلة في حين لم يتحقق برنامج حكومة الخدمات كما يعلنون.

فالأزمة الاقتصادية تعمقت ولها تداعيات، والموازنة الثلاثية غير المعتمدة على الحسابات الختامية، وتم فيها تخصيص ٤ بالمائة لوزارة الصناعة وهي أقل من تخصيصات الأوقاف الدينية. وهذا مؤشر على ضعف الاهتمام بقطاعي الصناعة والزراعة، وغياب السياسة الاقتصادية الرصينة التي تحقق تنمية القطاعات الإنتاجية، الصناعية والزراعية وغيرهما، وحماية المنتج الوطني وتوفير فرص العمل وتقليل نسب الفقر، وتحقيق تقدم اقتصادي اجتماعي حقيقي، وتقليل الاعتماد على واردات النفط.

وتشكل مشكلة شح المياه خطراً داهماً، لذا يتوجب على الحكومة أن تعمل بكل السُبل الممكنة لتأمين حصة عادلة من مياه دجلة والفرات، والضغط على تركيا وإيران للحصول على حقوق العراق المائية، لأن قلة واردات العراق المائية، أدت إلى التصحر والتملح والجفاف.

أعلنت الأمم المتحدة في حزيران/٢٠٢٢ تحذيرها من أن العراق يعتبر من بين الدول الخمس الأولى الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية وفقدانهِ نحو ١٠٠ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة سنوياٍ، هذا إضافة لما يفقده القطاع الزراعي بسبب تجريف البساتين والأراضي الزراعية الخصبة الخضراء، والتحويل الاعتباطي لجنس الأراضي الزراعية إلى سكنية، والأنكى من كل ذلك هو التجاهل التام لأوضاع الريف والقطاع الزراعي. ولحد الآن لا توجد خطط واضحة لمواجهة هذه الكوارث، حيث هناك الكثير من الإمكانيات المتوفرة لم يجر توظيفها للحفاظ على الريف ووضع البدائل العلمية الحديثة، لإنقاذ ملايين الناس، والاستجابة لتساؤلاتهم وحيرتهم أمام هذه الشحة القاتلة المحدقة والتي تهدد الاستقرار، لأن معالجات الدولة غير مطمئنة وبعضها يزيد المعاناة، كما أشيع عن تحويل دعم الأسمدة، إلى اجهزة الري !!!في حين يتوجب زيادة الدعم لكل المستلزمات التي تكون الحاجة ماسة لها في مثل هذه الاوقات. المطلوب وضع خطط بديلة وبعيدة المدى من أجل التعايش مع الوضع السيء منذ عقود، وتوجهات ملتصقة بهموم الفلاحين وحريصة على مصالح الشعب والوطن، هي الأمل الواجب توفيرهُ لبقاء سكان القرى لاستغلال أرضهم ومواجهة حاجتهم والمساهمة بتأمين الأمن الغذائي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مستشار الإتحاد العام للجمعيات الفلاحية

  في العراق

 **************************************************************************

وضوح الرؤى تطمّن الفلاح وتقلل قلقه

إعداد احمد السيد عبد القصير *

تستمر هيمنة منظومة المحاصصة والفساد، أقلية حاكمة مرفهة، حيث يشهد المجتمع فرزاً اجتماعيا وطبقياً يشمل الشعب كافة، وضعف دور الدولة، وبعدنا عن الاستقرار بسبب الاقتصاد الهش المعتمد على إيرادات وريع النفط.

إن الاستقرار المطلوب يعتمد على تحقيق الخدمات وظروف معيشة تليق بكرامة المواطن، وعلى تحقيق العدالة، والمرتبط بتنمية مستدامة وتوفير فرص العمل.

 لقد ساهمت أزمة شح المياه بارتفاع معدلات الفقر والجوع والمرض والبطالة على شكل أوضح في الريف، ورافقتها حالات النزوح التي تكاد تشكل ظاهرة خصوصاً في القرى النائية التي تعذر حصولها على مياه الشرب.

والآن أخذت الوعود تغدق قبيل الانتخابات المقبلة في حين لم يتحقق برنامج حكومة الخدمات كما يعلنون.

فالأزمة الاقتصادية تعمقت ولها تداعيات، والموازنة الثلاثية غير المعتمدة على الحسابات الختامية، وتم فيها تخصيص ٤ بالمائة لوزارة الصناعة وهي أقل من تخصيصات الأوقاف الدينية. وهذا مؤشر على ضعف الاهتمام بقطاعي الصناعة والزراعة، وغياب السياسة الاقتصادية الرصينة التي تحقق تنمية القطاعات الإنتاجية، الصناعية والزراعية وغيرهما، وحماية المنتج الوطني وتوفير فرص العمل وتقليل نسب الفقر، وتحقيق تقدم اقتصادي اجتماعي حقيقي، وتقليل الاعتماد على واردات النفط.

وتشكل مشكلة شح المياه خطراً داهماً، لذا يتوجب على الحكومة أن تعمل بكل السُبل الممكنة لتأمين حصة عادلة من مياه دجلة والفرات، والضغط على تركيا وإيران للحصول على حقوق العراق المائية، لأن قلة واردات العراق المائية، أدت إلى التصحر والتملح والجفاف.

أعلنت الأمم المتحدة في حزيران/٢٠٢٢ تحذيرها من أن العراق يعتبر من بين الدول الخمس الأولى الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية وفقدانهِ نحو ١٠٠ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة سنوياٍ، هذا إضافة لما يفقده القطاع الزراعي بسبب تجريف البساتين والأراضي الزراعية الخصبة الخضراء، والتحويل الاعتباطي لجنس الأراضي الزراعية إلى سكنية، والأنكى من كل ذلك هو التجاهل التام لأوضاع الريف والقطاع الزراعي. ولحد الآن لا توجد خطط واضحة لمواجهة هذه الكوارث، حيث هناك الكثير من الإمكانيات المتوفرة لم يجر توظيفها للحفاظ على الريف ووضع البدائل العلمية الحديثة، لإنقاذ ملايين الناس، والاستجابة لتساؤلاتهم وحيرتهم أمام هذه الشحة القاتلة المحدقة والتي تهدد الاستقرار، لأن معالجات الدولة غير مطمئنة وبعضها يزيد المعاناة، كما أشيع عن تحويل دعم الأسمدة، إلى اجهزة الري !!!في حين يتوجب زيادة الدعم لكل المستلزمات التي تكون الحاجة ماسة لها في مثل هذه الاوقات. المطلوب وضع خطط بديلة وبعيدة المدى من أجل التعايش مع الوضع السيء منذ عقود، وتوجهات ملتصقة بهموم الفلاحين وحريصة على مصالح الشعب والوطن، هي الأمل الواجب توفيرهُ لبقاء سكان القرى لاستغلال أرضهم ومواجهة حاجتهم والمساهمة بتأمين الأمن الغذائي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مستشار الإتحاد العام للجمعيات الفلاحية

  في العراق

 ******************************************************************************

هل نحن بحاجة إلى جمعيات فلاحية؟

كاظم بدن

إنه الموجود والمتواجد على كل شبر من أرض الوطن في الهور وفي الجبال وفي القرى في الأرياف وفي الصحاري والوديان وفي كل مكان توجد به الأرض بخيراتها من منتجات حياتية فمن هو هذا ولاي شريحة اجتماعية يعود …

نعم انه الفلاح والمزارع الذي يشكل أكبر شريحة اجتماعية من مجموع شرائح المجتمع العراقي، والحديث عنه يعني الحديث عن الأرض الغالية والذي هو بالمحصلة وبجهده وأتعابه يوفر سلة الغذاء للعائلة العراقية مثلما يرفد الاقتصاد الوطني للبلد بركن أساسي من أركانه، وليس على هذا جدل وعندما نقول هذا نتفق عليه نتساءل لمصلحة من هذا الاهمال والتغاضي عن ايجاد وتوفير ما يتطلبه ذلك من مستلزمات الانتاج الحيوية، وليس هذا فحسب بل لم يحظ بنسبة تخصيصات تتناسب وحجمه من الموازنات المالية الانفجارية التي يذهب معظمها في غير محله والأنكى من ذلك يستكثر عليه دعم وتفعيل الدور المؤثر لتنظيمه المهني المجاهد صاحب المآثر والتضحيات والذي قدم العديد من الشهداء والدماء الزكية على طريق تحرير الفلاح وعيشه الكريم، الا وهو الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في العراق الذي انبثق إثر ثورة ١٤ تموز المجيدة للعام ١٩٥٨ كباقي المنظمات المهنية الاخرى التي هبت للدفاع عن الثروة ومكتسباتها وتعبئة الجماهير حولها، وليس هذا فحسب بل بادر العديد من أعضاء هذا الاتحاد في حينه للتعاون والتنسيق مع لجان الكشف والاستيلاء والتوزيع والتعاقد مع الفلاحين على الأراضي الاميرية، وأجزم انه في وقتها أضحت مقرات الجمعيات الفلاحية ما يشبه المدرسة للوطنية والتآخي وروح التعاون ونبذ التفرقة والخلافات، وصارت عاملا أساسيا من عوامل نشر الوعي والثقافة ورفع مدارك ومستويات الناس ومكافحة الأمية التي كانت متفشية في المجتمع وخاصة بين صفوف الفلاحين وسكان الريف والمجتمع عامة آنذاك .

وجوابا على السؤال أعلاه، اقول نعم إن الفلاح أينما وجد من الضروري ان يوجد الاتحاد، حيث أنه الواسطة الأساسية التي تستطيع الغوص والوصول للفلاح لتفهم مشكلاته الحقيقية والتصدي لحلها وذلك من خلال التعرف عن كثب على معاناته والوقوف معه من اجل تلبية مطالبه وحل مشاكله، الأمر الذي يصعب على السلطات الحكومية الوصول اليه مثل ما هو لدى الجمعيات الفلاحية والتي من مهامها القيام بشقين من العمل:

١- ما يتعلق بالزراعة ومتطلباتها وتوفير مستلزمات نجاحها.

٢- اجتماعي يهتم بتسوية وحل جميع الاشكالات والمنازعات وابداء الارشاد والتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإيجاد الرؤى ووضع الخطط الدائمة والعمل بكل جد من أجل النهوض بالقطاع الزراعي وانتشاله من حاله الاهمال والتخلف المزري لا سيما وان العراق زاخر بالخبرات والطاقات العملية الخلاقة التي يمكنها الاسهام والفعل المؤثر في هذا الميدان لو اتيحت لها الظروف والفرص المؤاتية.

ما يعني ان إنعاش وتفعيل القطاع الزراعي فضلا عن دعم وتقوية الاقتصاد الوطني يسهم وبشكل كبير بامتصاص جزء من افواج البطالة الواسعة بين صفوف الشباب، إلى جانب ان لا يبقى عراقنا العزيز بلد النهرين سوقا لتصريف بضائع ومنتجات دول الجوار وخاصة الذين قطعوا عنا المياه وجانبوا كل روح الانصاف وحق الجوار والتنكر لكل الاعراف والمواثيق الدولية. فنتساءل الم يكن نهرا الكرخة والكارون نهرين دوليين لا يمكن لاحد الحق في تغيير مسارهما؟ ويمكنني القول هل ضاعت المقاييس وفقدت جميع القيم.

