اخر الاخبار

ص1

 

عام ثانٍ من عمر البرلمان ولا إنجاز حقيقياً

مراقبون لأداء الدورة النيابية الخامسة: الدور الرقابي غائب ولا حضور لمصالح الناس في جدول الأعمال

بغداد ـ طريق الشعب

 

انتهى رسمياً الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب، بحسب ما أعلنت عنه لجنة التخطيط الاستراتيجي النيابية، وسط انتقادات كثيرة لطبيعة أدائه، البعيد تماما عن مصالح الناس، وطالما بقي اسيراً لدى القوى المتنفذة ومصالحها الانانية والضيقة، بعد أن مرّ أكثر من عامين على عمر السلطة التشريعية.

 

الأقل عقدا للجلسات

ولم يكن هذا القصور في الأداء، الأول من نوعه، بل هو ما صار ملازماً لعمل المجلس في دوراته، جراء تحكم نهج المحاصصة المكوناتي، بما يمنح القوى المتنفذة القدرة على تحديد جداول أعمال الجلسات واختيار ما يخدم مصالحها من تشريعات وتعطيل ما يتعارض منها مع تلك المصالح. الاّ أن هذه الدورة قد تميزت بالتلكؤ حتى في انتظام عقد الجلسات، بحيث صار عددها أقل من الحد الأدنى الذي حدده النظام الداخلي بكثير، وسط تساؤل الناس عما تحقق حتى في تلك الجلسات التي عُقدت من قضايا جدية.

 

نائب يدافع

ويبدو ان للنائب محمد البلداوي رأيا آخر، إذ أعلن في تصريح صحافي، إن الدور الرقابي لمجلس النواب مستمر ولم يتوقف وهناك حضور وتواجد لأعضاء المجلس في اللجان النيابية لمتابعة الدوائر والوزارات بحسب عمل اللجان.

وذكر النائب البلداوي أن الفصل التشريعي الحالي لمجلس النواب «ينتهي رسمياً يوم 9 من الشهر الحالي، والمعطيات تشير إلى عدم إمكانية تحقيق انعقاد أي جلسة بسبب انشغال الكثير من أعضاء المجلس بالتحضير لانتخابات مجالس المحافظات»، مؤكداً أن «العام الحالي لن يشهد عقد أي جلسة نيابية وسيستأنف عقد الجلسات في الفصل التشريعي الجديد بداية العام المقبل».

هروب من هموم الناس

وعلى صعيد متصل، أوضح المنسق العام للتيار الديمقراطي زهير ضياء الدين، بأنه كان على مجلس النواب عقد 26 جلسة خلال الفصل التشريعي المذكور كحد أدنى بموجب النظام الداخلي للمجلس، وذلك لمناقشة مشاريع القوانين والقضايا التي تعرض عليه.

واضاف ضياء الدين في حديثه مع «طريق الشعب»، أن «الدورة الخامسة لمجلس النواب الحالي، تعتبر الاكثر بؤساً وفشلاً، حيث ان عدد الجلسات التي عقدت لا تصل الى نصف الحد الادنى المطلوب من الجلسات. ومن جانب اخر فان المجلس لم يدرس اية قضية او موضوع يهم حياة المواطن اليومية والوضع الاقتصادي والعديد من القضايا الاخرى».

واشار ضياء الدين الى انه شارك قبل أيام في لقاءات مع عدد من أعضاء اللجان النيابية لمتابعة مشروع قانون حق الحصول على المعلومة، حيث لاحظوا ان عدد الاعضاء المتواجدين في مجلس النواب محدود جداً، ويقتصر على بعض رؤساء اللجان فقط.

وخلص الى ان مجلس النواب «مقصر وقصوره شديد. والان يتمتع بالعطلة التشريعية برغم الازمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد وارتفاع الاسعار نتيجة التضخم وانعكاسات تذبذب سعر الصرف على حياة الناس، وسط قلق المواطن من ارتباك الوضع الامني»، لافتا الى انه «في الوقت الذي يجب ان يجسد فيه مجلس النواب ـ كسلطة تشريعية منتخبة ـ هموم الناس ومعاناتهم، يمارس الهروب الى الامام والاهتمام بالدعايات الانتخابية لمرشحي انتخابات مجالس المحافظات».

 

فشل واضح

وفي السياق ذاته، قالت الباحثة في الشأن السياسي احرار الزلزلي، ان «هذا الاداء الضعيف لمجلس النواب يدلل على اننا نسير باتجاه النهاية الحقيقية لهذا النظام الذي بُني على اساس المحاصصة».

وتابعت قائلة لـ»طريق الشعب»، ان «التوافقات على أساس النهج المحاصصاتي تساهم في ضرب أية قوانين بما في ذلك مواعيد انعقاد الجلسات، وبالتالي غياب التشريعات التي تلامس حياة الناس وهمومهم».

وأشّرت الباحثة أن هناك «تغييبا لدور الشعب، وتضليله بأن عملية التغيير غير ممكنة، خاصة حين تسّن القوانين والتشريعات وفق مصالح القوى السياسية المتنفذة».

وفي ختام حديثها، عدّت أن القوى المتنفذة «غير متماسكة»، ويسهل على الجمهور الخلاص من نهجها، عبر بوابة الانتخابات.

دورة عاجزة

الى ذلك، قال المحلل السياسي داوود سلمان لـ»طريق الشعب»، انه «خلال سنة كاملة وفصلين تشريعيين وجدنا مجلس نواب يعمل لذاته ولنوابه، ولا يعمل من اجل معالجة مشاكل الواقع المأزوم على صعد مختلفة».

وأضاف سلمان، أن «عاما مرّ دون الاستفادة من مجلس النواب، الذي أدى اعضاؤه القسم لخدمة المواطنين، لكنه بقي اسيرا لدى القوى المتنفذة وزعاماتها. بمعنى أننا لا نملك مجلس نواب، يهتم بمعالجة مشاكل الناس».

وخلص الى القول: ان «المحاصصة الطائفية والحزبية الضيقة والابتزاز والفساد، أسباب رئيسية في فشل مجلس النواب في إداء مهامه، وهذا نابع من كونه لا يمثل 80 في المائة من الشعب الذي قاطع الانتخابات النيابية السابقة. وبالتالي فهو يمثل قواعد أحزاب السلطة وليس الشعب».

 

-------+

 

راصد الطريق

تقرير يدق ناقوس الخطر

 

اكدت دراسة جديدة لشبكة “المناخ العالمي” ان درجات  الحرارة المرتفعة الناجمة عن التغير المناخي، زادت من احتمال حدوث الجفاف 25 مرة في سوريا والعراق و 16 مرة في ايران.

وأوضحت ان “الجفاف ما كان ليحدث لولا التغير المناخي الناجم اساساً عن احراق النفط والغاز والفحم”.

وحسب الامم المتحدة فان خُمس العراقيين يعيشون في مناطق تعاني من نقص المياه.

ويقول الخبراء الآن ان مواسم الجفاف قد تحل “مرة على الاقل كل عشرة سنوات في سوريا والعراق”.

ولا شك ان وراء ازمة المياه في المنطقة عوامل كثيرة، ولكن ما اصبح واقعاً هو حالة الجفاف، وترك الآلاف في العراق مناطق سكنهم الريفية بحثاً عن فرص للعمل والحياة في مناطق أخرى.

هذه التقارير وسابقاتها اشرت بوضوح اوجه ازمة المياه في العراق، التي تزيد حدتها تصرفات تركيا وايران الاحادية الجانب، وغير المكترثة بأحوال العراق .

وازاء هذه الصورة المكفهرّة ماذا تفعل الحكومة العراقية وسلطاتها، والى اية خطوات ومشاريع تتوجه؟ ام ما زال الركض مستمرا لـ”تهدئة “ الناس عبر “توظيف الاعوان” وشراء الأصوات برواتب الرعاية الاجتماعية؟!

 

 

ذوو الاحتياجات الخاصة في الاقليم: نحن ضحية للخلاف بين بغداد وأربيل

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية المطلبية في عدد من مدن البلاد، فيما تركزت مطالبها خلال اليومين الماضيين على تعديل سلم الرواتب وصرف رواتب العقود، وتوفير الخدمات ورفض ثلاثية الدوام في المدارس.

ورفض ذوو الاحتياجات الخاصة في إقليم كردستان، زج موضوع رواتبهم في الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان.

 

 

ص2

 

البيئة تكشف آلية إدارة النفايات الطبية

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

أوضحت وزارة البيئة، أمس الأربعاء، آلية إدارة النفايات الطبية والمخلفات بأنواعها، مشيرة إلى أنها تنطوي على مخاطر حسب طبيعتها ومصدرها.

وقال مدير قسم إدارة الكيمياويات وتقييم المواقع الملوثة في الوزارة لؤي المختار إن “مخلفات القطاع الصحي تنطوي على عديد من المخاطر التي تختلف حسب طبيعتها ومصدرها، حيث يمكن أن تحتوي على مخلفات حادة، وقد تحتوي على مخلفات معدية، وبعض المخلفات قد تحتوي مواد كيمياوية أو إشعاعية أو صيدلانية خطرة”.

وأضاف، أن “إدارة النفايات الطبية، عملية متكاملة تقع ضمن برنامج عمل مفصل داخل كل مرفق أو منشأة صحية، تشمل عمليات الفرز والجمع والتصنيف، والنقل الداخلي والتخزين، والنقل الخارجي، وصولاً إلى المعالجات والإتلاف”.

وتابع، أن ذلك “يتطلب أن يكون العاملون في هذا المجال مدربين ويمتلكون المعلومات الكافية ومعدات السلامة المطلوبة، وأن تكون مسؤولية الرقابة والإدارة خاضعة لإدارة مدير المرفق الصحي مباشرة طبقا لخطة تعد سنويا، كما تخضع عملية المعالجة أو الإتلاف للضوابط والمحددات البيئية، وتنظم تعليمات إدارة نفايات الجهات الصحية رقم 1 لعام 2015، كل هذه التفاصيل، وكذلك عبر الدليل الاسترشادي الذي نصت عليه اتفاقية بازل”.

 

 

ذوو الاحتياجات الخاصة في الاقليم: نحن ضحية للخلاف بين بغداد وأربيل

احتجاجات تطالب بتعديل سلم الرواتب وبصرف أجور العقود وتوفير الخدمات

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية المطلبية في عدد من مدن البلاد، فيما تركزت مطالبها خلال اليومين الماضيين على تعديل سلم الرواتب وصرف رواتب العقود، وتوفير الخدمات ورفض ثلاثية الدوام في المدارس.

ورفض ذوو الاحتياجات الخاصة في إقليم كردستان، زج موضوع رواتبهم في الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان.

 

رفض الدوام الثلاثي

ونظم العشرات من أهالي منطقة الكوت الغربي في ناحية الفضلية التابعة لمحافظة ذي قار، وقفة احتجاجية، رفضا للدوام الثلاثي بالمدرسة كونها مشغولة حاليا من مدرستين ابتدائية ومتوسطة.

وقال المتظاهر عمار البطاط: إن توجيهات صدرت مؤخرا من مديرية التربية تقضي بتحويل الدوام إلى ثلاثي من خلال إضافة إحدى المدارس الثانوية للبنين، الأمر الذي يرفضه الأهالي كونه يسبب مشاكل بين أعداد الطلبة الذي يشغلون البناية حاليا وكذلك التأثير على سير العملية التربوية بشكل صحيح. ما دعاهم إلى تنظيم هذه الوقفة رفضا لهذا الإجراء والمطالبة بالإبقاء على الدوام المزدوج حاليا.

 

تعديل سلّم الرواتب

ونظم موظفون في مديرية بلدية العمارة، تظاهرة أمام مبنى دائرتهم، مطالبين بتعديل سلم الرواتب، وإنصاف أصحاب الرواتب الدنيا.

وقال الموظفون، انهم يتظاهرون منذ عام ونصف العام ورغم ذلك لا توجد استجابة لمطالبهم، ما دعاهم الى اعلان الإضراب الجزئي عن العمل لحين تحقيق المطالب، رافضين في الوقت ذاته الإجراءات الحكومية بمنحهم زيادة بنسبة 50% كونها لا تصنع فارقا كبيرا بسبب تدني رواتبهم.

ونظم العشرات من موظفي عقود الأمن الغذائي، تظاهرات أمام مبنى محافظة النجف، مطالبين الجهات المسؤولة بانصافهم وصرف رواتبهم المتأخرة.

تحسين الخدمات

ونظم مواطنون في قضاء السوير بمحافظة المثنى وقفة احتجاجية أمام مبنى القائم مقامية، للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية وتوزيع المشاريع على جميع مناطق القضاء بشكل عادل.

وذكر عدد منهم، إن مطالبهم هي تحسين الواقع الخدمي في مناطقهم التي تعاني من تردي حال الطرق، فضلا عن تأثر مشاريع الإسالة.

 

ذوو الاحتياجات الخاصة

وطالب اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة في السليمانية، حكومة الإقليم بعدم زج رواتبهم بالخلافات والصراعات المستمرة مع بغداد، وفيما بيّن أن وضع هذه الشريحة هو الأسوأ منذ سنوات، نظم العشرات من المعلمين والمحاضرين المجانيين تظاهرة امام مبنى تربية السليمانية، للمطالبة بصرف رواتبهم من الحكومة الاتحادية.

وقال سكرتير اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة في السليمانية سامان حسين، خلال مؤتمر صحفي، إن “ذوي الاحتياجات الخاصة تسلموا رواتبهم الشهر الماضي والتي تتراوح ما بين 100 الى 150 الف دينار، في وقت اقترب سعر صرف الـ 100 دولار من 170 ألف دينار”.

واضاف ان “الوضع الحالي لذوي الاحتياجات الخاصة هو الأسوأ منذ سنوات، فقد بدأوا يأتون للاتحاد لطلب الملابس القديمة، كما انهم لا يستطيعون شراء حصتهم من النفط ضمن البطاقات الوقودية، ولا يقدرون على شراء اللحم أو دفع أجور المولدات أو أي حاجة اخرى بهذا الراتب”.

وطالب سامان حكومة الإقليم بـ”عدم زج رواتبهم بالصراعات والخلافات مع بغداد”، داعين الى “صرفها في وقتها المحدد ومن واردات الإقليم الداخلية كونها قليلة جدا مقارنة برواتب أي شريحة أخرى”.

 

إغلاق للطرق

وأقدم المئات من الموظفين المحتجين بالسليمانية على إغلاق شارع سالم في المحافظة، احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم.

وقال المعلم المعترض سامان طاهر خلال مؤتمر صحفي، إن “تظاهراتنا هذا اليوم (أمس) هو لتأكيد رسائلنا الى الجهات الحكومية بأننا مستمرون وماضون في المطالبة بحقوقنا من خلال التظاهر والاضراب كونهما الضامن الوحيد للحصول على حقوقنا”.

وأضاف أن “الإضراب والتظاهرات ستستمر لغاية تحقيق مطالبنا المتمثلة بصرف رواتبنا مباشرة من قبل وزارة المالية الاتحادية والبدء بالعلاوات والترفيعات المهنية، وتعيين المحاضرين المجانيين وحسم موضوع الرواتب المدخرة إضافة إلى ضمان تسلم الرواتب في وقتها المحدد”.

وبين سامان انهم “ماضون باي خطوة من شأنها ان تضمن حقوقهم مع المحاضرين المجانيين ومع جميع الموظفين الحكوميين وعبر الطرق والوسائل الديمقراطية والقانونية التي كفلها الدستور”.

 

تقليص المناهج

من جهتهم، تظاهر عدد من طلبة الثالث المتوسط والسادس الاعدادي في السليمانية، أمام مبنى مديرية تربية غرب المحافظة، مطالبين بتقليص المناهج الدراسية وتمديد وقت السنة الدراسية.

وقالت الطالبة نسرين محمد، إن العام الدراسي بدأ في يوم 18 تشرين الأول الماضي وقد مضى أكثر من شهر على العام الدراسي وهذا كان على حساب المناهج الدراسية ووقت المحاضرات الدراسية، موضحة أن وقت المحاضرة يصل إلى ساعة ونصف الساعة، وهذا علميا لا يجدي نفعا للطالب لأنه سيمثل عقبة في استيعابه للمنهج.

وأضافت، “إننا كطلاب مراحل منتهية نخصص يوميا قرابة 18 ساعة للدراسة”، مشيرة إلى تأثير وقت المدرسة ووقت الدروس الخصوصية والدراسة المنزلية على صحتهم.

فيما طالبت الطالبة سوزان، وزارة التربية بـ”تقليص مناهج المراحل المنتهية فقط لهذا العام أو تمديد العام الدراسي ليتسنى لنا دخول الامتحانات النهائية بصورة طبيعية”.

 

 

خبراء: عدم الاستقرار السياسي يفاقم مشكلات التغير المناخي

 

متابعة ـ طريق الشعب

يؤدي الاحترار المناخي الناجم “بشكلٍ رئيسي” عن حرق البترول والغاز والفحم إلى “جفاف حاد” ومتواصل في السنوات الأخيرة في العراق، كما كشف تقرير لعدد من الخبراء، أمس الأربعاء.

وتشير دراسة لشبكة “وورلد ويذر أتريبيوشن” (WWA) التي تعنى بتحليل الرابط بين العوامل الجوية والتغير المناخي، إلى أن درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن التغير المناخي قد “زادت من احتمالية حدوث الجفاف، أكثر بـ25 مرّةً في سوريا والعراق، و16 مرةً في إيران”.

 

عدم الاستقرار السياسي

وتتحدّث الدراسة أيضاً عن دور “سنوات من النزاع وعدم الاستقرار السياسي” في شلّ قدرة العراق على مواجهة الجفاف ما تسبّب “بكارثة إنسانية”.

وفي ظل الظروف الحالية، يزداد خطر أن تتحوّل فترات الجفاف هذه إلى أمر اعتيادي، وأن تأتي على الأقلّ مرّة في كلّ عقد.

ويشرح خبراء هذه الشبكة أنّ “الجفاف ما كان ليحدث لولا التغير المناخي الناجم أساسا عن حرق النفط والغاز والفحم”.

وتغطي هذه الدراسة الفترة الممتدة بين تموز/ يوليو 2020 وحزيران/ يونيو 2023، في منطقتين كانتا معرضتين كثيرا لتداعيات التغير المناخي وهما إيران ومنطقة حوض نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا ويعبران في سوريا والعراق.

ويشير التقرير إلى أن “هاتين المنطقتين تشهدان حالياً +جفافاً حاداً+ وفقاً للمقياس الأميركي لرصد الجفاف”.

وتوضح الدراسة أن “التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري قد زاد من حدّة هذا الجفاف، ولو كانت حرارة العالم أقلّ بـ1,2 درجة” مئوية، أي ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، “ما كان الأمر ليكون بهذه الحدّة”.

وتقول فريدريك أوتو عالمة المناخ في معهد غرانثام من إمبريال كولدج في لندن إن “بعد معدل أمطار وحصاد جيدين في 2020، مرّت ثلاث سنوات كانت الأمطار فيها ضعيفة ودرجات الحرارة عالية، ما أدى إلى جفاف كانت له تداعيات قاسية على إمكان الحصول على المياه (...) للزراعة”.

 

الانتاج الزراعي

في العراق الذي يُعدّ من أكبر منتجي النفط في العالم، تراجع الإنتاج الزراعي بشكل كبير في السنوات الأخيرة لا سيما في المناطق التي كانت سابقاً غنية بالقمح. فضلاً عن ذلك، أثّر تراجع منسوب الأنهار وتلوّثها كذلك على مهنة صيد الأسماك.

وحتى أيلول/سبتمبر 2022، تسبب الجفاف عشرات الآلاف، يرتفع كذلك مستوى التوترات الناجمة عن توزع المياه. ففي البلد الذي يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة، يعيش عراقي من كل خمسة في منطقة تعاني من نقص المياه، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

وتقف خلف “أزمة المياه المعقدة” هذه في الشرق الأوسط، الكثير من العوامل التي يلعب الإنسان دورا بها: أساليب ريّ قديمة، نمو سكاني سريع، لكن أيضاً “محدودية في إدارة ملف المياه وفي التعاون الإقليمي” لا سيما في ما يخص إدارة السدود وتفاوت مستوى مياه الأنهر في دول المنبع ودول المصبّ.

ويحّذر الخبراء أن فرضية حدوث الجفاف قد تتضاعف “في حال ازداد الاحترار العالمي بدرجتين إضافيتين عما كان عليه في فترة ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما قد يحصل في العقود المقبلة ما لم يتم التخلي سريعاً عن الوقود الأحفوري”.

 

 

كل خميس

التضامن العارم مع غزة

ادانة قاطعة لليمين الاوربي

 

جاسم الحلفي

 

وجدت حكومات اليمين الأوربي تهم “الإرهاب” و”معاداة السامية” و”التحريض على العنف”، هذه الأيام، جاهزة لوصم كل داعم للشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى حرب إبادة جماعية.

والأدلة على ذلك لا حصر لها، ولا يتسع المجال لادراجها.

فقد هدد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين باتخاذ إجراءات قضائية ضد المؤسسات والمنظمات المدنية والشخصيات المتضامنة، بتهمة التحريض على الإرهاب حسب المادة 40 من قانون العقوبات الفرنسي!

وضغط رئيس بلدية نيس الفرنسية ورئيس اتحاد كرة القدم الفرنسي على اللاعب الفرنسي من أصول جزائرية يوسف عطال لإجباره على حذف منشور على صفحته بالفيس بوك، تضامن فيه مع أطفال غزة وهم يتعرضون لجرائم قتل يومية بأساليب همجية فاشية.

وتعرض آخرون من ابرز نجوم الرياضة من أصول عربية لضغوط مشابهة، بسبب شجبهم جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ومنهم محمد النني لاعب أرسنال الإنكليزي، والمغربي نصير مزراوي، مدافع بايرن ميونيخ الألماني، فيما حذف الاتحاد الدولي للسباحة صور السباح المصري الأصل عبد الرحمن سامح من كل منصاته، بدءًا من الموقع الإلكتروني إلى بقية مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب إدانته للعدوان الفاشي على الشعب الفلسطيني، رغم إحرازه الميدالية الذهبية في سباق 50 مترًا المقام في العاصمة اليونانية.

ورغم التهديدات التي تعرض لها سامح فإنه لم يتراجع عن موقفه، ورفض الاحتفال بإنجازه فيما أطفال غزة تحت القصف.

واتضحت بما لا يقبل الشك مواقف حكومات اليمين الأوربي، المساندة للعدوان الاسرائيلي الغاشم، وهو يوغل في تنفيذ جرائم الإبادة الجماعية، مطلقا العنان لقواته بقتل المدنيين يوميا وأمام أنظار العالم. وإذا كانت اسرائيل قد داست على الشرائع والقوانين والمعاهدات الدولية ، وراحت تستخدم الأساليب الفاشية في هجومها البري على غزة، في دون اي اعتبار لقرارات الأمم المتحدة، فان مواقف حكومات اليمين الأوربي هي أيضا تتمثل في ادارة الظهر للقيم التي نادت بها أوربا منذ عصر التنوير !

ويأتي هذا في انقلاب غير مسبوق على حقوق الإنسان، وبالأخص الحق بالحياة.

فالموقف الأوربي الرسمي هو اطلاق للضوء الأخضر في اتجاه قتل المدنيين في غزة، وبهذا تجعل أوربا الرسمية نفسها شريكة غير مباشرة في جريمة حرب الإبادة الجماعية لشعب اغتصبت حقوقه.

والامر الذي لم تدركه حكومات اليمين الاوربية، هو ان الضمير الإنساني اثبت انه أقوى من أساليب تكميم الأفواه التي مارستها هي ضد كل من يتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد لاحظنا حضور الحركات الاجتماعية بعنوانها التضامني، وهي تجوب شوارع العواصم الاوربية وتتمركز في مراكزها، بحضور واسع وتنظيم دقيق، في تعبير عميق عن ان صوت الحق هو الأقوى والأبلغ في إظهار معاناة الفلسطينيين الإنسانية فى قطاع غزة بشكل خاص، الذي يئن مما يتعرض له منذ اكثر من شهر وعلى مدار الساعة، من توحش إجرامي امام أنظار العالم.

ان الصوت الهادر لحركة تضامن الشعوب مع غزة المستباحة، هو قرار أدانة قاطع ومدوي للعدوان الاجرامي الغاشم ضد شعب فلسطين وارضه وحقوقه.

 

 

ص3

مستشار حكومي يجدها ضرورية.. واقتصاديون لا يعوّلون عليها

الحكومة تستعين بشركات تدقيق عالمية لتجنب تكرار «سرقات» القرن

 

بغداد ـ محمد التميمي

 

تتجه الحكومة الى التعاقد مع شركات عالمية متخصصة بالتدقيق المالي، للحد من الفساد المتفشي في أغلبية دوائر الدولة.

 

الأطراف الداعمة لهذا التوجه تقول إن هذه الشركات تمتلك خبرات طويلة في التحري عن المعاملات المالية التي توصف بانها الأكثر تعقيداً والتي تكون متشعبة، لكن مراقبين يعتقدون أن تعدد الجهات الرقابيَّة يُسبب حالة من الإرباك، فضلاً عن التكلفة المالية التي ستتكبدها الحكومة لتعاقدها مع شركات عالمية بهذا الشأن.

وبدلا من ذلك، ينصح المراقبون بالاعتماد على المؤسسات الداخلية ومنحها مزيدا من الاستقلالية والمصداقية والنزاهة والتأهيل العلمي.

 

قوة تدقيقية دولية

المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، قال ان “القدرات التدقيقية مختلفة، لا سيما عندما تكون هناك عمليات فساد مالي متشعبة ذات اذرع داخل البلاد وخارجها، والتي تحتاج ـ في واقع الحال ـ الى قوة تدقيقية اضافية.

وأضاف في تصريح خص به “طريق الشعب”، ان “تعاقد الجهات الحكومية مع كبرى شركات التدقيق المالي العالمية الرصينة، سيشكل قوة تدقيقية دولية تسهم في الحد من ظواهر الفساد المتعدد الأطراف، لا سيما ان شركات التدقيق العالمية تمتلك خبرات طويلة في التحري عن المعاملات المالية الأكثر تعقيداً، بخاصة النشاطات والمعاملات المالية والمتشعبة المسماة بالنشاطات المتفرعة ذات الأذرع الطويلة (long arm)”.

وأضاف، أن “التدقيق الشامل المتعدد الأغراض يلعب دوراً في تقوية مسارات طويلة الأمد تعد ذات أهمية راسخة في الإدارة الحكومية، وتمتد في الوقت نفسه عبر مفاصل النشاطات المالية الحكومية المتشعبة الأغراض في بلادنا”.

وتابع صالح، أنه “وفق المعايير الدولية في تطوير كفاءة إدارة المال العام وآليات التدقيق واعتماد أصول المحاسبة الحديثة، فإن الإجراءات الدولية التي تعتمد في التدقيق هي إجراءات تركت أثراً إيجابياً في توفير مناخ إضافي من الوقاية المالية التي تنسجم مباشرة مع المبادئ العامة التي جاء بها البرنامج الحكومي في تطوير النظام الإداري الحكومي الرقمي”. ونوه صالح الى انه “في القضايا التدقيقية التي تمتد لتشعبات خارجية، نحتاج الى الاستعانة بهذه المؤسسات التدقيقية الكبرى الموثوقة والتي لها باع في هكذا نوع من القضايا، علماً ان الاستعانة بها لا يكون في أي قضية بل ينحصر بالقضايا الاستثنائية والكبيرة كما في سرقة القرن”.

