اخر الاخبار

الصفحة الاولى

6 شهداء في اعتداء تركي جديد يستهدف الأراضي العراقية

التيار الديمقراطي: غياب الإرادة السياسية الموحدة لحماية السيادة الوطنية

بغداد ـ طريق الشعب

بين الحين والآخر، يتكرر مشهد الاعتداءات الخارجية على الأراضي العراقية وسط ردود فعل خجولة من قبل الجهات الحكومية.

من جانبه، عبّر التيار الديمقراطي العراقي عن رفضه لانتهاك سيادة العراق من قبل أي طرف إقليمي أو دولي، محملاً الكتل السياسية المتنفذة مسؤولية تجدد الاعتداء على الأراضي العراقية.

تفاصيل الاعتداء

ويوم الاثنين الماضي، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية استشهاد ثلاثة من عناصره وإصابة ثلاثة آخرين في استهداف مطار عربت الزراعي في المحافظة.

وهدد جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية في بيان له، الجهة المسؤولة عن الهجوم دون أن يسميها، قائلاً إن «الانتقام لشهدائنا على عاتقنا ولن نسمح بأن تذهب دماؤهم سدى».

وأكد أنه «من أجل الحافظ على سلامة التحقيق، سنحافظ على سرية المعلومات»، متعهداً بتقديم أي «جهة أو جاسوس» تعاون في ارتكاب «الجريمة الإرهابية» للعدالة وكشف الحقيقة لشعب كردستان في المستقبل.

من جانبه، وصف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، العدوان على مطار عربت الزراعي بالسليمانية بأنه انتهاك لسيادة العراق، مبيناً أن الطائرة المسيرة التي قصفت الموقع دخلت من الجانب التركي.

وقال يحيى رسول في بيان، «في يوم الاثنين المصادف 18 ايلول، وفي تمام الساعة 17:00، قامت طائرة مسيرة بدخول الأجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا وقصف مطار (عربت) في محافظة السليمانية في إقليم كوردستان العراق، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة من أبطال جهاز مكافحة الإرهاب وإصابة ثلاثة آخرين».

المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اعتبر أن «العدوان يشكل انتهاكاً لسيادة العراق، وأمنه وسلامة أراضيه»، مبيناً أن القصف «يمثل إخلالاً وتهديداً للسلم والأمن في المنطقة والعالم، وخرقاً لأحكام القانون الدولي، وانتهاكاً لمبادئ ومقاصد ميثاق الامم المتحدة».

يحيى رسول، أكد أن «هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى مع مبدأ علاقات حسن الجوار بين الدول»، محذراً من أن الاستهداف يهدد بـ «تقويض جهود العراق في بناء علاقات سياسية واقتصادية وأمنية طيبة ومتوازنة مع جيرانه»، مؤكدا أن العراق «يحتفظ بحقه بوضع حد لهذه الخروقات».

ردود الفعل الرسمية

وفي ردود الفعل الرسمية، طالب رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني بكشف الحقائق بما يخص قصف مطار عربت بأسرع وقت ممكن.

وقال مسرور بارزاني في بيان، بشأن أحداث قصف مطار عربت، انه «يجب كشف الحقائق بأسرع وقت ممكن»، فيما أدان «أي انتهاك لسيادة أراضي كردستان والعراق».

********************

تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:

ندين الاعتداء الجبان على مطار عربت في السليمانية

قصفت طائرة مسيرة دخلت أجواء العراق عبر المجال التركي مطار عربت في محافظة السليمانية وأدى ذلك إلى استشهاد 6 عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب وإصابة ثلاثة آخرين.

فيما قصفت أربع طائرات مروحية قادمة من تركيا أيضاً، أمس، عدة قرى في سلسلة جبال متين في قضاء العمادية بمحافظة دهوك، وأدى ذلك إلى ترويع المواطنين.

وإذ نجدد موقفنا الثابت في إدانة أي انتهاك للسيادة العراقية من دول الجوار، نطالب الحكومة العراقية باتخاذ موقف حاسم لضمان عدم تكرار هذه الهجمات الدموية والتي تسبب بفقدان أرواح أبرياء وتروع المواطنين.

كما نشدد على ضرورة احترام دول الجوار السيادة العراقية وعدم ترحيل مشاكلها الداخلية إلى خارج حدودها الجغرافية، وكذلك احترام القانون الدولي.

وفي ذات الوقت نرى أهمية ان يكون هناك موقف وطني جامع لجميع القوى السياسية تجاه هذه الاعتداءات المستنكرة، وأن تجري إدانة أي عدوان على الأراضي العراقية من أي جهة أتى، كما نتقدم بالتعازي والمواساة إلى عوائل الشهداء، متمنين للجرحى الشفاء العاجل.

20 أيلول 2023

**********************

قوى التغيير الديمقراطية تحذر من اضعاف الثقة

بالعملية الانتخابية القادمة

تعبر قوى التغيير الديمقراطية المنضوية في تحالف قيم المدني، عن قلقها الشديد من التغييرات التي جرت وتجري داخل دوائر مفوضية الانتخابات، في الوقت الذي لم يتبق على موعد الانتخابات سوى 88 يوما.

وتشير المعلومات، الى ان جهتين سياسيتين نافذتين استحوذتا على عدد من دوائر المفوضية ومكاتبها، في اطار محاصصاتي مقيت.

ومن ناحية اخرى، عين رئيس مجلس الوزراء مستشارين لشؤون الانتخابات، يفترض ان يتابعوا العملية الانتخابية، لكنهم في الوقت نفسه يخدمون ماكنات انتخابية لقوى في السلطة، وبشكل علني!

ان هذه الإجراءات وغيرها، تطرح اسئلة جدية حول استقلالية المفوضية العليا للانتخابات، وحيادية الحكومة - وتحديدا حيادية رئيس مجلس الوزراء - في اجراء الانتخابات المحلية المقبلة.

إن قوى التغيير الديمقراطية ستعمل على فضح اي اجراء يثلم صدقية العملية الانتخابية والديمقراطية. وتحمل الحكومة والمفوضية اية تداعيات يمكن ان تترتب على إجراءات منحازة الى جهات متنفذة وتضعف من ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية وتحد من المشاركة الواسعة فيها.

وتؤكد قوى التغيير الديمقراطية، حرصها الكبير على حماية اصوات ناخبي تحالف قيم المدني، الساعين الى التغيير الديمقراطي.

كما توجه دعوة الى ممثلية الامم المتحدة في العراق، ومنظمات المراقبة الدولية والمحلية، لأخذ دورها الحقيقي بمتابعة مجريات كل العملية الإنتخابية والأشراف المباشر على تفاصيلها.

قوى التغيير الديمقراطية:

الحزب الشيوعي العراقي

التيار الاجتماعي الديمقراطي

حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية

الحركة المدنية العراقية

حزب البيت الوطني

حركة المثقف العراقي

حزب الريادة العراقي

التجمع الجمهوري العراقي

التيار الديمقراطي العراقي

20 ايلول 2023

*********************** 

جولات وطاولات اعلامية للتعريف بـ «تحالف قيم المدني»

بغداد – طريق الشعب

تواصل الفرق الاعلامية للشيوعيين في بغداد والعديد من المحافظات جولاتها الميدانية التعريفية بتحالف قيم المدني، فضلا عن ادارة الحوارات المباشرة مع الأهالي بشأن أزمات نظام المحاصصة وضرورة الخلاص منها.

وشاركت عضو اللجنة المركزية الرفيقة بشرى جعفر أبو العيس، بالجولة الاعلامية التي نظمتها اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الصدر (الثورة)، وتحديدا في الاورزدي وشارع السفارة وسوق الأولى.

*********************** 

راصد الطريق

للصبر حدود!

كشف رئيس مجلس الوزراء في حوار متلفز عن موعد إعلان نتائج التحقيق بشأن ضحايا انتفاضة تشرين 2019، وبين أن اللجنة المكلفة انتهت من إعداده وهو يخضع حالياً للتدقيق ومقاطعة المعلومات.

ويأمل العراقيون فعلاً أن “يجري الكشف عن نتائج تحقيق اللجنة التي طال انتظارها، وان لا يكون مصيرها كحال غيرها من نتائج التحقيقات”.

إن التحقيق في هذه القضية التي لازالت تثير الرأي العام العراقي، يحتاج إلى شفافية عالية ووضوح في الرؤية والأهداف وأن يتميز القائمون عليه بالحيادية الكافية والمهنية ويبتعدوا كثيراً عن أي ضغوط يمكن أن تمارس عليهم حتى ينصف الشهداء والضحايا.

لقد تراكمت معلومات كثيرة عن الانتهاكات التي جرت خلال أشهر انتفاضة تشرين، وما تلاها من اغتيالات مباشرة وقنص واعتقال واختطاف ورمي بالرصاص الحي، فوثقت صفحات التواصل الاجتماعي وكاميرات المنتفضين الانتهاكات الجمة التي واجهتهم. إضافة إلى كاميرات المراقبة الحكومية كانت قرب الخضراء ومحيطها.

لذا على الجهات المعنية عدم غض الطرف عن الفاعل الحقيقي وحصر المسؤولية بأدوات التنفيذ، وعلى اللجنة فضح هؤلاء ومن يقف وراءهم من أجل تحقيق العدالة الغائبة منذ ثلاث سنوات.

*********************

 الصفحة الثانية

مساع جدية لشل وتجميد عمل مفوضية حقوق الانسان في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

انتقد عضو مفوضية حقوق الانسان السابق علي البياتي الإجراءات الحكومية المعرقلة لعمل مفوضية حقوق الانسان.

وذكر البياتي في حديث صحفي انه “بعد انتهاء عمل مجلس المفوضية لم يجرِ تشكيل مجلس آخر رغم مرور عامين بل قامت الحكومة السابقة بتشكيل لجنة من مدراء الاقسام لادارتها وهو اجراء غير قانوني وهو يمثل بداية التدخل الحكومي في المؤسسة ثم تمت احالة الموضوع الى ديوان الرقابة المالية لادارة شؤونها”، مستدركًا: “لكن الان حصل أمر غريب وهو احالة المفوضية الى وزارة العدل لادارتها رغم انها معنية بالاساس مراقبة اداء وعمل الوزارة فكيف سيكون عملها والمسؤول عنها هو الوزير؟”

واشار الى ان “الهدف من كل ما جرى هو افراغ هذه المؤسسة من محتواها في البعد الرقابي والذي يعطيه صلاحية محاسبة اي جهة تنتهك حقوق الانسان من خلال بوابة القضاء”، لافتا الى ان “من المحتمل ان تتحول المفوضية الى مديرية تابعة الى مجلس الوزراء بسبب عدم قدرة الحكومات المتعاقبة على حماية حقوق الانسان لذا هناك مساع جادة لشل وتجميد هذه المؤسسة وهذا امر بات لايختلف عليه اثنان”.

********************** 

جولات وطاولات إعلامية للتعريف بـ «تحالف قيم المدني»

بغداد – طريق الشعب

تواصل الفرق الاعلامية للشيوعيين في بغداد والعديد من المحافظات جولاتها الميدانية التعريفية بتحالف قيم المدني، فضلا عن ادارة الحوارات المباشرة مع الأهالي بشأن أزمات نظام المحاصصة وضرورة الخلاص منها.

جولات في مدينة الصدر

وشاركت عضو اللجنة المركزية الرفيقة بشرى جعفر أبو العيس، بالجولة الاعلامية التي نظمتها اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الصدر (الثورة)، وتحديدا في الاورزدي وشارع السفارة وسوق الأولى.

ووزع الرفاق نسخا من جريدة “طريق الشعب” وبعض المطبوعات التي توضح أهمية وواقعية مشروع التغيير الشامل الذي يطرحه الحزب.

وبعد الحوارات التي جرت، اجاب الرفاق على اسئلة كثيرة طرحها الشباب والأهالي في المدينة بشأن تحالف قيم المدني وقواه والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، مؤكدين أنهم على قناعة تامة بأهمية اختيار البديل الحقيقي والابتعاد عن القوى المتنفذة التي ما زالت تصر على نهج المحاصصة والفساد.

وجرى الحديث أيضا عن تراجع القدرة الشرائية للمواطنين والأذى الذي يتعرض له أصحاب المحال التجارية بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وفي السياق، نظمت اللجنة المحلية للمثقفين جولة أخرى داخل مدينة الصدر شاركت فيها الرفيقة أبو العيس.

ووصل فريق اللجنة المحلية إلى سوق الأولى ومنطقة مستشفى الصدر وشارع الأطباء، موزعا جريدة “الطريق الشعب” أيضا ومنشورات عن ارتفاع الأسعار وتأثيرها على المواطنين.

وشارك مع الفريق مجموعة من شباب قطاع 17 المؤيدين لتحالف قيم المدني والحزب الشيوعي العراقي. وواصلت الرفيقة أبو العيس مع الفرق الجوالة للحزب النشاطات الميدانية المناطقية وجاءت هذه المرة في منطقة الزعفرانية (الاربعة شوارع).

وكان هنالك نقاش موسع مع المواطنين بشأن الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات، حيث أكد الكثير رغبتهم بالتصويت وبحثهم عن قوى وشخصيات تستحق أن تنال ثقة الناخبين، فيما جرى حديث آخر عن تحالف قيم المدني ومرشحيه.

طاولة إعلامية في ميسان

من جانب آخر، أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان وبحضور سكرتيرها علي السفير، طاولة إعلامية في شارع دجلة مركز المحافظة.

ووزعت الطاولة نسخا من جريدة “طريق الشعب” ومنشورات أزمة ارتفاع الاسعار، وفيما أجرى السفير ومن معه من أعضاء الطاولة حديث مع الأهالي بخصوص انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، استمعوا إلى العديد من الآراء بشأنها. وأشاد البعض بمواقف الحزب وبتاريخه النضالي ونزاهة من وضعهم سابقا في مواقع المسؤولية لخدمة المواطنين.

وأبدى عدد من الشباب استعدادهم للمساهمة في دعم “تحالف قيم المدني” عند انطلاق الحملة الانتخابية من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والترويج لبرنامجه الذي يخاطب الجميع ويهدف إلى ايجاد البديل الحقيقي لمنظومة الحكم الحالية وأزماتها المتواصلة.

******************* 

6 شهداء في اعتداء تركي جديد يستهدف الأراضي العراقية

وشدد الرئيس بارزاني، على أنه «يجب أن تجري الجهات المعنية تحقيقات دقيقة وفي أسرع وقت في ملابسات هذا الحادث وتكشف الحقائق».

وأدان رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني في بيان، «بشدة بالغة الهجوم الإرهابي» على مطار عربت الزراعي في السليمانية والذي أدى إلى «استشهاد وإصابة ستة من البيشمركة الأبطال لمكافحة الإرهاب في كردستان».

بافل طالباني طالب بـ «وقف فوري لهذه الهجمات»، داعياً الحكومة العراقية إلى «تحمل مسؤولياتها الدستورية والوطنية في حماية أرض وسماء العراق بما فيها كوردستان وأن لا تسمح بحدوث هذه الخروقات بعد الآن».

وقال إن «هذه العملية الإجرامية هي خرق فاضح لحدود الإقليم والعراق»، مضيفاً أنها «تأتي ضمن المؤامرات التي تستهدف تخريب أمن واستقرار إقليم كوردستان ومنطقة السليمانية بشكل خاص».

رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني أكد أنه «في مواجهة تكرار هذه الخروقات فإنه من واجب الأطراف السياسية في إقليم كردستان أن تواجه معا المخاطر والتحديات الأمنية وتحمي كوردستان من الأعداء والمغرضين».

ودعا «جميع أصدقائنا ودول العالم وكل الأحرار إلى موقف جدي والتضامن معنا لوقف هذه الهجمات الإرهابية».

وكان مدير ناحية عربت في محافظة السليمانية، دابان محمد، قد أكد، استشهاد ستة أشخاص وإصابة آخر في استهداف مطار عربت الزراعي في الناحية، مشيرا إلى إن الاستهداف تم بواسطة طائرة مسيّرة.

من جهته، أكد نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، قوباد طالباني، أن الهجوم «انتهاك آخر لسيادة الأراضي العراقية نفذ بواسطة طائرة مسيرة على قوات مكافحة الإرهاب أثناء انشغالها بتدريبها الاعتيادي واليومي».

ودعا الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية إلى التدخل والعمل على «منع هذه الانتهاكات مرة أخرى»، كما دعا الجهات المعنية في إقليم كردستان إلى إجراء «تحقيق مفصل لكشف الحقائق وإعلانها» للرأي العام.

المجتمع الدولي

بدورها، أدانت بعثة الامم المتحدة في العراق «يونامي» الهجوم على مطار عربت بمحافظة السليمانية، والذي تسبب في وقوع عدد من الضحايا، مؤكدة وجوب أن تتوقف الهجمات التي تنتهك السيادة العراقية بشكل متكرر.

وقالت يونامي في تغريدة لها بموقع أكس «تويتر سابقاً»، إن «يونامي تدين الهجوم على مطار عربت بمحافظة السليمانية، والذي تسبب في وقوع عدد من الضحايا. يجب أن تتوقف الهجمات التي تنتهك السيادة العراقية بشكل متكرر».

وأوضحت يونامي أنه «لابد من معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار والدبلوماسية، وليس من خلال الضربات».

كما أدانت السفيرة الأميركية لدى بغداد، إلينا رومانوسكي، الهجوم الذي استهدف مطار «عربت» بمحافظة السليمانية.

وجدّدت السفيرة الأميركية التأكيد على دعم بلادها لاحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، معتبرةً أن كلاهما «ضروري لاستقرار العراق وأمنه»، معربةً عن تعازيها لذوي الضحايا.

وفي ردود الفعل المحلية، طالب رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، بتحديد المسؤولين عن قصف مطار عربت في السليمانية، وحماية استقرار العراق.

وقال الحكيم في بيان، «نعبر عن استنكارنا للهجوم الذي تعرض له مطار عربت الزراعي في محافظة السليمانية، ونتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الشهداء الذين فقدوا حياتهم في هذا الحادث، ودعواتنا للجرحى بالشفاء».

وطالب الحكيم، بـ «تحقيق عاجل دقيق وواضح لتحديد المسؤولين عن هذا الهجوم وحماية سيادة العراق وضمان أمن واستقرار البلاد ومواطنيها».

التيار الديمقراطي

وفي هذا الشأن، قال منسق التيار الديمقراطي زهير ضياء الدين إن «القوى المدنية والديمقراطية تدين العدوان على الأراضي العراقية، وترفض انتهاك سيادته من قبل أي طرف إقليمي أو دولي»، مشيراً إلى أن «ما يحدث غير مستغرب في ظل تشكيل تحالفات سياسية مبنية على تقديم تنازلات على حساب سيادة العراق ومصالحه».

وأضاف في حديث لـ «طريق الشعب» أن «موقف الحكومة الضعيف هو انعكاس لموقف قوى السلطة المتنفذة التي شكلتها، ولا نتوقع مواقف عكس ذلك، وستستمر المواقف بهذا الشكل وتتكرر الاعتداءات في ظل غياب الإرادة السياسية الحقيقية الموحدة لحماية السيادة الوطنية من الانتهاكات».

قرار سياسي مفقود!

من جانبه، عزا الخبير الأمني عماد علو، تكرر الاعتداءات إلى ضعف منظومة الدفاع الجوي، التي يحتاج تطويرها إلى قرار سياسي.

وقال علو لـ «طريق الشعب» إن «القرار السياسي في مثل هذه الأمور مفقود لعدم تطابق وجهات النظر بين القوى المسيطرة على المشهد السياسي»، مبيناً أن «الجهات المعنية ترتبط بأجندات وعلاقات مع دول الجوار، وبالتالي هناك تأثيرات خارجية تؤثر على القرار السياسي المتعلق بالأمن والدفاع». 

********************** 

الى الرفيقات العزيزات والرفاق الأعزاء

بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي

تحية طيبة وبعد..

لقد تلقينا في حزب التقدم والاشتراكية ببالغ الشكر والتقدير رسالتكم التضامنية عقب الزلزال الذي هز مناطق بوسط المغرب وتسبب في وقوع خسائر بشرية ومادية فادحة.

اننا بحزب التقدم والاشتراكية ومعنا عموم الشعب المغربي نقدر عالياً عباراتكم المفعمة بمشاعر التضامن والتآزر في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها بلادنا. كما نعرب عن شكرنا لكم على تمنياتكم بالشفاء العاجل للجرحى، وعلى ان يحظى المغرب بأوسع دعم دولي ممكن من اجل تخفيف آثار هذه الكارثة على ضحايا الزلزال واسرهم.

وفي الأخير، تقبلوا الرفيقات والرفاق فائق عبارات الشكر والامتنان.

رفيقكم محمد نبيل بنعبد الله.

الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية

*********************

كل خميس

أثر أموال الفساد

 في ارتفاع قيمة الأراضي

جاسم الحلفي

لم يتوقف الفساد وآثاره الوخيمة على الاقتصاد العراقي، عند حدود يمكن رصدها، فقد شمل جميع مناحي الحياة، بحيث لا يمكن تصور مجال ما فيه مصلحة للمواطنين دون ان يتأثر بتداعيات الفساد. ومن بين أخطر أثاره الوخيمة على الحياة الاجتماعية، هو تأثيره الكارثي على موضوع السكن الذي أمسى بمثابة حلم بعيد المنال لكل شاب عراقي يسعى إلى الاستقرار. وربما هناك من يسأل عن علاقة الفساد بهذا الموضوع؟ جواب ذلك بسيط وسهل ومتاح، حيث ان لطغمة الحكم الدور الأساسي في تصاعد قيمة الأراضي، في بغداد وباقي المحافظات، وذلك لتوظيف الفاسدين ما نهبوه من مال عام في مجال شراء الأراضي، غير مبالين بسعرها، فقد ارتفع سعر المتر المربع الواحد في مناطق الجادرية والحارثية والمنصور إلى 15 ألف دولار.

النهابون الذين سطوا على الأموال العامة بطرق مشبوهة وصفقات أمنها تخادمهم مع طغمة الحكم، تجاوزا كل الحدود غير عابئين بالمناطق الخضراء والبساتين والساحات والأبنية التراثية، لا قوة قانون تردعهم من افعالهم الاجرامية، ولا أي قوة تنفيذية تقف أمام جشع الفاسدين والمرابين وتجار العملة ومهربيها. لا تصمد أي قوة امام بلدوزرات التخريب، فكل شيء متاح لطغمة الفساد، المنازل الفخمة تتحول إلى مطاعم وفنادق وبيوت ومواخير للطبقة المخملية. المضاربة بالعقارات هي أهم مجال اليوم لغسيل الأموال التي لم توقفه إجراءات البنك المركزي التي تسير كما السلحفاة، بينما يمضي الفاسدون يقضمون الأراضي أسرع من الصاروخ.

جاء تركيز طغمة الفساد على شراء الأراضي والعقارات، كمجال لغسيل الأموال المنهوبة، وقاصة آمنة لحفظها، وذلك بعد ان أصبحت الأموال التي ادخروها في مصارف لبنان عبارة عن ارقام لا قيمة لها، بعد أزمة البنك المركزي اللبناني المعروفة، والإفلاس الذي تعرض له، وانهيار الثقة بالعملة اللبنانية، واستحواذ المصارف اللبنانية على أموال المودعين، بحيث لم يسلم أي من المصارف في أحسن الأحوال، لكل مودع، الا بحدود 400 دولار فقط في الشهر الواحد. ولم يختلف وضع من ودع أمواله في المصارف الإيرانية كثيرا عن وضع المصارف في لبنان، وذلك بعد انهيار التومان الإيراني امام الدولار، فيما وقعت الكارثة على من استثمر في تركيا بعد ان شهدت قيمة الليرة التركية تدهورا كبيرا وسريعا.

بسبب تدهور قيم العملات الوطنية في إيران وتركيا ولبنان، لجأ النهابون إلى ادخار أموال الفساد في شراء الأراضي والعقارات في العراق، أكثر مما سبق بأضعاف المرات، ما سبب في الارتفاع الجنوني. وغدت الأرض في العراق من أغلى الأراضي في العالم، لذا بات من المتعذر على أصحاب الدخل المتوسط من العراقيين الحصول على قطعة ارض لا تتجاوز مساحتها 100 متر، مهما كان الدخل الشهري.

ويبقى هذا الملف مفتوحا امام الحكومة كتحد قائم.

