اخر الاخبار

الصفحة الاولى

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:

نتضامن مع عوائل ضحايا فاجعة الحمدانية

هزّنا بشدة خبر تحول حفل الزفاف في الحمدانية (بغديدا) الى فاجعة مروعة اثر اندلاع الحريق في قاعة الزفاف، والذي ذهب ضحيته مئات المتوفين والمصابين.

نواسي أهالي قضاء الحمدانية ومواطني محافظة نينوى الحدباء كافة، وندعو الجهات المسؤولة الى تقديم كل ما يمكن من العون والمساعدة للضحايا وعوائلهم وللمصابين.

كما ندعو الى التحقيق في أسباب وظروف الحادث المفجع، والتحقق من مدى التزام بناء القاعة بالمواصفات وقواعد السلامة للحؤول دون تكرار مثل هذه الكوارث المأساوية

نكرر المواساة والتعازي الحارة لعوائل الضحايا، متمنين للجرحى الشفاء العاجل والصحة والسلامة.

27-9-2023

********************

فاجعة جديدة والابرياء وحدهم يدفعون الثمن

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظة نينوى أمس الاول الثلاثاء، مأساة جديدة بعد حريق ضخم أتى على قاعة أعراس في الحمدانية، مخلّفاً عشرات الضحايا والجرحى. وأُعلن الحداد العام في البلاد لمدّة ثلاثة أيام، وفي نينوى لمدّة أسبوع كامل، في وقت لا تزال أعداد الضحايا المعلنة متفاوتة.

تشييع الضحايا

وجرت في قضاء الحمدانية امس الأربعاء مراسم تشييع ودفن بعض من ضحايا الحريق المروع الذي نشب في قاعة للأعراس وأودى بحياة 93 مواطناً حسب أخر حصلية أعلن عنها وزير الداخلية العراقية عبد الأمير الشمري.

ووصف الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم في كلمة القاها خلال المراسم ما حصل بـ “نكبة مؤلمة جداً”، مؤكداً ضرورة أن تكون هناك “مقاييس للبناء”.

وقال إن “ما حصل يدعو المسؤولين والمستثمرين إلى إنشاء قاعات ومبان متينة ليحافظوا على حياة الناس وليس فقط الاستثمار والمال”.

واشاد بالتضامن الذي ابداه العراقيون قائلاً إن “كل العراقيين متضامنون مع قرقوش من مسيحيين ومسلمين وشبك، خاصة اخوتنا المسلمين الذين الغوا الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف حداداً على هذه الفاجعة”.

حصيلة الحريق

وأعلن وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، مصرع 93 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين في الحريق، فيما تشير مصادر أخرى الى ان اعداد الضحايا من الممكن ان يصل الى 450 حالة وفاة واصابة.

واكد الشمري، أن “القاعة التي حصل فيها الحادث تفتقر إلى إجراءات السلامة والأمن، وأن الدلائل تؤكد أن سبب الحادث هو استخدام الألعاب النارية داخل القاعة، ما أدى إلى احتراق سقفها وانهياره بشكل سريع على المتواجدين داخلها”. 

من جهته، وجّه رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، الوزارات والمحافظات ومؤسسات الدولة كافة، باتخاذ جملة من الإجراءات العاجلة، وذلك على أثر حادثة الحريق، من بينها “تشكيل لجنة تحقيقية بالحادث، وإعداد قائمة دقيقة بضحايا الحادث وذويهم، لضمان حقوقهم القانونية والاعتبارية وتعويضهم مادياً، وإعلان الحداد العام في مؤسسات الدولة كافة، لمدّة ثلاثة أيام، عزاءً في الضحايا ومواساةً لذويهم وأهلهم”. كما خصصت الحكومة العراقية 3 طائرات مروحية لنقل مصابي حريق الحمدانية إلى مستشفيات بغداد.

تعديل القانون

وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، اعتقال القائمين على قاعة الهيثم للأفراح في الحمدانية، فيما اشار الى تعديلات جديدة ستجري على قانون الدفاع المدني، من شأنها أن تمنع تكرار حوادث مثل فاجعة الحمدانية.

واضاف المحنا في افادة اعلامية ان “التحقيقات مستمرة، لكن المسببات الرئيسية لسقوط هذا العدد من الضحايا، كان على رأسها إقفال مخارج الطوارئ في قاعة الأفراح، إضافة إلى عدم تنفيذ وصايا الدفاع المدني وعدم اتباع إجراءات السلامة، واستخدام الألعاب النارية، ووجود أعداد كبيرة في القاعة”.

واوضح ان “الحصيلة الأولية لم تكن نهائية، الشهداء 93 شهيداً و100 مصاب، بعض الجرحى نقلوا إلى مستشفيات أخرى والبعض غادر بعد تلقي العلاج”، مبينا انه “تم توقيف العاملين والإدارة المسؤولة على القاعة، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق مالكي المشروع”.

واشار الى ان “هناك تقصيرا في أصل قانون الدفاع المدني لذلك أوعز الوزير أن يجري تعديلا لهذا القانون، وفعلاً أكملت الدوائر القانونية عملها بهذا الصدد، وسيكون من بين الشروط أن تتوقف الموافقات لأي مشروع حتى إكمال كل تعليمات الدفاع المدني”.

واندلع الحريق في سقف القاعة وانتشرت النيران بسرعة كبيرة قبل أن يتمكن الحضور من الهرب، بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال، وهو ما أكدته مديرية الدفاع المدني.

أسباب الحريق

وأوضحت مديرية الدفاع المدني، في بيان، تفاصيل ما جرى: “قاعة الأعراس مغلفة بألواح ألكوبوند سريعة الاشتعال”.

وأضافت في بيانها، أنّها “مخالفة لتعليمات السلامة ومُحالة إلى القضاء بحسب قانون الدفاع المدني رقم 44 لسنة 2013 لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة”.

وأشارت إلى أن الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال منخفضة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران، وبينت أن المعلومات الأولية تشير إلى استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف، ما أدى إلى اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر، وتمدد الحريق بسرعة كبيرة.

وتلفت إلى أنها فتحت تحقيقاً في الحريق واستدعت خبير الأدلة الجنائية للتأكد من أسباب اندلاعه وفق الإجراءات القانونية المتبعة.

********************* 

كتب المحرر السياسي :

تحل الاحد المقبل الذكرى الرابعة لتوهج شرارة انتفاضة تشرين 2019، التي قدم فيها المنتفضون دروساً بليغة في التضحية على طريق تحقيق التغيير الشامل، فيما لم تدرك قوى المحاصصة والفساد حتى الآن ان اوضاع ما بعد تشرين ليست كما كانت قبلها.

وقد رفع المساهمون والداعمون أيام الانتفاضة شعارات سياسية عكست المواقف والمطالب الملحة لغالبية العراقيين، في رفض منظومة المحاصصة والفساد والمطالبة بوطن خال من الفساد والسلاح المنفلت، وفيه تحترم الحريات وتصان الحقوق ويتمتع المواطنون بالعدالة الاجتماعية.

وأفرزت الانتفاضة دروسا مهمة في الثبات والصمود والتحدي، ومقاومة قمع السلطات والجهات المتنفذة.

وفيما حققت الانتفاضة الكثير من اهدافها السياسية، اصطدمت بالترهيب والتخوين من جانب القوى المتنفذة والفاسدة، وما زال بعض هذه يفتري عليها حتى اليوم، مزيفا الحقائق ومشوها اهداف المنتفضين ومسيئا اليهم.

من جانب آخر لم يتم حتى الان الكشف عن القتلة وداعميهم، الذين تسببوا سوية في هدر دماء المنتفضين الزكية، ولا انصاف الضحايا وتأمين حقوق عوائلهم، وبقى الجرحى يئنون ويعانون حتى اليوم.

ولا شك في أن الانتفاضة زعزعت منظومة المحاصصة المدججة بالسلاح وبماكنة القمع كلها، وأطلقت الرعب والهلع في نفوس المتنفذين، الذين لم يفيقوا بعد من  زلزالها المدوي وارتداته التي تتفاعل في المجتمع.

لقد عكست الانتفاضة، تلك الوثبة الوطنية الشعبية الشبابية الجماهيرية العارمة، تطلع غالبية العراقيين، وجسدت ارادتهم، فاستحقت موقعها الطبيعي بين اكبر مآثر شعبنا في تاريخه الحديث.

وان انتفاضة بتلك الرسالة الوطنية الواضحة، وتلك الدعوة الى المواطنة الجامعة العابرة للطوائف والتخندقات الفرعية والمناطقية، لتستحق ان تُحيا ذكراها، ويُمجد شهداؤها، ويُطالب بانصاف عوائل شهدائها، وبتقديم قتلتهم الى القضاء العادل.

من الانتفاضة نستمد العبر والدروس، ونواصل المسير حتى تحقيق كامل اهدافها في التغيير الشامل ودحر منظومة المحاصصة والفساد، وبناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

المجد لانتفاضة تشرين ولشهدائها الابرار

************************ 

لقاء حواري حول الشأن العراقي العام والمرأة وحقوقها

بغداد ـ طريق الشعب

التقى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في مقره ببغداد يوم امس الأول مجموعة من الناشطات والمدافعات عن حقوق الانسان وحقوق المرأة.

في اللقاء تناول الرفيق رائد فهمي مواضيع تخص الأوضاع العامة في البلد، وتقييم الأداء الحكومي، وواقع المرأة في ظل الظروف الراهنة ومدى مشاركتها في الشأن العام، وواقع الحريات، والسبيل الى تحقيق التغيير الشامل عبر تفكيك منظومة المحاصصة والفساد والخلاص منها، كما تطرق الى دواعي المشاركة في الانتخابات المقبلة.

وبعد مداخلات واستفسارات من الحاضرات، عاد الرفيق فهمي واوضح مواقف الحزب في القضايا موضوع النقاش.

وحضر اللقاء عدد من الرفاق أعضاء قيادة الحزب.

************************ 

راصد الطريق

وانخسفت الأرض تحت وطأة الفساد!

بعد اقل من عام على ردم حفرة كبيرة قرب سيطرة الشعب القديمة في بغداد، عادت الأرض لتنخسف مجددا تحت شاحنة صهريج لنقل المشتقات النفطية، ولحسن الحظ لم يصب احد بأذى.

وتسبب هذا التخسف البارحة في اختناقات مرورية شديدة، ضاعفت ما يعانيه منها أصلا هذا الطريق الحيوي الرابط بين بغداد والمحافظات الشمالية.

ومن الواضح ان هذا التخسف في نفس المكان السابق وبعد اشهر معدودات من معالجته السابقة، جاء ليفضح سوء التنفيذ في عملية الردم الأولى، وهو امر اعتدنا رؤيته في كل مكان من بلادنا.

فالاستعانة بالأشخاص والشركات غير المتخصصة صار سمة بارزة لتنفيذ المشاريع، وامامنا حجوم الاعمال غير المتقنة في أكثر من موقع ومكان، خاصة في مشاريع فك الاختناقات المرورية داخل العاصمة.

ولا شك ان الأموال المرصودة لهذه المشاريع كبيرة جدا، بما يتيح تنفيذها على ايدي شركات رصينة، بدل احالتها بطريقة التنفيذ المباشر الى مقاولين لا يمتلكون ذرة خبرة في هذا المجال.

كان المشهد أمس دليلا صارخا على الفساد وسوء الإدارة، وتبقى الحكومة تواجه تحديا كبيرا في ترجمة شعارها “حكومة خدمات” واثبات قدرتها على تقديم  الخدمة الجيدة للمواطنين.

*********************** 

ارتفاع سعر الدولار يضرب القدرة الشرائية للمواطنين

بغداد ـ طريق الشعب

بالرغم من الوعود الحكومية السابقة بالسيطرة على سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، إلا أنها فشلت بتحقيق ذلك وعلى العكس تماما يحافظ الدولار على مكانته المرتفعة والتي باتت تؤثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطن العراقي.

**********************

 الصفحة الثانية

البصرة.. وقفة احتجاجية لمرضى الثلاسيميا وذويهم ومطالبة بتحسين الخدمات الطبية

متابعة ـ طريق الشعب

نظم ذوو المصابين بأمراض الدم الوراثية (الثلاسيميا) وقفة أمام مستشفى الطفل التخصصي في البصرة للمطالبة بتحسين الواقع الصحي والخدمات الطبية والعلاجية.

وطالب المتظاهرون بدمج المركزين معا الصغار مع الكبار في البصرة باعتبار أن أغلب الحالات المرضية مزدوجة ما سبب لهم معاناة في متابعة الحالات المرضية لدينا والمناطق بعيدة خصوصا الأغلب في مناطق الفاو والمدينة ما يسبب قطع الأرزاق.

كما أشاروا إلى كثرة العطل الرسمية تجعلهم يتأخرون في الحصول على العلاجات والدم، مطالبين بالوقوف على هذه المعاناة ووضع حلول لها.

من جانب آخر، طالب عدد من حملة الشهادات العليا الذين تم تعيينهم على ملاك وزارة الزراعة بتاريخ 17 من نيسان الماضي بصرف رواتبهم ومستحقاتهم المتأخرة.

وقالوا في مناشدة إنه مضى على تعيينهم نحو خمسة أشهر دون أن تصرف لهم رواتبهم. وأوضحوا أنه في “حالة استمرار المماطلة بصرف الرواتب فسنخرج بمظاهرات حاشدة واعتصام ونعلن إضرابنا عن الدوام لحين صرف رواتبنا”.

******************* 

ارتفاع سعر الدولار يضرب القدرة الشرائية للمواطنين مع بداية العام الدراسي

بغداد- طريق الشعب

بالرغم من الوعود الحكومية السابقة بالسيطرة على سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، إلا أنها فشلت بتحقيق ذلك وعلى العكس تماما يحافظ الدولار على مكانته المرتفعة والتي باتت تؤثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطن العراقي.

ويؤشر باحثون في شأن الاقتصاد أن أزمة ارتفاع سعر الصرف تسببت بـحدوث تضخم في أسعار المواد الأساسية، مما ولد عزوفاً لدى المواطن في التبضع، مؤكدين بذات الوقت غياب الرقابة الحقيقية لسوق المال المحلي من قبل الجهات المعنية.

العزوف عن التبضع

تشكو نادية الحلفي من ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية مع بداية العام الدراسي الجديد، والذي أدى إلى عزوفها عن شراء العديد من الحاجيات الأساسية لأطفالها.

تقول نادية لـمراسل “طريق الشعب” إنها قد تمكنت من شراء بعض المستلزمات الدراسية لأطفالها، بسبب ارتفاع سعر الدولار، متسائلة عن كيف سيكون حال العائلات الفقيرة والتي لا تملك مصدر دخل ثابت ومستقر، وماذا سيكون شعور أطفالهم بمعرفتهم بعدم امتلاكهم أبسط المستلزمات التي يملكها أقرانهم في الصف، وهذا من شأنه أن يولد مفارقات اجتماعية كبيرة.

وتستغرب نادية من وجود بعض “التجار والبائعين الذين يستغلون أي حدث اقتصادي لصالحهم، دون التفكير بالآخر” مطالبة بتشديد “الرقابة والمتابعة على كافة المحال التجارية ومحاسبة من يستغل هذه الظروف لصالحه الشخصي، مع إيجاد حلول لأزمة ارتفاع الدولار”.

غياب الرقابة الحقيقية

يعتبر الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد عيد أن الصعود المتواصل بسعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي تقف خلفه “ مافيات سوق المال التي تسيطر على معظم البنوك والصيرفات المرتبطة بنافذة بيع العملة بشكل مباشر”، عازيا سبب تلك الهيمنة بـ “ ضعف الأداء الرقابي المصرفي على تلك الصيرفات والبنوك وصعوبة السيطرة عليها، خاصة وأنها تعود لجهات متنفذة، فضلاً عن غياب الوعي المؤسسي لدى الكثير منها”.

ويبين في حديثه لـ “طريق الشعب” أن “صعود الدولار في هذه الفترة ليس بالحالة الجديدة، إنما هو امتداد لتراكمات سلبية في أداء السوق المالي المحلي، وظهر الارتفاع تدريجياً مع حالة التغيير الفصلي في تجديد السلع والبضائع في السوق، مما أضطر التجار لسحب كميات كبيرة من الدولار من أجل استيراد البضائع الشتوية للفصل السنوي المقبل”.

وعن وعود الحكومة بالسيطرة على سعر الصرف، يجد أن إجراءاتها “ عقيمة وغير مجدية، بل وأن الحكومة شريك أساسي في هذا الأرتفاع من خلال فتح البنك المركزي المجال أمام الصيرفات والبنوك الخاصة غير الموثوقة لإعتماد شراء الدولار من نافذة بيع العملة بالسعر الرسمي، لتقوم بعد ذلك ببيعه بسعر السوق الموازي الحالي”.

ويحث عيد على ضرورة “ تفعيل دور الرقابة الاقتصادية على هذه الصيرفات والبنوك والحد من عمليات المضاربة والتلاعب في أسعار الصرف، كون هذا الارتفاع أثر كثيرا على حالة السوق، وتسبب بحالة ركود كبيرة انعكست على القدرة الشرائية للمواطن العراقي وخاصة أصحاب الأجر اليومي والدخل المحدود، فضلاً عن تأثر التجار الصغار وأصحاب المحال التجارية، حيث لم يتمكن الكثير منهم من التبضع بسبب عدم استقرار سعر الصرف”.

انخفاض طفيف

يلقي الخبير الاقتصادي إبراهيم الشمري الضوء على العلاقة المعقدة بين ارتفاع سعر الدولار والعوامل النفسية والسياسية، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع أصبح قضية حساسة بالنسبة للعراقيين، وخصوصًا فيما يتعلق بأي زيارة لمسؤولين أمريكيين مثل رؤساء الخزانة الأمريكية أو نوابهم، حيث يتوقعون أن تؤدي هذه الزيارات إلى تأثيرات سلبية على سعر الدولار، معتقدا أن أحد أسباب ارتفاع سعر الدولار مرتبطة بالزيارة الأخيرة لمساعد وزير الخزانة الامريكية خلال شهر أيلول.

وبين الشمري في حديث مع “طريق الشعب” أن “زيارة المسؤولين الأمريكيين خلال شهر تموز العام الجاري تسببت في مشاكل كبيرة، بما في ذلك فرض عقوبات على بعض المصارف العراقية وحرمانها من الدولار”.

ومع ذلك، يتوقع الشمري أن يشهد سعر الدولار انخفاضًا طفيفًا في الأيام القادمة نتيجة “ لوجود تطمينات من قبل الخرانة الامريكية لالتزام المصارف بالتعاملات الإلكترونية في التجارة الدولية خارج العراق”. معتقدا أن هذا “سيكون له تأثير إيجابي على السوق ويساهم في تقليل التقلبات في سعر الدولار”.

********************

الرفيق محمد موسى (أبو جاسم).. سلامات

بغداد ـ طريق الشعب

تفقد وفد من قيادة الحزب الشيوعي العراقي امس الأربعاء، الرفيق محمد موسى سكرتير المختصة الفلاحية في محلية ميسان، الراقد في مستشفى البدور في بغداد لاجراء تدخل جراحي تكلل بالنجاح.

نقل الوفد تحيات قيادة الحزب ورفاقه بالشفاء العاجل للرفيق والعودة السريعة الى نشاطه المثمر.

من جهته قدم الرفيق أبو جاسم شكره وامتنانه لقيادة الحزب ورفاقه للاهتمام به وزيارته.

ضم الوفد الرفيقين د. عزت أبو التمن، عضو المكتب السياسي وفاضل الموسوي عضو اللجنة الاجتماعية المركزية.

********************

تعزية ومواساة

الى عوائل بغديدا   الحمدانية - في سهل نينوى

 نشاطركم الحزن والألم على الخسائر البشرية الكبيرة التي حدثت ليلة امس في القاعة الملكية للاعراس والتي اتضح انها تفتقر الى ابسط قواعد وشروط السلامة .. وبهذه المناسبة الاليمة نلفت أنظار الجهات المعنية وأصحاب القاعات الالتزام الجاد بشروط السلامة تفاديا لوقوع كوارث انسانية موجعة .. الرحمة والسلام لأرواح الضحايا والشفاء التام والعاجل للمصابين. 

   رابطة المرأة العراقية

  ٢٧ أيلول ٢٠٢٣

***********************

على هامش فعاليات مهرجان لومانيتيه

لقاء بين الحزب الشيوعي العراقي ونظيره الفرنسي

باريس ـ طريق الشعب

ضمن فعاليات خيمة طريق الشعب في مهرجان صحيفة اللومانيتيه الفرنسية، التقى يوم الأحد 17 أيلول الرفيق وسام الخزعلي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بالرفيق فونسو بوليه مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الفرنسي.

وجرى في اللقاء عرض آخر التطورات السياسية في العراق وموقف الحزب من انتخابات مجالس المحافظات وجهوده في تأسيس تحالف سياسي وانتخابي يحمل مشروعا وطنيا ديمقراطيا مدنيا، ينبذ نهج المحاصصة والفساد والسلاح خارج إطار الدولة وسيطرتها، ويدعو إلى إقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية. كما تم في اللقاء تأكيد الحرص على تعزيز وتمتين العلاقية الثنائية بين الحزبين.

*********************

كل خميس

طغمة الحكم

واتفاقياتها السرية

جاسم الحلفي

تبقى أية اتفاقية تعقدها أطراف طغمة الحكم في ما بينها مدار شك وريبة. فقد دلتنا مسيرة حكمهم، على ان لا مصلحة تعلو عندهم على مصالحهم الذاتية والحزبوية، وان جوهر ما يبتغونه بعهودهم ومواثيقهم هو تقاسم السلطة والنفوذ وتوزيع الامتيازات، بجانب تأمين سلطة ضامنة للمحاصصة، دون معارضة رسمية مهما بدت شكلية وضعيفة. وهذا ليس استنتاجا سريعا او حكما متعجلا دون سند علمي، بل هو حصيلة دراسة للوقائع السياسية، ومعاينة دقيقة لأداء المتنفذين، وتحليل للطبيعة الطبقية لأحزاب السلطة ونهجها في الحكم.

كما انه ثمرة متابعة متأنية لمسيرتهم في السلطة، حيث ثراء طبقتهم المترفة رثة الثقافة والسلوك، التي لا دور اقتصاديا لها ولا علاقة تربطها بالبناء والتنمية. طبقة بارعة في نهب الأموال العامة وفي تقاسمها، منتجة للفساد والعنف والفقر والتخلف ونقص الخدمات، رائدة في جعل العراق فريسة للتدخلات الدولية وفي انتهاك حساب سيادته واستقلاله.