 

مرهونة بإرادة حكومية

مقرر اللجنة المالية البرلمانية في الدورة النيابية السابقة، أحمد الصفار، ذكر ان “شركات التدقيق العالمية، وإن كانت تمتلك خبرات طويلة في عمليات التدقيق والبحث والتحري، إلا أن العراق لا يفتقر لهذه الكفاءات، فالكثير من الخبرات الأكاديمية والمهنية تمتلك الخبرة الكبيرة في أصول المحاسبة والرقابة، فضلاً عن أنَّ هذه الخبرات الوطنية تكون أدرى بتفاصيل الشؤون المالية في العراق”.

وقال أن “مسألة تدقيق المال العام والوصول إلى العدالة والحرص على المال العام والتصدي للفساد، تحتاج إلى إرادة حكومية قوية لإنجاح هذه العملية”.

وأشار الصفّار إلى ان “تعدد الجهات الرقابية قد تسبب حالة من التشتت والإرباك، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى فإن الخبرات الوطنية أكثر حرصاً في المحافظة على المال العام من الشركات الأجنبية، التي يكون الغرض من التعاقد معها هو الحصول على الأموال، وبالتالي ستكون مُكلِفة على العراق”.

 

عناصر اساسية

رئيس مركز العراق للدراسات والتحليل الاستراتيجي، جليل اللامي اوضح ان عمل هذه الشركات يستند الى “قانون الإدارة المالية الاتحادي النافذ رقم 6 لسنة 2019 المعدل، فضلاً عن التعليمات والإجراءات الرقابية الوطنية النافذة للعمل على النشاطات والمعاملات المالية والإدارية ذات الارتباطات الواسعة والمتشعبة والمسماة بالنشاطات المتفرعة ذات الأذرع الشائكة”.

ولفت في حديثه مع “طريق الشعب”، الى انه “برغم أهمية هذه الخطوة لكن لو تم الاعتماد على المؤسسات الداخلية ومنحها مزيدا من الاستقلالية والمصداقية والنزاهة والتأهيل العلمي والخبرة، فان ذلك يعتبر من العوامل الرئيسة والمساعدة في مكافحة الفساد المالي والإداري”.

واشار الى ان “تبني أقسام أو وحدات الرقابة والتدقيق الداخلي معايير التدقيق المحلية والدولية، يؤدي إلى تحسين ورفع كفاءة المدققين الداخليين”، مطالبا الحكومة بـ”تطوير كفاءة أداء المدققين الداخليين من خلال العمل على تحسين جودة العناصر الأساسية للمسؤولية المهنية لدى المدقق الداخلي”.

 

 

العراق في الصحافة الدولية.. العدوان على غزة والعلاقات العراقية الأمريكية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

كتبت ريا جلبي مقالاً في صحيفة الفايننشيال تايمز عن العلاقات العراقية الأمريكية، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، أشارت فيه إلى أن القوات الأمريكية المتواجدة في العراق، قد تعرضت لهجمات متعددة منذ 17 تشرين الأول الماضي، حيث أعلنت جهة غير معروفة سابقاً مسؤوليتها عن ما يقرب من عشرين هجومًا آخر استهدف منشآت أمريكية في كل من العراق وسوريا، مما أدى إلى وقوع إصابات بين القوات الأمريكية.

 

مخاطر جدية

وأشار المقال إلى أن واشنطن، ورغم إعلانها عن احتفاظها بحق الرد، فإنها تعبر ليس عن رغبتها في عدم توسيع رقعة الحرب، بل وأيضاً عن مخاوفها من أن استمرار تقديم الدعم العلني لإسرائيل، قد يزيد من خطر تعرض قواتها للهجمات.

واشارت الكاتبة إلى أن للعراق حصة مهمة من هذه المخاوف، بسبب وجود حوالي 2500 جندي أمريكي منتشرين في العراق لتدريب قواته الأمنية، ورفض العراقيين وادانتهم للعدوان الإسرائيلي على غزة ودعمهم الثابت للشعب الفلسطيني، وهو ما عبروا عنه بالعديد من التظاهرات والإحتجاجات.

 

حرج حكومي

وأعربت الكاتبة عن تصورها بأن حكومة بغداد تعاني من حرج كبير، وتسير على حبل مشدود، في محاولة للموازنة بين الانتقادات الداخلية للشراكة الأمنية مع واشنطن وبين العلاقة الرسمية المتطورة معها. ونقلت عن مستشار لرئيس الحكومة اعترافه بوجود قلق حقيقي من اتساع نطاق هذه الحرب، خاصة مع تمتع العراق بعلاقات جيدة مع كل من واشنطن وطهران، ورغبته في استمرار ذلك، وفي البقاء خارج هذا الصراع. وكان هذا، حسب ما ورد في المقال، وراء إدانة رئيس الحكومة للهجمات على المنشآت الأمريكية خلال محادثاته مع إدارة بايدن وتعهده بملاحقة المسؤولين عنها، رغم عدم تمتعه بمثل هذه القدرة.

مأزق أمريكي حقيقي

وكتب دان ديلوسي و كير سيمون وابيجال وليم مقالاً لشبكة أن بي سي الدولية اشاروا فيه إلى أن محاولة إدارة بايدن الحفاظ على دعمها التقليدي لإسرائيل، قد رفع من مستوى الغضب الدولي ضدها بسبب محنة المدنيين الفلسطينيين في غزة، وجعلها أقرب إلى العزلة بشكل بات يّذكر الناس بما جرى قبيل حرب العراق 2003، مما جعلها تسعى لطمانة العرب، ومنهم رئيس الحكومة العراقية، من أن واشنطن لن تتسامح مع أي محاولة لإجبار المدنيين في غزة على الانتقال إلى مصر.

 

تطور موقف بغداد

وفي قراءته للأحداث أكد موقع ميدل ايست، على المساعى التي تبذلها الحكومة العراقية لتجنيب البلاد تبعات التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، ورفضها جر البلاد إلى صراعات مجهولة النهاية، عبر تاكيدها على أن الدولة العراقية هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبيرة إنطلاقاً من مصلحة أبناء الشعب. كما اشار مقال للكاتب سنان محمود في صحيفة (ذي ناشينول) الإنكليزية إلى الانتقادات الشديدة التي وجهها رئيس الحكومة للمجتمع الدولي لعدم ايقافه الحرب المستمرة منذ شهر ضد غزة، واصفاً اياها بالإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ومحّملاً اسرائيل التي تمارس العدوان، بالطرف المسؤول عن قرار جر المنطقة إلى حرب شاملة تهدد السلام والأمن الإقليميين والعالميين.

 

 

عين على الأحداث

تراجع متواصل

 

احتلت جامعة بغداد، أعرق الجامعات العراقية، المرتبة 43 من بين أفضل مئة جامعة عربية، لأسباب تتعلق بالتبادل الثقافي فقط، وتراجعت إلى الموقع 951 في تصنيف QS للجامعات في العالم لتحصل على 11.4 بالمائة، في الوقت الذي لم يتبق في هذا التصنيف من جامعاتنا سوى المستنصرية وبابل والكوفة، والتي احتلت مواقع أدنى. هذا وفيما تبوأت الجامعات الخليجية والمصرية المراتب الأهم عربياً والمتقدمة عالمياً، طالب الحريصون الحكومة بالإسراع في تدقيق ملف التعليم ومعالجة كفاءة إداراته ومؤسساته والسعي لإنقاذها والكف عن تحويلها سوقاً بائسة لجني الأرباح على حساب تنمية البلاد وتقدمها ومستقبل أجيالها.

جرذان وحيتان

 

كشفت هيئة النزاهة الاتحادية مؤخراً عن مجموعة من قضايا الفساد منها ملف المنافع الاجتماعيَّـة في شركة ناقلات النفط بأربعة مليارات دينارٍ، وملف تعويضات وهمية في شركة نفط البصرة وملف عقود نقل في الشركة العامَّة لتوزيع المُنتجات النفطيَّة، وملف صكوك مزورة بمليارين وأربعمائة مليون دينارٍ في مديرية ماء واسط وعن العديد من المخالفات في القطاع الصحي، استدعت تشكيل 342 لجنة تحقيقية حولها. هذا وفيما يحيي الناس هذه الجهود يرون بأن حملات مكافحة الفساد التي وعدت بها الحكومة لن تحقق أهدافها إذا ما أقتصرت على الفاسدين الصغار ولم تشمل عرابيهم من حيتان الفساد الكبيرة.

فشل خطير

أعّد الجهاز التنفيذي للهيئة العليا لمحو الأمية، قانوناً جديداً خاصاً بمهمتها، لاعتماده كبديلٍ عن القانون النافذ منذ العام 2012. وعلل الجهاز الحاجة لإصدار القانون الجديد بالقصور الذي اتسم به نظيره المعتمد حالياً والذي لا يسمح للأميين بتطوير أنفسهم بالطريقة التي يحتاجها كلٌ منهم. هذا وفيما تجاوزت أعداد الأميين 11 مليون مواطن، مشكّلة استلاباً لأحد حقوق الإنسان الأساسية، الحق في المعرفة، يرى الناس بأن الفشل في القضاء على هذه المشكلة، التي تشتد مع تزايد الفقر، يأتي بسبب ضعف التخطيط السليم وإهمال التنفيذ الفعال وغياب البرامج الوقائية من عودة الأمية، أبجدية كانت أم ثقافية.

صدورنا المحترقة بالدخان

 

كشفت بيانات وحدة أبحاث الطاقة، عن احتلال العراق المرتبة الثالثة ضمن أسوأ دول العالم من حيث حرق الغاز الطبيعي، بعد أن أحرق حوالي 17.8 مليار متر مكعب خلال 2022، مقابل 17.7 مليار متر مكعب عام 2021، بنسبة نمو سنوية قدرها 3 بالألف. هذا وفيما سجلت معدلات حرق الغاز تراجعاً على الصعيد العالمي بنسبة 4 بالألف، جراء إهتمام الحكومات ببرامج إيقاف التدهور المناخي والهدر في الطاقة، إنتهت وعود “أولي أمورنا” بالحد من هذه المشكلة، إلى اتساع حجمها، مما سبّب هدراً أكبر في الطاقة وتلوثاً أسوأ للبيئة ومخاطر جادة على صحة العراقيين. 

الموازنة

وغسيل الأموال

 

أعلن أحد النواب عن عدم قدرة الحكومة على تنفيذ قانون الموازنة رغم اقراره منذ أشهر بسبب عجزها عن توقيف عمليات غسيل الأموال وتهريب العملة، فيما رأى مراقبون بأن هذه العمليات متواصلة لإخفاء مصدر الأموال غير المشروعة وتجنب الملاحقة القضائية والإدانة، مما يزيد من حجم الفساد ويعمق التفاوت الطبقي ويزيد معدلات الفقر ويرفع نسب البطالة، إضافة إلى عرقلة مشاريع التنمية الاقتصادية وتشجيع النشاطات غير المشروعة كالاتجار بالمخدرات وتمويل الإرهاب وتهريب البشر، داعين إلى ضبط المعاملات المالية واعتماد الحوكمة الإلكترونية في إدارة النفقات والإيرادات والمحافظة على استقرار سعر العملة واعتماد الشفافية في الإجراءات.

 

 

ص4

أصحابه محميّون سياسياً

ناشطون: الفساد منظومة متكاملة تعرقل أيّة عملية تنمية في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

 

لا يخفى على احد ان آفة الفساد في العراق، تعد عقبة رئيسية أمام اية عملية تنمية وتقدم، فالفساد الذي جذرته ورسخته القوى المتنفذة في الدولة ومؤسساتها، لا يمكن مكافحته بشعارات وعناوين براقة في الدعايات والبرامج السياسية والحكومية، انما يتعين علينا فهم أن الفساد لم يكن تحديا إداريا او ظاهرة يسهل احتواؤها من خلال لجان او هيئات مختصة، بعد ان اصبح منظومة متكاملة.

ويجد معنيون، أن الحلول تكمن في إصلاح منظومة ادارة الحكم وإصلاح مجلس النواب، وقانون الانتخابات الذي يجب ان يحقق المشاركة الفاعلة.

واكدوا أن النظام السياسي في العراق غير مشجع بل يؤدي الى الفساد من خلال عدم اعتماد أغلبية حاكمة واقلية معارضة وفاعلة من أجل مساءلة السلطة التنفيذية لتنفيذ برامجها وفق القانون.

 

عززته القوى المتنفذة 

المتخصص بمكافحة الفساد، سعيد ياسين، قال إن “تعزيز مكافحة الفساد وأثره على التنمية والاقتصاد والمجتمع وتحسين جودة الحياة، مهمة تتطلب إرادة فاعلة وجهودا بشرية”.

واشار الى انه “من المتطلبات الدولية على العراق ـ وفق اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد ووفق الصكوك الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة والجريمة العابرة للوطنية ـ أن يجري تلبية متطلبات عديدة، كون العراق جزء من المجتمع الدولي، وما يحدث فيه يؤثر على المجتمع الدولي”.

وقال ياسين في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “عملية تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد ينبغي ان تكون وفق استراتيجية واضحة”، لافتا الى ان “الكثير من الاحزاب السياسية لديها واجهات اقتصادية تستحوذ على الموارد والعقود الحكومية، وبالنتيجة اذا كانت هناك شركات قطاع خاص تعمل على تنفيذ مشاريع خدمية او استثمارية وما شابه، فستكون موضع ابتزاز”.

وتابع قائلا: “اننا بحاجة الى تعزيز النزاهة من خلال اتخاذ تدابير وقائية واضحة، وترافقها سيادة القانون وانفاذه بعدالة على الجميع”، مشيرا الى ان “تضخم الأموال يشكل تحديا كبيرا امام الحكومة، التي يجب أن تفعل مبدأ (من اين لك هذا؟)”.

وواصل حديثه بأن تقرير أخير لوكالة فرانس برس، تحدث عن وجود 35 ملياردير في العالم، واكثر من 16 الف مليونير في العراق.

واردف المتخصص بمكافحة الفساد قوله: انه “بالرغم من ان الحكومة لديها برنامج عمل، الا اننا نرى ان الخدمات التي تلامس حياة المواطنين لا تلبي الحاجة الفعلية، وهنا نتحدث عن قطاعات التربية والتعليم والصحة والشباب والخدمات البلدية والبيئة والزراعة والصناعة والتجارة، التي عليها الكثير من الملاحظات بسبب آفة الفساد”.

وخلص بالقول الى ان “الفساد في العراق فساد سياسي، واصبح منظومة متكاملة داخل الدولة، عززته القوى المتنفذة الفاسدة، من خلال نهج المحاصصة المقيت في تشكيل الحكومات، باعتمادها قوانين انتخابية غير عادلة، واخرى تسمح لهذه الاطراف السياسية ان تتحكم بالدولة وتستولي على ممتلكات الشعب ومقدراته”.

 

تأثير الفساد وسوء الإدارة 

الباحث في الشأن الاقتصادي نبيل التميمي، أكد أن الفساد هو المعرقل الأهم لعملية التنمية والتقدم الاقتصادي في البلد، وأن جزءا كبيرا مرتهن باقتصاد الدولة، الذي يعرقل أية خطط في الجانب الاقتصادي.

وقال انه “لدينا خطط تنموية استراتيجية محصورة بيد الدولة مثل الطرق والسكك والمشاريع والكهرباء”، مبينا أنها “قطاعات اقتصادية ومشاريعها التنموية تساهم بزيادة النمو الاقتصادي وحركة الاقتصاد، لكنها بالعادة معطلة بسبب الفساد او سوء الادارة او كلاهما”.

واضاف، “اننا بحاجة الى الية جديدة لادارة هذه القطاعات والمؤسسات”، موضحا “لدينا حكومات ديمقراطية لا مركزية في نظام مركزي وقوانين مركزية، وبالتالي فان هذا يشكل خللا هيكليا”.

وذكر التميمي ان “نظام ادارة الدولة ومؤسساتها لا يتناسب مع طبيعة النظام السياسي الراهن”.

واستطرد بالقول: ان “دعم القطاع الخاص يمكن ان يعزز عملية التنمية”، لكنه يرهن ذلك بابعاد هذا القطاع عن الواجهات الاقتصادية للأحزاب والكوميشنات التي تفرضها القوى المتنفذة على المستثمرين وغيرهم”.

وخلص التميمي الى ان العراق بحاجة الى قاعدة من التشريعات والقوانين والأنظمة والادارية التي تضمن حقوق الناس والعاملين.

 

 

سكان القضاء يشكون إهمالا حكوميا

في البعاج.. مياه الشرب تزور الأهالي مرةً كل 40 يوما!

 

بغداد – تبارك عبد المجيد

 

يشتكي أهالي قضاء البعاج في محافظة نينوى من ارتفاع نسبة الفقر وزيادة معدلات البطالة بين الشباب، الى جانب تفاقم أزمة شح المياه التي تضطر السكان الى شرائها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة عليهم.

ويقع البعاج غربي المحافظة، ويبعد عن مركز المدينة قرابة 160 كيلومترا. وتبع القضاء قرابة 100 قرية، ويضم اربعة مجمعات سكنية، وناحية القحطانية ذات الأغلبية الأيزيدية.

 

جهود دولية

يقول عبد العزيز الطائي، وهو ناشط من أهالي البعاج، إن “الاهالي يعتمدون بشكل اساسي على الزراعة الديمية في فصل الشتاء وعلى الثروة الحيوانية التي تعتبر اهم مصدر اقتصادي لتأمين القوت اليومي”، مضيفا أن “فرص العمل تتوفر في ثلاثة مواسم؛ فصل الخريف وكما يطلق عليه أهل المنطقة (الصفري) وهو موسم فلاحة الأرض أو حرث الارض حيث تكون نسبة فرص العمل كبيرة جداً. الموسم الثاني يبدأ بين فصلي الشتاء والربيع وهو موسم جني الكمأ والفكع والزبدي والكعوب وقد يصل الكيلو في مواسم الوفرة إلى 100 الف او اكثر للكيلو الواحد. ويبدأ الموسم الثالث في الصيف وهو موسم حصاد القمح والشعير”.

وعن ملف الخدمات يذكر الطائي لـ “طريق الشعب”، إن “هناك بنية متكاملة أنجزت بجهود المنظمات الدولية. ولدينا بنية تحتية جيدة جداً على مستوى القطاع التربوي. أما على مستوى القطاع الصحي فيوجد في القضاء مستشفى عام متكامل تمت إعادة تأهيله بواسطة المنظمات الدولية، وهناك أقسام طوارئ وعناية مركزة وعمليات صغرى”، مستدركا “لكن لا يوجد كادر متخصص وعلاجات”.

“المياه تصلنا مرة كل 40 يوما”

 وعن أزمة المياه، يشير الطائي الى وجود “مشكلة كبيرة يعاني منها اهالي قضاء البعاج”، لافتا الى ان “المواطن صار يشتري خزان الماء سعة 500 لتر بـ 10 آلاف دينار واصل للقرى، و5 آلاف للقصبة”.

ويردف قائلا: “يوجد مشروع ماء، لكنه لا يصل القضاء الا مرة واحدة كل 40 يوما”، مشيرا الى وجود لقاءات جرت مع محافظ نينوى بشأن هذه المشكلة، وقد تعهد بحل الازمة. ولا شيء حتى الان”.

وتعقيبا على عملية الإعمار يوضح أن “هناك أعمالا في الطرق والشوارع، إلا أنها ليست بالمستوى المطلوب”.

ويؤكد، أن نسبة الفقر في القضاء تتجاوز عتبة “30 في المائة”.

ويناشد الطائي الجهات المعنية في المحافظة والحكومة المركزية الإسراع في إنجاز مشروع ماء البعاج - ربيعة - سنجار الموحد، الذي اعلنت عنه الحكومة لكن حتى الآن لا اثر له على أرض الواقع، كما طالب المتحدث بإنشاء مشروع ري الجزيرة الغربي الذي يعزز اقتصاد البلد، ويدعم الثروة الحيوانية والزراعية.

 

تحديات

يقول فهد العجرش، مدير بلدية قضاء البعاج، إن كوادر البلديات في القضاء تعمل جاهدة على رفع الحاويات ونقلها باستخدام الكابسات الخاصة”.

ويضيف العجرش في حديث مع “طريق الشعب”، أن مشاريع تبليط الشوارع وصلت لنسبة 95 في المائة من الشوارع التي يتضمنها التصميم الأساسي”، مشيرا الى وجود تحديات تتمثل في نقص الكوادر، وبالتالي يؤدي ذلك إلى بعض التقصير وزيادة العبء على الموظفين الحاليين.

وطالب العجرش بتوظيف أيدي عاملة جديدة لتعزيز كفاءة العمل وتحقيق تواجد يومي بدلاً من يومين كل أسبوع.

 

 

من واقع المحافظات

البصرة

يشكو سكان البصرة من التلكؤات الحاصلة في انجاز بعض مشاريع تعبيد الطرق بسبب التخادم بين المقاولين وبعض المسؤولين الفاسدين، فيما يعاني القطاع الصحي من تدهور كبير في مستوى الخدمات المقدمة للناس، وذلك لإرغام المرضى على التعامل المباشر مع العيادات والصيدليات الخاصة. ورغم استكمال حفر أغلب الطرق، لم ينجز حتى الأن مشروع مد شبكة الكيبل الضوئي، مما أدى الى استمرار ضعف خدمة الأنترنيت للمشتركين.

ويبدو أن بلدية البصرة لم تجد حلاً للتخلص من النفايات دون حرقها، مما يتسبب في اختناق المارة نتيجة لإنبعاث السموم والروائح الكريهة، في الوقت الذي يخشى فيه الناس من حدوث مشاكل سياسية وعشائرية قد تعكر أجواء المدينة، أكثر مما تعكرها الأدخنة السامة، إضافة الى تواصل ترويج المخدرات ولاسيما (المارغونا)، واستخدام مجاميع (الواتساب) لبيع وشراء الأسلحة دون حسيب ولا رقيب!

 

السماوة

تزداد معاناة المواطنيين في محافظة المثنى، اقتصاديا يوما بعد يوم، نتيجة لعدم استقرار سعر صرف الدولار وارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية وخاصة الفواكهه والخضروات، فيما تعاني، اكثر محافظات البلاد فقراً، من ركود في سوق العمل وتصاعد في معدلات البطالة، أدى لهجرة الأيدي العاملة الى المحافظات الاخرى. كما لازالت المحافظة تعيش هدوءً حذراً بعد انحسار النزاعات العشائرية، الأمر الذي يدفع الناس للمطالبة بالمزيد من الحزم تجاه خرق القوانين السائدة.

 

نينوى

شهدت الاسواق المحلية في محافظة نينوى ارتفاعاً في اسعار المواد الإستهلاكية الأساسية، جراء ارتفاع سعر صرف الدولار، رافقه ركود عام في حركة البيع والشراء في الأسواق، وتنامي في معدلات البطالة، ونقص في المواد الغذائية المعروضة لدى الباعة. وقد شابت فرحة المتقاعدين بزيادة رواتبهم بمئة ألف دينار شهرياً، خشية كبيرة من تسرب الزيادة جراء ارتفاع الأسعار غير المسيطر عليها في الأسواق.  

 

واسط

ارتفعت اسعار المواد الغذائية في اسواق المحافظة على الرغم من توزيع مفردات البطاقة التموينية، فيما تعاني اسواق العقار والسيارات ركوداً كبيراً بسبب تذبذب سعر صرف العملة. ورصد مراسلنا وجود استياء شعبي كبير بسبب فتح اكثر من مستشفى أهلي مقابل المستشفى التركي الذي لم يكتمل بنائه حتى الان، فيما تعاني مدارس المحافظة من نقص كبير في المناهج الدراسية وعدم توزيع المواد كاملة على الطلبة، والتلاعب في توزيع الكوادر التربوية على المدارس، وفق التخادم الحزبي أو الفساد.

 

الشطرة

تعيش المديرية العامة للتربية واقسامها ومدارسها فوضى عارمة، بسبب الارباك الحاصل في عمليات النقل و التنسيب و تدوير الالاف من المحاضرين و اخراجهم من مراكز المدن للعمل في الريف، مما أدى لحدوث نقص حاد في الاختصاصات المهمة كالرياضيات و الفيزياء و الانكليزية مقابل زيادة في عدد اصحاب الاختصاصات الاخرى. ورغم ما حملته الأمطار من بشائر مفرحة قبيل انطلاق موسم الزراعة الشتوية، الا أن التلكؤات الكبيرة الحاصلة في مشاريع صندوق اعمار ذي قار، وخاصة تلك المتعلقة بالمجاري والمجسرات، تثير سخط الناس وخشيتهم من هدر الأموال دون أن يستفيد سكان مدينة الشطرة منها، خاصة وهي تبدو وكأنها قرية خربة.

 

 

 

 

ص5

 

في ظل تجريف المساحات الخضراء

بغداد تواجه خطر ظاهرة «المدن الجزرية»

 

متابعة – طريق الشعب

 

تحذّر وزارة البيئة من مخاطر ظاهرة مناخية تواجه بغداد وتحدق بها، يُطلق عليها “المدن الجزرية”، والتي تعني تساوي درجات الحرارة بين الليل والنهار. وفيما عزت أسباب المشكلة الى التغير المناخي والنقص الكبير في المساحات الخضراء وتجريف البساتين والقطع المستمر للأشجار، ومنها المعمّرة، اتهمت هيئة الاستثمار بمنح المساحات الخضراء إلى جهات مستثمرة، لغرض تشييد مبانٍ عليها، دون الاهتمام بالاضرار التي يلحقها هذا بالبيئة!

وبات مشهد قلع الأشجار من الأرصفة والجزرات الوسطيَّة واستبدالها ببلاطات “المقرنص” خلال السنوات الأخيرة، من المشاهد المتكررة التي كثيراً ما تثير استياء المواطنين والاختصاصيين في الشأنين البيئيّ والصحيّ، الأمر الذي أوجد مبادرات وحملات تطوعية تهدف إلى زيادة التشجير والاهتمام بالغطاء النباتي.

ووفقا لتقارير بيئية ومناخية تحدثت عنها وسائل إعلام، فإنه على مدى العقدين المقبلين من المتوقع أن تشهد البلاد 272 يوماً من الغبار سنوياً، بسبب تناقص المساحات الخضراء والجفاف والتصحّر وتناقص هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة. وفي عام 2050 قد تصل الأيام المغبرة إلى عتبة 300 يوم. إذ تعرض العراق في عام 2022 الى العديد من العواصف الغبارية، وبسبب ذلك تم نقل 5 آلاف شخص إلى المستشفى، مع إيقاف الرحلات الجوية في عدد من المطارات.

ويعد العراق أحد الدول الخمس الأكثر عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ، وفق الأمم المتحدة.

وتشير دراسات بيئية – وفقا لوكالات أنباء – إلى ان المناطق المظللة في بغداد أبرد بخمس درجات من المناطق التي لا يوجد فيها غطاء نباتي. فبدون الأشجار والنباتات، تمتص الأسطح الخرسانية والمعدنية الحرارة ثم تشعها مرة أخرى.

 

هيئة الاستثمار تجرّف المساحات الخضراء!

وزارة البيئة وجهت أصابع الاتهام بالدرجة الأولى بتجريف المساحات الخضراء والبساتين، الى هيئة الاستثمار، مشيرة إلى أن “الهيئة تمنح أراضي البساتين للاستثمار، كي تُبنى عليها مولات ومبان عديدة، من دون مراعاة تأثير ذلك على البيئة في العراق، لا سيما في بغداد” – حسب ما ذكرته مدير عام الدائرة الفنية في الوزارة نجلة الوائلي، في حديث لشبكة “رووداو” الإعلامية.

وأوضحت أن “مشكلتنا الرئيسة هي ان هيئة الاستثمار بدأت تقضي على كل المناطق الخضراء في بغداد، من خلال منحها كفرص استثمارية، ما يؤثر على جودة الهواء ويتسبب في حصول احتباس حراري ويلوّث الجو”، منوهة الى أن “العاصمة وصلت الى ظاهرة في التغير المناخي تعرف بالمدن الجزرية، وتسبب الاحتباس الحراري، ما يجعل درجات الحرارة في الصباح مقاربة لنظيرتها في الليل. وهذا غير صحيح، إذ انه من المفترض ان تكون درجات الحرارة في النهار مختلفة عنها في الليل بثلاث درجات مئوية على الاقل”.

