اخر الاخبار

الصفحة الأولى

قوى التغيير الديمقراطية تدعو لوقفة اليوم في ذكرى الانتفاضة.. مجدداً جماهير شعبنا الى الساحات من أجل التغيير الشامل والديمقراطي

يا غيارى العراق والمحتجون كافة

يا من واجهتم رصاص القمع وقنابله بصدورٍ عارية..

يا من أسعفتم أخوتكم الجرحى والمصابين..

يا من وفرتم المأكل والمشرب للمعتصمين..

سنكون في ساحة التحرير وسط بغداد، يوم الأحد القادم 1/10/2023 ((4 عصراً))، لنحيي الذكرى الرابعة لإنطلاق إنتفاضة تشرين الباسلة ونستحضر مطالبها ودروسها وننادي بحقوق شعبنا المسلوبة.

كما ندعو جماهير شعبنا في كافة مدن العراق الابية للخروج الى ساحات الإحتجاج مجددا أو الإلتحقاق بمتظاهري بغداد.

فأن مسببات إنطلاق الانتفاضة لازالت موجودة بإستمرار نهج نظام المحاصصة والفساد، وبوجود سلاح الميلشيات، ووجود الفاسدين والفاشلين في إدارة الدولة.

فلا يتوهم أحد أن هذا الشعب سيسكت عن مظلوميته يوماً مالم يحقق مطلبه في التغيير الشامل لمنظومة المحاصصة الفاشلة، أو يتراجع عن المطالبة بحقوقه، أو يتهاون في الدفاع عن مصالحه.

وعليه نجدد مطالب إنتفاضة تشرين وشهدائها وسنعلنها في كل ساحات الاحتجاج في عموم العراق، والتي هي مطالب ملايين العراقيين، ومنها:

  • التغيير الشامل لمنظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.
  • محاكمة قتلة المتظاهرين وتعويض الجرحى منهم.
  • الكشف عن مصير المغيبين من الناشطين.
  • حل المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة.
  • ضمان استقلالية القضاء وتخليصه من المحاصصة.
  • انهاء الافلات من العقاب ومحاسبة القتلة والفاسدين.
  • فتح ملفات الفساد وملاحقة عرابيها والمتورطين فيها.
  • عدم المساس بالحريات المدنية التي كفلها الدستور العراقي ورفض محاولات تكبيل المجتمع المدني.

- رفض محاولات إحكام السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها كافة من قبل أقلية سياسية خاسرة إنتخابيا وشعبيا عبر إستغلال النفوذ في السلطة والمال السياسي.

ندعو الجميع إلى التمسك بالسلمية، وإدانة كل إشكال العنف، ونحذر الجهات الحكومية وغيرها من قمع المحتجين السلميين. فلا تخذلوا الدماء الزكية التي سالت في مسيرة الاحتجاج والمطالبة بالحقوق.

سنجتمع في ساحة النصر الساعة الثالثة عصراً، ومنها نتوجه لساحة التحرير عند الساعة الرابعة عصراً.

همنا واحد.. و مصيرنا واحد..

*******************************************************************************************

قوى التغيير الديمقراطية.. نحو التغيير الشامل وبناء البديل الديمقراطي

بغداد ـ محمد التميمي

لا يختلف اثنان على اهمية وضرورة إيجاد تنظيمات سياسية متعددة في اي بلد ديمقراطي، بل ان اساس اي عملية ديمقراطية هو وجود تعددية حزبية، تتنافس بشكل سلمي لنيل ثقة الجمهور والسعي الى تحقيق تطلعاتهم، وفقا لبرامج ملموسة. ونحن نعيش الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين الباسلة، تتعالى دعوات أطراف القوى المدنية الفاعلة والنخب وأصحاب الرأي باتجاه ضرورة تنظيم الحركة الاحتجاجية والشعبية، بعد ان طُرحت مطالب سياسية تحتاج الى بلورة مشروع سياسي، يكون بديلاً عن قوى السلطة المتنفذة.

******************************************************************************************

انتفاضة تشرين.. مساهمة فاعلة للمرأة العراقية

بغداد – تبارك عبد المجيد

تواجه المرأة العراقية تحديات تتعلق بضعف دورها في المجال السياسي، إلا أن انتفاضة تشرين 2019، سجلت مشاركة نسائية فاعلة وغير مسبوقة في ساحات الاحتجاج ومن بعدها في العملية السياسية بالرغم من تأشير ضعف في هذا الدور، فكيف أثر ذلك على دور المرأة في الانتفاضة وفي مجمل الحياة العامة في البلد؟

تشير الناشطة النسوية جيهان غني الخفاجي على أن “حضور المرأة في ساحات الاحتجاج خلال انتفاضة تشرين كان مهماً وبارزاً، وأحدث نقلة بوعي النساء اللواتي لم يكن مدركات أهمية أدوارهن في كافة قطاعات الحياة”

*****************************************************************************************

راصد الطريق.. الى متى طمر الرؤوس في الرمال؟!

صرح محافظ البنك المركزي علي العلاق امس السبت أن “السياسة النقدية نجحت في الحفاظ على المستوى العام للأسعار من خلال انخفاض نسبة التضخم”، وأضاف أن “هناك مشكلة في البيع النقدي للدولار المخصص للمسافرين، الذي تحاول بعض الجهات المشخصة الهيمنة عليها”.

وما ان نقلت الوكالات التصريح حتى سجلت أسعار صرف الدينار أمام الدولار ارتفاعا جديدا، لتبلغ 157 ألف دينار لكل 100 دولار.

يؤثر تذبذب سعر الصرف هذا على الوضع الاقتصادي والمعيشي، ومن واجب الجهات المعنية الاعتراف بالمشكلة وتفاقمها بدل الاختباء وراء كلام إعلامي، سرعان ما يظهر رد الفعل عليه في السوق الموازي.

والمشكلة ليست محصورة في دولارات المسافرين، فارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي يؤثر على مجمل أسعار المواد الاستهلاكية، وهذا ما يعيشه المواطنون يوميا.

ان اخفاء الرؤوس في الرمال يفاقم المشكلة، ليدفع ثمنها المواطنون وحدهم، لذا يتوجب التعامل مع جوهر المشكلة، وإيقاف تهريب العملة، وتنظيم عملية الاستيراد بشكل سليم والتوجه جديا نحو تنمية القطاعات الإنتاجية.

وكفى تصريحات تقود الى مزيد من عدم الاستقرار المالي والاقتصادي.

************************************************************************************

تظاهرات تطالب بتعديل سلم الرواتب

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت بغداد والمحافظات تظاهرات احتجاجية كان أبرزها للموظفين المطالبين بتعديل سلم الرواتب، فيما جدد العشرات من المزارعين في ناحية السلام بمحافظة ميسان تظاهراتهم في احتجاجا على عدم صرف أموال تعويضاتهم المالية.

*************************************************************************************

الصفحة الثانية

تأكيد حسم نصف البنود في قانون مكافحة المخدرات

بغداد ـ طريق الشعب

أكد عضو لجنة مكافحة المخدرات النيابية النائب ياسر الحسيني، حسم نصف بنود قانون مكافحة المخدرات.

وقال الحسيني إن “ورش لممثلي لجان القانونية ومكافحة المخدرات والصحة النيابية مستمرة في عقد جلساتها من اجل المضي في اعداد بنود متكاملة عن قانون مكافحة المخدرات من خلال التنسيق مع الأجهزة المختصة”.

وأضاف، ان “اللجنة تحاول تحقيق إيجابيات عدة في قانون مكافحة المخدرات أبرزها تشديد العقوبة بحق المتاجرين وسحب العقوبة او تخفيفها من المتعاطين من اجل دفعهم بأريحية للذهاب الى مراكز التأهيل لغرض العلاج”، لافتا الى ان “نصف بنود القانون حسمت وطرحها للقراءة الثانية ومن ثم التصويت بات قريبا جدا”.

وأشار الى “أهمية القانون باعتباره سيضع خارطة طريق شاملة لآفة خطيرة تهدد المجتمع العراقي بأشكال متعددة وخاصة الشباب”، مشيراً الى ان “اللجنة تسعى الى خلق مرونة عالية في بنوده بما يؤدي الى فعالية أكبر في مكافحة المخدرات وتوجيه عقوبات قاسية بحق المتاجرين”.

****************************************************************************

فلاحو ميسان يجددون المطالبة بصرف التعويضات المئات يتظاهرون امام مقر الحكومة  مطالبين بتعديل سلم الرواتب

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت بغداد والمحافظات تظاهرات احتجاجية كان أبرزها للموظفين المطالبين بتعديل سلم الرواتب، فيما جدد العشرات من المزارعين في ناحية السلام بمحافظة ميسان تظاهراتهم في احتجاجا على عدم صرف أموال تعويضاتهم المالية.

تعديل سلم الرواتب

تظاهر المئات من المواطنين قرب مبنى مجلس الوزراء في منطقة العلاوي وسط بغداد للمطالبة بتعديل سلم الرواتب.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “المئات من الموظفين في دوائر الدولة نظموا تظاهرة حاشدة للمطالبة بتعديل سلم الرواتب”، موضحًا أن “المتظاهرين طالبوا الحكومة بالوفاء بوعودها السابقة واعتماد سلم رواتب جديد لموظفي الدولة يحقق العدالة بينهم”.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “طلبة الاحتياط الناجحين في الامتحان التنافسي، نظموا تظاهرة امام مبنى وزارة التعليم العالي في العاصمة بغداد للمطالبة بأنصافهم وقبولهم في الدراسات العليا.

وأضاف أن “المطالبين بزيادة عديد المقاعد نظموا أكثر 13 تظاهرة سابقة، والى الان لم يجدوا استجابة من وزارة التعليم”.

في السياق، تظاهر موظفون في دوائر محافظة المثنى، للمطالبة بتعديل سلم رواتب الموظفين، وذلك أمام مبنى مكتب مجلس النواب في السماوة.

وذكر عدد منهم إن مطالبهم هي تحقيق المساواة بين موظفي الدولة من خلال إقرار سلم عادل بين جميع موظفي الدولة، مشيرين إلى إن تظاهراتهم ستسمر لإيصال تلك المطالب فيما هددوا بتحويلها إلى اعتصامات مفتوحة إلى حين تحقيقها.

تعويضات الفلاحين

وجدد العشرات من المزارعين في ناحية السلام بمحافظة ميسان تظاهراتهم في مدخل الناحية احتجاجا على عدم صرف أموال تعويضاتهم جراء الفيضان في عام 2017 رغم ان رئيس الوزراء صرح خلال زيارته مؤخرا للمحافظة بأن الأموال تم تضمينها في موازنة 2022 على حد تعبيرهم.

وقال عدد منهم انهم يتظاهرون مجددا من اجل المطالبة بصرف التعويضات كون أراضيهم طالها الفيضان بسبب اجراء حكومية حاولت انقاذ المدن في ذاك التاريخ حين حدث الفيضان أواخر عام 2017 وتم جرد الأراضي وإدراجها تحت ما يسمى أراضي زراعية منكوبة وتم تخصيص تعويضات مالية لها وكان المقرر ان يتسلموها في عام 2021. ومنذ ذاك الموعد وهم يستغربون عدم صرفها لهم فضلا عن قطع المياه عن أراضيهم الزراعية الان بسبب الجفاف وحرمانهم من الزراعة.

انقطاع مياه الاسالة

من جانبهم، شكا عدد من أهالي منطقة “الطوبة والنخيلة الثانية” في محافظة البصرة، من انقطاع ماء الإسالة منذ 6 أيام دون معرفة الأسباب.

وقال عدد منهم أنهم لم يتلقوا أي استجابة حول معرفة الأسباب بانقطاع الماء عنهم منذ 6 أيام، مطالبين الجهات المعنية بإيجاد حل سريع لهذه الأزمة بدل من شراء ماء من الاسواق.

***********************************************************************************

الزواج خارج المحاكم يحرم الاطفال من التعليم

بغداد – طريق الشعب

تقسو الحياة على غالبية الأطفال المولودين أثناء فترة النزوح، ممن لم يستطيعوا النشوء في ببيئة ملائمة ويعيشوا فيها طفولتهم، وبانتهاء العطلة الصيفية وفتح المدارس أبوابها أمام الطلاب معلناً قدوم العام الدراسي الجديد، يقف أطفال المخيمات خلف تلك الأبواب عاجزين عن الدخول، بسبب عدم امتلاكهم هويات ثبوتية.

وتقر الاحصائيات بوجود أكثر من 1600 طفل دون وثائق رسمية، أي انهم سيحرمون من حق التعليم خلال هذا العام، مما سينتج زيادة بنسب الأمية وخلق مشاكل اجتماعية عديدة منها قد تكون التشرد والتسول.

خارج المحاكم

اعتمد أهالي ناحية يثرب جنوبي محافظة صلاح الدين على الزواج التقليدي، ولم يستطيعوا خلال فترة النزوح استصدار عقد قانوني من المحاكم، ويعانون اليوم من إجراءات إصدار عقود الزواج والهويات الثبوتية للمتزوجين والأطفال المولودين أثناء فترة النزوح.

يقول مدير ناحية يثرب، حارث عبد النبي إن “عدد لأطفال الذيم لم تصدر لهم هويات ولم يسجلوا في المدارس تجاوز الـ 2000 طفل في عام 2022، تم حل مشكلة 400 طفل منهم”، مبيناً أن الأطفال حالياً “يتواجدون في ناحية يثرب والمناطق المحيطة بها مثل عزيز بلد والفرحاتية والمحطة وغيرها”.

ويقر حارث بوجود “3 آلاف عائلة نازحة من أصل 11 ألف عائلة، ويقدر عدد الأفراد في العائلة الواحد كأدنى حد 10 أشخاص، ومعظمهم من سكان الأرياف لذا يكونون كثيري الإنجاب”.

ويعزوا حارث أسباب عدم عودتهم إلى مناطقهم لحزمة من الأسباب؛ منها ما يتعلق بظروف اقتصادية وأمنية ومنها ما يتعلق بعدم وجود اهتمام كاف من قبل الجهات المعنية، كما أن مسألة التعويضات تأخرت ما سبب احباطا لدى الأهالي.

ودعا في ختام حديثه منظمات المجتمع المدني تقديم المساعدة بإمكانياتها المتوفرة لتسهيل إجراءات إصدار مستمسكات ثبوتية للأطفال.

إجراءات معقدة

يذكر موسى محمد، والذي يعمل بالسلك القانوني أن “إجراءات إصدار هويات ثبوتية للأطفال يمر بإجراءات طويلة ومعقدة، حيث يتطلب أولاً من الوالدين توثيق زواجهما في محكمة الأحوال المدنية، ثم ترويج دعوى إثبات نسب”، مشيرا إلى أن محكمة صلاح الدين تستقبل كماً كبيرا من هذا النوع من الدعاوى”.

وخلال حديثه مع “طريق الشعب”، يؤكد موسى أهمية وجود موقف حكومي يعالج مشكلة هذه الشريحة، بظل وجود أطفال ولدوا أثناء فترة النزوح، كما أن بعض الأهالي بلا مستمسكات بسبب ضياعها في فترة الحرب مع داعش”.

ويقترح موسى: “تشكيل فريق من القانونيين المختصين لمتابعة هذه القضية، لأجل ضمان سرعة حلها، كونها تهدد وتؤثر على حياة ومستقبل المئات من الأطفال”.

حرمان

يقول ثابت عامر، ناشط من محافظة صلاح الدين ويعمل بمجال الإغاثة، إن “مدينة يثرب تنقسم إلى نصفين، سكانها في نصفها الأول عاد، أما النصف الآخر فلم يعد حتى هذه اللحظة”، مؤكداً أن محافظة صلاح الدين تعاني من مشكلة النازحين.

ويشير عامر خلال حديثه مع مراسل “طريق الشعب”، إلى أن “النازحين في صلاح الدين يتواجدون في منطقة عوجة، سيد غريب، ويثرب”، لافتاً إلى أن “العدد يزيد عن 1800 شخص بكثير”.

ويصف عامر أوضاع النازحين بأنها “مأساوية” في صلاح الدين والأنبار، وهناك حرمان كثير يطول هذه الفئة خاصةً في قطاعي الصحة والتعليم.

ويزيد بالقول إن “الوضع لم يتحسن عندهم بالرغم من مرور السنوات، ويعيش الأطفال داخل هذه المخيمات مع كم هائل من التحديات والعقبات التي تقف بالضد من ممارستهم لأبسط حقوقهم”.

ويضيف أن “الزواج خارج المحاكم أصبح واقع حال طبيعي، حتى في المدن التي لا تعاني من نزوح، بسبب غياب الدور الرقابي للمؤسسات المعنية”، مشددا على أهمية تفعيل دور الحكومة في متابعة هذه القضايا وتطبيق القانون، كون البعض قد يقلق من مسألة دفع غرامات مالية”.

ويرى عامر أن دور منظمات المجتمع المدني الحالي ليس بالمستوى المطلوب، اذ يتمثل بالإعانة البسيطة فقط، وهذا يعود إلى غياب الدعم الحكومي والدولي”، مضيفاً أن “ دور وزارة الهجرة والمهجرين مغيب أيضا بين هذه الفئات المهمشة”.

************************************************************************************

إضاءة..  .. وتتجدد ذكراها العطرة

محمد عبد الرحمن

عام ٢٠١٩ لم يكن مثل كل الأعوام التي مرت على بلدنا بعد ٢٠٠٣  وغداة الخلاص من اعتى دكتاتورية عرفها تاريخه الحديث.  وهو سيبقى ذا طعم ومغزى خاصين ،  نتذكره  بفخر واعتزاز وتتناقل الأجيال رواياته وقصصه وبطولاته ومآثره وأسماء الشهداء.

في ذلك العام وتحديدا في شهر  تشرين الأول منه انتفض العراقيون واعلنوا”استقالتهم من السكوت” ، وقالوا لمنظومة الحكم بصوت الأغلبية الساحقة الهادر ان “دار السيد مو مامونة”، وان السيل بلغ الزبا فغدا استمرار الحال من المحال!

لم تخرج الجموع الهادرة لأجل مطلب خاص، مثل تبليط  شارع ليخسفه الفساد بعد أيام ، ولا لأجل راتب لا يسد الجوع من الرعاية الاجتماعية، التي حولها المتنفذون الى اداة أخرى للرشى وشراء الأصوات والدعاية الانتخابية ، ولا من اجل عقد عمل مؤقت مقابل شراء صوت الناخب وضميره ، ولا لوظيفة تباع في سوق النخاسة ، ولا من اجل رذيلة ، او اطلاق سراح فاسد او قاتل مجرم ، او توفير حماية لتاجر مخدرات فاسق ، او بفعل “عركة” على تقاسم واردات كمركية ، ولا “ لدكة عشائرية “ ، أو لغيرها وغيرها مما  يعرفه  بنات وأبناء شعبنا جيدا .

العراقيون في انتفاضتهم الباسلة  خرجوا من اجل وطن، وقالوا لا بصوت واضح ومدوّي لكل من تسبب وما زال في صنع الواقع المأساوي الذي ابتلي به شعبنا ، والذي يعود سببه الجوهري الى النهج المدمر المعتمد ، والى منظومة الحكم التي تتبعه والتي هي بحق منظومة سيئة وفاشلة ، بددت وهدرت المال العام وعمقت التمايز في مجتمعنا، حيث الأقلية المفرطة في الغنى والمتمتعة  الى حد التخمة الفاحشة، مقابل الغالبية العظمى المسحوقة. كما انها هي من ارجع العراق سنوات الى الوراء، وشجع على تقهقر قيم الاستقامة والوفاء والإخلاص والنزاهة والتكافل الاجتماعي ، وحفز استشراء الفساد حتى غدا منظومة متكاملة، وتعشّق مع السلطة والمتنفذين والسلاح، وبرع في اطلاق الكوارث والمآسي. وهل فاجعة الحمدانية مثلا ، بعيدة عن هذه المنظومة وفسادها ؟!