لهذا لم يكن مستغربا تصريح السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء الأسبق، حينما قال مساء السبت الفائت، بالصورة والصوت وبتمام الوضوح في لقاء متلفز على قناة السومرية ان “وثيقة الاتفاق السياسي التي وقع عليها ائتلاف إدارة الدولة، تضمنت بندًا لا يعتبر الانتماء إلى داعش جريمة، وبالتالي سيكون لقتلاهم تعويضات باعتبارهم شهداء”.

ان الجوهر الخطير لهذا التصريح لا تلغيه ردود فعل الحلفاء في الإطار التنسيقي، ولا تفسيرات زملائه في ائتلاف النصر. فهي لم تمكن سقطة كلام من جانب العبادي، السياسي المتمرس ورئيس الوزراء في فترة حرجة، وأحد اقطاب الحكم واحزابه المتنفذة، العارف بدهاليز وغرف عقد الاتفاقيات والتوافقات، والقادر على فهم ما يظهره الخطاب وما يخفيه بين سطوره.

ان كل ما يتسرب عن اجتماعاتهم ولقاءاتهم السرية يشير الى عقدهم صفقات هدفها ديمومة توليفة التوافقات لتقاسم السلطة، و”توزيع الثروات والمناطق في ما بينهم”، كما جاء على لسان العبادي في اللقاء المشار اليه، وهذا أمر لا يقل خطورة عن اعتبار قتلى الدواعش شهداء للعراق، وهو يكشف جشعهم واستهتارهم بموارد العراق.

كل ذلك وغيره يؤكد تشبثهم بطريقة الحكم المبنية على الاصطفافات الطائفية، وتمسكهم بنهج المحاصصة المقيت رغم كل نتائجه الكارثية على المجتمع، الذي تتسع فيه الفجوة الطبقية، ويتنامي الشعور بالظلم والحرمان وبمآسي العوز والفقر وشظف العيش.

وحتى إن استطاعت طغمة الحكم إخفاء وثيقتها السرية التي اعتبرت قتلى الدواعش شهداء للعراق، وتأكيدها توزيع الثروات والمناطق بين الأحزاب الحاكمة، فليس باستطاعتها اخفاء حجم الظلم وانعدام العدالة، اللذين يسببهما تسيّدها كطبقة مترفة محدودة العدد متنعمة بالسلطة والجاه والمال والنفوذ، على حساب طبقة كبرى من الكادحين والمحرومين والمظلومين والمهمشين، ظلما ودون وجه حق.

ويبقى الدرس البليغ ماثلا:

ان ليل الظلم الى انقشاع مهما طال، ولا بد ان تطرده انوار نهار الحرية والعدالة الاجتماعية، انوار اليوم المرتقب الذي ينتظر النهابين فيه حساب عظيم.

***********************

 الصفحة الرابعة

بعد العزلة والانغلاق.. أما آن الأوان لفتح أبوابه؟

قطاع السياحة.. معنيون: مفتاح تحقيق إيرادات هائلة تعزز الاقتصاد وتدعم التنمية

بغداد ـ محمد التميمي

يعد قطاع السياحة واحداً من أهم القطاعات التي تحظى باهتمام الحكومات، التي تسعى إلى تطويره بشكل متواصل على الرغم من أن اقتصاد هذه الدول في المقدمة، إلا أن هذا لا ينفي أهمية وحجم العوائد المتحققة من هذا القطاع التي ترفد الاقتصاد وتساهم حتى في تطوير البنى التحتية وغيرها.

وشهد العراق بعد إن كان دولة منغلقة معزولة في الفترات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا وتناميا في حركة السياحة وتوافد السياح الأجانب إلى مناطقه الوسطى والجنوبية. الفضول وحب الاستكشاف كان أهم العوامل التي جذبت صانعي المحتوى من مختلف دول العالم، الذين لعبوا دوراً في التشجيع على السياحة داخل العراق، إلا أن قطاع السياحة في البلاد لا زال يعاني من الإهمال والتقصير، مما يجعلنا نفوت فرصًا كبيرة لتعزيز الاقتصاد الوطني.

وجهة سياحية مميزة

ويحظى بلدنا بتنوع فريد من نوعه ويتمتع بمقومات تجعله متفردا في هذا المجال إذا ما تم فعلاً الاهتمام بهذا القطاع، ففي جنوبه ووسطه تنتشر الآثار والمسطحات المائية النادرة” الأهوار” وفي شماله هنالك الطبيعة الخلابة والمعالم الثقافية والتاريخية الفريدة التي تجعله واحدًا من أماكن الوجهات السياحية المميزة.

 ومع تزايد الاستقرار الأمني في البلاد، شهدنا تدفقًا متزايدًا للسياح الأجانب الباحثين عن تجارب جديدة ومع ذلك، فأن قطاع السياحة في العراق يصطدم بتحديات كبيرة، بما في ذلك نقص التسهيلات السياحية والخدمات اللوجستية الكافية، وقلة الدعم الحكومي والاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وتطوير البنية التحتية السياحية، وتوفير الخدمات المناسبة للسياح، وتعزيز التسويق والترويج للعراق كوجهة سياحية للأجانب.

إهمال وواقع مأساوي

عضو لجنة الثقافة والسياحة والاثار النيابية، فاروق حنا عتو قال في العراق هنالك أنواع عديدة للسياحة التي يمكن ان تعود على العراق بالفائدة الاقتصادية، لدينا السياحة الدينية والأثرية والسياحة الطبيعية في إقليم كردستان والأهوار، ولكننا لم نشهد تطويرا أو نهوضا بواقع قطاع السياحة في العراق، مؤكداً على أنه من الأجدر أن نفكر بكيفية منافسة البلدان الأخرى في هذا القطاع من جميع الجوانب.

ولفت في حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “البنى التحتية ومستلزمات العمل السياحي غير موجودة فكيف نجذب السائح، حيث هنالك تعقيدات تتعلق بمسألة منح الفيز، ومن جانب آخر نشهد عسكرة للبلد والبنى التحتية للطرق ليست جيدة وعشرات السيطرات الكثيرة المنتشرة إضافة لإهمال المرافق السياحية الموجودة”.

وأوضح بقوله إن “العراق لا يستفيد بشكل جدي من قطاع السياحة، وعلى سبيل المثال استضاف العراق بطولة خليجي25 في البصرة، ومختلف الدول تستفاد من هذه المناسبة بالعملة الصعبة بالملايين بينما نحن جعلنا سمة الدخول مجانية، وبعد زيارة بابا الفاتيكان كنا نأمل ان تستقطب أور الزوار الأوربيين، ولكن ليست هناك بيئة ملائمة لذلك. نعم هنالك مقومات للسياحة في العراق ولكن على ما يبدو أنه من الصعب النهوض بهذا القطاع اليوم”.

وتابع عتو حديثه: “نحن جهة رقابية وتشريعية ولسنا جهة تنفيذية وعملنا يتعلق بالمراقبة وتشريع قوانين تتعلق بالسياحة وأيضا الآثار كونها جزءا من هذا القطاع وتستقطب الكثير من الناس، وفي ذات الوقت يجب على الحكومة أن تؤدي واجبها بشكل صحيح للنهوض بهذا القطاع”.

وخلص بالقول “ أعتقد أن قطاع السياحة كحال القطاعات الأخرى في العراق، فهو جزء من الواقع المأساوي الذي طاله الإهمال وعدم مواكبة التطور، ويقع على عاتقنا مسؤولية مغادرة هذا الواقع المرير إلى واقع أفضل، وهذا بحاجة إلى مجموعة من العوامل والمهمات التي تتوزع بين السلطة التنفيذية والتشريعية، بهدف الاستثمار في هذا القطاع بشكل صحيح وعدم السماح للفساد بأن يتغول في هذا القطاع”.

نتطلع للتعاون والتنسيق

من جانبه قال مدير التسويق في هيئة سياحة إقليم كردستان، سيروان توفيق إن الإقليم يسعى إلى تطوير قطاع السياحة والبنية السياحية مع قطاعي الزراعة والصناعة وان لا يكون الاعتماد على النفط فقط وهذا بواسطة خطة استراتيجية وافق عليها رئيس مجلس الوزراء مسرور بارزاني.

وأوضح قائلا إن الخطة تهدف “إلى زيادة عدد السياح في عام 2030 إلى 20 مليون سائح على أن يكون 50 في المائة منهم من السياح الأجانب، فبحسب آخر احصائية للعام 2023 كانت نسبة 30 في المائة من السياح في الإقليم هم من الأجانب و70 في المائة هم من وسط وجنوب العراق”.

ولفت توفيق في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، إلى أنه “ يمكن الاستفادة من تجربة إقليم كردستان، من خلال وضع خطة استراتيجية لتطوير هذا القطاع وبناه التحتية، وان لا يكون الاعتماد فقط على السياحة الدينية”، مبينا أن في وسط وجنوب العراق هنالك” أرضية خصبة تحتاج إلى تطوير وهي جاذبة للسياح، لدينا الأهوار وآثار بابل وسامراء وغيرها، تحتاج إلى بناء منشآت سياحية جديدة متنوعة”.

 وأضاف قائلا إن تطوير هذا القطاع “ينعكس على الشعب الكردي في الإقليم الذي بدل أن يذهب إلى الخارج، سيغير وجهته إلى وسط وجنوب العراق للسياحة. بالإمكان ان نستثمر السياحة مع بعضنا، فالسائح عندما يزور إقليم كردستان العراق سيتجه إلى النجف أو الأهوار أو الآثار والعكس صحيح بالنسبة للسائح الاجنبي”، مشيراً إلى أنه “ يمكن اعداد برنامج متكامل للسائح بالاتفاق مع هيئة السياحة في الإقليم وبغداد، ولكن هذا يحتاج إلى تعاون وجهود”.

وأكد على أن هيئة السياحة في إقليم كردستان “لديها علاقات متينة مع هيئة السياحة في بغداد، ولكن ليس هذا الطموح فقط، بل يجب أن يكون هنالك عمل مشترك وتنسيق ما بين الطرفين وأن يكمل بعضنا الآخر، ونحن بدورنا نعبر عن استعدادنا لنقل الخبرات وتطوير ونقل تجربة الإقليم”.

وتابع توفيق حديثه بالقول: “إذا تمكنا من أن نعمل بشكل علمي وجاد على تطوير قطاع السياحة في العراق والنهوض به، فأن هذا القطاع سيجلب دخلا غير متوقع وكبيرا من الواردات الاقتصادية وادخال العملة الصعبة إلى البلد وتوفير فرص عمل، فمقومات السياحة في العراق فريدة وغير موجودة في الكثير من الدول”.

 وعن عدد السياح القادمين إلى الإقليم أوضح: “ في العام 2022 دخل إلى إقليم كردستان 6 مليون سائح، وإلى نهاية شهر أيار من هذا العام بلغ عدد السياح 5 مليون ومن المتوقع ان يرتفع العدد إلى أكثر من 8 مليون”.

معوقات كثيرة أمام السياح

إلى ذلك تحدث المدير التنفيذي لشركة الحباري للسياحة، حسين حيدر عن أن هنالك معوقات كثيرة تواجه السياح وشركات السياحة في العراق، ابتداء من صعوبة الحصول على الفيزا بالنسبة للمواطن الأجنبي والتي تكاد تكون مستحيلة أيضا في بعض الأوقات، بسبب الكثير من القضايا المتعلقة بالجانب الأمني والتعقيدات والشروط التعجيزية التي يضعها الجانب العراقي.

وتابع حديثه قائلا إن “المعوق الآخر هو أن الأماكن الأثرية والسياحية غير مهيئة حتى الآن، إذ أننا بحاجة إلى منشئات سياحية، وعند مقارنة وضعنا بالدول الأخرى نجد أننا لا زلنا بدائيين ومتأخرين، على الرغم من أهمية هذا القطاع الذي يعتبره الاتراك والاماراتيون مصدرا للثروة كحال النفط، فأن العراق رغم امتلاكه الكثير من المقومات إلا أنه أهمل هذا القطاع الذي يحقق موارد كبيرة للبلد”.

وقال حيدر في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، “عند الذهاب إلى أي مرفق أثرى سنجده يفتقد لأبسط المستلزمات السياحية منها النظافة والتنظيم والمحلات وغيرها، فهذه المرافق شبه مهجورة، ومن جانب آخر نرى أنه باتت هنالك ضرورة كبيرة لتوفير كوادر سياحية (مندوبون سياحيون) على مستوى عال من جميع النواحي كما هو الحال في جميع دول العالم”.

ولفت إلى أن هنالك “غلاء في الأسعار بالنسبة للفنادق خصوصا في بغداد، فشحتها خلق نوعا من غياب المنافسة وهذا يحتاج إلى معالجة حقيقية، إضافة لغياب ثقافة الدفع الإلكتروني التي يعاني منها السياح كثيراً في العراق”، مبينا أن هنالك “رغبة لدى الأجنبي لزيارة العراق ولكنهم يصطدمون بتعقيدات كثيرة”.

وخلص إلى أن “غياب بيئة حقيقية تراعي شروط السياحة ومستلزماتها، من شأنها أن تؤثر على عمل هذا القطاع الذي يعد رافداً اقتصادياً مهماً، ومع ذلك نحن لا نجد اي اهتمام من قبل المعنيين ونتمنى منهم ان يلتفتوا إلى بحر الإيرادات المهمل هذا الذي من شأنه ان يحقق تقدما كبيرا للبلد لو جرى فعلاً التعامل معه بجدية ومسؤولية “.

********************* 

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

تكامل بدل المنافسة

كتب دييبي موهنبلات تقريراً لموقع (ذي ميديا لاين) الأمريكي حول مشاكل الحدود بين العراق والكويت، أشار فيه إلى أن قرار المحكمة العليا العراقية بعدم دستورية الإتفاق طويل الأمد بين البلدين بشأن الممر المائي المشترك في خور عبد الله، قد طرح مشكلة ترسيم الحدود البحرية للكويت، ليس مع العراق لوحده، بل وأيضا مع كل من إيران والمملكة السعودية.

وأشار التقرير إلى أن طلب رئيس الحكومة الكويتية من بغداد اتخاذ “إجراءات ملموسة وحاسمة وعاجلة” في هذا المجال، ترافق مع نداء مماثل وجهته الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الست للمطالبة بترسيم كامل للحدود البحرية بين الكويت والعراق.

وبين التقرير بأن ممر خور عبد الله المائي، هو مصب ضيق مشترك بين الدولتين، يفضي إلى الخليج العربي وتتواجد فيه محطات النفط. وأضاف بأنه وفي عام 2012، توصلت الدولتان إلى اتفاق لتنظيم الملاحة في هذا الممر، وصدقتا عليه في عام 2013، لكن المحكمة العليا، اعتبرت، مؤخرا، الإتفاق غير دستوري بسبب عدم حصوله على موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب، عند إقراره.

وأكد الكاتب على أن العراق، ينفرد عن جميع دول الخليج، بتمتعه بأقل إمكانية للوصول إلى البحر، حيث تبلغ سواحله 36 ميلاً فقط، مما جعل من وصوله إلى الخليج بيسر، أولوية جيواستراتيجية دائماً. وأضاف بأن المشكلة تبدو أعقد حين نعرف بأن الساحل العراقي ضحل ومليء بالطين، مما يجعل مرور السفن الكبيرة فيه أمراً صعباً. وأعرب عن اعتقاده بأن الاتفاق بشأن الحدود البحرية يمكن أن يفيد البلدين في مجالات التجارة والعبور والمصالح النفطية. كما يمكن أن يحل التكامل بدل التنافس بين ميناء مبارك الكبير الذي تنشئه الكويت في الممر المائي المتنازع عليه، بقيمة 3.3 مليار دولار وبين ميناء الفاو الكبير، الذي ينشئه العراق بقيمة 6 مليارات دولار، وذلك لتحقيق الاستقرار في المنطقة، التي تحتاج للإستثمارات ولعودة علاقات أمتن بين العراق والعرب.

بين أوكرانيا والعراق

كتب بين بورغيس مقالاً في مجلة (جاكوبين) اليسارية الأمريكية حول الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية، أشار فيه إلى أن عددا كبيرا من أقطاب الليبرالية الجديدة، ممن يغذون الحرب إعلاميا وفكرياً، بدأوا يلمحون إلى ضرورة ايقاف المجزرة، بعد أن كانوا قد صدّعوا رؤوس الناس بالحديث عن ضرورة تواصل هذه الحرب حتى انتصار كييف. 

ورغم أن بورغيس أدان الحرب بإعتبارها عملاً إجرامياً من الطرفين، فقد عبر عن دهشته من وقوف الليبراليين الجدد ضدها، وبذات الحماس الذي أبدوه في تشجيع جورج دبليو بوش على غزو العراق وتأييدهم للحرب حينها، إلى الحد الذي لم يجدوا ضيراً في الإعتراف بكونها حرباً من أجل النفط.

وأضاف بورغيس بأنه وبعد افتضاح أكاذيب الليبراليين الجدد، في أن سبب الحرب هو تخليص المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ومنع وصولها إلى القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية، عمدوا إلى تبريرها بالسعي لإقامة الديمقراطية، دون أن نسمع من هؤلاء شيئاً عن ما سببته الحرب من موت وتشريد مئات الآلاف من البشر ووقوع العراق، ومن ثم المنطقة في فوضى عارمة لسنوات طوال.

وأكد المقال على أن ذاكرة الليبراليين الجدد، التي تعّد حربي أوكرانيا والعراق مثالاً عن الخير مقابل الشر، تختلف تماماً عن ذاكرة الكثير من الناجين من قنابل النابالم والقنابل العنقودية التي ألقيت على الغابات في فيتنام وجاراتها والعديد من شعوب الأرض طيلة العقود الثمانية الماضية. كما أن ما يسوقه بوتين من مبررات لحربه، كمواجهة النظام النازي في كييف وحماية أمن روسيا القومي، يطابق تماماً ما ساقته واشنطن لتبرير كل حروبها العدوانية.

***************** 

عين على الأحداث

الما يعرف تدابيره!

كشفت الأنباء عن بلوغ حجم الدين الحكومي 63 مليار دولار منها حوالي 50 مليار دولار كديون داخلية، فيما تكلف خدمة هذا الدين نحو 13 مليار دولار سنوياً. هذا ورغم أن المعطيات التي أعلنها البنك الدولي، تتجاوز هذه الأرقام بكثير، يتوقع الخبراء أن يُبقي هذا التخبط في السياسة المالية، الاقتصاد العراقي هشاً، لاسيما إذا ما عمدت الحكومة إلى المزيد من الاقتراض لمعالجة عجز الفائض النقدي على تغطية سياستها غير الرشيدة في الإنفاق التشغيلي والأمني، في ظل انكماش الناتج المحلي بمقدار 1.1 في المائة وزيادة الدين العام بعشرة مليارات دولار في هذه السنة. 

يا ليتها صحيحة!

ذكر محافظ البنك المركزي بأن دخول معظم التجار إلى قنوات التحويل الرسمية وتوفير الدولار بسعر (1320) ديناراً كان سبباً مباشراً في السيطرة على المستوى العام للأسعار وانخفاض نسبة التضخم، وأن سعر السوق الموازي لا يصلح كمؤشر على فاعلية السياسة النقدية. هذا، وإذ تتناقض هذه التصريحات، مع معطيات وزارة التخطيط، التي كشفت عن ارتفاع معدل التضخم بنسبة 3.7 في المائة خلال شهري تموز وآب بالمقارنة مع نفس الشهرين من العام المنصرم، تشهد الأسواق ارتفاعاً في الأسعار، لاسيما الخاصة بالبضائع المستوردة من الدول والشركات المعاقبة، ويتواصل تهريب العملة الصعبة عبر المنافذ الحدودية إلى الخارج.

رأس الأفعى

أكدت الحكومة في مناسبات عديدة مؤخراً عن “نجاح” سياستها في مكافحة الفساد، في وقت تعلن فيه هيئة النزاهة عن نشاط متميز ضد نهب المال العام بمليارت الدنانير. هذا وفيما يدعم الناس هذه الإجراءات، يؤكدون على أنها لن تحقق أهدافها الحقيقية دون أن تُبنى دولة المؤسسات ويسود القانون ويختفي السلاح المنفلت، ودون أن تتم محاسبة رؤوس الفساد، المسؤولة عن تبديد 450 مليار دولار خلال عقدين، منها 150 مليار دولار لشراء سلاح فاسد، و80 مليار دولار على انتاج كهرباء فضائي، وتسرب 400 مليار دولار من نافذة العملة، أما إلى الخارج، أو لشراء عقارات ومطاعم داخل البلد.

تعليم «ممتاز»

يتوجه في الأسبوع القادم، 13 مليون طالبة وطالب إلى حوالي 17 ألف مدرسة، لبدء العام الدراسي، في ظل نقص مريع بعدد المدارس يصل إلى 15 ألف مدرسة، والحاجة لمعالجة غياب شروط التعليم الأساسية عن 3000 مدرسة أهلية، واضطرار العوائل لدفع 700 – 1500 دولار للدروس الخصوصية، بغية تلافي عواقب تدنى المستوى التعليمي، جراء نقص التخصيصات المالية للتعليم وعدم توفر البيئة التحتية المناسبة ونقص الكوادر التعليمية والكتب واكتظاظ الصفوف، إضافة إلى ارتفاع تكاليف التعليم الخاص والموازي، وهي ظروف أدت وتؤدي إلى تدني كفاءات شبابنا ولتسرب ربع طلبة الإبتدائيات ونصف طلاب الثانويات من المدارس، قبل أكمال دراستهم.

وصحة «ممتازة»

اعترف مسؤول من محافظة ذي قار بأن سبب انتشار مرض الكوليرا في مناطق شمالي المحافظة، هو تقليل مادة الكلور التي تطلقها الجهات ذات العلاقة لتنقية مياه الإسالة الخاصة بالشرب، مما أجبر الفرق الصحية على الانتقال إلى المناطق النائية في محاولة لتقليل الخسائر في أرواح الناس. هذا وذكر مسؤولون آخرون بأن تلوث المياه في جنوب البلاد يشتد كل يوم، بسبب قيام القطاع الخاص ومؤسسات الحكومة كالمجاري والكهرباء والصحة والصناعة والنفط، برمي حوالي 80 في المائة من مخلفاتها في الأنهار دون معالجة، مما يؤدي إلى تسمم مياهها وارتفاع الإصابة بالأمراض، في ظل غياب القانون وهيمنة الفاسدين.

