اخر الاخبار

ص1

 

44 في المائة فقط من الاستيرادات يمر عبر المنافذ الرسمية

اقتصاديون: أسس إصلاح السياسة النقدية غائبة

بغداد ـ طريق الشعب

 

تجاوزت قيمة السلع التي استوردها القطاع الخاص في العام الماضي 37 مليار دولار، لكن السلع المستوردة من خلال المنافذ الرسمية والمؤشرة في الهيئة العامة للكمارك لم تزد قيمتها على 16.6 مليار دولار، الامر الذي عزاه مراقبون واقتصاديون إلى مرور غالبية تلك الاستيرادات عبر منافذ غير رسمية، لا تخضع لإشراف الهيئة العامة للكمارك.

 

وفي ظل وجود منافذ غير رسمية في العراق، فإن التجارة غير القانونية التي تسحب الدولار من السوق الموازي ستستمر وستقوض محاولات السيطرة على أسعار صرف الدولار في السوق.

ويراهن مراقبون على أن الحلول تكمن في السيطرة على المنافذ الحدودية وإيجاد تعرفة كمركية موحدة ونظام ضريبي موحد أيضا.

 

منافذ خارج السيطرة

المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح قال ان اي تحويلات تجري عن طريق المنصة تؤدي الى استقرار اقتصادي، فيما اعتبر ان ما يجري خارج المنصة “يؤدي الى اضطرابات في الاسعار”.

وقال صالح في تصريح خص به “طريق الشعب”، ان الحكومة “اتخذت قرارا بخصوص 5 سلع اساسية منها السيارات والذهب والسكائر والموبايلات كان يجري تمويلها من السوق الموازي، لكن الخطة التي اعتمدتها الحكومة نصت على تقديم تسهيلات لمستوردي هذه السلع عبر المنصة، بهدف دفعهم الى الاستيراد بسعر الصرف الرسمي حتى يستقر السوق”.

وقدّر صالح بأن 90 في المائة من التحويلات الخارجية هي لتمويل التجارة بصورة سليمة، مردفا “لكن المشكلة تكمن في المنافذ ـ بعضها مفتوح بلا سيطرة ـ لذا فإن استخدام الاتمتة والسيطرة على المنافذ هو احد الحلول.

واشار صالح الى ان العمل جار على شمول كافة التعاملات التجارية بخدمة المنصة، ضمن اطار ما اسماه “سياسة احتواء الضوضاء في السوق الموازي”.

 

استيرادات غير رسمية!

الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي قال: ان القطاع الخاص العراقيّ استورد عام 2022 سلعا بقيمة 37 مليار دولار، مبينا ان قيمة السلع المستوردة من خلال المنافذ الرسمية والمؤشرة في الهيئة العامة للكمارك لم تزد على 16.6 مليار دولار”.

واضاف المرسومي في حديثه مع “طريق الشعب”، أن “قيمة السلع المستوردة والمسجلة رسميًا لم تزد على 16.6 مليار دولار، مقابل سلع بلغت قيمتها اكثر من 20 مليار دولار تم استيرادها من خلال منافذ كردستان او من المنافذ غير الرسمية. أي ان 44% فقط من الاستيرادات كانت من خلال المنافذ الرسمية”.

وبيّن المرسومي، أن “هذه الخروقات تشكل احد الاسباب التي تؤدي الى ارتفاع سعر صرف الدولار، فهناك سلع لا تدخل ضمن احصاءات الهيئة العامة للكمارك عبر المنافذ الرسمية، وتورد الى العراق من خلال تمويلها بالدولار الموازي، منها السجائر، الذهب والمشروبات الروحية”.

 

ضرب الاقتصاد الوطني

واشار الى ان هذه المعطيات تؤشر ان “العراق غير مسيطر على منافذه الحدودية، وبالتالي فان عدم السيطرة يضرب الاقتصاد الوطني، لان معظم السلع التي تدخل غير حاصلة على شهادة المنشأ، ولا تخضع لسلطة هيئة التقييس والسيطرة النوعية. وهذا موضوع ينبغي الا يمر مرور الكرام”.

ونوه بأن هناك سلعا مثل الاندومي، تبلغ قيمة استيراده 21 مليار دينار، وهو رقم كبير جدا. كذلك الحال بالنسبة للعبة الأطفال (سلايم) والكثير من السلع ربما تأتي بهذه العناوين لإخفاء الشحنة الحقيقية المورّدة، موضحا أن “وجود منافذ غير رسمية وغياب التعرفة الجمركية الموحدة والنظام الضريبي يقوض جهود البنك المركزي لإصلاح السياسة النقدية”.

 

منافذ غير معترف بها!

تجدر الاشارة الى ان رئيس هيئة المنافذ الحدودية كشف مؤخراً عن وجود 11 منفذا في إقليم كردستان، 6 منها معترف بها رسميًا من قبل السلطات في بغداد، و5 أخرى غير رسمية، مشيرا إلى وجود خطة لربط منافذ كردستان بمنافذ الحكومة الاتحادية في أقرب وقت ممكن.