التاريخ سجل بأحرف مضيئة ان العراقيين جددوا في العام ٢٠١٩ تاريخم الحافل بالمآثر، وكانوا  أوفياء لمُثل وتقاليد الرواد في ثوراتهم وانتفاضاتهم ووثباتهم ، وسجلوا  أروع ملاحم التعاضد والتكاتف ، والبطولة والتضحية. فيما اخذت المرأة مكانها الطبيعي مناضلة باسلة اسوة بأخيها الرجل .

واضاء المنتفضون سماء بغداد بأكثر من ٧٠٠ كوكب ، هم شموع وزاد وذخيرة للعاملين الجادين من أجل غد أفضل وعراق جديد لا مكان فيه لكل هؤلاء القتلة والفاسدين والمرتشين وبائعي الضمير والمرتهنين للارادات الخارجية. عراق لا مكان فيه للعسف والقمع والتمييز وللراشي المتجول ولكاتم الصوت، ولا لـ “الطرف الثالث المجهول المعلوم” والمعتقلات السرية، عراق لا مكان فيه للعقول المريضة والداعشية والظلامية، التي تريد ان تجعل من بغداد ومدن العراق الاخرى قندهارات أخرى!

شعبنا في انتفاضة المجيدة التي لم ولن  تنال  من صدقيتها ووطنيتها ،  أصوات ناعقة خائفة ومرتعبة ، هجر الصمت والتردد وكسر حاجز الانتظار السلبي ، ودخل افواجا ، نساء ورجالا ، شبابا  وكبار سن ، الى ساحات العز والكرامة والفخر ، واعلن تصميمه على احراز النصر وهزيمة المتشبثين بالسلطة ومنظومتها الكابحة والفاسدة . وحقق الكثير على هذا الطريق ولعوامل عدة معروفة  لم يكتمل المشوار رغم اجتراح المآثر  والتضحيات الجسام ، المشوار الذي  لابد من اكماله والحاق الهزيمة بمنظومة التحاصص التخادمي والفساد والفاشلين ، وفتح الفضاءات واسعة لعراق الحرية والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية ، عراق المواطنة والمؤسسات والقانون .

ستبقى انتفاضة  تشرين خالدة.         

***************************************************************************

الصفحة الثالثة

المحارق سبب رئيسي!.. معنيون: العراق متقدم في تلوث الهواء بحسب المؤشرات العالمية

بغداد ـ طريق الشعب

ليس غريباُ ان يحتل العراق مراتب متقدمة في المؤشرات العالمية الخاصة بنسبة التلوث الجوي، كما هو الحال مع باقي التصنيفات الأخرى التي اعتدنا عليها، وهذا يرجع إلى أسباب كثيرة، منها ما هو طبيعي يتعلق بالطبيعة وتقلباتها، والآخر تلعب مؤسسات الدولة والقطاع لخاص والمحارق غير النظامية دورا كبيراً فيه.

 العراق بحسب هذا التصنيف احتل المرتبة الثانية بأكثر دول العالم تلوثًا، ويبرز في الواجهة مصدر آخر للتلوث يسمم هواءنا ناجم عن المحارق التي يختلف ضررها بحسب نوعيتها ونوع النفايات التي تحرقها، إلا أن المشترك الوحيد بينها هو حجم الضرر الكبير الذي تخلفه على البيئة وصحة الناس.

ويؤكد معنيون على أنه رغم وضع وزارة التخطيط معايير وشروط لإنشاء هذه المحارق من قبل وزارة التخطيط والغرامات التي تفرضها زارة البيئة ومراقبتها، إلا أن مؤسسات الدولة لا تعير ذلك اي أهمية، مشددين على ضرورة إلزام هذه المؤسسات بتلك المعايير ورفع نسبة الغرامات عليها لتطبيقها، وتوسيع صلاحيات وزارة البيئة.

مراتب متقدمة

في هذا الصدد قال مدير معهد نيسان المعني بشؤون البيئة، فلاح الأميري إن الضرر الناجم عن المحارق يختلف ويتنوع بحسب نوع المحرقة، سواء المحارق التابعة للمستشفيات او تلك التابعة للبلدية أو المصنع او الطمر الصحي ولكل محرقة ضرر خاص بها، والمشكلة الأكبر لا تكون في المحارق التابعة لدوائر ومؤسسات الدولة، بل في المحطات الثانوية في المناطق السكنية حيث يتم حرق النفايات هناك قبل نقلها إلى الطمر.  وأوضح في حديث لـ “طريق الشعب”، بقوله “ إذا ما استعرضنا جودة الهواء في العاصمة بغداد كمدينة غير منتجة للنفط وقارناه بالبصرة باعتبارها محافظة توجد فيها استخراجات نفطية، فبغداد تحتل المرتبة الاولى من ناحية التلوث، والعراق عموماً يحتل مراتب متقدمة بالنسبة للتلوث الجوي بحسب المعايير العالمية والمؤشرات “.

وعزا ذلك إلى عدة أسباب “المحارق التابعة إلى دوائر الدولة والمحطات الثانوية لعزل النفايات قبل نقلها إلى المطامر، وهي غير الصحية وغير القانونية”، مبينا أن “ الغازات السامة المنبعثة من هذه المحارق متنوعة حسب نوع النفايات منها المتعلق بالنفايات البلاستيكية والعضوية أو الطبية وغيرها”.

ولفت الأميري إلى أن “مناطق عزل النفايات أثرت على المياه الجوفية والهواء وجودته، وجعلت المنطقة غير صالحة للزراعة، وحتى الآن لم يبرز اي مشروع لأنشاء طمر صحي بشكل قانوني ومفيد، كأن يكون دفنا للنفايات او اعادة تدويرها للحفاظ على جودة الهواء والتربة”.

وأشار الأميري إلى أن وزارة التخطيط “وضعت شروطا ومعايير لأنشاء المحارق، لابد أن تعتمد من قبل كافة المؤسسات، وعلى وزارة البيئة أن تراقب هذه المحارق وفق معايير وزارة التخطيط”، منبه إلى أن “عملية المراقبة وتوجيه الإنذارات والغرامات على هذه المحارق قد لا تنفع مع مؤسسات الدولة التي لا تلتزم بما تمليه عملية التقييم من قبل وزارة البيئة”.

وأكد مدير معهد نيسان على أن التفكير بالحلول والمعالجات” يعني بالضرورة وجود خطة واسعة لمعالجة ملف النفايات في العراق لا حلولا ترقيعية، فنحن حتى الآن لا نملك معامل او محطات ومجمعات لتدوير النفايات، ولم نلزم مؤسسات الدولة بالمعايير التي أطلقتها وزارة التخطيط لبناء وانشاء المحارق داخل مؤسسات الدولة بطرق قانونية وصحية لا تضر بالمواطنين الساكنين بقرب المؤسسات”.

وخلص إلى أن المعالجات تكون “ بزيادة صلاحيات وزارة البيئة وإيجاد شعب بيئة داخل كافة المؤسسات ورفع نسبة الغرامات لإلزامها بتلك المعايير، وإلزام مديريات البلدية بمنع تجميع النفايات داخل المناطق السكنية في المحطات الثانوية لكيلا يحرقها النباشة”.

مصادر عديدة

وعلى صعيد متصل قال الناشط البيئي سجاد مطشر، إن “مصادر التلوث في محافظة البصرة كثيرة، أولها التلوث الناجم من العدد الضخم للسيارات، إضافة إلى المطامر غير الصحية التي تنتشر بمحافظة البصرة ومحيطها، بينما محارق الطمر الصحي تعد واحدة من أكثر أسباب التلوث علاوة على أن طريق التخلص من النفايات غير صحيحة”.

وتابع حديثه لـ”طريق الشعب”، بالقول إن شركات النفط بالإضافة إلى أنها تلعب دوراً محورياً بتسببها بالتلوث نتيجة الانبعاثات الغازية السامة والأدخنة التي تخلفها عمليات الاستخراج النفطي، فهي تقف عائقاً وحجر عثرة بوجه مشروع حزام البصرة الأخضر.

وأكد على أن هذا الحزام “ينقذ البصرة ويساهم بشكل كبير في تخفيف آثار التلوث، وهو يمتد من جنوب الزبير إلى سيطرة السدرة رجوعاً إلى سيطرة المطار وسيحيط محافظة البصرة، وهذه الأشجار ستكون مفيدة وستستهلك كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكاربون وتخفض درجات الحرارة وتثبت التربة وتمنع العواصف الترابية”. وتابع الناشط البيئي قائلا: “ بما أن المشروع سيكون على محرمات نفطية، فأن الشركات النفطية كانت الجهة الوحيدة التي لم توافق على مشروع الحزام الاخضر، لأنه سيضر بمصالحهم بحسب خطتهم للتوسع مستقبلاً لأنه يؤثر على الأرباح حسب ادعائهم”، لافتا إلى أنهم بعد ذلك وضعوا شرطاً للموافقة “يتيح لها ان تقتلع الأشجار في الوقت الذي تريده هي، علماً ان المحرمات النفطية تمنعنا من زراعة الأشجار او تطوير البنى التحتية او اقامة مشاريع سكنية”.

وأشار إلى أن “ تعويض الضرر الناجم عن التلوث بسبب استخراج 3 ونصف مليون برميل يومياً، يكون بزراعة الأشجار وهذا هو الحل المثالي، ولكن المشروع متوقف الآن على موافقات الشركات النفطية، برغم الضغوط التي يمارسها المحافظ والناشطون البيئيون والمعنيون، ولكنهم مصرون على الموافقة بشروطهم، وهذه الشروط لا تنصف المواطن البصري”.

وذكر مطشر أن هنالك “عمل من قبل دائرة البيئة والناشطين في هذا المجال، لمكافحة التلوث الناتج عن المحارق بمختلف أشكاله ولكن هذا النشاط لا يوازي في واقع الحال حجم التلوث الكبير، نعم الجهود التي تبذل تبقى جهودا فردية سواء كانت جهود ناشطين او منظمات معنية بالبيئة، ولكن نحن بحاجة إلى جهد حكومي حقيقي لمعالجة مصادر التلوث وإنفاذ قوانين ووضع شروط على شركات النفط والمصانع والمعامل وغيرها”.

 ***********************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

احتجاجات تشرين وغياب العدالة

بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لإنتفاضة تشرين، دعت منظمة العفو الدولية على موقعها الرسمي، السلطات العراقية إلى تحقيق العدالة وتقديم التعويضات عن مقتل المئات وتشويه الآلاف، والكشف عن مصير ومكان وجود الأشخاص الذين اختفوا قسراً خلال الإحتجاجات الشعبية التي بدأت في تشرين الأول 2019، والتي استخدمت فيها قوات الأمن، بمختلف صنوفها، القوة المميتة ضد المتظاهرين، معرضة اياهم للقتل أو للإخفاء القسري، خارج نطاق القضاء، على حد تعبير المنظمة.

غياب المحاسبة 

واعتبر البيان عدم إجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في الجرائم المرتكبة منذ عام 2019 ضد المتظاهرين والناشطين وعائلاتهم، والعدد الضئيل من الملاحقات القضائية والتحقيقات، دليلاً على عدم اهتمام الحكومة بالمسألة. وطالبت المنظمة السلطات العراقية بالإسراع في محاكمة المشتبه بمسؤوليتهم الجنائية، محاكمة عادلة تستوفي المعايير الدولية، ونشر نتائج ذلك علناً. 

إسكات عوائل الضحايا

وأكدت المنظمة على أن الخشية من انتقام المتنفذين من عوائل الضحايا، المطالبين بالمحاسبة وبمتابعة التحقيقات، ردعت الآخرين عن مواصلة السعي لتحقيق العدالة، مشيرة إلى أمثلة صارخة على ذلك كقتل رجل، طالب بالتحقيق في مصير ولده الناشط، الذي اختفى قسراً في تشرين الأول 2019، وكتعرض عائلة سجاد العراقي، الناشط البارز ضد الفساد، والذي اختفى قسرياً في أيلول 2020 في الناصرية، لتهديدات عديدة بغية ارغامهم على إسقاط قضيتهم أمام المحكمة المتعلقة باختفاء ولدهم.

إجراءات متواضعة

وذّكر البيان بتقرير أصدرته بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في حزيران 2022، والذي أكدت فيه على عدم علمها بغير إدانة أربعة “عناصر مسلحة مجهولة” وستة من أفراد قوات الأمن، بتهمة إطلاق النار والقتل والانتهاكات. وأشار إلى أن ممثلي منظمة العفو الدولية، كانوا قد التقوا برئيس الحكومة الذي وعدهم بمتابعة قضية سجاد العراقي، مضيفاً بأنه ورغم مرور تسعة أشهر على اللقاء، مازال مكان وجود سجاد مجهولاً، ولم يتم اعتقال أي شخص في قضيته.

غياب الشفافية

واضافت المنظمة إلى أنه ومنذ 2019، شكلت الحكومات العراقية المتعاقبة العديد من اللجان للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة في سياق الاحتجاجات على المستوى الوطني، لكن هذه اللجان فشلت في كشف الحقيقة أو تحقيق العدالة، كما لم تكن هناك شفافية بشأن ما تم على هذا الصعيد.

ونقل البيان عن الحكومة العراقية قيامها بالنظر في أكثر من 215 قضية، ومراجعة أكثر من 5375 وثيقة رسمية، تضمنت تقارير طبية ونماذج تشريح جثث الضحايا وتقارير خبراء الطب الشرعي، ودفع تعويضات بعشرة ملايين دينار عراقي لكل ضحية. وأعربت المنظمة عن اعتقادها بأن التعويضات ليست بديلاً عن كشف الحقيقة أو تقديم الجناة إلى العدالة.

 جنرال الكترك مرة أخرى

أكد موقع الطاقة على قيام شركة جنرال إلكتريك (General Electric) العالمية بعرض فني للاستفادة من الغاز المصاحب في العراق لإنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك باستعمال تكنولوجيا التوربينات النفاثة، وأنه قد تمت مناقشة العرض في لقاء وزير النفط العراقي مع المدير التنفيذي للشركة، والمختص بوحدات الطاقة المتنقلة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

ونقل الموقع عن وزير النفط العراقي رغبة بلاده في دعم مشروعات حلول الطاقة السريعة، لاستثمار الغاز المصاحب وتحويله إلى طاقة مفيدة، وذلك بالتعاون مع الشركات العالمية التخصصية الرصينة، وإيقاف حرقه خلال السنوات القليلة المقبلة.

خطط استثمار الغاز المصاحب

وحدد التقرير أهم الخطط العراقية لاستثمار جميع كميات الغاز المصاحب، كمشروع معمل البصرة لفصل وتسييل الغاز الطبيعي، بطاقة 400 مليون قدم مكعب يوميًا، والذي سيقلل 30 طنًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، إضافة للمشاريع المشتركة مع شركة توتال الفرنسية.

 ************************************************************

عين على الأحداث.. والسؤال مو عيب!

أعادت فاجعة الحمدانية إلى الذاكرة فشل لجان التحقيق في الكشف عن مسبّبي غرق 120 عراقياً في عبارة الموصل في 2019، وتفحم 13 طفلاً في مستشفى اليرموك في 2016، واحتراق 292 عراقياً في مستشفى ابن الخطيب و60 آخرين في مستشفى الحسين في 2021. ودفعت الخيبة التي سببها هذا الفشل بالناس إلى التساؤل عن مدى حاجة الحكومة لتشكيل لجنة جديدة، تحقق في احتراق الآمنين في بغديدا، لأن الحادثة «عادية»، كما يدعّي الفاسدون وتروج لذلك جيوشهم الإلكترونية، وأنها تحدث في أرجاء العالم، بما في ذلك دول تخلو من تغول الفساد والمافيات على حكوماتها وشعوبها ومؤسساتها!

إنترنيت مكوّناتي!

كشفت لجنة الاتصالات النيابية عن اختيار إحدى الشركات العالميَّة لتشغيل الإنترنت الفضائي، وذلك لتحسين السرعة والكفاءة، رغم ما سيسببه الإختيار من ارتفاع كبير جداً في التكلفة. هذا وفيما يشير مراقبون إلى أن هناك شركة واحدة، بمسميات مختلفة، تهيمن على المشروع الوطني للكابل الضوئي، اتهم برلمانيون ومختصون وزارة الإتصالات، بتصنيف الشبكة العنكبوتية حسب « المكونات»، وممارسة التمييز الطائفي بين الموظفين، ومحاباة شركات دون أخرى، لإرغامها على الاشتراك بالكابل الضوئي، أو للإستجابة لطلبات المتنفذين مقابل عدم التعرض للبنى التحتية لهذه الشركات او شمولها بالمكرمات، كاشفين عن استضافة الوزير المختص للمساءلة في مجلس النواب.

خوش حرص

أوضحت وزارة التربية، بأن بقاء «صور للمثلية» في كتاب اللغة الإنجليزية للصف الخامس العلمي، مرفوض من قبلها لأنها حريصة كل الحرص على مبادئ وقيم المجتمع العراقي الاصيل، وأنها ستحذف هذه الصورة (لصبي بشعر متعدد الألوان) من الطبعة الجديدة التي ستوزع قريباً. هذا وإذ يشاطر الناس الوزارة في تمسكها بهذه القيم، يتمنون أن يمتد حرصها ليشمل ترميم المدارس وتغطية الحاجة إلى 15 ألف مدرسة جديدة، ومعالجة اكتظاظ الصفوف والتسرب الهائل من الدراسة، وتطبيق خطط لتوفير الكتب، خالية من الفساد، الذي يقال بأنه يقف وراء الإعادة الدورية لطبع المناهج، بغض النظر عن المبررات التي تساق لإتمام ذلك.

اتفاقيات سرية!

أعلنت الحكومة السويدية عن قيام شرطتها بتسفير 26 عائلة عراقية ممن رُفضت طلبات لجوئهم، وتسليمها إلى السلطات في بغداد، وذلك بعد تفاهم «سري» مع الحكومة العراقية، تضّمن تراجع الأخيرة عن قرار سابق لها، كانت لا ترحب بموجبه، سوى بالعائدين طوعاً إلى الوطن. هذا ويطالب هؤلاء المواطنون، الذين اضطروا إلى ترك ديارهم هرباً من شظف العيش في دولة «نفطية» ومن غياب القانون والخدمات وتغول السلاح المنفلت والدكات العشائرية ومن القلق على مستقبل الأولاد، والذين يعانون من خسارات كبيرة، الحكومة بتوفير حاجاتهم الأساسية من عمل وسكن، طالما اتفقت مع السويد على إعادتهم قسراً.  

لا لخلط الأوراق!

أشارت الأنباء إلى قرار، حظر بموجبه عرض كتب مختلفة في معرض بغداد الدولي للكتاب، بسبب ما تضمنته من آراء وأفكار. وأثار الخبر غضب وقلق الحريصين على مستقبل البلاد وحرية شعبها، لاسيما وقد جاء مكملاً لمساعي بعض المتنفذين والفاسدين في توسيع دائرة المحرمات والممنوعات، ووضع قيود على الحريات ونشاط منظمات المجتمع المدني وأصحاب الرأي. هذا وفي الوقت الذي أعرب فيه الناس عن خشيتهم من خلط للأوراق والتضييق على الحريات، عبر استغلال بعض القرارات الصائبة، المتعلقة بمنع محتويات بائسة على وسائل الإتصال الاجتماعي، أكدوا إصرارهم على مواجهة شعبية لأي خرق للحريات التي ضمنها الدستور.

 ***************************************************************

الصفحة الرابعة

تجهيز تلميذ واحد يكلف 100 ألف دينار!.. مستلزمات الدراسة تثقل كواهل أولياء الأمور

متابعة – طريق الشعب

مع اقتراب العام الدارسي الجديد، تضاعفت هموم المواطن العراقي، خاصة الفقير وذو الدخل المحدود، الذي بينما يعاني قسوة الحياة وصعوبة تأمين نفقات معيشة عائلته، سيضطر إلى تحمل تكاليف إضافية باهظة لتوفير مستلزمات الدراسة لأبنائه، بدءا من الملابس والحقائب والقرطاسية، وصولا إلى المناهج الدراسية والملخصات وأجور النقل ودورات التقوية.