*********************

 الصفحة الثالثة

الاحد المقبل.. المحاضرون في السليمانية يضربون عن العمل

الفلاحون في 3 محافظات يغلقون الطرق للمطالبة بصرف مبالغ تعويضاتهم

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت مدن العراق المختلفة خلال اليومين الماضيين تظاهرات احتجاجية جابت الشوارع حاملة مطالبها المشروعة والتي كان أبرزها مطالب الفلاحين بصرف مبالغ تعويضاتهم، فيما أعلن المحاضرون في محافظة السليمانية إضرابهم عن العمل ابتداء من الأحد المقبل للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم.

الفلاحون يحتجون

تظاهر المئات من المزارعين من محافظات المثنى والديوانية والنجف يوم الثلاثاء مطالبين بصرف مستحقات تعويض الشلب فضلا عن صرف تعويضات عن الأراضي التي تعرضت نتيجة السيول في عامي 2018 و2019.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “مزارعين من المحافظات الثلاث أقدموا على إغلاق طريق النجف الرئيسي الرابط بمجموعة محافظات للمطالبة بمستحقاتهم المالية وشمولهم بالدخول في الخطة الزراعية المُقبلة بعد أن تم منعهم”.

وذكر المتظاهر حامد أبو رقيعة إن التظاهرة التي نظمت في منطقة غماس في الديوانية تهدف لإيصال صوت مزارعي الشلب الذين تضرروا بسبب منعهم من الزراعة، مشيرا إلى أن المتظاهرين من المحافظات الثلاث يحملون نفس المطالب الموجهة لرئاسة الوزراء ووزارة الزراعة.

المحاضرون يضربون عن الدوام

وفي السليمانية، أعلن المحاضرون المجانيون في محافظة السليمانية البدء بالاعتصامات العامة في المدينة وأقضية سيد صادق ورانية وإدارة منطقة كرميان، للمطالبة بالتعيين.

وقال ممثل المحاضرين أوات محمد، خلال مؤتمر صحفي إن “المحاضرين المجانيين قد أضربوا عن الدوام الرسمي منذ أسبوع ليس فقط بخصوص الرواتب المتأخرة، لكن بسبب عدم التثبيت على الملاك الدائم لوزارة التربية”.

وبحسب محمد، فاعتباراً من يوم الأحد المقبل، وبإرادة جماعية للمحاضرين كافة في كل المناطق، سيتم نصب خيام الاعتصام أمام مبنى مديريات التربية، لحين الاستجابة للمطالب بالتثبيت على الملاك الدائم وبدون الاستجابة سيكون الاعتصام مستمراً والإضراب متواصلاً”.

وأعلن مجلس الدفاع عن حقوق الموظفين والمعلمين في السليمانية، في بيان، أنهم سوف يستمرون في الإضراب في حال تم الاكتفاء بتوزيع رواتب شهر تموز فقط، وسيواصلون مقاطعة الدوام لحين دفع مستحقاتهم كافة.

احتجاج واسع في بغداد

وفي العاصمة، شهدت ساحة النسور تجمع المئات من المتظاهرين حاملين شعارات مختلفة كان أبرزها صرف مستحقات اصحاب العقود وإقرار قانون العفو العام، وتثبيت قراء المقاييس في وزارة الكهرباء”.

وجدد العشرات من المتقدمين للدراسات العليا، تظاهرتهم امام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ للمطالبة بتوسعة وإشغال المقاعد الدراسية.

وطالب العشرات المتقدمين للدراسات العليا، تظاهروا أمام وزارة التعليم وسط لعاصمة بغداد، مبيناً أن المتظاهرين طالبوا بإشغال مقاعد الدراسات الشاغرة وتوسعة المقاعد الدراسية.

البصرة والمثنى

ونظم العشرات من العاملين بالشركات النفطية الأهلية، وقفة احتجاجية أمام مبنى البنك المركزي بالبصرة للمطالبة بصرف رواتبهم بالدولار بدل من تصريف الراتب إلى الدينار واحتسابه بالسعر الرسمي حسب سعر البنك المركزي، مبينين ان ذلك يكبدهم خسارة بحوالي 25 ألف دينار مقابل كل 100 دولار.

واشار المتظاهرون إلى ان المصارف في المحافظة تصرف رواتبهم بالسعر الرسمي وليس بالسعر الموازي حسب السوق وترفض سحب رواتبهم بعملة الدولار على الرغم من أنهم يستلموها من شركاتهم بتلك العملة.

وجدد العشرات من عمال الاستقطاب في دائرة صحة المثنى، تظاهراتهم المطالبة بزيادة أجورهم وتحقيق الوعود السابقة بشمولهم بقرار مجلس الوزراء رقم 315 الخاص بالعقود.

وذكر عدد منهم أن أجورهم تعتبر قليلة للغاية مقارنة مع الأعمال المكلفين بها والخطورة التي يتعرضون لها أثناء العمل، خاصة وأن أكثرهم يمتلك خدمة في المؤسسات الصحية تمتد لسنوات، مطالبين الجهات المعنية بإعادة النظر بتلك الأجور بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي.

فيما طالب العشرات من الخريجين في مناطق جنوب المثنى بالتشغيل في الرقعة النفطية العاشرة.

إسكان أم غسيل أموال

تزداد كالفطر، المجمعات السكنية الاستثمارية، في ظل تضاعف اسعار العقارات واشتداد ازمة السكن وارتفاع الإيجارات وزيادة سعر صرف الدولار وإنتشار العشوائيات. ويؤكد الخبراء على أن 95 في المائة من المواطنين يعجزون عن شراء أي وحدة سكنية في هذه المجمعات، بسبب أسعارها الباهظة جداً، والتي لا تتناسب حتى مع دخول الطبقة الوسطى. هذا وفي الوقت الذي أصبح فيه ملف الإسكان غارقاً في الفساد ومنفذاً لغسيل الأموال، يطالب الناس بإستثمار الوفرة المالية في بناء مساكن واطئة الكلفة، على أراضي الدولة، التي تُمنح مجاناً للمستثمرين الفاسدين، واسترداد أثمانها بالتقسيط المناسب لظروف المواطنين المعاشية. 

تلكؤ فني ومال سياسي

مع اقتراب موعد الإنتخابات المحلية المزمع اجراؤها في كانون الأول القادم، تستمر مشكلة تحديث البطاقات البيومترية، مما سيحرم 9 مليون عراقي أي ما يعادل 41 في المائة من الناخبين من المشاركة فيها. وإذ يشكل ذلك إضعافاً لمصداقية الإنتخابات، التي تتضرر شرعيتها ايضاً، بالدور السلبي للمال السياسي وبإستغلال النفوذ الإداري وبتصعيد الخطاب الطائفي والعشائري وبقيام بعض المرشحين بتوزيع الرشى من تلفونات ومولدات ووعود بالتعيين، يطالب الناس المفوضية بتشديد المراقبة الجدية على هذه الخروقات، كما يدعون الناخبين الى المشاركة الواسعة في الإنتخابات ومنع الفاسدين والفاشلين من الهيمنة على مجالس المحافظات.

المطلوب حلول دائمة

بعد مباحثات مضنية، قررت الحكومة اقراض الإقليم 2.1 ترليون دينار لتسديد رواتب الموظفين لستة أشهر، على أن تتم تسوية القرض لاحقاً بعد تدقيقات مالية يجريها ديوانا الرقابة المالية في بغداد وأربيل. وفي الوقت الذي استبشر فيه الناس خيراً، من حصول انفراجة، ولو مؤقتة، في الأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا في كردستان، طالبوا بحلول دائمية، دستورية وعلنية، وبمواصلة تكوين المؤسسات واقرار التشريعات، الضامنة للبناء الاتحادي للدولة، وإدارة الاختلافات والخلافات التي تحدث، بشكل سلمي وديمقراطي وشفاف، يخدم تنمية العراق، ويصون أمن ووحدة العراقيين، ويلجم الأصوات النشاز والساعية لديمومة المشاكل وتقويض الشكل الفيدرالي للدولة. 

خراب الاستيراد

شكا العديد من منتجي الأثاث، من خراب أعمالهم جراء المنافسة غير العادلة مع الأثاث المستورد، وخاصة من تركيا، التي فاقت قيمة المستورد منها ربع مليون دولار سنويا. وأشار هؤلاء الى أن الإهمال الذي يعانون منه، أفضى لخفض الناتج المحلي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مؤكدين على أن معيار الجودة لوحده، لم يعد كافياً لتحقيق التفوق في المنافسة مع البضائع المستوردة رخيصة الثمن. هذا وفي الوقت الذي تتوقف فيه الآلاف من المصانع، لأسباب منها الإستيراد المنفلت، يطالب الناس بتطبيق التعرفة الكمركية لحماية المنتوج الوطني، ودعم الحرفيين والصناعيين والمصّدرين وربط ذلك بمدى جديتهم في الإنتاج وخلق فرص العمل.

أين قانون العنف الأسري؟!

أعلنت وزارة الداخلية عن بلوغ حالات العنف الأسري في البلاد، نحو 100 حالة يومياً في بغداد فقط. وورد في الإعلان بأن معدل حالات اعتداء الزوج على الزوجة بلغ 57 في المئة واعتداء الزوجة على الزوج 17 في المائة والأبوين على الأطفال 6 في المئة والاعتداء على كبار السن كالجد والجدة 2 في المئة‎ وما تبقى ونسبته 18 في المئة يتوزع على باقي أفراد الأسرة. هذا ومازال المتنفذون الفاسدون، المتشدقون بالدفاع عن “الأخلاق” و”احترام” كرامة البشر، يرفضون وبشدة، تشريع القوانين الضامنة، لقيام حياة عائلية سليمة، تضمن وحدتها وسعادتها وتحقق مجتمعاً متطوراً بمواطنين متضامنين.

**********************

العراق في الصحافة الدولية

العراق في ظل المحاصصة والاقتصاد الهش

نشرت صحيفة (مورننغ ستار) البريطانية مقالاً للرفيق سلم علي، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي العراقي، تطرق فيه إلى ما يواجهه العراقيون من تحديات على مختلف المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وما يسببه تغير المناخ والتدهور البيئي وندرة المياه من مخاطر جدية، تزيد من تأثير التدخلات الإقليمية والدولية، في نظام مغرق بالفساد، ويخضع لمحاصصة طائفية وعرقية.

أوليغارشية واقتصاد ريعي

وأشار المقال إلى سعي الأقلية الحاكمة لتعزيز الدولة العميقة وعسكرة المجتمع، بغية إدامة نفوذها ومصالحها وسيطرتها على السلطة، وهو ما ضاعف من التأثير السلبي للاقتصاد الريعي والسوق المفتوحة والسياسات النيوليبرالية، في إضعاف دور الدولة، التي باتت تعتمد على بيع النفط في توفير 90 في المائة من وارداتها.

وأوضح المقال بأن من البديهي، والحالة هذه، أن تكون البلاد بعيدة عن حالة الاستقرار السياسي والأمني، فقد ارتفعت البطالة من 22 إلى حوالي 40 في المائة، أثناء جائحة كورنا، العام 2019، لاسيما في صفوف الشباب، في وقت إعترفت فيه الحكومة نفسها بوجود مليون طفل محروم من التغذية والصحة والتعليم.

الشعب يحتج

وأكد المقال على أنه ونتيجة لهذه الأزمة البنيوية التي تجتاح البلاد وتداعياتها، تفاقمت التوترات الاجتماعية والانقسامات الطبقية، بين أقلية نهبت ثروات هائلة وأغلبية فقيرة معدمة، في بلاد تعد ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، حيث وصلت عائداتها من تسويقه إلى 115 مليار دولار في العام الماضي.

وأضاف الكاتب بأن فشل الحكومة في معالجة قضايا الفساد ومشكلة السلاح المنفلت والعلاقة مع إقليم كردستان، وفي تنفيذ وعودها بمحاكمة المسؤولين عن قتل مئات المتظاهرين السلميين خلال الانتفاضة الشعبية في تشرين الأول 2019 وغيرها، يُّبقي أسباب اندلاع واستمرار الحركات الاحتجاجية قائمة، مما يحتم على القوى المناضلة من أجل التغيير، أن تبادر وتشارك بفعالية أكبر في الحركة الاحتجاجية، بغية تغيير ميزان القوى وكسر احتكار السلطة.

الانتخابات المحلية

وأشار المقال إلى انتخابات مجالس المحافظات، المزمع اجراؤها في كانون الأول القادم، بعد 10 سنوات من إجراء آخر انتخابات محلية، فكشف عن إصرار القوى المتنفذة على رفض المطالبات الشعبية والسياسية لإصلاح النظام الانتخابي، ليكون أكثر عدالة ونزاهة، حيث اعتمد البرلمان الذي تهيمن عليه هذه القوى، النظام الانتخابي المثير للجدل سانت ليغو 1.7 بهدف تهميش الكيانات السياسية المعارضة والمرشحين الفرديين.

ائتلاف انتخابي جديد

وأكد المقال على أن الحزب الشيوعي العراقي وتحالف القوى الديمقراطية للتغيير، قد قرروا المشاركة في هذه الإنتخابات، رغم كل هذه الظروف، بإعتبارها ممارسة نضالية يمكن من خلالها حشد كافة القوى الاجتماعية التي تبحث عن بديل سياسي حقيقي يعبر عن تطلعات وآمال الشعب العراقي في تحقيق التغيير الجذري، ونجح في تشكيل ائتلاف انتخابي واسع، تحت اسم (تحالف قيم المدني).

وأشار المقال إلى أن برنامج مرشحي التحالف، والذين بلغ عددهم 400 مرشح في ثلاث عشرة محافظة، يدعو إلى تغيير شامل يفضي لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، مضيفاً بأن الحزب الشيوعي، وهو يدرك الصعوبات القائمة والتحديات المقبلة، فإنه يعمل بلا كلل لتعزيز دور القوى المدنية الديمقراطية وتعزيز وحدتها وتماسكها، في مواجهة المحاولات الحثيثة للقوى الحاكمة للاحتواء وتخريب تحالف القوى الديمقراطية من أجل التغيير، ومحاصرة ائتلافها الانتخابي الجديد.

**********************

 الصفحة الرابعة

الحريات في العراق موضوع النسخة الخامسة من مؤتمر بوينت ـ العراق 

معنيون: التضييق على الحريات ينبع

من شعور المتنفذين بتهديد الفضاءات المدنية لهم

بغداد ـ طريق الشعب

ضيّفت منظمة تواصل لتمكين الشباب، أخيراً، النسخة الخامسة من مؤتمر بوينت ـ العراق على قاعة بناية المحطة، وهو مؤتمر يسلط الضوء على أهمية استخدام التكنلوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في تعزيز الديمقراطية والصحافة المجتمعية والمساءلة.

وطرح المؤتمر هذا العام في ظل التحديات التي يواجهها المجتمع المدني والحريات في ظل ممارسات، يعدها معنيون استبدادية لا تنسجم مع قيم ومبادئ الديمقراطية، سؤالاً مفاده هل الحريات في خطر؟

كان هذا عنوان الجلسة الاولى التي افتتح المؤتمر بها والتي تمحورت حول مسودة قانون حرية التعبير والتطورات والتحديات التي تواجهها الحريات العامة وخطابات الكراهية، وضيّفت الجلسة كل من النائب سجاد سالم والنائبة وحدة الجميلي و د. حيدر سعيد ود. سعد سلوم.

حرية دون قيد او شرط

وفي الكلمة الافتتاحية للنسخة الخامسة من مؤتمر بوينت، قال المسؤول في المؤتمر وسام جعفر: سعيدون بهذا اللقاء والاستقبال، ولكن تشوب هذه السعادة ما نشهده في الوضع السياسي الراهن الذي نعيشه من تحديات يمر بها المجتمع المدني.

واضاف قائلاً: ان “السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، منذ 2011 الى الان ما الذي تغير، في الوقت الراهن وهذه الفترة تحديداً، ونحن نواجه تحديا كبيرا كمجتمع مدني وقوى مدنية يتعلق بالسلوك ونهج السلطة الحالية؟”

ولفت الى ان هناك “اصرارا من بعض الكتل السياسية على تمرير رزمة من القوانين هي في غاية الحساسية والخطورة، والتصويت عليها مؤجل منذ عام 2011 وحتى الان وهي تتعلق بالحريات والحقوق المدنية والسياسية”.

واكد في كلمته، ان “الحقوق والحريات كما تعلمنا لا تُجزأ ولا تتقسم او تعطى على دفعات، وفي هذا العالم اما ان تكون حراً او لا تكون. وان داعي تنظيم الحرية بحد ذاته هو محك الخطر الذي يكون بين المجتمع المدني والسلطة”، مؤكدا ان “المواطن بطبعه يدفع باتجاه ان يكون حرا بدون قيد او شرط، وفي ذات الوقت عندما تعطى المساحة للسلطة لتنظيم هذه الحرية، فمن دون ادنى شك ستحاول ان تقيّدها”.

حريات مشروطة!

وللإجابة على السؤال المطروح عن التحديات التي واجهها الناشطون منذ طرح مسودة القانون لأول مرة في 2011 وحتى الان، وطبيعة الرؤية لهذا القانون، قال د. سعد سلوم: ان هذا السؤال “اجابته واسعة. نحن نتحدث عن 20 عاما منذ الغزو الامريكي وحتى اللحظة ومنذ احتجاجات شباط 2011 وصولاً الى احتجاجات تشرين 2019، استطيع ان اقول بكلمة واحدة ان الحريات التي كنا نمارسها منذ التغيير الى الان هي حريات مشروطة بتغول القوى الاجتماعية التي بدأنا نخاف منها اكثر من السلطة”.

واضاف قائلا: ان هذه الحريات “مشروطة بالإرهاب والعنف، ونتذكر جميعا دوامات العنف الطائفي والعشوائي التي خاضتها البلاد خلال هذه السنوات”.

ولفت الى انه “من حيث المبدأ، حرية التعبير حق مطلق لا يحتاج الى تقييد. وهنا كنا نسأل عن ما هي الحاجة الى تنظيم حرية التعبير؟ لكن لكي نصون هذه الحريات كنا نحاول ان نبحث عن تنظيم بعض مظاهرها وانشطتها، سواء حرية التجمع والتظاهر السلمي ام حق الحصول على المعلومات الذي يعد عنصراً اساسيا في حرية التعبير، وحتى يمكننا ان نضيف حرية الدين والمعتقد، لا سيما بعنصرها الذي يتضمن حرية الشخص في ان يعتنق افكاراً دينية او غير دينية”.

تقيّد الحريات لا تحميها

واشار الى ان “القناعة التي وصلنا اليها في ذلك الوقت، انه من المستحسن الا نتجه الى تشريع قانون، لأنه في كل الاحوال ستكون المسودة مقيدة للحريات لا حامية لها، وما يزال هذا التحدي قائما الى الان”.

وتابع قائلاً ان “التحدي الان اصبح اقوى، ومن الخطر الدفاع عن او البحث او الاتجاه نحو تنظيم هذه الحريات، لأنه بالضرورة في التوقيت الحالي وفي ظل تركيبة مجلس النواب الحالية لن تكون النتيجة لصالح الحريات بشكل عام”، موضحا ان “تركيبة المجلس فيها غياب عامل التوازن على شريحة واسعة من مجلس النواب، وهي معارضة للعملية السياسية وغائبة الان. وشئنا ام ابينا يمثل التوزان شريحة سكانية، وغيابها خطر على اي قانون منظم للحريات”.

ونوه الى انه من المعروف انه في “السلوك التصويتي، تدخل في آخر لحظة اشياء غير متفق عليها حتى لو تم الاتفاق على مسودة فيها توازنات وراضين عنها بلحظة التصويت او ساعته تتغير ولا توجد ضمانات، اضافة الى التوقيت الان هو اسوأ توقيت، فالمجتمع المدني لم يصل منذ 2003 الى حالة الضعف التي يمر بها الان، فهو في اضعف حالاته وصوته لا يشغل حيزاً فاعلاً ضمن المشهد”.

وفي الحديث عن البديل قال: “نحن بحاجة الى التفكير بذهنية واستراتيجية مختلفة، ونتكاشف ونعمل على تجسير الهوّة وعدم الثقة، فالبلد لن يبنى اذا لم تكن هناك شراكة بين الدولة والمجتمع المدني، والدولة التي تكون بلا مراكز تفكير هي دولة بدون دماغ. وهناك حاجة مشتركة لبناء هذه الثقة، ومن الضروري العمل على هذا الموضوع”.

وذكر، “اننا بحاجة الى مجموعة سياسات واستراتيجيات. برأيي نحن بحاجة الى حماية حرية التعبير بشكل عام. بدون دولة مؤسسات لا يمكن ان نحمي حرية التعبير، والتحدي الاساسي ليس مسودة قانون، وهذه العملية غير كافية، وهناك تحديات اكبر تواجهها الحكومة، يجب ان ننطلق صوب القوانين التي تبني دولة المؤسسات، لا تلك التي تقيد حرية التعبير”.

ومن هذه القوانين التي يجب ان تأخذ الاولوية هي “منها قانون المحكمة الاتحادية وقانون المجلس الاتحادي وقانون النفط والغاز وقانون حماية التنوع سيما ان البلد يستنزف التنوع الخاص به 90 في المائة من المسيحيين و 50 في المائة من الايزيديين غادروا العراق، ونحن في لحظة نهاية التنوع، بالتالي ان النقاش حول هذه الموضوعات بحاجة الى بيئة بها حريات واي قوانين تقيد من الحريات لن تجعلنا نصل الى تصور يمثل وجهة نظر المجتمع ويضمن التوازن”.

وذكر سلوم انه “بالاضافة الى التشريعات التي جرى ذكرها فنحن بحاجة ماسة الى تحصين المجتمع من الاستقطاب الهائل الذي يحدث به، بما يتعلق بخطابات الكراهية التي تحولت الى “بزنس”، وهذا الاستقطاب يهدد السلم الاجتماعي ويتحول بفعل تغول بعض القوى المتنفذة مالياً وسياسياً الى استراتيجيات تحكم بالرأي العام، تخلق ازمة اجتماعية وحول. عند الانتهاء من هذه التحديات دعونا نتحدث عن تنظيم الحريات العامة”.

خطابات الكراهية 

وطرح سلوم سؤالا حول متى يعتبر خطاب الخطيب حرية تعبير او خطاب كراهية، ونحن لم نكن منتبهين الى هذه الظاهرة الا بعد العام 2014، إثر غزو داعش لمحافظة نينوى وصعود سلطة مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت من منصات لحرية التعبير الى نشر خطابات الكراهية؟.

واضاف قائلا: “ما هي المعايير التي نحدد بها حرية التعبير ونفصلها عن خطابات الكراهية وما هي اشكال خطابات الكراهية وما هي نسب هذه الخطابات لكي نستخدمها كمؤشر اذا زادت النسبة تكون علامة على ازمة سياسية واجتماعية قادمة، ونعتبرها نظام انذار مبكر للدولة، لكي تستبق الازمات وتحاول احتواءها. واخيرا من الذي ينتج هذه الخطابات ويقف خلفها؟”.

ونوه الى ان هذه الاسئلة “دفعتنا الى تأسيس مركز لرصد وتحليل خطابات الكراهية، ويمكن الاشارة الى رصد استمر لـ 5 سنوات منذ عام 2017 وحتى 2021، وكان اول رصد بعد دراسة لسنة كاملة، هو ان كل مواطن عراقي تسلم حصة من هذه الخطابات، بمعدل 37 رسالة كراهية يومياً تصل الى الهاتف”، مضيفا انه بعد “خمس سنوات في 2021، تصاعدت النسبة ووصلت الى قرابة 100 رسالة يومياً”.

وذكر ان هناك مؤشرات سلبية وايجابية “إذ أن نسبة المؤيدين كانت مرتفعة، وبعد خمسة أعوام كانت نسبة الرافضين والمؤيدين متساوية، بسبب المناعة المجتمعية من خلال دور المجتمع المدني والتدريبات والصفحات التي ترصد الاخبار الزائفة، لذلك اكدت على اهمية سد هذا الفراغ الذي لا يمكن للدولة العمل به. وان المجتمع المدني هو من حصن المجتمع من هذه الخطابات”.

نهج سياسي يقوض الحريات

وللإجابة على السؤال الذي طرحه ميسّر الجلسة وسام جعفر، على النائب سجاد سالم، والذي يتعلق بصحة التخوفات لدى المجتمع المدني التي تخص حرية التعبير عن الرأي، وموقفه من النهج القائم لبعض احزاب الاطار التنسيقي، التي تريد تمرير رزمة من القوانين التي لها علاقة بالحريات والحقوق المدنية والسياسية.

 وقال سالم في مستهل حديثه: ان الفترة منذ 25 شباط 2011 وهو تاريخ انطلاق اول احتجاجات وطنية ومطلبية وحتى الان طويلة جداً، والخطر ما زال نفسه في مسودة القانون التي ما زالت بذات المفاهيم.