ورأت الوائلي أن “أغلب مساحات العاصمة أصبحت تضم مباني كونكريتية، وانه لم تعد هناك اشجار كافية لتنقية الجو وزيادة نسبة الاوكسجين، ما يتطلب الشروع بالتشجير وزيادة المساحات الخضراء داخل المدينة وخارجها”.

فيما طالب هيئة الاستثمار بـ “مراعاة تواجد المناطق الخضراء الطبيعية في بغداد وكل المحافظات، وعدم اعطاء كل هذه المساحات للاستثمار في انشاء المولات والنشاطات الاخرى”، لافتة إلى أن “دائرة الاشجار والغابات في وزارة الزراعة مسؤولة أيضا عن هذا الأمر. إذ يتطلب منها الاكثار من زراعة الاشجار، والاهتمام بالغابات المحددة ضمن خارطة العراق، على اعتبار انه توجد في كل محافظة منطقة او اثنتان من الغابات، وهذه ينبغي اعادة تأهيلها”.

 

المولات بدل البساتين!

وأكدت الوائلي أن “بغداد اكثر المحافظات المتأثرة بظاهرة المدن الجزرية. حيث تم منح اغلب المساحات الخضراء الى الاستثمار فتحولت الى مولات ضخمة، في وقت ينبغي فيه ان يكون عدد الاشجار مساوياً لعدد البشر”، مشيرة إلى انه “تمت إزالة العديد من بساتين النخيل في بداية منطقة الدورة جنوبي بغداد. حيث انشأوا بدلا عنها مجمعات سكنية ومنازل. أما في منطقة التاجي شمالي العاصمة، فأيضا هناك مساحات واسعة من البساتين تم منحها للاستثمار، والحال كذلك في منطقة الراشدية شمالي بغداد”.

ولفتت مدير عام الدائرة الفنية الى أن “هناك اشجاراً معمرة يبلغ عمرها نحو 50 سنة تم قطعها، رغم فائدتها الكبيرة في تلطيف الجوء، وتثبيت الكثبان الرملية من خلال جذورها”، محذرة أمانة بغداد من أن “توسيع الشوارع في العاصمة ينبغي الا يكون على حساب المناطق الخضراء. فمن الضروري جدا عدم قلع الاشجار في ظل الاستنزاف الكبير لها”.

 

لا استجابة لمطالبات وزارة البيئة!

أما بخصوص مدى استجابة الجهات الحكومية لمطالبات وزارة البيئة بالمحافظة على المساحات الخضراء وعدم تجريف البساتين، قالت الوائلي أنه “نخاطب الجهات المعنية بشكل يومي، لكن لا توجد استجابة”، مؤكدة أن “وجود الاشجار مسألة ليست كمالية، بل ضرورية للبيئة، خصوصاً أن مشكلات الامراض الصدرية في العاصمة ازدادت في السنوات الأخيرة، بسبب نقص الغطاء النباتي وتصاعد الغبار”.

 واشارت الى ان “وزارة البيئة تتجه للاعتماد على الاشجار الاكثر صداقة للبيئة. حيث بدأنا الاهتمام بالاشجار المعمرة، وتوعية الناس بعدم التقرب منها والاضرار بها”، داعية امانة بغداد الى “الاهتمام بالمساحات الخضراء والاشجار، مع زراعة الجزرات الوسطية بالاشجار والنباتات الأخرى”.

 

 

أكول

 

«نفق التحرير»

 ليس ثكنة عسكرية!

 

حميد المسعودي

 

تهتم البلدان المتحضرة بمنجزاتها العمرانية وتتباهى بها وتسخّر إمكاناتها للحفاظ على جماليتها وتعمل جاهدة من أجل تطويرها مع الزمن، إلا أن ما يحصل في العراق عكس ذلك تماما!

مثال على ذلك النفق الدائري الذي يقع تحت ساحة التحرير وسط بغداد. فهو صمم ليكون موقعا تجاريا يضم محلات عديدة، ومعلما سياحيا جميلا، لكنه تحوّل اليوم إلى مكان مهجور. إذ يستطيع كل من يذهب إليه مشاهدة حجم التردي والإهمال الذي طال جميع مرافقه ومعالمه. فبلاطات الأرضية، وهي من “الشتايكر”، قلع معظمها، فيما الأشجار تعاني العطش، والمدرجات مكسرة والنفايات تتناثر هنا وهناك.

ولأن هذا النفق كان مأوى للمحتجين ابان انتفاضة تشرين، أغلقته القوات الأمنية بشكل محكّم، لمنع وصول المحتجين إليه، ما أصبح مكانا لتواجد القوات المسلحة بشكل دائم، تحسبا لأي طارئ احتجاجي.

ولكون النفق يقع في قلب بغداد وتحت أشهَر ساحاتها، يتطلب من أمانة العاصمة تأهيله وإحياءه وعرض محاله للإيجار، كي يعود معلما جميلا لائقا كسابق عهده. 

 

عمال “دليفري” في البصرة:

أوراقنا رسمية

ونتعرض لمضايقات أمنية

 

البصرة - ماجد قاسم

 

شكا عدد من العاملين في خدمات التوصيل “الدليفري” في مدينة البصرة، من تعرضهم لمضايقات من قبل المفارز الأمنية ورجال المرور، بالرغم من امتلاكهم أوراقا رسمية تثبت تسجيل درّاجاتهم في دائرة المرور.

وبسبب تفشي البطالة وقلة فرص العمل، اضطر الكثيرون من الشباب إلى العمل في هذه المهنة، ممن يمتلكون دراجات نارية مسجلة أصوليا في مديرية المرور.

ووفقا لما ذكره عدد من العمال لـ “طريق الشعب” فإنه أحيانا يتم حجز دراجاتهم رغم أصوليتها، ولن يستطيعوا إخراجها من الحجز إلا بعد أن يدفعوا غرامات وضرائب، مناشدين الجهات المعنية مراعاة ظروفهم المعيشية الصعبة وعدم مضايقتهم، كونهم أصحاب عائلاتهم وعملهم هذا هو مصدر عيشهم الوحيد.

ويؤكد العمال أن عملهم شاق وخطير في ظل الفوضى المرورية والازدحامات التي تشهدها الشوارع. فيما يدعون إلى تأسيس نقابة خاصة بهم، من أجل حماية حقوقهم، مع تنظيم ورش خاصة بمهنتهم، بهدف تعريفهم بالقوانين المرورية النافذة، وتزويدهم بشهادات تثبت تأهلهم لممارسة هذه المهنة.

 

 

في الحمزة الشرقي

سقف صف مدرسي يتداعى

ويسبب 3 إصابات

 

متابعة – طريق الشعب

 

أصيبت طالبتان ومعلمة بجروح طفيفة، أول أمس الثلاثاء، إثر سقوط أجزاء من سقف أحد صفوف “مدرسة البتول” الابتدائية في قضاء الحمزة الشرقي بمحافظة الديوانية، وذلك أثناء الحصة الدراسية. فيما سارعت إدارة المدرسة إلى إخلاء بقية الصفوف تحسبا لحصول حادث مشابه.

المواطن قاسم المرجاني، أحد سكان القضاء، ذكر في حديث صحفي أن “أولياء أمور الطالبات كانوا قد قدموا شكاوى كثيرة بشأن تصميم المدرسة غير الرصين، والتي شيّدت عام 2017”، مضيفا في حديث صحفي قوله أن “ المدرسة تتألف من طابقين، ويتكون سقف الطابق الأول من قواطع حديدية (صفيحة) مغطاة بمادة الأسمنت، عكس ما هو متعارف عليه في البناء، وهذا هو الحال في مدارس أخرى عدة داخل القضاء”.

ووفقا للمواطن، فإن إدارة المدرسة سارعت إلى إخلاء بقية الصفوف، خوفا من انهيار سقوفها أيضا على الطالبات.

 

 

مواساة

 

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى صديق الحزب الاستاذ علي نعيم، مدير قسم القانونية في تربية المثنى، وذلك بوفاة ابن عمه.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

 

 

سكان «حي السلام» البغدادي يختنقون

رائحة المجاري لا تطاق

 

متابعة – طريق الشعب

 

طالب أهالي “حي السلام” شرقي بغداد، أمانة العاصمة والجهات المعنية الأخرى بإيجاد حل لمشكلة فتحات التنفيس المنصوبة عند أنبوب مياه الصرف الصحي الرئيس في المنطقة، مشيرين إلى أن روائح كريهة وغازات خانقة تنبعث من هذه الفتحات.

وفي حديث صحفي قال المواطن سمير علي، أن “جميع أهالي المنطقة يعانون الروائح الكريهة  الصادرة عن فتحات التنفيس، والتي صارت تزداد يوما بعد آخر، حتى بات الوضع لا يطاق”، مبينا أن “الغازات المنبعثة من الفتحات تشبه غاز الكبريت، وسببت لنا أمراضا”.

وأكد أن “لدينا عائلات وأطفالا يصابون بحالات اختناق جراء الغازات. حتى منازلنا لم يعد أحد راغبا في شرائها بسبب الروائح الكريهة التي بدأت تصل حتى إلى الأحياء المجاورة”، لافتا إلى أن طلبة المدارس القريبة، يعانون المشكلة ذاتها.

 أما مختار الحي مالك عبد الرحيم، فقد قال في حديث صحفي أنه “قدمنا شكاوى عدة إلى المعنيين في البلدية لإيجاد حل لمشكلة هذه الروائح التي أصبحت لا تطاق، لكن المعنيين لم يجدوا حلا حتى الآن”.

وبيّن أنه “في البدء كانت البيوت تبعد عن الشارع العام وعن هذه الفتحات، لكن الآن اتسعت المنطقة، وزحف البناء حتى وصل قريبا من الفتحات. كما افتتحت علوة للتسوق قرب الموقع”، لافتا إلى أن “الناس بدأوا يشعرون بهذه الروائح، وهي خطيرة ومسببة للامراض. لذلك لا بد من إيجاد حل للمشكلة. فالجميع هنا يتنفس هواء ملوّثا”.

 

 

أهالي الدورة سعداء بافتتاح «متنزه اليمامة»

متابعة – طريق الشعب

 

افتتحت بلدية قضاء الدورة أخيرا، متنزه حي الصحة التابع للقضاء جنوبي بغداد، بعد تأهيله ورفده بالخدمات المطلوبة. وقد لاقى المتنزه الذي أطلق عليه اسم “اليمامة”، إقبالا واسعا من الأهالي، الذين عبروا عن سعادتهم بافتتاحه كونه سيوفر لهم ولأطفالهم متنفسا.

وجاء افتتاح المتنزه ضمن حملة أطلقتها أمانة بغداد لزيادة المساحات الخضراء وتحسين البيئة. وقد زوّد الموقع بمسطبات للجلوس وألعاب للأطفال وأماكن للاستراحة، فضلا عن مساحة خضراء.  ووفقا لما نقلته وكالات أنباء عن مصدر في دائرة بلدية الدورة، فإن العمل أنجز في المتنزه على مدى أسبوع.

ودعا المصدر العائلات إلى الحفاظ على المتنزه ومحتوياته.

من جانبه، قال المواطن أحمد حسن أن العائلات فرحة بافتتاح المتنزه، مبينا في حديث صحفي أنه وأطفاله قضوا وقتا ممتعا فيه.

وفيما رأى أن المنطقة أصبحت جميلة بفعل المساحة الخضراء التي يضمها المتنزه، أكد أن المواطنين ملتزمون بتوصيات دائرة البلدية بالحفاظ على نظافة المكان.

 

 

«مجاري» السماوة تلوم الأهالي!

 

متابعة – طريق الشعب

 

اضطر مواطنون في “حي الصدر” بمدينة السماوة إلى تغطية فتحة منهولة تقع على الشارع الرئيس، ولا تحتوي على غطاء، بإطارات قديمة، لتنبيه المركبات والسابلة تلافيا للسقوط فيها. لكن هذه المعالجة غير النظامية أربكت حركة المرور وتسببت في وقوع حادث سير!

وبينما حصل الحادث، أخلت مديرية المجاري مسؤوليتها من الأمر، ووجهت اللوم إلى الأهالي كونهم قاموا بتغطية المنهولة بالإطارات، مشيرة إلى أنه كان الأجدر بهم تبليغ المديرية بالمشكلة، كي تقوم بمعالجتها!

ووقع الحادث المروري عندما تفاجأ سائق سيارة من نوع “سبورتج” بالإطارات، فانحرف عن مساره واصطدم بسيارة أخرى.

من جانبه، يقول مدير مجاري المثنى علي كامل، أن “دائرتنا لم تضع الإطارات على فوهة المنهولة. الأهالي هم من فعل ذلك للحد من خطر السقوط فيها”، مضيفا في حديث صحفي: “لو ان المواطنين أبلغونا عن هذه المنهولة، لتمت معالجتها فورا بدلا من وضع الإطارات عليها وتعريض حياة السائقين للخطر”. 

ويؤكد أنه “سبق أن طالبنا الأهالي بتبليغنا في حال رصدوا أي منهولة تحتاج إلى صيانة، كي نعمل على معالجتها”.

ويضطر المواطنون إلى وضع إشارات تنبيه أمام الحفر والمنهولات المتضررة في الشوارع والأزقة، كأن يضعوا أغصان أشجار أو براميل أو إطارات وما إلى ذلك.

 

ص6

 

بلجيكا تدعو الى معاقبة إسرائيل بسبب العدوان على غزة

بروكسل ـ وكالات

 

دعت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي، بيترا دي سوتر، امس الأربعاء، إلى فرض عقوبات على إسرائيل، والتحقيق في قصف المستشفيات ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة.

وقالت دي سوتر لصحيفة نيوسبلاد: “حان الوقت لفرض عقوبات على إسرائيل. إسقاط القنابل كالمطر غير إنساني.. من الواضح أن إسرائيل لا تهتم بالمطالب الدولية الخاصة بوقف إطلاق النار”.

وذكرت دي سوتر، أن “على الاتحاد الأوروبي تعليق اتفاق الشراكة مع إسرائيل فوراً، وهو اتفاق يهدف إلى تحسين التعاون الاقتصادي والسياسي”.

وأضافت، أنه “يجب فرض حظر على استيراد المنتجات من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنع المستوطنين الذين ينتهجون العنف والسياسيين والجنود المسؤولين عن جرائم الحرب من دخول الاتحاد الأوروبي”.

وقالت، في الوقت نفسه، إنه “يتعين على بلجيكا زيادة التمويل للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي؛ للتحقيق في عمليات القصف، مع قطع تدفق الأموال إلى حماس”.

 

فرنسا تحتجز مريم أبو دقة تمهيدا لترحيلها!

 

باريس ـ وكالات

 

أعطى مجلس الدولة في فرنسا الضوء الأخضر للسلطات لطرد الناشطة الفلسطينية مريم أبو دقة، ليلغي بذلك قرار محكمة إدارية في باريس كانت علقت أمر وزارة الداخلية بطردها.

وأفاد مجلس الدولة، أعلى هيئة قضائية إدارية في البلاد، في معرض تفسيره للقرار أن “لوزير الداخلية الحق في التأكيد أنه كان من الخطأ أن تعلق القاضية في المحكمة الإدارية بباريس طرد” الناشطة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ودخلت أبو دقة، 72 عاما إلى فرنسا بشكل قانوني في نهاية أيلول حيث كان من المقرر أن تشارك في مؤتمرات مختلفة حول النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وفي انتظار تنفيذ أمر الطرد، وضعت قيد الإقامة الجبرية في بوش دو رون (جنوب شرق البلاد) حتى نهاية تشرين الثاني.

 

 

أمريكا وحلفاؤها يرفضون وقف اطلاق النار في غزة

الاحتلال يقترف مزيداً من الجرائم في فلسطين

27 مجزرة خلال ساعات

متابعة ـ طريق الشعب

 

أعلنت وزارة الصحة في غزة، امس الأربعاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 10569 شهيداً، من بينهم 4324 طفلاً، و2823 سيدة، و649 مسنّاً، بالإضافة إلى إصابة 26475 مواطناً منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

 

وأكدت الوزارة أنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 27 مجزرة خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 241 شهيداً، مشيرةً إلى أنّ 49% من الضحايا في الساعات الماضية كانوا من جنوب قطاع غزة، بما ينفي ادعاء الاحتلال الإسرائيلي بأنها “مناطق آمنة”.

وبحسب الوزارة، ارتفعت حصيلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق العوائل الفلسطينية إلى 1098 عائلة، فيما تلقّت 2550 بلاغاً عن مفقودين، منهم 1350 طفلاً لا يزالون تحت الأنقاض منذ بدء العدوان.

 

استهدف 120 مؤسسة صحية

وشدّدت على أنّ الاحتلال الإسرائيلي زاد من استهداف الطواقم الصحية، مما أدى إلى استشهاد 193 كادراً صحياً وتدمير 45 سيارة الإسعاف، مضيفةً أنّ الاحتلال استهدف 120 مؤسسة صحية، وأخرج 18 مستشفى و40 مركز صحياً عن الخدمة، بسبب الاستهداف ونفاد الوقود.

من جهتها، دعت بلدية غزة المنظمات الدولية والإنسانية وأحرار العالم للتدخل العاجل، وتوفير الحماية لطواقم الطوارئ بموجب القانون الدولي.

واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، محيط المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، اسفر عن استشهاد 10 اشخاص.

من جانها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها دمرت دبابة إسرائيلية أخرى في منطقة التوام بقذيفة الياسين 105.

وكانت الكتائب أعلنت امس تدمير دبابتين إسرائيليتين إضافيتين شمال دوار التوام بقذيفتي الياسين 105، وتدمير دبابة في شمال غرب بيت لاهيا ودبابتين جنوب غرب مدينة غزة، إلى جانب تدمير دبابة وناقلة جند شمال دوار التوام، بقذائف الياسين 105.

 

200 مسيرة انتحارية

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة شراء 200 مسيرة انتحارية من طراز “سويتش بليد 600”.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش إن عدد المدنيين الذين قتلوا في قطاع غزة يظهر أن ثمة خطأ واضحا في العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وأضاف غويتريش بأن التعاطف الذي تلقاه إسرائيل يتضاءل إلى حد بعيد بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزة. وأكد أنه يجب احترام قوانين الحرب والكف عن الانتقاء منها بحسب الحاجة، لافتا إلى أن عدد الصحفيين الذين قتلوا في غزة غير مسبوق.

وقال غويتريش إنه يتفهم قلق الإسرائيليين في ما يتعلق بأمنهم، وأشار إلى أن مسألة شكل الحكم في غزة بعد العملية الإسرائيلية تعود للشعب الفلسطيني.

 

هدنة مؤقتة

وقالت وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا إن أعضاء مجموعة السبع اتفقوا على دعم هدنة مؤقتة وممر إنساني لتسهيل إدخال المساعدات لغزة معارضين بذلك مطلب وقف اطلاق النار.

وأضافت أن أعضاء مجموعة السبع اتفقوا على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لسلام عادل ودائم، كما اتفقوا على أهمية منع مزيد من التصعيد في غزة حتى لا يمتد الصراع.

 

واشنطن تعارض وقف النار

من جانبه، صعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من معارضته لوقف إطلاق النار في غزة في تصريحات أدلى بها امس الأربعاء، قائلاً إن “أولئك الذين يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار عليهم الالتزام بشرح كيفية التعامل مع النتيجة غير المقبولة التي من المرجح أن تأتي”.

وقال بلينكن باستمرار إن “الولايات المتحدة لا تدعم وقف إطلاق النار، لأن مثل هذه الخطوة ستسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى”.

وزعم بلينكن أنّ “الولايات المتحدة ترى أنه لا يجب احتلال قطاع غزة أو تهجير الفلسطينيين منه”.

ويأتي نفي بلينكن بوجود نية لتهجير الفلسطينيين من القطاع بعد أنّ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وثيقة استخباراتية للاحتلال تتضمن عدة مقترحات، أحدها المبادرة إلى تهجير سكان غزة، أولاً إلى مدن خيام، ثم إلى مستوطنات دائمة ستتمّ إقامتها شمال سيناء.

 

 

بوريل: المأساة في الشرق الأوسط نتيجة لفشل سياسي وأخلاقي اوربي

بروكسل ـ وكالات

 

قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الوضع المأساوي في الشرق الأوسط هو “نتيجة فشل سياسي وأخلاقي جماعي” بسبب الافتقار الحقيقي للاستعداد لحل النزاع بين إسرائيل وفلسطين. وخلال كلمته أمام المؤتمر السنوي لسفراء الاتحاد الأوروبي، أضاف بوريل: “أعتقد أننا، الأوروبيون، علينا التزام أخلاقي وسياسي للانخراط، ليس فقط عبر تقديم المساعدات، ولكن بالمساهمة في حل دائم”، وفق ما أفادته صحيفة “الغارديان” البريطانية. وقال بوريل: “لدينا ثلاث مسؤوليات؛ يجب علينا الالتزام بموقع حازم ومتوازن، وتجنب جلب هذا الصراع إلى أوروبا بأي ثمن”، مشيراً إلى تصاعد معاداة السامية، وإلى أن “المشاعر المعادية للسامية والمسلمين غير مقبولة على الإطلاق”. ووفق بوريل، فإن المسؤولية الثانية، تتمثل في “حل إنساني”، مشدداً على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وأن “هدنة إنسانية” يقابلها الوصول إلى الأسرى والمحتجزين (لدى حماس) يمكن أن تكون “خطوة أولى”. وتابع أن زيادة هائلة في الدعم الإنساني، بالإضافة إلى إجلاء رعايا الدول الثالثة (الرعايا الأجانب) ورد إسرائيلي “متناسب”، جميعها أمور ضرورية. ورأى المسؤول الأوروبي أن “الأمر المهم هو التفكير في تسوية شاملة ونهائية، والتي من الواضح أنها بعيدة المنال اليوم”.

 

 

حزب الشعب الفلسطيني: غزة جزء لا يتجزأ من مستقبل الضفة والقدس

الضفة الغربية ـ وكالات

 

جدد حزب الشعب الفلسطيني موقفه الثابت باعتبار وقف العدوان الصهيوني - الأمريكي على شعبنا الفلسطيني، وحرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها في قطاع غزة، هو الأولوية الانسانية والوطنية الراهنة والعاجلة بالنسبة له، ولكل شعبنا وحركته الوطنية وأحرار العالم، إلى جانب سرعة إغاثة أهلنا في قطاع غزة وتعزيز صمودهم في كل المجالات. وأكد حزب الشعب في بيان على موقفه المتمثل في أن أي بحث أو سيناريوهات لوضع ومستقبل قطاع غزة، يجب ان يكون فقط ضمن حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية وفقاَ لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وباعتبار قطاع غزة جزءا لا يتجزأ من هذه القضية الوطنية ومن أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة. وشدد على رفض أي مخططات أو مباحثات تستهدف المساس في هذه الثوابت الوطنية، ويحذر من مغبة أي انزلاق من أية جهة كانت، أجنبية أو عربية أو فلسطينية نحو أي مخططات وتفاهمات تساهم أو تؤدي إلى عزل قطاع غزة وشعبنا الصامد فيه، أو فرض الوصاية عليه، أو لخلق كيان جديد وفق المنظور الاسرائيلي الأمريكي. وجدد الحزب تأكيده على إن الإدارة الأمريكية شريك أساسي في العدوان على شعبنا وجرائم الحرب التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحقه، وإن مواجهة مخططاتها، تتطلب وحدة الجهود كافة، وتركيزها على تعزيز الوحدة الوطنية بكل تعبيراتها وعلى صمود شعبنا في جميع المجالات وعلى كل المستويات، بما في ذلك رفض عزل أو إقصاء حركة “حماس” أو أي من الفصائل الفلسطينية.

 

 

الآلاف منهم بحاجة ماسة إلى خدمات صحية عاجلة

مرصد حقوقي يحذّر من موت المرضى في غزة مع إغلاق المستشفيات

متابعة ـ طريق الشعب

 

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن آلافًا من المرضى في قطاع غزة يواجهون الموت ببطء في غياب حد أدنى من الرعاية الطبية مع مواصلة إسرائيل حربها على القطاع للشهر الثاني على التوالي.

 

وحذر الأورومتوسطي، في بيان تابعته “طريق الشعب”، من خطر تسجيل وفيات بين المئات من مرضى السرطان والأمراض المزمنة والنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، فيما يعد نتيجة غير مباشرة لهجمات إسرائيل واستهدافها المستشفيات وقطع الإمدادات الإنسانية.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي المخاطر الجسيمة على الافتقاد المتزايد لخدمات الرعاية الصحية في غزة التي تعاني من نقص شديد في الموارد أصلًا قبل الحرب، بما في ذلك على مرضى السرطان رغم أوضاعهم الصحية الحساسة وانعدام ضمان حصولهم على الرعاية التي يحتاجونها.

وذكر البيان أن فريق الأورمتوسطي وثّق وفاة ما لا يقل عن 12 مريضًا بالسرطان في قطاع غزة في ظل إغلاق مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني الوحيد المتخصص لعلاج مرضى السرطان منذ نحو 10 أيام، وعدم توفر الرعاية اللازمة لهم في بقية المستشفيات.

وأكد أنه جرى إغلاق مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني إثر تكرار استهدافه في غارات إسرائيلية ومنع وصول الوقود والمستلزمات الطبية إليه، ما دفع إدارته إلى إخلاء المستشفى من المرضى، ونقلهم إلى منازلهم أو إلى مراكز الإيواء بلا خدمات طبية.

وقال “محمد زياد” (48 عامًا) من سكان مدينة غزة لفريق الأورومتوسطي، إنه كان يتلقى العلاج في المستشفى التركي، وعانى من ظروف صحية سيئة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى، ومن ثم استهدافه بالقصف أكثر من مرة.

وذكر “زياد” المصاب بمرض السرطان في الرئتين، أنه تم إخلاؤه من المستشفى عند الإعلان عن توقفه عن العمل إلى منزله في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، دون أن يتمكن من توفير أدويته أو أي رعاية طبية.

فيما قالت “ابتسام عودة” (57 عامًا) وهي من سكان شمال غزة، إنها اضطرت إلى الانتقال من المستشفى التركي إلى مستشفى آخر “الأقصى” وسط القطاع لكنه غير مجهز لعلاج مرضى السرطان، ما جعل حالتها تتفاقم بوتيرة هي الأشد.

وقال الأورومتوسطي إن الانشغال بتأثيرات هجمات إسرائيل الجوية والبرية والمدفعية بشكل مكثف على قطاع غزة وما تخلفه من ضحايا بأرقام قياسية يدفع بأوضاع مرضى غزة إلى الاختفاء في قائمة الأولويات المسلط الضوء عليها رغم مخاطر فقدانهم الحياة ببطء.

ونبه إلى أن الآلاف من المرضى بحاجة ماسة إلى الحصول على الخدمات الصحية العاجلة والأساسية، في ظل نقص الأدوية والإمدادات الصحية، ونقص الوقود والمياه والغذاء، مع وجود أكثر من ألفي مريض بالسرطان وأكثر من ألف مريض بحاجة لغسل الكلى للبقاء على قيد الحياة، ونحو 50 ألفًا من مرضى القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري.

كما أن آلافًا من المسنين والمرضى طريحو الفراش يفتقدون أي رعاية صحية وإمكانية الوصول إلى أدويتهم، حالهم في ذلك حال النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة الذين يهددهم الموت بالجفاف وسوء التغذية ودون رعاية.