************************

 الصفحة الرابعة

متى يتوقف العراق عن استيراد مشتقات النفط؟

عشرون عاما ولم يُشيّد سوى مصفى واحد

بغداد – تبارك عبد المجيد

على الرغم من أن العراق يحتل مكانة مرموقة كثاني أكبر مصدر للنفط بمنظمة “أوبك” بعد السعودية، إلا أن الاعتماد على استيراد مشتقات النفط من الخارج لا يزال واقعا يكلف العراق مبالغ طائلة سنوياً، اذ أنفق العراق خلال النصف الأول من العام الجاري أكثر من واحد مليار لاستيراد ثلاثة أنواع من مشتقات النفط. وبشأن ذلك يعلق اقتصاديون على أسباب ضعف استثمار النفط في البلاد، ويتوقعون متى انتهائه.

غياب الاستقرار

يقول المتحدث باسم وزارة النفط، عاصم جهاد إن “العراق اضطر لاستيراد المشتقات النفطية بشكل كبير بعد استهداف مصفى بيجي الذي يُعد أكبر وأحدث المصافي في العراق، بطاقة استيعابية تصل إلى انتاج 300 ألف برميل نفط يوميا، كطاقة تكريرية”.

ويضيف جهاد بحديث خص به “طريق الشعب”، أسباب أخرى ساهمت بتأخر مشاريع بناء وحدات ومصافي انتاجية جديدة، منها: “قدم بعض المصافي وعدم وجود استقرار سياسي وأمني واقتصادي”.

ويؤكد أن “الاستيراد الحالي يتضمن مادتي الكاز والبانزين المحسن”، مشيراُ إلى أن انتاج الأخير يتطلب مصافي حديثه ومتطورة.

ويلفت إلى أن “الوزارة تعمل منذ سنوات لأجل تحديث المصافي المتواجدة”، مضيفاً أن الأشهر الماضية تضمنت طرح مشاريع استثمارية في مختلف انحاء البلاد، تهدف إلى زيادة طاقة الانتاج التكريرية، كما هناك دخول لوحدات جديدة”.

 ويقر جهاد بأن الوزارة تسعى “لإيقاف الاستيراد خلال الفترة المقبلة”، مؤكداً أن الاعتماد سيكون على “المصافي العراقية، وذلك لأجل هدفين؛ زيادة الطاقة التكريرية وتحسين النوعية”.

واختتم المتحدث باسم وزارة النفط حديثه، بالإشارة إلى وجود مشاريع واعدة في محافظتي كربلاء والبصرة، وهناك دعوات لشركات استثمارية عالمية بأنشاء مشاريع في العراق”.

“دولة عميقة”

يقول الخبير النفطي حمزة الجواهري، إن “هناك مشاريع عديدة في الوقت الراهن تتضمن بناء مصاف جديدة منها في كربلاء ومنها وحدات في البصرة ووحدة في مصفى بيجي والذي من المتأمل إن ينتج في الفترة المقبلة بنزين محسن”.

وتوقع الجواهري خلال حديثه مع “طريق الشعب”، انتهاء مشكلة استيراد مشتقات النفط، خلال سنتين بظل بناء مصاف حديثة.

ويبين إن “مصفى بيجي توقف لفترة بسبب الحرب الاخيرة، بعدها تم إعادة تأهيل نصفه، والآن يجري اعادة ترميم نصفه الآخر، ومن المتوقع ان يصل إلى انتاج ٢٨٠ ألف برميل باليوم بعد اكمال تأهيله بالكامل”.

ويجد الجواهري إن أحد اسباب عرقلة وتأخر مسألة انتاج مواد نفطية، تعود لوجود ما اسماها بـ “الدولة العميقة”، التي تحاول إعاقة عمل إي مشروع بطريق التنمية المستدامة، على حد قوله.

لماذا لا يستثمر؟

يقول استاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، نبيل المرسومي، إن “أغلب المصافي أنشأت في العقود السابقة، السبعينيات والثمانينيات ومنها أقدم من ذلك بكثير كمصفى الوند في خانقين الذي أنشئ في عام 1931”، لافتاً إلى أن “مصفى كربلاء هو الوحيد الذي أنشأ بعد عام ٢٠٠٣”.

ويشير المرسومي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إلى أن “قدم العديد من المصافي العراقي وعدم بناء الجديد منها، سبب تدنياً في الطاقات التكريرية، وهذا ما أدى إلى اللجوء إلى الاستيراد بدلاً عن الانتاج”.

ويزيد بالقول إن “هناك تخلف بالتقنيات المتبعة، إذ أن أغلب المصافي العراقية تنتج نفطا أسود بكمية ٧٩ لتر من أصل ١٥٨ لتر، فيما المصافي الحديثة تنتج 7 ألتار فقط، كما تنتج من كل برميل 73 لتر بنزين فيما ينتج العراق 33 لتر بنزين”.

 وبحسب المرسومي، فأن “الانتاج المحلي لا يوائم الحاجة الفعلية”، مشددا على ضرورة تحديث منظومة المصافي العراقية ليتم انتاج مشتقات نفطية تلبي الحاجة المحلية”.

ويشير إلى أن وزارة النفط تدعم الاستثمار الاجنبي إلا أن البيئة الاستثمارية في العراق تعتبر طاردة للمستثمرين الذين يتطلبون بيئة مستقرة أمنياً واقتصادياً وسياسياً.

بيانات شركة “سومو”

وبحسب بيانات شركة سومو (شركة التسويق النفطي العراقي)، اطلعت عليها “طريق الشعب”، فقد بلغ عدد البراميل المصدرة خلال شهر آذار من العام الجاري، 100,913,027 برميلاً لمحافظتي كركوك والبصرة وبقيمة بلغت 7,506,401,191.19، باحتساب سعر البرميل الواحد 74.385 دولار امريكي.

ويشار إلى أن سعر خام البرنت تجاوز عتبة 94 دولار خلال الشهر الجاري، للمرة الأولى منذ 16 نوفمبر 2022.

أما من جانب الاستيراد فإن العراق استورد مشتقات نفطية بقيمة تجاوزت 3.3 مليارات دولار خلال عام 2021، مقابل نحو 2.6 مليار دولار خلال عام 2020.

وفي العام الحالي استورد العراق ثلاثة مشتقات نفطية بمقدار 1 مليار و235 مليونا و180 ألفا و755 دولارا، بكمية 1 مليون و346 ألفا و451 طناً في الربع الأول من عام 2023.

وأوضح الجدول الخاص بالشركة أن المشتقات المستوردة من النفط الأبيض بلغت 86 ألف و744 طنا بمبلغ 90 مليوناً و714 ألفاً و810 دولارات، فيما بلغت كمية زيت الغاز المستوردة 366 ألفاً و386 طناً بمبلغ 308 ملايين و196 الفاً و376 دولارا.

********************** 

وقفة إقتصادية

إشكالية السكن

 لا تحل بقرارات شعبوية

إبراهيم المشهداني

مهما فعلت الدولة وهي لم تفعل إلا القليل الذي لا يكاد يصل إلى الحد الأدنى من ناصية حاجة العراقيين إلى السكن اللائق المفترض حسب توصيفات لوائح حقوق الانسان الدولية، لهذا تظل المطالبة بعمل الكثير من أجل إيجاد الحلول الجذرية لإشكالية السكن في العراق والتي تجد تجسيدها في رفع الحيف المستدام للطبقات المهمشة وحتى الحدود الدنيا من الطبقة الوسطى الآخذة في التآكل والتي تقترب من نصف عدد السكان في العراق مع أهمية وضرورة الابتعاد عن إيهام الناس أن الشواهق السكنية التي تتزايد في مدينة بغداد المشيدة بغسيل الأموال كفيلة بحل هذه الإشكالية المستعصية التي قد تبعث إلى أزمة اقتصادية في الأمد المنظور.

وبالاطلاع على تفاصيل القرار الصادر عن مجلس الوزراء في آذار من عام 2016 بناء على توصيات وزارة التخطيط آنذاك فمن الانصاف التعامل معهما بمنظور إيجابي باعتبارهما خطوة أولى على طريق حل أزمة السكن الخانقة والتي تفاقمت في العقود الثلاثة الاخيرة بشكل أدى إلى تفجر ازمة اجتماعية أثقلت كاهل المواطنين وكتمت أنفاسهم، إذا ما جرى تنفيذهما وفق خطوات جادة  غير أن السؤال الملح ما هو حجم هذا الإنجاز إذا أخذنا بعين الاعتبار الأزمة المالية الخانقة وقتذاك والأفق المجهول للاقتصاد العراقي بغياب استراتيجية تنموية واضحة قابلة للتنفيذ. فإذا أخذنا بالاعتبار تقديرات خطة التنمية الاقتصادية للسنوات 2010 – 2014  التي تشير إلى أن العراق بحاجة إلى  2,800 مليون وحدة سكنية وخطط التنمية اللاحقة أو إذا اعتمدنا فرضية استراتيجية التنمية الاقتصادية للاعوام 2007—2010 التي قدرت الحاجة إلى النهوض بقطاع التشييد نحو 62 تريليون دينار عراقي اي بنسبة 27,7 % من إجمالي الانفاق الاستثماري الكلي لمجمل القطاعات البالغ 187 مليار دولار مما يدلل على عظم مشكلة السكن في العراق، لوجدنا أن الإجراءات المتخذة لحد الآن ليست سوى خطوة وليست حلا شاملا لمشكلة مدورة  لعقود من الزمن. ومن جهة أخرى فإن الدولة وهي المكلفة دستوريا بموجب المادة 30 / ثانيا من الدستور من بين التزامات عديدة توفير السكن، فإذا افترضنا في كل ذلك، أن عملية الإقراض ستتم بسلاسة وبشفافية دون أن تلتف عليها المافيات المعششة بكل مفاصل الدولة العراقية ولكنها بدون أن تكون أجهزة الرقابة حاضرة وجادة بتمام يقظتها وحرفيتها في كافة المراحل الاجرائية التي يتم بها الاقراض، خاصة وان لدينا من تجارب لجان الكشف العقاري ما يدعونا للشك بتلك اللجان التي ستجري كشوفاتها ضمن هذا القرض وغيره من القروض التي تمنحها المصارف الأخرى المتخصصة وبالتالي فان كل ما خطط له سيذهب مع الريح ..

إننا نعتقد أن  الفجوة كبيرة بين الطلب على الوحدات السكنية  من شرائح المجتمع  الراقدة تحت خط الفقر أو حوله وبين  قرار المجلس وآليات الإقراض سواء كانت الوحدات السكنية  الاقتصادية كما سماه القرار أو الاشكال الاخرى من الوحدات من جهة، وبين ما يمكن ان توفره الدولة سواء بموجب قرار المجلس او تعليمات الإقراض من جهة اخرى، ضرورة  التعامل الجذري مع إشكالية السكن والانطلاق من مشروع استراتيجي على المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة وعدم اختزالها بقرارات جزئية لا تؤدي إلى معالجة المشكلة بل تراكمها وتعمق من الأزمة في ظل اوضاع اقتصادية وسياسية وأمنية معقدة مقترحين ما يلي :

  • تفعيل قطاع البناء والتشييد عبر إعداد دراسات هندسية مستفيضة ومسح شامل وتحديد الاماكن المناسبة للبناء وتوفير الخدمات الأساسية والاستفادة من الخبرات المحلية والأجنبية في تحديد المواصفات التكنولوجية اللازمة في التصميم.
  • دراسة المشاكل التي يعاني منها قطاع الصناعة الخاص بمواد البناء الاساسية كالاسمنت والحديد والطابوق وحماية هذه الصناعة من المنافسة الأجنبية وتأهيل مصانع الحديد والصلب وتحديثها تكنولوجيا.
  • معالجة مشكلة التمويل التي تمثل أكبر التحديات، عن طريق إيجاد مخارج واقعية من خلال القروض طويلة الأجل تمتد لمدة 30 سنة وتفعيل دور المصرف العقاري وصندوق الإسكان وتنشيط دور القطاع التعاوني والمختلط.

**********************

 الصفحة الخامسة

الابتزاز الإلكتروني في العراق

جرائم يومية وغياب للقوانين الرادعة

متابعة – طريق الشعب

على وقع ارتفاع معدلات الجرائم الإلكترونية في العراق، وأبرزها الابتزاز، يكاد لا يمر يوم إلا وتعلن الجهات الأمنية عن اعتقال متورطين في مثل هذه الجرائم، في وقت لا يمتلك فيه العراق حتى الآن قانونا خاصا بمعاقبة المبتزين.

وتجري غالبية عمليات الابتزاز عبر طريقتين، الأولى بناء ثقة مفرطة من قبل الضحية مع الشخص المبتز الذي يبدأ الابتزاز ما إن يحصل على صور خاصة أو معلومات شخصية معينة، وبسبب الطابع العشائري والاجتماعي فإن الضحية تضطر لدفع المال حتى تتجنب الفضيحة، لكن الابتزاز لا يتوقف في المرة الأولى ويظل المجرم يبتز باستمرار. أما الطريقة الثانية فهي الاختراق الإلكتروني بسبب جهل الكثير اشتراطات الأمان اللازمة لحماية هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية.

وكانت الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية قد كشفت الجمعة الماضية، عن توثيق 14 حالة ابتزاز إلكتروني خلال 10 أيام فقط.

وجاء في بيان لها نشرته وكالات أنباء أن “مفارز الشرطة المجتمعية في دائرة العلاقات والإعلام ببغداد وعدد من المحافظات، وفي عمليات منفصلة، أوقفت 44 حالة ابتزاز إلكتروني وعنف أسري، وأعادت 9 أشخاص هاربين إلى ذويهم خلال العشرة أيام المنصرمة”.

وأضافت الشرطة في بيانها: “بلغ مجموع حالات الابتزاز التي تم إيقافها خلال العشرة أيام المنصرمة 14 حالة، فيما بلغت حالات التعنيف الأسري لنفس الفترة 31 حالة”.

البيان أوضح أن الشرطة المجتمعية اتخذت الإجراءات اللازمة بحق المبتزين والمعنِفين، وقدمت دعمها النفسي والمعنوي ورعايتها لضحايا التعنيف والابتزاز والهاربين.

وخلال العام الماضي سجل العراق، وفق إحصاء كشفت عنه مديرية الشرطة المجتمعية، عن 1950 حالة ابتزاز إلكتروني معظم ضحاياها من النساء، من بينهن فتيات في سن المراهقة وأطفال دون سن 14 عاما.

لا قانون صريحا

في تصريحات صحفية سابقة، ذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا، أنه “لا وجود لقانون صريح في العراق يتعامل مع الجرائم الإلكترونية، وتحديدا الابتزاز”، مضيفا قوله أنه “رغم ذلك فإن أجهزة الشرطة تتعامل مع هذا الموضوع وفق مواد قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969”.

وأوضح أن “هناك متهمين تمت إدانتهم وفق مواد التهديد وحسب جسامة الفعل وخطورة الضرر، وتم الحكم عليهم بالسجن بمدد تتراوح بين 7 و14 سنة”، مبينا أن “أجهزة الشرطة تتعامل مع الموضوع حسب الاختصاص. فالجرائم الإلكترونية من اختصاص وكالة الاستخبارات الاتحادية، وتعمل مديرية مكافحة الإجرام في بغداد والشرطة المجتمعية بملف الابتزاز الإلكتروني”.

ونوّه المحنا إلى أن “هناك خطا ساخنا للإبلاغ عن هذه الجرائم، لتتم معالجتها بشكل سريع جدا”.

 ضرورة تغليظ العقوبات

يرى مراقبون أن تغليظ العقوبات بحق مرتكبي الجرائم الالكترونية يشكل رادعا لهم أمام اتساع نطاقها، لا سيما جرائم الابتزاز الإلكتروني الآخذة في التصاعد في ظل الانتشار الكبير لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي وما ينطوي عليه من استغلال لها بطرق مشبوهة.

ويشدد هؤلاء على أهمية “سن قانون خاص بمكافحة الجرائم الإلكترونية في العراق، ما سيساهم في كبح جماحها. حيث يستغل مرتكبو هذه الجرائم غياب قانون خاص بمعاقبة هذا النوع المتفشي من الجريمة”.

 من جانبه، يقول الخبير القانوني محمد السامرائي، أن “الجرائم الإلكترونية كمفهوم قانوني دقيق هي التي ترتكب بوسائل إلكترونية ويكون محل الجريمة إلكترونيا عندما تستهدف قواعد البيانات وشبكات المعلومات، لكن هناك جرائم أخرى لا يكون محلها إلكترونيا بل أداة أو وسيلة ارتكابها إلكترونية”.

ويضيف في حديث صحفي قوله أنه “نتيجة الانتشار الواسع لاستخدام التكنولوجيا والفضاء الإلكتروني، توسع الإجرام الإلكتروني أو السيبراني، ما فرض على مختلف الدول تشريع قوانين للجرائم الإلكترونية من حيث التجريم والعقاب والإجراءات القانونية المتعلقة بإثباتها والتحقيق فيها”.

ويؤكد السامرائي أن “دولا كثيرة ذهبت إلى أبعد من ذلك، بتأسيس جهات ودوائر متخصصة في مكافحة الجرائم الإلكترونية، ثم وصل الحال لتأسيس دوائر ومجالس للأمن السيبراني كمرحلة متطورة جدا، تتعلق بأمن البيانات والمعلومات ذات الطابع الأمني والعسكري”.

ويستدرك “لكن في العراق، مع الأسف لا زلنا في مرحلة العجز عن التجريم الإلكتروني ومحاسبة المجرمين، كوننا لا نمتلك قانونا للجرائم الإلكترونية، ما أحدث فجوة بين الطبيعة الإجرامية المتجددة والمتطورة هذه وبين منظومة قوانين جزائية وإجرائية قديمة شرعت قبل أكثر من 50 عاما، ولم يكن هناك حينها شيء اسمه الإجرام الإلكتروني”.

ويتابع السامرائي قوله: “بالتالي، سنضطر إلى ملء هذا الفراغ القانوني بأحكام قانون العقوبات رقم 111 لعام 1969، وهذا ليس كافيا لتحقيق غاية العقوبة في الردع والزجر”، منوّها إلى أن “البلد بحاجة ماسة لتنظيم قانوني ومؤسساتي وتشريعات محكمة للجرائم الإلكترونية، تتضمن بوضوح التجريم والعقاب والإجراءات التحقيقية وإجراءات إثبات تلك الجرائم ذات الطبيعة الفنية الخاصة”.

********************* 

1600 طفل في يثرب بلا أوراق ثبوتية!

متابعة – طريق الشعب

تعاني العائلات العائدة إلى ناحية يثرب جنوبي صلاح الدين، صعوبة إصدار عقود زواج رسمية للمتزوجين خارج المحكمة خلال فترة النزوح، إلى جانب صعوبة إصدار وثائق للأطفال المولودين في تلك الفترة، والذين غالبيتهم اليوم بلا تعليم بسبب عدم امتلاكهم أوراقا ثبوتية.

في حديث صحفي يقول مدير الناحية حارث عبد النبي، أن “الإحصائية الرسمية تفيد بأن الأطفال الذين لم تصدر لهم هويات ولم يسجلوا في المدارس بلغ عددهم أكثر من 2000 طفل في عام 2022. وقد تم تزويد 400 منهم بأوراق ثبوتية”.

ويضيف قائلا: “حالياً يوجد 1600 طفل دون وثائق، في الناحية والمناطق المحيطة بها مثل عزيز بلد والفرحاتية والمحطة وغيرها، لأن الآباء تزوجوا بشكل تقليدي، أو ما يعرف بزواج الشيخ أو السيد، ولم يستطيعوا خلال فترة النزوح إصدار عقود زواج قانونية في المحاكم”.

من جانبه، يقول المحامي ثروت التميمي انه “نتابع أكثر من 50 دعوة من هذا النوع، بتوكيل رسمي من العائلات. فالأعداد كبيرة والإجراءات معقدة”، مبينا في حديث صحفي أنه “يحتاج الأبوان أولاً إلى توثيق زواجهما في المحكمة المختصة، ثم يتم ترويج دعوة إثبات نسب، وهذه الدعاوى تحتاج إلى جهد ووقت طويل”.

أما الإعلامي علي موسى، فيرى أن “القضية تحتاج إلى موقف حكومي يعالج أوضاع هذه الشريحة، لا سيما أن هناك أطفالا ولدوا أثناء فترة النزوح”، مشيرا إلى أن “الجانب الإنساني في هذه القضية يلعب دوراً مهماً، خاصة اننا أمام جيل مهدد بضياع المستقبل، بسبب إجراءات إدارية معقدة”.

وينوّه موسى في حديث صحفي إلى ان “عدم حل هذا الإشكال حكومياً وبشكل جذري، سيتسبب في تراكمات اجتماعية تزيد من آثار داعش السلبية على مجتمع يثرب”.

******************* 

دخان حرق النفايات يخنق آلتون كوبري

متابعة – طريق الشعب

تحولت إحدى ساحات حي الإصلاحية في بلدة آلتون كوبري شمال غربي كركوك، إلى مكب نفايات ومصدر تلوث شديد.

وتتعلق مشكلة النفايات في هذه البلدة، وفي كركوك بشكل عام، بتوقف بعض شركات التنظيف عن العمل بسبب إشكاليات في التمويل، وهو ما دفع الكثير من الأحياء إلى الاتفاق مع سائقي سيارات “بيك آب” يتولون نقل النفايات من أبواب المنازل إلى المكبات الرسمية خارج المدن. لكن البلدية تقول ان الكثير من السائقين باتوا يفرغون حمولاتهم في الساحات المتروكة بين الأحياء.

يقول المواطن سعيد قادر، ان “النفايات يتم حرقها، فيتصاعد دخانها ويحيطنا من كل جانب”، مطالبا السلطات بإيجاد حل لهذه المشكلة، ومحاسبة أصحاب سيارات الحمل الذين يرمون النفايات في الساحات العامة.

أما المواطن أبو محمد، فيقول: “نحن أمام كارثة بيئية. لذلك يجب على الجهات المعنية منع رمي النفايات وحرقها داخل الأحياء السكنية”.