وتابع حديثه بالقول: انه بصورة عامة “هذا الموضوع مرتبط بنهج، وهذا النهج يهدف الى تقويض الحريات منذ عام 2019، بعد احساس القوى التقليدية بان الحالة الشبابية والجيل الجديد بعيد كل البعد عن الطبقة السياسية الحالية بأيديولوجياتها وادواتها ووسائلها. والواضح ان تفكيرهم الان هو كيفية تقويض مستوى الحريات الموجودة في المجتمع، والتي تتجسد بالتشريعات مثل: الجرائم المعلوماتية وحرية التعبير والتجمع والتظاهر السلمي، والتي تتضمن نصوصا تقوّض حرية الرأي وتخالف التزامات العراق الدولية في ما يخص حقوق الانسان”.

واشار النائب في حديثه الى ان المجتمع المدني “مستهدف بدرجة كبيرة، وهناك كلمة تثير الاستفزاز في مجلس النواب مثل كلمة العنف الاسري، وهناك قانون المساعدة القانونية الذي توقف بالكامل برغم مشروعيته بسبب مصطلحين هما المجتمع المدني والعنف الاسري. وقد نضطر الى حذفهما لكي يمضي القانون قدماً.

وهذا يرجع الى الخلل في توزان البرلمان العراقي الذي ذكره د. سعد سلوم”.

ان غياب هذا التوازن بحسب وجهة نظر النائب سجاد سالم اثّر بصورة سلبية على الحقوق والحريات ومستوى القوانين، ونحن نعاني الان من سوء صياغة القوانين والمصطلحات واللغة الركيكة نتيجة الإرادة السياسية غالبة تماماً على الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب وحتى على القوانين. بمعنى ادق ان الاتفاق السياسي يغلب على كل المنظومة التشريعية العراقية.

تفسيرات بحسب رغبات السلطة

وفي ما يخص قانون حرية التعبير، اوضح سالم ان اخر التطورات كانت تتعلق بفصل موضوع حرية التعبير عن الرأي عن الاجتماع والتظاهر السلمي، وبالتالي هو فقط حرية الاجتماع والتظاهر السلمي. وباعتقادي ان المسودة ايضا تتضمن اثنتين من المشاكل الجوهرية والعميقة في القانون.

وتابع حديثه بالقول: “المسألة الاولى شكلية تتعلق بأنه في رفض رئيس الوحدة الادارية خروج التظاهرة او الوقفة او التجمع، فلا يحق الطعن، وبالتالي اصبح هذا الحق الدستوري بموجب المادة 38 بيد مدير ناحية او قائمقام او محافظ. اي يمكن مصادرته من ادنى درجات الهرم الوظيفي في الدولة العراقية. والمسألة الثانية ان هناك اصرارا عجيبا وغريبا برغم ان الفكر القانوني غادرها وهي مسألة النظام العام والآداب العامة”.

وتوقف عند المسألة الثانية قائلا: ان اول وجود للنظام العام في فرنسا “لم يكن يُقصد به النظام العام والآداب التي نفسرها نحن اليوم بموجب القوانين السائدة في العراق والدول العربية، انما كان يقصد عناصر مادية: الامن العام، الاضطرابات، مسائل بيئية وضوضاء، وايضا تتعلق بالأوبئة ومكافحتها. وهذه الاشياء يمكن ان تعرّف وتتم مناقشتها، ولها شيء ملموس ومادي قانوناً”.

ولفت الى ان الخلط يبدأ “عندما نسأل عن الآداب العامة؛ حيث يكون الخلط بين القانون والمعايير الاخلاقية والمعايير القانونية المحددة والمنظمة. بينما الاخلاقية ليس لها اي تحديد وبالتالي تصبح نافذة لأفكار السلطة بأن تذهب باتجاه القانون وتفرض سطوتها على المجتمع”.

واوضح ان النظام والآداب العامة “كلمة فضفاضة ومرنة يمكن ان تفسر وبكل التجارب حسب رغبات السلطة الموجودة ومساعيها لتقويض الحريات”.

“صيانة الفضاءات المدنية وحمياتها”

وحول ما ان كانت السلطة تتسلم رسالة المحتجين بشكل صحيح، خصوصا بعد وضوح صوت الشارع العراقي في تشرين، وما ان كانت فعلا تسمع هذه الرسالة وتعيد ارتكاب نفس الاخطاء، لتكون اكثر ادراكاً وتأخذ موضوع الحريات المدنية والسياسية على نحو مختلف؟، أجاب الدكتور حيدر سعيد الذي قدم مشاركة “عن بعد”: “لا اعتقد ان السلطة اخذت الدرس ونحن  ذهبنا باتجاه ابعد. لدي تصور عن الديناميكية السياسية بالسلطة خلال الفترة الماضية والسنة الاخيرة تحديداً. باعتقادي ان ما يحدث هو نوع من الشعور بالقوة، وقد تكون قوة لحظة وليس بالضرورة ان تستمر بعد سنة او ثلاث. وقد يطيح بها طرف من داخل المجال السياسي الذي تتشارك به قوى السلطة، او قد تحدث ضغوط خارجية وارتدادات مرة اخرى”.

وتابع قائلاً: إن شعور القوة هذا يحاول ان يفرض مجموعة من الاشياء من ضمنها التنفس الأيديولوجي للسلطة، وان المشروع الايديولوجي واضح، والموضوع تجاوز قضية الضبط بان تواجه الاحتجاجات من خلال قمع او مجموعة قوانين، وانا استعمل مفردة الايديولوجية لان فيها مجموعة مكونات منها ذكورية مثل حملة الجندر والموقف من قانون العنف الاسري، كما تحدث النائب سجاد سالم. وهذا ليس بالضرورة له اصل ديني، حتى لا نختزل أيديولوجية السلطة والاطراف الحاكمة ببناء أيديولوجية دينية.

وذكر انه بعد العام 2003 كانت دائماً هناك فكرة عن ضبط المجال العام الذي يجب ان يلتزم بالآداب العامة. ونحن للأسف تراجعنا كثيراً عن السنوات الاولى ما بعد 2003 وبالعودة الى التقارير التي اعدتها هيئة الاعلام والاتصالات، نرى ان النقاش الدائر هو هل نلتزم بالمعايير العالمية لحرية التعبير او النموذج الامريكي الذي يعتبر حرية التعبير مطلقة ام تراعى بعض الخصوصيات؟

واكد سعيد “اننا الان ذهبنا باتجاه مسودات غاية بالسوء والخطورة، تتحدث عن رمزيات لا ينبغي تجاوزها، وعن صلاحيات يمنحها موظف اداري لحرية الاحتجاج فالنقاش تراجع، ما يهمني بمتابعة الاحتجاجات منذ 2010 و2011 هو البعد المطلبي، وكيف تدمج النخبة المدنية بالمطلب السياسي والمدني والديمقراطي”.

وتابع قائلاً: “ما حدث في تونس اواخر 2010  ليس قصة شاب حرق نفسه لأنه يريد عملا، بل كيف نجحت النخبة المدنية والديمقراطية في دمج هذه المطالب. وهنا تنجح الثورات والاحتجاجات، ولذلك تشرين كانت مهمة، لأنها ادرجت مجموعة من المطالب مثل الوطن والدولة، وهذه مطالب ابعد عن التوظيف وغيرها”.

وشدد على اهمية الانتباه الى ان “اول مسودة صيغت لقانون حرية التعبير، والتي هي ليست مصدرا للحركة الاحتجاجية، كانت في ايار 2011، والتي قدمتها حكومة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي آنذاك، كرد فعل مباشر على احتجاجات 25 شباط. بمعنى انه اصبح هناك شعور لدى السلطة بأن هذه الاحتجاجات منبعها ليس مطلبيا وخدمات فقط، انما الفضاءات المدنية والتي من المهم صيانتها وحمايتها”.

واكد انه منذ تلك اللحظة “تشعر السلطة بانها مهددة من الفضاءات المدنية، لذلك سبق تشرين حملات الاغتيالات ضد ناشطي البصرة والجنوب، بسبب الشعور بالتهديد من هذه المواقع، وللإجابة على السؤال المهم، فالسلطة لم تتعظ، وانا اخشى ان في لحظة قد ننتهي الى تشريع هذه المسودة بصفقة سياسية والعالم يغض بصره. نعم، ربما عدلت وطورت لكنها لا تزال مسودة سيئة وخطرة”.

استندنا على المادة 38 من الدستور

من جانبها، افصحت نائب رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية، النائبة وحدة الجميلي، عن تصورها على المسودة الراهنة، واصرار السلطة على تمرير القانون في هذه الدورة، برغم انه مؤجل منذ اكثر من دورة.

وقالت، “اعتدنا على ان المسودات الجدلية ترحل في دورات متعددة التي لم يحصل عليها توافق سياسي بكل تأكيد، من ضمنها قانون حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي، التي كلفت من اللجنة بإعداد المسودة النهائية لقانون حرية التعبير عن الرأي باعتمادنا على مسودة 2010 التي وردتنا من قبل الحكومة”.

واضافت انه “لا يوجد اصرار من قبل  الكتل السياسة والقادة السياسيين على تمرير هذا القانون بالفترة الحالية، انما هناك معارضات كثيرة لهذا القانون ومفهوم وديناميكية العمل به. وان مسودة قانون 2010 بصراحة كانت الرصانة الحكومية فيها اكثر من ان تعطي حقا بالتعبير عن الرأي والتجمع والتظاهر السلمي”.

واضافت ان هناك “مقترحات وردتنا من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وليست قانونا نسميها مقترحات 2023، واعتقد انه تعامل مع هذا المفهوم بشكل اخف بكثير من اقرانه رؤساء الحكومات. وممكن ان نأخذ وجهة نظر الحكومة من خلال انها عازمة على تمرير هذا القانون وانها غير متشددة في هذه المفاهيم الثلاثة: التعبير عن الرأي، والاجتماع سواء الخاص ام العام، والتظاهر السلمي”.

وذكرت ان “المادة 38 من الدستور تقول: ينظم بقانون حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، ولم تقل ينظم بقانون حرية التعبير عن الرأي، واستندنا على الفقرة الثالثة من هذه المادة، وسترفع من عنده حرية التعبير عن الرأي، اضافة الى ان قانون العقوبات رقم 111 سنة 1969 اعطى بعض الضوابط لحرية التعبير عن الرأي، لأنه مفهوم واسع وصعب ان نمسكه بقانون”.

وأوضحت، ان اللجنة توجهت “لان يكون العمل بما يتعلق فقط بحرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وفي حال لم يمرر قانون 2010 بنسخته المعدلة سنة 2023، فبكل تأكيد لدينا قانون رقم 19 لسنة 2003 في زمن بول بريمر، إذ انه ينظم ويضبط ديناميكية حرية الاجتماع ويحدد التظاهر السلمي”.

**********************

 الصفحة الخامسة

مكافحة الجريمة المنظّمة:

عصابات تخدع عراقيين وتسرق أعضاءهم!

متابعة – طريق الشعب

تُعَدّ جريمة الاتجار بالبشر إحدى أبرز الجرائم التي نشطت في العراق خلال السنوات الأخيرة. وتُسجل السلطات وقائع شبه يومية يجري فيها استغلال فئات مثل المعوقين والمشردين والفقراء في العمل تحت ظروف صعبة، أو في مجالات بعضها مجرّم قانونيا، مثل الدعارة أو التسول أو تهريب الممنوعات، فضلاً عن توجه آلاف الشباب نحو الهجرة السرية بسبب الظروف التي تعيشها البلاد.

وكانت القوات الأمنية قد ألقت خلال الشهور الماضية، القبض على عشرات المتورطين في قضايا الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات.

تقدم كبير

مدير عمليات دائرة مكافحة الجريمة المنظّمة في العراق العميد حسين التميمي، قال في حديث صحفي أن قوات الأمن حقّقت تقدّماً كبيراً في ملفّ مكافحة الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة في عموم البلاد، مؤكداً اعتقال المئات من المتورّطين في عمليات اتجار بالبشر منذ مطلع العام الجاري.

وأوضح التميمي أن “عمليات الاتجار بالبشر وبالأعضاء البشرية تتراجع  في العراق في ظلّ مكافحة قوات الأمن شبكات وجماعات متورّطة فيها”، مضيفاً أنّ “هناك حالات كثيرة تشمل محاولات بيع الكلى، وان المستهدفين في هذه الحالات هم أشخاص يقرّون بأنّهم في حاجة إلى المال أو آخرون يوهَمون بأنّهم يتبرّعون لمرضى حياتهم في خطر”.

وأشار إلى ان “هناك أشخاصا قدّموا بلاغات تفيد بأنّهم تعرّضوا للتخدير وسُرقت أعضاء من أجسادهم. لكنّ خلال التحقيقات، ثبت أنّهم في معظمهم قاموا بذلك بملء إرادتهم ثمّ تراجعوا. وهذه الحالات قليلة عموماً”.

وتابع التميمي قوله: “كذلك ثبت لدينا قيام عصابات مرتبطة بجهات في خارج البلاد بخداع أشخاص لدفعهم إلى السفر لأغراض متعدّدة ثمّ سرقة أعضائهم. وهذه حالات قليلة أيضا”.

وأوضح مدير عمليات دائرة مكافحة الجريمة المنظّمة، أنّه “بالنسبة إلى الأشخاص المقبوض عليهم من قبل مديريتنا بتهمة الاتجار بالبشر، وكذلك التسوّل لأنّه يندرج ضمن بند الاتجار، فقد بلغوا منذ بداية عام 2023 وحتى نهاية آب منه 795 متّهماً”، مبينا أنّ “عقوبة المتاجر تصل إلى السجن المؤبد”.

أزمة الأدوية

وحول أزمة الأدوية وجرائم التهريب والمضاربة بأسعارها، قال التميمي ان “1571 طنّا من الأدوية المهرّبة أو المعدّة للتهريب ضُبطت حتى تاريخ نهاية تموز الماضي”، مضيفاً انّ “ثمّة تنسيقاً عالي المستوى بيننا وبين وزارة الصحة في التعامل مع هذا الملفّ. إذ وُضعت آلية لتتبّع وملاحقة الجريمة في ملفّ الأدوية”.

وأشار إلى أنّ “نسبة الأدوية المهرّبة التي تدخل العراق من دون فحص كانت تصل في السابق إلى 70 في المائة. أمّا حالياً، فالأدوية التي تدخل العراق تخضع كلها للفحص، وأيّ محاولة لإدخال أدوية مهرّبة تحبَط من قبل مفارز الأمن”، لافتا في هذا الإطار إلى أنّهم تمكّنوا كذلك، عبر التنسيق مع إقليم كردستان، من إغلاق كلّ المنافذ التي كانت تتسرّب منها الأدوية المهرّبة.

اتفاقات دولية لمكافحة الجريمة

وتحدّث التميمي عن انضمام العراق إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عام 2007، الأمر الذي “سمح بعقد اتفاقات مع دول عربية ودول الاتحاد الأوربي، تمّ من خلالها تبادل معلومات مهّدت للقبض على متورّطين في جرائم تندرج ضمن بند الجريمة المنظمة في داخل العراق وخارجه”.

وقبل أكثر من أسبوع، أعلنت السلطات العراقية عن إحباط عملية بيع فتاة قاصر من قبل والدها في بغداد، لقاء خمسة آلاف دولار أمريكي، مؤكدة إلقاء القبض على الرجل.

دور المنظمات المدنية

يعمل بعض منظمات المجتمع المدني على الدفاع عن حقوق الفئات الفقيرة التي عادة ما تكون ضحية لعصابات المتاجرة بالبشر، ويتواصل عدد منها مع المؤسسات والدوائر الرسمية في مجالات رسم الخطط واتخاذ الإجراءات للحد من تفاقم تلك الجريمة، لكن بعض المنظمات تتعرض إلى تهديدات من قبل مجهولين ينتمون إلى تلك العصابات لثنيها عن نشاطاتها في مكافحة استغلال الفئات الفقيرة والضعيفة.

وفي حديث صحفي سابق لوكالة أنباء “العربي الجديد”، قالت عضو رابطة المرأة العراقية مريم سلمان، ان “معظم منظمات المجتمع المدني تخصص ضمن برامجها السنوية ونشاطاتها التطوعية حملات لمكافحة الاتجار بالبشر، وتعمل على الكشف عن الجهات التي تقف وراءها، وجميع المعلومات التي تصل إليها المنظمات تشير إلى وجود جماعات نافذة في الوسط السياسي والمليشيات المسلحة تحمي هذه العصابات”.

وتُعَدّ جريمة الاتجار بالبشر من الجرائم التي تنشط في العراق منذ السنوات الأخيرة، وقد سُجّلت حوادث متكرّرة في هذا الإطار، وسط مطالبات الأمن العراقي بتشديد ملاحقة جماعات تمتهن الاتجار بالبشر، من خلال التسوّل والبغاء وبيع الأعضاء.

وكانت مفوضية حقوق الإنسان قد أعلنت في آب الماضي، عن اتفاق مع منظمات دولية لمحاربة الاتجار بالبشر في البلاد، موضحة أنّه وُضعت في هذا الإطار خطط واستراتيجيات عمل مشتركة ميدانية وتثقيفية.

ويعرّف القانون العراقي الاتجار بالبشر بأنّه “أيّ تجنيد أو نقل أو إيواء أو استقبال للأشخاص من خلال التهديد بالقوّة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر، أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو استغلال السلطة، أو بإعطاء أو تلقّي مبالغ مالية لنيل موافقة شخص له سلطة أو ولاية على شخص آخر بهدف البيع أو الاستغلال أو العمل القسري أو الاسترقاق أو التسوّل أو المتاجرة بالأعضاء البشرية”. وقد فرض القانون العراقي عقوبات بالسجن إلى جانب غرامات مالية على المتاجرين بالبشر.

*********************** 

أكول

البصرة

بين الماضي والحاضر

طارق العبودي

يعرف الجميع أن البصرة منذ القدم مدينة متحضرة ومدنية ومسالمة، وجاذبة للأيدي العاملة بحكم موقعها الجغرافي وما يقع عليها من موانئ بحرية تنشط فيها حركة التجارة مع دول الجوار، فضلا عن كونها منطقة نفطية غنية بالثروات الطبيعية، وأرضا زراعية تضم مساحات واسعة لزراعة مختلف المحاصيل.. كل ذلك يعني أن البصرة حقا سلة العراق الغذائية والاقتصادية.

هذه المميزات وغيرها دفعت الكثيرين من سكان الأهوار والبادية، بعد أن أصابهم الحصار الاقتصادي في التسعينيات وأضر بهم الجفاف إثر تجفيف النظام الصدّامي المباد المسطحات المائية، إلى النزوح للبصرة بحثا عن فرص عمل. واثناء ذلك نقل هؤلاء عادات وتقاليد الكثير منها غير مألوف لدى البصريين، مثل النزعة الثأرية و”الدكة” العشائرية وتوجيه السلاح نحو الآخرين لاسباب تافهة، كأن يحصل شجار بين أطفال المحلة، أو خلاف بسيط حول قضية لا تستوجب النزاع وبالإمكان حلها بلغة الحوار والتفاهم.

بعد 2003، استغل البعض من هؤلاء ضعف القوانين وغياب هيبة الدولة، فعمدوا إلى الهيمنة والسيطرة على أراض ومبان تعود ملكيتها للدولة أو لأشخاص يعيشون خارج البلاد، وذلك بالاتفاق مع شخصيات متنفذة فاسدة تحتل مواقع بارزة في الدولة، لتقوم بتغيير جنس الأراضي وعائديتها.

إرجاع الأمور إلى وضعها الطبيعي وإلى حالة السلم والتآخي والوئام بين أبناء المحافظة، مثلما كان سابقا، يتطلب فرض سلطة القانون وإشاعة هيبة الدولة ومحاسبة الفاسدين واللصوص، وإعادة النازحين البصريين إلى محافظتهم، إذا رغبوا في ذلك، بعد تحقيق الاستقرار والأمان وتأمين مصادر العيش الكريم.

*********************

النجف

قطع طريق «قابض الأرواح» بالإطارات المحترقة!

متابعة – طريق الشعب

قطع محتجون غاضبون مساء السبت الماضي “طريق البوحداري” الرابط بين النجف – وبابل، أو ما يعرف بـ “قابض الأرواح”، بالإطارات المحترقة، وذلك احتجاجا على كثرة الحوادث المرورية التي تقع عليه.

وبسبب ترديه وعدم اكتمال ممره الثاني، سجل هذا الطريق خلال الشهور الماضية، حوادث مرورية بالعشرات تسببت في إزهاق أرواح الكثيرين من الأبرياء وإصابة العشرات بجروح، فضلا عن خسائر كبيرة في مركبات المواطنين.

وكان هذا الطريق قد شهد أعمال تبليط خلال الشهور الماضية، لكن تبين بعد فحص النماذج أن التبليط سيء، والحل باقتلاعه وإكساء الشارع من جديد، وهذا يحتاج إلى جهد ومدة زمنية إضافية – حسب ما ذكره مدير بلدية الكوفة محسن الشام في حديث صحفي سابق.

**********************

أصحاب الزوارق في بغداد:

وسعوا مساحة تحركنا وقللوا الضرائب

متابعة – طريق الشعب

يشكو العديد من أصحاب الزوارق الذين ينقلون المواطنين بين ضفتي الكرخ والرصافة في بغداد، من تحديد منطقة تحركهم. فيما يطالبون وزيرين بالتدخل لتسهيل حركتهم وتقليل نسب الضرائب المفروضة عليهم.

ووفقا لأصحاب الزوارق، فإن وزارة الداخلية حددت مساحة حركتهم بين جسري “الاحرار” و”الشهداء”، مبينين في حديث صحفي أن هذه المساحة ضيقة ومحدودة ولا تكفي لمزاولة عملهم الذي يعد مصدر عيشهم الوحيد.

ويضيفون قائلين أنه “بين فترة وأخرى تسمح النجدة النهرية لنا بعبور جسر الشهداء باتجاه مقام خضر الياس وصولاً الى مقتربات مدينة الطب، لكن هذا ليس دائماً”، مطالبين وزير الداخلية بزيادة مساحة تحركهم في النهر، ووزير النقل بمراعاتهم وعدم فرض ضرائب عليهم، لا تناسب دخلهم.

************************ 

ماء المسيّب عكر ولا يصل إلى السكان

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي قضاء المسيب شمالي بابل، من انقطاع ماء الإسالة عنهم منذ أكثر من أسبوع. وفيما يؤكدون أن المياه لا تعود إليهم سوى ساعات معدودة فجراً، وغالباً ما تكون عكرة. تعزو مديرية الماء السبب إلى انخفاض مناسيب نهر الفرات، داعية إلى ترشيد الاستهلاك.

يقول محمد الجنابي، وهو من سكان حي المعلمين في مركز المسيب، أن “القضاء يعاني انقطاع ماء الشرب منذ أسبوع تقريبا، ما اضطرنا إلى جلب المياه من نهر الفرات مباشرة”، موضحا في حديث صحفي أن “بعض المناطق اتفقت مع أصحاب سيارات حوضية، لتزويدها بالمياه من النهر، مقابل مبالغ مالية”. ويؤكد أنه “لا تزال الأجواء حارة، ولا يمكن الاستغناء عن المياه أو ترشيد استخدامها في الاستحمام وغسل الملابس”.

من جانبه، يقول مسؤول الإعلام في مديرية ماء بابل، أرشد مهدي، أنه “نضطر إلى قطع مياه الإسالة لإجراء التنظيف العكسي للفلاتر أكثر من مرة خلال اليوم، لكون الماء يصلنا عكرا إثر انخفاض مناسيب الفرات”.

ويضيف في حديث صحفي قوله أن “المديرية باشرت إجراءات تقليل كدرة الماء، من خلال زيادة نسبة الشب في أحوض التصفية”، داعيا المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك لحين انتهاء الأزمة.

***********************

بلدية السماوة تكب النفايات في حي سكني!

متابعة – طريق الشعب

تحولت ساحة عامة في “حي ناظم” وسط مدينة السماوة، إلى مكب للنفايات بعد أن بدأت كابسات البلدية، منذ أيام، بإفراغ حمولاتها فيها بدلا من رميها خارج المدينة أو في أماكن الطمر الصحي.

المواطن رسول حسين، وهو من أهالي الحي، يقول في حديث صحفي أن “البلدية، وبعد أن تجمع نفايات حينا والاحياء المجاورة، تقوم  برميها في هذه الساحة”، مطالبا البلدية بنقل النفايات إلى مواقع الطمر الصحي.

ويلفت إلى أن ساحة حي ناظم أصبحت بسبب أكوام النفايات، مصدرا للروائح الكريهة ومكاناً لتجمع الكلاب السائبة، ما يشكل خطراً على حياة السكان وأطفالهم خاصة مع بدء العام الدراسي الجديد.