وبينما يقدر وجود أكثر من 55 ألف امرأة حامل منهن 5,500 على وشك الولادة، فإن الكثير من النساء يضطررن إلى الولادة في منازل أو مراكز الإيواء ومرافق الرعاية الصحية المكتظة، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالعدوى والمضاعفات الطبية، فضلًا عن أن نسبة الإجهاض لدى النساء الحوامل ارتفعت بأكثر من 4 أضعاف.

ولفت الأورومتوسطي إلى أن تفاقم تدهور الأوضاع الصحية للمرضى يأتي في وقت تتجاوز نسبة إشغال المستشفيات في قطاع غزة أكثر من 200%، إذ إن مجمع الشفاء الطبي الأكبر في القطاع وصل عدد المرضى فيه إلى 5 آلاف مريض، رغم أنه مخصص لاستقبال 700 مريض فقط.

وأشار إلى أن الخطورة أنه يتم ذلك في وقت تستمر الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات وفي محيطها بينما تؤوي مئات الآلاف من النازحين داخلياً والذين لا يحصلون إلا على الخدمات الأساسية فقط ويزيدون الضغط على عمل الكوادر الصحية.

وتفتقد المستشفيات بشكل متزايد توفر وجبات الطعام والمياه الصالحة للشرب، ويضطر النازحون إلى تناول طعام ذي قيمة غذائية محدودة أو غير صالح للاستهلاك البشري، ما يزيد من سوء أوضاع الجرحى والمرضى والكوادر الصحية العاملة تحت ضغط شديد من دون توقف.

وقد تم الإعلان عن توقف عمل 18 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة حتى الآن، وبالإجمالي تم استهداف 120 مؤسسة صحية وخرج عن الخدمة أكثر من 48 مركزا للرعاية الأولية (ما نسبته 70%) بسبب الاستهداف في غارات إسرائيلية ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تجري مستشفيات في مدينة غزة وشمالها عمليات جراحية معقدة، بما في ذلك عمليات بتر الأطراف دون تخدير بسبب نقص الإمدادات الطبية.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن إسرائيل تمارس حملة عقاب جماعية هي الأشد دموية في التاريخ الحديث على أكثر من 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة بما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وخرق جسيم لقواعد الحروب.

وجدد مطالبته أطراف المجتمع الدولي لا سيما الدول الموقعة على اتفاقية جنيف بالاضطلاع بمسئولياتها بتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة ومرافق الرعاية الصحية وتزويدها بالموارد اللازمة فورًا وضمان عدم استهدافها أبدًا.

 

 

ص7

 

البرلمانيات .. هل يمثلن المرأة العراقية؟ وهل يمكن تغيير الحال دون المشاركة في الانتخابات؟

بغداد- نورس حسن

 

في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الحملة الانتخابية لمجالس المحافظات، تجد ناشطات ومواطنات متابعات أن “النساء اللواتي تم اختيارهن في السابق لعضوية البرلمان او مجالس المحافظات، لم ينجحن غالبا في تمثيل المرأة وفي الدفاع عن قضاياها”. ولهذا ينبهن إلى ضرورة الحرص على التصويت للمرشحات الوطنيات الكفوءات والنزيهات، والحيلولة دون سيطرة أحزاب المحاصصة الطائفية على الانتخابات وعلى نتائجها.

 

لا تمثيل حقيقيا للمرأة

تقول الإعلامية فادية عزت انها تشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء أداء النساء في مجلس النواب. فعلى الرغم من وجود حوالي 93 امرأة  في المجلس “لم نلمس من أغلبهن جهدا لصالح المرأة، التي تواجه تحديات كبيرة في المجتمع وعلى مختلف الاصعدة”.

واعتبرت فادية أن وجود المرأة في البرلمان “حقق منافع شخصية لأكثرهن لا غير، بل أن الكثير منهن عمل بالضد من مطالب وتطلعات المرأة، ولم يعمل حتى على إقرار قانون مناهضة العنف الاسري، بما يحد من جرائم تعنيف وقتل النساء”.

وبخصوص مشاركة النساء في الانتخابات قالت أن ذلك “ضرورة لا شك فيها، فعدم المشاركة يفسح المجال لقوى الفساد للسيطرة والتحكم بالمجتمع”. ونبهت “ إلى ضرورة أن تمتلك المرأة الوعي الانتخابي الكافي وان تنتخب من يمثلها”.

من ناحيتها تعبر المواطنة إلهام عبد الله وهي مهندسة متقاعدة عن استغرابها لعدم تبني اكثر عضوات مجلس النواب قضايا المرأة، وتقول إن المرأة في ستينيات القرن الماضي كانت مؤثرة في المشهد السياسي، على الرغم من طبيعة الحكم. إلا أن الكثير منهن كانت لهن مواقفهن السياسية الداعمة لقضيا المرأة والمطالبة بحقوقها، فضلا عن نشاطاتهن الثقافية والاجتماعية التي تعكس دورهن في المجتمع ومواجهتهن التحديات.

 

البرلمانيات فشلن في مهامهن

وترى إلهام عبدالله في تصريح لـ “طريق الشعب” أن “النساء في مجلس النواب لم يعملن لأجل قضايا المرأة بقدر عملهن على تنفيذ أوامر أحزابهن وكتلهن السياسية، الأمر الذي انعكس سلبا على البرامج التي وعدن بتحقيقها بعد انتخابهن”.

اما المحامية والناشطة المعروفة بشرى العبيدي فتعتقد ان “النساء في مجلس النواب اثبتن هزال أدائهن، وان  مطالب النساء وحقوقهن القانونية هما آخر ما يفكرن فيه”.

ضرورة المشاركة في الانتخابات

وعن رأيها في انتخابات مجالس المحافظات تقول العبيدي لـ”طريق الشعب” أن “واقع الحال لا يعكس حاجة إلى زيادة في عدد النساء المرشحات، بقدر حاجته إلى نوعية افضل للنساء اللواتي سيتم انتخابهن، فنحن نعاني من ضعف في أداء لجنة المرأة والأسرة والطفل في مجلس النواب، بل وتم ادراج عضوات اللجنة من قبل الكثير من منظمات المجتمع المدني في خانة المعاديات لقضايا المرأة، وهذا يتجلى في عرقلة تشريع قانون مناهضة العنف الاسري، وفي العمل على سحب الحضانة من الأم”.

وفي شأن كوتا النساء تقول العبيدي “انها كانت خطوة لصالح المرأة، تمكنها من الوصول إلى مناصب سياسية تشريعية، الا انها استغلت من قبل قوى الفساد عبر ترشيح نساء غير واعيات بقضايا المرأة والمجتمع”. واضافت أن “النساء في البرلمان غير مستقلات في قراراتهن فهن يتبعن آراء أحزابهن وكتلهن السياسية، لهذا وقف الكثير منهن ضد القوانين المناصرة لحقوق المرأة، أو في الاقل لم يعبر عن تأييد لها”.

وأكدت أن “قوى الفساد، وخاصة أحزاب الاسلام السياسي، قيّدت دور المرأة في صنع القرار، وجعلتها مجرد صوت يضاف لصالح ما يقرره رئيس الكتلة دون أي نقاش من جانبها”

 

تقصير وتحكم كبيران

في السياق، تشدد الناشطة النسوية الهام الزبيدي على وجود تقصير كبير في أداء البرلمان بدوراته المتعاقبة في الدفاع عن حقوق وقضايا النساء.

وتقول لـ”طريق الشعب” انه “على الرغم من عدد النساء غير القليل في مجلس النواب، إلا أنه لا تمثيل حقيقا للمرأة في البرلمان”، وتضيف ان “رؤساء الكتل هم من يختارون البرلمانيات وهم يعملون على التحكم بدورهن، وبذلك يغيب دورهن الرقابي”.

وتُحمّل الزبيدي مسؤولية التقصير للبرلمانيات أنفسهن: “فتدخل الأحزاب والكتل السياسية لا يعني رضوخ النائبات إلى الأمر الواقع، وتقبل هيمنة غايتها تحقيق مصالح شخصية، وبالتالي تناسي البرامج والوعود الانتخابية التي منح الناخبون أصواتهم لتحقيقها”. وأعربت الناشطة الزبيدي عن أملها “بفوز نوعية جيدة من النساء في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة”، مشددة على ضرورة مشاركة النساء في التصويت بعيدا عن الضغوط السياسية، لإيصال من يعوّلن عليهن في تمثيل النساء، وعدم إفساح المجال لقوى الفساد والمحاصصة الطائفية للسيطرة والهيمنة على المناصب السياسية التي تؤثر في مصير الشعب”.

 

 

مواطنة تواجه المعاناة والحرمان ببيع البنزين

 

بغداد- طريق الشعب

 

تجبر ظروف الحياة الصعبة الكثير من النساء على افتراش الأرصفة، وبيع ما يمكن بيعه مقابل اثمان قليلة، يستعنّ بها في سد متطلبات عوائلهن اليومية.

المواطنة لطيفة ياسر تعمل بائعة للوقود وسط سوق الشورجة وتقول لـ ”طريق الشعب» إن ظروف الحياة القاسية التي تعيشها بعد وفاة زوجها أجبرتها على خوض هذه المهنة لتأمين تكاليف المعيشة الصعبة، خاصة وأنها تسكن مع أسرتها في دار مؤجرة.

وتقول انها تتقاضى مبلغ 125 ألف دينار شهريا كراتب من الرعاية الاجتماعية، وان هذا أبعد من ان يكفيها  كأم لثلاث بنات وولد من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد حاولت بعد وفاة زوجها قبل ثلاثة أعوام اختيار اعمال أخرى إلا أنها فشلت، واضطرت الى العمل كبائعة بنزين في سوق الشورجة.

وتشكو لطيفة ياسر من تصرف صاحب البيت الذي تسكنه مع عائلتها، وتقول إنه «فرض علينا دفع مبلغ 300 ألف دينار هذا الشهر بدلا من 200 ألف دينار والا توجب علينا الخروج والبحث عن سكن بديل».

 

 

الأمية الرقمية ظاهرة يعانيها الكثير من النساء

من مختلف الأعمار

 

بغداد- طريق الشعب

 

تلخص المواطنة هناء حسن مستوى معرفتها الرقمية بالقول: “على مدار 38 عاما وأنا مشغولة في تلبية متطلبات بيتي وتربية أطفالي وتعليمهم. وحين كبروا وباتوا يعتمدون على أنفسهم، صار لدي وقت فراغ ووجدت نفسي أميّة في التعامل مع الأجهزة الذكية (الموبايل، الكمبيوتر)، فأضطر لطلب المساعدة عند حاجتي إلى استخدامها”. تقول هناء هذا بعد أن قضت نصف عمرها منشغلة في تدبير أمور المنزل والأبناء، بعيدا عن التطور التكنولوجي الذي بات جزءا ضروريا من حياة أغلب المواطنين اليومية.

هناء التي تجاوز عمرها (60 عاما) هي زوجة وأم كانت تعمل معلمة، ولا تمتلك اية معرفة رقمية. وقد تخرجت من معهد المعلمين عام 1990، لكنها تعتمد على الورقة والقلم حتى الآن لتدوين ملاحظاتها.

تقول هناء لـ”طريق الشعب” ان “ تعليم الحواسيب لم يكن سابقا بالمستوى الذي نشهده اليوم، وأن الكوادر التعليمية في حينها هي الأخرى لم تكن ملمة بالتعامل مع التكنولوجيا، الأمر الذي أدى إلى جعلني والكثيرات غيري عاجزين عن التعامل مع الأجهزة الذكية”، التي فرضت نفسها اليوم على الرغم من التحصيل العلمي.

وتضيف انه حتى المعاهد المختصة بتعليم الحاسوب كانت محدودة، ولم تكن تتوفر فيها الحاسبات بما يتناسب مع أعداد الطلبة “ولم نكن نعي أهميتها في حياتنا الخاصة ومستقبلنا المهني، إلى أن وجدنا أنفسنا نعاني من الأمية الرقمية”.

كذلك المواطنة صابرين نور (31 عاما) وهي طالبة ماجستير في اللغة العربية تقول لـ”طريق الشعب” إنها اكتشفت أميتها في التعامل مع برامج الكومبيوتر بعد قبولها في الدراسات العليا هذا العام.

وتقول أن معرفتها كانت تقتصر على استخدام برامج الموبايل وهي محدودة، ولكن “بعد قبولي كطالبة ماجستير اضطررت إلى التعامل مع الكثير من البرامج وأجبرت على شراء كمبيوتر”.

وتؤكد انها لو لم تقرر اكمال دراساتها لبقيت تعاني من الأمية الرقمية، و”الانشغال مثل الكثير من زميلاتي اللواتي لم يحالفهن الحظ في القبول، مشغولة في تدبير شؤون البيت وتلبية متطلبات الأسرة الكثيرة”.

الباحثة في الشأن الاجتماعي د. اسماء حميد تذكر من جانبها أن الأمية الرقمية التي يعاني منها الكثير من النساء عندنا لا تقل خطورة عن النسب المرتفعة  للنساء العازفات عن تعلم القراءة والكتابة”.

وتقول لـ”طريق الشعب” إن “هناك ضغوطا مجتمعية كبيرة وواجبات يقع تحقيقها على عاتق النساء، بما يجعل الكثير من النساء وحتى المتعلمات منهن، مقصرات في تطوير مهاراتهن وفي العمل على تمكين أنفسهن”. وتضيف ان التمكن من المعرفة الرقمية يحتاج إلى إمكانيات مالية، فضلا عن التفرغ والمتابعات المستمرة التي غالبا ما لا تجد المرأة الوقت لتحقيقها.

وحمّلت د. أسماء حميد وزارة التربية مسؤولية ارتفاع نسب الأمية الرقمية بين النساء، وقالت إن “مدارس البنات تعاني من عجز وتقصير كبيرين في الاهتمام بمادة الحاسوب”. وتوضح ان “اغلب المدارس تفتقر إلى مختبرات للحاسوب، فضلا عن نقص كبير في الكوادر التدريسية، حتى جعلت وزارة التربية من مادة الحاسوب مادة ثانوية شأن مواد الفنية والرياضة والأسرية، على الرغم من أهميتها في الحياة اليومية”.

هذا وتُظهر آخر البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط، أن اثنتين من كل ثماني نساء في العشرينات من العمر هن أميات أبجدياً وتعليمياً “لا يجدن القراءة والكتابة” مقابل ثلاث نساء من فئة الأربعينيات.  

في حين يتبين من بيانات البنك الدولي الأخيرة بخصوص المعرفة الرقمية للإناث في العراق، أن 96 من كل100 امرأة في العراق هن أميات رقمياً، لا يُجِدنَ استخدام الحاسوب، والطابعة، والأجهزة الذكية، ولا البرمجة طبعا أو استخدام برامج وتطبيقات الحاسوب.

 

عين المرأة

 

المرأة صانعة تغيير بصوتها الانتخابي

انتصار الميالي

 

من أثمن الحريات التي لم يكن فوزنا بها سهلا هي الحرية التي أعطتنا الحق في الكلام والتعبير علنا عن آرائنا.

ولعل أكثر الأصوات قدرة على فرض نفسها هو صوت المرأة التي التزمت الصمت في ما مضى، وما زالت حتى الآن احياناً. بينما حان للمرأة المؤمنة بحقوقها وواجباتها التعامل مع مجريات الحياة وعملية بناء الديمقراطية الصحيحة، بعيدا عن الضغط وسلب الرأي وتقييد حرية الاختيار، التي هي حق من حقوق كل امرأة عراقية.

 وبما إن الإحصاءات تفيد بأن هناك أكثر من (8) ملايين امرأة عراقية ناخبة، مؤهلة للإدلاء بصوتها في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات، فقد يكون خيار كل منهن صعبا، لكنه ضروري ومهم. لكن القيم العليا للديمقراطية لا تتجلى في الإدلاء بالأصوات فقط، بل أيضا في شعور كل فرد في المجتمع، امرأة كان أو رجلا، بضرورة مشاركته في التخطيط والتفكير في صنع القرارات، لا ان يكون منّفذا لما يفكر به الآخرون وما يقررون بدلا عنه.

وقد اعطى القانون العراقي المرأة تمثيلا نسبيا لا يقل عن 25بالمائة. لكن القانون وحده لا يضمن حقوق المرأة، بل ان قناعة الرجل والمجتمع ككل بكفاءة المرأة وقدرتها هي الأهم، لا سيما وهي السند والشريك له في عملية البناء والتنمية. ومع أن العراق ممتثل قانونيا لجوهر المواثيق الدولية، إلا أن النساء لم يشكّلن بعد قوة فاعلة في العملية السياسية أو في أحزابهنّ، وما زلن غائبات عن المواقع القيادية.

ورغم العوامل التي تمنع المرأة من المشاركة بشكل تام في الحياة السياسية، نتيجة تأثير الثقافة السائدة وعدم مشاركة الرجل بالشكل المطلوب في دعم المرأة لتكون مؤثرة في إحداث التغيير، اضافة الى التقاليد العشائرية والدينية المتطرفة التي لعبت دورا سلبيا، فقد تم حصر دور المرأة في مجالات البيئة والصحة والتعليم وما شابه، فيما غُيبت أو أعطيت دورا شكلياً في مجالات مثل تسوية النزاعات، والامن، والسياسة المالية، وميزانية الدولة وغيرها.

وقد شاركت النساء العراقيات بنشاط في الدورات الانتخابية رغم التهديدات الأمنية الخطيرة لكل الناخبين، وأسهمت منظمات المجتمع المدني عبر برامج التوعية في زيادة مشاركتهن وحثهن على التصويت، مشاركةً في بناء عراق افضل.

ولأجل ضمان مساهمة حقيقية ونوعية للمرأة، لابد من تضافر الجهود والمزيد من حملات التوعية وبرامج التثقيف السياسي، لأزالة كل ما يعيق مشاركتها ولادراك ان النساء والرجال شركاء اساسيون في تحقيق التغيير الجذري والشامل، واعتماد آليات عمل تتيح للمرأة إعطاء رأيها بعيداً عن أية تأثيرات، لتمكينها من تبوء مواقع قيادية تتناسب وإمكانياتها وطاقاتها،  ومع قدراتها على الاسهام في عملية التطور والتقدم التي نحلم بها.

 

 

ممرضة أمريكية تتحدث عن تفاقم الأوضاع الطبية في غزة

متابعة- طريق الشعب

 

وصفت ممرضة أمريكية من منظمة “أطباء بلا حدود” وضع الرعاية الصحية المتفاقم في قطاع غزة بفعل الغارات الإسرائيلية الوحشية المستمرة.

وقالت إميلي كالاهان في تصريحات صحفية أن فريقها رأى أطفالا مصابين بحروق شديدة في الوجه والرقبة، والأطراف، وأنه بسبب الاكتظاظ الشديد في المستشفيات يجري إخراج الأطفال عاجلا بعد العلاج وإرسالهم إلى مخيمات لجوء ليست فيها مياه جارية.

وأضافت كالاهان إنهم يحصلون على المياه لمدة ساعتين كل 12 ساعة ، وأنه لا يوجد سوى أربع مراحيض في مركز كبير بخان يونس جنوبي قطاع غزة، الذي تديره وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا).

وذكرت أن هناك أطفالا مصابين بحروق وجروح مفتوحة وبتر جزئي للأطراف، وهم يتجولون على هذا الحال. وأضافت ان “الآباء يجلبون أطفالهم إلينا ويسألوننا  المساعدة، لكننا عاجزون بسبب افتقارنا الى الإمدادات”. وأشارت إلى أنها وفريقها اضطروا إلى طلب المساعدة من أصدقاء لهم للحصول على طعام وماء، وقالت: “لا أبالغ عندما أقول إننا كنا سنموت جوعا لولا هؤلاء الاصدقاء”.

 

 

ص8

 

قاسم حنون وفريقه الاعلامي يُعرّفون ببرنامج تحالف قيم المدني

 

قام قاسم حنون تركي، مرشح الحزب الشيوعي العراقي في تحالف قيم المدني لإنتخابات مجلس محافظة البصرة والفريق الإعلامي له، بجولة ميدانية في قضاء شط العرب، التقى فيها بالناخبين وتعرّف على مشاكلهم، وشرح لهم أهمية المشاركة في الإنتخابات لتحقيق التغيير، معّرفاً ببرنامج «تحالف قيم المدني»، وداعياً للتصويت له. كما جرت نشاطات ميدانية أخرى في المحافظة شملت القرنة وسوق القضاء ومنطقة الشرش لحث المواطنين على المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات والتصويت إلى مرشح الحزب والتحالف. وركزت الجولة على التزام الشيوعيين بقضايا الوطن والشعب ونضالهم لتغيير نهج المحاصصة، واستبداله بالدولة الوطنية الديمقراطية التي تضمن العدالة الاجتماعية وحقوق المواطنين وحرياتهم. ولقيت الجولات تجاوباً متميزاً من الناخبين، الذين وجدوا في برنامج الحزب ورؤية تحالف قيم المدني سبيلاً واضحاً للخلاص من المحاصصة والفساد ولإنتشال البصرة من واقعها المأساوي والدفاع عن مصالح مواطنيها، مشددين على أهمية المشاركة الفاعلة في التصويت بغية تحقيق التغيير المنشود، ومعربين عن ثقتهم بالشيوعيين ومسارهم النضالي ومصداقية وعودهم. هذا وشملت النشاطات زيارة عوائل الشهداء والمرضى.

 

 

سلوان الأغا: التغيير مرهون بالمشاركة الواسعة في الانتخابات

وضمن نشاطاته الإنتخابية، أقام المهندس الاستشاري سلوان الأغا مرشح الحزب الشيوعي العراقي في تحالف قيم المدني لإنتخابات مجلس محافظة بابل والفريق الإعلامي له، ندوتين حواريتين بين أهالي منطقتي الطهمازية والجمعيات، جرى فيها حوار واسع حول أهمية المشاركة في انتخابات مجلس المحافظة، لتحقيق التغيير وضمان الحصول على الخدمات الاساسية، وهو ما يضمنه برنامج «تحالف قيم المدني». كما شهدت الندوة مناقشات هامة بين المرشح والجمهور حول النظام السياسي والدستور والقوانين ومشاكل المحافظة، شرح فيها المرشح الأغا بشكل مفصل، سياسة الحزب الشيوعي العراقي، الهادفة احداث التغيير وفرض معادلة جديدة تهدف إلى خدمة المواطنين بعيدا عن نهج المحاصصة المأزوم.

وفي مناطق التاجيات2 والعزة والحكانية، كانت للمرشح الأغا جولات ميدانية التقى فيها بالناخبين وتحاور معهم حول مشاكلهم وسبل معالجتها ودعاهم للمشاركة في الإنتخابات والتصويت لبرنامجه، الذي يلبي عملياً طموحاتهم ويساهم في حل ما يعانونه من مشاكل، خاصة في رفض نهج المحاصصة، وترصين مؤسسات الدولة والعمل على تقديم الخدمات وإنجاز المشاريع، وهو ما لقي ترحيباً كبيراً من الناخبين، الذين اشاروا الى قدرة الحزب الشيوعي العراقي على ايجاد التغيير الحقيقي، لما يتمتع به من تاريخ مشرف وعريق، ولما يجترحه مناضلوه من مآثر كفاحية.

 

 

فلاح إسماعيل حاجم.. جولات ميدانية مستمرة للتعريف ببرنامجه الانتخابي

أقام مرشح الحزب الشيوعي العراقي في تحالف قيم المدني، لإنتخابات مجلس محافظة الديوانية، فلاح إسماعيل حاجم وفريقه الإعلامي، جولة في منطقة الحي العسكري الغربي التابع إلى قضاء الشامية، جرى خلالها الحديث عن برنامجه الانتخابي ورؤية «تحالف قيم المدني» في معالجة المشاكل الكبيرة التي تعاني منها جماهير المحافظة منذ سنوات، فيما تم توزيع نسخا من السيرة الذاتية والبطاقة التعريفية للمرشح. وقد لقيت الجولة تفاعل الأهالي وتأييدهم للمرشح وما طرحه من حلول لمشاكلهم.

 

 

بشرى أبو العيس: لدينا امل حقيقي في الخلاص من المحاصصة

 

واصلت بشرى أبو العيس، مرشح الحزب الشيوعي العراقي في تحالف قيم المدني لإنتخابات مجلس محافظة بغداد والفريق الإعلامي لها، حملتها الانتخابية داخل مناطق عديدة في بغداد للتعريف ببرنامجها الانتخابي وأهداف «تحالف قيم المدني»، فإلتقت بالناخبين في منطقتي  المنصور والحرية، وتعرفت على مشاكلهم وهمومهم وتبادلت معهم الحديث عن برنامجها الإنتخابي وما يمثله من أمل حقيقي في الخلاص من نهج المحاصصة والفساد واستبداله بنظام يقوم على المواطنة والحرية والعدالة في توزيع الثروة وتوفير فرص العمل وتأمين الخدمات الاساسية للناس، داعية للتصويت لها، لتأمين ذلك. وشهدت الحوارات ردود افعال ايجابية، حيث عبّر المواطنون عن ثقتهم بالشيوعيين، اصحاب الأيادي البيضاء، ورموز الإخلاص للوطن وقضايا الشعب، ورحبوا بالمرشحة ووعدوا بدعمها عبر المشاركة المكثفة في الإنتخابات وبالتصويت لها ولبرنامجها الإنتخابي.

كما قامت الرفيقة بشرى أبو العيس وفريقها الإعلامي بجولات أخرى في محيط الجامعة التكنولوجية ومنطقة الصناعة والبلديات واحياء شارع الكفاح، حيث تم توزيع الملصقات والكارتات التعريفية وصحيفة حزبنا «طريق الشعب» وملاحقها على المواطنين، وجرى حوار معهم حول اهمية المشاركة الجادة في الإنتخابات والتصويت للبرامج التي تلبي طموحات الناس في الخلاص من نهج المحاصصة والفساد، وضمان مجالس محافظات تؤمن الخدمات الأساسية، التي يفتقر لها المواطنون، وتكافح الفساد وتصون المال العام وتحمي أرواح وممتلكات وحريات العراقيين، مؤكدين على ما يتضمنه برنامج المرشحة أبو العيس وتحالف قيم المدني من اهداف تتجاوب مع حاجات الشعب. هذا ولقيت الجولات ردود فعل ايجابية ودعماً جماهيرياً متميزاً للمرشحة والحزب والتحالف.

 

 

تيسير حذر العتابي يواصل لقاءاته وجولاته الميدانية في واسط

 

واصل مرشح الحزب الشيوعي العراقي في تحالف قيم المدني، لإنتخابات مجلس محافظة واسط، تيسير حذر العتابي، جولاته في مدن وقرى وأرياف وأقضية المحافظة، لعرض برنامجه الانتخابي وللدعوة له، حيث التقى بالناخبين في منطقة (المزاك)، بدعوة كريمة من الوجيه سلمان هنون (ابو مالك)، وأجرى معهم حواراً معمقاً حول الانتخابات ورؤيته فيما يتعلق بتقديم الخدمات لأبناء المحافظة، الذين يعانون من مشاكل جمة كأزمة شحّ المياه وتدهور الإنتاج الزراعي وانتشار الامراض بسبب التلوث البيئي، وما تحمله هذه الرؤية من حلول تنهي مظاهر سوء الإدارة والفساد والفشل في تنفيذ الخطط العملية لتغيير أحوال المواطن الواسطي.

كا التقى المرشح العتابي بعدد من الاساتذة في قرية الانتصار وعدد من الطلبة الطامحين إلى التغيير، وأجرى معهم حواراً حول مشاكلهم وسبل معالجتها، مما دفعهم للإقتناع ببرنامجه والتطوع لدعمه في حملته الإنتخابية، كي يصبح ممثلاً عنهم في مجلس المحافظة، وصوتاً ينتزع حقوقهم المسلوبة.