نعم انه كذلك حيث يجري الآن تجريف آلاف الدونمات من خيرة انواع بساتين النخيل والتسابق بالزحف سكانيا على خيرة الأراضي الزراعية وامام انظار المسؤولين عن الشأن ولا من سائل او رادع. فبماذا يفسر ذلك واين هم الذين صدعوا رؤوسنا بإيجاد الموارد غير النفطية؟

 ***********************************************************

هل تنجح خطة استخدام تقنيات الري الحديثة؟

عبدالكريم عبدالله بلال*

قبل أيام وتحديداً بتاريخ ٢٠٢٣/٨/٢٧ صرح وكيل وزير الزراعة السيد ميثاق عبدالحسين، بان الوزارة وضعت خطة لاستخدام تقنات الري الحديثة للسنوات ٢٣-٢٤-٢٥ وفي مقدمتها المرشات المحورية الكبيرة، وهذا سيكون جيدا، وبالاخص مع توفر المبالغ اللازمة لذلك في الموازنة، وكما ورد في قانون الموازنة، وعلى رأسها مبلغ ٣٠٠ مليون دولار _ قرض من البنك الزراعي الدولي _ وكذلك مبالغ الدعم المقررة للاسمدة التي الغاها مجلس الوزراء وأضافها الى دعم تقنات الري، مضاف لها ما صرح به السيد عبد الحسين من وجود قرض نمساوي لصالح تنفيذ برنامج التقنات ولم يصرح كم هو المبلغ، وهنا من حقنا ان نتساءل وعلى ضوء الفشل للبرنامج السابق للوزارة في زراعة ثلاثة ملايين دونم حيث لم يزرع منها وعلى ضوء تقرير ديوان الرقابة المالية في ٢٠٢٣/٦/١٢، سوى ١١٪؜ من المساحة المقررة اي ٣٣٠٠٠٠ دونم. ألم يكن هذا فشلاً؟ واليوم مع كل هذه الامكانات المتوفرة نرى بوادر الفشل مقبلة لا محالة، ودليلنا على ذلك ان الموسم المقبل لزراعة الحنطة سيبدأ من ٢٠٢٣/٩/١٥ - ٢٠٢٣/١٠/١٥؛ حيث تبدأ عمليات الحراثة والتسوية والبذار، علماً ان المنظومة اي المرشات المحورية وغيرها تحتاج لما لا يقل عن شهرين لتنصيبها على المساحات المقررة ومن ثم تشغيلها تجريبياً، لغرض معرفة مستوى الدفع فيها على ارض الواقع ومعرفة ان كانت هناك إشكاليات. هذا يتطلب قبله مدة لا تقل عن شهر ان لم يكن اكثر لغرض اجراء عمليات الاستلام ودفع مبالغها مع العلم لم تحدد اسعارها حتى الوقت الحالي، وما هو الدعم المقدم لها وهل هي بالتقسيط ام لا؟ وانواعها واحجامها؟ وليست هناك اية تعليمات حول ذلك من الوزارة، مع الروتين الذي لا تخلو منه دوائرنا الحكومية عامة هناك يكون قد مضى ما لا يقل عن اربعة اشهر، وبالتالي يكون الموسم قد انتهى وفشل المشروع للعام ٢٠٢٣ وما له من اثر سيئ على الاقتصاد العراقي والفلاح العراقي والزراعة العراقية .

لذلك نقترح :

* ارسال التعليمات الخاصة بعمليات التجهيز للتقنات الى الفلاحين من قبل وزارة الزراعة مع الانواع والاحجام والاسعار والدعم المقرر بأسرع وقت.

* تشكيل لجنة في كل محافظة يترأسها مدير زراعة المحافظة وعضوية اتحاد الجمعيات الفلاحية وشركة التجهيزات الزارعية وممثل المصرف الزراعي والموارد المائية وشعبة التقنات في كل مديرية زراعة مع منحها الصلاحيات الكاملة بالموافقة والتجهيز بعد اجراء الكشوفات الموقعية من قبل لجان الكشف التابعة في كل مديرية والتأكد من جهوزية الارض للزراعة.

* تحديد سقف زمني لا يتعدى وقت عملية بذار الحنطة والرية التجريبية في الاجهزة الحديثة والرية الاولى بعد البذار.

* توفير المبالغ اللازمة في المصارف الزراعية للمستلفين من الفلاحين والمزارعين لشراء تقنات الري الحديثة وبالسرعة الممكنة مع التسهيلات اللازمة لانجاز عمليات التسليف وبشروط ميسرة.

* تهيئة الشعب الهندسية في كل مديرية زراعة لمتابعة تنصيب وتشغيل الاجهزة الحديثة وإبداء رأيها بعد اجراء الكشوفات الموقعية بفترات محددة.

* عدم السماح للجهات المتنفذة من سياسية وغيرها باستغلال نفوذها وتأثيرها على العاملين في المشروعؤ لغرض وضعها في غير موضعها وسرقة الموارد المالية المقررة لها، بدءا من اللجنة المركزية في المحافظة وانتهاءً باللجان الفرعية وتوفير الحماية اللازمة لهم من الجهات ذات العلاقة.

* على ضوء نجاح المشروع تحدد مكافآت مالية لكل الكادر العامل في المشروع اضافة لراتبه الشهري وحسب الجهد.

ــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي أستشاري

 ***********************************************************************

الصفحة الثامنة

تشيلي.. خمسون عاماً من كفاح لا ينضب

اعداد: د. علي السالم

مرت يوم أمس الذكرى الخمسون للانقلاب الفاشي الذي أطاح بالرئيس التشيلي المنتخب سيلفادور الليندي وحكومته الوطنية اليسارية، وأطبق بقبضة إرهابية على البلاد لسنين طويلة، أُرتُكب خلالها العديد من المجازر، قبل أن يتمّكن الشعب التشيلي من إنهاء الدكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي، يسعى لتحقيق التنمية وشيء من العدالة الاجتماعية.

كيف بدأت القصة؟

تقع جمهورية تشيلي في جنوب غرب أمريكا اللاتينية، بساحل طوله 5000 كم، يطل على المحيط الهاديء. ويسكن مساحتها البالغة 756 ألف كم مربع، حوالي 20 مليون نسمة. وكانت البلاد قد تحررت من الإستعمار الإسباني في العام 1818 لتقع تحت النفوذ البريطاني، حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، حين خضعت للنفوذ الأمريكي.

لقد شهدت تشيلي منذ أوائل القرن الماضي، استقطاباً طبقياً حاداً بين تحالف من الأوليغارشية المتمثلة بكبار ملاك الأراضي (كان 3 في المائة يملكون 90 في المائة من الأرض الزراعية)، والمصرفيين والبيروقراطية العسكرية وأقسام من البرجوازية التابعة، وبين الفلاحين المعدمين والطبقة العاملة، التي نمت بسرعة كبيرة في الموانيء ومناجم النترات والحديد والنحاس، تلك التي سيطرت عليها الشركات الأمريكية منذ مطلع القرن العشرين، ونهبت مواردها بشكل شبه تام. وأسفرت نضالات الشعب عن نجاحات مختلفة، بطليعة عمالية، حسنة التنظيم، وبقيادة الحزب الشيوعي التشيلي، الذي تأسس عام 1912 واتخذ اسمه الحالي بعد ذلك بعشر سنوات، إلى جانب أحزاب يسارية أخرى، أهمها الحزب الاشتراكي.

وتحقق أول انتصار لقوى اليسار في انتخابات 1932، التي أسقطها انقلاب عسكري بقيادة الزعيم اليميني المعروف اليساندري. وعاودت هذه القوى الفوز في انتخابات 1938، بعد أن توحّدت في تحالف اسمته الجبهة الشعبية. كما كاد الزعيم الإشتراكي سلفادور الليندي، أن يفوز بالرئاسة في انتخابات 1958 ممثلاً لجبهة العمل الشعبية. ومع تواصل الكفاح المطلبي والسياسي واشتداد الاستقطاب الطبقي، ولدت جبهة الوحدة الشعبية، من تحالف الحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي وأربعة أحزاب يسارية اخرى، وحققت أغلبية في إنتخابات 4 أيلول 1970، كما حصل مرشحها الليندي على أعلى الأصوات، ودخل قصر الرئاسة.

تغيير شامل ولكن!

وانهمكت حكومة الوحدة الشعبية بانجاز برنامجها الذي أسمته (خطة الإنقاذ) فرفعت الأجور بنسبة 40 – 60 في المائة وأممت القطاعات الإنتاجية الرئيسية كالنسيج والصناعات الغذائية وكذلك مناجم النحاس والفحم والنترات وشركة الاتصالات، والتي كانت محتكرة من قبل الشركات الأمريكية، وشرعت قانون التعليم المجاني والتغذية المدرسية وطبقت خطة للإصلاح التربوي، ووضعت حداً أقصى لأسعار الأغذية والمواد الأساسية والإيجارات. كما وسعت من إجراءات الإصلاح الزراعي، فصادرت الملكيات الزراعية من أيدي الملاك، وشكلت المجالس الفلاحية. وكان إطلاقها للحريات النقابية مهماً لزيادة عدد المجالس العمالية في المصانع والأحياء وفي مجالس إدارة الشركات وفي الجمعيات الشعبية كالمختصة بالتموين والتسويق وغيرها (كانت مجالس الإدارة مكونة من 80 في المائة من عمال منتخبين ديمقراطيًا و20 في المائة من ممثلي الحكومة) (1).

الردة

وأدّت كل هذه الاصلاحات التقدمية إلى تغيير عميق داخل المجتمع، حيث أيدت الاغلبية الساحقة من العمال والفلاحين الفقراء وقطاعات واسعة من الطبقة الوسطى واعداد متزايدة من صغار الضباط وضباط الصف والجنود، تحالف الوحدة الشعبية، وهو ما تجلى بفوزها في الانتخابات المحلية التي جرت في أوائل 1971. وكان بديهياً أن يشتد الصراع الطبقي، ويتحرك تحالف قوى اليمين ممثلا بالحزب الديمقراطي المسيحي واقطاب الاوليغارشية المهزومة، ضد الحكومة. 

وراح هذا التحالف الرجعي ينفذ خططه، في تخريب الاقتصاد واحتكار الغذاء والمواد المعيشية الاساسية، ويشن حملات دعائية وتشويهية واسعة ضد الحكومة، عبر وسائل الإعلام التي يمتلكها. وشُكلت ميليشات فاشية، راحت تدور في البلاد، وتستفّز النقابات والأحزاب اليسارية والجمعيات الشعبية وتنشر الرعب بين السكان. كما تعاون هذا التحالف مع أسياده في واشنطن التي قطعت كل المساعدات عن تشيلي ونظمت مقاطعة عالمية للنحاس المؤمم، مما سبّب ارتفاعاً في التضخم، وأضراراً في مستوى معيشة الناس وخاصة الفئات المتوسطة. وبدل أن تقوم الحكومة بالإستفادة من الزخم الشعبي المؤيد لها، وتدعو لإنتخابات مبكرة، تحقق هيمنتها على المؤسسات الدستورية وتمكنها من مواجهة كل هذا التأمر، قامت بالمزيد من المهادنة وأجرت تعديلاً وزارياً، أدخلت فيه جنرالات من الجيش إلى صفوفها.

ورفضت القاعدة الشعبية هذه المرونة غير المبررة تجاه قوى اليمين، رغم انها أظهرت تماسكاً كبيراً في الدفاع عن الحكومة، وهو ما تجلى في تصديها الأعزل لمحاولة الإنقلاب الذي دبره سلاح المدرعات في 29 حزيران 1973، ودفاع الجماهير عن المصانع وحمايتها لإماكن العمل وتسييرها للمؤسسات الحكومية، قبل أن تجبرها الحكومة بالقوة على العودة إلى البيوت، ضمن سياسة التهدئة التي تبنتها. وقبل أسبوع فقط من الإنقلاب الفاشي، جرت في جميع أرجاء البلاد تجمعات ضخمة لدعم الحكومة، حتى بلغ عدد العمال المسلحين بالعصي 800،000 شخص في سانتياغو، يهتفون لليندي وحكومته. وفي يوم 9 ايلول، دعا الأمين العام للحزب الاشتراكي، كارلوس ألتاميرانو، الرئيس إلى المواجهة وتسليح الشعب فرفض ذلك، وقرر إجراء استفتاء، كانت واضحة نتائجه لصالح الوحدة الشعبية، مما أرعب اليمين، ودفعه للقيام بانقلاب عسكري دموي، لم يسبق له مثيل في امريكا اللاتينية، بقيادة الجنرال الفاشي اوغستينو بينوشيه (2).

“أمريكا لأمريكا”

عبّرت هذه الدعوة التي أطلقها الشاعر محمود درويش في قصيدته (مديح الظل العالي) عن مشاعر الملايين ممن تمنّوا للإمبريالية الأمريكية خراباً يعادل ما سببته من خراب للبشرية، ومنهم الشعب التشيلي الذي لم ينجو من عدوانها. فقبل أيام رفعت وزارة الخارجية الأميركية السرية عن المزيد من الوثائق حول الانقلاب العسكري في تشيلي عام 1973 ومقتل أول رئيس منتخب في تاريخ أميركا اللاتينية. وكشفت الوثائق عن إطلاع الرئيس الأمريكي حينها، بطل فضيحة ووترغيت، ريتشارد نيكسون، على خطة الاستيلاء العسكري الوشيك على الحكم في تشيلي.