أما مدير بلدية السماوة حيدر عناد، فيقول في حديث صحفي أن “ساحة حي ناظم محطة وسطية طارئة ومؤقتة لإيداع النفايات”، مبينا أن “كل كابسة من كابسات البلدية تنقل النفايات إلى الطمر الصحي مرة واحدة خلال اليوم، بسبب بعد المسافة، وبعد تخصيص هذا المكان باتت الكابسة تنقل 6 حمولات في اليوم”.

ويتابع قوله أن “هذه الخطة طارئة ومؤقتة، لكون البلدية أرسلت كوادرها وآلياتها إلى كربلاء خلال الزيارة الأربعينية، ولا تزال الكوادر تعمل هناك، وبعد عودتها سيتم العمل وفق النظام السابق، وهو نقل النفايات مباشرة إلى موقع الطمر الصحي الذي يبعد عن المدينة نحو 30 كيلومترا”.

***********************

 الصفحة السادسة

ارتفاع حصيلة عدوان المحتل الإسرائيلي

على جنين وأريحا وغزة

متابعة – طريق الشعب

شهدت المدن الفلسطينية مجدداً اعتداءات سافرة من المحتل الإسرائيلي، نتج عنها استشهاد 5 مواطنين خلال يومين فقط، وأصيب ما لا يقل عن 50 شخصا في إصابات متنوعة.

وشيع أهالي مخيم جنين المحاصر من قوات الاحتلال شهداءه الاربعة الذي سقطوا أثناء المواجهات.

عدوان دموي على مخيم جنين

ارتفعت حصيلة العدوان الدموي الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي، ليلة الثلاثاء -الأربعاء، على مخيّم جنين، إلى أربعة شهداء.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت ليلة الثلاثاء، عن استشهاد: محمود علي نافع السعدي (23 عاما)، ومحمود خالد عرعراوي (24 عاما)، ورأفت عمر خمايسة (22 عاما)، إضافة إلى إصابة 30 آخرين بجروح مختلفة بينهم حالات حرجة، جراء العدوان على مخيم جنين. وأضيف لقائمة الشهداء شاب آخر يدعى عطا ياسر عطا موسى (29 عامًا) من قرية مركة جنوب جنين.

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قد اقتحمت مخيم جنين وحاصرت منزلين، وقصفتهما بعدة صواريخ، ومنعت مركبات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول للمصابين. فيما شهدت مدينة جنين ومخيمها مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال.

كما استهدفت قوات الاحتلال بطائراتها المسيرة برجا للكهرباء وسط المخيم، ما أدى إلى فصل التيار الكهربائي عن المخيم وأجزاء من مدينة جنين.

وأُعلن الإضراب الشامل في مدينة جنين ومخيمها، أمس الأربعاء، حدادا على أرواح الشهداء، ورفضا للعدوان على الشّعب الفلسطيني.

شهيد في أريحا

في الأثناء استشهد، الشاب ضرغام محمد يحي الأخرس (19 عاما)، صباح أمس الاربعاء، متأثرًا بجروحه الحرجة في الرأس، وذلك بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم عقبة جبر في أريحا.

وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت مخيم عقبة جبر لتنفيذ اعتقالات، حيث تصدى المواطنون الفلسطينيون للاقتحام ما أدى إلى إصابة واحدة على الأقل بالرصاص الحي وإصابات بحالات اختناق.

في غضون ذلك، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية من القوات إلى المخيم التي نفذت حملة مداهمات واقتحامات واسعة لعشرات المنازل وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، وأخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية.

وفي قطاع غزة

استشهد شاب وأصيب تسعة آخرون بالرصاص، والعشرات بحالات اختناق بالغاز السام، مساء الثلاثاء، خلال قمع قوات الاحتلال لمتظاهرين على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وأفاد وكالات فلسطينية، باستشهاد شاب (25 عاما) من بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، جراء إصابته برصاصة في رأسه أطلقها عليه جنود الاحتلال شرق المدينة، إضافة إلى إصابة 9 مواطنين بجروح مختلفة، من بينها واحدة خطيرة في المناطق الشرقية لقطاع غزة.

وأضافت نقلا عن مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة بوصول جريحين أصيبا برصاص قوات الاحتلال على مقربة من موقع “ملكة” العسكري شرق المدينة، إضافة إلى إصابة آخرين بقنابل الغاز السام المسيل للدموع وبحالات اختناق.

كما أصيب مواطن برصاصة شرق منطقة أبو صفية شرق بلدة جباليا شمال القطاع، نقل على إثرها إلى مستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا المجاورة، إضافة إلى إصابة آخرين شرق خان يونس، ورفح.

وتظاهر المئات من أبناء غزة على مقربة من المناطق الحدودية شرق مدينة غزة، ومدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع، وشرق مخيم البريج وسط القطاع وجباليا شماله، احتجاجا على الممارسات القمعية الإسرائيلية بحق الأسرى في سجون الاحتلال والاعتداءات بحق المقدسيين في المسجد الأقصى.

إصابات أثناء تظاهرة فلسطينية

ومساء أمس، أصيب شابان بالرصاص، والعشرات بالاختناق بالغاز السام، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات سلمية شرق قطاع غزة.

وقال مراسل وكالة وفا الفلسطينية إن “جنود الاحتلال المتمركزين داخل مواقعهم وآلياتهم العسكرية المنتشرة على طول السياج الفاصل، فتحوا نيران أسلحتهم وأطلقوا وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب عشرات الفتية والشبان الذين يتظاهرون في عدة مناطق شرق مدينة غزة وشرق خان يونس وجباليا، ما أدى لإصابة شابين بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق بالغاز”.

وأصيب طفل (15 عاما) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات في بلدة الرام شمال القدس المحتلة.

وقالت مصادر محلية إن المواجهات اندلعت على مدخل الشمالي للبلدة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت تجاه الشبان، ما أدى لإصابة طفل.

وواصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق معبر بيت حانون “إيريز” شمال قطاع غزة، أمام حركة تنقل الأفراد منذ ستة ايام.

حصيلة بعدد المعتقلين

قال نادي الأسير، إن حصيلة حالات الاعتقال التي وُثقت منذ مطلع العام الجاري، بلغت أكثر من 5200 مواطن، من بينهم أكثر من 500 معتقل في جنين ومخيمها التي تتعرض لعدوان متواصل.

وبيّن نادي الأسير، في بيان صحفي أمس الاربعاء، أن “أعلى نسبة في عمليات الاعتقال كانت في شهر نيسان 2023، إذ بلغت في حينه أكثر من 900 حالة اعتقال، أما أعلى نسبة في عمليات الاعتقال في جنين فكانت في شهر تموز 2023، إذ نفّذت قوات الاحتلال حملات اعتقال جماعية خلال العدوان الذي نفذته على جنين ومخيمها، وبلغت 151حالة.

وأكد أن قوات الاحتلال استخدمت كل أنواع الأسلحة، والسياسات الممنهجة للتنكيل بالمعتقلين وعائلاتهم، هذا إلى جانب عمليات الإعدام الميداني التي نشهدها خلال عمليات الاعتقال، وتصاعد أعداد الجرحى المعتقلين نتيجة لعمليات إطلاق النار خلال حملات الاعتقال.

ولفت نادي الأسير، إلى أن أكثر الفئات استهدافًا، هي عائلات الأسرى والشهداء، إذ يواصل الاحتلال انتهاج جريمة (العقاب الجماعي) بحقهم، والتي تشكّل اليوم أبرز الجرائم الثابتة، وتستخدمها على نطاق واسع، وقد تمتد على مستوى بلدة ومخيم ومدينة.

*********************** 

لقاءات منفردة بين رؤساء تركيا وأمريكا وإسرائيل تبحث التطبيع والنووي الإيراني

واشنطن – وكالات

التقى الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الأولى منذ إعادة انتخاب الأخير العام الماضي، وقال إنهما سيناقشان قضايا صعبة بما فيها القيم الديموقراطية والتوازن بين السلطات.

حل الدولتين

وأضاف بايدن، الذي كان يتحدث في وجود الصحفيين بالغرفة في أثناء لقائه بنتنياهو، أنهما سيناقشان حل الدولتين.

وقال بايدن خلال حديثه: سأناقش مع نتنياهو قضايا تشمل القيم الديمقراطية. وأكد أن “التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل قوي، معرباً عن تسوية بعض الأمور بين البلدين”

سلام بين إسرائيل والسعودية

ومن جهته، قال نتنياهو إن التزام إسرائيل بالديمقراطية أمر مؤكد، وقال: “يمكننا التوصل لسلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية”.

ولم يخرج شيء عن اللقاء حتى ساعة الانتهاء من تحرير هذه الصفحة، فيما توقع مسؤولون أمريكيون أن تُثار مسألة التعديلات القضائية خلال المحادثات إضافة إلى جهود التصدي لبرنامج إيران النووي وإمكانية ما قد يصبح تطورا كبيرا يتعلق بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

زيارات متبادلة

إلى ذلك ناقش بنيامين نتنياهو، جهود تطبيع العلاقات مع السعودية، خلال أول لقاء له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. والتقى أردوغان ونتنياهو للمرة الأولى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء، بعد يوم من إعلان أردوغان للصحفيين أنه يدعم مبادرة إدارة بايدن للتوسط في اتفاق إسرائيلي - سعودي، حيث قال إن من شأن اتفاق كهذا تخفيف التوترات في المنطقة، وفقا لوسائل الاعلام الإسرائيلية. 

كما اتفق نتنياهو وأردوغان على تنسيق زيارات متبادلة في المستقبل القريب، وفقا لمكتب رئيس الحكومة.

وذكرت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، دون ذكر مصدر، أن أردوغان معني بترتيب رحلة إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن للصلاة في المسجد الأقصى في القدس، وستكون الصلاة بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الجمهورية التركية.

من جهتها، قالت الرئاسة التركية، في بيان، إن “الرئيسان ناقشا موضوعات سياسية واقتصادية وإقليمية، بالإضافة إلى القضية الإسرائيلية الفلسطينية”، حسب تعبيرها.

**********************

في مهرجان اللومانيتيه 2023

زعيم الشيوعي الفرنسي.. التضخم وأسئلة الراهن الفرنسي

رشيد غويلب

كالعادة وفي عطلة نهاية الأسبوع الثانية من شهر أيلول من كل عام، نظم مهرجان جريدة اللومانتيه الفرنسية في 15 – 17 / 9 / 2023. وللمرة الثانية على أرضية مطار سابق للقوة الجوية على بعد 30 كيلومترا جنوب باريس، لعدم اكتمال أعمال الصيانة في الموقع التقليدي للمهرجان، في حدائق ضاحية كورنوف العمالية. شهد المهرجان وكما هو معروف دوما حضورا جماهيريا حاشدا، وعكست اجواؤه مزاجا احتفاليا نضاليا و تضامنيا، زادته جمالا، في معظم اوقاته، أجواء باريس الدافئة هذا العام. لقد تأثرت مناقشات المهرجان السياسية، وعلى مستويات اجتماعية وتعبوية مختلفة بالظروف المعيشية الصعبة المتزايدة للعديد من الفرنسيين بسبب التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية وأزمة الطاقة، فضلاً عن الهزيمة في المعركة المستمرة منذ أشهر ضد إصلاح نظام التقاعد، الذي مرره الرئيس ماكرون بواسطة سياسة المراسيم، بعيدا عن البرلمان، ورغبة أكثرية سكان البلاد. مع ذلك تلمس زوار المهرجان الروح النضالية المتقدة، من خلال الاستعدادات العالية لخوض المواجهة في يوم العمل الوطني المقبل، الذي دعت اليه النقابات في 13 تشرين الأول المقبل، من أجل الحفاظ على القوة الشرائية.

كلمة الافتتاح

في كلمة الافتتاح، دعا السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل الحكومة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد التضخم. “يتم نتف ريش الفرنسيين كالدجاج. لقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 في المائة. وارتفعت تكاليف الكهرباء بمقدار الثلث خلال عامين”. وأضاف “ إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ هل نريد استمرار نتف ريشنا، دون ان ندافع عن أنفسنا؟” ودعا روسيل إلى تطويق ارتفاع الأسعار من ناحية، وزيادة الأجور ومعاشات التقاعد من ناحية أخرى من أجل الحفاظ على القوة الشرائية. و”إذا لم يحدث شيء في الأسابيع القليلة المقبلة، فسنحشد السكان “. وأشار الزعيم الشيوعي إلى احتلال محطات الوقود ومراكز التسوق، وكذلك احتلال المحافظات، كإجراءات يمكن تصورها، لأنهم الممثلون المحليون للدولة وهم المسؤولون في نهاية المطاف عن الوضع الراهن.

تباينات قوى اليسار

عكست فعاليات المهرجان السياسية وحواراته الصاخبة، التباين في المواقف بين قوى تحالف اليسار الفرنسي، وفي هذا السياق  انتهز مؤسس حركة “فرنسا الأبية” جان لوك ميلينشون الفرصة ، للتعبير عن عدم رضاه المتزايد منذ شهور، من تبني الحزب الشيوعي الفرنسي مساره الخاص، واتهم  روسيل بـ “عدم المسؤولية”، خلال مشاركته في فعالية لمناقشة مستقبل تحالف اليسار، التي انتقد فيها أطراف التحالف، وخاصة الشيوعيين، لدخولهم  انتخابات البرلمان الأوروبي في حزيران 2024، بقائمة خارج قوائم التحالف، ولرفضهم تزايد سلوك ميلنشون التسلطي، مما جعل الاشتراك بقائمة مشتركة بقيادته غير مقبول، بالإضافة إلى  عدم تحبيذ ميلنشون فكرة “إعادة تنشيط” المرشحة الرئاسية السابقة للحزب الاشتراكي سيغولين رويال لتتصدر القائمة المشتركة. ومن المؤكد أن التنافس الشخصي يلعب دوراً أيضاً، خاصة وأن فابيان روسيل شغل أخيرا المرتبة الأولى في استطلاع أجرته إحدى المجلات الإخبارية باعتباره الشخصية السياسية الأكثر شعبية بين في أوساط اليسار الفرنسي،  متقدماً بفارق كبير على جان لوك ميلينشون. وبالمقابل، يتمتع روسيل بالاحترام حتى بين منافسي اليسار السياسيين. لقد تواجد في المهرجان رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، والمرشح اليميني المحتمل للانتخابات الرئاسية لعام 2027، إدوارد فيليب، لأجراء مناقشة مباشرة وعلنية مع السكرتير الوطني للحزب الشيوعي.

مهمة اليسار العاجلة

لقد أدى تحالف اليسار، الذي تأسس قبل أكثر من عام استعداداً للانتخابات البرلمانية، إلى قطيعة مع قوى تقدمية، او يسارية بالمعنى الواسع في إطار اليسار الفرنسي، جراء خيبة الأمل امن سنوات حكم الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند. وكما يرى فابيان روسيل، ان التحالف تحول بشكل متزايد إلى مصد، ومعيق لمحاولة تحقيق أوسع تجميع لقوى اليسار، على الرغم من أهمية هذه المهمة في سبيل استعادة المزيد من نفوذ اليسار السياسي، على الأقل، لمنع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان من الوصول إلى السلطة في انتخابات عام 2027 الرئاسية.

*********************

دعوات خليجية لإكمال ترسيم الحدود

 العراقية – الكويتية

متابعة – طريق الشعب

دعت دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، أمس الأربعاء، إلى استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية العراقية بعد أن أصدرت المحكمة العليا في العراق حكما قد يهدد اتفاقية قائمة بين البلدين منذ عشر سنوات.

ويأتي البيان بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي في نيويورك.

ودعا البيان إلى “استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية - العراقية ... كما دعوا الحكومة العراقية إلى الإسراع بتسوية الوضع القانوني الداخلي لضمان استمرار تطبيق الاتفاقية المتعلقة بتنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله بين الكويت والعراق لعام 2012”.

وقال البيان أيضا “ندعو العراق والأمم المتحدة إلى بذل أقصى الجهود للتوصل إلى حل لجميع القضايا المتعلقة بهذا الشأن”.

********************** 

1200 طفل تُوفوا في مخيمات اللاجئين السودانيين بين أيار وأيلول

الخرطوم - وكالات

أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين بأن 1200 طفل تُوفوا في مخيمات اللاجئين السودانيين بين شهري أيار وأيلول الماضيين.  

وتوفي نحو 1200 طفل جراء الحصبة وسوء التغذية في تسعة مخيمات للاجئين في السودان منذ أيار وقد يموت عشرات الآلاف الآخرين بحلول نهاية السنة على ما أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء.

 وقال آلن مينا مسؤول الصحة العامة في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين: “أكثر من 1200 طفل دون سن الخامسة توفوا في تسعة مخيمات في الفترة بين 15 أيار و14 أيلول. ويعود ذلك إلى تفش محتمل لمرض الحصبة وسوء التغذية الحاد”.

بريطانيا.. إضراب الأطباء

يشل عمل المستشفيات

حذّر رؤساء مستشفيات، أمس، من مخاطر الإضراب الأخير للأطباء على سلامة المرضى مع توقف الاستشاريين والمبتدئين عن العمل بشكل متزامن لأول مرة في إنكلترا.

وأدت الإضرابات للاحتجاج على ثقل أعباء العمل وزيادات الأجور التي لا تواكب حجم التضخم إلى تأجيل آلاف المواعيد والعمليات الجراحية لتفاقم الضغط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية الحكومية NHS التي ما زالت تعاني من تداعيات كوفيد.

وسبق للاستشاريين والأطباء المبتدئين أن أضربوا في السابق لكن في أوقات مختلفة ما سمح لهم بأن يغطوا مكان بعضهم البعض.وقال الرئيس التنفيذي لاتحاد هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تمثّل منظمات NHS ماثيو تيلر إن “إضراب الاستشاريين والأطباء المبتدئين في الوقت ذاته هو سيناريو مروع لطالما تخوّف منه كبار المسؤولين في قطاع الصحة”.

وذكر تيلر بأن الإضراب يمكن أن “يتسبب بإلغاء 100 ألف عملية جراحية وموعد، ليصبح المجموع أكثر من مليون بكثير منذ بدء سلسلة الإضرابات”.

وبدأ الاستشاريون إضرابا لمدة يومين الثلاثاء وانضم إليهم الأطباء المبتدئون في إضراب مدته ثلاثة أيام اعتبارا من أمس الاربعاء.

ومن المقرر بأن تنظّم المزيد من الإضرابات المشتركة في تشرين الأول المقبل.

ويطالب الاستشاريون برفع أجورهم بما يتجاوز التضخم هذا العام علما بأن معدل التضخم بلغ حوالي 11 في المئة في نيسان، بينما طلب الأطباء المبتدئون بزيادة نسبتها 35 في المائة.

***********************

 الصفحة السابعة

سعر صرف الدولار إلى تصاعد

ولا حلول جدية

متابعة ـ طريق الشعب

مرّت قرابة 8 أشهر على إعادة تكليف علي محسن العلاق بمنصب محافظ للبنك المركزي العراقي، بعد أكثر من عامين على اعفائه من المنصب نفسه الذي شغله لمدة تقارب ست سنوات منذ العام 2014 حتى عام 2020.

وقد تعهد السيد العلاق بالسيطرة على سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار. في وقت قصير، ومع ذلك، لم تتحقق هذه الوعود، إنما ارتفع سعر الصرف إلى مستويات قياسية وسط عدم سيطرة البنك المركزي، ما تسبب في وضع العديد من المصارف العراقية تحت طائلة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية.

بوابة تهريب العملة مفتوحة

عضو اللجنة المالية، محمد نوري، أكد أن “البنك المركزي فشل في السيطرة على سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي”، مشيرا إلى أن “بوابة تهريب العملة لا تزال مستمرة من قبل الأحزاب ومصارفها مع ارتفاع معدلات بيع الدولار في مزاد بيع العملة في البنك المركزي العراقي”.

وقال نوري، إن “البنك المركزي العراقي لا يمتلك حلولًا جدية وحقيقية للسيطرة على صرف الدولار”، مؤكدًا أن “ملف الدولار لا يزال خارج سيطرة البنك المركزي بسبب تحكم بعض الجهات الخارجية والداخلية بقرارات البنك المركزي العراقي”.

حزم إصلاحية غير مجدية

وأعيد تكليف العلاق لإدارة البنك المركزي في نهاية كانون الثاني الماضي، وأصدر البنك المركزي في 3 من شباط الماضي، حزمته الأولى للسيطرة على سعر الصرف والتي تضمنت تسهيلات لاستيراد السلع والبضائع، وتبعها في 22 من ذات الشهر بالحزمة الثانية الخاصة بتسهيل الحوالات الخارجية لأمريكا والصين وأوروبا، قبل أن يصدر الحزمة الثالثة في 14 من آذار الماضي، والمتعلقة بإجراءات تسهيل حصول المسافرين العراقيين على الدولار، لكن تلك الحزم لم توقف فورة الدولار في السوق السوداء، والذي تقارب الـ160 الف دينار مقابل فئة 100 دولار.

رمي الكرة في ملعب التجار

عضو اللجنة المالية النيابية عن الإطار التنسيقي معين الكاظمي، أشار إلى أن “الحكومة حاولت السيطرة على سعر الصرف، من خلال تخفيض سعر الدولار الرسمي من 145 إلى 130 ألفاً، واستطاعت أن توفر حوالات للدول التي من الممكن إرسال الحوالات لها”، مبيناً أن “التجار العراقيين يستوردون من بلدان تفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات عليها، مما يزيد من عملية الطلب على السوق الموازية”.

وأضاف أن “زيادة الطلب على السوق الموازية لتغطية نفقات الاستيراد تسهم في زيادة الفجوة بين السعرين بالإضافة إلى إجراءات الفدرالي الأمريكي بعدم التعامل مع عدد من المصارف العراقية”.

وكرر الكاظمي الوعود السابقة بانخفاض سعر الصرف خلال اسبوعين من الآن بعد اتخاذ اجراءات جديدة من قبل البنك المركزي.

سياسات حكومية تنعش المضاربين

الخبير المالي والمصرفي مصطفى حنتوش، أرجع الأزمة إلى جذورها؛ حين ارتكبت الحكومة السابقة خطأ استراتيجيًا بتغيير سعر الصرف وسمحت للمضاربين بالعبث بالسوق العراقية.

وقال حنتوش، إن “التضخم والثراء الفاحش لبعض المضاربين جاء بسبب قرارات خاطئة للحكومة السابقة لم تستفد منها شيئًا”، مشيرا إلى أن “الحكومة الحالية تجاهلت النصائح واستمرت في عملية إغضاب الولايات المتحدة من خلال تهريب العملة إلى كل من إيران وسوريا، الأمر الذي ردت عليه الأخيرة بفرض العقوبات على بعض المصارف العراقية واختتمت أخيرًا بزيارة وتهديد مساعدي وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب خلال زيارتهم إلى العراق”.

وأشار حنتوش إلى أن سبب ارتفاع سعر الصرف خلال العامين الماضيين هو قرار البنك المركزي بتقليل بيع الدولار النقدي من أجل الحد من عمليات التهريب، لكن هذا الأمر خلق مشكلة أكبر، منتقدًا “فشل البنك المركزي بفتح حسابات مصرفية لصغار التجار”.

وبيّن حنتوش، أن “التعليمات الصادرة من البنك المركزي تخالف رؤية رئيس الوزراء في موضوع الحد من تهريب العملة”، مشيرًا إلى أن “البنك المركزي ما زال يرفض سياسة المكاشفة ويرفض الحديث مع الأمريكان حول حاجة العراق إلى الاستيراد”.

وأكد، أن “سياسة المكاشفة يمكن لها أن تسهم في تطوير برنامج إصلاحي يساعد الصناعة العراقية على استثمار الإمكانيات التي توفرها أمريكا للعراق بهدف تقليص الاستيراد من أمريكا”، موضحًا أن “الحكومة الحالية لا تختلف عن سابقاتها من ناحية رفض تنمية الصناعة الوطنية، رغم أن الفرصة الآن كبيرة لغرض الاستفادة من الوضع الحالي في المنطقة”.

وساهمت الإجراءات الصادرة عن البنك المركزي طيلة الأشهر الماضية في زيادة الفجوة بين السعر الرسمي والموازي في مشهد يدل غياب البوصلة لإدارة البنك والعجز في معالجة الازمة المستمرة، خاصة وان ارتفاع سعر صرف الدولار لم يتوقف وسيكون هناك صعود تدريجي في كل يوم وفقا لعضو اللجنة المالية النيابية، مصطفى الكرعاوي.