وخلال السنوات الأخيرة، عجزت وزارة التربية عن تأمين الكتب المنهجية كاملة للطلبة والتلاميذ، الأمر الذي اضطر أولياء الأمور إلى شرائها من السوق بمبالغ كبيرة، أو طباعتها على نفقاتهم الخاصة.

وفي السابق، ومع بدء العام الدراسي، كانت المدارس توزع قرطاسية على الطلبة، وأحيانا توزع عليهم ملابس وأحذية وحقائب، وذلك مجانا أو مقابل مبالغ رمزية، لكن بعد 2003 لم تبادر الحكومات المتعاقبة إلى تفعيل هذا الدعم، ما حمّل العائلات تكاليف باهظة في تأمين مستلزمات الدراسة لأبنائهم.

ولمجرد اقتراب العام الدراسي تبدأ أسعار هذه المستلزمات بالارتفاع بشكل مبالغ فيه، سواء بسبب جشع بعض التجار والباعة الذين يعمدون إلى زيادة الاسعار لتحقيق مزيد من الربح، أم بسبب ارتفاع سعر الدولار وعدم استقراره، على اعتبار أن جميع هذه المستلزمات مستوردة بالعملة الصعبة.     

ووفقا لما أفاد به العديد من أولياء الأمور عبر وسائل إعلام، فإن تجهيز التلميذ الواحد بمستلزمات الدراسة والملابس، سيكلف هذا العام نحو 100 ألف دينار!

كبار المستوردين

يشهد “سوق سهام العبيدي” في حي المنصور البغدادي هذه الأيام، حركة تسوق واضحة. إذ يرتاده المواطنون لشراء الأزياء المدرسية ولوازم الدراسة لأبنائهم، لكن الأسعار المبالغ فيها أعجزت الكثيرين منهم عن الشراء – حسب ما يذكره بعضهم في حديث صحفي.

ووفقا لأصحاب محال في السوق، فإن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ مع اقتراب العام الدراسي، عازين السبب إلى “كبار المستوردين”، الذين يعمدون إلى رفع الأسعار، وبالتالي يضطر التاجر الصغير وصاحب المحل إلى التماشي مع هذه الزيادة لتحقيق هامش من الربح.

وفي المقابل يؤكد الكثيرون من الأهالي أن الأسعار تفوق قدراتهم الشرائية، وتجعلهم عاجزين عن توفير احتياجات أبنائهم، خاصة ممن لديه أكثر من تلميذ.

وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين، أن “الطالب يحتاج إلى بنطال وقميص واحد على أقل تقدير، وصدرية مدرسية بالنسبة للبنت مع قميص أيضا، إضافة للقرطاسية، وان شراء هذه المستلزمات يكلف بالقليل 100 ألف دينار بالنسبة للطالب الواحد”.

“الصدرية” بـ 35 ألفا

علي حسن، وهو صاحب محل لبيع الأزياء المدرسية في بغداد، يقول في حديث صحفي أنه يعمل في هذه المهنة منذ 20 عاما، مبينا أن غالبية بضاعته من منشأ صيني.

ويضيف قائلا في حديث صحفي أن سعر “الصدرية المدرسية لمن هن تحت الـ 14 عاما يصل إلى 25 ألف دينار، أما بالنسبة للقياسات الكبيرة فيصل سعر الواحدة إلى 35 ألفا”، لافتا إلى أن حركة الشراء هذا العام ضعيفة، بسبب الوضع الاقتصادي غير المستقر، وارتفاع الاسعار الناتج عن استغلال بعض المستوردين حاجة الناس إلى هذه البضاعة.  

فيما يقول سيف كامل، وهو صاحب محل في “سوق سهام العبيدي”، أن تكلفة الزي المدرسي بالنسبة للبنات تصل إلى 50 ألف دينار، تضاف إليها نفقات شراء القرطاسية وبقية المستلزمات الدراسية.

ارتفاع جنوني!

من جانبه، يقول المواطن محمد علي، أنه اعتاد مع بداية كل عام دراسي التوجه إلى محال الجملة المتخصصة في بيع المستلزمات الدراسية، لشراء احتياجات أبنائه من قرطاسية وغيرها، مبينا في حديث صحفي أن “الأسعار هذا العام ارتفعت بشكل جنوني، وزادت على الضعف قياسا بالسنوات السابقة”.

ويضيف قوله أنه “قبل 2003 كانت الدولة توفر هذه المستلزمات للطلبة، سواء مجانا أم بأسعار رمزية، ما يخفف قليلا من تكاليف الدراسة عن العائلات. أما اليوم فلم يعد هذا الأمر موجودا، ما يتطلب من وزارة التربية السعي إلى دعم الأهالي في توفير هذه المستلزمات، لا سيما أن المواطن اليوم يواجه ظروفا معيشية صعبة في ظل الغلاء وضعف فرص العمل”.

ويؤكد علي أن “بدء العام الدراسي بات يشكل عبئا كبيرا على أولياء الأمور، لا سيما من لديه أكثر من تلميذ”، منوّها إلى أن هناك نفقات أكبر سيتحملها ولي أمر الطالب طيلة شهور الدراسة، وهي أجور النقل، وأجور الدروس الخصوصية “فهذه الأخيرة أصبحت ظاهرة شائعة اليوم، وجعلت الطالب يعتقد بأنه لن يتمكن من النجاح دون تلقي دروس خصوصية”.

هل من حلول؟!

تواجه المواطنة أم آية صعوبة في شراء الملابس والمستلزمات الدراسية لابنتها الوحيدة، الطالبة في المرحلة المتوسطة.

وتقول أن “ابنتي تحتاج على الأقل إلى صدريتين، يصل سعرهما إلى أكثر من 50 ألف دينار”، مشيرة إلى أن السوق ملتهب هذه الأيام، بسبب تذبذب سعر الدولار واقتراب العام الدراسي.

وتطالب المواطنة وزارة التربية بوضع حلول جذرية لهذه المشكلة التي تواجهها العائلات سنويا “إذ يتطلب من الوزارة تجيهز الطلبة بالقرطاسية للتخفيف من أعباء نفقاتها عن العائلات الفقيرة وذات الدخل المحدود”.

**************************************************************************

بسبب تعطل آليات البلدية .. «حي القدس» النجفي يغص بالنفايات والفئران!

متابعة – طريق الشعب

بعد أكثر من شهر على توقيف هيئة النزاهة 11 موظفا فنيا في ورشة صيانة آليات بلدية النجف، تفاقمت أزمة النفايات في المدينة، خاصة في حي القدس الواقع في جنوبها.

ووفقا لمسؤولين في البلدية، فإن نصف آليات رفع النفايات تعطلت وخرجت عن الخدمة، ولا يوجد من يقوم بتصليحها بعد توقيف موظفي الصيانة، الأمر الذي تسبب في تراكم النفايات في بعض الأحياء السكنية.

وتنتشر النفايات في حي القدس، وتتصاعد منها الروائح الكريهة والأتربة، ما أصبحت مأوى للقوارض والحشرات والكلاب السائبة.

ويطالب أهالي الحي وأصحاب المعامل الموجودة فيه، الجهات الحكومية بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة، لا سيما أن الحي يقع فيه مرآب للنقل العام يقصده الزائرون يوميا، وهذا يخلف الكثير من النفايات. 

يقول المواطن علي داخل، أنه “ذهبنا إلى بلدية النجف مرات عدة، وقدمنا شكاوى من مشكلة تراكم النفايات، لكن دون فائدة.

فلا أحد يستجيب”، مبينا في حديث صحفي أن “النفايات شوهت الحي، وباتت تشكل تهديدا مباشر لصحتنا، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها ومنظرها غير الحضاري”.

أما المواطن محمد أنيس، فيقول أن “الوضع معقد جداً داخل الحي. إذ يتم رفع جزء من النفايات مرة أو مرتين في الأسبوع، وبعد ساعات تبدأ  النفايات بالتراكم من جديد”، مشيرا إلى ان “الفئران بدأت تدخل إلى بيوتنا، والحشرات الضارة تنتشر بشدة، إلى جانب الكلاب السائبة التي تعتاش على النفايات”.

من جانبه، يقول مدير إعلام بلدية النجف بشار السوداني، أن “سبب تراكم النفايات في عموم النجف وحي القدس خصوصاً، يعود لوجود أعطال في نصف آليات البلدية”، مبينا في حديث صحفي أنه “لدينا 300 آلية، منها 150 خارج الخدمة بين كابسة وكريدر وشفل، بسبب الأعطال”.

ويلفت إلى ان “قسم الصيانة تأخر في تصليح الآليات، بسبب توقيف هيئة النزاهة 11 موظفاً في ورشة التصليح، وهم ما زالوا محتجزين على ذمة التحقيق”.

***********************************************************

في شرق بغداد.. حديقة حيوانات صغيرة بحاجة إلى دعم وتطوير

متابعة – طريق الشعب

يتطلع مؤسسو حديقة حيوانات صغيرة في منطقة الولداية أقصى شرقي بغداد، إلى مساعدة حكومية لتطوير حديقتهم بعد أن أصبحت مقصدا للأهالي.

هذه الحديقة التي تحمل عنوان “حديقة ومتنزه الذئاب”، هي الوحيدة في المنطقة والمناطق المحيطة بها، وهي تعود لأحد المواطنين. وقد تم افتتاحها عام 2011، ولا تزال مفتوحة لغاية الآن. 

وتحتاج الحديقة إلى رعاية حكومية، لكونها أصبحت المتنفس الوحيد لأهالي المنطقة.

يقول المسؤول عن الحديقة إبراهيم محمد الباوي، أن الأهالي يأتون إلى هذا المكان ليشاهدوا الحيوانات الأليفة وغير الأليفة الموجودة فيه، مضيفا في حديث صحفي أن الحديقة تستقبل العائلات طيلة أيام الأسبوع، وفيها حيوانات مختلفة، منا الأسد والقرد والثعلب والكلاب والقطط وغيرها. 

ويشير الباوي إلى أن مشروعهم يحتاج إلى دعم حكومي، لتوسعته ورفده بالمزيد من الحيوانات.

**************************************************************************

أهالي الأمين: إلى متى ننتظر الأرصفة؟!

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي منطقة الأمين شرقي بغداد، من تلكؤ إنجاز مشروع الأرصفة في الشارع 30 ضمن المنطقة، والذي مضى عليه أكثر من ثلاثة شهور ولا يزال غير مكتمل، ما يعرقل سير المارة وعمل أصحاب المحال التجارية.

يقول المواطن حبيب محمد، أحد سكان المنطقة، أنه “مر أكثر من ثلاثة شهور على المشروع ولا يزال غير مكتمل. صرنا نعاني كثيرا بسب الأتربة المتطايرة من موقع العمل، فضلا عن الحفر التي خلفها المشروع”. 

ويضيف قائلا في حديث صحفي أن “دوام عمال المشروع قليل. فهم يبدأون عملهم عند الثامنة صباحا ثم ينصرفون في الواحدة بعد الظهر”، مبينا أنه “بسبب الأتربة المتطايرة من موقع العمل بدأت بضاعة المحال التجارية المطلة على الرصيف تتلف. في حين صار من الصعب على المواطن رصف سيارته أمام منزله نظرا لوجود أنقاض وحفر”.

ويطالب محمد أمانة بغداد باستكمال المشروع في أسرع وقت ممكن قبل حلول فصل الشتاء والأمطار.

أما مختار المنطقة ضياء عبد الواحد، فيقول أنه “لم نتوقع أن المشروع سيتأخر إلى هذا الحد”، مشيرا إلى انه “قدمنا شكاوى إلى أمانة بغداد، فبيّنت لنا انها ماضية في إنجاز الأرصفة لكن هناك بعض العوارض التي تواجه فرقها أثناء الحفر، والتي تعيق العمل”.

********************************************************************

مواساة

  • ببالغ الحزن والأسى تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، نبأ رحيل الشخصية الوطنية واليسارية والناشط المندائي المهندس موفق الرومي، صباح يوم الخميس 28 أيلول 2023.

وكان ابو عزام من مؤسسي الجمعية المندائية في السويد واول رئيس لها، كما كان قريباً من الحركة الوطنية طيلة حياته في العراق وخلال دراسته في بولونيا ومن ثم في محطته الاخيرة السويد.

الفقيد الغالي زوج الصيدلانية أزهار نعمان الجادر (أول مدير عام لحسابات جامعة بغداد)، ووالد كل من المهندس عزام والدكتورة بوران والدكتورة جوان والمحامية مروة، واخ المناضلة الدكتورة ليلى الرومي والدكتورة خولة والدكتورة سهام والدكتور صهيب والمهندس أكرم. 

له الذكر الطيب والعطر الدائم، ولعائلته ومحبيه التعازي الحارة والمواساة.

  • بمزيد من الأسى والحزن تلقت المختصة المندائية في الحزب الشيوعي العراقي نبأ رحيل رفيقها والناشط المدني موفق غضبان رومي الناشيء، أحد أعمدة طائفة الصابئة المندائيين.

له الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الاولى الرفيقة خديجة كاظم السوداني بوفاة زوجها الاستاذ يعقوب يوسف الخفاجي.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان.

*******************************************************************************

أرواح الناس تُزهق على طريق مشروع المسيّب

الحلة - محمد المحاويلي

لا زالت الحوادث المرورية تتكرر وتحصد أرواح المواطنين، بسبب تردي بعض الشوارع الرئيسة وعدم ترميمها وتزويدها بالإنارة الليلة. وهذا خلل كبير وتقصير تتحمل مسؤوليته الجهات المعنية، ناهيك عن المسؤولية التي تقع على عاتق سائقي المركبات، الذين يسيرون بسرعة جنونية.

ومن الطرق التي تشهد حوادث سير كثيرة، هو طريق بغداد – الحلة، وتحديدا عند الجزء الذي يبدأ من مشروع المسيب إلى المحاويل. فقد وقع قبل أيام حادث على هذا الطريق أودى بحياة عديد من المواطنين، وذلك للأسباب المذكورة أعلاه.

نناشد الجهات المعنية صيانة الشوارع وتزويدها بالإنارة الليلة، مع نصب المطبات الاصطناعية على الشوارع المارة بالمدن، لإلزام السائقين بتخفيف السرعة.

******************************************************************************

اگول.. لماذا هذا التأخير يا وزارة الداخلية؟!

سلام القريني

في ١٢ تموز الماضي، ذهبت إلى دائرة الجوازات في كربلاء لتجديد جواز السفر الخاص بابنتي، والذي انتهت صلاحيته. وما ان وصلت إلى الزقاق المؤدي إلى مبنى الدائرة، حتى استقبلني رتل من العرضحالجية ليستوفي مني أحدهم 5 آلاف دينار بدل الاستمارة الالكترونية والفايل.

بعدها دخلت إلى البناية، فوجدت طابورين منظمين، أحدهما للنساء والآخر للرجال. وكان الأمر يسير بانسيابية حتى انك تصل بكل سهولة إلى شبّاك الموظف ليتم تدقيق استمارتك المدججة بصور البطاقة الوطنية وبطاقة السكن والجواز القديم، وبالتالي تختم معاملتك وتوقع دون أية عراقيل.. الأمر جميل!

ثم تُرسل مباشرة إلى البصمة الموجودة في مكان جيد ومنظم، لينتهي الأمر بكل سلاسة فيُطلب منك أخذ الاضبارة إلى المدير كي يضع لمسته الأخيرة بقلمه الأحمر.

بعد الانتهاء من كل ذلك، تذهب إلى المحاسب الذي يحمل رتبة عقيد، فيستوفي منك بلمح البصر ورقة حمراء فئة 25 ألف دينار، كرسم إصدار الجواز، ويعطيك كاردا أبيض.

وهنا المفاجأة!

الكارد مكتوب عليه اسم الشخص المتقدم للحصول على الجواز، مع تاريخ التقديم، لكنه يخلو من موعد الاستلام! وعندما تسأل الموظف عن الموعد، يجيبك على عجالة بأنه سيتم إخبارك عبر الهاتف.

لكن مر أكثر من شهرين ولم تصلني رسالة أو مكالمة تخبرني بموعد الاستلام. وفي يوم 26 أيلول المنتهي، زرت الدائرة للاستفسار عن الجواز. فسألت الضابط المسؤول عن تسليم الجوازات، وحين قرأ التاريخ المثبت على الكارد، قال لي دون أدنى تفكير: تعال بعد أسبوعين! 

سيادة وزير الداخلية.. هل تعلم بهذا التأخير أم لا تعلم؟ إذا كانت الشركة المنتجة للجواز توقفت عن الإنتاج، لماذا تتسلمون المعاملات من الناس وتضعونهم “على الشحن”؟!

قريبا سينتهي الشهر الثالث من عمر المعاملة، وحتى الآن لم نتسلم الجواز .. أيعقل هذا؟!

*****************************************************************************

الصفحة الخامسة

الطفولة في مدارسها

خليل ابراهيم العبيدي

بثيابها الجديدة وبراءتها الشديدة تتوجه البراعم اليافعة إلى مدارسها النافعة. كلنا امل في ترحيب تربوي مفعم بالحب، ومع رفعة العلم تتفتح عيون الطفولة على حب الوطن وهويته الواحدة المقبولة، والإقبال على التعلم، حيث المعلم القدوة، صاحب الرأفة البعيدة عن القسوة، وحيث المدرسة الجاذبة بصفوفها المبردة وجدرانها الملونة وشبابيكها المحكمة، ووسائل الإيضاح المدونة، وحيث الرحلات الآمنة واجواء التعليم الرصينة، وهذه ليست بالامنيات المستحيلة فأموال البلاد تملأ الخزائن.. كل ما هو مطلوب مسؤول امين غير خائن، أو مدير يحب التلميذ.

والسؤال، الان، موجه إلى وزارة التربية وإدارات المدارس: ماذا اعددتم للطفل الخام ونحن في بداية العام: مدرسة بدوامين أو بدوام ، أو ربما بثلاثة حتى حلول الظلام، قرطاسية ملونة ام وجبة طعام. أنه ليس بنقد البطران، بل تساؤلات مزمنة تثار على مدى الأيام والأزمان ، لأن ما هو قائم في الكثير من مناطق العراق مدارس طينية بشوارع ترابية، بعيدة عن أعين التربية، بملاكات غير مكتملة، تشجع على الغياب او التسرب.

ان من أسباب تقدم الدول، العناية بالتربية والتعليم وتخصيص ميزانيات عالية لإعداد اجيال للعلم رافعة ، بمدارس رصينة نافعة، نأمل أن نسير على خطى سنغافورة التي أنقذها من بؤسها المعلم والتعليم، وحقا الاشارة تكفي الانسان الحليم .

 *******************************************************

اهلا بالدرس الأول

حسين علوان

غداً سيطير الحَمام من البيوت إلى ذلك المكان الجميل ( المدرسة ). ستفتح الصفوف أبوابها ليدخل اليها شباب المستقبل القادم لعراق، نأمل ان يكون جديدا .

عراق التغيير الحتمي ودفن مزبلة العملية السياسية ( المحاصصة والفساد ) ، عراق الأمل والبناء بسواعد أبنائه الشرفاء من الجيل الجديد، ورثة الوطنية والنضال من أجل بناء نظام العدالة الاجتماعية الحلم  .

في الأول من تشرين الأول سنسمع صوت الجرس الأول للدرس الأول، سنرى ذلك الكائن المبجل (المعلم أو المعلمة ) ، سنقف احتراماً له ولقدسية مهنته العظيمة، هو الذي سيأخذ بيدنا نحو أفق العلم والبحث والأدراك والوعي، لنصبح نافعين في وطننا  .