وقال مدير الهيئة عمر الوائلي: أن “الحكومة لديها توجه لفرض هيبة الدولة على منافذ الإقليم التي لا تخضع لسيطرتها”، مشيرا إلى أن “الإقليم يمتلك 5 منافذ حدودية غير معترف بها رسميًا من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد”.

وأشار إلى أن “حكومتي بغداد وأربيل ستتحركان قريبًا على منافذ كردستان”، مبينا أن “ذلك سيتم بعد إكمال السيطرة على المنافذ الأخرى الواقعة ضمن مسؤولية الحكومة الاتحادية”.

 

حلولها ليست عصية

الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، اكد ان الحكومة الاتحادية لا تمتلك بيانات عن حجم التبادل التجاري في المنافذ غير الرسمية سواء كانت في الإقليم او خارجه، كونها تحت سيطرة جهات لا تخضع للدولة. وهذا موجود حتى في موانئ البصرة وليس محصورا بمنافذ اقليم كردستان.

وقال الهماشي في حديث مع “طريق الشعب”، ان “هذا النوع من التجارة يؤثر في سعر الصرف”، محذرا من ان استمرار تلك الخروقات يسمح بارتفاع سعر الصرف الى 190,000 او 200,000، لان هذا النوع من التجارة يستهلك الدولار في السوق الموازي”.

وشدد على ضرورة ايجاد وتفعيل النظام الضريبي والكمركي الموحد وتنشيط عمل الجهاز الرقابي، مشيرا الى انه “في جميع دول العالم هناك تهرب ضريبي، لكن نسبه لا تتجاوز 1ـ 2 في المائة، اما في العراق فان النسبة تصل الى 60 أو 70 في المائة، وهذه مشكلة كبيرة جداً وتحتاج الى وقفة حقيقية”.

ولفت الى ان هناك مشكلة حقيقية في النظام الاداري للدولة، يجب ان تعالج، وعدم الاكتفاء بالحلول الامنية غير الناجعة وغير الكافية.

 

 

راصد الطريق.. لا .. للتلاعب بقوت المواطنين

 

  دعا التدريسيون والموظفون المحتجون على تأخر صرف رواتبهم في إقليم كردستان، منظمات المجتمع المدني، الى مساندتهم في احتجاجاتهم التي يرومون تنظيمها اليوم في ساحة التحرير وسط بغداد.

وقد اكدت مصادر متعددة ان الحكومة الاتحادية سوف تجهز حكومة الإقليم بدفعة مالية أخرى، وأخيرة في هذه السنة، تكفي لصرف راتب واحد، الأمر الذي يعني ان حكومة الإقليم ستتمكن من صرف رواتب الموظفين حتى شهر أيلول، الامر الذي سيتسبب في فقدان الموظفين ربع رواتبهم خلال السنة، بسبب عدم صرف رواتب الأشهر الثلاثة الأخيرة منها.

يتوجب دائما الا تدخل حقوق الموظفين وقوت وعوائلهم ضمن الصراعات السياسية بين الكتل المتنفذة، ويتوجب على الحكومتين الاتحادية وفي الاقليم إيجاد منفذ سريع لصرف الرواتب، وعدم السماح بزج هؤلاء المواطنين في صراعات لا علاقة لهم بها.

وعلى المسؤولين ابعاد هذا الملف المتعلق بحياة المواطنين عن اجتهاداتهم هم وصراعاتهم وتحركاتهم في اطار ليّ الأذرع، والعمل على صرف الرواتب لموظفي الإقليم أسوة بغيرهم من الموظفين في البلاد، والحرص على ان لا يتكرر ما حدث مستقبلا.

  

ص2

 

اليوم.. معلمو وموظفو السليمانية يتظاهرون في بغداد

 

احتجاجات تطالب بفرص العمل والخدمات

اليوم.. معلمو وموظفو السليمانية

 يتظاهرون في بغداد

 

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في بغداد وعدد من المحافظات مطالبةً  بتوفير فرص العمل والخدمات، فيما نقل الموظفون والمعلمون في السليمانية حراكهم الاحتجاجي الى العاصمة بغداد، ودعوا الى تنظيم تظاهرة، اليوم الاحد، في ساحة التحرير.

 

نقل الاحتجاج الى بغداد

ودعا التدريسيون والموظفون المحتجون على تأخر صرف رواتبهم في إقليم كردستان، منظمات المجتمع المدني الى مساندتهم في احتجاجاتهم.