وحذر الكرعاوي من “تحول القضية إلى أزمة نقدية”، داعيا إلى “حراك دبلوماسي عراقي نحو الخزانة الأميركية والبنك الفيدرالي الأميركي”.

وأشار النائب إلى أن “اللجنة المالية ستعمل على استضافة الشخصيات والجهات المسؤولة في البنك المركزي لبحث تداعيات الأزمة ومعرفة ما هي إجراءات البنك للتصدي لارتفاع سعر الصرف بشكل كبير في السوق المحلي”.

***********************

وجهة نظر

نحو إصلاح بنية الاقتصاد العراقي

مهدي العيسى

 يعرف الاقتصاد في دول العالم المختلفة على انه الشكل الحقيقي للنظام السياسي في أي بلد. وعلى مر الزمن كانت الانظمة الاقتصادية العالمية بعدة اشكال منها الرأسمالي حيث تتركز عناصر ووسائل الانتاج بيد شركات القطاع الخاص، كما هو الحال في دول الاتحاد الاوربي والنوع الاخر هو الاقتصاد الإشتراكي الذي تكون فيه عناصر ووسائل الإنتاج مملوكة للدولة كما هو الحال في دول المنظومة الاشتراكية السابقة قبل انهيار هذا النموذج فيها، وهناك نمط اخر يمزج بين النظامين في دول العالم الثالث يعرف باقتصاد السوق.

ما يهمنا هو ما يجري في بلادنا اليوم؛ حيث ان ما يسود فيها هو الاقتصاد الريعي وما يعرف بالاقتصاد احادي الجانب، اي يعتمد على ما يستلمه من ايرادات مبيعات النفط الخام مع بقاء الانشطة الاقتصادية المنتجة معطلة تماما، كما في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والإسكان، ما فتح باب الاستيراد على مصراعيه لدخول المنتجات الغذائية والصناعية والانشائية والطبية من الخارج، ما اثر الى حد كبير في تراجع الناتج المحلي.

ماذا اثر ذلك على الاقتصاد الوطني عموما حيث بقي الاعتماد على النفط فقط، وهو سلاح ذو حدين؛ فعند ارتفاع اسعاره تبقى الامور المعيشية شبه مستقرة، اما في حالة انخفاض اسعاره فقد تبرز الازمات الاقتصادية بشكل واضح وهذا ما لمسناه سابقا عند انخفاض اسعاره وقد اضطرت الدولة الى استخدام اسلوب الاقتراض الخارجي والداخلي معا واثر ذلك حتى على توقف صرف رواتب الموظفين.

لذلك اتخذت الدولة اجراءات اقتصادية أثرت بشكل مباشر على حياة الناس ومن هذه الإجراءات الذهاب الى الاستقطاعات وفرض ضريبة الدخل ورفع سعر الدولار وتخفيض سعر الدينار العراقي، كلها اثرت بشكل مباشر على المواطنين العراقيين، وساهمت في تدني قدراتهم الشرائية بنسبة ٢٢%.

لقد تكررت هذه الازمة الاقتصادية اعوام ٢٠٠٩ و٢٠١٤ و٢٠٢٠ ولم تتخذ الحكومات اي معالجات جذرية من شأنها اعادة بناء اقتصاد وطني منتج، يكون مستعدا لمواجهة اي ازمة عالمية.

كيف نرتقي بالاقتصاد العراقي ونجعله اقتصادا متينا كما هو الحال في الدول المتطورة الاخرى؟

إن ذلك يستوجب اعادة هيكلة القطاعات الاتية:

١ . القطاع الصناعي: تتطلب اعادة اصلاح البنى التحتية لكافة المعامل والمصانع العراقية في (القطاعات العام والخاص والمختلط والتعاوني) من خلال توفير التخصيصات المطلوبة ضمن الموازنة الاستثمارية السنوية ومراقبة التنفيذ من قبل جهات رقابية:

 - إيقاف استيراد كافة السلع التي تنتج محليا في العراق من اجل حماية المنتج الوطني

- حماية العملة الصعبة من الخروج الى اي دولة في العالم بصيغ مختلفة

 - دعم المنتج الوطني بالمواد الاولية اللازمة للانتاج واحتساب كلفها على اساس اسعار القيمة الدفترية، اي بدون تحميلها اي مبالغ اخرى

ـ فرض رسوم او تعريفات جمركية على السلع المستوردة من اجل حماية المستهلك والمنتج الوطني معا.

- تفعيل عمل جهاز التقييس والسيطرة النوعية لفحص سلامة ومواصفات السلع المستوردة.

- الزام كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بالتعاقد مع القطاع الصناعي العراقي حصرا في شراء احتياجاتها باستثناء المواد الاولية والاحتياجات غير المتوفرة بالبلد، فيجري الاشراف على استيرادها من قبل الدولة.

- هناك معامل لا تحتاج الى كلف مالية كبيرة في اعادة الانتاج مثل معامل اعادة تدوير النفايات حيث تجري الاستفادة من ٧٥% من هذه النفايات في تصنيع المواد التالفة وباسعار زهيدة جدا قياسا في ما لو تم استيراها، اضافة الى ذلك تقليل كمية النفايات التي تذهب الى الطمر من ١٠٠% الى ٢٥% من الكمية فقط.

 - الأمر يستوجب التفكير بالعمل على توسيع رقعة انتشار هذه المعامل في البلد واعادة هيكلتها ودعمها للاسباب التي ورد ذكرها.

٢. القطاع الزراعي: لغرض تطوير هذا القطاع المهم انطلاقا من مقولة (الزراعة نفط دائم) يتطلب ما يأتي:

- دعم هذا القطاع بالاسمدة والبذور والمبيدات والاعلاف ورسم الخطط الزراعية وتحديد اسعار المحاصيل بشكل يشجع المزارع على الانتاج كما يفترض ان يجري دعم المنتجات الحيوانية كحقول الدواجن والمفاقس وبيض المائدة ومحطات الابقار والاغنام وغيرها، لانتاج اللحم والحليب وبالتالي ضمان تصنيع منتجات الألبان والأغذية محليا.

٣ . القطاع السياحي: ان بلدنا مشهور بالسياحة الدينية حيث توجد الاماكن المقدسة والمناطق الاثرية والتاريخية والترفيهية وجميعها تدر عليه ايرادات كبيرة جدا، يمكن ان تنمي وضع البلد الاقتصادي وتزيد من فرص العمل لاستيعاب البطالة بشكل كامل، وبالتالي توفير الأمن الغذائي والمجتمعي.

٤. القطاع المصرفي:

ـ رسم سياسة مصرفية سليمة ومراقبتها على الدوام في القروض والائتمانات والتسهيلات المصرفية، مع الاشراف الرقابي المباشر من قبل الرقابة المركزية لضمان تطابق المبالغ الممنوحة للاستيراد مع القوائم الداخلة للبلد فعلا.  

- اعادة النظر في عمل وارتباط مزاد بيع العملة لمنع حصول اي فساد فيه.

- هذه الاجراءات بمجموعها لو طبقت بشكل حقيقي وفعال، فإنها ستساهم في تحقيق امور كثيرة ومن اهمها:

١ . تشغيل جميع المعامل والمصانع الحكومية والاهلية والمختلطة.

٢ . استيعاب العاطلين عن العمل.

٣ . توفير المنتجات الصناعية والغذائية والدوائية عراقيا.

٤ . توفير جميع مفردات البطاقة التموينية والى حد ما الدوائية بشكل مدعوم وسلس لا يرهق كاهل المستهلك العراقي كما يحصل الآن.

٥ . خلق سياسة سعرية مستقرة يجري وضع الخطط التنموية قصيرة ومتوسطة المدى من شأنها الارتقاء بالبلد تنمويا وامنيا واجتماعيا وثقافيا وخدماتيا وتعليميا وصحيا.

*********************** 

وقفة إقتصادية

الحماية الناقصة للمستهلك

إبراهيم المشهداني

يواجه المستهلك العراقي  خطر الكثير من المواد المستوردة  التي يعج بها السوق العراقي والتي تدخل في غذائه، نتيجة لانتهاء الصلاحية، أو طبيعة العلب المهدرجة والتي تشير الابحاث انها تتفاعل مع المواد الغذائية المعدة للاستهلاك النهائي أو نصف المصنعة والتي تدخل في عمليات الطبخ لإعدادها وجبة غذائية أو المشروبات الغازية، وتعرض المستهلك إلى حالات من التسمم، أو المسرطنة التي قد تؤدي إلى الوفاة، وفوق ذلك فقد تم اكتشاف مساعي بعض التجار وبدافع الجشع بإجراء تغييرات في العلامات التجارية او تحريف تاريخ الصلاحية، وقد نشر في وسائل الإعلام العديد من هذه المحاولات ولم يعرف على وجه اليقين نتائج التحقيقات أو دور القضاء في معاقبة هؤلاء التجار باعتبار أعمالهم تندرج ضمن الجرائم التي يصفها القانون الشروع في القتل ،

إن هذه المساعي والآثار الجنائية المترتبة عليها قد تحولت مع الوقت والتماهل  إلى ظاهرة لا يمكن السكوت عنها، من قبل الاجهزة الحكومية المختصة، وهي الجهة المعنية بحماية المواطن المستهلك، لذلك عملت على تشريع قانون حماية المستهلك رقم 1 لسنة 2010، وجاء في الأسباب الموجبة لتشريع هذا القانون (بغية حماية المستهلك وإقرار مبدأ العدل والمساواة بين المجهزين ومستهلكي السلع ومتلقي الخدمات وللحد من ممارسات الغش الصناعي والتلاعب بعملية التعبئة والتغليف الصناعية وما مدرج عليها من بيانات ومواصفات، شرع هذا القانون ). ومن الطبيعي أن بين تشريع القانون وتنفيذه مسافة طويلة تتعلق بمراقبة السوق من قبل الأجهزة الرقابية سواء في وزارة الصحة والأمن الاقتصادي والجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية في وزارة التخطيط والحزم في إحالة المتلاعبين في قوت المواطن إلى القضاء لاتخاذ الاجراءات العقابية بحقهم في ظل تنامي الفساد الإداري والمالي المتغلغل في كافة مفاصل الدولة والذي تحول مع الوقت إلى نظام مؤسسي ضمن إطار الجريمة المنظمة. غير ان العقوبات المشار لها في المادة 10 من القانون فيها من الأحكام ما لا تخيف أحدا ولا تحد من تصرفات التجار الشرهين اللاهثين وراء الربح غير المشروع .

وإذا اخذنا بعين الاعتبار ما ورد في المادة 11 من قانون حماية المستهلك المتعلق بخضوع السلع والخدمات التي يتعامل بها المجهز او المسوق او المعلن لمعايير الجودة، فان الجهة الوحيدة القادرة على تطبيق هذه المعايير هو الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، بحكم توافر الخبرات والأجهزة التي تستطيع التكنولوجيا اكتشاف التزوير في العلامات الجارية أو صلاحية المادة المستوردة للاستهلاك البشري، إلا أن هذا الجهاز يواجه جملة من التحديات تتمثل في كثرة المنافذ الحدودية التي تدخل عن طريقها البضائع المستوردة وخاصة القطاع الخاص، فعلى حين كان هناك ثلاثة منافذ ازدادت الآن إلى ثلاثة وعشرين  منفذا حدوديا بين بري وبحري وجوي، فضلا عن تعاظم التبادل التجاري بين الدول المجاورة، فإن قيمة التبادل التجاري مع إيران مثلا  بلغ 13 مليار دولار سنويا ومثلها مع تركيا والسعودية والإمارات والكويت مما يتعذر على الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية أن يغطي فحص هذه الكميات، هذا بالإضافة إلى أن 75 بالمائة من المواد المستوردة لا تحمل شهادات استيراد وخاصة القطاع الخاص. من هنا يتعين على الدولة اتخاذ سلسلة من الاجراءات لتنفيذ القانون وتحسين الاداء وكما يلي:

  1. تعديل القانون بما يشدد من العقوبات المتخذة ضد المخالفين لقانون حماية المستهلك والمتسببن في تعريض المواطن إلى أضرار فادحة بما فيها الوفاة.
  2. إعادة النظر في العناصر المسئولة عن رقابة السوق وتغذية الأجهزة الرقابية بالعناصر النزيهة ومحاسبة العناصر الفاسدة والداعمة لها والمتسترة عليها.
  3. تغطية المنافذ الحدودية البرية والبحرية بأجهزة التقييس والسيطرة النوعية وتجهيزها بأحدث أدوات الفحص تكنولوجيا للحد من تسرب الأطعمة والمعلبات غير الصالحة للاستهلاك البشري او الاتفاق مع شركات أجنبية لتقوم بمهمة التقييس والسيطرة النوعية في حال عجز الأخيرة عن أداء مهامها لأي سبب من الأسباب.

************************

 الصفحة الثامنة

اجراءات حكومية دون المستوى

لتكييف الوضع القانوني للعمالة الأجنبية

بغداد- طريق الشعب

على الرغم من انتهاء مدة الـ 45 يوما التي أعلنتها وزارة العمل والشؤون في 15 تموز الماضي والمتعلقة بتكييف الوضع القانوني للعمالة الأجنبية في البلاد، ظلت اعداد هذه العمالة الوافدة بطرق غير قانونية تتزايد، واستمرت التحذيرات من تأثيراتها السلبية على الاقتصاد وعلى سوق العمالة المحلية.

 ووصف معنيون قرارات الوزارة بـانها “شكلية” وطالبوا بتكييف حاجة البلاد الى العمالة الأجنبية وفقا لقانون العمل.

 وذكرت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق هاشمية السعداوي ان “العمال الأجانب في البلاد يعانون من ظروف عمل اصعب من تلك التي يعانيها العامل العراقي، خاصة وان الكثير منهم دخلوا الى البلاد بطرق غير رسمية”. ونبهت الى ان “تكييف أوضاعهم بحاجة الى تشريع نافذ وليس الى قرارات وزارية مؤقتة التنفيذ، خاصة وان حجم المشكلة كبير ويحتاج الى إجراءات جدية”.

واوضحت السعداوي في تصريح لـ “طريق الشعب” ان “تشريع قانون ينظم اوضاع العمالة الأجنبية في البلاد ضرورة ملحة، وان الاستعاضة عن ذلك بالقرارات ينتج عنها اجراءات شكلية، لا ترقى الى مستوى المسؤولية ازاء واقع حال العمالة الأجنبية وتأثيرها السلبي على العمالة المحلية”.

وإزاء تنامي الدعوات البرلمانية لتنظيم عمل العمالة الأجنبية، تحدث عضو لجنة النزاهة البرلمانية احمد الربيعي في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” عن وجود تحرك نيابي لتقنين اوضاع العمالة الأجنبية، مبينا أن “نسبة عالية منها تدخل الى البلاد بصورة غير شرعية ومخالفة للقانون”.

وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، أقرّ في ندوة حول (البطالة والعدالة الاجتماعية) عقدت في مجلس الأمناء العراقي (مؤسسة حكومية) انه “يوجد مليون عامل أجنبي غير مرخص في العراق”.

ومن جانبه صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية نجم العقابي لـ”طريق الشعب” ان “آلافا من العمال الأجانب تم منحهم صفة العمل الرسمية، بعد تسجيلهم من قبل شركات العمل خلال مدة الـ 45 يوما التي اعلنتها وزارة العمل في 15 تموز الماضي”. وأشار الى دخول اعداد كبيرة من العمالة   الأجنبية الى البلاد بطرق غير قانونية، إلا أنه لم يحددها برقم معين.

وقال إن “العمالة الأجنبية غير الشرعية لا تستطيع أية جهة إحصاءها، لأن أغلبها قادم إلى البلاد بصفة زيارة أو سياحة، أو من خلال إقليم كردستان، ثم يدخل في سوق العمل”.

وحمّل العقابي وزارة الداخلية “مسؤولية ملاحقة وترحيل العمالة الأجنبية غير المرخصة، ومحاسبة ارباب العمل المخالفين لتعليمات الوزارة بشأن تسجيل العمالة الأجنبية، وفرض غرامات مالية عليهم”.

وعن إجراءات الوزارة بعد انتهاء مدة الـ 45 يوما سابقة الذكر، افاد انها طلبت من مجلس الوزراء تمديد المدة “لضمان شمول اكبر عدد من العمالة الأجنبية ومنحهم صفة العمل الرسمية”.

في الاثناء يعرض كثير من مكاتب تشغيل العمالة الأجنبية على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) نساء آسيويات وأفريقيات للعمل في البيوت بصفة خادمات  ومربيات أطفال وممرضات لكبار السن، مقابل أجور تتراوح بين 500 و200 دولار شهريا، على أن يتم توفير السكن لهن في بيوت المستخدمين.

ويحدث هذا على الرغم من ان المفترض في استقدام العمالة الأجنبية الى البلاد انه “يأتي لغرض الاستفادة من الخبرات ونقلها الى العمالة المحلية” بحسب العقابي.

من جانب آخر تقول المحامية سماح الطائي ان العراق يعاني من فوضى دخول العمالة الاجنبية الى البلاد.

وتضيف في تصريح لـ”طريق الشعب” ان اغلب العمال الاجانب الوافدين الى العراق “غير ماهرين ويمكن الاستغناء عنهم وتعويضهم بعمال محليين، الامر الذي يقلص من حجم البطالة التي تطحن الكثير من الشباب خاصة من فئة الخريجين، كما يحد من تهريب العملة وتحويلها الى خارج العراق”.

وترى الطائي ان “سياقات عمل العمالة الاجنبية في البلاد لا تنسجم مع قانون العمل، فضلا عن انها تخالف عقود التراخيص التي اعلن عنها في بداية التوجه نحو العمالة الاجنبية، بدعوى الاستفادة من خبراتها خاصة في قطاع النفط”.

*********************** 

نقابات عمالية ومهنية بريطانية تدعم مقاطعة الاحتلال الاسرائيلي

متابعة - طريق الشعب

تواصل الاتحادات المهنية في بريطانيا تضامنها مع الشعب الفلسطيني، ودعم نضاله الوطني المشروع، من أجل تحرير وطنه من الاحتلال الاسرائيلي، وانتزاع حقوقه الوطنية في العودة والاستقلال وحق تقرير المصير.

وفي هذا الإطار أصدر اتحاد النقابات العمالية (تي يو سي) في إنكلترا وويلز، الذي يضم 5.5 مليون عضو من 48 نقابة، مؤخرا، قرارا يؤكد فيه التزامه بدعم النضال الفلسطيني من أجل الحرية، بما يشمل دعم الحق في المقاطعة.

 وشدد القرار على وجوب رفض أي محاولة لنزع الشرعية عن النداء الفلسطيني لمقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها، مؤكدا حق الفلسطينيين في مناشدة أصحاب الضمائر الحية حول العالم للحصول على الدعم.

كما وأعلنت النقابات العمالية عن دعمها لمقاطعة إسرائيل، عبر مقترح قدمته نقابة التعليم الوطنية في مؤتمر النقابات العمالية في ليفربول يدين قمع الاحتلال للشعب الفلسطيني، كما يدعو إلى دعم ائتلاف “الحق في المقاطعة”.

********************

عمال السيارات الامريكيين يواصلون اضرابهم

متابعة - طريق الشعب

تتواصل المفاوضات بين نقابة “عمال السيارات المتحدين”، وثلاث شركات لصناعة السيارات في مدينة ديترويت الأميركية، فيما يستمر إضراب العمال احتجاجا على تدني الأجور لليوم السادس على التوالي، من دون إحراز تقدم في اتجاه التوصل إلى اتفاق.

وأجرى ممثلو النقابة مفاوضات مطلع هذا الاسبوع مع شركات جنرال موتورز وفورد وستيلانتس في محاولة لإنهاء واحد من أكبر الإضرابات العمالية في الولايات المتحدة منذ عقود.

وهذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها النقابة إضرابا ضد شركات صناعة السيارات الثلاث في وقت واحد.

ولا يزال نحو 12700 عامل من أعضاء النقابة مستمرون في اضرابهم في ثلاث مصانع تابعة للشركات الثلاث، بعد ان انتهت عقود عملهم السابقة بنهاية الخميس الماضي.

واقترحت الشركات الثلاث زيادة الأجور بنسبة 20 بالمائة على مدى أربعة أعوام ونصف العام، ولكن هذا يمثل نصف الزيادة التي تطالب بها النقابة حتى عام .2027

وإلى جانب زيادة الأجور، تطالب النقابة بتقليص أيام العمل في الأسبوع واستعادة رواتب التقاعد محددة الفائدة، وزيادة الأمن الوظيفي في ظل تحول الشركات نحو انتاج السيارات الكهربائية.

********************* 

عمال تكسير الحجارة

يواصلون عملهم بالرغم من الصعوبات

متابعة – طريق الشعب

يكافح عمال تكسير وتشكيل الحجارة في مدينة السليمانية عملهم على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة سعيا للعيش الكريم على الرغم من أنها من المهن التي بات الإقبال قليل عليها بسبب زيادة مواد البناء الصناعية.

وقال العامل لطيف الله إسماعيل (59 عاما) إنه يواصل العمل منذ 41 عاما في هذه المهنة، التي يكسب منها قوت أسرته.

وافاد إنهم يرسلون الحجارة بعد إزالة الأتربة عنها وتشكيلها “إلى مختلف أنحاء إقليم كردستان، من مدينة حلبجة إلى أربيل”.

وأضاف أن الحجارة البيضاء عليها إقبال كبير بسبب جمالها وعدم وجودها بكثرة في المنطقة.

من جهته قال أيوب مراد خاني (35 عاما) الذي يزاول هذه المهنة منذ 15 عاما، إنه يعمل على الحجارة من الصباح حتى ساعات المساء، مشيرا الى ان الحجارة التي يقومون بتشكيلها تستخدم في تشييد الجدران، ولفت إلى أنهم يواصلون عملهم صيفا وشتاء.

ونوه أن حجر “هيويرمان” من الحجارة الجميلة والمشهورة في المنطقة وتشكيلها يعتبر عملا صعبا للغاية لا يجيده سوى عدد قليل من العمال المهرة.

ولفت الى أن العامل بوسعه إنتاج من 7 إلى 12 حجرا في اليوم إذا كانت هناك تفاصيل كثيرة مطلوبة، ويمكن أن يراوح العدد بين 20 و25 حجرا في حال كانت الأشكال المرغوبة بسيطة.

**********************

جلسة في مقر اتحاد نقابات عمال العراق حول حرية التعبير

بغداد – طريق الشعب

بالتعاون مع اتحاد نقابات عمال العراق عقدت شبكة النساء العراقيات، مؤخرا، جلسة نقاشية تحت عنوان (حرية التعبير والتجمع السلمي 2023).

الجلسة التي احتضنتها قاعة اتحاد نقابات عمال العراق، ناقشت مسودة قانون حرية التعبير والاجتماع والتظاهر السلمي، المقدم إلى مجلس النواب

وجرت نقاشات مستفيضة حول مسودة القانون وتأثيرها على مسيرة الحركة النقابية العمالية العراقية وتعارضها مع التشريعات العمالية النافذة وأخرى قيد التشريع.

 ناقش المشاركون محاور عدة، خاصة تلك المتعلقة بضمان حقوق العمال الدستورية والتي تنسجم مع لائحة حقوق الإنسان ومعايير العمل الدولية والاتفاقيات ذات الصلة بموضوع الحقوق والحريات النقابية.

ووعد المنظمون للجلسة بمواصلة التنسيق مع اتحاد نقابات عمال العراق ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية للعمل على توحيد رؤى المجتمع المدني حول القوانين المنظمة للحريات.

************************ 

عمال المهن الحرة يشكون ارتفاع أسعار الدولار ويطالبون بشمولهم  بالضمان الاجتماعي

بغداد- طريق الشعب

أثر ارتفاع أسعار الدولار مقابل الدينار العراقي على عمل الكثير من عمال المهن الحرة، بسبب ارتفاع تكاليف المواد الأولية. وهم يشكون أيضا من عدم شمولهم بالضمان الاجتماعي على الرغم من خدمة العمل الطويلة.

مصلح لمكائن الخياطة

سيد هادي عامل في تصليح مكائن الخياطة في منطقة الزعفرانية يقول أنه بدأ عمله بهذه المهنة منذ عام 2000 “لم اتمكن من العمل بمهن أخرى بسبب إعاقتي ووضعي الصحي غير المستقر”.

ويقول هادي لـ”طريق الشعب” إن “ارتفاع أسعار صرف الدولار وعدم استقراره أثر سلبا على الأجور التي أجنيها من عملي البسيط هذا الذي هو مصدر رزقي ومعيشة عائلتي”.