المدارس بيوت للمعرفة والعلم والأخلاق، فيها نأخذ أسس توجهاتنا القادمة بدأب ومثابرة وحرص على أن نتسابق مع الوقت، للوصول إلى أهدافنا التي نريد منها بناء شخصيتنا المستقبلية .

المدارس ستُفتح في الأول من تشرين لتستقبل كواكب من الأجيال التي عانت وتعاني الويل والضيم من مخرجات نظام (المحاصصة المقيتة) الذي حرمهم من الخدمات الأساسية للعيش الكريم مثل الكهرباء والصحة والماء والسكن الملائم للكثير من العوائل المحرومة وانتشار البطالة والفساد في كل مفاصل البلاد  .

هذه الأجيال سيقع عليها حملٌ كبير في أن تعمل بجد ويقظة، من أجل أنقاذ بلدها من المآسي والكوارث التي حلت بها.  فهم شباب التغير المتطلع نحو بناء نظام (المواطنة ) ، الذي ينشد المساواة والعدالة الاجتماعية  الضامنة لحل كل مشاكل العائلة العراقية، التي عانت ما عانت من ويلات الحرمان وضياع الحقوق في أسوأ نظام تمسكت به الطبقة الفاسدة، وهي تقسم موارد البلاد بين أحزابها المتسلطة بقوة السلاح على رقاب أبناء العراق الكبير.

وحين نودع فلذات أكبادنا إلى دور العلم ( المدارس ) سنقبض بقوة على قلوبنا ونحن نبصر خطواتهم المتوجهة نحو العلم والمعرفة، متطلعين الى عودتهم سالمين بعيدا عن الأذى والألم والاوجاع .

عام دراسي سعيد ومدارس خالية من الجهل والأمية والخرافة، لصفوف يأخذ منها اولادنا العلم والمعرفة والقيم الإنسانية التي تبني الوطن، ومعلم محترم برعاية حكومية لمجهوده المعرفي الذي لا يقدر بثمن .

تحية للأسرة التعليمية في وطننا العزيز وهم يبذلون قصارى الجهد من أجل غرس نواتات العلم والأخلاق، في نفوس أبنائنا الحلوين المتوجهين إلى مدارسهم، وكلنا أمل أن تكون ملائمة لأكتساب المعرفة .

 *******************************************************************************

الصفحة السادسة

قوى التغيير الديمقراطية تجتمع تحت شعار: نحو التغيير الشامل وبناء البديل الديمقراطي

بغداد ـ محمد التميمي

لا يختلف اثنان على اهمية وضرورة إيجاد تنظيمات سياسية متعددة في اي بلد ديمقراطي، بل ان اساس اي عملية ديمقراطية هو وجود تعددية حزبية، تتنافس بشكل سلمي لنيل ثقة الجمهور والسعي الى تحقيق تطلعاتهم، وفقا لبرامج ملموسة.

ونحن نعيش الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين الباسلة، تتعالى دعوات أطراف القوى المدنية الفاعلة والنخب وأصحاب الرأي باتجاه ضرورة تنظيم الحركة الاحتجاجية والشعبية، بعد ان طُرحت مطالب سياسية تحتاج الى بلورة مشروع سياسي، يكون بديلاً عن قوى السلطة المتنفذة.

وبعد ان أصبحت القناعات راسخة بضرورة التنظيم والعمل السياسي، توجت هذه الدعوات وترجمت الى نشوء تنظيمات مدنية ناشئة، رفعت شعار التغيير وغدت تعمل في مظلة القوى المدنية الديمقراطية التي تسعى الى التغيير الشامل وتحقيق بديل لقوى المحاصصة والفساد.

من سوح الاحتجاج الى العمل السياسي

في هذا الشأن، قال الأمين العام لحركة نازل آخذ حقي الديمقراطية، مشرق الفريجي: “عند مراجعة تاريخ الحركة الاحتجاجية منذ الانطلاقة الاولى لها عام 2011، نجد انها رفعت مطالب عديدة تطالب بالحرية والتعبير والخدمات وغيرها وفي 2013 استهدفت قضايا مهمة متعلقة برواتب البرلمانيين وغيرها، وصولا الى 2015 حيث تصاعدت المطالب المشروعة بعد استشهاد البطل منتظر الحلفي في البصرة، واستمر واعز التظاهرات وصولاً الى محاولة خلق تشكيل تنسيقي من الاحتجاج”.

وذكر في حديثه لـ “طريق الشعب”، انه “في انتفاضة تشرين كانت هناك تعبئة احتجاجية مسبقة بدأت فيها مراحل التفكير السياسي، حيث رفع المحتجون مطالب سياسية منها اقالة الحكومة وتعديل قانون الانتخابات والذهاب باتجاه انتخابات مبكرة “.

وتابع الفريجي، ان “الاستعداد للانتخابات يحتاج الى عمل وتشكيل سياسي، لذلك ذهبنا الى التنظيم السياسي، وهذه الانتقالات أرى انها نتيجة أخطاء السلطة واخفاقها في تحقيق الاستجابة لمطالب الشباب، لذلك انتقل الحراك الاحتجاجي من مرحلة المطالبة بالخدمات ورفع المعاناة عن الناس، الى مرحلة توفير البدائل السياسية لقيادة عملية التغيير، وهذا ما ننتهجه اليوم سواء في ثاني أكبر تحالف سياسي (قيم المدني) او حركة نازل آخذ حقي الديمقراطية”.

ولفت الى ان من الطبيعي ان لا تكون هناك اغلبية تؤيد التنظيم الحزبي وتنخرط فيه، فهذا موجود في كل دول العالم ومن يتصدى ليسوا من الأغلبية، لكنهم يعبرون عن تطلعاتهم. وعلى مستوى شباب تشرين فنجدهم اليوم اكثر تنظيما، سياسيا او مجتمعيا”.

وبين الأمين العام لحركة نازل آخذ حقي، ان هناك “رؤية واضحة لدى الشباب وهناك مطالبون كُثر باتوا يعملون على بناء اساسات لتنظيمات جميعها تعمل بالضد من قوى السلطة المتنفذة، وكل خطوة بهذا الاتجاه هي مهمة ونطمح لها جميعاً”، مؤكدا ان “العمل السياسي لا يمنع الاحتجاج، خصوصاً اذا كان معارضا فهو سيسلك كل المسالك الديمقراطية من الانتخابات والاحتجاج وهذه وسائل ديمقراطية متاحة. ان تنشئ تنظيما سياسيا فهذا لا يعني التخلي عن الحركة الاحتجاجية”.

نعمل على تحقيق أهدافها

الأمين العام لحزب البيت الوطني، حسين الغرابي، ذكر في مستهل حديثه مع “طريق الشعب” انه منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في 2011 كان الشباب يطالب الحكومات المتعاقبة والاحزاب السياسية، بتحقيق اصلاحات وعدم التضييق على حرية التعبير والاحتجاج، وتعرض المحتجين الى مضايقات واستهدافات مباشرة لهم ولبيوتهم، إضافة لعمليات الاختطاف والاغتيال والتغييب التي دشنت مع لحظة تشرين.

ونبه الى انه في “تشرين كان لنا رأي اخر بعد ان وصلنا الى قناعة بأن هذه الاحزاب السياسية عاجزة عن اصلاح الوضع، وبالتالي قلنا بوضوح بانه لا بد من تهيئة وتوفير بديل سياسي، ومن هذه الفكرة انطلقنا الى تأسيس حزب مدني “البيت الوطني” الذي يتعامل مع العراقيين على اساس مبدأ المواطنة، ونجحنا بتأسيس خطاب وطني حقيقي”.

وأشار الى ان البيت الوطني في المسار الصحيح مع الاحزاب المدنية التي سبقته في العمل السياسي، والتي لم تلوث نفسها بالفساد والمحاصصة، حيث نسعى لان نكون بديلاً سياسياً حقيقياً تحت عنوان “تحالف قيم المدني”، ونطمح الى ان نقدم تجربة مختلفة نحاول من خلالها تصحيح مسار العملية الديمقراطية في العراق”.

وزاد الغرابي على حديثه بالقول ان انتفاضة تشرين “تمثل لحظة تاريخية عظيمة، وهي الضمير العراقي الحقيقي واداة الشباب لتغيير الواقع المأساوي وتصحيح المسار”.

وزاد بالقول: نستذكرها بألم لما وجدناه من فقد كبير في هذه الذكرى الاليمة لشهداء كثر وزملاء سقطوا في سوح الاحتجاج في محافظات العراق”، مؤكداً حرصهم على تحقيق ما خرجت من اجله وما حملته من مبادئ واهداف سياسية”.

وأردف قائلا ان الاحتجاج “هو فعل سياسي رافض لممارسات سياسية معينة، بالتالي فان منهاجنا لا يختلف كثيراً عما كنا نطالب به قبل ان ننشئ تنظيمات سياسية، ولكن ادواتنا الان هي التي اختلفت عن ادوات الاحتجاج”، لافتا ال ان “الهدف واحد وهو تصحيح مسار الديمقراطية وانهاء نظام المحاصصة المقيت الذي دمر البلد”.

وخلص الى ان “دعوة (قوى التغيير الديمقراطية) المنضوية تحت تحالف قيم المدني تقف اليوم استذكارا لهذه اللحظة التاريخية وتضحيات الشباب والتأكيد على الاستمرار على النهج الوطني الذي خرجت من اجله تشرين، واستمرارنا على هذا النهج وسنرفع شعاراتنا: لا للمحاصصة.. لا للسلاح المنفلت.. لا للفساد واستشرائه”.

الاستفادة من التجارب والاخطاء

الى ذلك، قال الناشط السياسي زين العابدين البصري ان: تشرين كانت نقطة تحول كبيرة واستثنائية، وشكل اخر للصراع ومناهضة المنظومة السياسية الفاسدة التي اضحت عاجزة عن رفع المعاناة عن الناس وقيادة دفة البلد الى بر الامان.

وبين في حديثه لـ “طريق الشعب”، ان “تشرين تشكل منعطفا تاريخيا مهما تمحور حول الهوية الوطنية واسقط الهويات الفرعية الطائفية التي سعت قوى السلطة الى تكريسها، وبينت بوضوح حجم الرفض الشعبي لمنظومة المحاصصة والفساد ونهجها السياسي”.

وذكر انه “بالتزامن مع الاحتجاج اصبحت هناك رؤية لدى الشباب بضرورة توفير البديل السياسي. وتمخض عن ذلك دعوات لتأسيس احزاب تخوض معترك السياسة ووجدنا على ارض الواقع ضرورة تشكيل تنظيمات وحراكات، تطورت الى ان اصبحت احزاباً سياسية”.

ولفت الى ان “بعض هؤلاء عانوا من تأثير المال السياسي المتفشي، وواجهوا صعوبات كبيرة في هذا المخاض وتم شراء ذمم بعضهم، ونجحت قوى السلطة في نقل هذا الفساد الى داخل بعض المشاريع وهناك من ذاب في أحزاب الظل التي اسسها المتنفذون، وبالتالي فقدوا هويتهم المدنية وغيّبوا من حيث لا يشعرون”.

واكد البصري انه “وسط كل هذا بقيت هناك عينة من فئة الشباب ما زالت حتى الان تصارع وتناهض السلطة، وهي بصدد تأسيس جبهات مدنية حقيقية تسعى لإنجاح عملها، بعيداً عن الاذرع الحزبية للسلطة رغم الضغوط والمحاولات التي تتعرض لها هذه الفئة التي حافظت على هويتها ومبادئها ولم تهادن”.

وأشار الناشط السياسي الى ان كل السلبيات “الموجودة في تجربة تنظيمات احزاب السلطة السياسية، رغم تأثيرها على الشباب بشكل سلبي الا اننا لا يمكن ان نتذرع بها ونأخذ منها حجة للامتناع وعدم خوض غمار النضال السياسي المناهض للسلطة وسياستها”، مشددا على ضرورة ان “يخوض اي شخص تجربته الخاصة ويعبر عن توجهه بشكل واضح وصريح، ويستفيد من تجارب الاخرين واخطائهم لتحقيق نجاح حقيقي على صعيد عمله وهذا ما هو مطلوب”.

وذكر ان “العمل السياسي هو وجهة حقيقية لكل من يؤمن بالمسار الديمقراطي والتغيير عبر هذه المسارات، وأحد اساسيات العمل الديمقراطي هو وجود الأحزاب وتعدديتها او العمل ضمن صفوف التنظيمات السياسية”.

وخلص الى انه “لا يمكن تصور تغيير حقيقي دون المشاركة في العمل السياسي، فهو اداة فاعلة ومهمة لغرض احداث التغيير المنشود ومن يتحدث بغير هذا الاتجاه باعتقادي هو غير مطلع على التجارب الكثيرة في العديد من البلدان ولا يعي اهمية هذا العمل وهذا المسار في اي عملية تغيير”.

********************************************************************************

دور الشباب والنساء في انتفاضة تشرين

ماجد مصطفى عثمان

انطلقت انتفاضة الأول من تشرين الأول/ 2019 في ظل ظروف الآليات السياسية التي اتبعتها القوى المتعاقبة على الحكم منذ تغيير النظام الدكتاتوري في عام 2003 والملوثة بالفساد والإقصاء والتهميش والتهجير الطائفي والخطف والقتل.. الخ إضافة إلى إقصاء شريحة الشباب وتغييب دورهم بالكامل عن المشاركة في بناء الدولة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الخانقة التي واجهتهم لدرجة أنهم لم يتمكنوا من سد رمق معيشتهم وتحقيق أحلامهم في مستقبل أفضل.

كل هذه العوامل وغيرها فجرت الشارع العراقي لينتفض شباب العراق على الواقع المأساوي والكارثي الذي يعيشه أبناء بلدنا، علما بأن اندلاع هذه الانتفاضة الشعبية الباسلة كان بصورة عفوية عموما، وهذا مؤشر صحي على ظهور الوعي الوطني وعودته إلى الشباب بعدما حاولت القوى السياسية الحاكمة وأحزابها المتسلطة على رقاب المواطنين من احتكار وعي المواطن العراقي، ورفضهم لتفكيرها وسياساتها الرثة وتقاليدها البالية والمتخلفة، وبالتالي انكشفت كل مكامن الفشل في الأداء السياسي لهذه القوى ولمن تعاقبوا على الحكم وعلى مدى (20) عاماً .

إن من أبرز ملامح هذه الانتفاضة الشعبية هو انطلاقتها بمشاركة شبابية ونسائية ملحوظة للغاية وسابقة لم تشهدها جميع الانتفاضات الشعبية التي انطلقت سابقاً في العراق، اضافة إلى أنها كانت بمثابة ثورة مجتمعية فجرها وقادها الشباب وبمشاركة واسعة من النساء والتي أرعبت كافة الكتل والأحزاب السياسية الماسكة بالسلطة، بما أفرزته من معطيات وطنية وثورية حركت من خلالها كل طبقات وفئات المجتمع العراقي لتتعاطف معها وتساندها وتلتف حولها.. فهناك من حمل الأطعمة لهؤلاء الشباب المنتفض وهناك من جاهد في سبيل إسعافهم من القنابل الدخانية والرصاص الحي والمطاطي وتضميد جراحاتهم وهناك من عمل على تنظيم خيمهم وتواجدهم.. الخ، لذا نشاهد إن هؤلاء الشباب اندفعوا إلى الشوارع والمدن العراقية تجمعهم صور التلاحم البطولي والتكاتف الرائع وصمودهم وإصرارهم على ضرورة أحداث التغيير الشامل وهم يصرخون بأعلى أصواتهم (نريد وطن.. نريد وطن) بوجه السلطة الحاكمة وأحزابها وميليشياتها لدرجة أرعبت هذه الأحزاب والكتل السياسية وبالتالي حاولت هذه القوى وبشتى الطرق المتاحة قمع هذه الانتفاضة الباسلة، لكنها بقيت مستمرة بالرغم من كافة عمليات القتل والخطف والتعذيب والترهيب والاعتقال.

إن هذه الانتفاضة شكلت فرصة كبيرة لأعداد كبيرة من النساء ومن مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية لإيصال أصواتهن إلى العالم بعد أن سعت القوى الحاكمة لتغييبها من المشهد الاجتماعي. وقد حصلن أيضا على موطئ قدم في ساحات الاحتجاجات من خلال وضع خيمة للنساء في ساحة التحرير تحت مسمى من أجل الحريات والحقوق والمساواة وللمبادرة بالتعريف بحقوق المرأة العراقية والدعوة لمساندتها.

إن الانتفاضة التشرينية انطلقت من أجل الكرامة والعدالة والحرية وهذه المطالب الثلاثة لا يمكن تحقيقها بغياب دور المرأة العراقية عن المشهد العام، كذلك أن حضور ومشاركة المرأة الفاعلة والمؤثرة في انتفاضة تشرين الأول تعتبر أحد أهم العلامات البارزة فيها والتي تمثلت في مشاركة النساء بجانبين رئيسيين وهما الأول في الحضور المتواصل والثاني في المساهمة في تقديم الخدمات مثل الطبخ والتنظيف إضافة إلى الإسعافات الأولية.. الخ وقد دخلت المرأة هذا الميدان ليس بوحدها وإنما بمشاركة أخوية وودية من جميع رفاقها المتظاهرين من الذكور. وقد سجل هذا الحضور والمشاركة نزعا لجدار العزل والتمييز، وساهم في خلق اجواء اجتماعية وإنسانية بناءة.

إن نزول المرأة العراقية إلى الشارع تحت عنوان (نازلة اخذ حقي) برهن على قدرتها على المشاركة في كافة شؤون الحياة العامة واستعدادها لتحمل كل المواجهات القمعية التي مورست ضد تطلعاتها  الثورية لتساهم وبقوة في ثورة الشباب وحركة التغيير المنشود رغم كل الظروف والأوضاع الملغومة في الشوارع العراقية، لذا فإن الدور الذي لعبته المرأة العراقية في ظل هذه الظروف القاسية هو دور عظيم بكل المقاييس، وأدت مشاركة المرأة العراقية منذ بداية هذه الانتفاضة الباسلة وبشكل فاعل ومؤثر إلى استشهاد الكثير منهن برصاص الغدر من قبل عناصر مسلحة متغولة بسبب نشاطهن ودورهن الكبير والمؤثر في التظاهرات الشعبية، اضافة إلى الاعتداء على قسم كبير منهن بالضرب والطعن بالسكاكين والاختطاف وخاصة ممن كن يعملن كمسعفات في ساحة التظاهر.

ألف تحية لانتفاضة تشرين الباسلة.. انتفاضة الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاقها. وكلنا امل في تحقيق أهداف هذه الانتفاضة الشعبية الباسلة لأحداث التغيير المنشود وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.. دولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.

***********************************************************

انتفاضة تشرين سطرت ملاحم بطولية

صالح العميدي

لا يمكن أن ننسى كيف سطرت انتفاضة تشرين أروع الملاحم البطولية والانسانية لتستنهض الهمم في مواجهة الفاسدين والمتحاصصين، وقدمت اداءً رائعا ينطوي على صورة فريدة من الصمود والتكافل والانضباط والمبادرات التي تعيد إلى الذاكرة ملاحم وانتفاضات شعبنا ضد الحكومات الجائرة. ولا ننسى الصمود الأسطوري والتنظيم الذاتي للمنتفضين، والشجاعة التي فاقت التصور، وإصرارهم على تحقيق مطالبهم المشروعة، والاستجابة الجماهيرية الواسعة لدعواتهم لكسر حظر التجوال، وتفويت الفرصة على المتربصين بهم شرا، وكسر حاجز الخوف من إرهاب وتهديد الأحزاب المتنفذة وأذرعها المسلحة، ودحض الحديث عن المؤامرات الخارجية أو المندسين وغيرها.