كما كشفت الوثائق بأنه ومنذ ايلول عام 1970 أخبر نيكسون مساعديه بأن وجود حكومة تشيلية برئاسة سلفادور الليندي أمر غير مقبول، ورصد مبلغ 10 ملاين دولار لمنع حدوث ذلك. وقد سارعت لجنة الأربعين برئاسة كيسنجر وبالتعاون مع المخابرات المركزية إلى العمل لإعاقة تنصيب الليندي رئيسا من خلال خطتين سريتين: الأولى المسار 1 وتعتمد على المناورات البرلمانية لإبعاد الليندي والثانية المسار 2 وتعنى بدفع بعض القيادات العسكرية في الجيش التشيلى للقيام بانقلاب عسكرى (3). ولما حقق المسار الأول بعض اهدافه في اتفاق الرئيس الليندي مع اليمين على الإلتزام بوثيقة دستورية، منعته من تطهير أجهزة الدولة والقوات المسلحة من اتباع الأوليغارشية وأزلام الشركات الإحتكارية، تم تأجيل المسار الثاني لبعض الوقت. كما كانت ادارة كلينتون قد اعترفت بقيام واشنطن بلعب دور غير مباشر في تمويل الاضراب الذي قام به سائقو الشاحنات والذي تفاقم ليخلق وضعا اقتصاديا فوضويا، مباشرة قبل القيام بالانقلاب العسكري (4).

وكشفت إحدى الوثائق التي أُفرج عنها، أنه في صباح يوم الانقلاب العسكري، أبلغت وكالة الاستخبارات المركزية الرئيس نيكسون أن ضباط الجيش التشيلي “مصممون على استعادة النظام السياسي والاقتصادي”.

ورغم أن أغلب الملخصات الاستخبارية اليومية المتعلقة بالإنقلاب، والتي كانت تقدم للرئيس، قد فقدت، بفعل فاعل كما يبدو، فإن الخدمات التي قدمها الانقلابيون لواشنطن وسياساتها وشركاتها، أصدق دليل على دورها في اسقاط الليندي وحكومة الوحدة الشعبية، وعلى مسؤوليتها التاريخية عن كل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان خلال حكم بينوشيه، ومنها اعدام وتعذيب وسجن أكثر من 40 ألف إنسان وتشريد عشرات الالاف الأخرين.

كما إن نيكسون وتابعه كيسنجر، الذي اعترف بدم بارد بأن حكومته انحازت للاقتصاد حين خيّرت بينه وبين الديمقراطية، يتحملان المسؤولية القانونية والاخلاقية عن تدمير أكثر الأنظمة ديمقراطية واستقراراً في أمريكا اللاتينية، وعن استبداله بنظام حلّ البرلمان وأسس جهازاً للأمن السرّي وفرض ادارات عسكرية على الجامعات وحظر الأحزاب السياسية والنقابات العمالية، ومنع الاستماع حتى للموسيقى!

دور الشركات الاحتكارية

لعبت الشركات الأمريكية المسيطرة على ثروات تشيلي حينها، دوراً كبيراً في اسقاط حكومة الوحدة الشعبية. وكان من أكثر هذه الشركات نفوذاً شركةAnaconda Coppar وشركة Cinokota العاملتان في مجال النحاس، والتي قاربت قيمة استثماراتهما المليار دولار، وشركة ITT العاملة في مجال الاتصالات، والتي بلغت استثماراتها 200 مليون دولار.

كانت شركة ITT تاسع أكبر شركة في العالم، وتتمتع بدور مهم جدًا في المجمع الصناعي العسكري، وتضم في ادارتها مديراً سابقاً لوكالة الاستخبارات المركزية ورئيساً سابقاً للبنك الدولي. ولم يكن التلفون منتوجها الوحيد، فقد استخدمت صور الثوار الفيتناميين ورفاق جيفارا في بوليفيا، في ملصقها الدعائي للنواظير الليلية، التي تكشف عن هؤلاء لمن يطاردونهم من ذوي الشعر الأصفر. واهتمت ايضا بإنتاج الأغذية، حتى شنت قوى يسارية حملة فضح لها، تضمنت شعاراً يدعو إلى مقاطعتها بالقول (شراء الخبز من ITT يعني مزيداً من القنابل فوق فيتنام، انها مركز الإمبريالية والخيانة والإرهاب، وليست مركزاً للبرق والهاتف).

لم تكن ITT شركة نموذجية متعددة الجنسيات فحسب، بل كيانًا مستقلاً له سياسته الخارجية الخاصة وجهازه الأمني وموظفوه السياسيون، وتمثل تماماً الهيمنة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية للولايات المتحدة، حيث لعبت هذه الشركة كما هو معروف دوراً مهماً في طرد الهيمنة البريطانية على اقتصاد دول أمريكا اللاتينية وحلت، من بين شركات أمريكية اخرى، محلها. ثم راحت تستخدم اتصالاتها في واشنطن وتقدم نشاطها كجزء من الصراع بين الشيوعية والرأسمالية في سياق الحرب الباردة. وكان أول رجل يتصدى لنشاط هذه الشركة المحامي فيدل كاسترو، الذي كسب قضية قضائية ضدها قبل أن تندلع الثورة، ثم سارع ورفاقه لتأميم نشاطها في كوبا بعد الإنتصار.

وبحلول أواخر الستينيات، أصبحت شركة ITT عبارة عن تكتل تجاري، يعيد استثمار أرباح المبيعات في أمريكا اللاتينية في شراء شركات التأمين والفنادق وشركات تأجير السيارات، وكانت تمتلك أيضاً شبكات الهاتف الموجودة في تشيلي.

وقد كشفت الوثائق بأن الشركة لعبت دوراً مؤثراً في منع فوز الليندي في انتخابات 1964، لكنها فشلت معه في انتخابات 1970، رغم قيامها بتمويل حملة منافسه اليسندري، بمبلغ 700 ألف دولار امريكي، وقيامها بعرض مبلغ مليون دولار على المخابرات الإمريكية للمساهمة في منع الليندي من الفوز. وحين قامت حكومة الليندي بتأميم فرعها في تشيلي، ومنح المهندسين المحليين سلطة اتخاذ القرارات التجارية الرئيسية ومد خطوط الهاتف إلى المناطق الفقيرة، اتصلت بها وكالة المخابرات المركزية وناقشتها عن الكيفية التي يمكن بها للشركة المساعدة في ممارسة الضغط على تشيلي لجعل اقتصادها يصرخ، كما عبر عن ذلك نيكسون حينها، فاقترحت في ردها 18 طريقة لزعزعة استقرار حكومة الليندي خلال الأشهر الستة التي اعقبت فوزه، كما مولت صحيفة (الزئبق) المعارضة له. وإضافة إلى استعادة نفوذها الاقتصادي والسياسي في تشيلي بعد الإنقلاب، فقد دفع لها بينوشيه تعويضاً بمبلغ 150 مليون دولار، عن خسارتها من تأميم الليندي لنشاطها في البلاد!

ضحايا مبدعون فيكتور جارا

بعد أربعة ايام من الإنقلاب، أخترقت اربع وأربعون طلقة جسد فكتور جارا، الشاعر والموسيقيّ والمغني والأستاذ الجامعي التشيلي، طلقتان في الرأس، ستة في الركبتين، اربعة عشرة في الذراعين، واثنتان وعشرون في الظهر! لم تكن الجريمة مجرّد إعدام روتيني لمعارض وشيوعي وشخصية شعبية مناهضة للفاشية، بل كانت أقرب إلى طقس همجي دموي يستهدف بث الرعب وارهاب الناس.

وقبل الإنقلاب بيومين، كان جارا قد وضع اللمسات الأخيرة على معرض فوتوغرافي بعنوان (دائماً، من أجل الحياة)، والذي كان منتظراً أن يفتتحه الرئيس الشهيد سلفادور الليندي. وقبيل اغتياله الوحشي، عمد الجلادون إلى تكسير أصابع جارا لمنعه من العزف على الغيتار وأداء موسيقاه الشعبية الملتزمة، دون أن يعرفوا بأنه كتب قبل اعدامه بدقائق قصيدة أخيرة أخفاها في حذاء أحد السجناء، ووصف فيها الفجيعة قائلاً:

نحن هنا: خمسة آلاف من البشر

مكدسون.. محشورون.. في هذا الشق من المدينة

خمسة آلافٍ نحن

تُرى كم عددنا في أرجاء البلاد؟

يا لها من كتلةٍ من البشر

جائعون.. خائفون.. بردانون.. موجَعون

ستة منا قد أسلموا الروح

والتحقوا.. بنجوم السماء

واحدٌ قُتِل .. والآخر ضربوه وضربوه

في قسوة تفوق الخيال

والأربعة الآخرون لم يكونوا يريدون

غير أن يضعوا حداً لمخاوفهم

واحدٌ قفز نحو موته

واحدٌ هشم رأسه بجدار

لكنهم جميعاً

كانوا يحدقون في أعين الموت

ها هنا عشرة آلاف من الأيدي التي

لن تعمل بعد اليوم

تُرى كم منا هناك..

في طول البلاد وعرضها؟

الدم الذي أريقَ من رفيقنا الرئيس

أقوى من قنابلهم ورشاشاتهم

بهذه القوة نفسها ستتحد قبضاتنا يوما

وترد لهم الصاع صاعين

أيتها الأغنية

كم أنت ناقصة.. كم يعوزكِ الكمال!

عندما أكون في أمسِّ حاجتي للغناء

تراني لا أستطيع

لا أستطيع لأنني.. ما زلتُ حياً!

لا أستطيعُ لأنني.. أموت!

يرعبني أن أرى نفسي

ضائعاً في لحظات الأبدية

حيث الصمت والصرخات

غايات أغنيتي

ما أراه الآن.. لم أره أبداً

ما ينتابني.. ما أحسسته

سيجعل اللحظات.. تورِقُ من جديد.

بابلو نيرودا

مبدع كبير أخر، كان ضحية هذا الإنقلاب الفاشي، إنه بابلو نيرودا، الشاعر والسياسي والدبلوماسي الشيوعي الكبير، والحائز على جائزة نوبل للآداب ووسام لينين للسلام وعشرات الأوسمة والجوائز من مختلف أقصاع الأرض. كان نيرودا مرشحاً للحزب الشيوعي في الانتخابات، قبل ان يؤسس تحالف الوحدة الشعبية، حيث انسحب دعماً للرئيس الليندي، الذي كتب عنه الشاعر قائلاً:

“إن أعمال الليندي وآثاره ذات القيمة القومية التي لا تمحى، أغضبت أعداء حريتنا، فقصفوا القصر، تماماً كما فعل النازيون مع المدن الآمنة العزلاء. إنه رجل لا يموت.. لم ينتحر كما يدعّون بل قاتل ببسالة، بلا رفيق غير قلبه العظيم، حتى اخترقت رصاصات العسكر جسده، العسكر الذين خانوا تشيلي مرة اخرى” (5). ثم قتل الفاشست نيرودا في بيته بعد الانقلاب بثلاثة اسابيع.

الدروس المستفادة

لقد كتبت عشرات الدراسات والأبحاث عن تلك التجربة الغنية، في تاريخ اليسار العالمي، وما كشفت عنه من دروس مهمة، كان من أبرزها أهمية العامل الذاتي في تحقيق النصر، وخطيئة الثقة بالبرجوازية المتخلفة، التابعة للإمبريالية والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بملاّك الأراضي، وبكل مؤسساتها وأدوات قمعها. كما إن تبني الطريق السلمي للمضي نحو الإشتراكية، لا يعني التخلي عن مقومات الدفاع عن الحرية والديمقراطية، التي لم يعاديها أحد في التاريخ، قدر معاداة الإمبرياليين لها، هؤلاء الذين أثبتت تجارب التاريخ نفسه، قدرتهم على تجاوز كل الخلافات بينهم، لصد أي اختراق يحققه الجياع لسور قلاعهم العفنة.

وإذ نتذكر نحن العراقيين، أيام فرحتنا بأنتصار تجربة تحالف الوحدة الشعبية وحملات التضامن التي قمنا بها دعماً له، حين أطبقت على عنقه مخالب الفاشيين، نشعر بالزهو اليوم، ونحن نرى التشيليين يقتصون من القتلة، ويعود جيل جديد وعنيد من اليساريين ليحقق طموحات الشعب، في ثمرات عذبة لنضال لا ينضب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

  1. جريدة الشعلة السويدية أيلول 2023
  2. مجلة الغد 1980 العدد 3.
  3. الشعلة، مصدر سابق
  4. سبق انقلاب شباط الفاشي 1963 اضراب مماثل!
  5. مذكرات نيرودا، ترجمة محمود صبح 1975

**************************************************************************

الصفحة التاسعة

صدمة جديدة.. إيجابية اختبار منشطات بوغبا

تورينو ـ وكالات

أفاد تقرير صحفي إيطالي، بأن نتيجة اختبار بول بوغبا بشأن تناول هرمون التستوستيرون (المنشطات)، الذي تم إجراؤه بعد مباراة يوفنتوس وأودينيزي هذا الموسم، جاءت إيجابية.