من جانبه يقول شاهين كوبرلو، من إعلام بلدية التون كوبري، أن “هناك موقعا مخصصا للطمر الصحي خارج المدينة، لكن بعض سائقي سيارات الحمل يرفضون الذهاب إليه. فهم للأسف الشديد يرمون النفايات بين الأحياء السكنية، رغم ان بعضهم من سكان تلك الأحياء”.

ويضيف في حديث صحفي قوله أن “كوادرنا تراقب وتسجل الشكاوى ضد المتجاوزين، والغرامات والعقوبات ستشمل كل مَن تثبتت علاقته بهذه الظاهرة”، مؤكدا أن “كوادرنا ستجد حلولا عاجلة لمنع رمي النفايات في هذه المواقع بعد تنظيفها”.

********************

أكول

لماذا تدمير

الصناعة الوطنية

حميد المسعودي

تشير الوقائع والدلائل الى ان هناك عملا ممنهجا وتخطيطا مدروسا من قبل قوى متنفذة، لتكريس مصالحها الخاصة الانانية حتى لو أدى ذلك الى تدمير صناعتنا الوطنية  وإنتاجنا الزراعي. فهذا الاستيراد المفرط والمتصاعد يوما بعد آخر، والذي يواصل إغراق الأسواق بالسيارات والأجهزة الكهربائية والمعدات المختلفة وحتى المواد المنزلية والغذائية بأنواعها، ومن مختلف المناشئ، يحول قطعا دون النهوض بصناعتنا وزراعتنا. ما يعني القضاء على الإنتاج  المحلي، ومنع القطاعين العام والخاص من لعب دورهما في الإنتاج وفي التنمية الوطنية وتطوير اقتصاد البلد.

كما انه يحرم المواطن من ممارسة دوره في تحريك عجلة الإنتاج، عبر توفير فرصة عمل تضمن له العيش الكريم.

ومن يود الاطلاع على حجم المشكلة هذه، ليس عليه سوى القيام بجولة بسيطة في الأسواق ليشاهد بعينه كيف سيطرت المواد المستوردة، الكهربائية والغذائية والمنزلية وغيرهاعلى السوق المحلية، وعندها سيتذكر كيف كان بلدنا يتصدر دول المنطقة في صناعاته، وكيف كان يصدّر منتجاته من الأجهزة الكهربائية والمعدات إلى الدول الأخرى. ومن منا لا يتذكر مثلا الثلاجة والمجمدة العراقيتين من ماركة “عشتار”؟ من منا لا يتذكر أجهزة التلفاز والراديو وغيرها من ماركة “القيثارة”، ناهيك عن السخانات والمبردات وغيرها؟! وما زالت صور تلك المنتجات راسخة في ذهن الأسرة العراقية.

كيف سنتمكن من ضمان بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي، ونحن حتى الآن غير قادرين على توفير المناخ الملائم لتشجيع إنتاج القطاعين العام والخاص المحليين؟!

******************** 

أهالي الحسينية ينادون الحكومة والبرلمان:

انقذوا مدينتنا .. المشاريع المتلكئة دمرت شوارعنا!

بغداد – طريق الشعب

ناشد عدد من أهالي قضاء الحسينية شمال شرقي بغداد، الحكومة الاتحادية ومجلس النواب وإدارة المحافظة وهيئة النزاهة، إنقاذ مدينتهم من مشكلة تلكؤ مشاريع البنى التحتية وسوء تنفيذها.

وقالوا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “الحسينية تعاني من سوء تنفيذ مشروعي مد أنابيب مياه الإسالة والتبليط”، مشيرين إلى أن “جهات متنفذة في المدينة تسيطر على تنفيذ تلك المشاريع”.

وأوضحوا أن “المقاولة أحيلت بطريقة التنفيذ المباشر إلى مجموعة من المقاولين المحليين غير االمختصين، ما تسبب في تدمير شوارع المدينة التي لم يمض على تبليطها ٣ سنوات، ومد الأنابيب بطريقة عشوائية”، منوهين إلى أن “الجهة المنفذة للعمل قامت بتدمير مشروع الكيبل الضوئي الذي صرفت عليه ملايين الدولارات. كما تسببت في كسر أنابيب المياه الواصلة الى المنازل، فضلا عن قطع أسلاك المولدات الأهلية”.

ولفت الأهالي إلى ان “المسؤولين التنفيذيين في القضاء متواطئون مع هؤلاء المقاولين عبرعمولات وكومشنات يتلقونها لقاء تسليمهم هذه المشاريع”، مبينين أن “المقاولين تابعون إلى جهة متنفذة تمتلك ذراعًا مسلحا، ما يصعّب على الأهالي الاعتراض على عملهم في ظل تواطؤ أصحاب القرار”.

ونوّهوا إلى أن “الحكومة تتعامل مع قضاء الحسينية كمدينة منسية، ولا تبالي بالمناشدات التي يرفعها الأهالي”، متسائلين عن “دور اللجنة التي شكلها رئيس الوزراء لمتابعة تنفيذ المشاريع الخدمية، والتي زارت القضاء برئاسة مستشار رئيس الوزراء قاسم الظالمي”.

وأكد الأهالي أن “سوء تنفيذ المشاريع تسبب في خسارة كل منزل في القضاء مبلغا يتراوح بين 100 و200 ألف دينار، لإعادة ربط أنابيب المياه والمجاري وأسلاك المولدات الأهلية التي تضررت بفعل الأعمال البدائية لهؤلاء المقاولين”، مناشدين الحكومة والبرلمان والمحافظة وهيئة النزاهة “زيارة القضاء ميدانيا والاطلاع بأنفسهم على واقعه المأساوي والطريقة البدائية في تنفيذ مشاريعه”.

هذا ووجه الأهالي انتقادات شديدة اللهجة إلى المسؤولين التنفيذيين في الحسينية، وممثلي القضاء في مجلس النواب “لتقاعسهم عن اداء مهامهم، وتواطؤ بعضهم مع هؤلاء المقاولين”، داعين إلى “فتح تحقيق عاجل في الأمر، ومحاسبة المقصرين، وإيقاف تنفيذ المشاريع التدميرية” – على حد وصفهم.

********************

 الصفحة السادسة

مواقف الحزب الشيوعي العراقي وانتفاضة تشرين

بغداد – طريق الشعب

فيما تبقى شعلة انتفاضة تشرين تتوهج، يواصل ابطالها مسيرتهم المجيدة صوب تحقيق كامل اهدافها المنشودة، وصولاً الى التغيير نحو دولة المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية. وعلى امتداد المسيرة الخالدة في تاريخ شعبنا العراقي، لم تبخل عضوات الحزب الشيوعي العراقي واعضاؤه في إمدادها بالدعم متنوع الاشكال، مقدمين على طريقها الشهداء والجرحى والمعتقلين والمغيبين.

المشاركة الفاعلة

وعلى طريق اسنادها ودعمها والمشاركة الفاعلة فيها اتخذ الحزب الشيوعي العراقي مواقف وطنية، انفرد بها او كاد بين القوى السياسية في البلاد. فقد طالبت قيادة الحزب مبكرا باستقالة الحكومة وانتخاب حكومة جديدة تلبي مطالب الجماهير. وما ان تبين للحزب ان البرلمان عاجز عن مواجهة الازمة وتقديم الحلول المناسبة لمعالجتها، حتى قدم ممثلا الحزب في مجلس النواب الرفيقان رائد فهمي وهيفاء الامين استقالتهما منه، معبرين عن وقوفهما الى جانب المنتفضين ودعمهما لهم. وفي السياق نفسه قدم الشيوعيون من اعضاء مجالس المحافظات استقالاتهم، تعبيراً عن احتجاجهم على البطش بالمنتفضين في محافظاتهم.

اليوم ولمناسبة مرور 4 اعوام على انتفاضة تشرين 2019، تقدم «طريق الشعب» تقريرا يستعرض ابرز مواقف الحزب من الانتفاضة في ايامها الاولى:

في 1 تشرين الاول 2019 اصدر المكتب السياسي للحزب تصريحا شدد على ضرورة التزام الحق الدستوري في التظاهر السلمي، وحرص القوى والجهات التي دعت الى التظاهر على سلميته، نظرا الى ان السلمية عنصر قوة منسجم مع الدستور والقانون.

انحياز الحزب للمطالب العادلة

في 2 تشرين الاول 2019 عاد المكتب السياسي ليجدد في تصريح صحفي انحياز الحزب الكامل الى المطالَب العادلة والسلمية للمواطنين والى فتح فضاءات للتغيير الجذري.

 واعتبر التصريح ان الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تعم ارجاء الوطن منذ اليوم السابق “تشكل إنذارا حقيقيا للحكومة وللقوى السياسية المتنفذة، المسؤولة عما آل اليه الوضع المأساوي في البلاد والواقع المعيشي والحياتي المزري للمواطنين، لا سيما فئات الفقراء والكادحين والشباب”

في 5-10-2019 طالب الحزب السلطات باطلاق سراح 21 متظاهرا من الشيوعيين وأصدقائهم، جرى اعتقالهم خلال مشاركتهم الفاعلة في ساحات الاحتجاج في بغداد والمحافظات الاخرى.

في 8-10-2019 وفي حديث لـ “طريق الشعب” قال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي: “نحن في الحزب الشيوعي العراقي كنا قد قدمنا أوائل تموز الماضي 2019 مجموعة من المقترحات والمعالجات المتعلقة بقضايا متنوعة آنية ملحة، هي في الاساس انعكاس لما طالب به المحتجون في حراكات سابقة. واننا نجد في المعالجات الحالية للحكومة صدى ملموسا لما كنا قد طرحناه حينذاك وشددنا عليه.

وفي حينه دعونا ايضا الى الاخذ بالمقترحات المذكورة عاجلا، وحذرنا من ان التباطؤ والتلكؤ في الاستجابة لمطالب الناس من شأنه ان يقود الى مفاقمة الوضع، ويزيد من حالة الاحتقان، ويفقد الناس صبرها، بعد ان أغلقت بوجهها سبل توفير الحياة الكريمة اللائقة”.

في 13 تشرين الأول 2019 دان المكتب السياسي القيود التي تحول دون ممارسة الحق الدستوري في التظاهر وحرية التعبير.

وجاء في التصريح:

تتحمل الحكومة المسؤولية السياسية عن أعمال القتل العمد والقمع الدموي التي تعرض لها المتظاهرون، وعن الانتهاكات السافرة للحقوق والحريات ولمبادئ حقوق الإنسان، التي ينص عليها الدستور ويكفلها القانون. من الواجب إحالة المسؤولين عن إصدار أوامر إطلاق النار على المتظاهرين السلميين واستخدام القوة وتنفيذ الاعتقالات ومهاجمة بعض الفضائيات، الى القضاء فوراً والكشف عاجلا عن نتائج التحقيقات وإعلانها.

شجب اعتقال الناشطين

في 17 تشرين الأول 2019 شجب المكتب السياسي ممارسات اعتقال الناشطين والمدونين، وطالب بوضع حد فوري لها ومحاسبة المسؤولين عنها ومقاضاتهم، وبإبطال قوائم الملاحقة ووقف عمليات الاختطاف واطلاق سراح المعتقلين. وقال في تصريح اصدره: “نشدد على ضمان حرية التعبير وحق وسائل الاعلام في الوصول الى المعلومات وإيصالها الى المواطن، وندعو الحكومة الى الإعلان عما يطمئن الإعلاميين والصحفيين والمدونين، ويصون حقهم في ممارسة حياتهم المهنية والإبداعية والثقافية ، ويؤمن لهم الحماية. كما نطالب بتعويض الفضائيات التي تضررت مكاتبها، بما يساعدها على معاودة نشاطها الاعتيادي وبثها، وضمان انسيابيته”.

في 18 تشرين الاول 2019 وبمبادرة من الحزب وقع العشرات من ممثلي الأحزاب المشاركة في اللقاء الأممي للأحزاب الشيوعية الذي عقد يومها في تركيا، على بيان تضامني مع شعبنا وانتفاضته الباسلة.

المطالبة باستقالة الحكومة

في 23-10-2019 عقد الحزب مؤتمرا صحفيا طالب فيه باستقالة الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة من عناصر وطنية كفؤة نزيهة وفعالة، وان تكون حكومة ذات صلاحيات استثنائية ويتم تشكيلها بعيداً عن نهج الطائفية السياسية ونظام المحاصصة المقيت ومنظومة الفساد. بعد يومين من ذلك، في 25-10-2019، اصدر المكتب السياسي تصريحا بيّن فيه” ان تطور الاحداث يعكس عجز الحكومة عن الوفاء بوعودها وتوفير الحماية للمتظاهرين السلميين، وعن تأمين أمن بلادنا واستقرارها. كما يبيّن صواب ما طالب به حزبنا في بيانه يوم 23 تشرين الاول الحالي بشأن استقالة الحكومة القائمة، وتشكيل حكومة جديدة وطنية نزيهة وذات صلاحيات استثنائية، بعيدا عن نهج المحاصصة. حكومة توقف التدهور المتواصل وتعالج الازمات التي تستنزف البلد، وتضعه على سكة الامان والاستقرار والاعمار والتطور”.

في 26-10-2019 نعى المكتب السياسي شهيد الحزب الشيوعي العراقي في انتفاضة تشرين الرفيق حيدر القبطان، الذي استشهد في بابل وهو يحاول انقاذ متظاهرين آخرين من قنابل الغاز التي كانت ترميها قوات الشغب، والتي ادت الى اختناقه هو واستشهاده.

استقالة الشيوعيين

في 27-10-2019 اعلن النائبان رائد فهمي وهيفاء الامين استقالتهما من مجلس النواب نظرا الى عجزه عن الاستجابة لمطالب المنتفضين. وجاء في بيان الاستقالة: “نعلن استقالتنا من عضوية مجلس النواب ووقوفنا إلى جانب الانتفاضة الباسلة، وسنبذل ما نستطيع من جهد انتصاراً لقضية الشعب العادلة ومطالب وتطلعات كادحيه وفقرائه والمحرومين من بناته وابنائه، عبر مختلف الوسائل السلمية والديمقراطية، وصولاً إلى دولة المواطنة والقانون والديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.

بعدها بيوم واحد، في 28 تشرين الاول 2019، اعلن الشيوعيون أعضاء مجالس محافظات بغداد، بابل، ذي قار، المثنى، البصرة، استقالاتهم من مناصبهم ووقوفهم في صف الشعب.

**********************

تشرين

بهجت الجنابي

يوم الواحد من تشرين

والصار بخمسة وعشرين

ما ننساها تمر سنين

لذاك الدم نريد الثار

يوم الواحد من تشرين

............

شعب وشال شگد هموم

يحرگ لو صاح المظلوم

ماظل عدكم شي مضموم

ما تنفع صبه وإنذار

كلنه عليكم متوحدين

يوم الواحد من تشرين

......

باچر نهتف بالساحات

حي شعبي وبعده مامات

ماظن فرصة الكم هيهات

بعد السويتوه والصار

تختل تشرد گلي منين

يوم الواحد من تشرين

..........

ماشايف مجلس بالختله

يگعد و يصوت يافشله

شظنك شعب اليغضب سهله

اله يخليكم طشار

يصبر يوم وموش سنين

يوم الواحد من تشرين

..........

واحدكم اكبر دجال

وتكرهكم حتى الاطفال

بيكم مايتغير حال

خونه ودجاله واشرار

وتبوگون بأسم الدين

يوم الواحد من تشرين

.........

باچر نطلع نتحداكم

النه حساب هواي وياكم

ع السويتوه ماننساكم

ما نقبل ذله احنه احرار

همتنا تشد وما تلين

يوم الواحد من تشرين

********************** 

شعارات الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة انتفاضة تشرين

متى يحاكم قتلة المتظاهرين والناشطين؟

لا للفساد.. لا للجوع.. لا للبطالة

متى نرى القناص والقاتل خلف القضبان؟

نريد وطن.. بلا فاسدين ولا سلاح منفلت

انتفاضة تشرين.. معلم وطني شامخ في تأريخ العراق

خبز..حرية..مواطنة ..عدالة اجتماعية

المجد لانتفاضة تشرين ولشهدائها  الابرار

شباب تشرين مفخرة للوطن والشعب

انتفاضة تشرين..انتفاضة وطن

***********************

 الصفحة السابعة

من دروس الانتفاضة

ان انتفاضة تشرين 2019 الباسلة تشكل واحدا من أهم الاحداث والتطورات في تاريخ الدولة العراقية منذ قيامها عام 1921 وهي تمثل ومعها الحركة الاحتجاجية عموما بعد 2003، تجارب نضالية لشعبنا بالغة الثراء في انجازاتها ودروسها وهي جديرة بالدراسة المعمقة وبإجراء مراجعة مسؤولة لمساراتها واستخلاص العبر من تجربتها، لجهة ردم الثغرات ومعالجة النواقص ، وتأمين صحة وسلامة الشعارات المرفوعة وواقعيتها والابتعاد عن العدمية في المواقف، والبحث الجدي في تنسيق الخطوات والشعارات والأساليب النضالية. كذلك العمل من أجل انبثاق الأطر القيادية الجماعية في كل ساحة،

وعلى امتداد ساحات الاحتجاج والاعتصام في ارجاء الوطن، وضرورة اليقظة والحذر من محاولات قوى الفساد والمحاصصة الهادفة إلى حرف الانتفاضة عن أهدافها وسلميتها، وتأليبها ضد الأحزاب والقوى والشخصيات التي وقفت إلى جانبها وشاركتها في الفعل والقول، وقدمت التضحيات والشهداء على طريق تحقيق أهدافها العادلة والانتفاضة تمرين ثوري ولحظة تفجر للاحتقان والاستعصاء السياسي والاجتماعي، وصراع اجتماعي وطبقي بين اقلية متحكمة مرفهة، وغالبية محرومة ومهمشة. وهي قد نقلت الوعي الاجتماعي خطوات متقدمة الى امام وانعكس ذلك في إقامة هذه العلاقة الوثيقة بين القضايا الخاصة والعامة. كما انها كسرت حواجز الخوف والتردد والتابوهات. ولقد هزّت الانتفاضة منظومة المحاصصة والفساد وعرت رموزها وارعبت المتنفذين، وعززت ثقة الجماهير بنفسها وقدرتها على اجتراح المآثر ونيل حقوقها والدفاع عن مصالحها، وفرضت التغيير على جدول العمل. ان المنتفضين وهم يبدعون في الجمع بين مختلف اشكال وأساليب النضال والعمل السلمية، قد رسخوا روح التصدي والاقتحام والإصرار على تحقيق المطالب العادلة واسهموا على نحو جلي في إعادة الروح والحيوية الى المواطنة العراقية الجامعة. لقد بيّنت الانتفاضة ان المواطنين بعد 18 من السنين العجاف يرفضون العيش كما في السابق. وان من الوهم الاعتقاد بإمكان ان تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأول من تشرين الأول 2019.

وأكدت ان الحكام لن يتمكنوا بعد الآن من الاستمرار في الحكم بالمنهج والأساليب ذاتها. فقد كشفت فشل المنهج المتبع في إدارة الدولة والحاضن للفساد والفاسدين، وحالة الاستقطاب الحاد في المجتمع ودرجة الاحتقان فيه، وعرّت هذا وذاك حتى النخاع. وشددت الانتفاضة على ان المطلوب ليس تطويق الأزمات واحتواؤها، بل إيجاد حلول جذرية لها، بما يؤمن التصدي لأس الأزمات، أي نظام المحاصصة، ومعالجة معضلته.

وقد حققت انتفاضة تشرين الكثير، وفرضت حقائق في المعادلة السياسية العراقية يصعب تجاهلها. ولذا تستمر محاولات ومساعي قوى متعددة بدعم خارجي، لإضعافها وتشتيت قواها بمختلف الأشكال، بما فيها اللجوء إلى القوة. وهو ما حصل عبر تنفيذ عدد من الحملات ضدها، بضمنها فرض رفع الخيم واحراقها في ساحات الاحتجاج والتظاهر ، والمذابح التي شهدتها الناصرية في شباط 2021 وغيرها من محافظات الوطن، وتزايد جرائم الاغتيالات والاختطاف والتعذيب التي تستهدف الناشطين وافلات القتلة ومن يقف وراءهم من العقاب والاستهتار بدماء المتظاهرين وارواحهم وتجاهل مطالب المحتجين وحقهم الدستوري في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من التقرير السياسي للحزب الشيوعي العراقي الصادر عن المؤتمر الوطني الحادي عشر(24-28 تشرين الثاني 2021)

*********************** 

من شهداء انتفاضة تشرين.. شهداء الحزب الشيوعي العراقي

اياد عباس يطلب وطناً يليق بشعبه

أرتقى رفيقنا اياد عباس علي سلّم المجد شهيدا بعد أن توفي متأثرا بالغاز السام الذي استخدمته الحكومة تجاه المتظاهرين السلميين يوم الأربعاء 2 تشرين الاول 2019، أثناء مشاركته في تظاهرات ساحة التحرير.

وكان رفيقنا اياد من سكنة بغداد وهو أب لعائلها كبيرة فيها 5 بنات. يحمل شهادة الماجستير في الإعلام، وأبقاه نظام المحاصصة، مثل الالاف غيره من حملة الشهادات العليا بلا فرصة عمل تليق به وبشهادته، وعضو الحزب الشيوعي العراقي. لم يطلب اياد سوى وطنا يليق بشعبه، ووقف أعزلا مع اخوته المتظاهرين أمام القمع الشرس وعمليات القتل المنظمة التي مورست بحق المنتفضين.

حيدر القبطان شهيد ساحة التظاهر في بابل

استشهد الرفيق حيدر عبدالكاظم العيفاري (حيدر القبطان) يوم الجمعة 25 تشرين الأول 2019 وهو منغمر في إخلاء اخوته المتظاهرين المختنقين بالغازات المسيلة للدموع في تظاهرات الحلة.