ويضيف أنه “حاول الحصول على راتب الرعاية الاجتماعية إلا أنه لم يفلح “بسبب اعتباري من المواطنين ميسوري الحال استنادا إلى أنى أعيش مع عائلتي في منزل ملك ويحتوي أثاثا بسيطا”.

بائع الخضار

من جانبه، يعبر أحمد جلوب (38 عاما) عن الرضا من الوارد المالي الذي يحصل عليه من بيع الخضار ويقول لـ”طريق الشعب” إنه كان يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص إلا انه ترك العمل ولجأ إلى الأعمال الحرة بسبب قلة الراتب الشهري وساعات العمل الطويلة التي يرافقها غياب ضمانات العمل المستقبلية.

ويذكر “أخرج يوميا من الساعة 8 صباحا أتجول في الشوارع الفرعية ومن منطقة إلى أخرى وانا أدفع عربة الخضار”، مشيرا إلى أن وارده اليومي من بيع الخضار لا يتجاوز 15 ألف دينار يوميا.

لم يتمكن جلوب كحال الكثير من عمال المهن الحرة من الحصول على راتب الرعاية الاجتماعية أو حتى الشمول بالضمان الاجتماعي للعمال، ويذكر أنه “حاول كثيرا الحصول إلى راتب الرعاية الاجتماعية لكن الرد دائما يكون أنني ميسور الحال وبالتالي يستبعد شمولي”.

وعن الضمان الاجتماعي للعمال يقول إنه “لا يتأمل خيرا من الحكومة في إنصاف المواطنين الأشد فقرا، والضمان الاجتماعي للعمال لم أشمل به على الرغم من محاولاتي”.

بائع الأسماك

ولم يستطيع بائع الأسماك علي عمار هو الآخر من الحصول على راتب الرعاية الاجتماعية او الشمول بالضمان الاجتماعي للعمال.

ويقول لـ”طريق الشعب” إنه “على الرغم من معرقلات عمل السوق خاصة بعد ضعف القدرة الشرائية للمواطنين بسبب ارتفاع الاسعار إلا أني أواصل عملي في بيع السمك”.

ويضيف: أنه بدأ العمل في هذه المهنة من عمر صغير، حتى اصبحت مصدر معيشة عائلته التي تتكون من خمسة افراد.

ويعيش علي في بيت للإيجار، ويقول “حاولت أكثر من مرة الحصول على راتب للرعاية الاجتماعية إلا أني لم أشمل، فالحكومة لم تمنحنا أبسط حقوقنا في العيش الكريم”، حين ان “أحقية الشمول بالرعاية الاجتماعية ترافقها شروط تعجيزية” بحسب تعبيره.

بائع لمياه الشرب

وتحت أشعة الشمس اللاهبة يبيع كامل عباس المياه لكسب لقمة العيش ويقول لـ”طريق الشعب” إنه منذ ان كان صغيرا وهو مع عائلته يعانون الفقر الشديد، الأمر الذي أجبره على ترك المدرسة والذهاب إلى العمل “حتى أستطيع أن أعيش وما أطلب شيئا من أحد”.

وتمنى كامل أن يوفر لأطفاله متطلبات العيش الكريم “خوفي عليهم إذا عجزت بسبب العمر او تعرضت إلى أي اصابة ماذا سيكون مصير اطفالي؟”.

وتمنى  كامل خلال حديثه  “الحصول على راتب شهري مضمون لي ولعائلتي واطفالي الذين أسعى أن يعيشوا حياة أفضل من تلك التي عشتها وان يكملوا دراستهم”.

وعن عمله يقول كامل “إنه جيد فقط في فصل الصيف بسبب اقبال الناس على شراء الماء أما في فصل الشتاء فالعمل ضعيف وبالتالي اقوم ببيع السكائر في التقاطعات، بدلا من بيع الماء الصالح للشرب للمواطنين”.

************************

 الصفحة التاسعة

شيرار ينصح ليفربول بشأن مستقبل صلاح

لندن ـ وكالات

قدم آلان شيرار، أسطورة نيوكاسل ومنتخب إنكلترا، نصيحة لإدارة ليفربول، بشأن نجم الفريق، المصري محمد صلاح. ورفض ليفربول عرضا قيمته 215 مليون جنيه إسترليني في الصيف، من قبل نادي اتحاد جدة السعودي، لضم صلاح. ويعتقد شيرار أنه من الأفضل لليفربول بيع عقد صلاح، في المستقبل القريب، إلى الدوري السعودي. وقال شيرار في تصريحات إذاعية: “إذا كان ليفربول سيحصل على عرض يزيد عن 150 مليون جنيه إسترليني لشخص في هذا العمر، يجب عليهم بيعه”. وأضاف: “أتفهم سبب عدم إتمام الصفقة، لأن العرض جاء متأخرًا جدًا، ولم يكن لديهم الوقت للحصول على بديل مناسب”. وتابع: “لكن إذا علم ليفربول أن اتحاد جدة سيعود في يناير/كانون الثاني بعرض جديد مميز، فسيكون لديهم الوقت للعثور على بديل”. وختم: “الأمر يعتمد على ما سيحدث في المستقبل، وكم سيكون العرض المقدم في انتقالات الشتاء، لكنني أعتقد أنهم سيحصلون على 150 مليون جنيه إسترليني وقتها”.

********************** 

كاساس مستمر في اختبار اللاعبين

في بطولة الأردن الودية

متابعة ـ طريق الشعب

ما يزال مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم، خيسوس كاساس، لم يستقر بعدُ على القائمة النهائية بأسماء لاعبي المنتخب الذي يستعد لنهائيات آسيا.

وكانت قرعة نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، قد وضعت المنتخب العراقي في المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات اليابان وفيتنام وإندونيسيا.

وقال الناطق الرسمي ومشرف المنتخب العراقي، أحمد عودة الموسوي، إن “كاساس مازال يبحث عن اللاعبين الأفضل الذين يخدمون مشوار المنتخب الوطني في أقوى المشاركات القارية، وبالتالي ما يزال غير مستقر على القائمة النهائية لكأس آسيا”.

وأضاف الموسوي، أن “كاساس يتابع عن قرب اللاعبين المحليين من خلال مشاهداته لبطولتي كأس الاتحاد الآسيوي ودوري أبطال آسيا التي تشارك فيها ثلاثة أندية عراقية مهمة هي: الزوراء، والقوة الجوية، والكهرباء، فضلا عن انه ينتظر متابعته لعدد من أدوار دوري المحترفين العراقي الذي من المؤمل أن ينطلق في العشرين من شهر تشرين الاول المقبل”.

وتابع: “كاساس يتابع أيضاً بشكل مكثف لاعبين محترفين يلعبون بأندية أوروبية وإيرانية وعربية مختلفة لدعوة المتميزين منهم للقائمة وحسب المستويات الفنية التي يقدمونها”.

وأشار الموسوي، إلى أن “كاساس يرى أن البطولة الرباعية الدولية التي ستقام في الاردن، بمشاركة ثلاثة منتخبات على مستوى عال إلى جانب المنتخب العراقي، وهي: الأردن، وقطر، وإيران، التي ستقام في العاصمة عمان للمدة من 13 حتى 17 من شهر تشرين الأول المقبل، وستكون الاختبار الأخير للاعبين الذين ستتم دعوتهم لصفوف الفريق العراقي”.

وبين أن “كاساس حدد مطلع شهر تشرين الاول موعدا لتجمع المنتخب العراقي، استعدادا لبطولة الأردن الدولية 2023 التي ستكون فرصة للاعبين لإثبات حضورهم واستحقاقهم لتمثيل المنتخب”.

وخلص الموسوي بالقول إلى أن “القائمة النهائية لبطولة اسيا ستكشف من قبل كاساس قبل انطلاق النهائيات الآسيوية بمدة، من أجل الاستعداد الصحيح وفق برنامج مثالي سيعده الاتحاد بالتنسيق مع كاساس تأهباً للبطولة القارية التي ستقام في قطر خلال الفترة من 12 كانون الثاني وحتى 10 شباط من عام 2024”.

********************* 

ثائر جسام يشيد بالجوية وينتقد الزوراء

وصلاح فخور بلاعبيه

متابعة ـ طريق الشعب

أكد المدرب الكروي ثائر جسام أن أداء الزوراء أمام العربي الكويتي ضمن كأس الاتحاد الآسيوي لم يكن بمستوى الطموح، فيما أثنى على فريق القوة الجوية بعد تعادله أمام سباهان الإيراني في كأس الاتحاد الآسيوي.

وقال جسام لوكالة الأنباء العراقية (واع): أن” نتائج ‏أنديتنا المشاركة في المنافسات الآسيوية القى بظلاله على الشارع الرياضي خصوصا الأداء غير المقنع الذي ظهر به فريق الزوراء في أول مباراة له في البطولة “، مبينا أن” هذا الاخفاق له ظروفه الخاصة وأسبابه من قصر فترة الإعداد إضافة إلى قلة المباريات التجريبية“. وأوضح جسام أن” فريق القوة الجوية اثبت جدارته بعد التعادل أمام سباهان الإيراني في كأس الاتحاد الآسيوي، إذ أن كل التوقعات كانت تعطي الأفضلية للخصم ولكن الصقور عكسوا كل التوقعات وكان يمكنه الذهاب بعيدا بالمباراة، وهذا الأداء يعكس حنكة المدرب أيوب أوديشو وقدرته على قيادة المباراة بالإضافة إلى دور اللاعبين في تطبيق التوجيهات “، مبينا أن” الحصول على نقطة في مستهل المشاركة يعد دافعا لتقديم الأفضل في قادم المباريات”.

من جانب آخر، يرى لؤي صلاح، مدرب الكهرباء، أن فريقه قدم مباراة كبيرة أمام ضيفه الكويت الكويتي في كأس الاتحاد الآسيوي، رغم فقدان نقاط الفوز، مشيرا إلى حاجة فريقه لفترة أطول لانسجام اللاعبين وتحقيق أفضل النتائج بالبطولة.

وقال صلاح في تصريحات تلفزيونية: “كنا متسيدين للمباراة ولعبنا بطريقة أفضل من الفريق الكويتي، ولولا إهدار الفرص السهلة لحصدنا العلامة الكاملة”.

وواصل: “تمكنا من تجاوز مرحلة قصر فترة الإعداد، وعملنا على عنصرين وهما التحضير الذهني والتكتيكي داخل الملعب”.

وأضاف “طالبنا اللاعبين قبل اللقاء بأن يكونوا شجعانًا وواثقين من أنفسهم وهم يخوضون لأول مرة المنافسات على مستوى آسيوي، وبعد الأخذ بالنصيحة أدوا بشكل رجولي ومستوى جيد”.

وأوضح: “اللاعبون فعلا كانوا على مستوى المسؤولية رغم قصر فترة الإعداد ولم يقصروا في الملعب، وسنعمل على إعداد الفريق بشكل أفضل للمباريات المقبلة “.

وأردف: “لاعبنا المحلي لا يختلف عن المحترفين المتواجدين بصفوف الفريق، جميع اللاعبين أدوا وطبقوا ما طلبناه منهم وقدموا مستوى متميزًا”.

********************* 

تحديد موعد الإعلان

عن الأندية المرخّصة

متابعة ـ طريق الشعب

حددت لجنة التراخيص في اتحاد الكرة موعد الإعلان الرسمي عن الأندية التي منحت الرخصة للمشاركة في منافسات الموسم المقبل.

وقال المنسق الإعلامي للجنة بلال زكي، أمس الأربعاء إن” من المفترض أن يغلق نظام التراخيص في العشرين من ايلول الحالي ولكن ارتأت اللجنة تمديد الفترة لمدة عشرة أيام لحسم القضايا المتعلقة باختيار الملاعب والأمور المالية فقط”.

وأضاف زكي، أن” النظام سيغلق يوم 30 من الشهر الحالي خلال الاسبوع الأول من شهر تشرين الأول المقبل وسيتم الإعلان الرسمي عن الأندية المرخصة والأندية غير المرخصة”، مبينا أن” اللجنة خصصت ثلاثة أيام بعد الإعلان للاستئناف، إذ يحق للأندية التي لم تحصل على الرخصة أن تقدم استئنافاً والنظر فيه من قبل اللجنة “.

وتابع زكي أن” اللجنة قامت بجولات لزيارة الأندية والاطلاع بشكل مباشر على المنشآت ورفعت البيانات للنظام لغرض مطابقتها مع ما موجود في أرض الواقع، وهنالك زيارات أخرى إلى جميع الأندية المرشحة للمشاركة في منافسات دوري المحترفين للموسم المقبل”.

********************** 

أنس جابر تتقدم إلى ثمن نهائي بطولة غوادالاخارا

غوادالاخارا ـ وكالات

بلغت التونسية أنس جابر واليونانية ماريا ساكاري والفرنسية كارولين غارسيا، ثمن نهائي بطولة غوادالاخارا المكسيكية للتنس.

وحجزت جابر وساكاري، المصنفتان السابعة والتاسعة عالميا، مقعديهما في هذا الدور بسهولة بفوزهما تباعا على الأمريكية أليسيا باركس (45 عالميا) 6-2 و6-2 في 59 دقيقة، والأسترالية ستورم هانتر 6-2 و6-4 في ساعة و19 دقيقة، فيما احتاجت جارسيا إلى ساعتين و49 دقيقة ولإنقاذ كرتين حاسمتين للتغلب على البيلاروسية ألياكساندرا ساسنوفيتش 4-6 و7-6 (7-5) و6-4.

وتلعب جابر في ثمن النهائي ضد الإيطالية مارتينا تريفيسان، فيما ضربت ساكاري موعدا مع إيطالية أخرى هي كاميلا جورجي.

من ناحيتها، أقرت غارسيا بعد نهاية المباراة “لقد كانت هناك لحظة، بين المجموعة الأولى وبداية الثانية، شعرت خلالها بالغضب من أدائي، لكن شيئا فشيئا لعبت بشكل أفضل”.

وتابعت الفرنسية التي ستواجه الأمريكية هايلي بابتيست الفائزة بصعوبة على التشيكية كارولينا بليشكوفا 7-6 (7-5) و5-7 و7-6 (7-4) “هي ليست المرة الأولى هذا العام التي أضطر فيها إلى إنقاذ نقطة المباراة، وأنا سعيدة للخروج فائزة”.

وحققت الكولومبية إميليانا أرانغو المصنفة 180 عالميا مفاجأة من العيار الثقيل بإسقاطها الأمريكية سلون ستيفنز، المصنفة ثالثة عالميا سابقا و38 حاليا، بنتيجة 6-1 و6-2 في ساعة ودقيقتين.

وقالت الكولومبية البالغة 22 عاما “خضت مباراة جيدة جدا، ومنذ البداية كانت لدي خطة لعب واضحة للغاية واتبعتها جيدا، وارتكبت عددا قليلا جدا من الأخطاء”.

وتابعت أرانغو التي تنتظرها مواجهة صعبة أمام المصنفة ثامنة عالميا الأمريكية تايلور تاونسند “خضنا مباراة من مستوى عال للغاية، سلون لاعبة تتمتع بخبرة كبيرة”.

وفي أبرز مباريات الدور الثاني، فازت اللاتفية يلينيا أوستابنكو على الأوكرانية مارتا كوستيوك 6-2 و6-3، والروسية إكاترينا أليكسندروفا على البولندية ماغدالينا فريش 7-6 (7-4) و7-6 (10-8)، والبيلاروسية فيكتوريا أزارنكا العاشرة على الأوكرانية ديانا ياستريمسكا 6-4 و7-6 (7-5).

********************* 

مدربو الفئات العمرية يعملون بالفلاسين!

منعم جابر

منذ أن تصدرت أحداث وحكايات دوري المحترفين ظهرت في الساحة الرياضية والكروية خاصة قضية تكاليف الفرق المحترفة وأهمية تشكيل فرق الفئات العمرية وضرورة إيجاد فرق للفئات العمرية، يعني (أشبال وناشئون وشباب ورديف)، وهذه المجموعة من الفرق وأهمية تواجد طواقم تدريبية متكاملة لهذه الفرق خاصة وأن أنديتنا أهملت إيجاد هكذا فرق للفئات العمرية وصارت تعتمد على البحث عن اللاعب الجاهز بدلاً من صناعة الأبطال والنجوم من خلال بناء فرقهم الخاصة وإيجاد الطواقم التدريبية القادرة على صناعة المبدعين وتقديمهم للفرق المتقدمة في تسلسل الأعمار. وهذا العمل يوفر فرصة لأنديتنا لدعم فرقها وقدرتها في إحلال البديل المتكافئ في كل الفئات العمرية وبالتالي عدم الحاجة لشراء اللاعب الجاهز وبمئات الملايين، وقد مارست الأندية العراقية سابقاً هذه السياسة ونجحت فيها أيما نجاح حيث كانت بعض فرقنا مثل الزوراء والجوية والشرطة معامل لتفريخ المواهب والكفاءات والمبدعين، وحتى بعض الفرق مثل الأمانة والصناعة والكرخ وبعض اندية المحافظات تقدم هذه الفرق المواهب. ومع أن هذا التوجه ضعف او انكمش او غاب بسبب اهمال الفرق في تضييعها للمواهب والمبدعين بل اصبحت تعتمد على اللاعب الجاهز والموهوب حتى ولو كان بقيمة 400 – 500 مليون وهذا ما شاهدناه في الساحة العراقية هذا العام. وكان السبب الأول بقضية سياسة الاحتراف، والسبب الثاني هو في غياب العمل مع الفئات العمرية بكل أشكالها واعتماد اللاعب الجاهز، وهنا علينا أن نتذكر بأن السبب الأساس لهذه الحالة هو إهمال العمل مع الفئات العمرية بكل أنواعها وفئاتها لأن إدارات الأندية أهملت هذه الفئات وضيعت على أنديتها فرصة الاستفادة من اللاعبين السابقين وأصحاب الخبرات والتجارب الميدانية في اختيار المواهب والكفاءات الفنية. والشيء المهم الآخر أن بعض الأندية كانت قد خصصت لبعض لاعبيها السابقين أجورا ورواتب قليلة جداً! لا توازي جهودهم وتعبهم وبالتالي إهمال الكفاءات التدريبية والقدرات الفنية التي يحملها الكثير من لاعبي الأمس، الأمر الذي جعلهم يغادرون ميدان التدريب على الرغم من امكانياتهم العالية، وهذا الأمر أفقد الساحة التدريبية كفاءات عالية وامكانيات قادرة على  اكتشاف المواهب الكروية، بينما لو أن الأندية حاولت أن توفر لمدربيها رواتب مجزية قادرة على اكتشاف اللاعب الموهوب والقادر على التطوير عندها سيكون لدينا في انديتنا لاعبون كبار قادرون على تمثيل انديتهم خير تمثيل ولا نحتاج البعض وبمبالغ كبيرة وتصبح أنديتنا معامل لتفريخ المواهب والكفاءات مثلما كان الحال أيام زمان، بينما يتواصل التقصير والبخل على الكفاءات التدريبية ومدربي المواهب في الأندية وتصرف الملايين لبناء الفرق واختيار اللاعبين بينما يبخل على مدربي المواهب وبناء الأندية والاكتفاء (بتراب الفلوس) على أبناء الأندية. ولنا عودة.

*********************

 الصفحة العاشرة

مشروع تشيلي: قصة فتيان شيكاغو وسقوط النيوليبرالية

أحمد نظيف

لا يزال إرث الدكتاتورية العسكرية التشيلية بقيادة الجنرال أوغستو بينوشيه يثير فضول الباحثين، بخاصة لجهة ارتباط هذه التجربة السلطوية البشعة بصعود النيوليبرالية، العقيدة الاقتصادية، التي أصبحت سائدةً في عالم اليوم. في كتاب جديد بعنوان «مشروع تشيلي: قصة فتيان شيكاغو وسقوط النيوليبرالية» (مطبعة جامعة برينستون، أيار 2023)، يشرح سيباستيان إدواردز أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلس، تاريخ النيوليبرالية في تشيلي على مدار السبعين عاماً الماضية حيث لعبت مجموعة فتيان شيكاغو، وهي مجموعة من الاقتصاديين التشيليين الذين تدربوا في جامعة شيكاغو من خلال «مشروع تشيلي» التابع لوزارة الخارجية الأميركية، دوراً مركزياً في صعود النيوليبرالية خلال حكم بينوشيه.

اللافت أن إدواردز، رغم أطروحته النقدية، يأتي من بيئات رأسمالية حيث شغل سابقاً خطة المدير المشارك لـ«مشروع أفريقيا» التابع للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، وعمل سابقاً كبير الاقتصاديين لأميركا اللاتينية في البنك الدولي.

يروي الكاتب القصة الخفية لكيفية وصول النموذج الاقتصادي النيوليبرالي الذي تم ترسيخه في تشيلي خلال دكتاتورية بينوشيه وتعمق خلال ثلاثة عقود من حكومات يسار الوسط، إلى نهايته في عام 2021، تاريخ صعود غابرييل بوريتش، الناشط الطلابي السابق إلى السلطة، متعهداً أنه «إذا كانت تشيلي مهد النيوليبرالية، فإنها ستكون قبرها أيضاً». فالكتاب أكثر من مجرد قصة عن بلد في أميركا اللاتينية، بل تاريخ شبه سري لانتشار النموذج النيوليبرالي وآثاره، هو الذي هيمن على صنع السياسات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم في النصف الثاني من القرن العشرين، وبدأت نتائجه الكارثية تظهر اليوم.

بالعودة إلى الجذور، تبدأ القصة في عام 1955، عندما أطلقت وزارة الخارجية الأميركية ما يعرف بـ«مشروع تشيلي» لتدريب الاقتصاديين التشيليين في جامعة شيكاغو التي كان يشرف على قسمها الاقتصادي عراب النيوليبرالية ميلتون فريدمان. بعد انقلاب 11 أيلول 1973، الذي أطاح الرئيس الاشتراكي سلفادور أليندي،جندتهم الحكومة التي شكلها المجلس العسكري، كي يقودوا دفة الاقتصاد المحلي. أصبح سيرجيو دي كاسترو، زعيم المجموعة، مستشاراً لوزير الاقتصاد.

ومنذ ذلك الحين دخلت البلاد في نهج اقتصادي يقوم على قوة السطوة القمعية للدولة، بدأ من خلال قمع النقابات المستقلة والمعارضة السياسية، وملاحقة نشطاء اليسار بالاعتقال والتعذيب والتصفية الجسدية. وكذلك من خلال السياسة المالية والنقدية، إذ نفذوا حزمة شاملة من الخصخصة وإلغاء القيود التنظيمية، وخلقوا اقتصاداً رأسمالياً، وروّجوا الدعاية لـ«المعجزة التشيلية». ولكن تحت ستار النجاح، كان هناك استياء عميق من التفاوتات الهائلة التي سببتها النيوليبرالية. كانت التجربة مشدودة بقوة إلى نظام القمع السائد.

في فيلم وثائقي ظهر في عام 2018، يحمل اسم «فتيان شيكاغو» تضمن عدداً من مقابلات مع بعض أعضاء المجموعة، يقول سيرجيو دا كوستا، أحد أعضاء فريق شيكاغو البارزين والذي كان وزيراً للمالية في عهد بينوشيه من عام 1976 إلى عام 1982، في إحدى المقابلات: «لا أعرف أي شخص قُتل أو أسيئت معاملته على يد الدكتاتورية”. ويواصل قائلاً: «لقد كانت فرحة هائلة» عندما شاهدت قصف القصر الرئاسي أثناء الانقلاب العسكري.

كلمات كوستا العفوية تكشف اللون الحقيقي للنيوليبرالية الدموية في تشيلي، ومدى استنادها إلى قوة العسكر في تنفيذ برنامجها.

في الفصل الخامس من الكتاب يشرح سيباستيان إدواردز الترابط العضوي بين المجموعة المهيمنة وعرابها ميلتون فريدمان، ومن ورائها الحكومة الأميركية. في الحادي والعشرين من آذار 1975، التقى ميلتون فريدمان الجنرال أوغستو بينوشيه في سانتياغو. خلال الاجتماع، قال فريدمان لبينوشيه إن الطريقة الوحيدة للقضاء على التضخم في تشيلي، والذي كان يبلغ في ذلك الوقت نحو 350 في المائة سنوياً، هو تطبيق «علاج الصدمة» الذي يتكون من تخفيض شامل للموازنة. وأشار فريدمان إلى أن التضخم في تشيلي كان حالة نموذجية للتجاوزات النقدية. وبلغ العجز المالي، الذي تم تمويله بالكامل عن طريق طباعة النقود، 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وكان مخزون الأموال التي يحتفظ بها الجمهور نحو 3 في المائة من إجمالي الدخل. وتشير الحسابات التقريبية إلى أن ضريبة التضخم المطلوبة لتمويل مثل هذا العجز تبلغ نحو 330 في المائة سنوياً.