 

 

علي احمد الغراوي يطرح مشروعه للانتخابات المحلية في ميسان

وفي ميسان قام علي احمد الغراوي، مرشح الحزب الشيوعي العراقي في تحالف قيم المدني، لإنتخابات مجلس محافظتها، بجولة ميدانية بين أهالي القادسية و منطقة الجديدة والسوق الكبير وعدد من المقاهي والتجمعات الشبابية، شرح خلالها مشروعه الانتخابي ورؤية «تحالف قيم المدني»، وحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات واختيار مشروعه الوطني الهادف إلى خدمة ميسان وتغيير واقعها المرير، مبينا أهمية مجلس المحافظة في تقديم الخدمات ومعالجة المشاكل التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر. كما تم توزيع جريدة الحزب وملاحقها والملصقات الدعائية ونسخ من البرنامج الإنتخابي للمرشح. ولقيت الجولات واللقاءات ردودا إيجابية عديدة من المواطنين الذين رأوا في برنامجنا الإنتخابي تلبية حقيقية لطموحهم في مشروع وطني ينهي المحاصصة ويمهد لدولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

 

 

ص9

في مهرجان «طريق الشعب» الثامن

ياسر السالم: الصلة المباشرة مع الجماهير هي الاشدّ تأثيرا

بغداد ـ طريق الشعب

 

في باكورة نشاطات مهرجان “طريق الشعب” الثامن، استضافت خيمة الندوات الرفيق ياسر السالم، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، للحديث عن “الإعلام ونزاهة الانتخابات” والدور الذي ينبغي أن يلعبه الإعلام الوطني في إنجاز عملية التغيير المنشودة، قدمه فيها الرفيق سيف زهير.

 

اشار الرفيق السالم في حديثه الى أن “جانبًا كبيرًا من العملية الانتخابية يرتكز على الإعلام. وكما هو الحال في كل دول العالم وعلى مر التاريخ، فإن الطبقة المهيمنة هي التي تتحكم بالمؤسسات الإعلامية، وتحولها أداة تنفيذ لأجندتها ولتوجيه الرأي العام لصالحها، حتى لو عمدت لتزييف الحقائق. ومن البديهي أن تلعب الإمكانيات المادية لهذه الفئات المتنفذة دوراً في سيطرتها على صناعة الإعلام بمختلف أشكاله”.

حيادية الاعلام في العراق

وقال السالم بانه لا يوجد إعلام محايد وموضوعي في العراق في الوقت الحالي الا ما ندر، فما هو موجود مرتبط بالطبقة المهيمنة، بالبرجوازية الطفيلية والبيروقراطية، التي تعتاش على ثروات البلد، وتستغل الأموال في استخدام أدوات التأثير وفي مقدمتها وسائل الإعلام، بغية إدامة هيمنتها على السلطة والثروة.

وأكد السالم أن “مجمل القنوات الإعلامية ووكالات الأنباء والصحف هي في الغالب مرتبطة بأحزاب وشخصيات سياسية موجودة في السلطة، وحتى تلك التي تدّعي الإستقلالية، فهي في حقيقة الأمر مرتبطة بهذا الشكل أو ذاك بأجندة ما وتخدم اتجاهًا سياسيًا معينًا، وهناك العديد من الأمثلة المتعلقة بما يخوضه المتنفذون من صراعات سياسية واجتماعية خلال السنوات الماضية عبر وسائل الإعلام”. وأضاف بأن “لا أحد ينتظر من الفاسدين التعامل بأخلاقيات العمل السياسي، لأنهم فاقدون اساساً للمنظومة الأخلاقية، وبالتالي هم يفعلون كل شيء لتزييف الحقائق والوعي، و من أجل صناعة أوهام. وخير مثال على ذلك وجود بعض الشخصيات السياسية والاعلامية التي تظهر في الإعلام لتتحدث عن الاستقرار وكأنه حقيقة قائمة، فيما يفند الواقع ذلك”.

 

منظومة مأزومة

وبيّن الرفيق ياسر السالم بأن “البلد يواجه أزمات عديدة، وتسودة حالة من عدم الاستقرار، جراء نهج المحاصصة الطائفية والإثنية، وتغول الفساد وانتشار السلاح المنفلت، وما تواصل أزمة سعر صرف العملة الوطنية وتأثيرها القاسي على الواقع المعاشي للمواطنين والكادحين منهم بشكل خاص، وأزمة المياه والجفاف الذي يعاني منه العراق، والتي سببت حسب آخر إحصائية لوزارة التخطيط بنزوح 126 ألف عائلة من مناطقها الريفية خلال عام 2023 فقط، الاّ أمثلة صارخة على ذلك. وهناك أيضاً صراع الإرادات والعصابات التي تحاول فرض سيطرتها على أموال الدولة. من هنا تكتسب الهيمنة على وسائل الإعلام وتجنيدها لتغييب وعي الناس وخلق حالة من الوهم لديهم، أهمية كبيرة عند الفاسدين والمتنفذين”.

الإعلام والإنتخابات

وأكد السالم على أن لوسائل الإعلام تأثيرات كبيرة على الإنتخابات، “من خلال توجيه خطاب محدد للجمهور يدعم شخصيات وقوى محددة، غالباً ما تكون إما من قادة الكتل السياسية المتنفذة والمشاركة في الانتخابات أو من المرشحين، بحيث يصبح ظهورهم في الإعلام ووصولهم الى الناس متاحًا دوماً، فيما لا يتمكن المرشحون ممن لا يمتلكون مؤسسة إعلامية أو مالاً يدفعوه لهذه المؤسسات، من الحصول على فرص متشابهة أو حتى متقاربة مع فرص هؤلاء، ويصبح وصول خطابهم ورؤيتهم للجمهور أصعب، وبالتالي يصعب على الناخبين التعرف على هؤلاء المرشحين وعلى برامجهم، بغية التصويت للأفضل”، موضحًا أن “المحرك الأساسي للإعلام الأن هو المال والمال السياسي بالتحديد، وما يُدفع كفيل بتوفير المساحة الإعلامية للظهور، وغير ذلك يعني الاعتماد على النفس وعلى الصلة المباشرة مع الناس والسمعة وثقة الناس بك”.

وسائل التواصل

وبيّن أن “وسائل التواصل الاجتماعي لها عدة استخدامات، ونحن نعرف أن هذه الوسائل متاحة للناس، وبإمكان أي شخص أن يعبر عن رأيه من خلالها، ومع ذلك، لا يتم التعامل فيها بشكل عادلٍ، بمعنى أن من لا يملك المال في وسائل التواصل لا يتساوى أيضا مع الآخرين الذين يمتلكونه”، مشيرًا إلى أن “المساحة التي نعتقد أنها متاحة للجميع هي بالأساس غير متاحة، وتحتاج إلى أموال طائلة من أجل الترويج والوصول إلى الجمهور، وخير مثال على ذلك ما شهدناه في حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، فقد كان التقييد على هذه الحملة دليل أخر على زيف الادعاء بأن وسائل التواصل هي إعلام الشعب ومتاحة للجميع”.

تقصير المفوضية

وانتقد السالم “عدم وضع قواعد إعلامية متكاملة من قبل مفوضية الانتخابات واقتصار الأمر على بعض التعليمات والأطر العامة”، مؤكدا على أن “عدم وجود تعليمات وضوابط تحقق مستوىً من العدالة لظهور كافة المرشحين بشكل متساوٍ أمام الجمهور، يعّد خللاً كبيراً، يضاف الى عدم قيام المفوضية نفسها بحملة إعلامية دعائية لحث الناس على المشاركة في الانتخابات، رغم قيامنا بتنبيهها على ذلك قبل أشهر من الآن”. وأشار إلى أن “ملايين العراقيين لم يستلموا بطاقاتهم حتى الأن، رغم انهم قاموا بتجديدها، كما لم نرَ فِرقًا جوالة من المفوضية أو حملة لحث الناس على المشاركة الفاعلة في الانتخابات”.

 

الصلة بالناس هي الأقوى

ونوه الرفيق ياسر السالم إلى أن “عدم توفر المال للدعاية يجعل الأصوات التي يحصل عليها المرشح غالية جدًا، لأنها أصوات لم تتأثر بكل حملات التزييف والتضليل وحملات التلميع التي تقودها المؤسسات الإعلامية المدفوعة الثمن”، كاشفًا على سبيل المثال، عن حصول إحدى المؤسسات الإعلامية على 5 ملايين دولار من أجل تغطية حملة تحالف واحد فقط!.

وأوضح السالم أن “من يعمل من أجل البقاء في السلطة، وليس خدمة الناس، فاقد للقدرة على التنافس الإنتخابي النزيه، لذلك يستخدم كل الأساليب غير الحميدة لتحقيق غايته، بمعنى أنه لا يكتفي فقط بالترويج لحملته الانتخابية ولقائمته، بل هو أيضًا يستخدم ويدفع الأموال من أجل تسقيط الآخرين وما حدث مع “تحالف قيم المدني” وشخوصه من تشويه، دليل دامغ على أن هذه حملات مدفوعة الثمن، وإنها ربما ستشتد في الفترات القادمة، لاعتبارات عديدة، من أبرزها خوف المتنفذين الفاسدين من الخطر الكبير الذي يمثله هذا التحالف على سلطتهم وإمكانياته في استقطاب جمهور واسع”.

وأكد السالم على “وجود حملة كبيرة لتشويه صورة مرشحي “تحالف قيم المدني” وترويج ادعاءات بوجود تحالفات مدنية وديمقراطية منافسة له، رغم ما يلقاه هذا الترويج المضلل من صعوبات”، مشيرًا إلى “حصولنا على قائمة بأسماء مدونين مؤثرين، تم التعاقد معهم لكي يشنوا حملات لهذا الطرف أو ذاك مقابل رواتب شهرية، نعم لقد وصلت الأساليب والممارسات غير الشريفة للترويج والدعاية لبعض الأطراف السياسية، الى هذا الحد من الإسفاف للأسف”.

واستغرب السالم من “ارتباط بعض الأسماء الكبيرة بمثل هذه المشاريع المشبوهة، حيث إن مستوى كتاباتهم ومواقفهم يثير الدهشة من انخراطهم في مثل هذه المشاريع، ويرينا مدى التأثير الكبير للمال السياسي على الحملة الانتخابية، ومدى الحاجة لفضح هذه الممارسات التي تحاول تزييف الوعي وطمس الحقائق، في كل المنابر الإعلامية المتاحة”.

وأشار إلى أن “مستوى الوعي تغير ومساحته اتسعت في الوقت الحالي داخل المجتمع العراقي، رغم أن فيه جانبان، أحدهما سلبي ومحبط ويرفض العملية السياسية، والأخر ايجابي وهو الذي يقاوم هذه المنظومة ويسعى إلى التغيير”.

 

جايين نغيّر

وأشار السالم إلى أن “الأحزاب والقوى المدنية قررت المشاركة في الانتخابات المحلية لأنها تعتقد بوجود إمكانية وفرصة جيدة لتحشيد الجمهور باتجاه مشروعها الوطني الذي يقف في الضفة المقابلة لمنظومة المحاصصة والفساد، ويمكن تعبئته في هذه المرحلة الحرجة والحساسة”.

وذكر بأن “كل ذلك يعتمد على الخطاب السياسي والقدرة على تقديم خطاب مقنع، وامتلاك أدوات هذا الخطاب و رؤيةً وموقفًا سليمين، وأحيانًا امتلاك لغة سليمة، يمكن من خلالها أن تتم مخاطبة مستويات عديدة من الوعي وبأشكال مختلفة”.

وشدد على أن “التواصل المباشر هو أفضل الطرق للتأثير في مزاج الناخب العراقي ووعيه، دون أن يعني ذلك التقليل من قيمة بقية وسائل الاتصال سواء كانت وسائل التواصل الاجتماعي أو الفضائيات أو الإذاعات أو وكالات الأنباء وحتى الصحف، ولكن إذا كان تأثير تلك المواقع هو 50 في المائة على الناس، فالصلة المباشرة وحدها توازي تلك الوسائل مجتمعة”.

وأكد “نحن نخوض هذه الحملة سياسيًا وإعلاميًا، ومن الجيد أن نرصد المخالفات التي تقع، وأن نطرح الخطاب بعدة طرق، فمهما جرى الحديث عن نزاهة الانتخابات يبقى الأمر نسبيًا لأن المال السياسي يبقى مؤثرًا في العملية الدعائية وبطبيعة الحال من يمتلك الأدوات والمال سيصل إلى أكبر مستوى من الجمهور في مقابل طرف آخر من الصعوبة ان يصل، ولكن هذه العملية ليست دائمًا وثيقة الصلة بتحقيق الفوز”.

وتابع أن “كل الانتخابات ترافقها قفزات في الوعي وتظهر نتائجها بشكل يخالف استطلاعات الرأي الرصينة التي كانت تجري في وقتها، وهنالك أمثلة عديدة في أمريكا اللاتينية وغيرها، حيث الأحزاب اليسارية تصدرت المشهد خلافاً للتوقعات السائدة آنذاك”.

 

 

انتخابات مجالس المحافظات

محطة في الصراع نحو التغيير

حسن المياحي

 

اربعون يوماً فقط باتت تفصلنا عن موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتي تجرى للمرة الأولى منذ اكثر من عشرة أعوام، كي تستأنف عملها الرقابي والتشريعي المحلي، والذي أوقف منذ عام 2019.

ورغم الجدل حول أداء وعمل هذه المجالس، وما رافق ذلك من تلكؤ وفساد وغيرها من مشاكل الحياة السياسية المشوهة في بلادنا، والتي عمدت الأحزاب المتنفذة على ترسيخها في مؤسسات الدولة بهدف بسط نفوذها وتحويل امكانات الدولة إلى أداة لتحقيق مصالحها وغاياتها، ورغم وجود اصوات كثيرة تدعو إلى مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها، وهي أراء محترمة قطعًا ولها أسبابها ومبرراتها التي قد تكون مقنعة في جوانب منها، فإن الاعتقاد السائد حالياً، يرجح أسباب ومبررات المشاركة الفعّالة في الانتخابات، ويمنحها الأفضلية، خاصةً في ظل الأوضاع السياسية العامة ومحاولة جهات معينة الهيمنة على السلطة و فرض الاتجاه الواحد على العراقيين والتفرد بإدارة مؤسسة مهمة مثل مجلس النواب، مما يعزز من أهمية المشاركة في الانتخابات، لعدم منح هؤلاء فرصة اخرى لتكريس نفوذهم في مؤسسات الدولة الدستورية.

لقد بات من المعروف أن صنع عملية التغيير بحاجة إلى جهد مضنٍ ومتواصل، وإن الادعاء بإمكانية إزاحة طغمة المحاصصة والفساد في جولة واحدة، أمر لا يبدو منطقيا، لذا لا بد من تحديد الهدف من المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة والمتمثل بتحقيق تمثيل جيد للقوى الوطنية والمدنية الديمقراطية، يسد الطريق امام سعي قوى المحاصصة والفساد للإنفراد بالسلطة.

وبناءً على ما تقدم، فإن صوت الناخب في يوم الاقتراع أمانة ومسؤولية وضمان لمستقبل الأجيال القادمة، لذا يتوجب التفكير جليًا في برامج الائتلافات والأحزاب السياسية والمرشحين وتاريخهم قبل منح الصوت الذي يتقاتلون عليه الآن. كما أن علينا عند الاقتراع أن نتذكر من أدار ظهره لمطالبنا العادلة ومن ساندنا على طول الخط، أن نتذكر الجهات التي تريد تغييب الهوية الوطنية و إبراز الهويات الفرعية و تغييب الوعي وقتل طموح الشباب، وأن نتذكر من حفزنا دوماً للعمل من أجل الحرية والتغيير والعدالة والمساواة.

إن المشاركة الفاعلة في الانتخابات وإحداث التغيير ضرورة ملحة وهي ممكنة وإن كانت بحاجة إلى جولات متعددة، وعلينا عدم تفويت هذه الفرصة وعدم العزوف عن المشاركة، لأن ذلك كفيل بإعادة تدوير نفس الأحزاب المتنفذة ووجوهها وادواتها، والبقاء في دوامة الفساد والتمييز والظلم.

 

ص10

رضا الظاهر في كتاب جديد.. اضطهاد النساء.. مقاربة نقدية

 

كمال فهمي

 

بـكتابه الجديد (اضطهاد النساء .. مقاربة نقدية)، الصادر، مؤخرا، عن دار (الرواد)، يضيف الكاتب رضا الظاهر مساهمة جديدة متميزة الى انجازاته الابداعية متمثلة بكتبه وأبحاثه الهامة.

ويضم الكتاب، الذي صمم غلافه تينو نجيرا، وأخرجه فنيا حسين مهدي، 9 فصول تتناول القضايا الأساسية التي يتصدى المؤلف لها، ليبحث في منهجية تحليل الاضطهاد، ومفهومه وجذوره، ويحلل البطرياركية، ويضيء مفهوم الجندر، واختراق إنجلز في كتابه (أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة)، ووضع النساء في ظل العولمة الرأسمالية، والعلاقة بين النسوية والماركسية، ويختتم كتابه بفصل يعيد فيه تقييم ماركس بشأن موضوعة اضطهاد النساء.

ومما جاء في نص الغلاف الأخير أن “هذا الكتاب هو محاولة نقدية تمهيدية لتحليل اضطهاد النساء، ومعالجة تسعى الى ايقاظ الجدل لوضع هذه المسألة في سياق نظري منهجي، نبتغي، من خلاله، إضاءة كيف أنه من الممكن (بل ومن الضروري) استخدام المنهجية الماركسية لتنظير الأسس الرأسمالية لاضطهاد النساء، وتشخيص الامكانيات الراهنة المفتوحة أمام النظرية والحركة النسويتين”.

ويؤكد الكاتب رضا الظاهر على أننا، كماركسيين، ننطلق من حقيقة أن اضطهاد المرأة، ونحن نعيش في مجتمع بطرياركي، هو، في الجوهر، اضطهاد اجتماعي. وبالتالي فان تحرير النساء لا يتم الا عبر تحرير المجتمع، والعكس صحيح.

ويشير الى حقيقة أن الماركسية دافعت، منذ البداية، عن تحرر المرأة. وجادل ماركس وإنجلز بأن الطبقة الحاكمة تضطهد النساء في المجتمع وداخل الأسرة. وأوردا في (البيان الشيوعي) أنه “ليست امرأة البرجوازي عنده سوى أداة إنتاج بسيطة، وهو يسمع أن أدوات الإنتاج يجب أن تكون مشتركة، فيستنتج من ذلك، بالطبع، أن النساء، أنفسهن، سيسري عليهن ذلك. ولا يدخل في وهم البرجوازي أن المسألة هي على العكس تماما، وأننا نريد إعطاء المرأة دورا غير هذا الدور الذي تقوم به الآن كأداة انتاج بسيطة”

ويضيف المؤلف أن كتابات ماركس حول الجندر والعائلة أكثر جوهرية وقيمة مما هو معترف به عادة. فقد أظهر ماركس بصيرة عميقة في علاقات الجندر في عصره، مشيرا الى الحاجة الى تحويل كامل للمجتمع الذي لابد أن يشتمل على علاقات جديدة بين الرجال والنساء. وكان هذا واضحا في (مخطوطات 1844)، وهو ما تجسد في كتاباته ونشاطه السياسي طوال حياته.

ومن الأهمية بمكان أن قضية تحرير المرأة لم يتم تناولها نظرياً، في سياق التقليد الماركسي، على أنها شأن يخص النساء فقط، وانما كقضية لكل المجتمع.

وفي هذا السياق يرى الظاهر أنه مما له دلالة عميقة أن نتذكر هنا أحاديث لينين البليغة مع الثورية الألمانية كلارا زيتكن عام 1920، اذ قال “هل هناك أي دليل ملموس أكثر (على القمع المستمر للمرأة) من المشهد الشائع لرجل يراقب بهدوء امرأة تفني نفسها في عمل تافه، رتيب، يستنزف الوقت والجهد، مثل الأعمال المنزلية، يراقب روحها تتآكل، ذهنها يزداد قتامة، تخفت نبضات قلبها، وتفتر إرادتها؟ … عدد قليل جداً من الأزواج، ليسوا حتى البروليتاريين، يفكرون بما يمكن من تخفيف أعباء وهموم زوجاتهم، أو تحقيق الراحة لهن، لو مدّوا يد العون في “أعمال النساء”. لكن لا .. فهذا من شأنه الحط من “تميز وكرامة الزوج”. إنه يطلب أن يتمتع بالراحة والسكينة …

علينا اقتلاع وجهة نظر مالك العبيد القديم، سواء في الحزب أو بين الجماهير. هذه واحدة من مهامنا السياسية، وهي مهمة ضرورية على وجه السرعة بما يوازي تشكيل فريق عمل مؤلف من الرفاق، الرجال والنساء، مع تدريب نظري وعملي شامل لعمل الحزب بين النساء العاملات”.

ومن ناحية أخرى، وفي سياق دراسة العلاقة بين الماركسية والنسوية يشير الظاهر الى أن باحثات نسويات ماركسيات انتقدن الحركات التي اختزلت علاقات الجندر الى علاقات طبقية. ووصفت الباحثة الكندية (الايرانية الأصل) شهرزاد مجاب هذا التوجه باعتباره قراءة غير ديالكتيكية لماركس حوّلت الحتمية السياسية الى حتمية اقتصادية.

وينوه بمساهمة الباحثة الأميركية (الأرجنتينية الأصل) مارثا جيمينيز، التي امتد تطبيقها للماركسية في ما يخص اضطهاد المرأة لعقود من الزمن. فقد لعبت، شأن الباحثة الأميركية ليز فوغل، دوراً فعالاً في الجدل حول الماركسية مع النسويات الأخريات. ولا يمكن بالطبع عدم إضاءة مساهمات نسويات ماركسيات بينهن، على سبيل المثال، البريطانية ميشيل باريت، والأميركية هيذر براون، والايرلندية جوديث أور.

ويقول إن الماركسية والنسوية تنجزان الوعد الذي قطعته الثوريات الماركسيات: تفسير كيف ولماذا يتعين على الماركسية والنسوية كمشروعين تحريريين وقضيتين سياسيتين مترابطتين، أن تلتقيا على الرغم من كل المشاريع السياسية والآيديولوجية الساعية الى فصلهما.

وفي سياق هذا الفهم لم تر أي من النساء العظيمات الاشتراكيات أن عملهن يقتصر على تنظيم النساء. لقد كانت إليانور ماركس وروزا لوكسمبورغ وكلارا زيتكن وألكساندرا كولونتاي، والعشرات من قائدات الحركة النسائية، مقاتلات كرسن طاقتهن للاشتراك في نضال العمال الرجال والنساء العاملات.

ولعل من الأهمية بمكان أن يعود المؤلف الظاهر الى تقييم روزا لوكسمبورغ للعلاقة بين الصراع الطبقي واضطهاد وتحرر النساء، اذ تقول: “اذا كانت المسألة مسألة تصويت سيدات برجوازيات فان الدولة الرأسمالية لا يمكن أن تتوقع سوى الدعم الفعال للرجعية. فمعظم أولئك النساء البرجوازيات اللواتي يتصرفن مثل اللبوات في الكفاح ضد “امتيازات الرجال” سيهرولن مثل حملان سهلة الانقياد في معسكر الرجعية الاكليركية والمحافظة اذا ما توفر لهن حق الاقتراع. وفي الواقع فانهن سيكن، بالتأكيد، صفقة جيدة أكثر رجعية من الجزء الرجالي من طبقتهن. وباستثناء العدد القليل ممن لديهن مهن، فان نساء البرجوازية لا يشاركن في الانتاج الاجتماعي. فهن لسن سوى مستهلكات مشاركات لفائض القيمة الذي ينتزعه رجالهن من البروليتاريا. انهن عالات على طفيليات الجسد الاجتماعي. والمستهلكات المباشرات هن، عادة، أكثر ضراوة وقسوة في الدفاع عن “حقهن” في حياة الطفيلي من الوكلاء المباشرين للحكم والاستغلال الطبقيين. ويؤكد تاريخ كل الصراعات الثورية العظمى هذه الحقيقة على نحو مروع. خذوا الثورة الفرنسية العظمى. فبعد سقوط اليعاقبة، عندما أُخذ روبسبير، مكبلا بالأغلال، الى موقع الاعدام، فان العاهرات العاريات للبرجوازية الثملة كن يرقصن في الشوارع رقصات الابتهاج المخزي حول بطل الثورة الصريع. وفي عام 1871 في باريس عندما لحقت الهزيمة بكومونة العمال البطولية بالمدافع الرشاشة، كانت نساء البرجوازية المسعورات يتجاوزن حتى رجالهن الوحوش في الانتقام الدموي من البروليتاريا المضطهَدة. ان نساء الطبقات التي تتمتع بالملكية سيدافعن، على الدوام، وبتعصب، عن استغلال واستعباد العمال، الذي يتلقين عبره، بصورة غير مباشرة، وسائل وجودهن العقيم اجتماعيا”.

وللكاتب رضا الظاهر، المعروف بعموده النقدي الأسبوعي (تأملات) الذي ظل ينشر كل ثلاثاء على مدى تسع سنوات في صحيفة (طريق الشعب) وصدر في كتب عدة، العديد من الأبحاث والدراسات والمقالات في الثقافة الجمالية ونقد الرواية، فضلاً عن أربعة كتب مترجمة في هذا الميدان هي: “الدون الهادىء ليس هادئاً”، “جماليات الصورة الفنية”، “الوعي والابداع – دراسات جمالية ماركسية”، و”الثقافة الروحية والتفكير الجديد”.

وفي إطار مشروعه النقدي درس العلاقة بين المرأة والأدب، ككاتبة وكشخصية في الرواية، وله في هذا المجال ثلاثة كتب: (غرفة فرجينيا وولف .. دراسة في كتابة النساء) و(الأمير المطرود .. شخصية المرأة في روايات أميركية) و(أمير آخر مطرود .. شخصية المرأة في روايات بريطانية).

وفي إطار بحثه في الماركسية والثقافة لديه كتابه الصادر عام 2005 والموسوم (موضوعات نقدية في الماركسية والثقافة).

وأصدر كتابا عن روزا لوكسمبورغ هو (النسر المحلق .. تأملات في مثال روزا لوكسمبورغ)، كما أسهم في إضاءة الحراك الاحتجاجي من خلال كتابه الموسوم (اقتحام السماء .. تأملات في الحراك الشعبي).

وفي عام 2021 أصدر الظاهر كتابه الهام الموسوم (ماركس .. هل كان على حق؟)، وهو مساهمة في إعادة قراءة ماركس.

 

 

ص11

 

مجداً لشهداء تشرين البواسل وخزياً للقتلة

جواد وادي

 

ويبقى الشهداء الخالدون بوصلة الانعتاق من الظلم والحيف والشرور الذي تمارسه السلطات القمعية ضد الأبرياء الذين ذهبت دماؤهم سدىً، لا لسبب سوى أنهم كانوا يطالبون برد الكرامة المهدورة والفساد المستشري والحق في العيش بوطن آمنٍ في ظل عدالة اجتماعية تحقق المساواة لكافة العراقيين للتمتع بخيرات بلادهم وامتلاكهم الإحساس الآدمي في الوجود داخل حدود الوطن ورفض التدجين ومحاولات تغييب الرافضين لسياسات البطش والقمع والتصفيات ومبدأ من لم يكن معي فهو ضدي، وهنا نخاطب من لا زالت ذاكرته تشتغل ومعاناته مفّعلة بسبب ما عاناه العراقيون من بطش وقمع ومذابح فردية وجماعية على يد نظام البعث الصدامي الفاشي والمخيف.