يوما بعد يوم تؤكد الوقائع أن لا استقرار ولا حقوقا ولا تنمية ببقاء هذا النظام الذي ينتهج المحاصصة الطائفية وعدم المبالاة بمصالح البلاد وبحاجات الجماهير الأساسية، والتفريط بالقرار الوطني العراقي المستقل، هذا ما عبر عنه شعار المنتفضين (نريد وطن)!

نعم، بعد تلك السنوات الأربع لا يزال هدف التغيير الذي كان في صدارة مطالب تشرين، وسيظل شامخا في مواجهة مشروع المحاصصة الطائفية والاثنية البغيضة.

في هذه الذكرى العظيمة لابد من الاستفادة من دروس وعبر الانتفاضة، ومن دورها ومسارها وعمقها لتكون طريقا للذين يواصلون السعي من أجل ازاحة منظومة الفساد والمحاصصة عبر الاحتجاج السلمي الواسع أو عبر صناديق الاقتراع. وها هي انتخابات مجالس المحافظات التي تقرر اجراءها في 18 كانون الأول من هذا العام، فرصة ثمينة للتعبير عن إرادة الجماهير في رفض القوى الحاكمة الظالمة التي اثبتت فشلها منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وفي هذه المناسبة أيضا يتوجب استذكار شهيدات وشهداء الانتفاضة، والتشديد المستمر على ضرورة الكشف عن القتلة ومن يقف وراءهم ومحاسبتهم، وضرورة تعويض ذوي الشهداء، والمعاقين، وكذلك التأكيد على السير في طريق التغيير الشامل الذي تتبناه اليوم قوى التغيير الديمقراطية وما تضم من أحزاب وطنية وديمقراطية وأحزاب ناشئة انبثقت بعد الانتفاضة وهي تعد جماهيرها لخوض انتخابات مجالس المحافظات بتحالف قيم المدني.

*******************************************************************************

الصفحة السابعة

انتفاضة تشرين.. مساهمة فاعلة للمرأة العراقية

بغداد – تبارك عبد المجيد

تواجه المرأة العراقية تحديات تتعلق بضعف دورها في المجال السياسي، إلا أن انتفاضة تشرين 2019، سجلت مشاركة نسائية فاعلة وغير مسبوقة في ساحات الاحتجاج ومن بعدها في العملية السياسية بالرغم من تأشير ضعف في هذا الدور، فكيف أثر ذلك على دور المرأة في الانتفاضة وفي مجمل الحياة العامة في البلد؟

إشراكها في الحياة السياسية

تتحدث الناشطة النسوية نور الهدى سعد عن دور الشابات في انتفاضة تشرين وتأثيرها على المشهد السياسي في العراق، وبدأت بلفت النظر إلى وجود غياب نسبي للحضور النسوي والشبابي في الانتفاضات الأولى التي سبقت عام 2019، ألا أن ما حصل في انتفاضة تشرين يعتبر نقلة كبيرة في مشاركة النساء والشباب، اذ قمن بأدوار قوية وفعالة ونجحن في دخول المجال السياسي، وظهرت فرص جديدة لهن، مما انعكس في ترشيح عدد كبير من النساء ووجود اندماج للشباب في الفعل والنشاط السياسيين.

وتشير الهدى في حديثها الى”طريق الشعب”، إلى أن “هذا التحول كان واضحًا في الانتخابات الأخيرة، حيث تم ترشيح عدد كبير من النساء وظهور أحزاب سياسية تضم نساء سياسيات وشابات، وهذا ما فتح الباب أمام فرص أكبر للمشاركة في المعترك السياسي بالنسبة للشباب والنساء”.

وترى الهدى أن “دور المرأة العراقية في الانتفاضة كان فعالًا للغاية وأسهم في تسليط الضوء على المطالب السياسية والاقتصادية والمدنية المهمة، مما جعل صوتها يصل بقوة ويحقق حافزا على المزيد”.

وختمت الهدى حديثها بالأمنيات للأحزاب المنبثقة من تشرين، أن تكون أكثر موضوعية في عملها وأكثر تنظيمًا في العمل السياسي، وأن تعمل على تقديم بدائل سياسية تخدم مصلحة البلاد بشكل أفضل.

دور فعال

تشير الناشطة النسوية جيهان غني الخفاجي على أن “حضور المرأة في ساحات الاحتجاج خلال انتفاضة تشرين كان مهماً وبارزاً، وأحدث نقلة بوعي النساء اللواتي لم يكن مدركات أهمية أدوارهن في كافة قطاعات الحياة”، لافتةً إلى أن هذا الحضور لم يكن مجرد دعم للشباب المنتفض ولكنه كان حافزًا نفسيًا، حيث تقدمت المرأة في العديد من المواقف وأظهرت قوتها وإصرارها”.

وتؤكد الخفاجي خلال حديثها مع “طريق الشعب”، إلى أن “ الحضور النسوي انعكس ايجاباً على واقع المرأة في العراق وعلى تطورات السياسية بشكل عام”.

وتحدثت الخفاجي عن دور المرأة في الساحات، حيث كانت المسعفة والمعالجة والثائرة والمحتجة، وغالبًا ما تقدمت لتتصدى في العديد من المواقف وحتى تسبق الرجل، كما أن هذا الدور الفعّال للمرأة كان له تأثير واضح في صنع واتخاذ القرار. وفيما يتعلق بتأثير انتفاضة تشرين على واقع المرأة، أوضحت الخفاجي أنها أثرت بشكل ملحوظ، حيث فتحت أبوابًا جديدة للمرأة المستقلة للمشاركة بالانتخابات وأصبحت تحت قبة البرلمان وتولت مناصب أخرى، وإن كانت دون مستوى الطموح المطلوب، لكنها أسهمت في رفع مكانتها في المجتمع.

وختمت الخفاجي حديثها، مؤكدة أن ثورة تشرين لن تموت، بل ستظل تتجدد ذكراها كل عام، وستبقى فكرة تحفيزية تجعل النساء يحققن إنجازات أكبر في عملهن ونشاطهن.

حدث مهم

وألقت الناشطة السياسية د. وجدان عبد الأمير ناشي، الضوء على التطور التاريخي الملحوظ لدور المرأة العراقية بعد انتفاضة تشرين، معتبرة هذا الحدث مهما للمرأة في العراق”، مشيرةً إلى أن “المجتمع العراقي كان ينظر إلى المرأة على أنها محصورة في دورها المنزلي والوظيفي فقط، وكان من الصعب عليها المشاركة في النشاطات المجتمعية أو السياسية”.

وتؤكد الناشي في حديث مع “طريق الشعب”، أن انتفاضة تشرين جلبت “تغييرًا كبيرًا، حيث شجعت المرأة على المشاركة بقوة في الحركة الاحتجاجية ورفع صوتها في الساحة العامة، حيث بدأت المرأة بالمشاركة بجانب الشباب بالهتاف بأعلى الأصوات، ما كان مظهرًا جديدًا لحرية التعبير للمرأة”.

وتضيف أن “دور المرأة تطور ببطء أثناء فترة الاحتجاج لتصبح مسعفة ومعالجة وثائرة ومحتجة، وبدأت تجد نفسها في الخطوط الأمامية للمظاهرات وتواجه التحديات بجرأة، أما بعد ذلك فتحولت إلى تنظيمات سياسية ناشئة وأصبح لها صوت ودور ملموسين في الحياة السياسية”.

وتلفت الناشي إلى أن التحديات الاجتماعية لا تزال تعيق المرأة في العراق، إلا أنها تواجهها بشجاعة وإصرار، وتحاول أن تقنع من حولها بأهميتها وتضغط لتحقيق مكاسب في الساحة السياسية، مؤكدةً أن “هذا التحول الكبير للمرأة في العراق يعكس إرادتها الحقيقية للتألق في مجالات متعددة، سواء كان ذلك في الاحتجاجات أو التنظيمات السياسية او في بقية القطاعات”.

في الختام، شددت د. وجدان الناشي على أن انتفاضة تشرين كانت قفزة نوعية للمرأة العراقية في المشهد السياسي، أثبتت أنها جزء حيوي من التغيير الذي يحدث في البلاد.

حضور ملموس

وفي ذات السياق تقول الناشطة السياسية بنين الزركي، إن “وجود العنصر النسوي في ساحات الاحتجاج أحدث فرقًا كبيرًا وأثبت وجوده من خلال صوته وحضوره القوي في الساحة. وأضافت أن المرأة بدأت تطالب بالحقوق السياسية والاقتصادية والمدنية خلال هذه الانتفاضة”.

وتصف الزركي في حديث لها مع “طريق الشعب”، مشاركة النساء في الانتفاضة “حيث قمن بالتظاهر ورددن الهتافات وقدمن المساعدة من خلال تقديم الطعام ومساعدة الجرحى. كما نقلن وقع الاحتجاجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع تصوير رسالة الثورة بوضوح، مؤكدة أنهن لم يكن يمثلن جهة سياسية فاسدة، بل كن يعبرن عن إرادة الشعب”.

واستذكرت الزركي دور الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن كشهداء في الانتفاضة، مشيرة إلى أن وجودهن كان حاضرًا في كل مكان ولم يكن هناك ميدان خاليًا منهن”.

فيما يتعلق بدور المرأة في المجال السياسي، أشارت بنين إلى أنه على الرغم من عدم وجود رضى تام على دورها بهذا المجال، إلا أن العديد منهن استطعن بجدارة أن يثبتن أنفسهن خلال الانتفاضة وما بعدها في المجال السياسي الذي كان حكرا على الرجال وللنساء اللواتي لا يملكن قرارا او إرادة سياسية. وختمت بتأكيد أن انتفاضة تشرين لم تمت وستستمر مطالبها في النضال لتحقيق التغيير في حياة المرأة العراقية بالمجتمع عموما”.

**************************************************************************

انتفاضة تشرين: صحوة عراقية رفعت شعار حرية التعبير.. السلطة.. يدّعون الديمقراطية ويتجاوزون على حرية الرأي

بغداد – طريق الشعب

في الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين، يشير النشطاء الى تصاعد حالات انتهاك حرية الرأي والتعبير، مع وجود جهود قانونية تبذل لتقييد هذا الحق من خلال تشريع قوانين ملغومة، وهو ما يتعارض مع أهداف تشرين الخالدة، مؤكدين أن بالرغم من تلك القيود ستظل الأصوات الشجاعة تبرز، معبرين عن رفضهم للتقييد على حريتهم. ما يؤشر تذكيرًا حيًا بروح تشرين وتصميم الشعب العراقي في الدفاع عن حقوقه وحرياته.

«تنبيه»

يعتبر الناشط السياسي، حسين العظماوي أن تشرين انتفاضة تمثلت في صحوة عراقية مثلت الهوية الوطنية فقط بعيداَ عن كافة الهويات الفرعية، ما جعلها تشكل عراقا مصغرا داخل ساحات الاحتجاج، ومن خلالها أعرب المحتجون عن رفضهم للأحزاب المتنفذة وسياستها في إدارة الدولة، بصوت متعالٍ.

ويبين العظماوي خلال حديثه مع مراسل “طريق الشعب”، أن “ما واجهه المتظاهرون من قمع، يؤكد أن السلطة في العراق بعد عام 2003 لا تؤمن بالديمقراطية بالرغم من ادعاءاتها، وقد استخدمت كافة الوسائل من قمع واعتقال واختطاف وقتل بشكل وحشي، وهذا ما يدل على أنها لا تحترم النظام الديمقراطي وحرية الرأي، بل تتعامل معها كوسيلة للحفاظ على سلطتها”.

ولا يزال الصحفيون والمدونون وحتى المواطنون يواجهون تقييدات في حرية التعبير، وقد يتعرضون للتهديد والاغتيال بسبب انتقادهم للسلطة أو الزعماء السياسيين، بحسب ما أضاف العظماوي.

ويستدرك بالقول إن انتفاضة تشرين أثبتت أن “حرية الرأي والتعبير في العراق تزداد أهمية، حيث أن الشاب العراقي أصبح أكثر جرأة في التعبير عن آرائه على الرغم من التضييق السلطوي، وحفز البقية بدورهم في التعبير”.

تقبل الانتقاد

يقول الناشط السياسي أحمد شاكر حنون انه “في فترة حراك تشرين عام 2019، عبر الشباب عن آرائهم بشكل جريء وانتقدوا شخصيات وأحزاب بالسلطة، معتبرين أنفسهم مصدر القوة، وبرز وقتها العديد من التصريحات المؤثرة أثناء الاحتجاجات حتى ضد أشخاص مشتبه بهم في فساد، لكن بعد فتور الاحتجاجات، تم رفع العديد من الدعاوى القضائية ضدهم”.

وفي حديثه مع مراسل “طريق الشعب”، تأسف حنون لما يطول واقع حرية الراي والتعبير في العراق من انتهاكات عديدة، وفي الوقت الذي يحتاج هذا الحق إلى قوانين تحميه، السلطات تحاول تشريع قوانين عكس ذلك، تخنق حق الرأي وبشكل قانوني”.

ويبين أن الهدف من خنق حرية التعبير: “منع الشباب من الوصول إلى مرحلة الإدراك، والنقد الذي تعتبره السلطة تهديدا لمصالحها الاقتصادية ولمكانتها في الحكم “، مشددا على أهمية وجود “قوانين تحمي هذه الحقوق”.

ويزيد بالقول إن “على الحكومة أن تتعامل مع الانتقادات كوسيلة لتصحيح المسار وتحسين الأداء، وأن لا تعتبرها هجوما على السلطة أو ليحل محلها من أنتقدها”.

ويجد حنون أن للشباب دور مهم في الحفاظ على ذكرى انتفاضة تشرين، على اعتبارها منطلقا “غير العديد من المفاهيم وهز المنظومة الحاكمة في البلاد كما أنتجت جانبا فكريا كبيرا”، معتبرا أنها “منطلق للشباب واساس لأعمال أخرى من الممكن أن تنطلق في المستقبل، كونها نموذجا حقيقياً وواقعياً للانتفاضات”.

ويضيف أن “في ذكراها يجب تعريف الناس بأهدافها ومطالبها وأن نتبرأ من الأشخاص الذين تسلقوا على ظهرها لمصالح شخصية وهو فعل بعيد جدا عن هدفها العام والذي يصب في مصلحة الجميع”، واصفا انتفاضة تشرين بأنها “الجانب المشرق في تاريخ العراق”.

دعاوى قانونية

اما الحقوقي مصطفى البياتي فلا يختلف برأيه مع ما ذهب اليه المتحدثون من وجود انتهاكات عديدة تطول حق الرأي والتعبير في العراق مشيراً إلى أن “ الملاحقات التي يتعرض لها أي شخص يعبر عن رأيه لا تقتصر على رفع القضايا القضائية ضده فحسب بل تمتد لتشمل محاولات الاعتداء عليهم جسديا، فأما ينجوا منها او تودي بحياتهم”.

ويؤكد البياتي في حديث له مع “طريق الشعب”، أن “الانتهاكات ومحاولة تكميم الافواه لا تقتصر على محافظة واحدة”، منوها إلى قيامه بالدفاع عن العديد من الناشطين في المحاكم الذين تم رفع دعاوى قانونية ضدهم من قبل مسؤولين او جهات حكومية بسبب آرائهم وانتقاداتهم على مواقع التواصل ووسائل الإعلام او في التلفاز”.

***************************************************************

كنت مشاركا في الانتفاضة

باسم محمد حسين - البصرة

كانت المشاركة الأكثر بروزاً في 25/2/2011 عندما خرجنا جميعاً مطالبين بإصلاح النظام حينها، بعد ان تزايدت كثيراً أخطاء حكومة المحاصصة الطائفية والإثنية. وكانت قد سبقتها تحركات كثيرة منها وقفات احتجاجية في 8/10/2010 وندوة جماهيرية في 30/10/2010 لحث البرلمان لتشكيل حكومة والتي تأخرت لأكثر من سبعة أشهر. ثم توالت المشاركات طيلة تلك السنوات في تظاهرات المطالبة بتحسين وضع الكهرباء ومحاولات ايجاد حلول لصعود المد الملحي في شط العرب وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد وصولاً إلى 2018 حيث التظاهرات الكبيرة أمام مبنى المحافظة والتي تدخلت فيها القوى الأمنية ورمتنا بالغاز المسيل للدموع والماء الحار وسقط فيها شباب جرحى ومتأثرين بذلك الغاز المؤذي ناهيك عن كبار السن.

وفي تشرين من عام 2019 وبعد سقوط 8 شهداء في اليوم الأول للتظاهر كان احتجاجنا كبيراً حيث نصبنا خيام الاعتصام وتواجدنا مع الشباب المقيمين في تلك الخيام بشكل يومي ونعد لهم الطعام وبقية المستلزمات، كما أقمنا ندوات جماهيرية مختلفة منها جلسات شعرية ومنها ندوة عن تشجيع المنتج الوطني بالإضافة إلى ندوات لتشجيع الجميع على العمل الوطني في محاربة الفساد وصولاً لتحسين الأوضاع، كما شاركنا في الحوارات الليلية بين خيم المعتصمين من كافة التوجهات السياسية. وبعد دخول المندسين والمخربين ومحاولات الايذاء والتنكيل اضطرنا لمغادرة الوطن مؤقتا.

***************************************************************************

الصفحة التاسعة

ريال مدريد يراقب مهاجم بايرن ميونخ

مدريد ـ وكالات

وجه فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، أنظاره إلى أحد اللاعبين البارزين في صفوف بايرن ميونخ خلال الموسم الحالي.

ووفقا لشبكة “ديفنسا سنترال”، فأن الفرنسي ماتياس تيل (18 عاما) مهاجم بايرن ميونخ، يثير إعجاب فلورنتينو بيريز لدعم هجوم الميرنجي. وأشارت إلى أن بيريز قد يضغط للتعاقد مع تيل في الصيف المقبل، رغم أن الأولوية لدعم الهجوم لا تزال لصفقة كيليان مبابي نجم باريس سأن جيرمان. وأوضحت أن القيمة السوقية لماتياس تيل تبلغ 20 مليون يورو، ومن المتوقع أن تكون مفاوضات ضمه من بايرن ميونخ، صعبة للغاية. يذكر أن ماتياس تيل أحرز بالفعل 5 أهداف وقدم تمريرة حاسمة في 8 مباريات هذا الموسم مع بايرن ميونخ في مختلف البطولات. كان تيل قد أنتقل من ستاد رين إلى بايرن ميونخ في العام الماضي نظير 20 مليون يورو.

**************************************************************************************

عقبات مالية وفنية تربك حسابات الزوراء أمام الرفاع

متابعة ـ طريق الشعب

يتطلع فريق الزوراء العراقي لتصحيح مساره في مشاركته القارية، عندما يلاقي الرفاع البحريني، خارج الديار ضمن الجولة الثانية من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، غدا الإثنين.

ويحتل الزوراء حاليًا الترتيب الثالث بالمجموعة الثالثة من دون أي نقطة، بعد هزيمته أمام العربي الكويتي (1-2) بالجولة الافتتاحية.

ويواجه البيت الأبيض عقبات عديدة في هذه الجولة القارية، حيث وضعت الأزمة المالية الإدارة في موقف معقد، لتقف هذه الأزمة حجر عثرة في طريق الكتيبة البيضاء بمشوارها القاري.

ودفعت الضائقة المالية إدارة الزوراء إلى تقديمها طلبًا لوزارة الدفاع لاستقدام إحدى طائراتها لنقل بعثة الفريق بتكاليف قليلة، إلا أن طلبها رفض، ليتم الحجز عبر خطوط طيران مكلفة تسببت بتقليص ميزانيتها، علاوة على الرحلة المرهقة عبر الانتظار الطويل بمطار دبي قبيل الوصول إلى المنامة.

تراجع فني

في الجانب الفني، تفاجأ المدرب المصري حسام البدري من هبوط مستويات بعض اللاعبين المحليين، ليتم استبعاد بعض منهم، وأبرزهم المدافع مصطفى محمد.