تميّز الرفيق الشهيد بالجرأة والاقدام، وبالحرص الشديد على سلمية التظاهر. وقبل يوم من استشهاده نشر في الفيس بوك “بوست” ضّمنه وصايا للمتظاهرين جاءت على النحو التالي:

  • التظاهرات تبدأ غداً في تمام الثانية ظهرا وتمتد من جسر الهنود التقاءً بمتظاهري الطيارة و٦٠ وحتى المجلس.
  • متفقون، سلمية ونرفض التعدي على اي متظاهر.
  • رفع العلم العراقي والشعارات الوطنية ذات المصلحة العامة.
  • كل دوائر الدولة والمحال التجارية والشركات والمصارف هي في مرمى حماية المتظاهرين وسنتصدى لمن يحاول التعدي عليها بقوة.
  • حماية النساء المشاركات في ثورة يوم غد من واجب الشباب المتظاهرين.
  • فسح الطريق للحالات الحرجة والمرضى وحالات الولادة الطارئة وتسهيل وصولها الى المشفى.
  • التعاون مع المسعفين الموجودين في الساحة والانصياع لتعليماتهم الطبية في حال وجود اصابات.
  • عدم المساس بأي مكون او طائفة او رمز ديني من شأنه تمزيق لحمة المتظاهرين.
  • عدم استلام اي بيان او توجيهات من جهة غير معروفة.
  • عدم التصادم مع افراد الشرطة والقوات الامنية.
  • شعاراتنا واهدافنا ومطالبنا واضحة ورفعت الى الجهات الحكومية في ثورة ١ اكتوبر.
  • المتظاهرون اخوة وسند لبعضهم البعض ولا نسمح لأي شخص تشتيت وحدة الصف العراقي.
  • الثورة قائمة حتى تحقيق مطالب الشعب
  • عدم التنكيل بأي شخص لا يخرج للتظاهر، فلربما هو متظاهر في مكان اخر او في واجب رسمي.
  • نطلب من كوادرنا الطبية بذل اقصى جهدهم في هذا اليوم التاريخي الذي سيسجل مواقفهم البطولية وهم يؤدون عملهم بتفان واخلاص.

إن مت من اجلك يا وطني ارجوك ان تعتني بذريتي.

علي اللامي.. شاعر في الانتفاضة

الشهيد الشيوعي، الشاعر علي نجم اللامي، ولد ببغداد عام ١٩٦٩ قبل أن تنتقل عائلته إلى واسط التي أكمل فيها دراسته المتوسطة والاعدادية وتم تعيين الشهيد، آنذاك، في معمل نسيج الكوت وانتقل لاحقا الى معمل نسيج الكاظمية ليكون قريبا من شارع المتنبي ومقاهي الشعر والادب (مقهى حسن عجمي والشابندر والزهاوي).  وخلال قرب الشهيد اللامي من التجمعات الأدبية والثقافية، بدأت تجربته الشعرية تختمر، ليكتب اولى قصائده (الى عبد الامير جرص) المنشورة في مجموعته الشعرية الاولى (ليست نبوءة) والتي يروي لنا الشهيد إن الراحل عبد الامير اجهش بالبكاء عند سماعه لها. وكابد الشهيد مرارة النظام البعثي الدكتاتوري، ومن بعده نظام المحاصصة الطائفية، لموقفه الثابت واصراره على بناء الدولة المدنية الديمقراطية

وعندما انطلقت انتفاضة الشعب، رابط اللامي، كرفاقه، في ساحة التحرير مع بقية المنتفضين، وعندما كان يذهب في استراحة سريعة لعائلته في واسط، كان أيضا يلتحق هناك بخيام المعتصمين وعبّر الشهيد عن ذلك قائلا: “صرنه مثل السمچ ما يرهم بدون المي”

وأخفى الشهيد عن أهله ورفاقه كل محاولات التهديد التي تلقاها بشأن موقفه الداعم للانتفاضة، وقال في أحدى عباراته الشهيرة: “قسما ببغداد، ما نرجع للبيوت الا بتابوت”، وحدث ذلك فعلا بعد ان طالته ايادي الغدر واغتالته ليلة ١٠/١٢/٢٠١٩ في منطقة الشعب وهو عائد من ساحة التحرير، ليشهد استشهاده تنديدا جماهيريا واسعا داخل العراق وخارجه علي اللامي وهو أبن الخمسين عاما، كان عضوا في اللجنة الفكرية والثقافية في لجنة واسط المحلية للحزب، وهو أيضا عضو المؤتمر الوطني التاسع للحزب، وعضو اتحاد الادباء والكتّاب في واسط، وشاعر معروف بكتاباته المناصرة للشعب والكادحين ويمتلك سمعة محترمه بين الاوساط الثقافية والاجتماعية.  نعاه اتحاد الادباء والكتّاب في بغداد، وقام مؤخرا بطباعة مجموعة شعريه له تحت عنوان (خلف الضجيج وطن) ووزعها على الكثيرين بضمنهم المرابطين في خيام الاعتصام.

سلام العامود .. تبرع بالدم واستشهد

عندما توجه رفيقنا سلام الشمري الى مصرف الدم للتبرع الى الجرحى الذين غدروا في مجزرة جسر الزيتون، يوم 28/11/2019، واثناء عودته الى ساحة الحبوبي وتحديدا امام اعدادية الجمهورية وصلت سيارة سلفادور حديثة توقفت في تقاطع البهو واخذت باطلاق النار صوب المارة وسقط عدد كبير من الشهداء والجرحى ولاذت السيارة بالفرار.

اصيب الشهيد سلام في رصاصة اخترقت جانبه الايسر لتخرج من قلبه وكان معه احد رفاق الحزب ونسيبه احمد علي التميمي الذي روى تفاصيل الحادث ونجا الاخير باعجوبة. وتولد الشهيد سلام في محافظة ذي قار عام 1970، وكان يعمل سائق تكسي.

فهد العلياوي يحمل مؤونة المنتفضين

استشهد رفيقنا فهد العلياوي بحدود الساعة الرابعة عصراً  24/1/2020،  على سريع محمد القاسم، عندما اطلقت قوات الامن الرصاص على مجموعة كبيرة من المتظاهرين الذين قرروا قطع الخط السريعة في محاولة تصعيدية منهم بعدما حاولت الحكومة السابقة الالتفاف على مطالب المحتجين.  وكان الرفيق الشهيد يحمل مؤونة غذائية لرفاقه واخوته المتظاهرين على الطريق المذكور، حين اصابه الرصاص الغادر وأسقطه ارضا، لينزف غزيرا ويسلم الروح خلال وقت قصير.

وكان الشهيد فهد من مواليد عام ١٩٩٧، من سكان منطقة الزعفرانية في بغداد، قد تخرج للتو من الصف السادس الإعدادي، ولاعب كرة قدم، ويعمل أيضا كسائق لإعالة عائلته. 

******************* 

خَرَجتُ من رأسيَ

الى شهداء انتفاضة تشرين

طه الزرباطي

خَرَجتُ من رأسِ السَنَة الهجريّةِ

من غيرِ رأسٍ

على الرِماح حَمَلوني

غيْمَةً من كلماتٍ ...

لا تُبَلِلُ ورقةً...!

*

مَصْلوبَاً

خرجتُ من رأسِ السَنةِ المِيلاديَّةِ

الفُ مِسمارٍ أحمَقٍ

داعَبَ جراحِيَ

ظنوا صُراخَ دَمِي أغانٍ ..

وعناقيدَ دمي تراتيلاً..!

*

خَرَجْتُ من رأسيَ المَخمورِ

صيّادا

بأي شبكةٍ أصطادً كُلَّ هذا المَقموع ؛

هذهِ المَعاني؟

وبأي نِسيانٍ أنساكِ ..

يا ذاكِرَتي ؟

*

في الهور

يُداعِبُك القِمري

يظنُكَ

طائرا على شَكْلِ أنسانٍ !

يَمْنَحُ الخِضريُ قَلبَهُ ..

يَظُنُّ فالكَ جزءا من قصيدَتِك ..

التي ...

نَسِيتَها عندَ وَجَعِ البَردي

من أيِّ قلبٍ عامِرٍ بالحُبِّ ؛

سَرَقَ النَسِيمُ هذا الشَغَفَ العُذري؟

فناحً قلبُكَ حمامَةً ..

وصارَ نايُكَ عاشِقَاً؟

*

خَرَجْتُ مِنِّيَ

لم أجِدْ خارِجي أحَداً

انشغلتُ باللا ...

وتَعَطَلتْ كلماتِيَ بالصمتِ

وفارَ دَمي تنورا مَسْجُورا ...

فأكلتُني خُبزا ..

فبأي وطنٍ تَعْتَصِم يا جوعي ؟

حينَ يُعَدُ النهرُ عدواً ..

يُعاقَبُ بالشَنْقِ حدّ الجَفافِ !

يُعَلَقُ على حَبلِ غَسِيلٍ ..!

كيْفَ يولَدُ القاتلُ المأجورُ

أيشرَبُ الماءِ ؟

أيشعرُ بحصانِ القلبِ الجامِحِ ،

يَعْدو لِصوتِ أمهِ ؟

أيَعْلمُ ...

أنني لمْ أُخبِرْكِ ...

بالرِصاصَةِ الأخيرَةِ من جُعبَةِ قلبي ؟!

اني أحبُك ...

كنتُ أحِبُكِ قبل أنْ

أُحِبَكِ..

فلا تنتظِريني  !

خرجتُ الى انهارِ اللهِ

شَرِبتُ كُلّ خمرةِ الجنةِ

ولمْ أنسَ ثلاثةً ..

وطني ؛

وجهَ أمي الحزين ..،

وانتظارَ حبيبتي لِبَوحِيَ  السِحْري؛

لأني

كُنْتُ أُحِبُكِ

*************************

 الصفحة الثامنة

مصر.. تقديم موعد الانتخابات

إلى نهاية السنة الحالية

القاهرة - وكالات

أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، في مصر، أن “موعد الانتخابات الرئاسية هو من العاشر إلى الثاني عشر كانون الأول المقبل داخل البلاد بينما يصوت الناخبون في الخارج بدءا من الأول إلى الثالث من الشهر نفسه”. ويأتي الإعلان عن موعد الانتخابات وسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة يعاني منها المصريون في الآونة الأخيرة.

ودعت الهيئة الانتخابية الراغبين في الترشح بتقديم أوراق ترشحهم اعتبارا من 5 من تشرين الأول المقبل.

ولم يعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يتولى السلطة منذ عام 2014، بعد نيته في الترشح لولاية رئاسية ثالثة غير أنه أمر متوقع. وكان من المقرر أن تبدأ إجراءات الإعداد للانتخابات في كانون الأول ولكن البعض يرى أن السلطات قدمت موعد الانتخابات في خطوة مرتبطة بإجراءات اقتصادية قاسية قد تضطر الحكومة لاتخاذها في الأشهر الأولى للعام المقبل.

***********************

الوفد السعودي يلغي زيارة المسجد الاقصى بسبب اعتراضات شعبية

القدس – وكالات

ألغى الوفد السعودي برئاسة السفير لدى السلطة الفلسطينية نايف السديري زيارته، أمس الاربعاء، للمسجد الأقصى، وأعلن أنه ينوي القيام بذلك في زياراته المقبلة. وأثارت الأنباء حول زيارة المسجد الأقصى ردود فعل عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، مطالبة بمنع زيارة السفير. وقال مصدر فلسطيني، إن “السفير والوفد المرافق له استوعبوا الانتقادات والآثار المتوقعة للزيارة، والتي سمعوها أيضًا من القيادة الفلسطينية في رام الله، وقرروا تأجيل زيارتهم إلى المسجد”. فيما ذكرت وزارة الخارجية والشرطة الإسرائيلية أنهما لم يكونا على علم بالزيارة.  وبحسب تقارير فلسطينية، سعى السعوديون لإبعاد الموضوع عن الأضواء، لمنع التدخل الإسرائيلي في تفاصيل الزيارة. في الأثناء، قال السفير السعودي الذي تم تعيينه، مؤخراً، لدى السلطة الفلسطينية، نايف السديري، إن المملكة تتمسك بمبادرة السلام العربية كأساس لحل القضية الفلسطينية، وهي النقطة الأساسية في أي اتفاق قادم”.

**********************

لندن.. تكدس النفايات

بسبب إضراب عمال النظافة

لندن - وكالات

تراكمت أكوام كبيرة من النفايات المتعفنة في مناطقة مختلفة من العاصمة البريطانية لندن، مع بدء عمال النظافة في شرق لندن أسبوعا ثانيا من الإضرابات بسبب الأجور.

وحث السكان والسياسيون والسياح مجلس “تاور هامليتس” على التوصل بشكل عاجل إلى اتفاق مع العمال المضربين، حيث وصل ارتفاع النفايات المتراكمة إلى ستة أقدام في بعض الشوارع.

وبدأ إضراب أعضاء اتحاد Union the Union في 18 ايلول، بسبب نزاع حول الأجور. وكان من المقرر أن يستمر الإضراب لمدة أسبوعين، ولكن عندما لم يتم التوصل إلى اتفاق، تم تمديد الإضراب حتى 15 تشرين الاول. وقال وزير شؤون لندن بول سكالي، إنه “يجب تنظيف الفوضى في أسرع وقت ممكن بعد أن أبلغ السكان عن وجود فئران تتجمع في أكوام القمامة في منطقة شورديتش السياحية”.

وأضاف “إن ما يحدث في الواقع، هو استجابة لأزمة تكلفة المعيشة الحقيقية التي تشعر بها الأسر في جميع أنحاء البلاد”.

************************ 

تبادل الاتهامات بين إيران وأمريكا وإسرائيل

الأمم المتحدة تحذر من جنون سباق التسلح النووي

متابعة – طريق الشعب

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى إعادة إحياء التحرّك الرامي لخفض انتشار الأسلحة النووية تمهيدا للتخلّص منها بالكامل، بينما حذرت بيونغيانغ من حرب نووية وشيكة في شبه الجزيرة الكورية، وطالبت إيران العالم بالتحرك بعد تهديد نتنياهو النووي. جاء ذلك في ختام الجلسة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

سباق مقلق

قال غوتيرش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول الثلاثاء: “يلوح سباق تسلح جديد مقلق في الأفق. يمكن أن يرتفع عدد الأسلحة النووية لأول مرّة منذ عقود”. وأضاف أن “أي استخدام للأسلحة النووية - بغض النظر عن المكان أو الزمان أو الظروف - من شأنه أن يطلق العنان لكارثة إنسانية ذات أبعاد هائلة”.

وتابع “من جديد، يظهر التهديد باستخدام الأسلحة النووية، أنه جنون محض، ويجب علينا أن نغير المسار”.

دعا غوتيرش الدول للالتزام بعدم استخدام الأسلحة النووية تحت أي ظرف كان، كما حض على إعادة إحياء وتعزيز معاهدتي منع انتشار الأسلحة النووية وحظر الأسلحة النووية، وإلى تطبيق معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996.

وذكر في خطابه أن “ العالم قضى فترة طويلة جدا تحت شبح الأسلحة النووية، دعونا نتراجع خطوة عن حافة الكارثة”.

«على شفير حرب نووية»

واتّهم مندوب كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة كيم سونغ الولايات المتحدة بدفع شبه الجزيرة لتصبح على شفير حرب نووية بشكل أكبر”.

وندد كيم سونغ بتحركات كوريا الجنوبية في ظل رئاسة يون سوك يول المحافظ الذي عمل على تعزيز التعاون مع واشنطن واليابان.

وقال في خطابه أمام الجمعية العامة: “نظرا إلى سياستها المتملقة والمهينة القائمة على الاعتماد على قوى خارجية.. (فإن) شبه الجزيرة الكورية على بعد خطوة عن خطر اندلاع حرب نووية وشيك”.

وأشار إلى “تشكيل المجموعة الاستشارية النووية، مؤخرا والتي تأمل الولايات المتحدة من خلالها بتحقيق تكامل أفضل بين إمكانياتها النووية وقوات كوريا الجنوبية التقليدية فيما يكثّف البلدان الحليفان مشاركة المعلومات والتخطيط للحالات الطارئة”. ولفت كيم إلى أن “المجموعة ملتزمة بتخطيط وتفعيل وتنفيذ ضربة نووية استباقية ضد جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية”.

التحرك بعد تهديد

ودعت إيران، أمس الأربعاء، المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفته بالتهديد النووي، الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكدت الممثلية الإيرانية الدائمة لدى مكتب منظمة الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية في جنيف، في بيان لها، على ضرورة تحرك العالم ورفضه تطبيع أية تخرصات نووية وخاصة التهديد باستخدام الأسلحة النووية الذي أطلقه نتنياهو، معتبرة هذه التصريحات تقوض السلام والأمن الدوليين، حسب وكالة تسنيم الإيرانية.

وكانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اتهمت الإثنين الماضي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتوجيه تهديد نووي حقيقي إلى إيران.

وقال رئيس المنظمة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، في كلمة له أمام المؤتمر العام السابع والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن “إيران تحتفظ بحقها في الرد على التهديدات الإسرائيلية، منتقدا الصمت الدولي تجاه التهديدات الإسرائيلية المتكررة”.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، من الخطر الذي تمثله إيران، مشددًا على أنه “طالما أنا رئيس حكومة إسرائيل، سأبذل كل ما في قدرتي لأمنع إيران من التزوّد بسلاح نووي”.

فسح المجال للدبلوماسية

وفي ذات الشأن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنه “يتعين على إيران اتخاذ خطوات لخفض التصعيد بشأن برنامجها النووي إذا أرادت إفساح المجال للدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وأن أولى هذه الخطوات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت تعليقات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي هي المرة الثانية خلال أيام التي تنتقد فيها الولايات المتحدة إيران لقرارها منع عدد من مفتشي الوكالة الدولية من العمل في البلاد، مما يعوق قدرة الوكالة على مراقبة أنشطة طهران النووية.

وقال ميلر: “يجب على إيران أن تتخذ خطوات لخفض التصعيد إذا كانت تريد تهدئة التوتر وإفساح المجال للدبلوماسية”.

************************ 

استقالة رئيس مجلس العموم الكندي بسبب مقاتل نازي

أوتاوا - وكالات

استقال رئيس مجلس العموم الكندي أنتوني روتا، الثلاثاء، على خلفية دعوته رجلا قاتل في وحدة عسكرية نازية في الحرب العالمية الثانية، إلى البرلمان لحضور خطاب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وبعد أن ألقى الرئيس الأوكراني خطابه مباشرة في مجلس العموم، الجمعة الماضية، صفق النواب الكنديون لياروسلاف هونكا (98 عاما) عندما لفت روتا الانتباه إليه.

وقدم رئيس مجلس العموم، المقاتل هونكا باعتباره بطل حرب قاتل في صفوف الفرقة الأوكرانية الأولى.

وفي وقت لاحق أعلن أن الفرقة الأوكرانية الأولى والمعروفة أيضا بفرقة “فافن إس إس غاليسيا”، أو فرقة “إس إس 14 فافن”، كانت وحدة تطوعية تحت قيادة النازية.

وذكر روتا في خطاب استقالته، أكرر أسفي العميق عن خطأي المتمثل في الإشادة بشخص في المجلس أثناء خطاب مشترك للرئيس زيلينسكي أمام البرلمان. أتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعالي”.

********************** 

قاض أمريكي: ترامب ارتكب عمليات احتيال مالية

نيويورك – وكالات

اعتبر قاض في نيويورك أنّ “الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب واثنين من أبنائه، هما دونالد جونيور وإريك، ارتكبوا عمليات احتيال مالية متكرّرة في العقد الأول من القرن الحالي بتضخيمهم قيمة الأصول المالية والعقارية لشركتهم (منظمة ترامب)”.

والقرار الصادر عن القاضي آرثر إنغورون يمثّل نكسة للرئيس السابق عشية انطلاق جلسات المحاكمة في هذه القضية المدنيّة، الإثنين المقبل، فيما يسعى ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات تشرين الثاني 2024.

في المقابل يسهل هذا القرار مهمة المدعية العامة في ولاية نيويورك ليتيسيا جيمس التي رفعت شكوى قضائية على ترامب. ويُحاكم ترامب وابناه في هذه القضية أمام القضاء المدني بناء على دعوى رفعتها ضدّهم المدّعية العامّة في نيويورك ليتيسيا جيمس بتهمة تقديمهم أرقاماً مضخّمة بشكل صارخ لبنوك وشركات تأمين.

وتطالب المدّعية العامّة في دعواها خصوصاً بأن يدفع المدّعى عليهم غرامات تناهز 250 مليون دولار ومنعهم من إدارة شركات.

********************** 

أكثر من 28 ألف لاجئ

يصلون إلى أرمينيا

يريفان - وكالات

استقبلت أرمينيا، أمس، عشرات آلاف اللاجئين من ناغورني قره باغ، بعد أسبوع من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان في هذه المنطقة المتنازع عليها، في القوقاز وغالبية سكانها من الأرمن.

ووصل نحو 28120 لاجئًا حتى ساعة إعداد هذا الخبر، إلى أرمينيا.

وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أعلن، أنّ “بلاده التي يبلغ عدد سكانها 2,9 مليون نسمة تستعدّ لاستقبال 40 ألف لاجئ من ناغورني قره باغ”.

وتعهّدت أذربيجان السماح للانفصاليين الذين يسلّمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا، وفتحت، الأحد، الطريق الوحيد الذي يربط ناغورني قره باغ بهذا البلد، بعد أربعة أيام من استسلام الانفصاليين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضع المنطقة تحت سيطرة باكو

ويتواصل تدفّق السيارات التي تقل عائلات وممتلكات إلى آخر نقطة تفتيش أذربيجانية قبل دخول الأراضي الأرمينية عن طريق معبر لاتشين.

وأدّى التدفق الضخم للاجئين إلى اختناقات مرورية ضخمة على الطريق الوحيد الذي يربط “عاصمة” الإقليم ستيباناكيرت بأرمينيا.

*********************** 

رافقته تحذيرات من انشقاق في الحزب

انتخاب مستثمر مصرفي رئيسا جديدا لحزب اليسار اليوناني

رشيد غويلب

فاز ستيفانوس كاسيلاكيس، المستثمر المصرفي السابق في بنك غولدمان ساكس والذي لا يتمتع بأي خبرة في السياسة اليونانية، في الجولة الثانية من الانتخابات الداخلية لحزب اليسار اليوناني (سيريزا – التحالف التقدمي)، حزب المعارضة الرئيسي في اليونان. ويأتي انتخابه بعد استقالة زعيم الحزب السابق أليكسيس تسيبراس، الذي قاد الحزب لمدة 15 عاماً، على إثر هزيمة الحزب في الانتخابات البرلمانية العامة الأخيرة. حصل على 56,69، مقابل 43,31 في المائة لمنافسته.