واليوم كل ما يمر به العراقيون يذكّرهم بذلك النظام القمعي الشرس مع فارق، ممارسات الكذب والنفاق والضحك على ذقون الأبرياء ومحدودي الإدراك بيافطات مضحكة وبعيدة عن التصديق كون المتشبثين على سلطة القرار جاءوا للدفاع عن المذهب والدفاع عنه ساندهم في هذا التلفيق الصبياني الساعون إلى الاستحواذ على الامتيازات والسحت الحرام وتحقيق اهداف غير شريفة ممن ينتمون إلى طوائف ومذاهب وإثنيات مختلفة، توحدهم المواقف البائسة في إشاعة الفساد ونهب المال العام والثراء الفاحش على حساب إفقار الملايين من العراقيين وتوزيع المناصب والمراكز العليا لكل الانتهازيين والمصفقين وعديمي الضمائر والقيم، تاركين خلفهم وبقصدية خبيثة ومعلنة معروفة للجميع إعمار البلاد وترميم ما دمرته حروب صدام ومغامراته العبثية، وهم يعرفون بأن البلد بحاجة إلى شد الأحزمة على البطون والتفرغ للبناء والاعمار والالتفات إلى الشباب لإيجاد العمل لهم وما اكثر الفرص التي أصبحت من نصيب المتزلفين والمطبّلين والتافهين من الجهلة وأنصاف الأميين والقردة القابضين على المناصب دون حق ودون أدنى إحساس أو شعور بالمواطنة والوفاء لبلد أسمه عراق تربوا في كنفه وأكلوا وشربوا من خيراته، وهنا هي الخيانة العظمى والعقوق الرث.

إزاء كل ما مر من توصيف للحالات المزرية والكارثية في العراق، هبّ الشباب الأبي لرفض هذه المثالب الخطيرة ورفضها بالمطلق وإدانة الفاعلين من فاسدين وطائفيين

ومتسلقين وناكرين للوطن وحقوق المواطن، هبّة سلمية مشروعة حاملين رايات الوطن وشعارات ادانة بعصيان مشروع وبوجدان نبيل، واضعين حب الوطن بين جوانحهم، والأجمل والأبهى أن بين تلك الأفواج الشبابية المباركة شابات عراقيات أبيّات واضعات كل ما يملكن من إرادة وقوة ورفض للراهن المزري وهنّ يخدمن الشباب بتوفير ما يلزم من مأكل ومشرب وتنظيف، دون ان نغفل العوائل العراقية بنسائها وشيوخها وأطفالها وهم يهيئون الطعام والشراب للمنتفضين الغيارى والأبطال، لكن القتلة والمجرمين والأذناب ممن رهنوا أنفسهم وسفالاتهم في خدمة الأجنبي الذي كان يتحين الفرص للأخذ بالثأر من العراقيين الذين لا ذنب لهم في زجهم في حرب صدام العبثية مع ايران، علما بأن معظم الشباب الثائر الأبي كانوا يافعين أو أطفالا أو لم يولدوا بعد، زمن الحرب الصدامية الكارثية.

إن جريمة الإبادة الجماعية وأنهار الدماء الزكية التي ارتكبها المجرمون والقتلة ما زالت حاضرة وبقوة ولا تُلغى بسبب التقادم أو يتم نسيانها، فهم حاضرون في وجداننا والأخذ بالثأر ما زال قائما بكشف القتلة وكل من ساهم من قريب أو بعيد وبأسلحة الغدر الجبانة، وهي مهمة مقدسة على عاتق كافة العراقيين الوطنيين الشرفاء، لأن المئات من الشباب ذكورا واناثا ممن واجهوا أسلحة الغدر والخيانة بصدوره(م)ن الأبية والتي فاقت التصور لا يمكن أن تذهب هباءً دون حساب أو ملاحقات أو كشف طال الوقت أم قصر.

إن ما يحز في نفوسنا حقا ويؤلمنا أننا كثيرا ما سمعنا من مسؤولين ممن هم على سدة القرار بأن من أولى مهامهم الكشف عن القتلة والمجرمين ومن يقف من وراءهم، وها هي السنين تمر والوجوه تتبدل ولا من نتيجة تريح المثكولين بفقدان أحبتهم، والمصيبة أن مسلسل القتل والتصفيات والغدر اليومي لشخصيات وطنية رافضة لمهازل ما يحدث من فوضى وإشاعة القتل بسلاح الخونة والمرتزقة والمأجورين، متواصلة وما يمر يوم إلا ونسمع بأن أسلحتهم الجبانة قد طالت فلانا وعلانا من الأبرياء دونما حساب أو عقاب أو ملاحقات احتراما لدماء الضحايا وذويهم والشعب المظلوم.

ترى هل نصدق أن المتحكمين بسلطة القرار بكل مكوناتهم وانتماءاتهم وخياناتهم اليومية نصدقهم وهم يطلون علينا يوميا من خلال القنوات بما فيها المأجورة، بأنهم كانوا يعارضون نظام صدام وسلطته الغاشمة وهم اليوم يمارسون أفعالا كانوا يرفضونها.

إن انتفاضة تشرين الخالدة هي ثورة حقيقية ومباركة ضد الظلم والعسف والسلاح المنفلت وضد كل المتبجحين بالدين والمذهب والاثنية والقومية وأية ذريعة أخرى، ولا يمكن للقتلة أن يطمئنوا ولو ليومٍ واحد بأنهم في مأمن من العقاب طال الوقت أم قصر، وعليه فالمطلب الوحيد الذي يعيد حقوق الضحايا هو التمسك بمبادئ ثورة تشرين المباركة وتجديد العهد بمواصلتها حتى وإن تطلب ذلك عقودا من الوقت.

وخير ما نختم به هذا التذكّر لشهدائنا الأبرار، قول الشاعر:

ظمئتْ جراحُك للعلا فسقيتَّها... نبلاً ومجداً بالشهادةِ يُترعُ

وسعيتَ للأمجادِ تطرقُ بابَها... بابُ الشهادةِ خيرُ بابٍ يُقرعُ

 

 

أي استثمار تريد البصرة؟

ماجد قاسم

 

الاستثمار يعتبر ركنا اساسيا في نمو المجتمعات من خلال إيجاد فرص عمل جديدة وتوسيع الإنتاج وتحسين الحياة الاقتصادية للمجتمع كذلك يحفز الأنشطة التجارية ويعزز النمو الاقتصادي، ومن خلال ما نراه في الواقع الحالي للبلد لا يوجد استثمار حقيقي يرفع من قدرة المواطن الشرائية او يعمل على تحسين الوضع الاقتصادي للطبقات الفقيرة وإنما يخدم أصحاب رؤوس الأموال والدخل العالي.

القطاعات الحالية التي يوجد فيها استثمار هي: -

- بناء مجمعات سكنية باهظة الثمن التي لا يستطيع المواطن البسيط والذي لا يملك الدخل الشهري المحدود من الشراء، انما المستفيد الوحيد منها هي الطبقات ذات الدخل العالي لكون قسم منها ذات البناء على شكل فلل فارهة ومساحتها كبيرة، المطلوب بناء مجمعات لذوي الدخل المحدود الذين يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع والذين يعيشون في مجمعات عشوائية لا توجد لديهم إمكانية للبناء او الشراء. 

- بناء المولات بشكل كبير والاستثمار فيها لكونها استثمار سهل وبسيط، نعتقد بأنه غير مخطط له من قبل الدوائر ذات العلاقة لتحديد احتياج مدينة البصرة لها والخدمات المقدمة للمواطن بشكل خاص والأماكن بعيدة عن الازدحام وراحة المواطن والمناطق الخضراء، ظاهرة التوسع في بناء المولات دون غيرها من الاستثمارات تولد شعورا بأن هناك فسادا كبيرا لم ينظر اليه، وغسيل أموال لم يعالج، يفسد الاقتصاد القومي للعراق. من هنا يجب النظر بالتوسع بالاستثمارات التي لها مردودات إيجابية للبصرة بصورة خاصة والاقتصاد القومي بشكل عام.

- منح اجازة الاستثمار حسب حاجة المدينة أولا، وعدم الضغط على الدوائر ذات العلاقة لغرض الحصول على الموافقات، أخذين بنظر الاعتبار الازدحامات وتوفر بيئة كاملة من الخدمات وعدم الإضرار بمصلحة المواطن وراحته.

- عدم المساس بالأراضي الخضراء المتوفرة في الأحياء السكنية لكونها وجدت ضمن التخطيط العمراني والبيئي والصحي الذي تسهم بجودة الطقس والمناخ بصورة عامة، والملاحظ أن أغلب هذه المساحات تم الاستحواذ عليها.  

ماذا تريد البصرة من استثمار؟ التوسع بالاستثمار وخاصة التي تعمل على زيادة السلع والخدمات مما يزيد الناتج القومي وبالتالي تتكون مردودات إيجابية على المواطن، وإعادة النظر في المشاريع التي لا تصب بصالح المواطن، وهناك امثلة كثيرة للاستثمار بالصناعة والزراعة والري وفقا للتطلعات العلمية والتكنولوجيا المعاصرة.

 

 

المصارف الأهلية ودورها الغائب في التنمية الاقتصادية

 

خليل ابراهيم العبيدي

 

لم يعرف العراق مصرفا خاصا منذ قرارات التأميم الصادرة في تموز عام 1964، فقد اختفى منذ ذلك الحين المصرف البريطاني والبنك العثماني واسترن بنك وتوماس كوك وغيرها من منافذ الائتمان المصرفي، وظل العراق معتمدا اعتمادا كليا على مصرف الرافدين الذي تأسس عام 1941 برأسمال حكومي ليقوم بالأعمال المصرفية التجارية وليكون المستودع الأمين لودائع المواطنين إلى جانب دفتر التوفير لدائرة البرق والبريد آنذاك، وقامت الحكومات المتتابعة بإنشاء المصارف التخصصية القطاعية ومنها المصرف الزراعي والصناعي عام 1935، وتم بعد حين فصل نشاط  هذا المصرف إلى المصرف الزراعي والمصرف الصناعي حسب الاختصاص وبعد ذلك تم انشاء المصرف العقاري عام 1948 ومصرف الرهون عام 1951، والمصرف التعاوني عام 1956، وظل البنك المركزي وهو بنك البنوك يشرف من الناحية الفنية على نشاط تلك المصارف حتى العام 1988 حيث تم إنشاء مصرف الرشيد برأسمال حكومي، ليأخذ دوره في النشاط المصرفي التجاري إلى جانب مصرف الرافدين العريق.  ولم يشهد العراق مصرفا خاصا إلا بعد إجازة افتتاح المصرف التجاري العراقي عام 1992 بعد تعديل القوانين الخاصة بعمل المصارف والسماح بإنشاء مصرف أهلي برأسمال قدره 250 مليار دينار. وكانت تلك المصارف تتطور وفقا لحاجة السوق بوتيرة متدرجة كما وأنها كانت نموذجا للتعامل المصرفي وفقا لتعليمات الدولة وحرصها على حسن الخدمات المصرفية وأنها كانت أكثر أمانة على أموال المودعين لأنها مصارف تضمنها الدولة لعائديتها لوزارة المالية، وقد كان كل من مصرفي الرافدين والرشيد محل ثقة المواطن، وكان البنك المركزي يقوم بتنظيم والإشراف على الدورة المستندية للتجارة الخارجية، وكان بدوره يقوم بفتح الاعتمادات لصالح المصدر بعد إشعار البنك المراسل، وكان المستورد الحكومي ضمن القطاع  العام المسؤول عن كل الأنشطة التجارية في البلاد يتعامل مع المصارف المراسلة  الرصينة تعاملا رسميا تضمنه دول المنشأ وفقا للاتفاقيات التجارية الدولية، وكانت الشركات الحكومية لا تطالب بفتح الاعتماد إلا بعد أن تتأكد أن السلعة ضمن المواصفة العالمية وتتناسب والمواصفات العراقية إضافة إلى كونها سلعة تستهلك في بلد المنشأ.

إن خروج العمل المصرفي عن سياقه المألوف بعد العام 2003 جراء قرارات بريمر، إضافة إلى فوضوية الاستيراد وانفتاحه على كل المناشئ دون الالتزام بقيود المواصفة العراقية، والتوسع غير المدروس للبنك المركزي في منح إجازات إقامة المصارف الأهلية دون الالتفات إلى معايير السلامة الوطنية في ظل الاقتصاد المفتوح، حتى بلغ عدد المصارف الأهلية 74 مصرفا، عراقيا وأجنبيا إضافة إلى وكالات ومكاتب مالية تتعامل بالنقد والعملة المحلية والأجنبية ناهيكم عن العدد غير المحصور لمكاتب ودكاكين الصيرفة، ويبلغ اليوم عدد المصارف الإسلامية 29 مصرفا لها خاصية عدم التعامل بالفائدة كونها تتعارض مع التعاليم الدينية بشأن الربا وعدم جوازه في التعامل المصرفي، وانه أي المصرف الإسلامي يأخذ  بالتوسط المالي وفقا لقواعد المشاركة في الربح والخسارة ويتم ذلك من خلال وكالة عامة أو خاصة، غير أن المعلن مخالف ما هو مبطن، المصرف الاسلامي على سبيل المثال يتعامل كالمصرف التجاري، إذ يستحصل عمولة على التحويل الداخلي أو عمولة على التحويلات الخارجية وبنسب تختلف من مصرف إلى اخر، كما وأن المصارف التجارية لم تكن عند حسن ظن المواطن من خلال التصرف بودائعه وتحويلها لصالح المالكين وعدم إعادتها لأصحاب الودائع، هذا ما حصل في مصرف البصرة سابقا ومصرف الوركاء لاحقا، أو عدم تسديد أو إعادة ودائع المواطن من العملة الصعبة كما هو حاصل الآن، وبموجب القانون النافذ لا دخل للمودع بظروف المصرف أو وضعه المالي. حسبما ورد في المادة 27. من قانون المصارف العراقي رقم 94 لسنة 2004، حيث تفيد باستلام الودائع النقدية أو أموال أخرى مستحقة التسديد (نعم عبارة مستحقة التسديد.). وذلك لنشر الثقة في القطاع المصرفي حسب الفقرة أولا من المادة الثانية من ذات القانون.

تأثير المصارف الأهلية في تنمية الاقتصاد الوطني 

تشير البيانات الحكومية أو وسائل نشر أنشطة المصارف إلى عدم وجود أي إسهام واضح وفاعل للكثير من المصارف الأهلية التجارية أو الإسلامية في بناء الصناعة الوطنية أو اسهامها بإنشاء المعامل المنتجة للحاجات والسلع المطلوبة محليا أو أن لها دورا في توسع الإنتاج الزراعي، بل كانت على العكس تساهم في تسهيل عملية الاستيراد عن طريق الحوالات غير المقيدة، أو إنشاء وكالات عابرة للحدود مهمتها تهريب العملة لأغراض متعددة ومنها المساعدة في غسيل الأموال او تمويل الإرهاب خلافا للفقرة من المادة 13 من قانون المصارف العراقي رقم 94  لعام 2004، حيث تنص على ضلوع المصرف أو المصرف الاجنبي أو الشركة القابضة المصرفية التي يكون للمصرف شركة تابعة لها أو ضلوع شركة تابعة للمصرف بأنشطة إجرامية تتضمن الاحتيال وغسيل الأموال أو تمويل الإرهاب.

أن العراق يستورد سنويا ما قيمته 65 مليار دولار، وقد كان للمصارف الأهلية الدور الكبير في تسديد أقيام هذه المستوردات عن طريق التحويلات الخارجية غير المنضبطة بقيد التسعيرة الحقيقية والمواصفة الدولية، إضافة إلى أن القسم الأعظم من هذه المستوردات كانت تحجم الإنتاج الوطني وتضعه في زاوية ضيقة انعكست على إجمالي الناتج القومي لعام 2022 على سبيل المثال، فقد بلغ إجمالي الناتج القومي لهذا العام 272 مليار دولار، منه 115 مليار دولار عائدات نفطية، أي أن المستورد ترك خللا بنسبة 20,4%. من الناتج القومي الفعلي، البالغ .157 مليار دولار. وهذا بدوره يشير إلى كثرة البطالة وزيادة نسبة الفقر. فلو كانت هذه المصارف كمصارف الدول الأخرى تدخل في عمليات التنمية الصناعية والزراعية والسياحية لكان دورها دورا اقتصاديا محسوبا لها، ربما دخل الكثير منها في تنمية مرفق الاسكان ولكن تجاه الاسكان عالي الثمن لا اسكان الطبقات الفقيرة.

إن وزارة التخطيط قبل البنك المركزي عليها مهمة تاريخية في تحديد دور هذه المصارف في مسألة دخولها ميادين الإنتاج بكل فروعه بناء  على ما تراه هي، اي المصارف من مشاريع بعد دراستها للجدوى الاقتصادية والاجتماعية لكل مشروع، وبتقديرنا أن العراق سوق  خصبة للإنتاج الزراعي بكل فروعه، وللإنتاج الصناعي بشتى ميادينه  وأهدافه، وان لا يغفل البنك المركزي بتعليماته المستقبلية والقائمة على تحجيم التحويلات الخارجية والاعتماد على تشجيع  الاستثمار الداخلي القائم على الإنتاج المحلي، وان يوجد التوازن الحقيقي وبالتدريج بين ما هو منتج محليا وما جرى استيراده على مدى عقدين.

 

 

ص12

 

40 ألف كتاب تنتظركم بعد غد السبت على حدائق أبو نؤاس

فعاليات ثقافية وفنية وأدبية ومنوعة من 3 عصرا حتى 9 مساء

 

 

 

في «بيتنا الثقافي» تاريخ العراق في قلب حاضره

 

بغداد – طريق الشعب

 

يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد بالتعاون مع القطاع الإعلامي للاتحاد العام للمرأة المتخصصة/ فرع العراق، بعد غد السبت، مديرة المتحف العراقي د. لمى الدوري، لتتحدث في ندوة ثقافية عنوانها “تاريخ العراق في قلب حاضره”.

تبدأ الندوة التي من المقرر أن تديرها الإعلامية حذام يوسف، عند الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.  

 

 

العدد 16

من «النصير الشيوعي»

 

عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر العدد (16) من جريدة “النصير الشيوعي”.

تصدّر العدد بيان تضامن من رابطة الأنصار الشيوعيين مع شعب فلسطين في محنته، عنوانه “نتضامن مع الشعب الفلسطيني ونطالب بإيقاف العدوان”.

وضم العدد تغطية حول مهرجان “طريق الشعب” الثامن، وأخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة وفعالياتها في الداخل والخارج، فضلا عن كتابات حول التجارب النضالية لحركة الأنصار ولعدد من شهدائها.   

 

 

العمارة تتضامن مع غزة فنيا

متابعة – طريق الشعب

 

أقام عدد من الرسامين أخيرا في مدينة العمارة، معرضا فنيا تضامنا مع سكان قطاع غزة وأطفالهم، الذين يتعرضون لانتهاك صارخ وقصف وحشي على يد الكيان الصهيوني.

وفي حديث صحفي قال محمد رشيد، وهو أحد منظمي المعرض، أن هذا المعرض حمل عنوان “طوفان غزة”، وهو يهدف من خلال الرسم إلى إشاعة مبادئ السلام والتسامح، ويطالب بحق الطفل في العيش بسلام، وبالابتعاد عن العنف، مضيفا أن المعرض يحمل مضامين فكرية وثقافية وتعليمية.

وأشار رشيد إلى أنه بالتزامن مع المعرض، صدر كتيب يحمل 50 رسما صغيرا ملونا لرسامين من ميسان، عنوانه “أفكار ملونة مهداة لأطفال غزة”، جرى توزيعه على الزائرين.

 

 

في مقر شيوعيي كربلاء الجواهري وفلسطين مواقف وتجليات

كربلاء - غانم الجاسور

 

أقامت المختصة الثقافية في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، أمسية ثقافية بعنوان “الجواهري وفلسطين.. مواقف وتجليات”، ضيّفت فيها رئيس جامعة القادسية السابق د. عماد عبد الصاحب الجواهري.

حضر الأمسية التي أقيمت على قاعة اللجنة المحلية، أساتذة اختصاص في الأدب العربي من جامعة القادسية، ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب في المثنى د. عزيز الموسوي، إلى جانب جمع من الأدباء والمثقفين.

القاص الرفيق سلام القريني أدار الأمسية وافتتحها داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على شهداء غزة.

ثم قال أن هذه الأمسية تأتي متزامنة مع القصف الوحشي الصهيوني الذي لا يزال يتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، مبينا أن شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري كانت له منذ وقت مبكر مواقف مبدأية واستشرافية إزاء القضية الفلسطينية، من الجانبين السياسي والشعري.

د. عماد الجواهري، وفي معرض حديثه، أشار إلى أن الجواهري الكبير سبق جميع الشعراء في الكتابة عن فلسطين، وانه عبّر عن القضية الفلسطينية في قصائد كثيرة، في حين لم ينتبه غيره من الشعراء إلى هذه القضية، ولم يكن يخطر في بالهم الكتابة عنها.

وأضاف قائلا أنه في العام 1929 نشرت جريدة “الفرات” أول قصيدة للجواهري عن فلسطين، تتناول “وعد بلفور” المشؤوم. فيما لفت إلى ان الجواهري زار فلسطين، وكان لهذه الزيارة أثر كبير في نفسه “فقد وصفها بالجنة، وحزن كثيرا حين استولى الصهاينة على مدينة يافا التي خصها بقصيدة”.

وتابع المتحدث قائلا أن هناك قصائد عديدة للجواهري عن فلسطين، إحداها تتألف من 102 بيت كتبها عام 1945 تحت عنوان “فلسطين”. كما كتب في العام 1948 قصيدتين هما “فلسطين الدامية” و”فلسطين الأندلس”.

ونوّه إلى أن الجواهري لم يكتف في مساندة الشعب الفلسطيني شعريا، بل نشر مقالات عديدة في الصحف، مثل جريدتي “البلاد” و”الأهالي”، مشيرا إلى أن الجواهري كان يندد بتخاذل الحكام العرب إزاء القضية الفلسطينية.

وأجرى الضيف في سياق حديثه، مقارنة بين قصائد كتبها الجواهري عن فلسطين وأخرى للشاعرين الزهاوي والرصافي.   

وشهدت الأمسية مداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين، د. محمد عبد الحسين، د. اياد كاظم.

وفي الختام، قدم سكرتير اللجنة المحلية في كربلاء الرفيق صباح الحمد، شهادة تقدير إلى د. عماد الجواهري، فيما أهدته المختصة الثقافية لوحة.

جدير بالذكر ان د. عماد الجواهري حاصل على الدكتوراه عن أطروحته الموسومة “تاريخ مشكلة الأراضي والإصلاح الزراعي 1933-1977”، وهو من مؤسسي جامعة القادسية.

 

 

على قاعة شيوعيي بابل محاضرة حول الحرب الروسية – الأوكرانية

 

الحلة - محمد علي محيي الدين

 

ضيّف “الملتقى الثقافي” في بابل، أخيرا، المهندس والحقوقي محمد الزهيري، الذي قدم محاضرة حول “الحرب الروسية – الأوكرانية: أسبابها ونتائجها”.  استمع إلى المحاضرة التي احتضنتها قاعة اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن السياسي، فيما أدارها الأديب منور ناهض الخياط.  بداية حديثه قدم المحاضر نبذة عن البلدين من نواحٍ مختلفة. وقال أن روسيا أصبحت بين عامي 2000 و2020 من الدول المتقدمة في الإنتاج الزراعي، وضمن الدول الخمس الأولى عالميا في انتاج محاصيل القمح والشعير وعباد الشمس، فضلا عن إنتاج الأسمدة الزراعية.  وأضاف قائلا أن “روسيا أصبحت أيضا البلد الأول عالميا في انتاج النفط والغاز وفي التصنيع العسكري وإنتاج اليورانيوم المستخدم في تشغيل محطات الطاقة الكهربائية. كما تعتبر من الدول العشر الأولى عالميا في الدخل القومي”.  أما عن أوكرانيا، فقد ذكر الزهيري انها “بلد تعصف به المافيات بشكل كبير، بسبب الحكومة الفاشلة بقيادة زيلينسكي، الذي أصبح بيدق شطرنج بيد الولايات المتحدة الأمريكية”. وعن أسباب الحرب بين البلدين، قال ان في مقدمتها قيام أوكرانيا بالتطهير العرقي في إقليم الدونباس، عن طريق “منظمة آزوفت” العنصرية، إضافة إلى توسع حلف الناتو على الحدود الروسية، وإخلال أوكرانيا بالاتفاقات الأمنية والمعاهدات المبرمة بينها وبين روسيا.

وتخللت المحاضرة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين.

وفي الختام، قدم د. حليم خوجه نعمة لوح إبداع باسم الملتقى الثقافي إلى المحاضر، فيما قدم له المهندس الاستشاري سلوان الاغا (مرشح الحزب الشيوعي العراقي في بابل عن “تحالف قيم” المدني في انتخابات  مجلس المحافظة)،  باقة ورد. كما قدم مثلها للملتقى الثقافي، تثمينا لجهوده في نشر الثقافة في بابل.

 

 

البصرة –  باسم محمد حسين

 

احتضنت «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أخيرا، جلسة ثقافية بعنوان «تجارب وقصائد»، نظمها «ملتقى جيكور» الثقافي و»دار الأدب البصري»، وضيّفا فيها الشاعرة رفاه الأمين والشاعر حسين السياب والكاتبة بان الجواهري. الأمسية التي حضرها جمع من الأدباء والمثقفين، أدارها الشاعر عبد السادة البصري، واستهلها بتقديم السير الذاتية للضيوف الثلاثة.

بعدها تناوب الضيوف على الحديث عن تجاربهم الأدبية، وقراءة مختارات من نتاجاتهم. إذ ألقت الشاعرة الأمين قصائد مختلفة من دواوينها الأربعة. بينما قرأ الشاعر السيّاب قصائد بأوزان شعرية عدة.

أما الكاتبة الجواهري فقد تحدث عن حياة جدها شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري.    

وفي الختام، جرى توزيع هدايا على الضيوف، مقدمة من الأديب زكي الديراوي.

تجارب وقصائد في «ملتقى جيكور» البصري

 

تبرعوا للحملة الانتخابية

 

استجابة لنداء الحزب الشيوعي العراقي بالتبرع للحملة الانتخابية لتحالف قيم المدني في انتخابات مجالس المحافظات، بادر الرفيق والنصير ربيع عواد كران البدري بالتبرع بمبلغ 300 الف دينار دعما لحملة الحزب الانتخابية.

شكرا لكل الداعمين والمتبرعين

 

 

أما بعد .. عاشق بغداد وراصد الانصار

 

منى سعيد

 

صاغ أبن محلة باب الشيخ المؤرخ الفوتوغرافي الفنان كفاح الأمين، رواية بَصَرية مذهلة للمدينة، هادفا الى تقديم الحقائق وقراءة الماضي، لكي لا نعيش المستقبل بطريقة جلد الذات، إنما بمراجعة وثائقية دقيقة من أجل التقويم. ووفق هذا المبدأ أعد الأمين “موسوعة يوميات بغدادية” من 9 أجزاء، ثمرةً لجهود 7 سنوات متواصلة مع فريق مؤلف من 13 باحثا وفوتوغرافيا، في مناسبة مئوية الدولة العراقية.

وواصل الجهد بدأب نملة وبصبر أيوب، ليصوغ مشروع “يوميات 14 تموز حتى 8 شباط من عامي 1958- 1963” راصدا التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية الهائلة في المجتمع العراقي خلال 1666 يوما من عمر الثورة، بوثائق مطبوعة وبصور فوتوغرافية، جمعها اعتمادا على محتويات مراكز البحوث والمتاحف ومن مصادر مختلفة، بعيدا عن وسائل التواصل الحديثة وما يقدمه الانترنت من معلومات، إلا بحدود الإرشاد لأماكن المصادر وكيفية الحصول عليها.