ومنح البدري الفرصة الأخيرة لبعض المحترفين الأفارقة، الذين لم يقدموا الإضافة القوية للكتيبة البيضاء في المواجهة الأولى أمام العربي الكويتي، التي خسرها بنتيجة (1-2).

ويعول الجهاز الفني على إمكانيات اللاعبين البارزين أمثال قائد الفريق جلال حسن، الذي سيعود من جديد لحراسة مرماه في مواجهة الرفاع البحريني، بعد عقوبة الإيقاف بالجولة الماضية، إضافة إلى المدافع ميثم جبار، والظهير حسام كاظم، والمهاجم مراد محمد.

وينتظر من نجم خط الوسط حسن عبد الكريم، أن يستعيد مستواه الحقيقي ويكون الورقة الرابحة في موقعة المنامة ومصالحة جماهير النوارس، التي ما زالت غاضبة من نجومها، وضعف مردودهم الفني في الفترة الماضية.

ولم يظهر المحترف التونسي إسكندر الشيحي بالمستوى المطلوب في مواجهة العربي، ويأمل البدري أن يستعيد الشيحي وضعه الفني وتقديم إضافة نوعية للكتيبة البيضاء.

ويسعى الجابوني أبو بكر كوني، أن تكون موقعة الرفاع فرصة لتسجيل أول بصماته التهديفية مع الكتيبة البيضاء بعد الظهور المتواضع في اللقاءات الماضية على الصعيدين الرسمي والودي.

*************************************************************************************

وقفة رياضية.. هل يصح تبادل مدربي فرق الدوري؟

منعم جابر

ما زالت مشكلة ضعف الاستقرار التدريبي واحدة من المشاكل المهمة التي تواجه فرق الدوري العراقي هذا الموسم وكل موسم لأن (مبدأ الاستقرار التدريبي) لدى الفرق العراقية بجميع درجاتها وخاصة الفرق الممتازة ضعيف جداً لأن النتائج في كل المواسم هي التي تحكم هذا الحال، لأن فرقنا لديها ضعف في الاختيار وضعف في إمكانية المدربين وضعف في معرفة مستوياتهم لهذا نجدهم بعد دور أو دورين او ثلاثة يبدأون في عمليات تغيير المدربين واستبدالهم وهذا ما يؤثر على مبدأ مهم واساسي هو (الاستقرار التدريبي) والذي يتطلب معه إبقاء الطاقم التدريبي لفترة موسم واحد على الأقل والأفضل ابقاءه لموسمين او ثلاثة مواسم. بينما الواقع أن عمل أغلب مدربينا لموسم واحد فقط. بينما في العالم المتقدم بكرة القدم نجد مدربيهم لمواسم عدة منها تجاوزت العشرة مواسم او خمسة عشر موسماً، لأن هذا الواقع يضمن الاستقرار التدريبي للفريق، وهذا يعكس عمل الإدارة الصحيح حيث اللجنة الفنية والمختصة بالبحث عن المدرب الكفوء والمناسب والقادر على قيادة فريقه نستطيع أن تشخص المدرب القادر على قيادة ناديها إلى شاطئ السلامة وتحقيق النتائج الجيدة. ولعل المشكلة الرئيسية في اختيار المدرب المناسب للنادي من قبل لجنة فنية قادرة على التمييز بين (الغث والسمين) والابتعاد عن العلاقات والاستحسان والرضى بينما الواجب يتطلب أن نشكل اللجنة الفنية من كفاءات عالية وقدرات وامكانيات قادرة على قيادة الفريق نحو الإنجازات والتطور. وهناك ظاهرة في الساحة العراقية بكرة القدم الا وهي تبادل مدربي الفرق هذا بدلاً من ذاك حيث نجد أن بعض المدربين ينتقل من هذا الفريق إلى ذاك والآخر يتحول من الفريق س إلى الفريق ص وهم جميعاً بحدود خمسة مدربين ينتقلون بين الفرق وهذا خطأ جسيم وتصرف غير دقيق. عليه أقول لأحبتي في اتحاد كرة القدم بأن لا يسمحوا لمدرب مقال او مستقيل بالعمل في فريق جديد الا بعد انتهاء الموسم او بعد دخوله إلى دورة تطويرية تجدد معلوماته أسوة بفرق العالم المتطورة. لأن اتحاد الكرة مسؤول عن تطوير اللعبة وتطورها يتم من خلال قدرة المدربين على تطوير مستوياتهم وإنجازاتهم والسماح لهم بتجديد معلوماتهم وامكانياتهم تشكل دافعاً قوياً ومناسباً للتطور والتقدم اما أن يتحقق ذلك بسهولة ويسمح للمدرب أن يفشل وينتقل إلى فريق آخر ولا مجال لتطوره وتقدمه، وهنا نؤكد على إدارات الأندية وخاصة ونحن على أبواب الاحتراف أصبح لزاماً علينا أن نسمي الأشياء بأسمائها ونفتح الطريق أمام الكفاءات والامكانيات التدريبية الناضجة والمتطورة لطرح نفسها في الساحة التدريبية، وعلينا أن نهتم بتطوير إمكانيات مدربينا من الجيل الجديد ونفسح المجالات أمامهم ليمارسوا ادوارهم في التدريب لفسح المجال لهم للتعبير عن قدراتهم. وهنا نؤكد على اتحاد الكرة عدم السماح للمدرب المقال او المستقيل من فريقه بالعمل من جديد في نفس المستوى الذي استقال أو أقيل منه إلا بعد مرور موسم جديد وبعد دخوله إلى دورة تطويرية في علم التدريب. لأن سهولة العمل والانتقال من فريق إلى آخر يساهم في عدم دراسة المدرب لوضعه الفني ومعرفة الأسباب التي تسببت في فشله مع هذا الفريق او ذاك. وعلى اتحاد اللعبة أن يهتم بتطوير قابليات مدربيه وامكانياتهم وأهمية السعي لإعطاء فرص لمدربين جدد وكفاءات شابة والوقوف بوجه احتكار العملية التدريبية من قبل (شيوخ التدريب) دون السعي لتجديد معلوماتهم التدريبية وتجديدها. وهذا سيؤدي إلى (تكلس) المعلومات لدى المدربين (الشيوخ) بينما هم بحاجة ماسة لتجديد معلوماتهم مما يتطلب مواصلة تجديد المعلومات للكفاءات التدريبية.. ولنا عودة.

****************************************************************************

الكشف عن قائمة أولمبي العراق لوديتي المغرب والدومنيكان

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي العراقي، أمس السبت، قائمته للمشاركة بمعسكر الرباط، الذي يتضمن خوض مباراتين وديتين أمام المغرب والدومنيكان خلال تشرين الأول الحالي.

ويأتي هذا التجمع الخارجي ضمن تحضيرات أسود الرافدين للمشاركة بنهائيات كأس آسيا تحت 23 عامًا، المقررة في قطر خلال نيسان 2024. وتضم قائمة الأولمبي العراقي التي أعلنها راضي شنيشل المدير الفني، 26 لاعبًا، هم: محمد حسن هادي، وحسن مدلول، ورضا عبد العزيز، وكميل سعدي، وكرار سعد، وزيد تحسين، وكرار محمد، ونهاد محمد عويد، وحسين عبد الله، وسيابند عكيد، وذو الفقار يونس، ومصطفى وليد، ومنتظر عبد الأمير، ومجتبى صالح، وحسين عامر، وكاظم رعد، وأموري فيصل، ورضا فاضل، وآدم طالب، ويوسف الإمام، وألكسندر أوراها، وبلند آزاد، وأمين الحموي، ومنتظر محمد، وماركو فرج، وعلي الموسوي.

ومن المقرر أن سيلعب الأولمبي العراقي مباراته الودية الأولى أمام نظيره المغربي في 11 من الشهر الحالي، على أن يواجهَ منتخب الدومينكان في 14 منه، وهي ضمن فترة التوقف الدولي.

********************************************************************************

اتحاد الكرة العراقي يعلن أسباب تأجيل دوري المحترفين

متابعة ـ طريق الشعب

كشف عضو المكتب الإعلامي لاتحاد الكرة العراقي رياض هادي، أسباب تأجيل انطلاق دوري المحترفين لمدة أسبوع إضافي.

وقال هادي، أن “سبب تأجيل دوري المحترفين من 20 إلى 27 من تشرين الأول المقبل، هو مشاركات أندية الجوية والكهرباء والزوراء في بطولتي أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي”.

وأضاف أن “السبب الثاني هو عدم اكتمال ملعب الشعب الدولي الذي يخضع لإعادة تأهيل واسع، ورش أرضيته ببذور عشب جديدة، بعد اقتلاع الثيل بالكامل جراء الضغط الذي تعرض له الموسم الماضي في استضافة مباريات الفرق”.

وأشار هادي، إلى أن “السبب الثالث هو بطولة الأردن الدولية التي ستنتهي بفترة قريبة عن الموعد السابق لانطلاق الدوري، وانضمام لاعبين من أندية النخبة في صفوف المنتخب العراقي”.

وأوضح أن “رئيس الاتحاد عدنان درجال، وأعضاء المكتب التنفيذي رأوا أن التأجيل سيكون من صالح الأندية التي تستعد للمشاركة في منافسات دوري النخبة للموسم 2023-2024”.

وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم، قد أمهل الأندية الـ 20 حتى يوم 15 تشرين الأول، لإكمال متطلبات التراخيص، لتتمكن من المشاركة في بطولة دوري المحترفين الموسم المقبل”.

*************************************************************************************

أنس جابر تحرز خامس ألقابها

بكين ـ وكالات

أحرزت التونسية أنس جابر، المصنفة السابعة عالميا، لقب دورة نينجبو الصينية (250 نقطة) للتنس، المقامة على أرض صلبة، بفوزها الساحق على الروسية الواعدة ديانا شنايدر 6-2 و6-1، أمس السبت في النهائي. وهذا اللقب الخامس في مسيرة جابر، والثاني هذا العام بعد تشارلستون الأميركية، والأول على أرض صلبة، وذلك بعدما أنتهى مشوارها عند الدور ثمن النهائي لدورة جوادالاخارا المكسيكية، وقبلها عند الحاجز الأول لبطولة سأن دييجو الأمريكية. وخاضت أنس جابر المباراة النهائية ال 13 في مسيرتها الاحترافية، والثالثة هذا الموسم، بعدما توجت بطلة لدورة تشارلستون في نيسان الماضي، وخسرت لقب ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، مطلع تموز الماضي.

ويعد أبرز أنجاز للنجمة التونسية (29 عاما) حلولها وصيفة، في بطولتي ويمبلدون (2022 و2023) وفلاشينج ميدوز (2022). من جهتها، خاضت شنايدر (19 عاما والمصنفة 85 عالميا) النهائي الأول في مسيرتها الاحترافية.

**********************************************************************************

الصفحة العاشرة

حول التحول السلمي للإشتراكية

ابراهيم إسماعيل

لم يكن إرتباط مفهوم الثورة بالحرية إختراعاً ماركسياً كما هو معروف، بل كان إرثاً مهما للثورة الفرنسية، التي اشاعت فكرة قيام “أغلبية الشعب” بإسقاط “الأقلية الحاكمة” وخلق مجتمع جديد. الا أن تحقيق الأغلبية اللازمة لقيام الثورة الاشتراكية صار ممكناً، حين كشفت الماركسية عن إمكانية تحول البروليتاريا من “طبقة في حد ذاتها” إلى “طبقة لذاتها”. وقد تجسدت مساهمة ماركس بذلك، في العلاقة التفاعلية بين نشاطاته المتعددة، كفيلسوف وكاقتصادي وكمنظم فذ، وتخليصه الفلسفة والاقتصادَ من الإجابات التجريدية على أسئلة عصره، عبر كشفه عن التناقض الجوهري بين علاقات الإنتاج ونمو القوى المنتجة، ودور العمل المأجور في خلق فائض القيمة وتراكم رأس المال، في مجتمع لا يملك فيه صانعو هذا التراكم شيئاً سوى أغلالهم، مما يجعلهم الأقدر، ليس على خلق الثروة، بل وأيضاً التحكم بإعادة توزيعها، من خلال إستيلائهم على مركز القرار.

نطرية ثورية

ولعب الحوار حول سبل الوصول إلى هذا المركز دوراً حاسماً في تحول الماركسية، من نظرية للعلوم الإجتماعية الى إستراتيجية للإستيلاء على السلطة. وكانت أولى الخطوات الضرورية لذلك، إن تعي البروليتاريا حاجتها للتنظيم، الذي يغيّر من طبيعة موقعها في الهرم الاجتماعي، وكذلك حاجتها لفهم طبيعة الاقتصاد الرأسمالي والمجتمع البرجوازي ودورها فيه.

وقد شهد القرن التاسع عشر، صراعاً فكرياً حاداً حول استيلاء البروليتاريا على سلطة الدولة، وتحول وسائل الإنتاج إلى ملكية عامة، والغاء جميع اشكال  التمييز الطبقي، وبالتالي الغاء البروليتاريا لنفسها، وموت الدولة كأداة للقمع، حيث لا يتبقى شيء لتقمعه. وتبلور هذا الصراع بين من سعى للتعاون مع الأحزاب الليبرالية من أجل تغيير تدريجي في المجتمع وبين من تمسك بالمقولة التي تؤكد على أن نقل وسائل الإنتاج إلى الملكية العامة لا يمكن تحقيقه دون امتلاك السلطة السياسية.

بين الإصلاح والثورة

واعتمد الطرفان على الإستراتيجيات الثلاث التي تبناها ماركس في نشاطه، الدعوة للتحالف مع البرجوازية ضد الرجعية، وتبني التحالف بين البروليتاريا والبرجوازية الصغيرة، وأخيراً التنظيم الطبقي للبروليتاريا من أجل “تحرر الطبقة العاملة”. وانطلق بالتالي نهجان مختلفان، الإصلاحي والثوري، الأول الذي تمسك بالإستراتيجية الأولى وحذف الثورة السياسية من برنامجه واستبعد إلغاء الطبقات، والثاني الذي تمسك بالإستراتيجية الثالثة، وأكد على أن اشتداد الصراع الطبقي وزيادة عدد البروليتاريا وقوتها المعنوية سيؤدي حتماً لإنتصارها وهيمنتها على السلطة السياسية واسقاطها للرأسمالية. 

وهنا، لابد من التأكيد على أن ماركس لم يجد تعارضاً جوهرياً بين الطريقين العنفي والسلمي في الوصول الى ذلك، وهو ما جسده في خطاب ألقاه عام 1872 في لاهاي، وأشار فيه الى إمكانية تحقيق العمال في بعض البلدان، هدفهم بالوسائل السلمية. كما نظر إلى مسألة الإصلاحات المختلفة في المجتمع البرجوازي من منظور هذه الاستراتيجية، فإعتبر الإصلاحات في ظروف العمل والمعيشة، والتي تتحقق في خضم الصراع الطبقي، مهمة جداً، لانها تغير بدرجة ما، من موقع البروليتاريا بالنسبة لمركز القرار.  

غير إن ذلك لم يكن ليعني لديه، إنهاء الصراع بين البرجوازية و البروليتاريا، بل كان يعني بان مستوى “العنف” الذي سيتميز به هذا الصراع سيكون مختلفاً بإختلاف البلدان، وما تسودها من تقاليد ودرجة تطور مؤسساتها الديمقراطية، أي إنه لا يعتمد على نشاط البروليتاريا فقط بل وعلى مقاومة البرجوازية أيضاً، إنه تعبير عن ميزان القوى بين الطبقات. ولهذا كتب ماركس يقول (لا يمكن أن يكون التطور التاريخي “سلمياً” إلا إذا لم تضع السلطات أي عقبات عنيفة في الطريق. فإذا انتصرت الطبقة العاملة في إنجلترا أو الولايات المتحدة، مثلاً، وسيطرت على الأغلبية في البرلمان أو في الكونجرس، فيمكنها قانوناً إزالة القوانين والمؤسسات التي تعيق تطورها، ولن يتحول التطور “السلمي” إلى تطور “عنيف”، الا إذا ما تمرد أولئك الذين يريدون الحفاظ على النظام القديم، وصاروا أنفسهم خارجين على القانون) (1).

وحين صار الإقتراع العام حقاً للجميع، من يملك ومن لا يملك، أكد أنجلز على ضرورة قيام الجمهورية الديمقراطية، كشكل للدولة البرجوازية، يمكن في ظله خوض النضال الحاسم الاخير بين البروليتاريا والبرجوازية، مشيراً الى أن البروليتاريا، ستصّوت لممثليها وليس لممثلي الرأسماليين، رغم عدم تمكنها بعد، من تحرير نفسها (2).

الموقف من الدولة

ولم تك دعوة ماركس لتحرير العمل، عبر سحق الدولة، كأداة سياسية بيد البرجوازية، مشروطة بإستخدام العنف. كما لم يدع الى تسليم سلطة الدولة من طبقة حاكمة الى أخرى، بل قيام ثورة تحطم هذه الآلة الخاصة بالسيطرة الطبقية، حيث كتب يقول (لا تستطيع البروليتاريا، كما فعلت الطبقات السائدة وفصائلها المتنافسة المختلفة بعد تحقيق انتصاراتها، أن تستحوذ على الجسم القائم للدولة وتحركه لتحقيق أهدافها الخاصة، فالشرط الأول هو تدمير هذه القوة كأداة للحكم الطبقي. إن هذه الآلة الحكومية الهائلة، الملتفة مثل ثعبان حول المجتمع السليم بشبكاتها المنتشرة في كل مكان، نشأت في عصر الملكية المطلقة كسلاح للمجتمع البرجوازي من أجل التحرر من الإقطاع) (3).

وبناء على وجهة نظره من إعتماد الدولة على المجتمع، والتي تقضي بتغييرها عندما يتغير، لم يجد ماركس للدولة الحالية وظائف عند بلوغ الشيوعية، وخلص الى وجود فترة انتقالية سياسية بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشيوعي، تحّول فيها دولة ما نفسها بشكل ثوري، فترة لن تكون الدولة فيها سوى دكتاتورية البروليتاريا.

عالم اليوم 

لقد أظهر التطور التاريخي وما تعيشه المجتمعات المتقدمة صناعياً وتقنياً، من إنتاجية عمل عالية وتكنولوجيا متقدمة وتعليم متطور ومجتمع مدني فاعل، وجود استقلالية نسبية للدولة، حين تلعب دور المنظم للهيمنة داخل المجتمع الطبقي، لاسيما إذا لم تستطع إي طبقة فرض هيمنتها الكاملة والدائمة، كما هو قائم في دول الإتحاد الأوربي مثلاً. ولعل أهم ما يدل على ذلك، تحقيق مكتسبات كبيرة من خلال النضال الطبقي والسياسي المتواصل والفعال ضد الرأسمالية، سواءً في مجال الخدمات اوالحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان، اوفي مواجهة شرور العولمة المتوحشة وتشويهها لدور الدولة القومية ونهبها لخيرات الشعوب وتخريبها للبيئة. ولهذا، سيوفر ذلك أمكانيات متزايدة لبناء تحالفات مختلفة، تصل الى السلطة وتحقق التغيير السلمي نحو الاشتراكية، وتحرر الدولة من القيود الرأسمالية وتطور المجتمع الى الحد الذي يمكنّه من استبدالها بالتسيير الذاتي. كما أن التوزيع العادل للدخل وتخفيض ساعات العمل وتحسين الظروف المعيشية للجميع وتنميتهم ثقافياً وضمان حق التعبير والتعددية الفكرية والسياسية، سيؤدي الى خلق قوة مادية هائلة تصون التغيير، قوة لا تستطيع البرجوازية قهرها.