ولم يشارك بوغبا في فوز يوفنتوس على أودينيزي بثلاثية نظيفة، وظل جليسا لمقاعد البدلاء طوال المباراة، ثم شارك ضد بولونيا وإمبولي.

ومع ذلك، وبحسب الوكالة الرسمية الإيطالية “أنسا”، فإن بوغبا كان أحد اللاعبين الذين تم اختيارهم بشكل عشوائي للخضوع لاختبار المنشطات، وقد ورد أن هناك مستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون.

وسيخضع لاعب الوسط الفرنسي لفحص عينة الاختبار الثانية، قبل الحسم في نتيجة اختبار المنشطات.

**************************************************************************

شنيشل: جاهزون لخطف بطاقة التأهل عن المجموعة

متابعة ـ طريق الشعب

وصف مدرب المنتخب الاولمبي راضي شنيشل، امس الاثنين، مباراة الكويت في التصفيات الآسيوية بـ”المهمة” لبلوغ النهائيات.

وقال شنيشل ان مباراة المنتخب الاولمبي أمام الكويت مهمة لحسم بطاقة التأهل وبلوغ نهائيات آسيا”.

وأضاف: “طوينا مباراتي ماكاو وتيمور الشرقية ستكون مباراة الكويت بمثابة الفيصل للجانبين لحسم بطاقة التأهل، ولدينا فكرة فنية كاملة لوضع النهج الفني المناسب للمباراة الاخيرة التي ستكون حاسمة بالنسبة للطرفين”.

وبيّن شنيشل “بالنسبة لي ارى اللعب في منافسات المجموعات أكثر صعوبة من النهائيات لأسباب ترتبط بالحسابات المعقدة للتأهل الى المراحل المقبلة”.

ويتصدر المنتخب العراقي المجموعة برصيد 6 نقاط، بفارق الأهداف فقط عن الكويت، علمًا بأن المنتخبين حققا الفوز على يتمور الشرقية ومكاو.

ويملك المدرب راضي شنيشل العديد من الأوراق الرابحة بداية من صاحب الخمسة أهداف حتى الآن حسين عبد الله الوندي، إلى جانب رضا فاضل، وعلي جاسم، ومنتظر جبر، ألكسندر أوراها، وبلند أزاد عمر، وذو الفقار يونس.

وتقام المباراة اليوم الثلاثاء على ستاد جابر الدولي، لحسم بطاقة التأهل بصورة مباشرة إلى كأس آسيا تحت 23 عامًا في نيسان المقبل في قطر.

************************************************************************

الأرقام القياسية تتساقط تحت قدمي ديوكوفيتش

نيويورك ـ وكالات

واصل النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش كتابة التاريخ، وذلك بتتويجه بلقب أمريكا المفتوحة، عقب التغلب في المباراة النهائية على الروسي دانيل ميدفيديف.

ونجح نوفاك في الفوز باللقاء بثلاث مجموعات دون رد، بواقع (6-3) و(7-6) و(6-3) وذلك في غضون 3 ساعات و18 دقيقة.

وذكرت شبكة “أوبتا”: “توج نوفاك ديوكوفيتش بلقبه الثالث في الغراند سلام في 2023”.

وأضافت: “توج نوفاك بالتالي ب3 ألقاب في الجراند سلام في عام واحد للمرة الرابعة، متفوقا على روجر فيدرر (حقق هذا الإنجاز 3 مرات)”.

وأردفت: “أصبح ديوكوفيتش الأكثر فوزا ببطولات الجراند سلام في تاريخ التنس برصيد 24 لقبا، مناصفة مع مارجريت كورت”.

وواصلت: “بعمر 36 عاما و111 يوما، أصبح ديوكوفيتش أكبر لاعب يتوج بلقب فردي الرجال في منافسات أمريكا المفتوحة”.

وزادت: “أصبح ديوكوفيتش أكثر اللاعبين فوزا بأشواط كسر التعادل في بطولات الغراند سلام في عام واحد في العصر الحديث ب17 شوطا”.

**************************************************************************

المسابقات: المباحثات متواصلة مع اللاليغا بشأن آلية دوري المحترفين

متابعة - طريق الشعب

أكد عضو لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم، نجم الأوسي، أن المباحثات مستمرة مع رابطة “اللاليغا”، لتحديد آلية دوري المحترفين للموسم المقبل.

وقال الأوسي أمس الاثنين إن” اتحاد الكرة عقد اجتماعاً مع رابطة الـ(لاليغا) قبل أسبوعين تقريباً، بحضور رئيس الاتحاد عدنان درجال، وتم طرح عدة مواضيع عامة تخص آلية الدوري وصعود وهبوط الفرق بالإضافة إلى مناقشة المعوقات التي تعترض المسابقة، جميعها عرضت بشكل كامل ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار، ولكن تم الاتفاق على إقامة اجتماع آخر في وقت قريب لوضع النقاط على الحروف وتحديد الآلية المتبعة في الموسم الجديد”. وأضاف الأوسي، أن” الاجتماع القادم مع رابطة الـ(لاليغا) سيحدد لنا عدد الفرق التي ستشارك في المسابقة وعلى هذا الأساس سيتم معرفة التعامل مع الدوريات الأخرى وآلية المشاركة فيها “، مشيرا إلى أن “ لجنة المسابقات لم تنوه عن أي معلومة بهذا الخصوص وتنتظر تحديد موقف العمل في دوري المحترفين المقبل ومن ثم الإعلان عن بقية التفاصيل”.

********************************************************************************

معنيون يطالبون بالاستقرار على تشكيلة محددة للمنتخب الوطني

متابعة ـ طريق الشعب

مع اقتراب مشاركة المنتخب العراقي لكرة القدم في التصفيات الآسيوية، طالب مختصون مدرب المنتخب الوطني خيسوس كاساس بضرورة الاستقرار على تشكيلة أساسية من اللاعبين المحليين والمحترفين.

ويقول المدرب حمزة داود، إن برنامج إعداد المنتخب فيه الكثير من الآراء المؤيدة والناقدة، معتقداً أن المشكلة تكمن في “اختبار اللاعبين” بحيث وصل العدد منذ بطولة خليج 25 لغاية الآن إلى اختبار 63 لاعباً “وهو رقم كبير بالاستدعاءات ولابد من حسم اختيار الأفضل للاستقرار ولاختزال وقت الاستعداد للمنافسات القارية”.

ويضيف “متابعة الدوري العراقي كانت من مهام الكادر المساعد لكنه للأسف استقر على عدد قليل جداً من اللاعبين المحليين لا يتجاوز أصابع اليد، وهنا أسأل هل هذا خلل باللاعب أم بالمتابعة؟”.

ويتابع “العدد القليل للمحليين يقابله دعوة عدد كبير من المحترفين الذين تنوع أسلوب دعوتهم ليثبتوا فعلاً أنهم مستقبل الكرة العراقية”.

وعن مستوى أداء المنتخب العراقي في بطولة كأس ملك تايلاند، يؤكد داود “المستوى العام للمنتخب أعطى للجميع مؤشراً أننا بحاجة ملحة للاستقرار والتنوع بأساليب اللعب وخصوصاً بالحالة الدفاعية مع تكرار الأخطاء”.

وختم بالقول “لدى كاساس نقطة مهمة هي الفوز بالبطولات وإسكات المنتقدين، وفي رأيي الشخصي فأن بطولة الأردن الودية ستعطي وضوحاً أكبر لما سيكون عليه حال المنتخب بالتصفيات الآسيوية المقبلة”.

بينما يقول المدرب صادق حنون، “بعد بطولة تايلند وخليج 25 والمباريات الودية التي خاضها المنتخب العراقي تحت قيادة المدرب الإسباني، أعتقد أن الأمور أصبحت الآن واضحة لخيسوس كاساس في تشخيص اللاعبين واختيار الأفضل لتمثيل المنتخب بعد تجريب واختبار عدد كبير من اللاعبين”.

ويشير إلى أن “العراق مقبل على بطولة أمم آسيا وهي بطولة كبيرة من العيار الثقيل وأهميتها تأتي بعد بطولة كأس العالم وعليه لابد من الاستعداد لها بشكل جيد من الآن”.

ويلفت حنون إلى أن “المنتخب العراقي سيواجه منتخبات أقوى لها باع طويل في مجال كرة القدم وعلى كاساس اختيار أفضل ما لديه من لاعبين، لاسيما وأن لديه كم هائل من اللاعبين”.

وينبه إلى أن “هناك لاعبون محترفون لكن أداءهم غير مقنع ولا يصلحون لتمثيل المنتخب العراقي وذلك من خلال متابعتنا لهم، ولهذا يتوجب على كاساس اتخاذ القرار الصائب في الاختيار كونه مقبلا على مشاركة قارية ستكون المحك والمقياس الحقيقي لمنتخبنا الوطني”.

*****************************************************************************************

روبياليس يقدم استقالته الى رئاسة الاتحاد الإسباني

مدريد ـ وكالات

أكد الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أمس الإثنين، أن لويس روبياليس تقدم باستقالته من منصبه كرئيس للاتحاد، بعد الجدل الدائر حول تقبيله لجيني هيرموسو، لاعبة المنتخب الإسباني للسيدات.

وقبَّل روبياليس، لاعبة خط الوسط على فمها خلال حفل تسليم المنتخب الإسباني كأس العالم للسيدات في أستراليا ونيوزيلندا، بعد الفوز (1-0)  على إنكلترا في المباراة النهائية للمونديال الشهر الماضي، غير أن هيرموسو أكدت أن القبلة لم تكن بالتراضي.

وقال روبياليس في مقابلة مع برنامج “بيرس مورجان انسنسورد”: “سأقوم بذلك (استقالة)، نعم، لأني لا أستطيع إكمال عملي”.

وأضاف: “عائلتي وأصدقائي يقولون لي، لويس، يتعيّن عليك التركيز على كرامتك والاستمرار في حياتك. إذا لم تقم بذلك، فإنك ستؤذي الأشخاص الذين يحبونك والرياضة التي تحب”.

وفي رسالة مفتوحة نشرها روبياليس في حسابه على منصة “إكس”، أكّد إنه أبلغ بيدرو روشا خونكو (الرئيس الموقت) بأنه قدّم استقالته وسيتنحى أيضًا عن منصبه كنائب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وشرح روبياليس: “بعد الإيقاف السريع الذي نفذه فيفا، بالإضافة إلى بقية الإجراءات المفتوحة ضدي، من الواضح أنني لن أتمكن من العودة إلى منصبي”.

وأضاف: “الإصرار على الانتظار والتشبث به لن يساهم في أي شيء إيجابي، لا للاتحاد ولا لكرة القدم الإسبانية. لأن هناك قوى ستمنع عودتي”.

وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إيقاف روبياليس في انتظار التحقيق بشأن سلوكه، في حين قدمت هيرموسو شكوى إلى مكتب المدعي العام يوم الأربعاء الماضي، وهو الآن أمام المحكمة العليا في إسبانيا.

كان روبياليس رفض في البداية التقدم باستقالته خلال اجتماع للاتحاد بعد أقل من أسبوع على الواقعة التي حدثت في 20 آب/أغسطس الماضي، حيث قال إن الاحتجاج على القبلة كان بمثابة “حركة نسوية زائفة” و”اغتيالا اجتماعيًا”.

في المقابل، أعلنت لاعبات منتخب إسبانيا إنهن لن يلعبن مرة أخرى مع الفريق إذا بقي روبياليس في منصبه.

******************************************************************************

وقفة رياضية.. إخلاء وزارة الشباب والرياضة لغرض استثمارها!

منعم جابر

شيء غير معقول وغير مقبول أن يتم إخلاء مبنى حكومي يخص قطاعاً حياتياً وحيوياً ومهماً من أجل استثماره لمصالح ضيقة وتجارية وربحية لفائدة مجموعة تجارية على حساب الرياضة والشباب دون تفكير بمصالح المجتمع وفائدة قطاعي الشباب والرياضة الذي يشكل 62 بالمائة من أبناء المجتمع العراقي، إنها دائرة تهم قطاعاً مهماً وحياتياً فمن فكر في استثمار هذه الأرض علماً انها تخص دوائر ومؤسسات تعنى بقطاعي الشباب والرياضة، وأنها معنية بهذا القطاع منذ أكثر نصف قرن من الزمان. وبدلاً من الاهتمام بهذين القطاعين وتنميتهما والعناية بهما فحسب من قبل الدولة والحكومة بل الكثير من المؤسسات الجماهيرية والشعبية مطالبة بالرعاية والاهتمام بقطاعي الشباب والرياضة حيث أن الدستور العراقي اهتم بهذين القطاعين في المادة 36 وغيرها من المواد.