جديد كفاح الأمين، الأمين صدقا لأصالة الثقافة العراقية وتقديم ما يليق بها للعالم ، هو ارساله الى المطبعة مشروعا مؤلفا من 5 مجلدات بواقع 2500 صفحة، يتناول موضوع الأنصار الشيوعيين ونضالاتهم وتفصيلات حياتهم اليومية في كردستان العراق في سنوات 1979-1991. خصص الأجزاء الثلاثة الأولى منها للشهداء المقاتلين في الجبال، بينما تناول في الجزئين الآخرين نضالات مقاتلي البيشمركة في أطراف المدن ضد جند النظام الدكتاتوري المنهار ومرتزقته “الجحوش”. الجميل في الأمر هو انه رغم مرارة فقدان الشباب وتضحياتهم العظيمة من أجل اسقاط النظام الدكتاتوري، حاول المؤلف الأمين إعادة صياغة حياة  اولئك الشباب (منهم من كان بعمر 16 عاما ، وأثنان من أسرة واحدة) احتفاء بهم وليس نعيا لهم بالطريقة التقليدية، مقدما وثائق وصورا ملونة لهم ولأفراد أسرهم، موثقة بـ 250 شهادة عينية من رفاقهم الذين ما زالوا على قيد الحياة. واعتمد المشروع كله على شهادات الأنصار حصرا، ممن شاركوا في المعارك. وشهادات أسرهم .

الجزء الرابع تضمن مواد تتناول تأسيس قواعد الأنصار وذكريات المقاتلين ، وقد قام الأمين بدور مايسترو لقيادة هذا المنجز الكبير، عبر فحص وتمحيص كتاباتهم وترتيبها ضمن الفترة الزمنية من 1982حتى 1990. كما تناول موضوع بشتاشان بكثير من التفصيل باعتباره نصيرا مكافحا، معتمدا شهادات المقاتلين إلى جانب الصور الفوتوغرافية الملونة، التي كان قد خصص لها كتابا مصورا صدر في العام 2001 بثلاثة أجزاء عن مطبعة ألمانية .

الجزء الأخير تناول كفاح الأنصار وعالم الثقافة، مبينا نشاطات الإذاعة والصحافة وأدارة الندوات والعروض المسرحية، التي تجاوزت عروض المسرح الحكومي آنذاك بعدد 130 مسرحية .

هذا المشروع يردّ جزءا من الوفاء لأكثر من ألف شهيد، و لمن لا يزالون على قيد الحياة ممن خاضوا ذلك الكفاح المجيد ، فضلا عن كونه وثيقة قيمة للباحثين تضيء نشاطات الأنصار السياسية والعسكرية والثقافية.

 

 

ص13

10 فرق نسائية في بطولة الجمهورية لكرة السلة

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة السلة، أمس الأربعاء، أسماء المنتخبات المشاركة في بطولة الجمهورية 3x3 وعددها 10 منتخبات تمثل العراق بحسب ما ورد من كل اتحاد فرعي.

وتضمنت المنتخبات المشاركة؛ محافظة كركوك، أربيل، كربلاء، الديوانية، النجف، واسط، بابل، السليمانية، نينوى، ومحافظة دهوك.

وستقام بطولة الجمهورية على قاعة الشعب في العاصمة بغداد، يومي الجمعة والسبت الموافقين 10-11 من شهر تشرين الثاني الجاري. وكان فريق غاز الشمال قد توج في آب الماضي بلقب بطولة العراق للنساء لكرة السلة التي جرت في أربيل، بعد تغلبه في المباراة الختامية على نادي آكاد عنكاوا بنتيجة (56-54) نقطة.

 

 

شنيشل يحدد الهدف من معسكر إسبانيا

متابعة ـ طريق الشعب

 

رأى مدرب المنتخب الأولمبي العراقي، راضي شنيشل، أن الهدف من المعسكر التدريبي في إسبانيا، واللعب مع منتخبات قوية، هو الوصول لجاهزية أفضل لبطولة آسيا المقررة بقطر، والاستعداد لأولمبياد باريس.

وقال شنيشل، إن “المعسكر القادم في إسبانيا، سيتضمن خوض مواجهات ضد منتخبات قوية، حيث سيلاقي منتخبي أمريكا، وساحل العاج، في مباراتين وديتين”، مؤكداً أن “المنتخبين قويين وستعود مواجهتهما بالفائدة لفترة الإعداد قبل الدخول في المعترك الآسيوي الأهم”.

وأضاف أن “عدداً من لاعبي الأولمبي الذين التحقوا بالمنتخب الأول لن يعودوا للأولمبي مرة أخرى لالتزاماتهم”، لافتاً إلى أن “المهمة الوطنية وتأهل العراق لنهائيات آسيا وكأس العالم، سيكون إنجازا للكرة العراقية”.

وأكد شنيشل، استعداده لتفريغ أي لاعب يراه المدرب خيسوس كاساس يخدم المنتخب”، مشيراً إلى أن “المنتخب الأولمبي سيغادر إلى إسبانيا يوم 13 تشرين الثاني الجاري، وسيستمر لغاية الـ 22 من الشهر ذاته، وبعدها سيتم اختيار القائمة الأساسية التي سيدخل بها لبطولة آسيا المؤهلة لأولمبياد باريس”.

 

 

كريم صدام: الزوراء يطمح الى بطولة كأس الاتحاد الاسيوي

متابعة ـ طريق الشعب

 

أكد المستشار الفني في نادي الزوراء، كريم صدام، أن طموح النادي هو التتويج بكأس الاتحاد الآسيوي وإضافة لقب جديد لألقابه السابقة.

وقال صدام أمس الأربعاء: إن “الفريق مر بفترة انتقالية كبيرة من لاعبين وجهاز فني لذا يحتاج إلى وقت للوصول إلى الجاهزية التامة، لا سيما بعد فترة الإعداد الضعيفة قبل الدخول في غمار الاستحقاق الآسيوي”، مبيناً أن “النادي من جهاز إداري وفني ولاعبين يطمح لتحقيق لقب كأس الاتحاد الآسيوي كما حقق نادي القوة الجوية كأس الاتحاد الآسيوي أكثر من مرة”.

 وأضاف صدام أن “الزوراء تعرض إلى خسارة أولى من فريق العربي الكويتي وتم تصحيح المسار وتحقيق نتائج إيجابية وبدأ الفريق يقترب من الاستقرار مع الكادر التدريبي بقيادة المصري حسام البدري، الذي بدأ يأخذ تصوراً كاملاً عن اللاعب العراقي والكرة العراقية”.

‏من جهة أخرى أكد صدام أن” إدارة الزوراء لم تدخل بمفاوضات مع لاعبي نادي الميناء كما أشيع مؤخراً لكون النادي يمر بفترة عصيبة، بالإضافة إلى أن الوقت ما زال مبكراً على فترة الانتقالات”، مشيراً إلى أن “للنادي الحق بالتواصل مع أي لاعب إذا كان متاحاً وهنالك مصلحة لاستقطابه وهو أمر منطقي ولا إشكال فيه”.

 

الكهرباء يرد الاعتبار ويتفوق على الوحدات الأردني

البصرة ـ طريق الشعب

 

سطر لاعبو الكهرباء ملحمة كروية رائعة في ملعب البصرة الدولي، عندما نجحوا في إيداع ثلاثية جميلة في شباك ضيفهم الوحدات الأردني.

واستطاعت الكتيبة البرتقالية رد الاعتبار بعد الخسارة في عمّان وكسب الإياب بالنتيجة نفسها (3-1).

وقدم لؤي صلاح المدير الفني للكهرباء عناصر مميزة ساهمت في تحقيق الانتصار الثاني والوصول للنقطة السابعة، أبرزهم نجم شوان صاحب الهدف الأول، وثنائي المنتصف محمد سلام وأموري فيصل.

كما ظهر حارس المرمى عمار علي بأفضل حالاته وأنقذ الكهرباء من أهداف محققة.

وكان للمحترفين نغوبا، داودا، ماموني شافيو الدور الأبرز في القفز لصدارة المجموعة الثانية، فيما يأتي الكويت ثانيا والوحدات ثالثا بالرصيد ذاته (6) نقاط، ثم أهلي حلب في القاع بنقطتين.

 

 

اليوم انطلاق منافسات الدوري العراقي الممتاز للكرة الطائرة

متابعة ـ طريق الشعب

تنطلق، اليوم الخميس، منافسات الدوري الممتاز للكرة الطائرة للمجموعتين “الأولى والرابعة” والتي ستحتضنها محافظتا البصرة والسليمانية.

وقال رئيس اللجنة الفنية والمسابقات إبراهيم مزهر، إن “اليوم سيشهد إقامة أربع مباريات، ففي المجموعة الأولى التي تحتضنها قاعة الزبير في البصرة سيواجه فريق الصمود منافسه النعمانية في الساعة الثانية ظهراً فيما سيلاعب غاز الجنوب ضيفه أبو ريشة في تمام الرابعة عصراً في القاعة ذاتها”.

وأضاف أن “منافسات المجموعة الرابعة التي تجري منافساتها في قاعة البيشمركة بمحافظة السليمانية سيقص شريطها فريقا الصناعة والمقدادية في الساعة الثانية بعد الظهر، تليها مواجهة تجمع أصحاب الأرض البيشمرگة ونينوى في الساعة الرابعة عصراً”.

يذكر أن 15 فريقاً سيشارك في منافسات الدوري الممتاز وزعوا على أربع مجموعات ويتأهل فريقان من كل مجموعة.

 

 

الدوري الأوروبي.. ليفربول وروما على طريق التأهل إلى الدور المقبل

متابعة ـ طريق الشعب

 

يتطلع ليفربول وباير ليفركوزن وروما لحسم تأهلهم للدور الثاني من الدوري الأوروبي عندما يواجهون اليوم تباعا تولوز الفرنسي وسلافيا براج التشيكي وقره باغ الأذربيجاني، بالجولة الرابعة من دور المجموعات.

في تولوز، يحتاج الريدز الفوز لضمان التأهل للدور الثاني، بعد حصد العلامة الكاملة من 3 انتصارات، تبوأ بها صدارة المجموعة الخامسة بفارق 5 نقاط عن كل من أونيون سانت - جيلواز البلجيكي وتولوز اللذين يتنافسان على المقعد الثاني.

وفي ظل اقتراب ليفربول كثيرا من التأهل قد يلجأ كلوب للمداورة في التشكيل لإراحة بعض نجومه، مما قد يسمح للفريق الفرنسي بمحاولة انتزاع نتيجة إيجابية، رغم أنّ الأحوال الفنية لتولوز ليست مثالية، إذ يحتل المركز 14 في ترتيب “ليغ 1” برصيد 11 نقطة، فضلا عن خسارته ذهابا أمام الريدز 5-1.

كما يدخل الفريق الفرنسي المواجهة الأوروبية بعد 5 هزائم متتالية، مما يجعل ليفربول مرشحا فوق العادة لانتزاع فوزه الرابع وحسم تأهله.

وفي ظل ابتعاده عن مقدمة الدوري الإيطالي، يعوّل روما من جديد على المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو للذهاب بعيدا في المسابقة القارية لإنقاذ موسم فريق العاصمة. مورينيو، في ثالث مواسمه مع روما، سبق أن قاد الفريق للقب مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي، ومن ثمّ إلى نهائي الدوري الأوروبي قبل أن يخسر بركلات الترجيح أمام إشبيلية الإسباني.

وتبدو فرص روما أكثر قابلية للتحقق، إذ يحتل صدارة المجموعة السابعة بالعلامة الكاملة (9 نقاط) وسيكون قادرًا على حسم تأهله إن فاز أو تعادل مع سلافيا براج ثاني الترتيب (6)، إذ يتقدم بفارق 8 نقاط عن سيرفيت السويسري وشيريف المولدوفي اللذين يحتلان المركزين الثالث والرابع.

ويتطلع باير ليفركوزن الذي يقدم أفضل مواسمه منذ حوالي 20 عاما، للاحتفاظ بالعلامة الكاملة وحسم تأهله مبدئيا عندما يحلّ ضيفا على قره باغ.

ولا يزال فريق المدرب الإسباني تشابي ألونسو صامدا في صدارة البوندسليغا بعد مرور 10 مراحل، بـ 28 نقطة من 30 ممكنة، ومن دون أي خسارة، وبـ 9 انتصارات وتعادل وحيد كان أمام بايرن ميونخ حامل اللقب 2-2.

أوروبيا، واصل ليفركوزن عروضه الكبيرة وفاز بمبارياته الـ 3 وكان آخرها على قره باغ نفسه بنتيجة مذلّة 5-1 قبل أسبوعين ليحتل صدارة المجموعة الثامنة بـ 9 نقاط بفارق 3 نقاط عن قره باغ، و6 عن مولده النرويجي.

 

 

الألعاب الرياضية الأخرى أين الحل؟

منعم جابر

 

الجميع يتساءل عن واقع الألعاب الرياضية الأخرى وما هو مصيرها ونتائجها وواقعها وأينها من الخارطة الرياضية العراقية فبعضها كان متسيدا في العراق وآسيا في أزمنة سابقة والبعض الاخر كان يعيش اياماً ذهبية إلا أنها اليوم تركت الميدان وبعضها اختفى والآخر ضعف والقسم الآخر عانا ويعاني من الإهمال، ولعل الأسباب تعددت ولكن أحجامها وغيابها عن الساحة كان لسبب واحد هو الإهمال وبسبب ضعف الكفاءة الإدارية والرياضية والفساد الإداري والمالي واحتكار العمل الرياضي من قبل المتنفذين على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم السياسية والفكرية والطائفية، وهنا يتطلب أن نعطي الحلول المناسبة لتخليص الرياضة وأبطالها من واقعها المر هذا. لقد عشنا واقعاً رياضياً في عقود سابقة منها الستينيات والسبعينيات لأن قادة الرياضة يومها من المختصين والشرفاء والاكفاء فقدموا كل شيء لوطنهم وشعبهم وقد تحقق في تلك العقود الوسام الأولمبي الوحيد واليتيم حتى الساعة والذي حققه العراقي البصري البطل عبدالواحد عزيز في دورة روما الأولمبية عام 1960 وكانت نتائج رياضتنا في المراحل اللاحقة مقبولة حتى مطلع السبعينيات لكن الحال تغير في المراحل اللاحقة واتصفت هذه المراحل بالتراجع والاخفاق الرياضي، ولعل الأسباب واضحة وفي مقدمتها الحروب العبثية والانشغال بسياسة التبعيث الاجباري وهجرة الكفاءات الوطنية بسبب السياسات الخاطئة وتسيد الجهلة والاميين، وبدأت آفة الحصار تفتك بالناس وتدمر حياتهم. وهكذا اجتمعت كل المصاعب والعلل على الرياضة العراقية وافشلتها واصابتها بمقتل، ولعل الكثير من المصاعب والمشاكل التي أصابت الرياضة في ذلك الزمن نجدها قد تدحرجت للزمان الجديد إضافة إلى أمراض وعلل جديدة ساهم بها القادة المحسوبين على الرياضة وساهموا بصناعتها وتجذيرها من خلال خبراتهم وادائهم في المراحل السابقة. ولعل في مقدمتها إهمال كل الرياضات والألعاب إلا كرة القدم التي وجدها البعض لمحاكاة الكثير من بلدان العالم وتقليدها حيث توجهت كل الأندية الرياضية العراقية لممارسة هذه اللعبة والاهتمام بها وكذلك بدأ الكثير من المسؤولين والمتنفذين بتقديم كل الدعم والاسناد لهذه اللعبة دون الألعاب الأخرى. وهذا ما أدى ببقية الألعاب للضمور والضعف والتلاشي، مما تسبب خلو الساحة العراقية من الكثير من الألعاب الفردية والفرقية أو فقر ممارستها وغياب الشباب عن ملاعبها وساحاتها.

ولهذا ومن أجل تنشيط تلك الألعاب الرياضية ورفع مستواها والارتقاء بنتائجها نطالب كل المعنيين بالرياضة وحركة الشاب أن يتم الارتقاء بكل الألعاب الرياضية والشبابية خاصة وان دستورنا الوطني قد سن في المادة 36 منه بأهمية وضرورة ممارسة النشاطات الرياضية ورعايتها والاهتمام بها وتوفير مستلزماتها. وهذه المادة تعني للرياضة الشيء الكثير حيث وضعها المشرع لحاجة المجتمع العراقي لهكذا نشاطات وفعاليات لأهميتها ودورها في بناء الشباب العراقي وإبعاده عن الانحرافات والمساوئ. علماً أن العراق مجتمع شبابي حيث تؤكد احصائيات وزارة التخطيط العراقية على ان نسبة الشباب في المجتمع العراقي تصل إلى 62 بالمائة وهذا يتطلب من الحكومة ان تبذل جهوداً مضاعفة من أجل الاهتمام ورعاية الشباب رياضياً وفنياً وادبياً وثقافياً.

وبما أن الرياضة اختصاصنا ندعو ونطالب المؤسسات الرسمية والرياضية وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية واتحاداتها الوطنية ان تهتم بكل الألعاب الرياضية وتساهم بتطوير الكفاءات الرياضية وأبطالها والمساهمين فيها وان تساهم هذه المؤسسات وكل حسب اختصاصه ونوعية اللعبة المشرف عليها بتوفير التوازن في نهوض جميع الألعاب بشكل متكافئ بما يخدم مصلحة الوطن والرياضة والاهتمام بالمنشآت الرياضية التي تنمي كل الأنواع والألعاب الوطنية مع توفير الخبراء والمدربين لبقية الألعاب. وهذا ما سيوفر الظروف الطبيعية لنمو وتنشيط جميع الألعاب وبشكل متوازن مما يساهم في نمو الألعاب وتطور نتائجها بما يخدم عموم الرياضة والألعاب. على ان تلعب اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية والاتحادات الرياضة المركزية واتحاداتها في المحافظات دوراً متميزاً في تنمية كل الألعاب وبكل أنواعها مما ينهض بواقعها الفعلي ويقدم الابطال المتميزين بجميع الألعاب الرياضية.

 

ص14

صبري حافظ يستشرف مستقبل عقلانية طه حسين

محمد السيد إسماعيل

  

لعل مرور خمسين عاماً على وفاة عميد الأدب العربي طه حسين، هو مناسبة أثمرت العديد من الدراسات الجادة التي صدرت في كتب عدة منذ بداية عام 2023، ومن أحدثها كتاب الناقد صبري حافظ “طه حسين الإنسان والمشروع” (الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة). وهو كتاب يهدف، كما يقول مؤلفه، إلى “تقديم هذا العقلاني المجيد إلى الأجيال التي لم تعرفه بحق، في زمن انحسار هائل للعقلانية التي رادت خطواته”. ويعني ذلك أن الرجوع لمشروع طه حسين ليس رجوعاً إلى الماضي القريب بل استشراف لمستقبل قادر على إحياء القيم التي عاش لها صاحب “دعاء الكروان” وجيله من رواد النهضة من خلال استنهاض الحاضر الذي وقع في أسر التقليد والتبعية. من أجل هذا يتسم الكتاب بالشمول، بأن عالج في اثني عشر فصلاً، العديد من كتابات طه حسين بادئاً بـ “الأيام” في أجزائها الثلاثة، وكتاب “في الشعر الجاهلي” وما أثاره من ردود فعل عنيفة ومتطرفة على يد مصطفى صادق الرافعي تحديداً، ثم كتابه المهم “مستقبل الثقافة في مصر” الذي كان برنامجاً عملياً وشاملاً للنهوض بالتعليم والثقافة معاً.

والملاحظ أنه ما من كتاب أصدره طه حسين إلا قوبل بردود فعل واتهامات غير موضوعية. ففي “مستقبل الثقافة في مصر” مثلاً، بدا الأمر كما لو كان يقيم قطيعة مع التراث العربي والإسلامي ويربط مصر بثقافة الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وبخاصة التراث اليوناني. وهو ما ذهب إليه سيد قطب في مقال له عن الكتاب. ويستمر الأمر مع كتابه “مع المتنبي” الذي يقدمه بقوله: “ليس المتنبي مع هذا من أحب الشعراء ولا آثرهم عندي، ولعله بعيد كل البعد عن أن يبلغ من نفسي منزلة الحب أو الإيثار”. ومع ذلك فهو لم يتردد في أن يثقل على نفسه ويجبرها على ما تكره، وهذه إحدى صفاته.

 

كتابة مختلفة

طه حسين في دراسته هذه كان مختلفاً عما كان يكتب من دراسات نقدية في هذه الفترة، حيث لم يشأ أن يتوقف عند نسب المتنبي من ناحية أمه أو أبيه بل كان همه البحث عن “أدبه ومكانته من الأدباء وأصحاب الفن القدماء والمحدثين”. ولا يفوت صبري حافظ التوقف عند سرديات طه حسين في “المعذبون في الأرض”، و”أديب”، و”دعاء الكروان”، و”ما وراء النهر”، وصولاً إلى إسلامياته التي تبدأ بكتاب “على هامش السيرة” وتنتهي بـ “الشيخان”، مروراً بـ “الوعد الحق”، و”الفتنة الكبرى” بجزأيه، و”مرآة الإسلام”. والكتاب كما هو واضح من عنوانه يشتمل على قسمين كبيرين: طه حسين الإنسان ومشروعه الثقافي شديد التنوع والثراء، وقد بدأه صبري حافظ بالحديث عن “تلك اللقاءات المعدودة كمدخل للتعامل مع الإنسان”. ويرجع صبري حافظ الدور الفعال الذي قام به طه حسين وجيله إلى قيم المرحلة الليبرالية التي تراجعت منذ أوائل الخمسينيات التي أصبح الاعتماد فيها على ما عرف بأهل الثقة بدلاً من أهل الخبرة، الأمر الذي جعل الأجيال اللاحقة لطه حسين محدودة الأثر والفاعلية. ولا يخلو الكتاب من بعض ملامح السيرة الذاتية لصاحبه حين يحكي عن الظروف التي هيأت له السفر إلى لندن والعمل في أكسفورد وتكليفه بقراءة “الأيام” لدارسي العربية ثم حصوله على منحة الدكتوراه من الجامعة نفسها.

مثقف عضوي

يقول صبري حافظ إن أي متابعة لحياة طه حسين منذ عاد من بعثته وهو في الثلاثين من عمره، كانت ثورة 19 قد اندلعت، تكشف عن تكريس نفسه لأهداف تلك الثورة، وهو ما جعله يبدأ دروسه في الجامعة بالحديث عن التاريخ اليوناني القديم وأنظمة الحكم الديمقراطية، فقدم لطلابه كتاب أرسطو الشهير “نظام الأثينيين”، أو “دستور الأثينيين”، بل ينهض بترجمته إلى العربية وفي ذلك يقول: “إذا كان الشقاء قد قضى علينا ألا نعنى باللغات القديمة ولا نحفل بدراستها، فإني أستطيع أن أترجم هذا الكتاب إلى العربية، لأني لم أتعلم لأنتفع وحدي بما تعلمت، ولأن من الحق على كل مصري أن يبذل ما يملك من قوة لإصلاح ما أصاب مصر من فساد”. إن طه حسين بهذا يمثل صورة ناصعة لما دعاه غرامشي بالمثقف العضوي المهموم بقضايا مجتمعه وما يعترض طريق تقدمه.

 

نزعة الشك

ولم تكن الشكوك التي أثارها طه حسين حول صحة الشعر الجاهلي أمراً طارئاً في حياته، لأن من اليسير أن نصفه بأنه ذو عقل شكي منذ طفولته كما يبدو في “الأيام” حين يقول متحدثاً عن نفسه: “كان من أول أمره لا يحفل بما يلقى من أمر في سبيل أن يستكشف ما لا يعلم، وكان ذلك يكلفه كثيراً من الألم والعناء”. وكأنه أراد أن يقول لمن هاجموه وحاكموه إن نزعة الشك هذه هي إحدى صفاته التي لازمته طوال حياته، وهي بالفعل الصفة القادرة على إعادة النظر في كل ما نتعامل معه بوصفه مسلّمات. إن طه حسين قد حكم عقله في كل شيء متمثلاً قول أبي العلاء “كذب الظن لا إمام سوى العقل/ مشيراً في صبحه والمساء”. وميزة طه حسين أنه حوّل العقل من الدفاع إلى الهجوم، كما يقول صلاح عيسى في كتابه “طه حسين ومحنة العقلانية في مصر”، لكنه – وتلك أزمته – “كان منشداً بغير كورس، وكان مفكر طبقة غريبة من تلك البرجوازيات التي تنمو في عالم غير عالمها”. وعلى رغم كل هذا فإن هذا العقل الشكي النقدي هو الذي قاده إلى ما وصل إليه من مكان ومكانة.

اللافت – حقاً- أن مجلة “الكاتب المصري” اتفقت مع عدد من كبار الأدباء الأوروبيين والأميركيين على أن يوافوها بمقالات وقصص تكتب لها خاصة، فيكون قراء العربية أول من يقرؤونها وهو ما لم يحدث مع مجلة عربية من قبل أو من بعد في حدود ما نعلم. وقد سعى طه حسين إلى أن تكون هذه المجلة أداة مصر للنهوض بدورها فتعنى بقديم الأدب كما تعنى بالأدب الحديث الذي ينتجه الممتازون من كتاب الشرق العربي، في الوقت الذي تهتم فيه بالآداب الأجنبية، وهو ما جعل المجلة على صلة بأحدث المذاهب النقدية والأدبية، ولك أن تعلم أن سلامة موسى قد كتب في هذا الوقت المبكر عن “السيميائية: المنطق اللغوي الجديد” قبل أن تصبح موضة لغوية ونقدية بعد أربعة عقود. وعلى رغم هذا الدور المهم للمجلة فقد تعرضت للحصار والاتهامات المجانية ووقفت الحكومة ضدها فلم توفر لها حصة الورق المطلوبة وعملت على تأخير وصولها إلى الأسواق العربية وكان ذلك بسبب بدء طه حسين نشر فصول كتابه “المعذبون في الأرض” فيها. ناهيك عن اتهامها بنشر الصهيونية بسبب تمويل أسرة هراري اليهودية لها. وهي أسرة ليس لها أدنى علاقة بالصهيونية بل إنها هاجرت إلى فرنسا ولم تهاجر إلى دولة الاستيطان الصهيوني بعد إعلان قيامها.

 

الخطاب الديني

يمكن النظر إلى إسلاميات طه حسين بوصفها إنجازاً أصيلاً في الصراع بين الخطابين التقليدي والتجديدي في الرؤية الإسلامية، وقد نجح هذا الخطاب التحريري في زعزعة الأسس التي ينهض عليها احتكار المثقف التقليدي. ولم يكن طه حسين وحده في هذا الصراع، فقد بدأت هذه المحاولات العقلية على يد محمد حسين هيكل في كتابه “حياة محمد”، ثم “في منزل الوحي”، و”الفاروق عمر”، و”الصديق أبو بكر”. وبالتزامن مع هذا بدأ مشروع طه حسين في إسلامياته وبدأ العقاد سلسلة عبقرياته. وهكذا تواصلت مسيرة استيعاب الموضوع الديني في بنية الخطاب الجديد في العقود التالية. فنجد فتحي رضوان يكتب “محمد الثائر الأعظم”، ومصطفى محمود يكتب “الله والإنسان”، حتى بلغت تلك المسيرة ذروتها في الستينيات بنشر عبدالرحمن الشرقاوي كتابه “محمد: رسول الحرية”. وكان كل ذلك راجعاً إلى ما قدمه طه حسين بوصفه من أكبر مؤسسي العقلانية والتنوير في القرن العشرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“إندبندنت عربية” – 28 ايلول 2023

 

 

عايدة فهمي

صفحة مجهولة من نضال المرأة المصرية

 

رشا أحمد

 

يتضمن كتاب «عايدة فهمي - امرأة من طراز خاص» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب شهادة نادرة لأول امرأة نقابية بالقطاع الصناعي في مصر، ويسلط الضوء على صفحة مجهولة من نضال المرأة في سياق نضال أشمل؛ وذلك في سعيها لانتزاع حقوقها في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، فضلاً عن نيل الاستقلال من المحتل البريطاني. وكانت «فهمي» قد أدلت قبيل وفاتها عام 2005 بتلك الشهادة، والتي تركز على نضالها النقابي دون التطرق لحياتها الشخصية، لمؤلفة الكتاب الباحثة انتصار بدر.