واستطاع كايسلاكس هزيمة منافسته، وزيرة العمل اليونانية السابقة إيفي أتشتسوغلو أول امرأة تترشح لمنصب الرئاسة، وعدت في البداية المرشحة الأوفر حظا. ولقد اعتبر الكثيرون فوز كاسيلاكيس وطريقة ترشحه لقيادة الحزب حالة غريبة في عالم اليسار. لقد حصل زعيم الحزب الجديد في جولة الانتخابات الأولى على 45,04، مقابل 36,21 في المائة لمنافسته. وجاء ثالثا بفارق كبير وزير المالية اليوناني السابق، وممثل التيار الماركسي في الحزب إقليدس تساكالوتوس بنسبة 8.78 في المائة.

من هو ستيفانوس كاسيلاكيس؟

مواليد أثينا عام 1988، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع والديه، وهو ابن رجل أعمال وأم تعمل طبيبة أسنان. حصل على شهادات جامعية في ولاية بنسلفانيا في التمويل والسياسة الدولية. قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008، عمل كمتطوع ضمن طاقم السيناتور آنذاك والرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن. وفي سن الحادية والعشرين، وجد وظيفة في بنك غولدمان ساكس حيث عمل في مجال الاستثمار لمدة خمس سنوات في السنوات التي كان فيها حزب سيريزا يخوض معركة مريرة ضد الابتزاز من المراكز المالية العالمية. ثم أصبح رجل أعمال وأسس شركة شحن ناجحة، باعها قبل عام. تصفه وسائل الاعلام اليونانية بالمليونير.

ويدرك عدم امتلاكه أي خبرة حزبية، ويقول إن لديه خبرة “في العمل والحياة الاجتماعية”. وهو شخصية غير معروفة، بما في ذلك بين ناخبي الحزب، لكنه تمكن من أن يصبح معروفًا في جميع أنحاء البلاد في أقل من شهر، مع حضور قوي في وسائل التواصل الاجتماعي، بمساعدة مراسلين محليين يتابعون كل تحركاته. عرف نفسه أول مرة بشكل غير معتاد عبر فيدو قصير مصحوبا بالموسيقى: “ اسمي ستيفانوس ولدي ما اخبرك به”.

 كتبت مجلة “دع اليونان تتكلم” الالكترونية اليسارية: الرجل الذي عاد ليتولى قيادة حزب يساري ذي تقاليد عريقة ليس لديه ما يقوله سياسيا. لا شعار، ولا إشارة إلى التاريخ، ولا خطاب يساري”.

يتم عرض صور ومقاطع فيديو لكاسيلاكيس على شاشات التلفزيون من الصباح حتى المساء، كما يتم نشرها على مواقع الإنترنت،. كاسيلاكيس في سهول الفيضانات في وسط اليونان، يساهم في إعداد الطعام للضحايا، أو في غابة إيفروس المحترقة أيضا، أو خلال ممارسة نشاطه اليومي المألوف.، وهو يصافح الجمهور، ويلتقط صور السلفي. وينشر أو يقول أشياء بلا محتوى سياسي، ولا علاقة لها بسياسة وقيم وأخلاق حزب اليسار، المنحدر من التاريخ الطويل لليسار والنضال الشيوعي، الذي يعيش في أزمة ويبدو ان أزمته تتعمق.

لقد جاء ترشيح ستيفانوس كاسيلاكيس في حزب مصدوم بفعل الهزيمة الانتخابية. لم يقدم الزعيم الجديد، سوى شعار تعبوي وغير سياسي “دعونا نقود اليونان إلى العصر الحديث”. ولا شك في أنه فاز بأصوات 40 ألف عضو جديد انظموا إلى صفوف الحزب، وشاركوا في الانتخابات الحزبية في 17 أيلول.

صدمة في يسار الحزب

مثلت نتائج الانتخابات الحزبية صدمة في صفوف التيار اليساري في الحزب. ورغم دعوة العديد من أعضاء الحزب البارزين إلى الوحدة والعمل المشترك، لكن الأجواء متوترة.

ويخشى العديد من اليساريين أن “الاستثناء” الأوروبي الكبير الذي مثله صعود سيريزا في تشكيلة الحكومة اليونانية في السنوات الأخيرة، في ظل ظروف صعبة واستثنائية، وان الحزب الذي اختار مصالح ملايين اليونانيين، بدلا من الجملة الثورية، لمواجهة ابتزاز المراكز المالية العالمية الوحشي، قد ينتكس ويهوى في مستنقع السياسات الوسطية، وأكثر من هذا، قالت مجلة “دعوا اليونان تتكلم”: أن “حزب سيريزا كما كنا نعرفه قد مات”.

برنامج ومصداقية وحزب قوي

يرى ديميتريوس باباديموليس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي ورئيس مجموعة البرلمانية للحزب فيه، “إن الانتخابات تظهر أن اليونانيين يريدون “معارضة قوية اليوم وحكومة سيريزا تقدمية غدًا”. وأضاف “إلى جانب القيادة الجديدة، نحتاج أيضا إلى خطة سياسية وبرنامج وجدية ومصداقية وحزب قوي وموحد”.

وأضاف باباديموليس: “لقد فاز ستيفانوس كاسيلاكيس بوضوح، وعلينا كديمقراطيين أن نحترم فوزه... لقد صوت لصالح إيفي أتشتسوغلو لأنني أعتقد أنها الخيار الأفضل وأنا أؤيد موقفها الموحد والجاد بعد نتائج الانتخابات”. وتابع: “هناك مزيج من الأمل والخوف بين ناخبي وأعضاء سيريزا”، و”يجب أن نرد على ذلك سوية، أكرر المسؤولية الأولى تقع على رئيسنا الجديد. ولهذا السبب أعتقد أنه لا يمكن تأجيل مؤتمرنا المزمع عقده”. واختتم حديثه بالتحذير من حدوث انشقاق في الحزب. “أنا شخصيا أعتقد أن الانشقاقات عادة تسبب مشاكل أكثر مما تحل. ولهذا السبب أنا ضد سيناريوهات الانشقاق بشكل قاطع. وأقول ذلك بعد 50 عاما في اليسار المتجدد”.

************************

 الصفحة التاسعة

في الذكرى الرابعة لانطلاقتها

نساء لـ «طريق الشعب»:

انتفاضة تشرين ما كانت لتستمر لولا مشاركة المرأة

بغداد - نورس حسن

تحل بعد ايام الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين 2019، التي سجلت فيها المرأة العراقية أروع صور البطولة والفداء، وانطلقت ثائرة على الواقع المزري التي تعيشه مع اسرتها، من بؤس في الخدمات وضآلة في فرص العمل، وصولا الى فقدان الأبناء والأزواج في خضم الصراعات المنفلتة وغياب الامان.

لقد تمكنت المرأة في غمار انتفاضة تشرين من كسر حاجز الخوف، بل وحطمت قيودا تفرضها العادات والتقاليد المجتمعية، وتساهم في تنميط مشاركة المرأة وتهميش دورها السياسي، وفي استبعاد مبادرات النساء التي تجعلهن يلعبن دورا رياديا خلال جلسات التفاوض ورسم السياسات، التي من شأنها ان تعالج الكثير من القضايا ذات الاولوية وبضمنها ملف المرأة.

الانتفاضة لم تنتهِ

تقول سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل ان “انتفاضة تشرين لم تنتهِ، فمطالبها ما زالت حاضرة في نفوس وضمائر ابناء الشعب العراقي، الذين سينتفضون على واقعهم البائس في اية لحظة، مطالبين بالتغيير ذاته الذي رفعوا راياته في انتفاضة تشرين 2019، وليعززوا مطالبهم اليوم بالكشف اولا عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم”.

وتشير مروكل في تصريح لـ “طريق الشعب” الى ان “الانتفاضة قدمت دروسا الى سياسيي السلطة، واولها حقيقة ان مفتاح التغيير بيد الشعب، الذي سينتفض على واقع حاله دون ريب، خاصة مع ارتفاع سقف المعاناة اليومية”.

سجلت اجمل صورها

وعن دور المرأة في تشرين بيّنت رئيسة الرابطة ان “المرأة أسهمت فيها بمختلف الاشكال وسجلت اجمل صور التضحية، فكانت الطبيبة والمسعفة والمعلمة والمثقفة وحمامة السلام ورائدة السلمية، التي طغت في ايام الانتفاضة حتى تحققت المطالب بتغيير الحكومة آنذاك”.

وبعد انتفاضة تشرين، تضيف مروكل، ظلت المرأة تعاني “لكنها في الوقت ذاته تنتفض على واقعها باساليب رفض اخرى، وهي تطالب اولا بتشريع قانون مناهضة العنف الاسري، الذي تواصل السلطة التشريعية تعطيله عمدا، كما تخرج الى جانب أخيها الرجل في وقفات احتجاجية مطالبة بتوفير فرص عمل وبتحسين واقعها المعيشي”.

حملت شعار «نريد وطن»

في السياق ذاته ترى رئيسة منظمة المرأة العراقية والمستقبل د. ندى الجبوري ان “المرأة العراقية حملت في تشرين شعارات تخص عامة ابناء الشعب، على رغم معاناتها اليومية في اجواء الصراع المعيشي والعنف الاسري والعادات والتقاليد المجتمعية التي تفرض على النساء تحمل مسؤوليات كبيرة في اعمار صغيرة”.

وتقول مضيفة ان “المرأة قدمت في تشرين وما زالت تقدم اعظم صور التضحية وهي ترفع شعار الانتفاضة “نريد وطن”.

وترى د. الجبوري ان المرأة تمكنت في تشرين من كسر الكثير من الموانع المجتمعية، وهي قادرة على مواصلة طريقها الى حين التحرر من كافة القيود وبضمنها القانونية”.

إطلاق للطاقات

من جهتها تستذكر الفنانة التشكيلية سارة عبد الله دورها في الانتفاضة وتقول انها “لم تكن انتفاضة على الواقع فحسب، وانما كانت ايضا اطلاقا لطاقات شابة كانت مكبوتة لعقود، بسبب التهميش الذي مارسته الحكومات المتعاقبة، التي عملت بمنهجية مدروسة على تحجيم جميع الامكانيات المعوّل عليها في بناء الامم، خاصة منها الثقافية والفنية”.

وتقول لـ”طريق الشعب” ان حضور المرأة في انتفاضة تشرين كان ملفتا حتى للمجتمع الدولي في جوانبه الفنية والثقافية، وتنظيف ساحة “الحبوبي” بضمنها الرسم على الجدران تعبيرا عن الاحتجاج، كذلك المشاركة مع فرق تطوعية نسوية في تنظيف ساحات الاحتجاج مثل ساحة الحبوبي، وفي تقديم الدعم اللوجستي عموما للمتظاهرين لفترات طويلة.

وتضيف الرسامة سارة عبدالله ان “الانتفاضة اطلقت فينا روح العمل الجماعي والانصهار في الوطن قبل كل شيء”.

حققوا ما عجزت عنه الحكومات

وحول مطالب المرأة المنتفضة تقول الناشطة ابرار الطائي انه “في تشرين تكثفت المطالب في المطلب الكبير “نريد وطن”، فيما كان المنتفضون يتصدون باجسادهم للرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع”.

وتذكر لـ”طريق الشعب” انه “في ساحة التحرير رسم الشباب المنتفضون خارطة الوطن الذي يريدونه، وحققوا ما عجزت الحكومات عن تحقيقه لعقود، بل واظهروا للمجتمع الدولي ان العراق بلد جميع الطوائف والثقافات، بلد الحضارة والخيرات، حتى جعلوا من ساحة التحرير منبرا ومسرحا لفعاليات فنية وموسيقية مختلفة”.

تواصل الطائي حديثها عن انتفاضة تشرين قائلة ان “ساحة التحرير وفي قلبها الشباب والمرأة، قدمت في تشرين للعالم صورة العراق الذي نطالب به، فلم يعد هناك طفل جائع يمد يده لطلب المساعدة، حيث كان كل شئ متاحا: من طعام وشراب وعلاج وحتى المأوى، فضلا عن الشعور الغريب بالأمان على الرغم من الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع”.

********************** 

تعريفا بقرار مجلس الامن الدولي ٢٢٥٠

بغداد ـ طريق الشعب

عقدت رابطة المرأة العراقية ضمن مشروعها المعنون”القوانين تحمي مستقبلنا”، ندوتين للتعريف بقرار مجلس الامن الدولي الرقم 2250، الصادر في 9 كانون الاول 2015 حول دور الشباب في بناء السلم الاهلي والمجتمعي.

وقد عقدت الندوة الاولى في مركز شباب الشعلة، والثانية في خان المحمودية.

 قدمت الندوتين الناشطة والمدافعة عن حقوق الانسان رؤى خلف، التي أشارت في حديثها الى اسباب اصدار القرار المذكور، الذي جرى التصويت عليه بالاجماع في المجلس.

وقالت ان “الشباب يواجهون تحديات كبيرة جراء النزاعات والحروب، التي ادت الى تهميشهم  في ميدان صنع القرار وعدم اشراكهم في حل النزاعات”.

 واشارت خلف الى المحاور التي يقوم عليها القرار، والتي تشمل المشاركة، والشراكة، والحماية، والوقاية، ونزع السلاح واعادة دمج الشباب في المجتمع.

واوضحت انه على الرغم من ان “العراق ضمن الدول الموقعة على هذا القرار، فان الشباب عندنا ما زالوا يعانون من مشاكل كثيرة، نتيجة التهميش الشديد للقوانين التي تصب في مصلحتهم، فضلا عن المعاناة الاقتصادية والمعيشية التي تسببت في الفقر الشديد لاغلب العوائل، واجبرت ابناءها على ترك الدراسة والانخراط في سوق العمل، الذي يستهلك الطاقات دون ارتقاء بالواقع”.

******************** 

حياكة السجاد بأنامل المرأة العراقية

بغداد ـ طريق الشعب

على الرغم من التحديات وقلة الدعم تواصل العديد من النساء مزاولة مهنهن في الصناعات اليدوية، للإسهام في تأمين مستلزمات العيش لعوائلهن من جانب، ورغبة منهن من الجانب الآخر في حفظ التراث العراقي وايجاد حالة من التفاعل بين الماضي والحاضر.

تقول المواطنة عُلا الفرج العاملة في صناعة السجاد، إنها تعمل في هذا المجال منذ 30 عامًا، وتضيف أنها طوال هذه المدة انتقلت من العمل اليدوي الخالص إلى الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة، التي تعتمد على التصاميم الهندسية عبر جهاز “الكمبيوتر”.

وتتابع قائلة: “مارست انتاج جميع أنواع السجاد وقمت بحياكة الكثير منه، بما في ذلك قطع السجاد الكبيرة التي احتاجت الى أكثر من 3 سنوات لإنجازها”.

واشتكت علا من “قلة الدعم المادي للمشاريع التي تتعلق بالمرأة، ومن الاعتماد على المستورد، معتبرة ذلك من ابرز التحديات التي تواجهها العاملات في صناعة السجاد اليدوي”.

وقالت مستطردة: هناك اقبال لا بأس به على شراء سجادنا، خاصة وان هناك كثيرين ينظرون الى السجاد باعباره جزءا من التراث العراقي الذي يتطلعون الى احيائه من جديد”.

من جانبها، تذكر المواطنة زينب جمال التي تعلمت حياكة السجاد من والدتها، ان “ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار اثّر سلبا على الصناعات اليدوية بصورة عامة وليس صناعة السجاد فقط، الامر الذي تسبب في تراجع هذه المهن مقارنة بالسابق”.

وتقول ان توفير المواد الاولية بحاجة الى دعم مادي “كي يستمر العمل في مشاريع الحرف اليدوية بصورة عامة، سواء للمرأة اوللرجل”.

وحول القروض الميسرة التي تطلقها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لدعم المشاريع الصغيرة، تقول جمال ان “الوزارة تدعي انها ميسرة، لكن هناك شروطا تعجيزية تفرضها الوزارة، خاصة منها شرط توفير الكفيل”.

******************** 

النساء ومخاطر

التغيّر المناخي

انتصار الميالي

تنتاب نساء الريف العراقي مخاوف شتى نتيجة التغير المناخي وما يسببه من تراجع في المهن الزراعية وصعوبة في تأمين الحاجات الأساسية في ظل شحة المياه.

 وتعتبر النساء الريفيات اليوم (نساء الاهوار خصوصاً) من ضمن الفئات الأكثر تضرراً بسبب التغيرات المناخية، نظراً لأعتمادهن على الموارد الطبيعية والإنتاج الزراعي كأساس للعيش، وذلك ما بدأ بالتلاشي شيئاً فشيئا، وما أدى إلى تفاقم العنف والشعور بالإحباط بما يشكل انتهاكات بحق المرأة.

التغير المناخي ساهم في انتقال 70 في المئة من اهالي الريف والاهوار إلى المناطق الحضرية، وترك هذا اثره السلبي على الانتاج والتنمية الزراعيين. فيما تجبر النساء والفتيات على المسير مسافات طويلة، كما يتعرضن لأخطار أكبر مثل التحرش وحتى الاغتصاب، ولاشكال عنف اخرى كالاستغلال والاتجار بالبشر.

جاء في تقرير أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) انه لو تمّت معالجة أوجه عدم المساواة بين الجنسين المتوطنة في النظم الزراعية والغذائية، ولو جرى تمكين المرأة، لخطى العالم خطوةً إلى الأمام على صعيد تحقيق الهدفين المتمثلين في القضاء على الفقر وتهيئة عالم خال من الجوع.

ومعلوم انه عند حدوث انكماش اقتصادي، تكون المرأة أول من يفقد عملها. ولكي تنجح الخطط الحكومية الهادفة إلى تحسين إنتاجية المرأة وتنمية الاقتصاد، ينبغي لها أن تعالج أعباء عمل الرعاية والعمل المنزلي غير المأجور وتوفر التعليم والتدريب وتعزز أمن حيازة الأراضي لصالح المرأة، والحصول على رعاية الأطفال له أثر إيجابي كبير على عمالة الأمهات، ودعم برامج الحماية الاجتماعية سيساهم في زيادة عمالة المرأة وقدرتها على الانتاج.

تعتمد النظم الزراعية والغذائية الفعالة والشاملة والمستدامة على تمكين النساء وعلى تحقيق المساواة بين الجنسين. ولطالما عملت المرأة في النظم الزراعية والغذائية. وقد آن الأوان لكي نجعل النظم الزراعية والغذائية تعمل لصالح المرأة، والاهتمام بانشاء وتطوير مراكز التأهيل لزيادة وتطوير خبرات النساء، وتعليمهن التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، فالمرأة الريفية لا تزال تتلقى تعليما بسيطا لايمنحها خبرة كافية، ولا تزال الحواجز الاجتماعية والعشائرية والدينية تقف عائقا أمام المرأة العراقية العاملة في الزراعة لتأخذ دورها في المساهمة بتنمية مجتمعها.

على الحكومة ان تبدأ بوضع حزمة من الاحتياطات المستقبلية اللازمة لمواجهة خطورة التصحر والاحتباس الحراري وندرة المياه، وتنظيم عملية الري ومكافحة التجاوزات على ضفاف الأنهر واستخدام المكننة الحديثة. ومن وجهة نظري يجب ان نبدأ بمعالجة النقص المستمر في المعلومات عالية الجودة، المصنّفة بحسب الجنس والعمر وغير ذلك من أشكال الممايزة الاجتماعية والاقتصادية، وهو أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلى رصد التقدم المحرز، وتسريع وتيرته من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في النظم الزراعية والغذائية.

*********************** 

بغداد تتصدر المحافظات

الطلاق .. ارتفاع في الاعداد ومعاناة بسبب الاجراءات الروتينية

بغداد - طريق الشعب

تزوجت نور حامد بعمر 20 عاما من ابن عمها زواجا تقليديا فرضه عليها والدها، الا انه “بعد عام وبعد ان رزقت بطفلة وقع الطلاق”.

تقول نور لـ”طريق الشعب” ان زواجها شكل عائقا امام تحقيق طموحها “فحال مطالبتي باكمال دراستي الجامعية، اتعرض الى مختلف انواع التعنيف اللفظي وحتى الجسدي، فضلا عن المنع من الخروج حتى لرؤية اهلي. عندها طلبت الطلاق”.

ولدى نور طفلة في الثانية من عمرها، تقوم جدتها (والدة نور) برعايتها ويقوم والد الطفلة “على الرغم من زواجه من امرأة ثانية، بدفع المستحقات المالية التي فرضتها المحكمة لابنته”.

وتذكر نور انها تمكنت بعد الطلاق من الالتحاق بكلية الترجمة جامعة المستنصرية، وهي تطمح الى اكمال دراستها سعيا للعمل في مكان يوفر لها العيش الكريم مع ابنتها.

في الاثناء كشف مجلس القضاء الاعلى عن تسجيل اكثر من 6900 حالة طلاق في العراق خلال شهر آب الماضي، حيث تصدرت بغداد القائمة في عدد الحالات.

وفيما تمت اجراءات طلاق نور بآلية قانونية داخل المحاكم وبموافقة الطرفين،  فان المواطنة هدى غزوان طلقها زوجها دون تصديق من المحكمة.

وقالت هدى لـ”طريق الشعب” ان زوجها هجرها لانهما لم يرزقا بطفل بعد زواج استمر 3 سنوات “ولاسباب صحية خاصة به”. وأضافت انها اتصلت به قبل ذلك وبعد فترة من غيابه عن المنزل، فقال لها انه طلقها “وان علي العودة الى دار اهلي، وهذا ما تم بالفعل”. ولم تستلم هدى اية وثيقة قانونية تثبت طلاقتها، الامر الذي اجبرها على تكليف محامي، وبعد عام  من اجراءات المعاملة تحقق طلاق مصدق في المحكمة “قدمتُ خلاله تنازلات عن بعض حقوقي الخاصة بمقدم ومؤخر الزواج”.

في هذا السياق تفيد المحامية سماح الطائي ان “بعض المتزوجين يلجأون الى هذه الطريقة للتهرب من دفع المستحقات المالية القانونية للمرأة”.

وتقول الطائي لـ”طريق الشعب” ان “اغلب حالات الطلاق تقع ضحيتها المرأة، خاصة وان هناك قيودا مجتمعية تفرض على الكثير من النساء التنازل عن حقوقهن مقابل الحصول على الطلاق، على الرغم من الأزواج هم من هجروهن”.