وأود في الأخير أن أشير الى تهافت الإتهامات التي يسوقها الخصوم لتشويه موقف الماركسيين من السلام والديمقراطية، مستغلين ما رافق بعض الثورات الاشتراكية من “عنف”. فرغم بعض الفشل الذي منع البلاشفة، حينها، من خلق التوازن الصحيح بين ظروف الحرب الأهلية وحاجة الطبقة العاملة إلى التنوير، كانت السوفييتات وسيلة لاتخاذ القرار الحر تحت السيطرة المستمرة للناخبين فيما وُضعت المؤسسات القمعية للدولة (الجيش والشرطة) تحت سيطرتها، وكادت أن تبدأ عملية الموت التدريجي للدولة، لو حدثت ثورة اممية في بعض الدول، لاسيما تلك التي تمكنت حكوماتها من التدخل لخنق الثورة. كما أن تآكل السوفيتات وعرقلة جهود البلاشفة في خلق ديمقراطية بروليتارية في روسيا المتخلفة، لم يكن أمراً هينا، بل شهد مقاومة عنيفة من الشيوعيين، استمرت لعقد كامل، قبل أن تثنى الوسادة لستالين.

ـــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

1.ماركس: المناقشات في الرايخستاغ حول القانون ضد الاشتراكيين ( 47) 1983.

2.أنجلز: أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، (220) دار الفارابي 2016. 

3.ماركس : الحرب الاهلية في فرنسا (59) 1987 دار التقدم.

*********************************************************************************************

إطروحات حول الصراع الطبقي والحركة الإجتماعية.. البشر مبدعو التاريخ

ثامر الصفار

«ان تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ الصراع بين الطبقات. الحر والعبد، النبيل والعامي، الإقطاعي والقن، المعلم والصانع، أي باختصار المضطهِدون والمضطهَدون، كانوا في تعارض دائم، وكانت بينهم حرب مستمرة تارة ظاهرة وتارة مستترة، حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وأما بانهيار الطبقتين المتصارعتين معا» (البيان الشيوعي).

«منذ ما يقرب من أربعين عاما، أكدنا على الصراع الطبقي باعتباره القوة الدافعة المباشرة للتاريخ، ولا سيما الصراع الطبقي بين البرجوازية والبروليتاريا باعتباره الرافعة الكبرى للثورة الاجتماعية الحديثة ... لقد صغنا صرخة المعركة صراحة: يجب ان يكون تحريرالطبقة العاملة من صنع الطبقة العاملة بالذات». (رسالة تعميم الى أوغست بيبل وولهلم ليبكنخت وولهلم براكه وغيرهم – 17/18 ايلول 1879).

خامسا

هناك إذن مشكلة داخل الماركسية: كيف ننتقل من هنا، الرأسمالية المنقسمة طبقيا والمزدحمة بالمنافسة، إلى هناك، اكتشاف وصنع شكل من أشكال التنظيم السياسي الذي يمكن أن يمكّن البشرية من بدء العمل على إنشاء كومنولث تعاوني جديد؟ بالنسبة لماركس وإنجلز، قدمت كومونة باريس عام 1871 بعض الدلائل ذات الأهمية الحيوية لما قد يبدو عليه مثل هذا الشكل من التنظيم السياسي، لا سيما في تطوره القصير للشكل الأكثر اكتمالا للديمقراطية المباشرة. كتب إنجلز أنه إذا أراد أي شخص أن يعرف كيف تبدو دكتاتورية البروليتاريا، فعليه أن ينظر إلى كومونة باريس (مقدمة: الحرب الأهلية في فرنسا).

ولكن لا يزال هناك السؤال الكبير: كيف نصل إلى هناك؟ عرض ماركس في كتابه “بؤس الفلسفة” إجابة مجازية: يجب أن تصبح الطبقة العاملة بصفتها “طبقة في مواجهة رأس المال” “طبقة لصالح نفسها” [أو طبقة في حد ذاتها وهو التعبير الذي اوجده نيوكلاي بوخارين]. لكن هذه الإجابة لا توضح لنا ما تتضمنه هذه الصيرورة من عمليات سياسية.

سادسا

أود أن أقترح أن بداية حل المعضلة تكمن في التعامل بجدية مع إحدى السمات المميزة لإجراءات ماركس النظرية. وأعني التمييز الذي يرسمه - باستخدام تراكيب لفظية مختلفة في سياقات مختلفة - بين “الأساس والبنية الفوقية”، “الجوهر والمظهر”، “التجريدي والملموس”، “الباطني والظاهري”، إلخ. والمنطق الذي يحكم هذه الإجراءات هو أن هناك “مستويات تحليل” مميزة يكون الانتقال بينها ضروريا لفهم تعقيدات العلاقات والأنشطة الاجتماعية الفعلية. بكلمة أخرى ان التركيز فقط على “الجزئي”، المحلي والآني، يعني تجاهل الطريقة التي يرتبط بها مع العلاقات المجتمعية الأكبر؛ التركيز فقط على “الكلي”، يعني إهمال نشاط الأفراد والجماعات التي تقوم بإعادة إنتاج وتحويل هذه العلاقات المجتمعية.

سابعا

لو تركنا التجريد لننتقل الى الواقع، لمعاينة الأشكال التي يناضل بها الناس، سنجد أن التاريخ  ليس فقط صراع طبقي، بل ان كل الصراع الطبقي هو تاريخ. في هذا المستوى – الواقع - تبدو الشخصيات وقد اكتست بلحم ودم، والتحدث والتفكير. أنها الآن موجودة في أزمنة وأماكن حقيقية، وتتحدث لغات محددة. تاريخها هو نتاج النضالات التاريخية الفعلية، والعمليات “المتراكمة والمتفاوتة” التي نشأ من خلالها نمط الإنتاج الرأسمالي، وتطور، وانتشر في جميع أنحاء العالم، مغرقا البشرية جمعاء في آثامه وأزماته. ويتضمن هذا التاريخ العنف الفظ الذي فُرضت به علاقات الإنتاج الرأسمالية، وأشكال الملكية المرتبطة بها - وما زالت تفرض وتمدد - والأشكال المختلفة للحكم التي تبنتها الطبقات المهيمنة كشرط لاستغلالها المستمر لمن هم تحتهم. ، ولكن أيضا الطرق متعددة الأشكال التي تعلم بها أولئك الخاضعون لهذه الأشكال من الحكم كيفية “التأقلم” والمقاومة.

يجب أن نتذكر أن الاستغلال والمنافسة هما الشكلان اللذان يتجلى فيهما التعاون الاجتماعي والاعتماد المتبادل داخل الرأسمالية. إذا كان يجب على المستغَلين أن يتعلموا التأقلم مع حكامهم ومقاومتهم في آن معا، كذلك يجب على الحكام أيضا التكيف مع من يحكمونهم.

ما أسماه غرامشي “الهيمنة” يعتمد على مزيج من “القوة والقبول”. وتجربة التاريخ تثبت ان الحكام والأنظمة التي تعتمد كثيرًا على القوة فقط  قصيرة العمر. إن تاريخ الصراع الطبقي ليس مجرد تاريخ صدامات عنيفة بين قوى متعارضة، بل هو تاريخ التغلغل والهيمنة المتبادلة بين هذه القوى المتعارضة. وفي بعض الأحيان، وربما لفترات طويلة جدا، يمكن أن تتبلور أشكال من “الهدنة” النسبية للتفاعلات الاجتماعية لتبدو أنماط تفاعل مستقرة تمامًا، يزعجها بين حين وآخر صراعات محلية وخاصة، ولكن يمكن أن تزدهر فيها صور الاستقرار النسبي. ومع ذلك، فإن ديناميكية الرأسمالية نفسها من شأنها دائمًا أن تزعج مثل هذه “الهدنات” وتضع شبكة العلاقات بأكملها في حالة غليان وصراع مرة أخرى.

يبدو إذن، أن هناك بناءً نظريا أساسيا في قلب الماركسية، يتضمن الطريقة التي تكون فيها الذات الفاعلة (البشر) والبنية الإجتماعية بمثابة قطبين ديالكتيكيين لوحدة مستمرة ومتطورة. البشر هم المبدعون النشطون لتاريخهم، ولكن ليس، كما يعلق ماركس، في ظل ظروف من اختيارهم. فهم بالضرورة يدخلون في علاقات اجتماعية مستقلة عن إرادتهم (المقدمة، مساهمة في نقد الإقتصاد السياسي)، والتي هي في حد ذاتها نتاج نشاط سابق. هذه العلاقات الاجتماعية لها “خصائصها الناشئة” الخاصة بها، وهي مستقلة عن الأفراد الذين تتكون منهم، وهي تتعايش على عدة مستويات، من “أنماط الإنتاج” التاريخية إلى العلاقات المباشرة والمحلية للأسرة، والجيران، ومكان العمل، إلخ.

وطالما أن الأفراد والجماعات الذين يقومون بمختلف الأنشطة و”يعيشونها” فعليا، فهم مسؤولون - باعتبارهم كائنات حية تؤثر وتتأثر بالبيئة المحيطة – عن اكتشاف ما الذي يعيقهم في هذه البيئة (ظروف الانتاج) من تطوير انفسهم. وفي سعيهم لحل المشكلات التي يواجهونها، فإنهم يتصرفون بطرق من شأنها تعطيل الأنماط القائمة، وربما إعادة تشكيل العلاقات الاجتماعية عن طريق إحداث التغيير الشامل في ظروف معيشتهم (ظروف الانتاج).

***********************************************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار الشؤون الثقافية

صدر عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة الكتب الآتية:

- مائة عام من المخاض العسير/ قراءات سوسيو- ثقافية في بناء الدولة والمجتمع في العراق/ تأليف محمد السهر.

- وقائع نويس/ مؤرخو الإمبراطورية العثمانية الرسميين (1700- 1922) تأليف د. خليل علي مراد.

- ناجية المراني/ صوت المرأة العراقية في الغناء الشعبي/ مراجعة وتقديم د. عبد الهادي السعدون.

- غبار مدينة مقعرة/ شعر عمار كامل داخل.

- مجموعة مقالات/ طراد الكبيسي.

- كما صدر العدد الخاص بالمرويات الشعبية من مجلة «التراث الشعبي» ومن مواد العدد: مرويات سياسية شعبية عن آخر رئيس وزراء في العراق الملكي. شعر البوب (الشعر الشعبي) غابريل رافيتو. ترجمة سهيل نجم. الكتابات والامثال الدينية في الثقافة الشعبية البغدادية، عمر علي حيدر.

******************************************************************************

تشرينيات.. أيتها السعادة سوف ينكسر الطغاة حين تصمت البنادق

حميد حسن جعفر

كم كانت الدخانية قاسية؟ وهي تبحث عما في الرأس من أحلام، أو عن النيات باستبدال الحكومة، أو تغيير الدستور، والنوم على سطح المطعم التركي، و ركوب المغامرة،

هل كانت متفقة مع الرماة؟

أن تصل المنطقة المضيئة من جمجمة مكتضة بالبوصلات والمشاريع، ومطالبة الأنثى بالكف عن المناكفة،

وأن المقاطعة العائلية لا تخدم الأطراف المؤتلفة،

والباب الشرقي رئة هائلة تستنشق وسائل نقل مسرعة،

ومواطنين غاضبين، والكثير من الدخان والرصاص،

تتنفس اوكسجين العمال دون العشرين،

و موظفين شبه حكوميين يعملون بالمجان،

و نسوة أرامل و ثكالى ابدلن جهدهن في البحث عن الماضي بالبحث عن المستقبل،

لم يقرأن من قبل --الأنثى هي الأصل --أو --عابر سرير --

ولكن سمعن جيدا --مسعود العمارتلي --وكن من أفضل زبائن مآتم ضحايا وقتلى وشهداء المد الطائفي،

كن يخبئن --صديقة الملاية --تحت ملابسهن،

تقول بعض النسوة :لم نعد نرغب أن نحيا كالفئران،

ولا نحب أن يكون رجالنا كالمصائد،

وأهل بغداد يعاينون بلادا أخرى،

لم يعد جسر الجمهورية الرابط بين الضفتين، إنه الثغرة في جدار طوله خمسمائة عاما من تاريخ لا طابوقة لأهل بغداد فيه،

حجارة مجلوبة من خراسان أو البرتغال،

من لندن أو استانبول،

من بلاد فارس أو الجزيرة العربية،

صخرة من جبل في الهند، أو من هضبة من بلاد التتر،

إنها الحجارة التي اقترحتها امريكا،

حجارة ملوثة بالتبشير والاستغلال والفتوحات، الغزو، والسطو على أصوات الناخبين والفرز والعد اليدوي، وحرق الصناديق،

لا مجد للمصارف، لا مجد لبيوت المال، المجد للبلاد،

الثوريون يعاينون نسوة، يقولون، نسوتنا لم ينجبن خرافا،

وما ارضعن ذئابا، صغار كما الدلافين يسبحون باحضان امهاتهم،

كان دجلة اليفا حين اقتربوا منه، كثيرا ما اغرق بيوت الخلفاء وقصور السلاطين، وحين دخلته أجساد الغرقى السباحين والسقاة، والنسوة اللواتي ما أن يلدن حتى يغتسلن لحمل آخر،

حين مسته أقدام الثائرين استرد تاريخه،

دجلة بعيون كالمصابيح يعاين جثثا تطفو، وكتبا تغطس، والفتيان يقودون آلات صمتها ابتلاع المسافة، والاقتراب متماهية وراء خرسانة لنقل جثة، أو إسعاف جريح،

شبان أحسنوا للقابل من الأيام، كما احسن اباؤهم لأمهاتهم، الحروب نشاطات الحكومات،

وسيلة الزعماء من أجل بتر أصابع العازفين على البيانو،

وسرقة حناجر النافخين بالمزامير،

فيجيء الصيف ساخنا، لا كهرباء، لا موسيقى،

عربة تجرها خيول هزيلة، يمر بها المشاة ليسمعوها نشيدهم --صباح الخير أيها التاريخ الأعزل --

فتنتبه الحكومة لأمرها، لتبحث عن حرب أخرى،

--أيها السعادة، سوف ينكسر الطغاة، حين تصمت البنادق.

********************************************************************************

عروس الحمدانية

عبد الحسين بريسم

وانت ترقصين

رقصت معك القاعة

طربا

ولهيب

هذه القرابين

ايضا ذهبت

ترقص

تحمل المشهد الاخير

نعم

انه حزن مضاعف يولد من افراحنا المؤجلة

اريد ان احتفظ بمشهد الفرح

قبل احتراق سقف السعادة

وانت ترفعين

فستانك

حتى لا يلوثه

الرماد

***********************************************************************************

«حلم بلا أعمدة»: وأهداب مبللة بالغبار

ناجح المعموري

هون عليك يا زمن

فليس كل منفى

يمتلك برهان وطنيته

***

كيف اختمر الفرح مع المنفى

وكيف طرق بابي الفراغ

والغثيان ، من ادلة على مرآتي

سألملم الوعود التي اعرفها للألسن الكاذبة

واطمرها في روحي

فقد تعبت من قراءة التاريخ

وانتظار عودة الوطن من شقوق المرايا / ص 155//*

يتوسل الشاعر صباح الحمداني بالأزمنة كلها ، وليس الواحد المحدد بفترة محددة ، التوسل بالتواريخ المعروفة مع مجالاتها الاجتماعية وبكل ما انطوت عليه من مرويات مع خزان السرديات من اجل ان تتضح كل الوقائع التي سجلتها ذاكرة الزمن . ويلوذ الشاعر بالمرويات كي يؤكد على ان كل من غادر جغرافيته لم يكن منفياً ، فليس من المؤكد انه لا يستطيع البرهان على ان لديه ما يشير الى جغرافيته / وتاريخيته / انها محنة صعبة ومعقدة ونوع من الثورة .

يثير الشاعر الشكوك حول كل منفي ، لأنه يعرف جيداً بأن الكثير منهم لا يقوى بالتلويح الى زوايا الوطن ورائحة طينته . لكن الشاهد يتقوى بالأدلة التي تومئ لأصل الكلمة المرتعشة بالسري الخاتل في المسكوت عنه ، ويظل ملوحاً لاحتمالات حضور المنفي ، ويمارس طياته .

ما يستوعبه المنفى والاسباب المؤدية له . هو الضروري الكامن  والحضور اللازم في لحظات الترقب والانتظار الطويل منذ اشتعال الهروب لا يغدو / الجغرافيات طريقاً مبتكراً للخلاص ومن حق الافراد او الجماعات التي تضطر الانحراف بما يشبه الوهم نحو مسير معين . حينها ينتبه الانسان للقبول الذي يتعايش معه الانسان وسط العري الصحراوي . الصحراء لوذنا ونتصيد ما فيها من حدائق حسية ونتسابق احياناً لالتقاط الانثى التي هي الحلم بالنسبة لنا ، لأنها التي تبتكر النص / الشعر وتدعونا للاستيطان فيه واظل منذهلاً ومندهشاً بما قاله الشاعر : سأغويها واقودها للصحراء ، ويحفزني صوت الشاعر وقوة ايقاعه للقول واهرب بها الى حيث تنفتح النافذة المغلقة وتحتوينا معاً حتى الغروب ، لكني اشعر بالخوف والاضطراب والقلق والفزع لان النافذة اتسعت  واستوعب صوت امي وكل النساء لحظة الغروب وهن يرددن الحزن والمجاعة صراخاً وليس لديهن افضل من هذا الذي اعتدن عليه وهن ينتظرن بكائيات الرجل الداعية لحلم تعطل بالحرب وترك بقايا الرجال المحترقة ولم يعش احدهم حديقة حلمه . الصحراء رحم امومي يعطي منفتحاً . ويتكتم متستراً بمعنى هي مرويات سرية قادرة على حفظ اسرار من كان قبل ازمنة لان ذاكرتها وديعة محفوظة لمن يختارها لاحقاً .

شعرية صباح الحمداني ابتكارية / استدعائية ، تظل نابضة بالطاقة التي تحتاج الانوثة الملوحة لنا ونحن بالانتظار .

 صلاة الظهيرة ، طقس النساء / الامهات المفجوعات بالغياب ومغادرة الحبيب : وهذه قسوة ضاغطة تثير في اعماق الهم الموجع والالم والانين ، لذا طش صلاح ورموزه الدالة على الام وهي من مستلات البدئية العميقة مثل الحمامة والارض في فضاء الدار للحوار معها بعدسات الارز ، هذا ما كانت تقوم الام وتظل بانتظار مجيء المطر وواضح للقراءة بأن نصوص صلاح عن الام كثيرة ، مشحونة بالقلق والتوتر لانها منكسرة ومخذولة ، تفوح منها توترات الجسد المتيبس وكأنه قطعة صحراوية . الام حلمها البلل المقترن مع قدوم المساء // ولكن يا ترى / لماذا كانت امي تبكي كلما جاء المساء //

وتقع الكارثة التي لا تختلف عن صدمة الحرب وتساقط السلم ، واقترن كل هذا مع فعل الصبي الذي قطع زهرة في لحظات ذلك الصباح . ولم يكتفي ، بل ظل يزاول عبثيته الطفولية مداعباً وملاحقاً اجنحة الفراشات في الحديقة وهي تتساقط نتفا ملونة .

يعاود الابن حنينه للام الموجوعة في المساءات وهي ترى حلمها يتساقط اعمدته وهي تترقب بلل جسدها وعطشها الخفي . لم يفارقها ، بل داوم بخيبة ، معبراً عن حزنه / انا لستُ حزيناً يا امي ، انا سأموت من القهر / ص144// ويؤسس صباح الحمداني مروية ثنائية من الام والاب ، الام هي الابتداء والاب هو الثنائي وتبرز ثنائية ملحمية ترسم صورة الجنوب بكوارثه ومجاعاته .

رقصوا لغيابي / بينما كنت اكتب في طريقي ، على الاشجار العارية / كلمات  تنال منها قسوتهم ، انا الصبي الجنوبي / في الثالثة من عمري / ما زلت اركض يومياً / الى حيث مكان ابي الذي قبروه حياً / انبش رفسه بيديّ الصغيرتين واخاطبه / لا تجزع يا ابت / ولا تخرج من قبرك الان / فلم يغادر الذين دفنوك حياً هنا .....ص145.