هنا يحق لنا أن نتساءل من هي الجهة التي نسيت واجباتها واهتمامها بهذين القطاعين وفرطت بهما علماً اننا اليوم بأشد الحاجة للاهتمام بهما ورعايتهما وتسخير كل الجهود من أجل بناء جيل الشباب ورعاية أبنائه وبناته لأنه هو الجيل الذي نعول عليه في بناء الوطن. إننا نطالب اليوم بمحاسبة الجهة التي فرطت بهذه المؤسسة الحساسة والمهمة وقدمتها هدية سهلة المنال للبعض ممن لا يهتمون بشباب الوطن وشيبه وأبنائه ممن قدموا التضحيات من أجل الوطن وتحريره من الطغمة الفاسدة. إن هذه الأرض التي تتواجد عليه بنايتا وزارة الشباب والرياضة تشكل أكثر من 320 دونما وتضم ملاعب ومنشآت رياضية وبنايات خدمية وقاعات رياضية ومستشفى للرياضيين وملاعب ومسابح وغيرها والتي تعنى بكل اشكال الخدمات الرياضية والشبابية، مطلوب المحافظة عليها وعدم تركها للاستثمار (المنفلت) لأن ذلك سيشكل إهدارا بالموارد التي سبق للحكومات المتعاقبة أن صرفتها على هذه المنشآت وأهميتها للجيل الشاب رياضياً وشبابياً، وهنا نناشد دولة رئيس الوزراء بضرورة الاهتمام بهذا الحال وعدم السماح بهكذا استثمار وتلاعب بالأرض والمنشآت والمشيدات المتكاملة والتي تخدم قطاعي الشباب والرياضة والتي صرفت عليها الملايين من العملة الصعبة، والتي في حال تنفيذها ستكون عرضة للتهديم والضياع ليس من أجل الوطن وخدمته بل من أجل مصالح حفنة من المستفيدين والمتلاعبين بأموال الشعب.

اننا نطالب باسم الشباب الرياضي والملايين من أبناء الشعب العراقي بأن يقفوا بالضد من هكذا سياسة استثمارية تستهدف فقدان الشبيبة العراقية وأهل الرياضة أهم الدوائر والمؤسسات التي تعنى بحياتهم ومصالحهم وميادينهم والتي تتضمن ملاعب ومسابح وقاعات ومضامير شيدت خلال الخمسين عاماً الماضية. وعلى الرغم من وجود هذه المنشآت الرياضية المتواجدة على أرض وزارة الشباب والرياضة المزمع (استمارها) وتهديم كل ما تأسس على هذه الأرض من خير عميم لحركة الشباب والرياضة.

إننا نطالب من الحكومة ودولة رئيس الوزراء بأن ينهو هذه (المهزلة) وان يقطعوا الطريق على هكذا محاولات للتلاعب بالمؤسسات الحكومية والرسمية في جميع الجهات الرسمية والجماهيرية مطالبة بالدفاع والحفاظ على مصالحها وحقوقها، وأن تضع حداً للتلاعب بمقدارتها من قبل جهات (متنفذة) وجدت نفسها دون رقيب ولا حسيب، متسلطة على مقدرات مؤسسات رسمية وشبه رسمية تخص أهم قطاع يخص الشباب والرياضة التي يشكل 62 بالمائة من الشعب العراقي حسب الإحصائيات الرسمية لوزارة التخطيط العراقية. آملين ان تواجه هكذا محاولات (مشبوهة) للتجاوز على أراض ومنشآت تعود إلى مؤسسات رسمة بأساليب ملتوية تستهدف الإضرار باهم القطاعات الحياتية التي تخص الشباب والرياضة آملين تجاوب الجهات الرسمية لهذه المناشدة الشبابية والرياضية من أجل حماية وزارتهم وكل الدوائر الرسمية.. ولنا عودة.

*******************************************************************************

الصفحة العاشرة

فضاء شعبي.. الشعرُ حياةً

كاظم غيلان

وعي محمود البريكان واخلاصه لقضية الشعر وحدهما دفعا به لأن يقول :” الشعر جدير بأن تكرس له حياة كاملة” ..ولذا فقد عاش ورحل عن الدنيا وهو شاعر.

ومثل البريكان قليلون ، بل ولربما ثمة أزمة ، شحة، ندرة باتت مثل هكذا تجارب يعلو همها الشعري فوق الهموم كلها، اذا ما رصدنا الهموم “ النقابية” و” الاستعراضية” و” الصوتية” التي هي في كل الأحوال النقيض الواضح لفكرة الشعر_ الحياة . ولربما كان _ بورخيس_ أشد وضوحا وتطرفا حين راهن على فكرة الشعر بوصفها حياة أو موتا حين بحثها في “ صنعة الشعر”.

ولكي نبسط الأمر بعيدا عن التنظير والمقولات أتذكر ذلك التشبيه البسيط _ العميق الذي وضحه لي الصديق الشاعر الراحل كاظم الركابي في صيف سبعيني اذ كان يقيم في ( فندق الميثاق) الكائن بشارع الرشيد فرأى بأن القصيدة الحقيقية لها القدرة بأن تنزل مدرج الفندق لتمشي مع الناس ، تحكي معهم ويصغون لها !!

كل ماتقدم تذكرته اليوم في متابعتي لردود أفعال ساخرة منددة انتشرت على صفحات الفيسبوك تجاه نفر من هؤلاء الذين يسمونهم ( المهاويل) وما يقدمون من تشوهات استغلالا لذكرى عاشوراء،وتزامنا مع الزيارة الاربعينية ، فتأكدت من ان هناك من يدافع عن الشعر_ الحياة ويفضح مايجري من أشكال ومضامين الموت الذي يريد أن يكون بديلا للأول.

تأكدت من ان هناك ذائقة ترتفع لترد بقوة على التشوهات التي قدم لها الإعلام _ المنفلت_ خدماته المجانية لكي تمرر النماذج الرثة الرخيصة التي وجدت في الفساد المستشري خير داعم وممول لها .

هؤلاء _ المهاويل _ يحملون هويات نقابية وحمايات عشائرية ويتلقون دعما ماليا بوصفهم شحاذين يتقنون صياغة _ الهوسات_ في أبواب _ المضايف والدواوين_ حيث بأمكانهم ان يرفعوا من شأن أقبح خلق الله لمصاف_ الن ديلون_ ويجعلون ابخل من في العشيرة حاتما طائيا جديدا _

 هذه النماذج هي الكفيلة بأن تنتج لنا شعرا ميتا ، شعرا يولد بلا حياة، يتبناه ويروج له من هو اصلا غير صالح للحياة ، أساليب انعاشه ورواجه تتم بلا كرامة .

والان أعود من حيث بدأت:

البريكان غادرنا دون أن يشغل نفسه بصخب البيانات الشعرية وهوس التجييل ، بل ولن يدخل مبنى اتحاد الأدباء الا مرة واحدة طوال سنوات عمره!

وكاظم الركابي يكفيه ان كتب رائعته _ مناجل _ وأغنيته الأجمل _ ينجمه_  في حين ماتت دونما تذكر اغاني الزمان الهزيل:( صديقي باك محفظتي وقهرني)!!! وأخواتها.

الشعر حياة .

الحياة شعر.

***********************************************************************************

مبدعون في الذاكرة.. المطرب الشهيد  صباح السهل

حيدر محمد الوائلي

مطرب عراقي ذو صوت قوي وجميل ولد في مدينة الشطرة بمحافظة ذي قار جنوب العراق في عام 1946، برز خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، اسمه الكامل صباح محسن محمد، تميز صوته بالفخامة والسعة وجاذبية القرار الذي يميزه عن أقرانه من مطربي جيله. وكما كان يقول متندراً (سبع صنايع.. والبخت ضايع).

 جاء إلى بغداد في سبعينيات القرن العشرين، عمل مطرباً في فرقة الفنون الشعبية التي احتضنت معه مجموعة من الفنانين امثال رياض أحمد، قحطان العطار وصلاح عبد الغفور.

كانت أولى اغنياته لإذاعة صوت الجماهير (عيونه تركيات يرمن ابّغداد) وهي اغنية فلكلورية اضاف لها، بثت من الراديو ولم تظهر على شاشة التلفزيون. وبعد تنقلات ما بين فرقة واذاعة ودائرة، قاد خطاه إلى عالم الشهرة والاضواء الملحن الكبير محمد جواد اموري لما وجد فيه من حلاوة صوت، وحنجرة غنائية جديدة، مختلفة عن أبناء جيله. بدأ مشواره الغنائي بباقة من الاغنيات الرائعة ابتداء من (اشلون اكول هواي وشلون اعوفه) وهي من الدارمي القديم والحان محمد جواد اموري، وجاءت الاغنية التي رسخت اسم الفنان الراحل في عالم الفن بجد وثقة عالية (بلاية وداع) في حينها أصبحت من الاغاني الشائعة جداً لقوة كلماتها واللحن الجميل والصوت المعبر الذي استطاع ان يخترق قلوب المستمعين، وهي من كلمات الشاعر عريان السيد خلف والحان محمد جواد اموري.

في هذه الاغنية كأنما كان يغني قدره، كمن كان يدري انه سيغادرنا بلا وداع:

مثل العود من يذبل... بلاية وداع

ومثل الماي من ينشف... بلاية وداع

تدريني هِرِش واوجرت بية الكاع

يا رخص العشك من ينشره وينباع

شلون الماي يكدر ينكر اجروفه

شلون العين تكدر شوفها اتعوفه

وأبو جفوف الحنينة شلون يرضى اتبعينا جفوفه

وبلا جلمة التنكال

كل ذاك الفرح ينشال

وظنون المحبة تظل بلاية وداع

يا رخص العشك من ينشره وينباع

غنى بعدها للشاعر الراحل (جبار الغزي) اغنية في حفلة رأس السنة العام (1976) تقول كلماتها (عطشان كلبي وملهوف.. درب الهوة اندليته) وغنى للشاعر نفسه (لكتب على صدر الحمام) و(تاني يبنيه تاني) وهذه الاغاني من الحان محمد جواد اموري. ولم يقتصر تعامله على اموري الذي لحن أكثر اغنياته، هذه المرة تعامل مع كمال السيد بلحن من اروع الالحان، وباغنية مغايرة بطريقة كتابتها وهي (اخذ شوكي) للشاعر الراحل (كاظم الرويعي) وتواصل السيد مع صباح السهل باغنية أخرى تمثل علامة فارقة في الغناء السبعيني (وفه الناس) من كلمات الشاعر كريم راضي العماري.

عاد إلى ملحنه الذي اكتشفه ليغني (نوبة شمالي الهوة، ونوبه الهوة جنوبي) كلمات الشاعر الراحل جودت التميمي وهذه الاغنية من أكثر اغاني الراحل انتشاراً في الوطن العربي.

 وماعدا هذه الاغنيات التي ذكرناها له اغنيات جميلة كثيرة ومنها (حبينه ياشوك العمر حبينه) كلمات الشاعر بشير العبودي، و(عالميج يابو الميج يابو الميجنة) كلمات مكي الربيعي

اودع في سجن المخابرات بتاريخ 4 / 4 / 1993، وكانت تهمته التهجم على شخص الطاغية صدام حسين وأعدم بتاريخ 3 / 5 / 1993 وتمت مصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة. ومنع بث أغانيه في الاذاعة والتلفزيون العراقي في ما بعد.

**********************************************************************************************

غزل حالم

د. حامد الشطري

باصابيعي امشط غيمة الرغبه على زلوفج..

غفن مثل الكَطه المفطوم من يلوذ بالشيله..

وعطرها اعصار حسره بطرف نفنوفج

ابهيدة الكاع من نعناع

من تمشين ينشاف الحجل

من يلتف اعله الساكَ ،

باحلى اعناق..

 من خل وحبيبه والحضن دافي...

واحس تمطر قُبَل ...

من ترجف اشفافي .

ورضاب معسل بشهكة

عسل صافي ..

على شفافك خمر ينداف

من تمطر حدر رجليج،

جنة مشتهاتي ..

ويرجف الصفصاف..

اظل لايذ بسد إخيال رمشج

كحله مديوفه بدمع

والمستحه شفاف

يا هيل القند من يقدح اعله الخد..