وتنبه الطائي الى ان “اجراءات الطلاق الذي تطلبه الزوجة اعقد من مثيلتها عندما يأتي طلب الطلاق من الزوج”، موضحة ان الأمر قد يستغرق اعواما اذا جاء طلب الانفصال من الزوجة “وانه ينتهي عادة بتنازل الزوجة عن كامل حقوقها الزوجية. اما طلب الطلاق من الرجل فلا تتجاوز إجراءاته بضعة ايام في المحكمة، مع الاخذ بنظر الاعتبار الحالة المادية للزوج، التي تذهب عادة في اتجاه التخفيف من الكلف المادية “.

بدورها تقول الناشطة النسوية زينب القيسي لـ”طريق الشعب” ان “هناك الكثير من الدراسات التي اجراها ناشطون ومنظمات مجتمع مدني، تتعلق باسباب ارتفاع حالات الطلاق في المجتمع، وانها جميعا وضعت العنف الاسري وزواج القاصرين والحالة المعيشية الصعبة، فضلا عن الامراض المستعصية، خاصة المتعلقة بعدم القدرة على الانجاب، في مقدمة اسباب الطلاق”.

وتضيف القيسي ان هناك بعض المشاكل التي ادت وتؤدي الى التفكك الاسري هذا، والذي يقع ضحيته الأطفال اولا، بالامكان حلها. وتقول ان “هناك حاجة ملحة اولا الى تشريع قانون العنف الاسري، والغاء المادة 41 من قانون العقوبات التي تبيح ما يسمى تأديب الزوجة”. كما تشدد على “العمل لتحسين واقع الاسر العراقية، عبر توفير فرص عمل مضمونة للزوجين، وتشديد العقوبات على الزواج خارج المحاكم” معتبرة ذلك من ابرز واهم الاجراءات التي يمكن العمل عليها لتحسين واقع حال المجتمع.

وتؤكد زينب القيسي ان “مجتمعنا متخلف كثيرا في مجال دعم تكوين علاقة زوجية ناجحة” حتى كأن المجتمع ينظر الى الزواج باعتباره “فعلا أوتوماتيكيا يتوجب على المرأة والرجل القيام به مهما كانت الظروف”.

******************** 

حقوق المرأة في أفغانستان تتصدر جدول مجلس الأمن الدولي

متابعة- طريق الشعب

تعاني النساء في افغانستان من قيود صارمة جراء الاجراءات القمعية التي تفرضها حركة طالبان.

وتقول  المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، أن تأثير المرأة في صنع القرار قد تقلص بشكل كبير في البلاد، وحتى داخل الأسرة، مرجعة سبب ذلك إلى “تزايد الفقر وانخفاض المساهمات المالية المخصصة للمرأة، اضافة الى فرض طالبان للأعراف الجنسانية الأبوية المفرطة، والعزلة المتزايدة للمرأة”.

وذكرت السيدة بحوث - أمام مجلس الأمن- إن الذكور يقومون من جانبهم  بفرض قيود صارمة على النساء في أسرهم، حيث تحملهم حركة طالبان المسؤولية عن تنفيذ مراسيمها القمعية، مما أدى إلى زيادة في حالات تزويج الأطفال وفي عمالتهم.

وأفادت ان “90 بالمائة من النساء الأفغانيات يعتبرن انفسهن في صحة عقلية سيئة، جراء الاجراءات التعسفية التي تفرض عليهن”.

وأضافت: “يؤكدن إنهن سجينات يعشن في الظلام، محصورات في منازلهن بلا أمل أو مستقبل ويقلن لنا إن إقصاءهن من الحياة العامة يجعلهن في ما يشبه الخوف المستمر من موت عنيف”.

ورأت السيدة بحوث إن “المجتمع الدولي فشل في سماع أصوات النساء الأفغانيات، حتى خلال المفاوضات بشأن اتفاق الدوحة، وهو ما أدى الى خلق الوضع الحالي”

وشددت على أن أزمة حقوق المرأة يجب أن تكون “العدسة الأساسية التي ننظر من خلالها الى ما يجري وما يجب أن نفعله” في أفغانستان.

***********************

 الصفحة العاشرة

أخفُّ من «رضوى»

بروين حبيب

قابلت في مسيرتي الإعلامية الممتدة على مساحة أكثر من عقدين في تقديم وإعداد البرامج الثقافية شخصيات كثيرة، بعضها ترك انطباعا لم تستطع الأيام محوه، والبعض الآخر خلّف وراءه خيبة ذكرتني بالمثل العربي القديم «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه».

ومن هؤلاء الذين قابلتهم الروائية والناقدة المصرية الراحلة رضوى عاشور، وحدث لي معها موقف واحد لخص لي ما انطوت عليه نفسها الكبيرة من تواضع وبساطة كانا سمة ميزتها. وقد عرفت رضوى عاشور بادئ الأمر من خلال روايتها المذهلة «ثلاثية غرناطة» وكانت مقررة علينا في مرحلة البكالوريوس في جامعة البحرين، وحين ذهبت إلى القاهرة لإعداد رسالتي للماجستير كان اسم رضوى ملء السمع يتردد على ألسنة أساتذتي، ويشاركني الشغف بكتاباتها كثير من المعجبين، من طلبة تتلمذوا على يديها، أو قراء يتابعون ما تنشر. وكان إعجابي بها يتجاوز الجانب الثقافي إلى الجانب النضالي عندها، وهي التي حيل بينها وبين زوجها الشاعر الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي فمُنع من زيارة مصر. وبقيت رضوى ثابتة على مبادئها، مناصرة لقضايا التحرر، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وبعد سنوات من ذلك انتقلتُ إلى دبي مذيعة أخبار، ثم كان برنامج «صواري» أول تجربة لي مع البرامج الثقافية سنة 2001، أستضيف فيه المبدعين والمبدعات، وكان يومها يعرض مباشرة من متحف دبي الوطني. ومن أوائل من فكرت في استضافتهم لبرنامجي رضوى عاشور، فرحبت بالفكرة ووافقت على الحضور، ويومها حدث لي الموقف الذي سأرويه وكشف لي من أي طين نقي خلقت رضوى، وأنها من الأشخاص الذين تطابق شخصيتهم كتاباتهم، فلا يعيشون ازدواجية التنظير والممارسة، بل هم ومواقفهم توأم سيامي لا ينفصل.

بعدما وافقت رضوى عاشور على الحضور سألتني في أي فندق سوف تنزل فقلت لها: فندق «المتروبوليتان بالاس» وكان يومها في دبي فندقان يحملان الاسم نفسه، أحدهما قديم مشهور، لكنه بعيد في شارع الشيخ زايد وكانت دبي في ذلك الوقت تنتهي عند أطراف هذا الشارع، وآخر جديد أقرب إلى المطار من سابقه يقع في شارع المكتوم وفيه كنا ننزل ضيوفنا.

وفي تلك الفترة كنت انتظر الضيوف لألتقيهم وأستلم منهم موادّ تفيدني في الإعداد كالصور وبعض الوثائق من الأرشيف الشخصي وقصاصات الجرائد قبل زمن «الفلاشة» والبريد الإلكتروني، فأرسل تلفزيون دبي كالعادة إلى المطار موظفا في العلاقات العامة لاستقبالها، وعلى عكس الممثلين والمطربين الذين كانوا معروفين، كان الموظف يحمل يافطة باسم الضيف إذا كان كاتبا، فمهما بلغت شهرة الكاتب فهي شهرة ورقية لحروفه لا لشخصه يحتاج دوما إلى ما يثبت أنه هو. ولسبب ما أجهله لم تلتق رضوى عاشور حين وصلت إلى المطار بالموظف الذي ينتظرها، وطال انتظارنا لها، وكنت بين الفينة والأخرى أسأل قسم العلاقات العامة بالتلفزيون عما إذا كانت الضيفة قد وصلت، وأتأكد منهم إن كانوا قد أرسلوا موظفا لاستقبالها، فالمفروض أن يكون ركاب الدرجة الأولى أول الخارجين. وتملكني القلق حين كان يصلني الجواب بالسلب، قلق مزدوج أوله أين اختفت الضيفة؟ وثانيه عن مصير البرنامج فقد كان يبث مباشرة، وبعد انتظار أحسسته طويلا جدّا رن هاتفي مظهرا على شاشته رقما أرضيا محليا، وما أن فتحته حتى وصلني صوتها دافئا ودودا: «بروين صباح الخير»! وكنت متلهفة لسماع ما حدث لها، فأخبرتني أنها حين خرجت من المطار لم تجد أحدا في انتظارها، فمكثت بعض الوقت ثم استقلت سيارة أجرة إلى الفندق، وحين لم تجد حجزا باسمها دفعت ببطاقتها المصرفية. واتضحت القصة لي حين انتبهت إلى أنها في الفندق الآخر الذي يحمل الاسم نفسه في شارع الشيخ زايد. اعتذرت منها عن الالتباس الذي حصل، وسارعت إلى الفندق للقائها، وما أن رأيتها حتى أسمعتها إحدى جملها التي ذهبت مذهب الأمثال «أبدو هشّة كورقة خريف أسلمت نفسها للهواء، قبل أن تستقر على الأرض، كيف ناطحتُ إذن» فضحكت، وبعد أن ثبتُّ الحجز في الفندق الذي اختارته الأقدار لها امتد بيننا حوار طويل عن الكتابة والكتاب كأننا نستأنف حديثا بدأناه من قبل.

وعلى مائدة عشاء في مطعم إيطالي تحدثنا مطولا عن «ثلاثية غرناطة» فقد كانت الرواية يومذاك حديث الصحف والمثقفين، وروت لي عن طفولتها، كيف ولدت في بيت يطل على كوبري عباس حيث كان مسرحا للمظاهرات ضد الإنكليز، وكيف ربطت هذه الإشارةَ باحتجاجها على الظلم وعلى الاستعمار، وتضامنها مع القضايا الكبرى، حتى أن ما كان يجمعها بمريد البرغوثي يتجاوز الرابطة الزوجية، إلى قضايا أكبر تتعلق بمصير أمة ومسيرة نضال. وازداد اعجابي بشخصيتها الدافئة المتواضعة بعد حادثة المطار، ففي يوم التصوير حين سألتها عن أي طلبات لها للماكياج وتصفيف الشعر، أجابتني ببساطة آسرة: «أبدا أبدا يا بروين، أنا أحط كحل وكحلي معايا وأمشط شعري بنفسي» فذهلت من هذه المرأة غير المتطلبة البسيطة والعملية في آن واحد، وامتد لطفها ليشمل كل فريق العمل، وما زلت أذكر أنها أخذت صورا مع السائق، وكان عندنا كشكول أشبه بالدفتر الشرفي يسجل فيه الضيوف انطباعاتهم فكتبت فيه شكرا جماعيا للفريق كله. وكانت تصرفاتها العفوية وتواضعها اللافت في أي مكان تحل فيه يستدعي إلى ذهني نقيضه من ضيوف يتذمرون من أدنى شيء، ويهددون بالانسحاب إن لم يوفر لهم التلفزيون مرافقا، أو لم يعجبهم الماكياج.

لم التق رضوى عقدا كاملا إلى أن فازت بجائزة العويس الثقافية عن القصة والرواية والمسرحية سنة 2011، وكنت أقدم سنويا حفل الجائزة، فقدمتها بمحبة غامرة مستحضرة ما تتميز به من علم وإبداع، وفوق ذلك كله إنسانية طافحة، وحين نزلت عن المنصة قبّلتني وشكرتني، لكن لم تكن لنا فرصة لحديث مطول.

وتشاء الأقدار أن تتوفى رضوى عاشور بعد ذلك بسنوات ثلاث، وأجتمع مع زوجها المرحوم مريد البرغوثي محكمين في جائزة البوكر، حيث كنت في عضوية اللجنة التي كان هو رئيسها، وفي أول لقاء بيننا في مطار اسطنبول حين عقدنا اجتماع إعلان القائمة الطويلة للجائزة، وكان ذلك بعد وفاتها بأشهر قليلة، ذكرناها، ولا يمكن أن تتحدث مع مريد البرغوثي حديثا دون أن تكون رضوى حاضرة فيه، أخبرته عن لقائي بها في جائزة العويس فقال لي: «على فكرة رضوى قالت لي: البتّ بروين قدّمتني بشكل حلو جدّا جدّا» فسرني أنها رضيت عن تقديمي لها، ولم تفاجئني منها قدرتها على إسعاد الآخرين حية وميتة.

أكثر ما لفتني في رضوى عاشور بغض النظر عن قيمتها الإبداعية والأكاديمية، الجانب الإنساني فيها وتواضع الشخص الواثق من نفسه الممتلئ. لم تكن النجومية والأضواء تعنيها كثيرا، ففي علاقتها مع طلبتها والناس من حولها كانت شخصا عملانيا ينطبق عليه وصف المثقف العضوي عند غرامشي. وما زلت إلى الآن كلما أتعرض لموقف مع ضيف من ضيوف برنامجي، أو أصادف مشكلة حول الإقامة أو الاستقبال، وليس نادرا أن يحدث ذلك مع بعض من تضخمت ذواتهم، تقفز إلى ذهني حكاية رضوى والمطار، ودرس التفهم والبساطة والتصرف العلمي الذي نحتاج أن نتعلمه من امرأة لا أجد ما أصفها به سوى أن أقول بأنني لم أر أخفّ على قلبي من رضوى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“القدس العربي” – 10 أيلول 2023

*********************

إدانة عسكريين من نظام بينوشيه بقتل المغنٍي الشعبي

فيكتور جارا

أيدت المحكمة العليا في تشيلي -أمس الاثنين- أحكام السجن الصادرة بحق 7 جنود سابقين بتهمة قتل المغني فيكتور جارا عام 1973، بعد يوم من الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال أوغوستو بينوشيه.

وتتراوح أعمار الجنود السبعة السابقين بين 73 و85 عاما، وكانوا في حالة إطلاق سراح حتى صدور الحكم النهائي، وسيقضون أحكامهم بالسجن لمدة تتراوح بين 8 و25 عاما.

كان جارا عضوا بالحزب الشيوعي التشيلي، ومن أنصار الرئيس السابق سلفادور أليندي الذي وصل السلطة بعد انتخابات 1970، وأطيح به في انقلاب عسكري بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في 11 أيلول 1973.

وقُتل المغني بـ 44 رصاصة، وعُثر على جثّته بعد أيام قليلة من الانقلاب، وكان عمره آنذاك 40 عاما.

وكان جارا الكاتب وعازف الغيتار اعتقل مع نحو 5 آلاف سجين سياسي آخر بملعب سانتياغو حيث استجوب، وتعرض للتعذيب وسحق أصابعه. ويحمل الملعب اسمه الآن.

وعثر بالسجن على جثة ليتر كيروغا -الذي قتل وعمره 33 عاما- وكان مديرا وطنيا للسجون ومناضلًا بالحزب الشيوعي. ووجدت الجثة بالقرب من جثة جارا و3 سجناء سياسيين آخرين عام 2009 وكان عليها آثار تعذيب.

ودفن جارا لاحقا خلال مراسم رسمية جمعت آلاف التشيليين، بمن فيهم رئيسة البلاد آنذاك ميشيل باشيليت. وجارا مغنّ تتطرق كلمات أغانيه إلى الحب والاحتجاج الاجتماعي، ويعتبر أيقونة للموسيقى الشعبية في أميركا اللاتينية.

وقد حكم بينوشيه البلاد حتى 1990 وتوفي عام 2006 من دون أن يدان على الجرائم التي ارتكبها نظامه الذي قتل نحو 3200 ناشط معارض، بحسب منظمات حقوق الإنسان.

وكان يحكم تشيلي بالحديد والدم، ويعد أحد أشهر جنرالات أميركا اللاتينية الموالين للولايات المتحدة بالنصف الثاني من القرن الماضي، واتهم بأنه المسؤول عن مقتل رئيس البلاد السابق المنتخب أليندي.

وقبل شهور، عادت قضية وفاة شاعر البلاد بابلو نيرودا للضوء، بعد أن قال اثنان من أعضاء لجنة الخبراء الذين حققوا بالوفاة الغامضة لأديب نوبل عام 1973، إنهما لم يستطيعا تحديد ما إذا كانت الوفاة ناجمة عن تسمم أم لا.

وكان الناشط اليساري والأديب ريكاردو رييس باسولاتو قد نبغ مبكرا في شعره حتى قبل أن يتخذ من بابلو نيرودا اسما مستعارا كان له وقع السحر على مساره لاحقا، وقد اشتهر به، لكنه لم يغادر إحساسه بالبسطاء والكادحين، وذاع صيته بوصفه أحد رموز اليسار على الساحة الأدبية، قبل أن يرحل أيضا بعد أيام من انقلاب بينوشيه عام 1973.

ـــــــــــــــــــــــ

موقع “الجزيرة” – 29 آب 2023

********************** 

هوليوود توظِّف الذكاء الاصطناعي

وتستفزّ النقابات!

علي عواد

يواجه الكتّاب والممثلون الهوليووديّون، إحدى أبرز تبعات القفزة التي حصلت في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بالرواتب. بدأ هؤلاء إضراباً غير مسبوق منذ عام 1960، أوقف صناعة الترفيه. الأزمة غير عادية في عام 2023. هناك من يحتج ويصرخ ويطالب بتطمينات حول أنّ أدوات الـ «روبوتات» لن تأخذ وظائفهم وتشرّدهم. هو صراع لن ينتهي، بل سينتقل من مجال إلى آخر، وربما يمهّد لاتحاد عمّال العالم!

في الثاني من أيار (مايو) الماضي، انسحبت «نقابة الكتّاب الأميركية» (WGA) من «تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون» (AMPTP) بعد فشلها في التوصل إلى عقد جديد. على إثر ذلك، بدأ إضراب كبير في هوليوود انضم إليه «اتحاد ممثلي الشاشة الأميركية لفناني التلفزيون والراديو» (SAG-AFTRA). تتمثل المشكلات الرئيسية التي يواجهها الكتّاب والممثلون، في خوفهم من استبدالهم بالذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى، والحد الأدنى لعدد الكتّاب الذين يجب توظيفهم في العروض، ومدة عقود العمل والرواتب الزهيدة التي يتقاضونها من قبل المنتجين. وعلى الرغم من الشلل الذي لحق بصناعة الترفيه نتيجة الإضراب، بدأت بعض الاستوديوات توظيف خبراء في أدوات الذكاء الاصطناعي، في تحدٍ واضح للكتّاب والممثلين البشر.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، قامت كلّ من «ديزني» و«نتفليكس» و«سوني» و«أن بي سي يونيفرسال» وغيرها، بالإعلان عن 26 وظيفة على الأقل تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وفقاً لتقرير نشره موقع «أن بي سي نيوز». وتتطلع الشركات إلى دفع أكثر من 200 ألف دولار سنوياً للعديد من مطوّري البرامج المحتملين، وفي بعض الحالات أكثر من ذلك بكثير. ويشير العديد من فرص العمل إلى مهام مثل بناء منصة للذكاء الاصطناعي أو مركز ابتكار. مهام يُفهم منها أن الاستوديوات تخطّط للمستقبل، وتحاول بناء منظومة متكاملة من أدوات الذكاء الاصطناعي تؤمّن لها في المستقبل القريب بديلاً رقمياً عن الممثلين وكتاب السيناريو. الحديث هنا عن عروض سينمائية وتلفزيونية تنجزها كائنات رقمية، مصنوعة داخل مختبرات تلك الشركات. وستكون حقيقية بالنسبة إلى المشاهد، وخصوصاً بعد التطويرات الهائلة التي لحقت ببرامج قادرة على صنع عوالم كاملة وشخصيات حقيقية، مثل Unreal Engine. عملياً، قد تكون هوليوود قريباً قادرة على إنتاج عروض من دون أن تتكلّف على ممثلين وكتّاب محتوى. انتصار كبير لأطماع الرأسمالية، أن تنتج بأقلّ كلفة.

تسبّب الإضراب في توقف أو تأخير العديد من إنتاجات هوليوود السينمائية والتلفزيونية، منها فيلم «دون 2» لدوني فيلنوف الذي تأجّل إلى عام 2024. وسبق أن أرجئ طرح فيلم «تشالنجرز» (إخراج لوكا غوادانيينو) إلى نيسان (أبريل) 2024 فيما أجّلت «وورنر» طرح فيلم الرسوم المتحركة The Lord of the Rings: The War of the Rohirrim (إخراج كينجي كامياما) من نيسان 2024 إلى كانون الأوّل (ديسمبر) من العام نفسه. وأثّر الإضراب أيضاً على اقتصاد لوس أنجليس، حيث يعيش ويعمل العديد من العمال.

يقول قادة النقابات إنّ الذكاء الاصطناعي يهدّد بأخذ العمل من أعضائها، حيث رفع بعض الفنانين، بمن في ذلك الفنانة الكوميدية سارة سيلفرمان، بالفعل دعاوى قضائية لأن شركات التكنولوجيا تستخدم كلماتهم أو عوامل مرتبطة بهم لتدريب بدائل الذكاء الاصطناعي. من جهتها، وصفت رئيسة نقابة ممثلي الشاشة (الاتحاد الأميركي لفناني التلفزيون والراديو)، فران دريشر، الذكاء الاصطناعي بأنّه «سمّ». وأضافت خلال بودكاست في 28 تموز (يوليو) الماضي: «عندما يكون لديك مزيج من وول ستريت (تقصد سوق البورصة)، والجشع، والتكنولوجيا، والشباب الأذكياء الذين لا أراهم يجسدون قدراً كبيراً من التعاطف (تتحدث عن المبرمجين)، فهو كوكتيل قاتل، برأيي... لا أريد أن نضطر إلى شرب هذا السم بعد الآن». وختمت بالقول: «الجميع يشاهد مسلسلات ديستوبيا كنوع من الترفيه، بينما يعيشها أعضاء النقابة فعلياً».

لا يزال الإضراب مستمراً حتى يومنا الحالي، فيما تتواصل المفاوضات بين النقابات والمنتجين منذ أشهر، من دون التمكّن من التوصل إلى أي اتفاق يرضي الجهات كافة. تطالب النقابات بتعويض مالي عادل واحترام لعمل أعضائها، بينما يزعم المنتجون أنّهم يواجهون تحديات مالية بسبب الوباء و«المشهد الإعلامي المتغيّر». وقد أعرب الجانبان عن استعدادهما لمواصلة المحادثات، لكن لم يتم الكشف عن أي تقدم حتى كتابة هذه السطور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأخبار” اللبنانية – 29 آب 2023

**********************

 الصفحة الحادية عشر

قصائد عراقية في الغربة

مع انهم غادروا العراق منذ سنوات، بسبب الحيف والضغوط والملاحقة؛ الا انهم حملوا العراق في قلوبهم وفي ذاكرتهم التي ظلت يقظة وهي تعيش الاوجاع العراقية..