وهو رقم كان قريباً جداً من المعدل الفعلي للتضخم. وحذر فريدمان الجنرال من أن العلاج بالصدمة سوف يستلزم تكاليف كبيرة على المدى القصير في شكل ارتفاع معدلات البطالة. لكنه توقع مع ذلك أن فترة الصعوبات الانتقالية الشديدة ستكون قصيرة ــ تقاس بالأشهر ــ وأن التعافي اللاحق سيكون سريعاً. كما أخبر فريدمان بينوشيه أن تبني نظام السوق الحرة هو السبيل الوحيد لتحقيق النمو المستدام، والحد من الفقر، وفي نهاية المطاف، الرخاء العام. وأكد أن برنامج الإصلاح الشامل يجب أن يشمل فتح الاقتصاد أمام المنافسة الدولية، وتنفيذ برنامج واسع النطاق لتحرير القيود، وتحرير أسعار الفائدة وجميع الأسعار، وخصخصة المؤسسات المملوكة للدولة، وإصلاح تشريعات العمل من أجل جعل التوظيف والفصل أكثر سرعة. وإلغاء الدعم المقدم لصناعات محددة في ما يسمى بالقطاعات الاستراتيجية.

وبعد يومين من لقائه بينوشيه، ألقى فريدمان محاضرة عامة أمام مئات من رجال الأعمال، نظمها له تلميذه رولف لودرز، أحد رموز مجموعة شيكاغو، والذي كان في ذلك الوقت نائباً للرئيس التنفيذي لواحدة من التكتلات التشيلية الأكثر ديناميكية، والذي سيشغل لاحقاً منصب وزير المالية بداية الثمانينات. وأثناء العرض الذي قدمه، كرر فريدمان بفظاظة ما قاله للجنرال. لقد شعر قادة الصناعة في تشيلي بالانزعاج الشديد إزاء ما سمعوه، ورفضوا فكرة التخلي عن التدرج. وبعد عقود من التدخل الحكومي المكثف، كانوا حذرين من السياسات المفاجئة؛ لقد أرعبتهم احتمالات العلاج بالصدمة والإصلاحات التجارية والمالية السريعة. وقد شاركهم في مخاوفهم بشأن العواقب المترتبة على التغيرات السريعة كادر صغير ولكنه قوي من كبار الضباط في القوات المسلحة.

في المقابل، كان فريق فتيان بويز سعيداً بتصريحات فريدمان. وأخيراً، دعمت سلطة معترف بها عالمياً وجهات نظرهم علناً وأوضحت للنخب أن تنفيذ الإصلاحات، عاجلاً وليس آجلاً، من شأنه أن يولد فرص العمل، والنمو والرخاء.

كان فتيان شيكاغو يأملون أن يساعد فريدمان في ترجيح ميزان القوى داخل المؤسسة العسكرية لمصلحة وجهة نظرهم، وأن يختار بينوشيه أخيراً بديل السوق الحرة بدلاً من خيار التدخل الذي يروج له بعض جنرالات الجيش والقوات الجوية.

المثير في القصة التي ينقلها إدواردز أن سقوط نظام الجنرال بينوشيه لم يسقط معه نموذجه النيوليبرالي. في عام 1988، بعدما صوّت 56 في المائة من التشيليين ضد استمرار نظام بينوشيه، أجريت انتخابات للرئاسة والبرلمان، غير أن القادة الجدد اعتنقوا من دون قيد أو شرط النظام الاقتصادي الذي ورثوه، رغم التحسينات التي أدخلت على قوانين العمل والتقاعد. رداً على الأزمة المالية الروسية عام 1998، قام وزير مالية الرئيس اليساري الوسطي إدواردو فري رويز، بفتح البلاد أمام تحركات رأس المال الدولية، متبعاً من دون وعي تعاليم ميلتون فريدمان، حيث أصبحت قيمة الأصول الأجنبية أكثر أهمية، كما تم تعويم العملة المحلية لتترك لقانون السوق بحسب العرض والطلب من دون تدخل الحكومة.

ويفسر إدواردز ثورة التشيليين وبقوة ضد أفكار السوق الحرة في عام 2019 وانتخابهم رئيساً يسارياً ملتزماً تفكيك هذا النموذج بعوامل عدة لعبت دوراً. الأول هو ما يسميه «الخطيئة الأصلية» للإصلاحات، أي ارتباطها بنظام يمارس القمع على نطاق واسع. وقد خلق هذا مشكلات شرعية مستمرة لليبرالية السوق. وثانياً تعمق الانقسامات الاجتماعية والطبقية الكبيرة في البلاد. وثالثاً والأهم، هو الوعي المتزايد بالتواطؤ بين القادة السياسيين (بمن في ذلك السياسيون من يسار الوسط) ورجال الأعمال البارزين منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فصاعداً، حيث كشفت سلسلة من فضائح الأعمال والرشوة والتهرب الضريبي عورات نموذج السوق الحرة كشفاً واضحاً وفجاً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 9 أيلول 2023

*********************

حتى الزلزال كان طبقيا

صلاح بوسريف

من مسّتهم الكارثة، هم من بسطاء الناس وضعفائهم، بل هم الفقراء، من يعيشون في الهوامش النائية البعيدة التي لا تصلها تنمية ولا بناء، وما يربطها بالعمران، طرق صعبة قاسية، قابلة للانهيار، وهو ما بدا واضحا فيما وجده المنقذون من صعوبات في بلوغ عدد من الدواوير التي تبدو وكأنها تعيش فيما قبل العمران، وما قبل الحضارة والتمدن، وخارج نظام الدولة، وكأنها من القبائل والشعوب التي كان عالم الانثربولوجيا لفي شتراوس اكتشفها ودخل ليعيش بينها، ليعرف لغتها وعاداتها، وما لها من تقاليد، ونمط الحياة الذي تعيش به، وعلاقتها بما يجري خارج مدار هذا العالم المغلق الذي هو عالمها الخاص، بكل ما فيه من بدائية وتخلف، طبعا، قياسا بما تعيشه الحضارة الموازية لها.

أين كانت الجماعات، وأين كانت الحكومات التي توالت على تدبير شؤون البلاد، وأين هي مشروعات التنمية، وأموال المبادرة الوطنية، لماذا هؤلاء كانوا في هذا الوضع، بيوتهم بنوها بما استطاعوا من سواعد وإمكانات هشة، ومن طين وتبن وخشب، وبما ورثوه من أسلافهم، بقوا خارج المدينة، وخارج الخيرات الاقتصادية والاجتماعية والفلاحية التي استفاد منها غيرهم، ممن ليسوا بعيدين عنهم إلا بما يحجبهم من جبال ومرتفعات، كأنها جدارات عازلة، تمنع وجودهم بيننا، باعتبارهم مغاربة، ولهم حقوق مثل كل المغاربة.

هل البلاد هي كبريات المدن، وما صار بعضها يحظى به من عناية فاقت التصور، وهل من يوجد خارج العواصم الكبرى، وخارج هذا المدار المدني، لا حظّ له من التحضر والتمدن، أو حتى البداوة، لكن بشرط أن يعيش كما يعيش غيره، طبعا، مع فارق المكان والطبيعة، وظروف العمل، ووسائل العيش، وأين هي العدالة المجالية التي طالما تبجحنا بها، وتعميم الثروات على الجميع، أو تقاسمها، أم أن هذا الكلام، كما لا يعني فقراء المدن، لا يعني فقراء الهوامش المنكوبة.

الشعب، بفئاته غير المرفهة، هو من خرج ليتضامن، وهو من أدرك أن هؤلاء مغاربة، ودمنا دمهم، وخبزنا خبزهم، وماؤنا ماؤهم، وآلامهم آلامنا. من رأى ما تهدم من بيوت، ودواوير، ومن رأى كيف استوت البيوت بالتراب، سيدرك كيف أن البيوت وهي قائمة، كانت ترابا واقفا على التراب، وهشاشة البناء، كانت من الأسباب التي ساعدت على هذا الانهيار الشامل الذي حاق بالحجز، وبما يجاوره من مناطق، بما فيها البيوت العتيقة بمدينة مراكش، وهذا يسري على كل المدن العريقة والعتيقة في المغرب، والدواوير، والتجمعات السكانية، في جنوب المغرب، كما في شماله، كما في وسطه، وكما في القرى المختلفة التي حين تزورها تجد الناس فيها، في الشتاء كما في الصيف، يعانون الحر والقر، وكأنهم ليسوا مثل جميع الناس في الحد المعقول من الحياة، ومن العيش.

هكذا كان زلزال أكادير، وهكذا كان زلزال الحسيمة، وهكذا تتوالى الزلازل، عينها، هي الأخرى، على الفقراء والبسطاء من الناس، وكأنها تأتي، بين الفينة والأخرى، لتفضح هذا الميز، وهذا الإهمال الشامل، وهذه العزلات التي تعيش فيها فئات من الشعب، وما يعانيه الناس للوصول إلى لقمة العيش، أو جرعة ماء، ليستمروا في الحياة، أما كيف، وبأي وسيلة، وفي أي ظروف، فهذا لا أحد يهتم به، اللهم حين تحل الكارثة، وتفضح الجميع، خصوصاً من يُنزِلون السماء إلى الأرض، ويصورونا لنا الواقع باللون الوردي أو الأزرق، وأن الجرارات تحرثها ليعم الخير على الجميع.

العدالة المجالية تقتضي أن ندرك أن «المغرب واحد»، كما في مسرحية للفنان الراحل الطيب الصديقي، وأن المغاربة سواسية في الحقوق، وفي الحياة، وفي المعاش، التفاوت ممكن، وموجود، لكن، ليس إلى الحد الذي يجعل الفقر هو القاعدة، والغنى استثناء، كما بدا في هذه الكارثة التي هي درس، علينا أن نتعلم منه، معنى المواطنة، ومعنى المساواة في الحقوق وفي الخيرات، وإلا فلا معنى لأي تنمية، ولا لأي تطور أو تقدم، أو رفاه، إذا نحن طمعنا في الرفاه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“المساء” المغربية – 13 أيلول 2023

******************** 

رحيل فيرناندو بوتيرو..

الفنان الكولومبي الذي وثّق عذابات العراقيين

رحل عن عالمنا أمس الجمعة فرناندو بوتيرو؛ الفنان والرسام والنحات الكولومبي الذي اشتهر في جميع أنحاء العالم بشخصياته الضخمة والسمينة، عن عمر يناهز 91 عاماً، وذلك في منزله بإمارة موناكو، حيث كان يتعافى بعد إصابته مؤخراً بالتهاب رئوي، كما أكدت مصادر من عائلة الراحل بالعاصمة الكولومبية.

ولد بوتيرو في مدينة ميديين الكولومبية عام 1932. مات والده عندما كان عمره أربع سنوات، وبذلت والدته جهداً كبيراً لتربيته مع أخوته الثلاث. درس في كولومبيا، بين ميديين وبوغوتا العاصمة، وتابع تخصصه في “أكاديمية الفنون سان فيرناندو” في إسبانيا، قبل أن بدأ مسيرته الفنية رساماً في جريدة “الكولومبيانو” في أواخر الأربعينيات.

أقام أول معرض له في سن الخامسة والعشرين في مدينته الأم. وفي عام 1953 وصل إلى فرنسا، حيث تعرف على تيارات الفن الموجودة هناك، وبعدها سافر إلى إيطاليا والتحق بـ”أكاديمية سان ماركوس”، حيث تأثر بالنماذج الجصية واستفاد منها في أعماله.

سفره إلى المكسيك وإقامته فيها لأكثر من عامين كان له أثر كبير على أعماله، لا سيما اللوحات الجدارية التي طبعت بشكل كبير مسيرته المستقبلية. “يجب أن ينتج الفن متعة وميلاً معيناً نحو شعور إيجابي. لكنني لطالما رسمت أشياء درامية. لقد بحثت دائماً عن التماسك والجماليات، لكنني رسمت العنف والتعذيب وآلام المسيح... هناك متعة مختلفة في الرسم الدرامي، في الرسم نفسه. أعظم متعة في الرسم هي دون أدنى شك الجمال”، يقول الفنان الكولومبي.

يعدّ بوتيرو من أبرز فناني أميركا اللاتينية وأحد أهم الرسامين والنحاتين العالميين المعاصرين. تنتشر أعماله الفنية ومنحوتاته الضخمة في معظم العواصم الأوروبية والأميركيتين، رغم الهجوم اللاذع لنقاد الفن المعاصر، الذين لا يستسيغون حيله الجمالية في الضخامة، وتحوير الأشكال نحو الاستدارة والامتلاء، بطريقة تقترب من الحس الفكاهي، وهي تحمل ملامح البساطة، وأحياناً السذاجة، في بهرجة لونية سريالية الملامح تتميز بحرفيّة عالية وصارمة لدرجة أن الموناليزا في لوحته “الموناليزا في سن الثانية عشرة” تحورت إلى لعبة مضحكة ببدانتها.

أرخ الفنان التشكيلي الكولومبي المعاصر لفظاعة ألم الجسد، وشعور الذل البشري، وانكسار الإنسانية المستباحة، عندما غافل العالم عام 2006 بتحوله عن موضوعاته المألوفة في رسم النساء السمينات والرجال والأطفال الضخام من الطبقات الاجتماعية المختلفة في أميركا اللاتينية إلى لوحات تجسد مأساة مشاهد التعذيب وأحداثها البشعة في “سجن أبو غريب” بالعراق.

ففي رسوماته التي حملت عنوان “لا تستح من الحقيقة”، والمرقمة من (1 حتى 50) وتضم عملين ضخمين، إلى جانب عشرات الرسوم متوسطة الحجم، وجميعها مستوحاة من مشاهد التعذيب بحق السجناء العراقيين في “سجن أبو غريب”، تحضر صرخة الإدانة بمشهدية درامية مؤثرة وأشكالها المتوترة وألوانها الفاقعة وضخامة شخوصها.

قد يرى البعض في تلك اللوحات مجرد تعليق فكاهي ساخر على صور مشينة، ولكن في تفاصيلها ودقة تماهيها مع شكل الضحية، نلمس صدمة ألم بوتيرو وتساؤلاته العميقة حول عبثية الوجود، عندما يعود الإنسان إلى حيوان كهف وحشي لم يُشفَ من بربريته وهو يستلذ.

يروى عن بوتيرو أنه عندما حدث تفجير في إحدى ساحات كولومبيا، حيث نُصبَ تمثال لحمامة سلام من صنعه، ودُمّر جزء من التمثال ومات ما يقرب الثلاثين شخصاً، طلب الفنّان من السلطات عدم ترميم التمثال، وإبقائه مشوهاً، لكنه صنع تمثالاً آخر لحمامة سلام، وأراد بذلك أن يصور السلام والعنف في بلده كولومبيا. ربما لهذا السبب تحديداً نعاه رئيس الجمهورية الكولومبية، قائلاً: “لقد كان رسام العنف والسلام في بلادنا، رسام الحمامة التي تخلصنا منها وأُعيدت إلى عرشها آلاف المرات”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 16 أيلول 2023

******************

 الصفحة الحادية عشر

في المكتبة

- محنة الجراد/ رواية راسم الحديثي/ اصدار دار النخبة/ القاهرة.

- تباين/ رواية يلام امان، صدرت عن مؤسسة ثائر العصامي- بغداد. سبق للروائي وان اصدر ثلاث روايات.

- قصص بحجم راحة اليد/ للكاتب الياباني ياسوناري كاراباتا. ترجمة كامل يوسف حسين، اصدار دار شرقيات/ القاهرة.

- الفتى المتيم والمعلم/ رواية الكاتبة التركية أليف شافاق. اصدار دار الحياة- بيروت.

- وعن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة صدر مؤخراً: “باب الدروازة” رواية علي لفتة سعيد، ناجية المراني/ “صوت المرأة العراقية في الغناء الشعبي” مراجعة وتقديم د. عبد الهادي السعدون. “غبار مدينة مقعرة” شعر عمار كامل داخل.

- هموم الفتى الزنجي/ رواية سعيد شامايا. دار الديوان- بغداد.

********************

راي

المعهد العالي للسرد

صالح الصحن

ليس بغريب على احد في الشرق والغرب ان الحكايات العربية وادب الرحالة والسيّر من المصادر المهمة في الادب، وهي ترفد اغلب الكتاب بأسلوب القص والمتن الحكائي الذي تأثر به العديد منهم، وهذا ما يؤشر ان لدينا الرصيد الكافي في امتلاك هذه الحرفة، ولكن مع مرور الأزمان وتعاقب الأحداث والمتغيرات، تتعرض ظاهرة الأدب والكتابة إلى مستويات متباينة بين مرحلة واخرى، وعالمنا اليوم وفي ظل التطورات التقنية الحديثة في الكتابة وطرائق السرد، يقودنا إلى المواكبة والتأقلم مع الحداثة وما بعد بعدها، كي تصل رسالتنا إلى العالم  باجناس الكتابة والفن والادب والجمال  وبنكهة عصرية متحضرة ، ولهذا علينا الارتقاء بفن الكتابة، وعلم السرد، والتي نرى فيها الكثير من المسوغات اللازمة للاهتمام بهذا الحقل الابداعي المهم، وما نسعى اليه هو ان نشتغل على وفق مناهج علمية معرفية عالية المستوى في التعلم والاشتغال مع الاخذ بعين الاهتمام ان الموهبة والمهارات الابداعية العالية هي الغذاء الرئيسي المرافق لاصول تعلم الحرفة  ، وان تأسيس معهد عال متقدم لدراسة السرد علما وفنا ومنجزا جماليا، اعتمادا على اجناس الأدب ومدارسه وأساليبه وتأريخه، فضلا عن الوسائط التعبيرية الجمالية المختلفة في السينما والدراما وعموم الفنون البصرية، والى مستوى ان يكون مرجعا سرديا كبيرا وخزانة واسعة لانواع مهمة من نوادر النصوص السردية المتكاملة، وبما يتطلب الكثير من الدعم والاهتمام والتطوير، سيما وان المعروف، ان مستوى المنجزات البصرية في السينما والتلفزيون محليا، هي الاقل والأدنى، إذا ما قورنت مع  منجزات الدول المجاورة.. ذلك ما نعتقده خطوة أولى تمهيدية لبناء الصرح الأكبر وهو المعهد العالي للسرد العربي، الذي يتطلب برنامجا عربيا محكما، بكل أشتراطاته المؤسساتية ونظامه الداخلي ومفردات مناهجه العلمية والمعرفية والتعليمية، بأسلوب ا مميز ومعاصر، فضلا عن ما يلحق به من ورش وبرامج تطبيقات عملية لبناء كوادر ماهرة في الكتابة والسرد وفن كتابة السيناريو، واللغة البصرية.. وفي التداول المتواصل مع الاستاذ الدكتور عبد الله ابراهيم، استاذ النقد والسرد والباحث والمؤلف المعروف بموسوعة السردية العربية، رحب كثيرا بالفكرة المقدمة، ويبدو انه كان يحمل منذ زمن مبكر ذات الهم والاهتمام، لاحياء ونماء هذا المفصل المهم في الثقافة العربية، اذ ذكر انه دعا إلى تأسيس (جماعة الدراسات السردية) الذي طرحه في ملتقى السرد العربي الرابع الذي عقد في عمان حزيران 2014 والذي قرأ فيه البيان التأسيسى الأول، والذي أكد  على صياغة الإطار المنهجي لدراسة وتحليل الظاهرة السردية، مع تكوين معجم سردي يغذي العملية النقدية وفقا للمستويات الاسلوبية والبنائية والدلالية، والتي تتوفر فيها السمات السردية، شفوية ام كتابية ام رقمية.وقد اقتطعنا جزءا من مضمون البيان الذي نشر في “الحياة” اللندنية في 23/6/2014 الذي أكد على :

(وبالإجمال تتطلّع الجماعة إلى صياغة تصور منهجي للدراسات السردية العربية، يحافظ على القيمة الأدبية والاجتماعية للنصوص السردية، وتسعى إلى رسم الملامح العامة للسردية العربية بوصفها وتحليلها وتأويلها بطرائق منهجية دقيقة، وهي جماعة عابرة للحدود الجغرافية لأنها تتطلع إلى دراسة الظاهرة السردية العربية وعلاقاتها بالسرديات الأخرى، ولا تشترط الجنس أو اللغة أو البلد فيمن ينخرط فيها كونها جماعة ثقافية- نقدية مستقلّة تعنى بتجديد الدرس السردي، وبتوسيع زوايا النظر إلى الظاهرة السردية بدلالتها العامة لتشمل السرود الأدبية والتاريخية والدينية في الثقافة العربية، فضلاً عن الاهتمام بالعناصر السردية في الشعر والسينما والمسرح وسائر أشكال التعبير الأخرى. وتنطلق في كل ذلك من مرونة في طبيعة العمل النقدي بالانفتاح على التجارب النقدية في العالم).. ذلك ما يزيد من فاعلية الاشتغال في المفصل الأكاديمي في عموم الجامعات مع التنسيق مع مراكز الأبحاث ودور النشر والاتحادات الادبية  والمؤسسات الفنية التي تعنى بالكتابة والنص والخطاب، الطامحة إلى تأسيس هوية مستقلة للسردية العربية بأفاق واسعة لا حدود لها.

*********************

قصة قصيرة

ما بعد ايام الخلق

طالب كاظم

يوم السادس عشر من يناير،  في تلك الساعة المبكرة  من فجر يوم الاثنين ،  تعامد برج الجدي  في اقتران استثنائي مع مدار نيبرو ، اقتران لم يعهد او رأى مثله  طوال حياته التي امضاها يجول ببصره  متاهات السماء وهو يقرأ ومضات الضوء الخافتة التي تخبره بما سيحدث ، في تلك الساعة المبكرة من يوم الاثنين ، كان يعد نفسه للصلاة  في محرابه  المتواضع  ، بعد ان اشعل شموعه وطيب مخدع الاله بالبخور ، شعر بالغبطة تعيد ترتيق شيخوخته بالامتلاء والقوة بعد ان لمح المعجزة  تحدث في افق السماء التي اخذت تتململ وهي  تستعيد يقظتها بضوء الفجر الهادئ .

ما قبل اليوم الاول

لم يكن هناك تقويم بعد ، لازمن يعدد له اللحظات التي تمضي  ولا مكان  يحدد وجهته ببوصلة ما او اسطرلاب يقاطع الافق البعيد بنجم القطب  ،  ثمة ضوء فحسب ، ضوء ساطع  ومخلوقات  هلامية شفافة تعوم في الفراغ ، كان  وحيدا جدا ، ينوء بمخيلته التي تضج بالصور والاحداث  ، كان مرتبكا بالأحرى لم يكن  يعرف باي الاشياء يبدأ ابديته في عزلته العريقة  ، امضى ساعات ظهيرته تلك ، يتجول في منتجعه الابدي ، يستطيع ان يفعل اشياء كثيرة في تزامن واحد  ، ان يفكر ويتكلم ويصنع ويرى ما سيحدث ويتذكر الاشياء التافهة كما يتذكر المفترقات الصعبة ، حاول الهروب من الملل الذي شعر به ، اذ انهمك ينظر الى العدم ، ليس هناك ثمة شيء يمكن الكتابة عنه ، كيف يمكنك وصف شيء لاوجود له ؟!،   اسند ظهره الى الشجرة العتيقة باغصانها المتشابكة التي بدت كأمرأة  مسنة متهدلة الوجنتين  بثمارها المحرمة، يشغل وحدته بتدخير سنارته بيرقة خنفساء ذهبية التقطها وهي تحاول  قضم قشرة الثمرة الناضجة ،  وكانت مياه ،  ما ان تطلع الى النهر العميق بضفتيه الضحلتين بالمياه الساكنة  التي بدت مثل لوح زجاجي ، في تلك اللحظة ، تفتقت مخيلته عن سرب اسماك ملونة بزعانف لينة تتمايل كالريش في التيار المتدفق، الامر غير مجهد ، فالأشياء التي يرغبها لا تتطلب منه سوى ان يفكر بها  لكي تنبثق في لمح البصر ، شعر بالغرين ورائحة التراب حينما شم  اصابعه التي تلطخت ببقع الوحل  وكان الطين  ، شيئا فشيئا  ، كانت الاشياء تمد راسها وتستطلع الوجود الاول ، القواقع  والحلزونات التي مدت مجساتها اللزجة ، اينما تطلع كانت الاشياء تنبثق من العدم  ، ثمة سرب عصافير  وزقزقات  هنا وهناك ، قطيع غزلان  مرت بالجوار ، كانت تتطلع بدهشة  قبل ان تتوارى بين جذوع الاشجار الغليظة .