طول بطول وي اخيالج اتمدد..

وصيح بعالي صوتي

الصبح وتفرهد..

يلني بخد ضحكتك وحمه من قداح..

تندافين حنه وراسقي

وتفاح..

مبخوته الكَصايب خضرت باطرافهن حنه..

شما شمها الكَلب يلسع بالونه

وانه بنص الحلم ويصيحلي البطران تتهنه..

منين إمهنه يالبطران..

وحكَ عيونك بلايه خمر سكران..

دوخني الورد لو لامسه العاكَول..

يبجي والدمع عطره..

معذور الورد نعسان ..

يتغطه بجنح عصفور

يتوسد اصابيع الفراشه ..

والنده الذبلان

*************************************************************************************

وجه واحد

سفاح ابو وليد

بعدني ابخاطرّ الدنيّه مضيف وسيف..

كلشي ابنظرّة،العراّف،.. طير ايحوم بالغبشه...،

الّلعّب مرهون بيّه والفضاءات...

نزّف جرحي بوجًه خجلان والتالي خسارات

عبرً بيّه الزمن لاوين ما ادري..!، نديمي الغربه والوحشه..

طفّل مذبوح..!..،

بلكي امن الجرح احصدً كرامات..!

اشوف احزاني ملتمّه خرّز سبحّه..،

لظمها الارعّن و ما خاف منً تالي الغرامات...!، لمسّت الماي باطراف الاصابع وانجوّه الاظفر..،..،

عليمن الحًك الباقي.. جميع اثار تعبي بلا مزارات..!

لهسّه ولهفتي بيدر وفه مفضوح..

وابموج البحر انشاف نافورات.....

وابكلبي نوارس دجله  اتغني..

تجيينه امنّ الصبح بوسه..!

هاي الدنيه ماتركّس..

بعدها اتلم ضمير الناس

وايامي اليتيمه اتلًم صحو العّشرهّ

وتفاصيل الرمل  بالروح كامات..!

بعدني احترّك بالذكرى اعله كل موجود..

ظلً اقراني بعيونك وجه واحد..

شمس وفصول بيّه الشوك روجات..

************************************************************************

أبوذيــــات

محمد جواد الكعبي

حبيبي العين من هجرك  .. بهاماي

مسودن صاحت الوادم  ..... بهاماي

صرت مثل الوصي بجرحك . بهاماي

طبرني من مشه تربات أدية  ..

****

سوالف عشگ طول الليل .. يروي

عنب لو عسل من شفاه  ..... يروي

من دون الچلاب النبح  ....... يروي

عضني وحشم الوادم علية  ..

****

الحواري الأصله من أصلك . ونسباك

حبيبي وسلوتي بگربك ... ونسباك

أذا واحد خذك مني  .. ونسباك

مثل عنتر صرت بالجاهلية  ..

****

نشدني الگلب ضيعته .. بلاياك

أعيش شلون ما أگدر  .... بلاياك

شعد الطول لو حسنك  ..... بلاياك

بلوة أنت وغرامك لعب بية  ..

****

ليش دموع بعيونك  ... وهم بيك

الشك الوسوس بظنك  ... وهم بيك

ليل نهار شاغلني  ....... وهم بيك

أهمن بيك كل صبح ومسية  ..

***************************************************************************

مشتاقلك

يوسف المحمداوي

مشتاقلك.....

مشتاق احضنك يابدر...

شبكة المحبس للشذر....

يالكلشي ما ينرادلك... مشتاقلك

...................

يمكّحل اعيونك فجر....

خل بالك ابال الوفه...

ولوچان غيضك عاصفة....

خلي القياس العاطفة...

والبس نفانيف الصبر...واحرك گلب متجاهلك.....

مشتاقلك...

..............

وتدري بسماك اسنين موش اطيور يسمر هادلك....

هلبت يطيّحهن نذر

لو ينگلب شوگك نسر....

بجناح شوگ نغازلك....

ونتحاسب بوسط السمه...عالفاتني والفاتلك

....مشتاقلك

.........

يالخجل بخدودك ورد....

والخجل بعيوني قلق مايستحي.....

حبّة التمن بالرحي...

يمرد بدلالي مرد......

جادلني...خاف آنه استحي وما اجادلك....مشتاقلك

.......

شهگة شعر....

ماندري بيها من تمر....

خوفة فخاتي من الصگر ......يمرادنه الماواصلك...

مشتاقلك..................

غفوة  ظهر....گعدة عصر...

فزة فجر......

جبرّة كسر...

... ياملح  ياكحلة جدر

.....كاتلني ...يالمالي بخت لو كاتلك.....مشتاقلك...

يالكلشي ماينرادلك.....

حكمة عدل....

لومال ميزان العذل....

مااريدك اجدام التزل.....وتگابح الماعاذلك...

مشتاقلك...

..........

هم وتعب...

عتبتك ياباب العتب...

مكسور غصنك ياعنب....

جهز الموادع للسفر....

شوف الدهر....شمودي الك وشجابلك.....

ليلو اعله تاج المسعده....

بايگ عمرنه من ابتدى....

ومن دنگت گطرة ندى.....

صاح الردى....باب التريده امزاعلك....مشتاقلك

.............

احاه وي آه التوج...

وافيش طلگها النهج...

خيّال صاير ياسرج...وتريد منه انگابلك...

شنگابلك..

ليل وصبح...

ضحكة وجرح...

ومستاهده گليبي سمح.. مهما تعيل ايواصلك....

مشتاقلك .....

مشتاق احضنك يابدر.....

شبكة المحبس للشذر .....يالكلشي ماينرادلك

مشتاقلك

*******************************************************************************

مجروح

سامي عبد المنعم

مجروح ... مو بس جرح

من كل كتر مجروح

ومن كل مچان انلچم

وارفس رفس مذبوح

گضيت عمري حزن

ابچي بلايه دموع

إمنين ما التفت

شرطه ودرب ممنوع

حاير إبنص الدرب

لا رايح ولا جاي

طلعوا سراب وعطش

الچنت اعتقدهم ماي

رديت وحشة حزن

وبيدر الم وإحباط

وجروحي متهلبه

ما ينفع إلها خياط

**************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

كتابان من جومسكي

كتابان مترجمان جديدان لنعوم جومسكي، صدرا مؤخراً عن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة- بغداد.

الأول: “تأملات في اللغة” ترجمة مرتضى جواد باقر، وعبد الجبار محمد علي، ويضم سلسلة محاضرات كان جومسكي قد القاها في جامعة ماك ماستر عام 1975.

اما الكتاب الثاني فهو: “جوانب من نظرية النحو” ترجمة مرتضى جواد باقر، وفيه تقديم لمدرسة القواعد التحويلية- التوليدية في علم اللغة.

*******************************************************************************************

هل يمكن تحويل الواقع إلى هذيان؟ في سلبيات القصة العراقية!

(سلبيات كثيرة يعاني منها النص العراقي وسردياته. منها الترهل والانشائية والسذاجة الفكرية والخواء المعرفي والعواطف العابرة فضلاً عن الجهل الفني، غير ان الرصد النقدي لا يعكس هذا الواقع المتردي، بسبب مأجورية بعض الكتبة.

هنا يرصد لنا د. سمير الخليل/ الناقد والاكاديمي المعروف، انموذجاً.. وسنواصل الرصد بدقة ومسؤولية في صفحاتنا الثقافية المقبلة)

المحرر الثقافي.

د. سمير الخليل

قصص (كائنات أكثر رمادية) الصادرة عن دار الشؤون الثقافية، بغداد، لعامر حمزة لا تنتمي إلى (لا مغايرة) و(لا تجريب) في ظني لأنه لا توجد علاقات سردية وروابط مقبولة قديمة أو حديثة بين الأشياء أو بين الكلمات، ولم نجد تقاطعاً مع الواقع، ولم نجد محاولة لإعادة تشكيله بصيغ فنية وإبداعية.

لم نجد توظيفاً حقيقياً مقنعاً للأسطورة والتراث. لم نجد إهتماماً برسم الشخصية القصصية وتقديمها وإتخاذها محوراً للحدث أو بؤرة للسرد لأنه لا يوجد حدث أصلاً، ولا توجد فعالية بصرية للسارد لأنه لا يوجد سارد واضح الصوت، والشخصيات ليست لها ملامح ولا معالم مبينة ولا أسماء ولا ألقاب، وليس لهم ماض ولا حاضر ولا يؤمنون بالمستقبل وربما هو أراد الانسان العدمي.

لم نجد بنية مفتوحة ولا تعدداً للدلالات لأن الهذيان قد أطبق على كل النصوص التي تدعّي القصصية، ولم تتوفر في هذه المجموعة القصصية جمالية أسلوبية ولا شعرية لغوية، ولا حس زمني، ولا حوارات خارجية أو داخلية، ولا تحبيك، ولا انزياحات حادة أو مفاجئة، ولا توجد بلاغة للحذف والمحو بهدف تفعيل دور المتلقي وأثارته ليشارك في عملية إنتاج النص عن طريق ملء الفراغات وسد الفجوات، فالنصوص جميعها عبارة عن فجوات فاغرة أفواهها لابتلاعنا في غياهبها العدمية.

لم نجد دلالة حقيقية للألوان المهيمنة على الإنثيالات اللغوية والرطانات الأقل لغوية، وحدها دلالة العنوان الرئيس قد تحدثت بصدق، ففي النصوص الداخلية لم نجد غير كائنات يلفها السواد (أكثر رمادية) من كل إتجاه حتى إستحالت الى لا كائنات.

وعلى هذا المنوال تتابعت القصص :(( لم تكونوا موجودين ماذا ؟! أمس كنتم قربي، كنت مع صديق جديد تحدثت عن أيامنا الماضية، عند الوسط الأزهار، نعم أزهار حمر وبيض، الرائحة، تغلبتم على المشكلة، تصنعون الرائحة! كيف؟! إنها عقدة كبيرة أرجوكم عيوني، ماذا؟ تقول زوجتي نرجسية، في المصابيح! أين؟ عند المصباح الرابع وضعتموها، نعم كنت أرى الظلمة يوم أمس الظلمة كانت شديدة، مع صديق جديد تجولت وتحدثت عنكم، أصواتكم لم تكن موجودة.

عيونكم في المصابيح، أقدامكم إنفصلت عن أجسادكم. كيف تسيرون؟!)).(ص25)

إن القصة القصيرة وغيرها من الأشكال والأجناس الأدبية هي بناء كون أخلاقي وجمالي قائم بذاته من خلال خطاطة محكومة بقوة، وظل هذا الإلتزام من الكتاب قائماً حتى لا يدخلوا النطاق الضيق للتجارب الأكثر عادية لأكثر الشخصيات هلوسة وهذياناً. وأن الإهتمام برصد اللحظات المتطرفة من التجربة الإنسانية لا يسوّغ للقاص- الراصد أن يحوّل الواقع الى هذيان. إن إستخدام “الفوضى” للتركيز على عالم منظم يبدو عقيماً ميتاً.

إن الكتّاب العراقيين لما يسمى بجيل الستينيات، والذين كان لهم أكبر تأثير على القصة القصيرة في القرن العشرين وما تلاه، لم يكونوا – فقط- يرغبون في تقديم محتوى “واقعي” بل كانوا واعين –أيضاً- بأهمية الأسلوب الفني، والنسق، والشكل، لأن العمل القصصي كائن حيّ، ينمو ويستمر مع تقدم الزمن، مثله مثل أي شكل حيّ آخر، وبمقدار حياته سنجد أنه في كل جزء منها هناك شي من كل الأجزاء الأخرى. والعمل الفني ليس نسخة من الحياة بل مختلف كثيراً، وأنه إنطباع شخصي مباشر للحياة، وهذا الإنطباع الشخصي يتحصل على نسق أو شكل العمل وقدرته على تجاوز السرد الغامض الى إيصال شيء توضيحي، شي مفاهيمي، يجب أن يكون فكرة، ولا يمكن أن يكون “خواء” يجب أن يكون (تمثيلاً- أمثولةً)، يجب أن يوضح شيئاً من الجوهر الحقيقي لما يسكن في تلافيف الواقع المضغوط بقوة.