من هنا ظلت كتاباتهم وقصائدهم وازهار ارواحهم تحيا بنبض الوطن.

ولأن ثقافية “طريق الشعب”، تعنيها هذه الانفاس الوطنية الطيبة، فقد ظلت تواكب هذه الأقلام العراقية الاصيلة، وتعمل على التواصل معها واستكتابها ونشر معظم ما يرد الينا منها.

هنا .. نقدم صفحة خاصة مكرسة للشعراء العراقيين الذين كتبوا قصائدهم في الغربة وخصّونا بها..

المحرر الثقافي

******************** 

قصائد

هاشم شفيق/ لندن

النأي زوجتي

لشدّة ما مشيتُ،

صار الشارعُ يمشي فيَّ،

فتماهينا حدّ التحجّر،

لشدّةِ ما نأيتُ

أصبح النأيُ زوجتي

والنجومُ ضيوفي،

والغيومُ البدينةُ

نزيلةَ المنزل،

لشدّةِ ما اكتويتُ

نحلتُ،

صرتُ قريباً

من التلاشي،

وقبل أنْ أختفي

تعطّل شيءٌ ما،

فعشتُ

لأرى

وأتحدّثُ عمّا رأيت .

تخمين

يتراءى لي

أنَّ النساءَ

كنَّ في الأصلِ كويكبات،

وحين نزلنَ الى الأرض،

أضأنَ البعدَ الخامسَ للحياة .

بريد الجبل

وصَلَ الآن

بريدُ الجبل،

والحصيلةُ سلّةُ مناقير،

قمّة صغيرة،

روائحُ نسرين...

وصل الآنَ

بريدُ البحار،

والحصيلةُ حزمةٌ من محاراتٍ،

شَدَّةٌ من الصّدف،

وشالٌ نسجته الرمال...

وصل الآنَ

بريدُ النجومِ

والحصيلةُ مذنّباتٌ طازجة،

حفنةٌ من شُهبٍ ذهبية

وأغنياتٌ من كواكبَ أُخرى...

وصل الآنَ

بريدُ النساءِ،

والحصيلةُ صرّةٌ مملوءةٌ بالقبلاتِ،

شموعٌ من عسلٍ،

وتمتماتُ نبيذٍ

وعليها ختمٌ أزرقُ

من الدهر .

تمدُّد

القلقُ يتمدَّدُ

يغدو غيمةً،

تخلخلُ كياني

رذاذها

يُشبه البلوى،

والبلوى عادةً

تكونُ زرقاءَ،

حيث الصيحة تُغري،

بينما الحريرُ

يمرحُ بالقرب منّي،

كلُّ خيطٍ فيهِ

يهدِّدُ

لم أسعَ الى التدنّي،

كنتُ مرتفعاً دائماً،

قرب نغمةٍ تحلّقُ

في الأجواء،

حتى الصدى

حين يراني،

يصبحُ مساعداً،

حاملاً حقائبي،

غالباً

أتمايلُ في الرِّيحِ،

وأسقطُ في أولِ همسة.

الأبواب تبتسم

حين أمرُّ

امامَ منزلكِ،

أرمي غيمةً في الحديقة،

نجمةً للنافذة،

وقبلةً للجدار المُحاذي لمروري،

حين أمرُّ

من أمامِ منزلكِ

تبتسمُ الأبوابُ

والسّورُ ينخفضُ قليلاً،

أرى السّتائرَ تمرحُ في الهواءِ

وخيوطها تتراقصُ

تحت أشعّة الشمسِ،

الزهورُ ترشقني بالرذاذِ،

والعطرُ يصفعُ وجهي بقوّةٍ

كأني غريمٌ،

مصباحُ الشارعِ في الليلِ

يؤكّدني لها،

يُفصِحُ عن باطني

ويترجمُ خطواتي السوداءَ

الى لغة بيضاء،

يتنازلُ الأفقُ

عن عليائه ليحضنَ سطحها،

ينسى بعض النجومِ هناكَ،

واحدةً كانت من نصيبي .

أتلعثم بالعطر

حين تأتينَ

أنفصلُ عن الوردةِ،

أتقدَّمُ إليكِ،

وأنا أتلعثمُ بالعطرِ،

كيف يكون التماثلُ

كيف يكون الطباقُ،

يضطربُ الوصلُ

والشوقُ يهتزُّ ما بيننا،

وقد يقطعه الشذى،

فداكِ الغواية

فداكِ المرايا

والنفحةُ المستتبَّةُ

خلف الندى

فداكِ التغنّي الرديفُ

والأريجُ اللصيقُ

وهذي الرِّعشةُ

في الشوقِ المدبَّبِ

وهو ينزلقُ

ما بيننا،

لكي يجرحَ الواقعَ

ويخِزَ الهواء .

توتر

الزجاجُ لا يجرحُ

كونه شفّافاً،

بل الدمعةُ

تجرحُ

وتُدمي،

وفوق كلِّ هذا

الهاجسُ لا ينام،

إنما يبقى قلقاً

يتمشى في الغرفةِ

حتى طلوع الصباح

******************* 

قصائد قصيرة

عبدالرزاق الربيعي/ مسقط- عُمان

* عنكبوت

في بلاد نسج الخوف

على الاعين

ظلّ العنكبوت

لم نعد نبكي على

من مات

بل من سيموت

*  أحفاد السندباد

حين اهترأت

الواح سفينتنا المعطوبةِ

واسودّ الأفقُ

لملمنا أدمعنا

ورسائل من غرقوا

وتساءلنا:

-أنزلنا بلدان؟

أم أشعلنا

في الليل مواقدنا

فوق ظهور الحيتان؟

* مفاتيح

تتشاجرُ المفاتيحُ

في جيبي

مفتاحُ الشقّة ِ

مع مفتاحِ صندوقِ البريدِ

مفتاحُ الغرفةِ

مع مفتاحِ  دولابِ الهواءِ

مفتاحُ المكتب ِ

معَ مفتاحِ الجنّة ِ

ويكون أن أهدّيء الموقفَ

أوزّعُ مفاتيحي

على جيوبِ الذاكرةِ المثقوبةِ

فأبيتُ

خارجَ

بيتِ العالم

* دولاب

ذكراكِ المعلّقة

في دولابك

وحائط أحزاني

من ينزلها

من عليائها

سوى يدك

التي اورقت

في الغياب؟

* فراغات الفصول

حين هممتُ بدخولِ  حدائق (النوروز)

متدثّرا برفيفِ جناح طائر

اسمهُ  الفرح

مدّت لي الورودُ اليانعة

أعناقها الطويلة

مدّ لي الغيم كفّه

المخضّبةَ بحنّاء الملائكة

مدّ لي الظلُّ بساطه الرماديَّ

مدّ لي الضوءُ طريقه الساطع

مدّ لي الحبُّ ذراعيه

المحفور عليهما  نضارةَ “ كيوبيد”

مدّ لي الهواءُ عذوبتَه

المستعارةَ من قفصِ الصباحِ

مدّ لي الدخولُ أبوابَه العارية

مدّ لي البحرُ

مدّه...

وحين مددتُ روحي

المثخنةَ بالأوجاعِ

والآثامِ

والأورامِ

وتجاعيدِ الشتاءِ

مصافحا إياه

“مرحّبا بقدومِه”

وقف “ النوروز”

بفضاضة صبيٍّ غرّ

أغلق باب جنّتهِ

بوجه قلبي

تاركا يدي

تترنّح في فراغات الفصول

********************** 

قصيدتان

خالد الحلّي/ ملبورن - أستراليا

أيّامٌ بلا فُصُول

النّايُ ضيّعَ لَحْنَهُ

منذ ارتحلتِ عن الجُنَيْنَةِ

فاَخْتَفَتْ

منها الوُرودُ، وأقفَرَتْ        

الوقتُ فرَّ  و صارَ، 

ليْسَ له وجودْ

هَلْ أُكْمِلُ الخطواتِ وحدي ؟

أمْ أعودْ ؟

الحزنُ سَرْبَلَني،

و زَلْزَلَني الذُّهولْ      

فَطَفِقْتُ أجهلُ ما أقولْ

الوقتُ ..؟ أين الوقتُ

ليس لديّ في وقتي شروقٌ

أو أُفولْ

كُلُّ المناخاتِ اِلْتَقَتْ

وتَداخَلَتْ

كُلُّ المسافاتِ اِنْتَأَتْ

وتقارَبَتْ

كُلُّ الفصولِ تغيّرَتْ

حتّى غدتْ

فصلاً وحيداً ليس من فصلٍ سواهْ

فصلاً يناورني و أَجهَلُ مُبْتَغاهْ 

هَلْ تستطيعُ؟

أيَّامُنا الثكلى التنفّسَ

دونَ صيفٍ،

أو خريفٍ،

أو شتاءٍ،

أو ربيعْ ..؟

هَلْ تستطيعْ؟

كلماتٌ تؤرقها الخيبة 

مُراوَغة

صوتٌ هامسْ

كان يناجي اِمرأةً

في ليلٍ دامسْ:

وجهُكِ نورْ

وأنا ممتليءٌ غَزَلاً وسرورْ.

قالتْ مَنْ أنتَ؟

فلَمْ تسمعْ ردّاً

من أنتَ؟

فلَمْ تسمعْ صوتاً

مَنْ أنتَ؟

مطّت شفتيها هامسةً:

يا للأوهامْ

كيفَ تطوّقُني؟   

 هَلْ يُفرِحُها دمعُ عذابي؟ 

كيفَ تبدّدُ ما أجمعُ من أحلامْ؟

ولماذا تفتحُ لي بابي

حتّى حينَ أنامْ؟

وَجَل

لا  تَرْفَعْ صوتَكَ

فالحائطُ  مفتوحُ الآذانْ

منذُ طفولتهِ مقموعاً كانْ

اللاءاتُ تحاصرهُ،

في كلِّ مكانٍ وأوانْ

يركضُ مبتعداً

تبقى اللاءاتُ تطاردهُ

لا أحدٌ  يسمعهُ            

لا يسمعهُ حائطُ،

لا يسمعهُ إنسانْ

تَدَحْرُج

دنيانا حبلى

بغرائبَ لَمْ نألفْها

وعجائبَ لَمْ نَعرِفْها

دنيانا عجلى

تأتينا مُسرِعةً

تغمرنا غاضبةً   

بالأغربِ ثُمَّ الأغربْ

والأعجبِ ثُمَّ الأعجبْ

دنيانا.. يا للخيبةْ      

ما عادتْ تمنحُ أعيُنَنا    

أحلاماً صافيةً عذبةْ   

*********************

 الصفحة الثانية عشر

يوميات

  • دعت الجمعية العراقية لدعم الثقافة بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، إلى جلسة تتحدث فيها الباحثة والدكتورة رويدة النواب عن مظاهر الحضارة الرافدينية في البناء والعمران القديمين في بلاد ما بين النهرين.

تبدأ الجلسة في الخامسة من عصر اليوم الخميس على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

  • يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد السبت، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق علي صاحب ليتحدث حول “حوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب في البلدان العربية لمواصلة التعاون في ترسيخ قيم الفكر الشيوعي وتبادل الثقافات”.

تبدأ الجلسة عند الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

*********************** 

شيوعيو ديالى يتفقدون الصديق سالم الزيدي

بعقوبة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، أخيرا، الشخصية الوطنية وصديق الحزب سالم الزيدي في منزله، وذلك لتفقد وضعه الصحي بعد تعرضه لحادث مؤسف.

وتمنى الوفد للزيدي الشفاء العاجل. وتبادل معه الحديث حول انتخابات مجالس المحافظات المرتقبة، ومشاركة “تحالف قيم” المدني فيها، ومساعيه إلى تحقيق التغيير الشامل.

*********************

الهندية

نقابة المعلمين

تكرّم الطلبة المتفوقين

الهندية – غانم الجاسور

تحت شعار “بتفوقكم نرتقي ونزدهر”، أقامت نقابة المعلمين في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، صباح الخميس الماضي، حفل تكريم لطلبة الثالث المتوسط المتفوقين في الامتحانات الوزارية للعام الدراسي 2022 - 2023.

حضر الحفل قائم مقام القضاء المهندس منتظر الشافعي وعدد من مديري الدوائر الرسمية إلى جانب جمع من التربويين والطلبة المتفوقين وذويهم.

نقيب المعلمين د. خالد مرعي المسعودي، استهل الحفل بكلمة شكر فيها الطلبة على تفوقهم، وأشاد بدور المؤسسة التربوية والمشرفين والكوادر التدريسية في الارتقاء بمستويات الطلبة.

فيما ثمّن القائم مقام في كلمة له، دور النقابة في رعاية الأسرة التعليمية، وتبني مطالبها المشروعة. 

وكانت لمدير الإشراف الاختصاصي د. علي حسين يوسف كلمة اثنى فيها على إدارة التربية والمشرفين التربويين الذين أدوا دورهم بمنتهى الحرص والمهنية في التعاون مع إدارات المدارس والارتقاء بالمستويات الدراسية للطلبة.

وفي الختام، وزعت ألواح وشهادات تقدير على الطالبات والطلبة المتفوقين.

********************** 

إزاحة الستار عن تمثال للشاعر الملا عبود الكرخي

متابعة – طريق الشعب

أزاح المركز الثقافي البغدادي و”مؤسسة إيشان” للثقافة الشعبية، الجمعة الماضية، الستار عن تمثال نصفي للشاعر الشعبي الراحل الملا عبود الكرخي، مهدى من د. ضياء نافع المقيم في روسيا. وفي حديث صحفي، قال مدير المركز طالب عيسى، أن هذا التمثال يأتي عرفانا وتقديرا للجهود التي بذلها الشاعر البغدادي في خدمة الأجيال الشعرية والحركة الأدبية في العراق، مشيرا إلى أنه “لا بد من تخصيص أماكن مميزة لإقامة نصب تذكارية للشعراء والمفكرين”. 

وخلال حفل ازاحة الستار عن التمثال، قدم رئيس “مؤسسة إيشان” د. علي حداد، لمحات من السيرة الذاتية للكرخي، المولود أواخر القرن التاسع عشر، والذي بزغ نجمه وبرز اسمه الشعري في النصف الأول من القرن العشرين.

وأوضح أن “الكرخي كان يمثل ظاهرة اجتماعية متميزة في المجتمع العراقي عموما والبغدادي خصوصا. فقد كان ذا نزعة وطنية واضحة تجلت في نقده الصارخ والصريح لكل ما هو سلبي وفاسد”.

***********************

على قاعة شيوعيي البصرة

استذكار الفنان الراحل عامر علوان

البصرة – ماجد قاسم

احتضنت “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الأحد الماضي، جلسة استذكار للمخرج والممثل والسيناريست الراحل عامر علوان، الذي توفي بداية تموز الماضي في مغتربه الفرنسي عن 66 عاما بعد صراع مرير مع المرض.

حضر الجلسة الفنان الكبير سامي قفطان وجمع من مثقفي البصرة وفنانيها وأدبائها، إلى جانب العديد من المهتمين في الشأن السينمائي.

الفنان د. طارق العذاري افتتح الجلسة بالحديث عن الفقيد، مشيرا إلى أن رحيل هذا الفنان ترك فراغا واضحا على الساحة الفنية العراقية.

بعد ذلك، قدم الفنان سامي قفطان السيرة الفنية للراحل. وألقى الضوء على منجزه الفني، وعلى أبرز أفلامه التي نالت جوائز مهمة، مثل “زمان رجل القصب” و”وداعا بابل” و”الحاج نجم البقال”.

وأضاف قائلا أن هناك فيلما للفقيد غير مكتمل سيقوم بإكماله عدد من أصدقائه إضافة إلى شقيقه، في الأيام المقبلة، كوفاء له ولمنجزه.

وتلقى الحفل كلمتين متلفزتين بحق الفقيد، أرسلهما الفنانان قاسم حول وحسن حسني من مغتربيهما، وأعربا فيهما عن أسفهما الشديد لرحيل علوان المبكر، مستذكرين أعماله الفنية وتطلعاته المستقبلية التي لم يمنحه الموت فرصة لتحقيقها.

وخلال الجلسة افتتح معرض فوتوغرافي لصور الفقيد. كما عرض فيلمه “زمان رجل القصب”، وهو بطولة الفنان سامي قفطان والفنانة د. شذى سالم وتمثيل عدد من الفنانين العراقيين المعروفين.

وساهم في تنظيم الجلسة كل من “منظمة سينما للجميع” وقصر الثقافة والفنون في البصرة و”عيادة صابرينا” و”مؤسسة انو” للفنون الأدائية و”ازياء زياد العذاري” و”ملتقى جيكور” الثقافي و”المكتبة الاهلية”.

وفي الختام جرى تكريم الفنان سامي قفطان بهدايا تقديرية.

يشار إلى ان الفنان الراحل عامر علوان، ترك بصمة مؤثرة في المشهد السينمائي العراقي. وعشية انتشار خبر رحيله، نعاه الكثيرون من الاختصاصيين في الفن السابع في العراق عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين حزنهم العميق على رحيله، ومستذكرين دوره الكبير في صناعة السينما العراقية من خلال أفلام مهمة تولى إخراجها أو شارك في إنتاجها.

***********************

نجفيون يسلمون السلطات 350 قطعة أثرية

متابعة – طريق الشعب

كشفت مفتشية آثار وتراث النجف عن تسلمها 350 قطعة آثرية من مواطنين من أبناء المحافظة، مشيرة إلى أن القطع تعود لحقب زمنية مختلفة.

مدير المفتشية أحمد علي ذكر في بيان صحفي أن “القطع الأثرية متنوعة، بين جرار فخارية ومسكوكات ودمى ومطارق معدنية وأشكال حجرية وحلي وأساور نحاسية وخرز وتماثيل، فضلا عن أجزاء من ألواح فخارية وزجاجية مختلفة الاشكال والأحجام”.  وبيّن أن “غالبية القطع المُستَلمة بحالة جيدة، وسيتم تسليمها للمتحف العراقي والتعامل معها وفق الضوابط المعمول بها من قبل اللجنة الفنية، لغرض تصنيفها وتقييمها ومعرفة عائديتها التاريخية”.

********************** 

أما بعد

قيادة ثقافية شابة

منى سعيد

 عززت إمبراطورية الاتصالات وأعاصيرها المعلوماتية في شبكاتها الاجتماعية وعوالمها الافتراضية شعار المستقبل “ تَغيَّر أو اندثر” أو “ تَأقلم أو اندثر” . ووفق هذا المفهوم لابد من تأشير ظاهرة إعلامية بارزة ظهرت في قنواتنا التلفزيونية وفي برامج الشبكة العنكوبوتية  تجسدت بفعاليات وبرامج مجموعة شبابية يصح وصفها بقيادة ثقافية واعية .

وعلى حد متابعتي المتواضعة بعد سفر نحو 20 عاما ، أتابع حاليا برامج وفعاليات نخبة شبابية مثقفة، أجدهم يعيدون قراءة التراث الإنساني نابشين أعشابه الضارة، مؤكدين الهوية الوطنية العراقية الجامعة، موقدين جذوة الأمل، مراهنين على أن لا تخبو بل تبقى رمزا وواعزا للإخاء والتضامن وتجاوز الأزمات.

هؤلاء الشباب حفروا بأزاميلهم كنوز المعرفة بهدف امتلاك الحقائق والصفاء الذهني وسط غابات من الأشواك المزروعة بالأسئلة حين عاشوا تحولات فكرية صاغت لهم بالتالي خطابا مدنيا معتدلا متسامحا، منحوتا برؤى جديدة تفتح حواسنا نحو الجمال والمعرفة بالميثولوجيا وبتفاصيل الحياة اليومية، مساهمين في الوقت نفسه بخلق جيل واع عارف متيقن بالقادم الأجمل، بعدما عبروا كوارث الحروب بل ولدوا في إتونها واكتوا بنيرانها وخرجوا سالمين  يعملون جاهدين وفق مقولة ( تدجين النمر المقدس، وجعل الذئب يعيش بسلام مع الخراف).

أي أن العالم وفق آرائهم يستحق العيش فيه، ملخصين تجارب الحكماء بدفاترهم اليومية مانحين تجربتهم الشخصية بعدا أدبيا عميقا محملا بطاقات من الخيال والسير الذاتية ومعارف التاريخ والجغرافية. و لأنهم صُبوا من طين رافديني حر هاهم يواجهون الحياة بخيرها وشرها، يؤججون الأسئلة من دون انتظار أجوبة في محاولات للملمة شتات الوطن المتشظي في المنافي، مثيرين أفراحا مؤجلة بعد أن مَلّوا من حمل أثقال سلال وعود كاذبة، وثقافة شقت تحت مطارق العنف حتى تعفنت وحالت ألوانها في زمن فقدان المؤسسات الراسخة واضطراب القوانين وفي مجتمع عشعشت فيه خفافيش الخرافة وسفسطة الوهم.

في كتابه “ الإعلام الجديد.. الحرية والفوضى والثورات” للدكتور ياس خضير البياتي يذكر: “ في الإعلام الجديد والذي يطلق عليه البعض تسمية (ديمقراطية المُهمشين) سنشهد صعودا بوتائر متسارعة في ماهو قادم من الأيام، إعلام ليس فيه لاعبون ومشاهدون، بل الكل فيه لاعبون سواء كانوا محترفين أم هواة ، من الصفوة أو المُهمشين، إعلام يقوم بكل الأدوار المتوقعة وغير المتوقعة، لا موانع تحده أو سقف يحول دون صعوده، مثلما لا يتطلب أموالا كثيرة أو تقنية عالية)..

وبهذا فأن لهؤلاء الشباب كما اعتقد وأأمل قوة لتشكيل قاعدة جماهيرية من كل الأجناس قادرة على تغيير الآراء والأمزجة وخلق منظومة رأي افتراضية بديلة عن النظم المتهرئة، موحدة العالم بشبكة عنكبوتية عملاقة لاتقهر بل  تقلب مفهوم الإعلام من مُستقبل ومتلق إلى صانع ومُتلق في الوقت نفسه، ومن مُتأثر إلى أن يؤثر برأيه ويحرك، هؤلاء الشباب أعدهم أصحاب عقول ومعلومات مستدامة لا تقارن حتى بموارد كنوز الأرض ،عقولهم النيرة هي بالتأكيد “ أثمن رأسمال”.