ــــــــــــــــــــــــــ

*حلم بلا اعمدة/ شعر صباح الحمداني. اصدار اتحاد الادباء والكتاب في العراق 2023.

****************************************************************************************

سنان المندائي يعود الى وطنه..  انها مدن  الجنوب ياضوء الگنزا ربّا

نعيم عبد مهلهل

تؤسطرني رغبة خضراء من أجل فهم حقيقة ما جرى ويجري في عالم صار التكهن في خط سيره معجزة، والرؤى في باطنه مشقّة، وقراءته تتطلب فهم أبجدية لغة مندثرة. وعلى الرغم من ذلك فهواجس الأمس تقول: العارف، لا يستسلم لخطيئة الظلام، مادام الوصول إلى مدن الفجر رغبته الدائمة. ولهذا يمضي الشاعر والفيلسوف وكاهن المعبد، ومدون اللوح، وأمين مكتبة قصر الملك ومشرع القوانين وجلاس الأنبياء من حواريين ومتعبدين، يمضون إلى بيت الحقيقة ليسكنوا فكرة واحدة: إن النور هو المعرفة كلّها، وسيكون رغيف الخبز هو القلم الذي ندون به هذه المعرفة.

وعندما يتصل الأمر بالموت، فإن متغيرات القلق في بواطن التخمين تقول لي: هو الموت، الحياة في ديمومتها، وحين أعود إلى قلق خواطري مع الفتى المندائي القادم إلى ينابيع الدم في أوردته البعيدة.

أقف عند حيرة السؤال: هل نحن هنا نستكشف ما يختبئ فينا، أم أننا نريد أن نقول للعالم: هكذا نموت نحن.

ويبدو أن مهمتي الآن هي أن أعلّم سنان الذي نصحته الذهاب الى مدن الاجداد وقراهم  دروس الرؤيا، ومعرفة التواريخ الّتي أتى إليها، فلقد غفل عنه صديقي في لحظة، وانساق بهوس مجنون ليبحث عن النهايات الميتافيزيقية الّتي تنتهي إليها أرْوَاح أبناء بلاده، لأنه فصل في معنى الموت وسببه ونتيجته، أردتُ أنا أن تكون نهاية ملمتنا هذه هي دروس من تباريح وأطاريح، وشيئاً من صوفية العودة إلى البدء، فلربّما حين يشعر سنان في مثل هذه الخواطر يستطيع أن ينجز شوطا كبيرا من رغبة أبيه ووصيته.

كان هبوط آدم (ع) آتٍ من وعي ورغبة من أجل صناعة خليقة، فنقرأ من بعده تواريخاً لا تنتهي من ولادة الجغرافيات والأماكن والمدن، وكلّها تجتمع في آنية حضارة لها طبيعة وكيان تتفرد فيه عن الحضارة الأخرى. هذا يعني أن ظلّ آدم (ع) يتشظى إلى ملايين الظلال، لكن أطراف ردائه الكريم ظلت تلتصق بكلّ تلك التنويعات كما يلتصق القمر بأجفان الليل، وكما العطر بجسد الوردة، وكما الرضيع بحلمة النهد.

(هنا عليك أن تعرف يا سنان، أن المسوّدة أرادت أن تلهينا في موسيقاهاالحزينة، عن لهفة عشق جغرافية أمكنتنا يوم يشدنا الحنين إليها، حتّى عندما تكون الخرائط متألمة من الشظايا ومراثي موت طيور الكناري، وابتكار طشوت الخردة، وباختصار أنا من أجلك أريد أن أمزج روحاً شفافة بين حلم غرام في سمر قند، ومضاجعة بين فقير سومري من أصل مندائي مع حورية من حوريات دلمون، و في نهاية الفصل أخطط لكتابة نشيد الحياة والموت في دلمون، رداً على تلك الشعائر الطقوسية الّتي صدّرها إلينا حلمنا السومري الذي ارسلته الآلهة  بطرد  بريدي.).

أتخيل الإنسان الأوّل، من خَلفَ آدم (ع) بعد موته. عارياً إلا من ذاكرة متسعة وبدون حدود لذهن المكان المسوّر بطابوقة البيت. مدى مفتوحاً، وتعبيراً تسكنه الإشارة، وطبيعة تزخر بالغموض والخوف والرهبة.

شمس تسطع بقوة، فتتغير في مواقيت الزمن، ليل يهيمن عليه وجلُ السكون، وظلمة مكتئبة وسماء لامعة بأضوية برّاقة بعيدة، فيما تظهر خيوط الهلال الأصفر، ولتتحول بعد ليالٍ إلى دائرة من ضوء مبتهج، ربما يستطيع ببهاء ومغرياته الصفراء أن يدفع السكون والاطمئنان إليه، ويغفو قليلاً غير مذعور من عواء قريب، أو هسهسة مخلوق ما لا يعرف حتّى اسمه وطباعه. وعلى الرغم من هذا كان مجيء الصباح المتكرر هو مساحة الأمل الأولى الّتي رسمت بعض مشاعر الاطمئنان والفرح لديه، لهذا كان يمضي إلى التأمل في الموجود العالي ويتخيله بصور شتى.

هذا التخيل أنساه إشارات وكلمات الأب الأوّل، لتظهر الرغبات الجديدة مع كشوفاتها، بعون من الحجر، وإغراءات الأنثى وتعلم التدجين. وهكذا مشت الحياة إلى مراحلها الأخرى، لتصل إلى خواطر الدبابات والصواريخ، وقهقهات مايكروسوفت.

انتبه يا سنان، فإنّ ما اكتبه الآن هو ما أتخيله عن أزمنة عاش فيها أجدادك يوم قبلوا أن يصعدوا مع إبراهيم في رحلة من أور إلى مدن أعالي الفرات، ولا شأن لك بما رسمه لك صديقك في رحلتك، وعلى الرغم من أنه هو الذي ابتكرك، لكني أخذتك منه عنوة وأصبحت من حصتي).

كان البدء الذي خلق الوعي من خلال الخيال والانشداد إلى سقف السماء ومكوناته الرؤية الأبدية لكل خيارات الحضارات، مهما سارت إلى الأمام وصنعت عولمتها بطرائق شتى، ما بين الاحتلال والغزو الثقافي وحمى وسائل الاتصال، فليس هناك أروع من ذاكرة بابل وأور وهي تصف البدء من خلال فم الأسطورة، وتعجنه بتخيل جميل لنجد قراءتنا أمام مذهل حقيقي لا تعوضه أحدث برامج الكمبيوتر ولا أجمل سيناريوهات الافلام. فالذي كتب الخليقة السومرية والبابلية وملحمة جلجامش، هو عقل متفرد لم يتكرر حتّى في شبه لراوٍ عظيم أنجبته الأرض منذ هوميروس وحتى نجيب محفوظ.

إن الذي كان يتلقاه الإنسان من مؤثرات الطبيعة وانعكاساتها، كالضياء الليلي ونور الشمس وحركة موجة النهر، واندفاع صدر الأنثى، يحوله إلى فعل لإتمام حاجة وغريزة نمت فيه بفعل هذه المؤثرات، أي أنها كانت تؤجج فيه الرغبة والمشاعر وتجعله يبحث عن الذي يسكن هذا الهوس الذي تصنعه تلك الرغبات فأتت تلك الأخيلة بمبدأ (الحاجة أم الاختراع).

(نعم يا بني، يخبئ كهنة الطائفة في مكان سري قد لا يعرفه سوى كاهنهم الأكبر واسمه (ستار جبار حلو )، يخبئون ألواحاً من الرصاص فيها تكوينات اللغة الأولى وإشاراتها هو الإحساس الأوّل المتبادل بين الانسان والسماء، وهناك النصوص الّتي تتحدث عن المشاعر، وكم حاولت تلك الألواح أن تتحاشى الحديث عن الموت والقتل بالسيف، لكنها نوهت عن ذلك بقولها، ليس كلّ الموت يأتي بتقادم السنين، هناك موت يأتي به لدغة عقرب .

غير أن الهاجس الميثولوجي (الأساطير) يكاد أن يكونَ ردّة الفعل الأولى الّتي صَد بها الأنسان الأوّل هذه المؤثرات والرغبات حين شعر بأنه اكتشف شيئاً يستطيع فيه أن يخلق التواصل والتفاهم مع الآخرين الذين يعيشون معه في القرية الأولى حين اكتشف الحرف. وبالحرف كتب القصيدة الّتي كانت في بدايتها حمد لشيء عظيم يحسّسه أنّه موجود في العلا وعليه أن يثبت ولاءه له، وَمثّل تطور هذا الولاء من مقطع شعري قصير، إلى نص مؤسطر بخيال التكوين ومكتوب بلغة شاعرية، وخيال جميل وإيقاع موسيقي ممتع (فكان أن ولدت الأسطورة) وأولها ما تخيله الإنسان كيف ولدت خليقته، ومن وضع الأرض والسماء، مع الشعور الدائم بالإحساس، إن ثَمّة مسيطراً واحداً على هذا الكون يرمز له بالكبير العظيم. كما الإله (آنو) عند السومريين، والإله (مردوخ) عند البابليين. وكما يرد في أسطورة الخلق البابلي، في نصوص تتحدث عن التفكير البشري الأوّل في قناعة كيف ولد الكون كما نراه في اللوح الخامس من قصة الخليقة:

((بعد أن أوكل بالأيام شمش

وفصل بين حدود الليل وحدود النهار

أخذ من لعاب نعامة، وخلق منها مردوخ

خلق منها الغيوم وحملها بالمطر والزمهرير

دفع الرياح وأنزل المطر، ومن لعابها صنع الضباب.

*************************************************************************************

الصفحة الثانية عشر

يتناول حياة الناشط سجاد العراقي.. صدور كتاب يوثق محنة ناشطي الاحتجاجات المغيبين

بغداد – طريق الشعب

عن “دار الروّاد المزدهرة” للطباعة والنشر في بغداد، صدر حديثا كتاب بعنوان “سجاد العراقي.. قصة حياة ثائر مغيب”، وهو من توثيق وتحقيق الباحث حسين العامل.

ويوثق الكتاب، عبر 18 فصلا، محنة عشرات المختطفين والمغيبين المشاركين في انتفاضة تشرين، من خلال تناوله سيرة حياة الناشط المدني سجاد العراقي، الذي اختطف في أيلول 2020 في الناصرية، إثر مشاركته في الانتفاضة، وغُيّب ولم يفرج عنه حتى الآن. 

وفي حديث صحفي يقول مؤلف الكتاب أن “قضية سجاد وتغييبه لا تختلف كثيرا عن قضايا عشرات المغيبين من ناشطي الحراك الاحتجاجي، وتكاد تكوية”.

 ***************************************************

البصرة تترقب متحف شمع يخلد تراثها

متابعة – طريق الشعب

تستعد مفتشية آثار وتراث البصرة لافتتاح متحف شمع خاص بالمهن الشعبية والفعاليات الثقافية والفنية التراثية المعروفة في المدينة، فضلا عن العادات والتقاليد الشعبية.  مدير المفتشية مصطفى الحصيني، يقول في حديث صحفي أن هذا المتحف يعد الأول من نوعه في جنوبي البلاد، موضحا أنه “لا استطيع تحديد موعد الافتتاح، إلا أنه سيكون قريباً، وسيجري ذلك بالتعاون مع حكومة البصرة”. وعن المتحف يقول أنه “مشروع لتوثيق بعض الحرف المندثرة في البصرة، والخاصة بحقبة زمنية تعود إلى قبل 100 عام. كما يوثق المتحف مشاهد ثقافية وفنية تراثية”، مبينا أن بناية المتحف تضم 11 قاعة، 6 منها في الطابق الأول، و5 في الطابق الثاني. وسيعرض في القاعات 22 مشهدا لـ 55 شخصية تراثية تم تجسيدها بتماثيل الشمع”.  ويضيف قوله أن “المشاهد تجسد مهنا وفنونا شعبية وفعاليات منزلية من تراث البصرة الجميل”، لافتا إلى أن “التماثيل مصنوعة من أفضل أنواع الشمع، وهو (هيلوكس جيرمني) المقاوم لدرجات الحرارة العالية”. وأنجز فريق من الفنانين معظم هذه الأعمال في إيران، ثم جلبها إلى البصرة لوضع اللمسات الأخيرة ذات الصلة بتفاصيلها وتجميعها. ويشير الحصيني إلى أن “المتحف، وهو يشغل مقر مفتشية آثار وتراث البصرة، يضم إذاعة داخلية تبث الموسيقى التراثية”، منوّها إلى ان “هذا المبنى كان نواة لأول متحف حضاري في البصرة، تعرض للسرقة عام 1991، وما تبقى منه، وهو جزء يسير، نقل إلى متحف البصرة في القصور الرئاسية”.

 ********************************************

رغم فقدانها البصر مينا تحصل على الماجستير بدرجة امتياز

متابعة – طريق الشعب

بعد تخرجها عام 2017 في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الموصل، وتحقيقها المرتبة الأولى على دفعتها، نالت الطالبة الكفيفة مينا رغيد خليل أخيرا شهادة الماجستير في كليتها ذاتها، وبدرجة امتياز، وذلك عن أطروحتها الموسومة “الجملة الشرطية المسبوقة بجازم في شعر الأخطل الصغير: تركيبها ودلالاتها”.

في حديث صحفي، تقول مينا: “ولدت فاقدة للبصر. منذ دخولي للمرحلة الابتدائية لاحظ أهلي اجتهادي في الدراسة، وقالوا أنّني سأكون متفوقة وسيكون لي شأن”. وتضيف قولها: “لم أكُن قادرة على القراءة ووالدتي هي من كانت تقرأ لي وتسجّل صوتها في الهاتف وأنا أسمعه. هذا ما جعلني متفوقة في جامعتي.. طريق النجاح ليس مفروشاً بالورد، فهناك أشخاص لديهم كامل الحواس ولم يستطيعوا استثمارها”.

من جانبه، يقول رئيس جامعة الموصل د. قصي الأحمدي، أن “مينا شابة موصلية ممتلئة عزماً واصراراً. وهي جزء يستدل به على مكامن الإبداع اللغوي، وباحثة مميزة في قسم اللغة العربية. كما انها من أخوة الوطن، المسيحيين الكرام”، مضيفا في بيان له أن “مينا استبدلت اليأس بالأمل رغم فقدها البصر لتنير طريقها ببصيرة نقية. حققت المرتبة الأولى في تفوقها على أقرانها في مرحلة البكالوريوس، فكانت أولى على القسم والكلية، ولم تكتفِ بهذا فواصلت استثمار بصيرتها لتبدأ مشوار الدراسات العليا”.

ويتابع قوله ان “مينا اليوم تحقق حلمها الذي قالت عنه انه البداية لحلم الدكتوراه”.

 **************************************************

افتتاح جناح صحفي في «متحف الجواهري»

متابعة – طريق الشعب

برعاية المديرية العامة للعلاقات والإعلام في أمانة بغداد وبالتعاون مع دار الكتب والوثائق، افتتح أخيرا جناح مخصص للمنجز الصحفي لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، في بيته الذي حولته أمانة العاصمة العام الماضي إلى متحف.  وضم الجناح الذي دعمت موجوداته الدار، نسخا من الصحف التي أسسها الجواهري وترأس تحريرها، فضلا عن نماذج من منجزه الصحفي الذي امتد إلى أكثر من ثلاثة عقود، وظف خلالها قلمه دفاعا عن العراق ودعما له على الأصعدة كافة.

وفي حديث صحفي، قالت المدير العام لدار الكتب والوثائق إشراق عبد العادل، أن دائرتها حريصة على دعم جميع المشاريع الثقافية في ظل مساعيها لفتح آفاق التعاون الثقافي مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، على النحو الذي يعزز من إثراء المشهد الثقافي، ويهيئ أرضية معرفية تحاكي تطلعات جميع النخب الأكاديمية والثقافية.

من جانبه، أعرب د. كفاح محمد مهدي الجواهري في كلمة له خلال مراسيم افتتاح الجناح، عن شكره وامتنانه لمديرة دار الكتب والوثائق إشراق عبد العادل، ومديرة المكتبة الوطنية بان صلاح، على مساهمتهما في إنشاء الجناح الصحفي.

 **************************************************

في اتحاد الأدباء العراقيين استذكار المطرب  الراحل ياس خضر

متابعة – طريق الشعب

نظم ملتقى الثقافة الموسيقية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الثلاثاء الماضي، جلسة استذكار للمطرب الراحل ياس خضر، حضرها جمع من أصدقائه ومحبيه، إلى جانب العديد من الفنانين والأدباء والصحفيين.  الجلسة التي نظمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها الباحث الموسيقي ستار الناصر. فيما استهلها عازف الكمان عمار كاظم بعزف إحدى أغنيات الفقيد.

وخلال تقديمه الجلسة، أشار الناصر إلى أن ياس خضر أستاذ في فهم الجمهور، وانه كان يعرف ماذا يريد المتلقي منه، فيقدم ذلك في تجاربه الغنائية الكثيرة.  بعد ذلك، أدى المغنيان ستار الذهبي وعلي الرامي باقة من أغنيات خضر الشهيرة، منها أغنيته “رموني يا بوية” التي قدمها في بداية مشواره.  وتخللت الجلسة أوراق نقدية عن تجربة الفقيد، ساهم فيها عدد من الفنانين الحاضرين، وأكدوا مجتمعين المجد الفني الذي حققه طوال مسيرته، مشيرين إلى الالتزام الكبير الذي كان يتحلى به إنسانا وفنانا، والذي جعله في صدارة المشهد الغنائي السبعيني.

 **************************************************************

استحداث أكثر من 100 حديقة في بغداد

متابعة – طريق الشعب

اعلنت امانة بغداد عن خطة زراعية جديدة تتضمن استحداث 108 حدائق وغرس أكثر من 5 ملايين شتلة و375 شجرة وشجيرة.

وذكر بيان صحفي صادر عن الامانة، أن الدوائر البلدية باشرت العمل بخطتها الزراعية الخريفية، التي ستتضمن استحداث حدائق جديدة في عموم العاصمة، تكون متنفسا للعائلات وتساهم في تقليل تأثيرات التغير المناخي. وأضاف البيان أن الدوائر عملت على تكثير النباتات والأشجار والشجيرات بـ “جهد ذاتي واستثنائي”، مشيرا إلى ان الأشجار والشتلات التي جرت زراعتها، بين موسمية ودائمة، تضاف إليها أنواع مختلفة من الأزهار. وحسب البيان فإن الأمانة زرعت أكثر من 100 دونم من المسطح الأخضر و600 شجرة وشجيرة في ساحة الاحتفالات استعدادا لافتتاحها بحلة جديدة.

 *************************************************

المشخاب شاب يوزع كتبَ وملخصات الإعدادية مجانا

 متابعة – طريق الشعب

بادر شاب من قضاء المشخاب في محافظة النجف، إلى مساعدة طلبة المرحلة الإعدادية من خلال جمع الكتب والملخصات المستخدمة، وتوزيعها على المحتاجين إليها منهم مجانا.

الشاب زيد الخماسي (27 عاماً)، وهو طالب جامعي يدرس علوم القرآن، وجه بداية عبر صفحته في فيسبوك، دعوة إلى الطلبة الذين أنهوا الدراسة الإعدادية للتبرع بكتبهم وملخصاتهم، فاستجاب الكثيرون إلى دعوته.  يقول في حديث صحفي، أنه صار يجمع ما يحصل عليه من كتب وملخصات، في محل يعود إلى أحد أصدقائه، ثم يقوم بفرز المطبوعات وتصنيفها، وبالتالي توزيعها على الطلبة المحتاجين.  ويضيف زيد قائلا أنه وصديقه صاحب المحل، أطلقوا هذه المبادرة بعد أن واجهوا خلال المرحلة الإعدادية، صعوبة في توفير الكتب والملخصات بسبب تكاليفها الباهظة.