من جانب آخر، أنه بمجرد أن تصبح الحياة اكثر تعقيداً تتوسع الاشكال الأدبية، ومن ضمنها القصة القصيرة، لتعكس تعقيد الحياة، فالأشكال الأدبية تزدهر وسط الحياة المعقدة، وهي أفضل وسيط لتقديم هذا التعقيد. ويصبح المنظور أو زاوية الرؤية -مع هذا التعقيد- الأكثر أهمية في القصة القصيرة، التي لا تقدم عالماً للدخول فيه، بل تقدم صورة ظلالية لتأمله. إن لب القصة القصيرة هو الفصل، ورسم الشخص المفرد، أو اللحظة المأزومة، أو المشهد الملوّن، منعزلاً عن المتّصل الكبير وهو الإجتماعي والتأريخي في آن واحد. والقصة القصيرة –بالفعل- هي الوسيلة الطبيعية لتقديم الغريب، ولكن –أيضاً- للحظة التي تجعلها حدّتها تبدو خارج التيار العادي للزمن، أو خارج مدى تجربتنا الطبيعية.

لقد كانت مجموعة قصص (كائنات أكثر رمادية) غير مؤثرة ومربكة للمتلقي، ولكنها تبقى محاولة قد يرافقها التعثر والتلكؤ. وحسناً فعل المؤلف عندما وضع تقديم عام في مستهل مجموعته القصصية يقول فيه :(هذه عوالمي غادرتها لحظة انتهائي من تدوينها فغادروها). نعم نحن أيضاً غادرناها بناءً على نصيحة الكاتب.

******************************************************************************

نون النسوة.. حروف من قبل                         

فاطمة الكليدار

من أي جنس خلقت أنت

من أي سماء نزلت أنت

من اي بحر هما عيناك

ومن أكتشف السحر بهما

ما نوع عطرك ومن سيلمس يداك وشفتاك الطريتان

فكرت إني في ساعات الهذيان

واحتراق الأعصاب

أكتب شعراً في مغازلتك

واستنبت في يديك غابة أطفال

اعلمهم كيف يحفظون أسرار عينيك

واعلمهم أنه لا يوجد

في الكون منك اثنين

نصوصي تتخطاني

قد تصل اليك قبلي

إنها وثائق تظهر مدى جنوني

تظهر عظمة جمالك و الأمان

وإني لم أعرف قبلك

كيف أفتح حقائب الأمان

اتعبني يا سيدي

إلى شوارع  الأحلام

ندخل مثل السمكة إلى المياه الدافئة

تسافر يدينا ببعضنا

ويسافر فمي إلى الأزهار  على جسدك

هل تشعر بما أشعر به الآن

أيها العاشق

دعني اقدم ليلتي معك

عنوان عينيك

دعني أقول لك بصمت

ففي الصمت تولد الحروف

من القُبل

دعني ابرهن أن حضورك

في ليلتي هذه

هو مثل حضور القمر

وسط الغيوم

و وسط الشجر

مع موسيقى تعزفها جسدينا

فأن الوقت حان

*******************************************************************************

يخدعني قلبي

 حسينة بنيان

يخدعني قلبي

فأتوهّمَ لونَ الوردِ

أمام صخورٍ هاويةٍ

كليلي البائس

أو أرسو عند الشطآن

يسحبني الوهمُ

بقاربٍ مهجورٍ

يخدعني

ببريقٍ أزرقَ

فأشدو

كطاحونةٍ عمياء

تترجّى ألايدي

أن تجمعَ مافي قفاها

من ذرات

في كلِّ نهارٍ يخدعُني

أن أسمعَ مافيهِ

ليقدّمَ أعتذاراً

لائقاً

لقصتهِ الواهنةِ

فأعودُ لأنسى

بحدود الجراح

لأسمحَ فيه

ولهُ أن يترنّحَ

أمامي

ليخطَّ الالمَ ألمتصببَ

من خجل الرحلةِ

بعمرٍ ضاعت منهُ

كلُّ أغنياتي

هو ذا صوتهُ

أديمُ الوطن الفاقد

ومقادير الأيام

***************************************************************************

الآن

فليحة حسن

بجلده الرمادي

 يقتحم الثلج تخوم المدينة

وبعينين ناريتين  

يترصدني

يكتبُ على نافذتي

لا تلتحفين بتفاؤل كبير! -

امسّحها بافتتاحيات الجرائد، أخبار الساسة

وأصمتُ

يعاندني

ومثل عوسج أبدي

ينبتُ على حواف العتبة

أحدثهُ عن وهج الصيف هناك

معاطف جدي التي لم يقتنيها 

لا يأبه لدفء حكاياتي

أخبره بما يحدث الآن لزغب الحروف 

وكيف القصيدة تتهيأ خجلاً لعطر معانيها  

وان لديَّ من الحلم 

ما يستحق جناح فراشة

يتركني زاحفاً

يستطيل الى المخبوء منّا

حيثُ صورتكَ

كنتُ حدثته -لو لم يلفكَ غياب أكيد - عن اللحظة التي خلّدتكَ سعيداً  

فصرتُ كلّما رأيتكَ،

 ابتسمتُ على غير قصد؛

هل تراها تفاصيلنا  

مبعثرة فوق جذوع الفراق؟

هل تراني

أضجُ بذاكرةٍ تتدحرج بين براكين اللهفة ومدّ رحيلكَ؟

هل تراها السماء تمور؟

الأرضُ تنطبق على الأرض

و.....

صمتكَ باهت

*********************************************************************************

نحنُ

فاطمة العزاوي

وانتَ هُناك

وأنا هُنا

عامٌ.. وما بعدهُ ليس سوى هوس الخمسين

شجرةُ التينِ

لمْ تزلْ اذرعُها ندية

تلوحُ على نافذتي

كأنَّ  لسانَ حالِها يقول

مازلنا نشبهُ بعضنَا.

على ضفافِ التيهِ العقيم

مازلتَ تغزلُ الأحاجيَ

وأنا ٠٠ أفتخرُ بكياني،

أنوثتي، وجداني،

تمسكي بالعبقِ الممتدّ

للحياة وتفاصيلها

لايوجدُ على وجهِ الأرضِ

إمرأةٌ غيري 

تُدركُ لغزك! لم اتخلَّ يومًا  

عن حُلُمِي٠٠ لأسُرَكَ..

انتَ العابثُ بكُلِّ شيء

تتحدى التواريخَ  والتقاويمَ المنسيةِ

تستفزّ  بنفسجيتي

التي اربكتها تعاويذَ أبراجٍ  ليليةْ

لمِ  لَمْ  نلتقي؟ على بساطِ الأبجديةِ

ام تُرانا التقينا على جادةِ احلامنا

فأوهمنا بعضنا  بعضاً

فكم اوهمتنَا تنبوءاتِ

السحبُ الرماديةْ

انَّ  دقاتّ قلبينا  كرمالِ  الخريف

وإنَّ الغوايةَ من بدأتها

ليست سوى شفاهٌ عَطشَى

وتمردٌ على أعرافٍ سَماويَة

********************************************************************************

قصة قصيرة.. أصل الصورة

ابراهيم خليل ياسين

عند غروب الشمس وتحت جدارية جواد سليم  كان لقاؤه الأول بها تبعتها لقاءات أخر، لقاءات توشحت بالمرح والأبتسامات والضحكات المجلجلة أحيانا ، واستمرت هكذا في الأيام اللاحقة ، بعدها توج آخر لقاء له بها أثناء قدومه من مدينته إلى شارع المتنبي لاقتناء بضعة كتب بتحديد موعد عقد قرانه عليها ، وتم لهما ذلك خلال إسبوعين  ،  فاثمر عن سفرات مفتوحة إتسمت بشئ من التحرر في زياراته  ،  كانت هي برفقته أينما حل ، في هذا المكان أوذاك 

مرقت في ذاكرته تلك الأيام معها ،  خيم عليها حزمة من الصور المرحة وهما يتعقبان جريا سريعا أحدهما وراء الأخر وسط الحدائق والغابات والجبال والوهاد ، وبقيت تعوم في رأسه على نحو موجات  هادئة ، سلسة ورشيقة  وهو الآن يداعب خاتم خطوبته الذي ألقت به في وجهه في تلك الليلة الممطرة  كرد فعل على موقف لحد هذه الساعة يجهل تفاصيله وأسراره ، وتركه مركونا فوق زاوية من على منضدته الغارقة بالأوراق  ، نظر إليه بحزن شديد وهو مازال يعزو أسباب فسخ عقد قرانه إلى حجم التجاذبات والسجالات بينهما من وقت لأخر على صفحات الجرائد اليومية عبر مقالات مشوبة بالتحدي والغضب  ، كلاهما يلقي باللائمة على الآخر بأقسى الإتهامات واعنفها  أزاء ما يدور من أحداث وقعت هنا وهناك نجمت على إثرها الكثير من الترسبات المثيرة للحزن والألم ركز عند آخر احتدام معها في مقال في جريدة......إستشف من سوداوية كلماتها حجم حزنها والمها  ، بعدها إفترقا ولم يعد يراها البته ، وكم حاول الإتصال بها عبر جهازه المحمول  لكنها تصر على أن لا ترد ، فأدرك في حينها عمق خلافها معه وامتعاضها منه

  فيما هو يتأمل آخر أشعة لرئته وآخر التحاليل المدونة في أوراق صفراء وتحذيرات الطبيب في اخر مراجعاته قبل نحو شهر له من التمادي في تدخين السجائر ويتعين الكف عن تعاطي الخمر ، وهو الآن يشكو ألما مبرحا جعله يفكر بشكل وكأنه يواجه مصيراً محتوماً ، الموت لامحالة إن لم يع وينتبه لحالته ؛ ربما يلقي بحتفه في غضون إسبوع أو أيام، عجيب من مرض غامض عجز عن إدراكه جميع الأطباء الذين وطئت قدماه أراض عياداتهم  ، فضل إبقاء خبر مرضه طي الكتمان كي  لا يكلف احدا من أصدقائه تجشم مشقة عناء المجئ إليه ، غير أنه  فوجيء في اليوم التالي خبر مرضه يغطي معظم الصحف اليومية وتحت عنوان بارز ، مما أثار فيه الحنق والامتعاض

 و كلما مر يوم ازداد ألما وحزنا لدرجة بلغ به السقوط مغشيا عليه، لكنه قاومه بقوة وإزداد صلابة حين وقعت عينيه على خبر نيل خطيبته الجائزة الذهبية للرواية في صحيفة جاء بها أحد زملاءه عند زيارته له مع جمع غفير من أصدقائه  ، فهمس في سره إنها لم تكن الأولى ، إنها للمرة الثالثة تنال هكذا جائزة فضلا عن نيلها حب القراء عند نشر أية قصة أو نص شعري

في الصباح وهو ينهض من السرير وكالعادة بحث عن علبة الدواء كسائر الأيام بغية تخفيف حجم الألم ، لم يتأخر عثر عليها  وقبل أن يدس أحد الأقراص طرق باب شقته ، هم وهو يقطع خطواته بصعوبة وببطء قال في سره متسائلاً “ (يا ترى من جاء في هذا الصباح ؟ ) وعند فتحها فوجئ بخطيبته تملأ الفراغ بين ظلفتي الباب ، غمرته سعادة لاتوصف وهو يحدق في وجهها الطفولي وخصلات شعرها الحالك وقال  “أحقا ما أرى..  من جاء بك إلى هنا؟ أجابت في الحال: انت. إبتسم والفرح يملأ وجهه فسقطت علبة الدواء من يده على الارض ، بعدها نظرت في عينيه فقرأت همسا شعريا ظلت تعشقه، فهمس لها بنبرات هادئة، مقاطع. فتبدد الألم ولم يعد يشعر به تماماً.

*******************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في الاتحاد العام للادباء والكتاب.. استذكار القاص المخضرم المغيّب عبد الرزاق الشيخ علي

بغداد – طريق الشعب

أقام نادي السرد في اتحاد الادباء والكتّاب في العراق، السبت الماضي، جلسة استذكار للقاص عبد الرزاق الشيخ علي، ضحية السجون والتعذيب في فترة النظام الملكي والمغيّب منذ خمسينيات القرن الماضي.

تحدث في الجلسة الناقدان فاضل ثامر ود. شجاع مسلم العاني عن سيرة القاص وأهميته الأدبية خلال فترة الخمسينيات ، وعن مواقفه تجاه قضايا الشعب والسلام وغيرها مما جعله هدفا لملاحقة السلطات وأجهزتها الأمنية القمعية.

موهبة اختفت مبكرا

وبدأت الجلسة بحديث للأديب خضير الزيدي، الذي أدار الحوار وقدم عرضا هاما عن الكتاب الذي ألفه عن سيرة القاص الشيخ علي وعن اهميته. أوضح الزيدي أن الفقيد تعرّض الى تغيّيب استمر اكثر من 65 عاما، ولم يجر ذكره في أي محفل رغم أهميته السردية، وحجم الأذى الذي ذاقه على يد النظام الملكي آنذاك، حيث سُجن في خميسينيات القرن الماضي وغداة خروجه اختفى وتم تغييبه الى الأبد.