في تلك الظهيرة ، استل الصلصال اللين  وشكل بين اصابعه قوامها المثير قبل ان تشهق بانفاسها الاولى . 

ما بعد ظهيرة  الثلاثاء  من شهر اذار عام 1975. لم تكن انت بعد ،  كان موسما غريبا بالأحرى كان موسما متطرفا ، تفتقت مخيلة الشتاء ليكشف لنا عن مهارته في ابهارنا بتحولاته ، وابل المطر الشديد الذي انصب  لايام  غمر الطرقات فيما يشبه طوفان من الوحل والقطط والكلاب النافقة، بينما الزوابع العنيفة التي اطلقت بروقها تجلد ظهر الارض ، شطرت الاشجار المعمرة بجذوعها الضخمة الى نصفين ، كان يخدعنا بظهيرة  دافئة بنصف شمس  تتفادي  مشاكستنا  بالاختباء وراء غيوم كسولة  ليباغتنا  بعاصفة غاضبة ، اقتلعت شجرة المشمش بجذورها واطاحت بالنخلة صاحبة العذوق الاربعة .

بلامبالاة تلقت نظراته القلقة وهي تقطع بخطواتها المتمهلة الممر الضيق الذي اختنق بدوامات الدخان  و الموسيقى الصاخبة التي تبددت في  الثرثرة التي اختلطت بالقهقهات الناعمة والاصوات الخشنة التي تصاعدت في الفضاءات المغلقة .

يمكنها ان ترى احدهم بطرف عينيها وهو يرمق قوامها اللين الممشوق باشتهاءات عميقة ، لمحته وهو يشير اليها بطرف عينه  بينما انشغل صديقه يتفقد صدرها بنظراته،  كان صدرها الناضج يهتز، مع كل خطوة يلامس فيها طرف كعبها العالي الممر الصقيل ، لم تر ضرورة  تمويه ابتسامتها ، حين عمد احدهم الى لكز خصرها بمرفقه ، حتى انها لم تلتفت اليه فيما هو  يجوس بنظراته تقاطيع انوثتها  التي تضج  بالرنين ، اهملته وهي تجتازه في طريقها الى طاولتها المعتادة .

هناك في الركن القصي قرب الواجهة الزجاجية  في كرسيها البلاستيكي  الاحمر، ستكون الانثى التي لا تستطيع ، مهما حاولت للإفلات من سطوة انوثتها ، مراوغة الوقوع في سحرها الانثوي الغامض ، هي تدرك ذلك ، تعرف انها مثيرة ، تعرف كيف تلامس الوتر المشدود  بأطراف اصابعها ، فتغرق الجميع في طوفانها ،  وفي الوقت نفسه هي المرأة  العصية التي لا يمكن خداعها بمواعيد ضالة ، فهي  ليست بالطريدة التي يمكن اصطيادها بلا ثمن .

الساعة الخامسة عصرا يوم الثلاثاء

التنورة الضيقة كشفت انحناءات  وركها الانثوي ، ومؤخرتها المستديرة بفخذها المفتول وتقاطيع ساقيها الممتلئتين .

 نفثت دوامة دخان كبيرة وهي ترمي برماد سيجارتها في المنفضة الكرستالية ، تطلعت حولها ببطء ، كما لو كانت لبوة جائعة تنوء بأنوثتها واشتهاءاتها ،  تفتش الطاولات والمقاعد عن ضحيتها المقبلة ، ستمتص عصارته وسترميه كحيوان نافق بجلد مجعد ووجه شاحب،  سيعيش احزان ذكرياته التي سترافقه لزمن طويل:

يتذكر فخ انوثتها وهي تطويه بذراعيها ، رمقته بنظراتها ،  كانت عيناها تغوصان في  اعماقه ، حتى تعرت روحه ـ شعر بعريه امامها  ، بات مكشوفا  لها  ، لا شيء هناك يستطيع اخفاؤه عنها ،  شعر بها تهتك اسراره ، لم يجرؤ على مبادلتها نظراتها المتسائلة فحاول التخلص من تعثره  بالهروب في حديث هامس مع جليسه الذي لم يعد له وجود ، هي تعرف تخبطه وخوفه ،  اليست هي الانثى المحترفة ، التي تدرك الاسرار،  خالقة المتعة  وصانعة المواعيد، وهو ليس اكثر من  فتى غر تعوزه التجربة لكي يفهم المرأة ، لم يستطع الافلات او الهروب من سحرها  سوى للحظات ،عندما استدار برأسه ينظر اليها عبر الدوامات والثرثرة والموسيقى الصاخبة ، شعرت به صبيا وديعا اكثر مما يجب ، وهو الامر الذي يفتنها ويؤجج شغفها ، فالفتى البتول هو الذي يلهمها في عواطفه واحاسيسه ، الصبي البكر الذي لم يكتشف بعد اسرار الانثى ولم يتذوق عسل مفاتنها السرية ،  شعرت باسراره العميقة تطفو على وجهه الطفولي الاملس، وجها فتيا لم يتخلص بعد من البراءة الاولى ، ستلهم حقوله، او ستدنس براريه العارية بالأزاهير، وستشعل في ذاكرته الف محرقة ، حتى لن يعود يرى في حياته سواها ، كانها ترسل دوامة غنج عبر حلقات الدخان الازرق الذي تصاعد في الهواء ، فيها اشتهاءات ورغبات نفثت دوامة دخان سيجارتها  حتى لم يعد يرى شيئا سوى تقاطيع وجهها  الحليبي المشوب بلون زهري خفيف وفم شهي ينفث دوامات زرق في الهواء الراكد.

*********************

نون النسوة

  امتحان

جنان السعدي

تحتَ الترابِ

بسكينةٍ يرقدُ إنسان

وفي سريرٍ من ديباجٍ

هن.اك ... في برجهِ العاجي 

حيثُ لاشيءَ يشبهُ الإنسان

بأمانٍ  يستلقي ثعبان

يلهو ..

بالطبشورِ يرسمُ أشباحاً

يصوغها دمىً

يجعلُ منها أوثان

يتراقصُ حولها  كالشيطان

ثعبانٌ

يلدغُ ما يشاء

وقتما يشاء

موتٌ يستعرضُ مهاراته

موتٌ بالمجان

كانَ الموتُ رسولاً

رؤوفاً كتنينٍ صارَ

يلتهمُ الفراشاتِ الآمنةِ  و الغزلان

في السرِّ جندٌ له 

أصحابُ سوءٍ وشلةُ أخدان

و سماسرةٌ في العلن

استقوى بالجهلِ الآثمِ

و بالسُقمِ العابثِ بالأرواحِ

في بيوتِ الطينِ

في مدنِ الصفيحِ الساخنِ

سحقَ أضلعاً

همْ ملحُ الأرضِ يا موت

أبناءُ اللقمةِ العسيرة

رفقاً بهمْ

كيفَ انتزعتَ ما فيهمْ بخفةِ بهلوان

لمْ تفعلها

في قلاعِ السلطان

باستحياءٍ تطرقُ بابَ السلطان

أولادُ السلطانِ نيام

حاشيةُ السلطانِ

بينَ كاسٍ و ساقٍ و خوان

حروبٌ .. حروبٌ .. حروب

فاهُ واسعٌ مفتوح

مخالبه .. اذرعه

دونَ رحمةٍ سحقت

زهورَ الميدان

مزقت بأنيابِ  حيتان

مازالَ لموتِ الفقراءِ  دويُ نحيبٍ

لافتاتُ عزاءٍ

تطرزُ ساحاتِ شوارعهمْ

أشرطةُ حدادٍ

تزدانُ بها صورهم وأعالي الجدران

قالوا امتحان

يا لهولِ الإمتحان 

مَن يَعدِلُ كفةَ الميزان ؟

*********************

  مشهد من مدينة

 « الإسم كما تشاء »

 ريسان الخزعلي

مسرح ٌ  بلا  ستارة ٍ ، بلا  أبعاد ٍ ، العرض ُ مستمر ٌ ،

الممثلون َ في العمق ِ لايرون َ الجمهور َ ، والتصفيق ُ

يتعالى

وأَناذاهب ٌ

لأرى المشهد َ الأخير ..!

 عائد ٌ لأكون َ في المشهد ِ الأوّل ِ الأخير ..!

  شوارع

عَبرتُها

وأنا الإشارَه

شوارع ٌ

تنساب ُفي رأسي ..،

وظلّي خيمة ٌ عَلَت ِ العمارَه ...

واجهات

عبر َجسر ِالمدينة ِ

كان َ الضياء ُ هناك َ

على شكل ِ تاج ْ

والوجوه ُ على الواجهات ِ رغيف ُ زجاجْ ...

المارّه  رأيت ُرؤوساً

عَلَتْها استطارَه ../

على الأكتاف ِيلصقُها

صمغ ُ أبخرة ِ النجارَه ...

النهر

واستفاق َعلى صحوة ٍ ،

 جزرة ٍ  ، في الدوار ْ

استفاق َ على  لؤلؤ ٍ  في  المحار

المسنّاة ُ

عالية ٌ

والمياه ُ قلادة ُ زينة ِ مَن حَمَل َ الجرار ...

كأس أبي نؤاس

فارغ ٌ

فارغ ٌ

فارغ ٌ

فارغ ٌ والأصابع ُ مقطوعة ٌ

كل ُّ قطرة ِكرْمٍ

على  العشب ِ مسموعةٌ ٌ .

وابن ُ هاني يقول ُ : الأعالي بكأسي َ مرفوعة ٌ ...

صرخة

طلقة ٌطلقتان ْ

فَلِمَن أُوسع َ المكان ..؟! ...

مغنّي الرصيف

المُغنّي  ، على الرصيف ِ آخر َ الليل ،  لم  يلتزم ْ

“  بمذهب  ٍ “    ولا  “ بكوبليه “ ، يردد ُ اشراقاتِه

في التيَه .

مات َ مُعلّقا ً من صوته ِ ..

للآن َ والصدى يُحشرج ُ

ياليل .. أنا الياويل .. أنا الياويل ...

نهاية المشهد

مسرح ٌ مغلق ٌ ، والممثلون َ خلف َ الباب ِ ،  يشعلون َ ضوءاً بنفسجيا ً،

نكاية ً بشدّة ِ ضوء ِ النهار ِ ... ، وقد بدأَ  العرض ُ الخاص ُّ مجانا ً لِمَن

  يقوى على الدخول ِ بمفتاح ِ

master key    

***********************

الصفحة الثانية عشر

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • ابونصار 500 ألف دينار.
  • شاكر محمد سعيد 500 ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

********************* 

معرض تشكيلي حول التغيرات المناخية

متابعة – طريق الشعب

دعت دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة، الفنانين التشكيليين إلى المشاركة في معرض تشكيلي خاص بالتغيرات المناخية وأثرها على  البيئة، يقام في الفترة من 7 إلى 8 تشرين الثاني القادم على “قاعة المحطة” في بغداد، وذلك برعاية رابطة المصارف الأهلية.

ودعت الدائرة الفنانين الراغبين في المشاركة إلى إرسال مشاركاتهم الفنية، في مجال الرسم تحديدا، إلى قسم المعارض في مقرها.

وسيحمل المعرض عنوان “التغيرات المناخية.. تحدي الحاضر ومخاطر المستقبل”.

********************* 

أما بعد..

إضاءات

منى سعيد

نيكوس كازانتزاكي كاتب رواية “زوربا” الشهيرة التي تحكي قصة شاب يصاحب رجلا كبيرا محبا للحياة يعلمه تفصيلات جميلة لم ينتبه لها يوما، والتي تحولت إلى فيلم بالاسم نفسه تألق فيه الممثل الكبير أنتوني كوين بأداء رقصته الرائعة التي صارت نمطا مشهورا للرقص يؤدى في أنحاء العالم، كازانتزاكي كان يطلب من ربه أن يمد بعمره عشر سنوات إضافية ليكمل أعماله وليتفرغ لنفسه، وتمنى لو كان في إمكانه أن يتسوَّل من كل عابر سبيل ربع ساعة بما يكفي لإنهاء عمله ، وبقي على تلك الأمنيات حتى توفى عن عمر لم يزد عن أربعة وسبعين عاما.

وفي وقفة مع النفس لابد لنا من التساؤل، تُرى كم عملنا على ردم أوقاتنا بأمور غير مجدية، وكم نتمنى اليوم أن تمتد أعمارنا لنكمل ما عزمنا عليه من إكمال مشروعات أو تحقيق أمنيات؟!

لكل منا أسرار ربما تقبع في سراديب دواخلنا، نخشى البوح بها مكتفين بالتمني بأن نعيد توقيت ساعاتنا الداخلية كي نضبطها على صباحات أجمل بشموس مشرقة تزيح خفافيش كوابيس أيام صعبة مررنا بها.. تُرى هل تكفي الأمنيات؟ أم أن أوقاتنا قد تسربت سهوا وفي غفلة من الزمان كالرمال من بين أيدينا؟

هناك من يبالغ في جلد نفسه ويحسب أن عمره ذهب هباء أو هواء في شبك متناسيا أي عمل أو ممارسة جيدة فعلها، لا يفكر قطعا بالمثل الصيني القائل” لا تلتقط بندقية لتقتل فراشة!”

وقد نتوهم أحيانا بتصديق أكاذيب تجعلنا نسبح مع الأسماك الميتة دون أن ندري، متجاهلين أن لبعض الكلمات مهما كانت بسيطة قوة هائلة قادرة على رفع البشر، وكلمات أخرى تلحق بنا خسائر لا تعوض مهما بلغنا من التوازن، بل تزجنا في أسر الانكسار فلا نبصر غير الرماد، من هنا لابد من مصاحبة صديق محب يمدنا بعافية طاقة ايجابية، جاعلا من ابتسامته كلمة طيبة من غير حروف، وحين يمتلك رغيفين وحسب على سبيل المثال، فلابد من أن يأكل واحدا منها ويشتري بالآخر وردا وزهورا.

ويفسر العلماء أن في مرحلة ما وخصوصا عند التقدم بالسن يُخيل للمرء أن الأسابيع والسنوات تمر عابرة في لمح البصر. وإذا كنت تشعر أن الحياة تمر سريعا، فهذا يدل على أن حياتك مليئة بالأحداث. وستشعر أن الوقت يمر ببطء إذا كنت تشعر بالملل أو الضيق أو الوحدة أو بأنك منبوذ. وأن الأوقات كلما كانت ممتعة، بدت كأنها تمر سريعا.

طبعا نخشى الفشل ونتعب حين نتجاهل أخطاءنا وسكوننا أو ركودنا، فمن   أكثر الأمور التي تجعل الإنسان تعبا، منهكا، وقوفه في مكانه، الركود هنا يعني التعفن الاضمحلال والتلاشي. وبعيدا عن السوداوية لابد من تذكر حقيقة “أن الإنسان يصبح عجوزا حين تحل الأعذار محل الأمل”.

********************** 

في لقاء مع «طريق الشعب»

مصور فلكي يتحدث عن علم الفلك وأهميتهبغداد – حسن حردان

منذ كان في الثالثة عشر من العمر، انجذب غيث فراس حمزة نحو التصوير الفوتوغرافي، وتحديدا في مجال رصد الأجرام السماوية والتقاطها. وبدعم معنوي من عائلته وأصدقائه، بدأ يتوجه نحو تعزيز هذه الهواية وتوفير الأدوات اللازمة لها وتعلم استخدامها، حتى أصبح شيئا فشيئا مصورا فلكيا وعضوا في «فريق دار السلام» الفلكي الشبابي في بغداد، والذي يهتم في علم الفلك والظواهر الفلكية ويزاول التخييم لرصد الاجرام السماوية.

«طريق الشعب» التقت بهذا المصور الشاب، ليجيبها عن أسئلة تتعلق بعلم الفلك وأهميته في حياة الإنسان، ودوره في التنبؤ بحالات الطقس والظواهر الفلكية كخسوف القمر وكسوف الشمس وغيرها.

  • أهم الأجرام الفلكية التي التقطتها عدستك؟

- صورت القمر والسديم الجبار وكوكب المشتري وعنقود الثريا النجمي، فضلا عن ظواهر فلكية مختلفة كالكسوف واقترانات الكواكب.

  • ما هو علم الفلك؟

- هو العلم الذي يدرس الكواكب والنجوم والاجرام السماوية وحركاتها وتكويناتها وظواهر الكون المرتطبة بها. وقد حقق هذا العلم قفزات هائلة في ظل اختراع التلسكوب والنتائج العلمية التي تم التوصل إليها من خلال الرحلات الفضائية.

  • بماذا يساعدنا هذا العلم؟

- يساعدنا في فهم الكون وتركيبته، وفي تحديد البعدين الزماني والمكاني للأجرام السماوية، فضلا عن التنبؤ بالاحداث الفلكية مثل الكسوف الشمسي والخسوف القمري. كما يساعد هذا العلم في فهم تاريخ الكون وتحديد عمره والبحث عن الحياة خارج الأرض.

  • هل هناك علاقة بين علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية؟

- توجد علاقه وثيقة بين هذين العلمين. وبالرغم من كونهما مجالين مختلفين، إلا انهما يتشاركان في بعض العناصر. فعلم الفلك يهتم في دراسة الاجرام السماوية مثل الكواكب والنجوم والمجرات والكويكبات. اما علم الأرصاد الجوية فيهتم في دراسة الغلاف الجوي وتوقع وتحليل الظروف الجوية العالمية والمحلية ودراستها، إلى جانب فهم العوامل الخارجية المؤثرة على الأحوال الجوية في المستقبل.

  • هل علم الفلك هو نفسه علم الفضاء؟

- الإثنان يعملان في مجال دراسة الكواكب والنجوم والمجرات والظواهر الكونية، إلا ان هناك اختلافا طفيفا بينهما. ويمكن القول ان علم الفلك يهتم في دراسة الاجرام السماوية والعمليات الفيزيائية والكيميائية المرتبطة بها، فيما يهتم علم الفضاء في دراسة الفضاء الخارجي والتكنولوجيا الفضائية.

********************* 

موسم «مغامرات الحظ» يحل في ديالى

متابعة – طريق الشعب

حل في محافظة ديالى أخيرا، موسم صيد الطيور النادرة أو ما يطلق عليه “مغامرات الحظ”. إذ يتوجه الصيادون هذه الأيام إلى الأراضي الفاصلة بين الحدود الشرقية للمحافظة والجانب الإيراني.

ووفقا لمدير ناحية قزانية شرقي بعقوبة مازن أكرم، فإن الصيادين من ديالى وخارجها بدأوا ينصبون مخيماتهم في الوديان والمناطق الحدودية التي تقصدها الطيور البرية النادرة وأبرزها “الطير الحر”، والتي تصل أسعارها إلى عشرات ملايين الدنانير. وأوضح أن “مناطق الصيد تتركز في بادية قزانية، التي تعد منطقة جغرافية ثرية للغاية في تنوعها، والتي يمكن استثمارها لتتحول إلى واحة سياحية ونقطة جذب عالمية لهواة صيد الصقور”، مشيرا إلى أن موسم الصيد ينتهي نهاية السنة، مع انخفاض درجات الحرارة. 

إلى ذلك، طالب أهالي قزانية الجهات الأمنية بتدقيق هويات الصيادين، وإلزامهم بالحصول على الموافقات الأمنية لمنع تسلل الإرهابيين والمطلوبين أمنيا بينهم، ولتفادي حصول أي حوادث تهدد استقرار الناحية ومحيطها.

وتعد عمليات صيد الطيور النادرة في ديالى ومحافظات أخرى أشبه بمغامرة حظ. إذ ان بعض الصيادين لا ينجحون في اصطياد الطيور. كما ان هناك معوقات كبيرة يواجهها هؤلاء، أبرزها صعوبة التضاريس.

*********************

«رؤى نحو الجمال»

على قاعة كولبنكيان

متابعة – طريق الشعب

احتضنت قاعة كولبنكيان للفنون في بغداد، الأحد الماضي، معرضا تشكيليا بعنوان “رؤى نحو الجمال” أقامه البيت الثقافي الفيلي بمشاركة فنانين تشكيليين من مختلف محافظات البلاد.

ضم المعرض الذي أقيم بالتعاون مع دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة و”تجمع فادية” للفن التشكيلي، 70 عملا توزعت بين الرسم والنحت والخزف، ومثلت مدارس فنية عديدة، وجسدت رؤى مختلفة تحاكي الواقع والطبيعة. 

وشهد المعرض حضورا نخبويا من فنانين ومثقفين ومهتمين في الفن التشكيلي، إلى جانب عدد من وسائل الإعلام والمنظمات المدنية.

وفي الختام جرى توزيع شهادات تقدير وألواح إبداع على الفنانين المشاركين في المعرض، والإعلاميين الذين ساهموا في تغطيته.

********************** 

«ميسي بغداد»

يخوض منافسات جديدة

متابعة – طريق الشعب

بعد مشاركته في العديد من المهرجانات الدولية، من المقرر أن يشارك فيلم “ميسي بغداد” للمخرج العراقي الكردي سهيم عمر خليفة، في عدد آخر من المهرجانات.

وسيشارك هذا العمل السينمائي في مسابقات مهرجان هولندا للأفلام بدورته 43، والذي ينطلق غدا الجمعة ويستمر حتى يوم 29 أيلول في هولندا.    كما سيشارك الفيلم في “مهرجان ستشيلينغل” الدولي للأفلام بدورته 28 في ألمانيا، وهو مهرجان خاص بأفلام الأطفال والشباب، ويقام في الفترة من 23 إلى 30 أيلول الجاري. وفي السياق، سيشارك “ميسي بغداد” في مسابقات سينمائية ستنظم خلال الفترة المقبلة، وهي: الدورة 42 لـ “مهرجان أبيتيبي- تيميسكامينج” الدولي للأفلام في كندا، ومسابقات “مهرجان بايوبيك” الدولي للأفلام في إيطاليا، فضلا عن مهرجان الفيلم العربي في روتردام.

ومن المقرر أيضا أن يشارك الفيلم في مسابقات “مهرجان سيغموند فيلموس” الدولي للأفلام، والذي يقام في الفترة من 24 لغاية 28 تشرين الثاني القادم في هنغاريا.

وكان “ميسي بغداد” قد شارك في مسابقات الدورة 15 لمهرجان أوستيندة الدولي للأفلام في بلجيكا، الذي أقيم مطلع العام الحالي. أما في حزيران الماضي، فقد شارك العمل في الدورة 25 لمهرجان شنغهاي السينمائي الدولي، وترشح لثلاث جوائز. كما شارك خلال الشهر نفسه في الدورة 63 لمهرجان زلينة الدولي للأفلام في التشيك. وبدأ فيلم “ميسي بغداد” قصيرا، وفاز بستين جائزة عالمية. وفي العام 2022 أعيد إنتاجه كفيلم سينمائي طويل. وقد صورت مشاهد الفيلم في إقليم كردستان.

***********************

على قاعة شيوعيي البصرة

استذكار الأديب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل

البصرة – طريق الشعب

نظم “ملتقى جيكور” الثقافي و”دار الأدب البصري” أخيرا، جلسة استذكار للروائي الكويتي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، في مناسبة مرور 5 أعوام على رحيله.

حضر الجلسة التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، نجل الفقيد وعدد من الأدباء الكويتيين، إلى جانب جمع من المثقفين والأدباء البصريين.

الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري أدار الجلسة واستهلها داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى الفقيد.

ثم قدم نبذة عن المسيرة الإبداعية للفقيد، والتي خطاها في العراق وأكملها في الكويت لغاية رحيله.

وخلال الجلسة، قدم عدد من الحاضرين شهادات ومداخلات عن الفقيد وتجربته السردية، وهم كل من الأدباء الكويتيين محمد جواد ابو مازن وفهد الهندال وهديل الحساوي وشمايل بهبهاني وخالد النصر الله، والأديبين البصريين محمد خضير وجميل الشبيبي.

كذلك قرأ الكاتب باسم محمد حسين ورقة نقدية عن منجز الفقيد مرسلة من الناقد علوان السلمان، وأخرى قدمها الكاتب الكويتي محمد السعيد.

وفي سياق الجلسة وزعت نسخ من إصدارات الفقيد على الحاضرين.

يشار إلى أن الروائي إسماعيل فهد إسماعيل المولود عام 1940 في “قرية السبيليات” بقضاء أبي الخصيب في البصرة، تفرغ للعمل الأدبي منذ سبعينيات القرن الماضي، وأصدر خلال مسيرته نحو 39 كتابا موزعة بين الروايات والمجموعات القصصية والدراسات الأدبية.

ويعد إسماعيل المؤسس الحقيقي لفن الرواية في الكويت، وهو حاصل على البكالوريوس في الأدب والنقد في المعهد العالي للفنون المسرحية - الكويت.