وتشير الكاتبة والناقدة فريدة النقاش في تقديمها للكتاب إلى أن ما نقرأه في هذه السيرة الغنية، ليس فقط حكاية عايدة فهمي النقابية وإنما هو أيضاً حكاية وطن ومجتمع على نحو يؤكد لنا كيف أن السير الذاتية والأدب هي مصادر بالغة الثراء لمعرفة أي مجتمع ودراسته والتقاط عناصر التحولات كبيرها وصغيرها، وليست مصادفة أن يلجأ كبار علماء الاجتماع والمفكرون إلى تلك السير والإبداعات بكونها مصادر أولية لدراستهم.

ولدت عايدة رياض فهمي القشلاوي في 1918 بمنطقة «وسط البلد» بالقاهرة. آمنت بقضية المرأة وحقوقها بعيداً عن الشعارات أو السياسة، ونذرت حياتها الشخصية للنضال في العمل حتى التحقت في 1949 بنقابة «موظفي شركة شل - آبار الزيوت الإنجليزية - المصرية» التي أصبحت حالياً شركة «النصر للبترول». وهي المرة الأولى التي تتقدم فيها امرأة للعمل النقابي بشركات الإنتاج الصناعي الكبرى. ولم تقف عند هذا الحد، بل واصلت تقدمها مواقع نقابية أخرى بقطاع البترول كانت مغلقة تماماً على الرجال مثل اتحاد عمال البترول والنقابة العامة للبترول، إلى أن وصلت لعضوية المجلس الاستشاري الأعلى للعمل عام 1956 لتصبح أول امرأة تفوز بعضويته منذ تأسيسه عام 1933. واستطاعت أيضاً الانتقال بمطالب الحركة النسائية في حقوق متساوية للعاملات إلى حيز التنفيذ وإقرارها بشكل رسمي في عقد العمل الجماعي بشركتها وفي لائحة خدمات الصندوق الطبي بها قبل إقرارها في قوانين العمل.

ولم يقف نشاط عايدة فهمي عند حدود العمل النقابي، بل إنها تقدمت لانتخابات مجلس الأمة 1957 التي شاركت فيها، لكن لم يحالفها التوفيق. وعلى المستوى النقابي، أكدت وجودها على الساحة بأداء رفيع المستوى، حيث اتصفت بالكفاءة والحنكة والقدرة على حشد القوى العاملة في القضايا المصيرية، والقدرة على إدارة الأزمات بذكاء حاد وكسب المعارك بكل ما يمتلكه النقابي من أوراق سواء عبر التفاهم الودي والتفاوض أو النزاع القانوني وانتهاء بالتلويح بالإضراب. كل ذلك أكسبها احترام زملائها في العمل ومنحها موضعاً متميزاً داخل الحركة النقابية الوحيدة آنذاك. كما استطاعت عبر هامش الحماية القانونية والانحياز النسبي للعمال الذي أتاحه مجلس قيادة الثورة في أوائل الخمسينات الانتقال بنقابتها إلى وضع أفضل من حيث الموارد والتفاف الجمعية العمومية حول النقابة، ونجحت في فترة توليها منصب السكرتير العام لنقابة «موظفي شل آبار الزيوت» في رد الاعتبار لنقابتها وتحييد النزعة الانفصالية التي ألصقها بها مؤرخو الحركة العمالية وإعادة الروح التضامنية لها بخاصة في القضايا المصيرية للعمال.

لم تقف جهود عايدة فهمي عند حدود المهام النقابية، بل انطلقت إلى تحقيق آمال العمال في الحصول على الرعاية الصحية عبر تجربة جماعية للنقابات أوائل الخمسينات لفتت انتباه القيادة السياسية آنذاك لأحد أهم مطالب الطبقة العاملة وهو التأمين الصحي والمعاش الدائم.

وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه لا يوثق لتجربة عايدة في العمل النقابي وحسب، لكنه أيضا يوثق لمرحلة من مراحل تقدم المرأة إلى العمل خلال عمليات التمصير إبان فترة الانتداب البريطاني على مصر وسيطرة الأجانب على الاقتصاد المصري واحتكارهم له ولأغلب الوظائف الحكومية ووظائف الشركات الأجنبية والمرافق الحيوية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الشرق الأوسط” – 25 تشرين الأول 2023

 

تشارلي تشابلن

إمبراطور السينما الصامتة

 

وجهت لجنة أمريكية خاصة بالتحقيق في النشاطات المعادية للولايات المتحدة مطلع أكتوبر عام 1948 إلى الممثل الشهير تشارلي شابلن اتهامات تتعلق بالتجسس لحساب الاتحاد السوفيتي.

ارتابت السلطات الأمريكية في الممثل الشهير تشارلي شابلن واتهم في مطلع تشرين الأول عام 1948 بالتورط في أنشطة معادية للولايات المتحدة قبل أن تغلق الأبواب أمامه في هذا البلد.

كانت الولايات المتحدة منذ الثلاثينيات في خضم حمى الخوف من الشيوعية وغير ذلك من الأفكار التي عدت في ذلك الوقت هدامة، وطال ذلك التعقب المنهجي المنظم الحياة الشخصية للبعض واعتبرت بعض السلوكيات المتحررة، خطرة على أمن البلد!

 تشارلي شابلن، كان قد ابتكر السينما الصامتة، وأنتج أفضل أفلامه في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من كل ذلك، لم يحصل على الجنسية الأمريكية، وبعد 40 عاماً من العيش هناك، طرد فعلاً من الولايات المتحدة.

الغريب أن سبب هذا العداء يعود إلى شبهات في تعاطفه مع الأفكار الشيوعية وانتقاداته السياسية اللاذعة.

في أفلامه الجريئة، أزعج شابلن الجميع بما في ذلك هتلر والسلطات الأمريكية على حد سواء، وتعرض هذا الممثل الكوميدي المبدع إلى سلسلة من المضايقات.

لم يكن طريقه الفني في أمريكا سهلاً، وتعثرت خطواته السينمائية الأولى هناك، إلا أنه صمد في وجه الظروف غير المواتية وحصل بالتدريج على ثقة الجمهور، وكان يتولى بنفسه كتابة السيناريو والإخراج والتمثيل، بل وكان يؤلف حتى الموسيقى التصويرية لأفلامه.

اشتهر شابلن في الولايات المتحدة، وأصبح في عام 1917 أغلى ممثل في التاريخ في ذلك الوقت بتوقيعه عقداً مقابل مليون دولار، وكان ينتظره مستقبل واعد في هذا البلد.

قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، بدأ تشارلي شابلن في عام 1938 في كتابة سيناريو فيلم «الديكتاتور العظيم»، الساخر المعادي لهتلر وللنازية.

تصوير فيلم الديكتاتور بدأ في أيلول 1939، بعد أسبوع من اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقبل أن يكتمل الفيلم، كان النازيون قد استولوا على فرنسا.

فيلم «الديكتاتور العظيم» عرض للمرة الأولى في خريف عام 1940 واستقبله الجمهور بشكل جيد، وأثارت السخرية الكبيرة من هتلر ضجة واسعة.

بعد أن وصفه السيناتور جوزيف ماكارثي في الحقبة «الماكارثية» بأنه شيوعي، بدأ مكتب التحقيق الفيدرالي في تعقب شابلن ورصد تحركاته، إلا أن الممثل لم يعر كل ذلك أي اهتمام، وأيد في عام 1942 بحماسة افتتاح جبهته الثانية في أوروبا ضد القوات النازية، ما تسبب في موجة جديدة من الانتقادات والاتهامات ضده بموالاة الشيوعية.

هاجمته الصحافة بشدة، ورفضت دور السينما التعامل معه، ونشرت ملصقات تصفه بالدخيل وبأنه ناكر للجميل ومن أتباع الشيوعية ودعا بعضها إلى إرساله إلى روسيا، وجرى التحقيق معه.

غادر تشارلي شابلن في عام 1952 الولايات المتحدة في رحلة قصيرة لحضور العرض العالمي الأول لفيلم «الأضواء» في لندن، وبعدها أُغلق باب الولايات المتحدة أمامه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 8 تشرين الأول 2023

 

 

ص15

 

سرديات الانوثة، سرديات المختلف

 

عنوان كتاب جديد للناقد علي حسن الفواز، صدر اخيرا عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق.

الكتاب يقع في قسمين: قسم سرديات الانثى وغواية النص، وقسم الاختلاف والكتابة المضادة. وهو يتناول عدداً من الاعمال الروائية العراقية والعربية، ويؤكد سلطة الحكي وسلطة الجسد ومؤسسة الحاكمية التي أعطت لفاعلية الخطاب الشهرزادي حضوراً لتمثيل الخصب على حساب الايروس، وتعالياً للحضور على حساب الغياب، والحياة على حساب الموت، والقوة على حساب الضعف.

 

 

قصص قصيرة جدا لاطفال فلسطين (3-3) من الزمن الفلسطيني

 

طلال حسن

 

الغربان

المصيادة الذهبية ، هكذا وصف رفاقه الأطفال مصيادته ، واعترفوا بأنه أفضل صياد في المخيم . وفرح ليث لهذا الاعتراف ، وأراد أن يفرح به جده ، فقد أخبره جده مراراً ، بأنه كان في شبابه صياداً ماهراً . لم يفرح الجد ، بل حدق في ليث ، وقال : إذا أردت أن  أفرح يا بنيّ ، فلا توجه حجارة مصيادتك نحو العصافير ، بل نحو الغربان . وفرح الجد ، فقد كفّ ليث عن توجيه حجارة مصيادته نحو العصافير ، وراح يوجهها نحو .. جند الاحتلال .

 

 حجر .. حجارة

سأل المعلم تلاميذه : ما جمع حجرة ؟

وتسابق أكثر من تلميذ للإجابة بصوت مرتفع : حجارة .

وابتسم المعلم  على الرغم من ضجيج تلاميذه ، ونهض ليث من مكانه ، وقال : أرجوك أستاذ ، اسمح لي أن أستخدم الحجارة في جملة مفيدة .

فردّ المعلم قائلاً ، وهو مازال يبتسم : استخدمها يا ليث  لكن ليس هنا في الصف .

وعند الخروج من المدرسة ، لم يستخدم ليث وحده .. الحجارة ..وإنما استخدمها معه جميع رفاقه ، في رجم جند الاحتلال .

 

القسمة والضرب

تأخر ليث في العودة من المدرسة ، وقد قلقت أمه عليه ، ولما رأته مقبلاً ، وحقيبته الجديدة فوق ظهره ، أسرعت إليه باشة ، وقالت : تعال يا عزيزي ، حدثني عما تعلمته اليوم . فوضع ليث الحقيبة جانباً ، وقال : تعلمت القسمة والضرب . وضحكت الأم قائلة : القسمة والضرب ! لكن هذا هو يومك الأول في المدرسة .

فرد ليث : لم أتعلمها في المدرسة .

وفغرت الأم فاها مندهشة ، فتابع ليث قائلاً : لقد تعلمتها في التظاهرة ، التي شاركت فيها مع رفاقي الأطفال ، فقد قسّمنا الحجارة بيننا ، وضربنا بها جند الاحتلال .

 

وأنت بنت

توسط ليث رفاقه الأطفال ، وبعينيه الطفلتين ، راح يتأمل سماء المعركة المضببة ، المرصعة بمئات الحجارة ، وفجأة خرّت قربهم قنبلة غاز ، فأسرعت ليلى إليه ، وقالت : ليث ، عد إلى البيت . لم يلتفت ليث إليها ، بل مدّ يده ، والتقط حجراً ، وقال : دعيني ، مكاني هنا ، بين رفاقي الأطفال .

احتجت ليلى : أنت صغير ..

فقاطعها ليث : وأنت بنت .

ولاذت ليلى بالصمت ، فرفع ليث يده بالحجرة ، ورماها بقوة ، فانطلقت مع مئات الأحجار ، باتجاه النجمة السداسية .

 

الحرية

حين عبرت الحدود ، أوقفني جند مدججون بالسلاح ، وسألني قائدهم : إلى أين ؟

فأجبت : إلى المخيم . ابتسم القائد ابتسامة صفراء ، وقال : عودي ، إنهم إرهابيون ، ولن يفهموك .  وحدجته بنظرة صارمة ، وقلت : إنهم يقاتلون حتى الموت من أجلي ، فكيف لا يفهمونني ؟ ماتت ابتسامة القائد ، وقال : آسف ، يجب أن أحميك . وأشار إلى جنده المدججين بالسلاح ، وقال : خذوها.

ولكي يحميني قائد جند الاحتلال من الإرهابيين ، وضعني في زنزانة لا يدخلها ضوء النهار ، وتغريد الطيور ، وعبير الأزهار.

 

أنا أعترف

عدت إلى البيت ، بعد الظهر ، حاملاً حقيبتي المدرسية . واستقبلتني أمي بوجه متجهم ، وهمست لي قائلة : جدك غاضب منك . ونظرت إليها متسائلاً ، فقالت : لقد علم بأنك لم تذهب اليوم إلى المدرسة . ودخلت على جدي ، وكان كالعادة متمدداً في سريره . وما إن رآني حتى أشاح بوجهه عني ، فوقفت أمامه ، وقلت : أنا أعترف يا جدي ، لم أذهب اليوم إلى المدرسة . وصمت لحظة ، ثم قلت : إن أبي قي المعتقل ، وأنت في السرير، وأمي في البيت ، فمن منّا يشارك الآخرين في رجم جند الاحتلال بالحجارة ؟ وعلى العكس مما توقعت ، اعتدل جدي منفرج الأسارير ، وقال : لابد أنك جائع الآن ، اذهب إلى أمك ، وقل لها أن تعدّ المائدة ، سنتغدى هذا اليوم معاً .

 

نحن نزرع

جلس الطفل تحت الشجرة ، يراقب جده ، وهو يزرع شتلات الزيتون . وتوقف الجد لحظة ، يمسح العرق عن جبينه ، فقال الطفل : للأسف يا جدي ، أنت تزرع أشجار الزيتون اليوم ، فيقلعها غداً جند الاحتلال . وقبل أن يعود الجد إلى عمله ، قال : لا بأس يا بنيّ ، وليشهد العالم ، بأننا نزرع وهم يقلعون . فهبّ الطفل من مكانه ، وأخذ يزرع مع جده شتلات الزيتون .

 

حفنة من الحجارة

مرضت ذات يوم ، وبقيت مدة طريح الفراش ، لم يزرني خلالها واحد من أصدقائي . ومهما يكن ، فقد قررت أن لا أعاتب واحداً منهم ، فمن يدري ، لعلهم لم يعلموا بمرضي . وفي إحدى الليالي المقمرة ، وبعد أن نام كل من في البيت ، أغمضت عينيّ عليّ أرتاح ، وإذا أحبّ أبطال قصصي يلتفون حولي ، البلبل والحمامة والقطاة ودبدوب وسنجوب والعمة دبة وقيس وزينب ، وعدد من أطفال الحجارة وليث وملك الريح نفسه.

وقد جاءني الجميع بهدايا جميلة ، فرحت بها كلها ، لكن أكثر ما أفرحني ، هو هدية أطفال الحجارة ، نعم ، فقد أهدوني حفنة من حجارة فلسطين ، صحيح إنني عندما فتحت عينيّ ، لم أجد أحداً حولي ، لكني كنت في منتهى الراحة ،حتى لقد شعرت بأني شفيت تماماً ، فأغمضت عينيً ثانية ، وسرعان ما استغرقت في نوم هادىء عميق.

 

 

بلادُ الياسَمين

 

شاكر السامر / اسطنبول

 

لم يَعُدْ في جُمجُمتي

سوى حروفكِ الأربعة

تختزلُ الحياة

وساحاتِ الحريةِ المدورة

بالأمنياتِ والهتافاتِ المنكوبةِ بالرصاصْ .

رُبّما أشهقُ فيكِ

مثلَ غريقٍ  في صمتٍ لُجّيّ

وتعتريني ذكراكِ المُقدّسةُ

 حين يرشفُني الحنينُ

الى جهاتكِ الموصدة

برماحِ الأقربينْ .

وفي الغروبِ أُصلّي

 للفجرِ القادمِ من عينيكِ

كي لا أمتهنُ الغيابَ بمحرابِ الخطيئة

ولا أصغي لوكيلِ الإلهِ في كلِّ بيتٍ وحارة

اذ يعلّمُ المسيحَ معنى السلام

والعصافيرَ معنى الحرية

والشفاهَ معنى القُبَلْ ..

أنا المتعثّرُ بمفاتنَ وطني

أكتمُ الحزنَ منذُ ميلادِ النخيل

ولا أبوحُ إلّا لأُنثايَ القابعةِ في برزخِ الرحيل

 لا أزيحُ الكبرياءَ عن خاصرةِ الورد

 وميسمُ الجرحِ الغائرِ في قامتي

يرقصُ في قصائدي الخجلى

على ورقٍ من حنين

ويتعرّى كالوردِ

 حين تهبُّ عاصفةُ الحمقى

 على صدورِ الشجعان

بلا سلاحٍ  خارجَ دستورٍ مُزيّف

أرهقتهُ الفضائياتُ بهبوطِ التأويل

واللغةِ الماكرة 

ولم يَعُدْ في جُمجُمتي

سوى جهاتكِ الاربعةِ المثقوبة

 بثغورِ المُتأسلمين الشامتين

تقلقُ جبهتي بالإدمانِ  على خذلاني

فمَن يريحُ الشفاهَ ومن عطشِ الأغاني ؟..

ورائعةُ فيروزَ في قهوتي تُمعنُ في إرتباكي

بشوقٍ  عنيدِ التوهّج

( وطني سماؤكَ حلوةُ الألوانِ

وربوعُ أرضكَ عذبةُ الالحانِ )

فأفتحُ النوافذَ على البحرِ الصاهلِ

في رئتي مَدامعاً

وأرى سُفنَ النجاةِ اليهِ مَحارقاً

تختالُ على أمواجِ  صلاتي اليكِ .

أيّها المذبوحُ بمخالبِ الضباعِ ، 

المركونُ على رفِّ العناكبِ

جدرانُكَ فاغرةٌ صمتَها بالوراثة

يركلُها التهميشُ

وأنّى أديرُ وجهي اليها

توبّخني كي لا أتبغددُ في حضرتِها مليّا

ولا أُهرولُ نحو المنابرِ صاغراً صاغيا 

بل أرمّمُ ما تبقى من ألقِ الإنتصار

في محفلِ الحريةِ المجبولةِ بساحات الألم

ولا أقضمُ أظافري

خشيةَ الوقوعِ في خطيئةِ الوطنِ المُباع

مُذ دخلَ الساقطونَ اليهِ وعليه مَكراً ..،

 واستفزوا الشهداءَ بإتّباعِ القتلةْ .. 

كأن لم تلدِ النساءُ غيرَهم باطلا

ولم تلدِ المدائنُ أحزانَها بالتواتر

كلما مدّتِ العنادلُ مناقيرَها للصباح

وأنا المغلوبُ على أمرِ قصائدي ،

على سبعينَ مَحْملٍ  ألتمسُ العُذرَ اليكِ

بجدارةِ شِعري أحببتُكِ

 وارتويتُ منكِ

ونزفتُكِ

ثم عَلِقْتُ بكِ الى الأبد

حتى يأتيكِ يقينُ انباعثِكِ بي

الى سماءٍ لا تكلُّ من نجومِكِ الطاهرة .

برجٌ مُقدّسٌ في عمودِك الفقري

والأحجياتُ نصالٌ على ذاكرةِ الأنين

تجتاحُني

على مرمى حرفينِ  من قُبَلٍ 

وريقٍ  من بلادِ الياسمينْ .

 

قصة قصيرة

 

رائحة الأمكنة  

 

ليلى المرّاني

 

في يومٍ لم نكن نعرف تسلسله في الاسبوع أو الشهر، وفي مكان ضاع في متاهات المسافات البعيدة التي قطعناها سابقاً ونحن نحمل حلماً بات هو الآخر مدفوناً في غياهب ذاكرةٍ معتمة، أنزلونا من الشاحنة التي تكدّسنا فيها، أكثر من ثلاثين شخصاً بين امرأةٍ ورجلٍ وطفل... وشابّة تنوء بحمل بطنها الذي يكاد ينفجر، يسند رأسها على صدره زوج متهالك، من يتأخّر في القفز من ارتفاع مترين عن الارض خوفا، يتلقّى صفعةً على رأسه وركلةً قويّةً على مؤخّرته، يسحبه عملاق يقف أسفل الشاحنة، يساعده عملاق آخر، يلقيه أرضاً؛ فيركض مذعوراً كالجرذ ويصطفّ بطابورٍ من جرذان مذعورين آخرين..

المنطقة صحراويّة، حتى ظننت أننا عدنا إلى دولةٍ عربيّة متصحّرة، وأن المشوار الطويل الذي قطعناه من محطّة موتٍ إلى أخرى نحلم ب ( أرض الأحلام ) قد انتهت، يسأل أحدهم والكلمات تكاد تموت على شفتيه قبل أن ينطقها:

- أين نحن، هل تعرفون..؟

- في أرض الله الواسعة..  يجيب آخر بسخرية

- ليست أرض الله هذه، أرض الشيطان هي.. الا ترون الشياطين حولنا..!

جفّت أفواهنا، ليس فيها قطرة بصاق؛ فابتلعنا ريقنا علقماً

بناية واحدة تنتصب في ذلك الخواء المخيف، يقف عند بابها أربعة عمالقة موشّحين بالسواد من رقابهم حتى القدم، يضيف لهم رعباً، رؤوس حليقة ضخمة، وثلاثة كلاب رماديّة تقدح عيونها شرراً، تكاد تصل أكتافهم ضخامةً، تمسك بسلاسلها امرأة متّشحة هي الأخرى بالسواد، تضاهيهم طولاً وشراسةً، تضيف للمشهد رعباً جهنّميّاً، ذكّرني بأفلام الرعب التي أخشى حتى سماع موسيقاها . ..

تحالف البرد والضياع، والرعب الماثل أمامنا؛ فارتجفنا واصطكّت أسناننا، وكقطيع أغنام بائس اقتادونا إلى قبوٍ متعفّن تحت تلك البناية، نسابق بعضنا كالزواحف في النزول إليه بواسطة عتبات طينيّةٍ متآكلة، كادت المرأة التي أثقلها حمل بطنها أن تقع، تلقّفها زوجها وإثنان آخران، استقبلتنا ساحة صغيرة يتوسّطها كرسيّ خشبيّ متداعٍ ، وفي إحدى الزوايا حنفيّة ذات رقبة طويلة تنتصب داخل حوضٍ حجريّ صغير، تسابقنا إليها، نغسل وجوهنا التي تعفّرت غيظاً وذلّاً، ألقينا بأجسادنا المنهكة على أرضٍ لزجة تغطّيها مياه متعفّنة، ارتمت المرأة الحامل على الكرسيّ اليتيم، تلهث وتمسح عرقاً يتصبّب من رأسها ويغرق وجهها، يحيط بها زوجها بذراعيه، ويتمتم أدعيةً لا نكاد نسمعها.. المشهد وهبنا نسمة حبّ كانت بنا حاجة لها في ذلك الجدب الروحيّ والعاطفي..

أينما التفتنا، ليس غير الظلام والتوجُّس والخوف والبرد، ثمة كوّةٍ ينبعث منها الضوء، لا نرى من خلالها سوى الكلاب الرماديّة الثلاثة تحرس الباب، تجوس في المكان متحفّزةً، مزمجرة؛ فيزداد وجيف قلوبنا رعباً ..

الاعياء والجوع استنفدا آخر ما تبقّى من قلاع مقاومتنا؛ فكانت رحمةً سماويّة هبطت علينا حين اقتحم أحد العمالقة ترقّبنا الصامت، حاملاً علبةً كارتونيّةً كبيرة، عيناه تترصّدان المكان وأجسادنا التي استرخت باستسلامٍ جنائزيّ؛  وبجوع كلابٍ سائبة لم تذق طعاماً لأسابيع، دبّت فينا الحياة حين شممنا رائحة الخبز، تسابقنا في تلقّف قطع الجبن الأصفر والخبز التي أخذ يرشقنا بها متلذّذاً بلؤم مقيت وهو يراقب لهفتنا المجنونة في الظفر بهبته الغالية!

تأوّهت المرأة الحامل، ثم علا نحيبها مستغيثاً وهي تعتصر بطنها الذي تهدّل فجأةً حتى لامس ركبتيها، احتضنها زوجها مواسياً، يطلب النجدة من العملاق الذي استدار نحوها، أشار باصبعه متعالياً أن.. اتبعيني، نزفنا همهماتنا ولعناتنا بصوت خافت.. قفز الزوج وأعانها لتقف، كادت تسقط ثانيةً، أحاطها العملاق بإحدى ذراعيه، وإلى غرفةٍ مجاورة نقلها، يتبعها زوجها مذعوراً ..

التقت عيوننا جميعاً عند الكرسي الفارغ، اقترح أحدهم أن نتناوب في الجلوس عليه، لكلّ واحد ربع ساعةٍ فقط،  فجأةً همس أحدهم بخوف..

- هل ترون ما أرى..؟

ضحك آخر ممتعضاً..

- وماذا ترى..؟ جنيّة البحار السبعة، أم حوريّة البحر..؟

يشير الأول بيده إلى الناحية الأخرى من القبو، نحدّق بعيوننا نصف المغلقة، ولأول مرّة بدأنا نسمع فحيحاً يصاحبه شخير يإيقاعات مختلفة، جاهدنا في تركيز أنظارنا رغم العتمة والخوف ممّا ليس في الحسبان، كان هناك رفّان خشبيّان تتكدّس فوقهما عشرات الأجساد متلاصقةً ببعضها، وعيون منطفئة تحملق فينا، أشار واحدٌ منهم، وهمهم.. فهمناها دعوةً لأحدنا أن يشاركهم مخدعهم الخشبي.. لم أعد أذكر لماذا اختاروني أنا، وكيف صعدت إلى الرفّ العالي، ومن أعانني، كلّ ما أذكره أنّ رائحة العرق النتنة، ممتزجةً برائحة أقدامٍ مطبوخة داخل أحذيةٍ لم تُخلع لأيّام وربما أسابيع، أزكمت أنفي وأصابتني بغثيانٍ وخدر؛ فغرقت في نومٍ عميق!..  فوق جناحي طائرٍ كبير رأيت أولادي يلوّحون لي ضاحكين.. ويبتعدون، أحاول اللحاق بهم.. أركض.. أتعثّر.. وأسقط في هوّة عميقة..

انتفضت مذعورةً من نومي وكأنني أسمع بكاء طفلٍ وليد..

فجراً، وقبل أن تندحر جيوش الظلام، دخل علينا عملاقان، أشارا بحركةٍ مسرحيّة أن نصطفّ بطابور لنخرج من ذلك الجحر.. ما تزال عيوننا نصف مغمضة، تصادمنا ونحن نزحف، نساعد بعضنا في اعتلاء تلك الشاحنة اللعينة.. دبّت فينا الحياة ضعيفةً من جديد، آخر ضيفٍ وصل، الزوج يحمل رضيعاً ملتصقاً بصدره، استقرّ بيننا ودموعه تغسل وجه الرضيع، رأسه متهدّل على صدره.. جزعنا، متسائلين بصمت.. أين أمّه..؟

بكى - محمد- الطفل ذو الخمسة أعوام والذي يرافق والده، التصق بأبيه وهو ينظر بخوف إلى ثوب المرأة الذي يلتفّ به الرضيع.. ملطّخاً بالدماء.