وعن الكتاب الذي يتناول سيرة الشيخ علي، أشار الزيدي الى أنه مشروع يحاول تقفي أثر الأدباء الذين تعرضوا للتغييب وهم كثر في العراق، وهي محاولة لانصافهم والاحتفاء الدائم بهم.

قضية تهم الثقافة العراقية

من جانبهما تحدث الناقدان ثامر والعاني في محاور عديدة تخص الثقافة وسيرة القاص الشيخ علي والمرحلة الزمنية التي واكبها، مبينين أن قضيته تهم الثقافة العراقية بشكل عام وتفتح نوافذ عديدة على قضية تغييب المثقفين والكتّاب العراقيين، التي بدأت منذ عقود وتصاعدت حالاتها ايام انتفاضة تشرين 2019 وما تلاها.

وعن الكتاب الذي ألفه الأديب خضير الزيدي، جرت الاشارة الى أهميته، فهو ثمرة بحث مضن يستحق التقدير، وهو يشكل بدايةً لمتابعة مصائر المثقفين والكتّاب الذين اهملتهم السلطات، وجزءا من وفاء الثقافة العراقية لهم ولابداعهم.ولفت المتحدثون الى أن “القاص عبد الرزاق الشيخ علي غيّب قسرا وكان مناضلا من طراز خاص ويمتلك ثقافة موسوعية تميز بها بوقت مبكر من عمره. وهذا ما يفتقده الكثير من كتّاب تلك المرحلة الزمنية”.

ولد الشيخ علي بسامراء واكمل دراسته ببغداد وحقق طموحه بالدراسة في فرنسا (جامعة السوربون)، لكنه لم يقدر على انهاء مشواره وعاد الى العراق، ليحضر لاحقا مؤتمر برلين للسلام مع الوفد العراقي ضمن حركة السلم العالمي، واستطاع أن ينقل صورة حية عن القضايا التي آمن بها وذلك من خلال كتابه (اجراس السلام).

وعن الأسلوب الأدبي للشيخ علي في كتابة القصة، بيّن المتحدثان أنه “يرتبط بقضايا الحرية والعدالة والانسانية والجوانب الاجتماعية، ويمكن القول أن تجربته تنتمي الى النسق الخمسيني للواقعية الجديدة التي أسس لها مهدي عيسى الصقر وغائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي وغيرهم، وهي واقعية تولي اهتماما خاصا للهم الاجتماعي”.

وعن مبادرة الأديب خضير الزيدي، فجرت الاشارة الى أنها تأسيس ناضج مع اتحاد الادباء للبحث في عالم الأدباء المغيبين من اصحاب الكلمة الحرة وغيرهم ايضا ممن وقع عليهم هذا الظلم الكبير. وفي نهاية الجلسة، قدم عدد من المثقفون والأدباء مداخلات واضافات أغنت الجلسة بالمعلومات حول سيرة القاص وأسلوبه الأدبي في الكتابة القصصية.

 ********************************************************

يوميات

  • ينظم منبر العقل في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، غدا الأربعاء، ندوة بعنوان “فلسفة الاختلاف: سبيل التعايش والسلم المجتمعي”، يشارك فيها كل من د. أمل هندي الخزعلي، د. علي جواد وتوت، د. علي عبود المحمداوي ود. أمجد حامد الهذال. فيما يديرها د. علي عبد الهادي المرهج.

تبدأ الندوة عند الساعة السادسة مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

  • يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي”، السبت المقبل، د. عامر حسن فياض ليقدم محاضرة فكرية بعنوان “آليات الانتقال الديمقراطي من دولة الكيانات السياسية إلى الدولة المدنية”.

تقدم الضيف الناشطة النسوية سهيلة الأعسم. وستكون البداية في الساعة الحادية عشرة والنصف ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

 ***********************************************************

من القرنة .. شاب يصنع ذراعا روبوتية لصديقه مبتور الذراع

متابعة – طريق الشعب

يسعى الشاب علي جاسم من قضاء القرنة في البصرة، الى وضع اللمسات الأخيرة على ذراع متحركة ابتكرها لمساعدة صديقه مبتور الذراع.

الشاب واسمه علي جاسم، يقول في حديث صحفي أن معاناة صديقه في الحصول على ذراع صناعية، حفزته على هذا المشروع، مبينا أنه “في بداية المشروع واجهت أخطاء كثيرة، حتى وصلت إلى التوفيق بين قطعة الروبوت وإشارات الجسد”.

ويضيف أن صديقه، وبعد أن بُترت ذراعه، لم يجد بديلا لها في العراق، فسافر إلى الخارج ووجد أن الذراع الصناعية مكلفة جدا “الأمر الذي حفزني على صناعة ذراع مماثلة بأقل كلفة ممكنة”.

وينوّه إلى انه “دخلت في مجال البرمجة الالكترونية ولغاتها، وتعلمت العمل على نظام الاردوينو، وطورت نفسي فيه تدريجيا”، مبينا أن “الاردوينو لوح إلكتروني يتكون من مجال إلكتروني مفتوح المصدر مع متحكم دقيق يُبرمج عن طريق الحاسوب، وهو مصمم لتسهيل استخدام الإلكترونيات التفاعلية في المشاريع متعددة التخصصات”. ويلفت جاسم إلى أن “البداية كانت صعبة جداً. فقد واجهت إخفاقات عدة، ولم اكن واثقا من اتقان العمل، لكن أصدقائي دعموني معنوياً، وكانوا يثقون في قدراتي”. وعن الذراع المبتكرة يقول انها تعمل على حساس يجري ربطه بعضلة سليمة، لينقل حركة العضلة عبر أوامر، إلى الاردوينو، ليقوم هذا بالتالي بتحريك مكائن اليد الصناعية التي تتصل بأوتار مع الأصابع، ما يحول الحركة إلى إشارات رقمية.

ويشير إلى أن التكلفة الأولية للذراع بلغت 500 ألف دينار، وانه من الممكن تطوير ابتكاره أكثر لو حظي بمن يتعاون معه في ذلك، مؤكدا أنه مستعد لصناعة نماذج من الأذرع والأقدام المتحركة.

********************************************************************

في مهرجان «صوت الشعب» في فيينا.. خيمة الشيوعيين العراقيين كانت حاضرة

فيينا - نيازي مزوري

ارتدت العاصمة النمساوية فيينا يومي 2 و3 أيلول الجاري، حلة فرح بمناسبة العيد الـ 76 لصحيفة الحزب الشيوعي النمساوي “صوت الشعب” .

واحتضنت حدائق براتر فعاليات المهرجان، الذي يعد تظاهرة يسارية سياسية وثقافية واجتماعية وفنية ورياضية كبيرة، يشارك فيها سنويا العديد من الأحزاب الشيوعية والمنظمات اليسارية من مختلف أنحاء العالم.

وعلى مدى يومين شهد المهرجان فعاليات سياسية وثقافية وموسيقية ورياضية، وأخرى مخصصة للأطفال. وكانت مواضيع الحرب الروسية – الأوكرانية ومشكلة ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الغذائية والإيجارات، وقضايا اللاجئين والمرأة والشباب والبطالة والبيئة، مهيمنة على خيمة الندوات في المهرجان. 

وشاركت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المهرجان، حيث نصبت خيمة اكتظت بالضيوف من ممثلي الأحزاب الشقيقة والصديقة، وبالأصدقاء من الجالية العراقية والكردستانية.  وشهدت خيمة الشيوعيين العراقيين لقاءات مع أحزاب ومنظمات عديدة. إذ زارها رئيس حزب اليسار الأوربي الرفيق والتر بيير، والعديد من قادة الحزب الشيوعي النمساوي، وممثلين عن حزب تودة الإيراني ومنظمة فدائيي خلق الإيرانية والاتحاد الوطني الكردستاني وممثل عن الحزب الشيوعي السوري الموحد، ورفاق من الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين. وفي المقابل زار وفد من الشيوعيين العراقيين أجنحة كل من حزب اليسار الألماني والحزب الشيوعي الألماني وحزب العمال الكردستاني واليسار التركي، بجانب أجنحة كوبا ونيكاراكوا وأورغواي. وقد تبادلت الأطراف الاحاديث حول القضايا السياسية في العراق والعالم. هذا وساهمت في المهرجان منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في كل من هنغاريا وسلوفاكيا. 

 ****************************************************************

عراقي يفوز بجائزة عربية في أدب الأطفال

متابعة – طريق الشعب

فاز الشاعر العراقي الشاب محمد باقر جميل بجائزة عبد الحميد شومان الأردنية لأدب الطفل بدورتها الـ17، وذلك عن كتابه الشعري الموسوم “أشجار تلون الحياة”.

واحتل جميل المرتبة الثانية من الجائزة، فيما حلت في المرتبة الأولى الشاعرة الجزائرية آسيا أحمد حسين عن كتابها الشعري “همس الكائنات”، والمرتبة الثالثة احتلها الشاعر السوري عصام عبد السلام محمد عن كتابه الشعري الموسوم “إنا نحب الأرض”.

والشاعر محمد باقر جميل حاصل على شهادتي الدبلوم والبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها. وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وحاصل على جوائز عربية. وقد نشرت له قصائد وقصص موجهة للأطفال في صحف ومجلات عراقية، وانه يعمل حاليا محرراً في دور نشر عراقية وعربية.

واستقبلت الجائزة في دورتها الأخيرة، 492 مشاركة من 12 دولة عربية، و5 دول أجنبية.

 *************************************************************

ليس مجرّد كلام.. لماذا سكنوا العشوائيات؟

عبد السادة البصري

يكثر الحديث عن ساكني العشوائيات ومن يسمون المتجاوزين ( الحواسم )، وعن ضرورة رفع التجاوزات، وتصل الأمور أحيانا الى تهديم ما بُني تجاوزا، ما يجعل الناس في حيرةٍ من أمرهم : هل سأل المسؤولون انفسهم عن سبب نشأة وكثرة هذه العشوائيات؟

 والعشوائيات هي المناطق الخالية التي اضطّر الناس الى بناء مساكن فيها بعد 2003، بسبب أزمة السكن المزمنة ، وشيّدوا بيوتهم تلك كيفما اتفق بلا تخطيط عمراني ولا خدمات واغلبها من الصفيح (الجينكو) وقد سميّت العشوائيات ( الحواسم ) واحيانا (التجاوز).

إنها المناطق الفقيرة ، بل الأكثر فقراً في وطننا ، عائلات ترهقها الإيجارات وضآلة الرواتب والأجور.

في محافظاتنا الوسطى والجنوبية خصوصا انتشرت هذه التجمعات بسبب لامبالاة السلطات واستشراء الفساد، اللامبالاة تجاه حياة الناس وعيشهم، سواء عاشوا أو ماتوا ، أكلوا أم جاعوا ، سكنوا أو باتوا في العراء. فالمهم السيد المسؤول يتنعّم بما لذّ وطاب والآخرون إلى الجحيم. والمهم استمرار الفساد الذي شرعنته المحاصصة المقيتة ولا تزال تضيف اليه كل يوم منافذ فساد أخرى!!

ساكنو هذه المناطق هم الأكثر تضرراً في هذا الوطن، فيما هم الأكثر ارتباطاً به وانغماساً بحبه وتقديمهم الغالي والنفيس في كل المواقف الصعبة لأجله. ومن ينسى الشهداء من أبنائهم، الذين روت دماؤهم الطاهرة ارض محافظاتنا حينما دنّستها ضواري (داعش) ، كذلك من هبّوا مطالبين بأبسط حقوق المواطنة في انتفاضة تشرين.

هؤلاء المواطنون الاصلاء يحتاجون الى وقفة حقٍّ وبضمير حيٍّ نابضٍ بحب الوطن والناس، ينصفهم ويمسح عرق تعبهم وانتظارهم ويمنحهم سكناً يليق بهم وبتضحياتهم وإخلاصهم. وهذا حقٌّ مشروع لهم.

ويتوجب على المسؤولين أن يفعلوا ذلك بعيدا عن الدعاية الانتخابية والتطبيل الاجوف. فالناس صارت تميز بين الكاذب والصادق، وهي اليوم تدرك أن الوطن لناسه الفقراء لا للفاسدين الذين ينهبون خيراته ويتركون لها الحرمان والمعاناة المريرة!