وقال المحتجون في بيان: «ندعوكم الى حضور ومساندة التظاهرة الاحتجاجية التي ينظمها تدريسيو وموظفو إقليم كردستان العراق، في ساحة التحرير في يوم الأحد المصادف 26/ 11/ 2023 ابتداء من الساعة الواحدة ظهرا الى الساعة الرابعة ظهرا، وذلك لمطالبة الحكومة الاتحادية بالضغط على حكومة إقليم كردستان وصرف رواتبهم». وأضاف البيان أن «المحتجين طالبوا بدفع الرواتب المتأخرة لسنة 2023 لتدريسيي وموظفي الإقليم التي هي بذمة حكومة الإقليم، وإعادة العمل بقانون ترفيع الموظفين المتوقفة منذ حوالي سبع سنوات، كما شددوا على ضرورة تعيين المعلمين المحاضرين بشكل دائمي».  واكد المحتجون بحسب البيان «على وضع آلية مناسبة لإعادة المبالغ المستقطعة من رواتب التدريسيين والموظفين منذ عام 2014 تحت ما يسمى بالادخار الإجباري والتي تقدر بحوالي 33 راتباً كاملا لكل تدريسي وموظف، والعمل بقانون المجلس الوطني العراقي بخصوص رواتب المتقاعدين وتعويض المتضررين». وسبق ان رد مجلس المعلمين المعترضين في السليمانية، على بيان صادر من المديرية العامة لتربية المحافظة، وأكدوا أنهم سينقلون احتجاجاتهم إلى العاصمة بغداد. وذكر مجلس المعلمين، في بيان: «ردا على إعلان المجلس التربوي في المديرية العامة للتربية في السليمانية، الذي طالب المعلمين بالعودة إلى المراكز التعليمية يوم الاثنين وإنهاء مقاطعتهم للدوام، يرفض المعلمين المعترضين كسر الإضراب وأكدوا أنهم سينقلون احتجاجاتهم إلى بغداد يوم الاثنين (غدا)، وبعد عودتهم سيستأنفون الاحتجاج بطريقة أخرى».

 

رفض استملاك الأراضي

من جانبهم، تظاهر العشرات من أهالي مناطق جنوبي بغداد المحاذية للطريق السريع الجديد «الدورة – يوسفية»، ضد قرار وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني باستملاك الأراضي والدور القريب من الطريق.

وقال مراسل «طريق الشعب»، إن العشرات من أهالي مناطق الـ37 والخميسية المحاذيتين للطريق الدولي الجديد «الدورة – اليوسفية» نظموا تظاهرة حاشدة ضد قرار وزير الإسكان بشأن استملاك الأراضي الزراعية والدور السكنية التابعة لهم. وأضاف، أن المتظاهرين طالبوا الوزير بالعدول عن قراره كونه إجراء مجحفا بحق أصحاب الأرض ومالكيها، داعين رئيس الوزراء الى التدخل والعمل على الغاء القرار.

مطالبات بالخدمات وفرص العمل

ونظم العشرات من الشباب العاطل عن العمل في محافظة البصرة، وقفة احتجاجية، أمام دار استراحة المحافظ، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم.

وقال عدد منهم إنهم بدأوا تظاهرتهم منذ سنوات عديدة للمطالبة بالعمل، إذ أن عددهم لا يتجاوز 70 شخصا وقد تلقوا في وقت سابق وعودا بالتعيين، مؤكدين استياءهم من كثرة الوعود والروابط الخاصة في التقديم على التعيين، لكن من دون جدوى وجميعها وهمية.

من جهتهم، تظاهر المئات من خريجي التربية في البصرة، احتجاجاً على عدم نشر مديرية التربية أسماء إحدى الوجبات من عقود المحاضرين المجانيين لسنة 2020، البالغة 2000 محاضر، والتي يتم نشرها يومياً ضمن 35721 درجة وظيفية خاصة بالمحافظة.

وأشار المتظاهرون الى أن «التربية قامت بتغيير اللجنة الخاصة بالتعاقد ولم تنشر وجبة التعاقد اليومية، وإن تظاهرة نظمت بسبب خشية المحتجين من حصول تلاعب بالاسماء من قبل اللجنة الجديدة».

فيما شكا سكنة منطقة السلام «الدوانم» بمحافظة ميسان من غياب الخدمات في منطقتهم منذ تأسيسها عام 2006 ولغاية الآن، داعين الحكومتين المركزية والمحلية للتدخل وانتشالهم من الواقع المرير، على حد تعبيرهم. وقال عدد منهم، إن المنطقة هي من فئة الزراعي عقود 35، وقد شملت في وقت سابق بمبادرة فريق الجهد الخدمي والهندسي، لكن لم تتم المباشرة بأعمال التأهيل في ما يخص إكساء الطرق والخدمات الفوقية، في حين حظيت مناطق مجاورة لهم بالخدمات المتكاملة.

وأضافوا إن المنطقة منذ عام 2006 تفتقر للخدمات ونتيجة لتساقط الأمطار تحولت شوارع المنطقة غير المعبدة إلى برك ومستنقعات من الوحل، الذي حال دون وصول أبنائهم التلاميذ إلى مدارسهم.

ونظم العشرات من منتسبي معمل الورق في محافظة البصرة، وقفة احتجاجية امام دار استراحة المحافظ، مطالبين بشمولهم بتوزيع قطع الأراضي.

وقال عدد منهم، ان وقفتهم جاءت للفت النظر الى معاناتهم كونهم أضعف الشرائح، مؤكدين انهم طرقوا جميع الأبواب من اجل الحصول على مستحقاتهم المتمثلة بالشمول بقطع الأراضي، لكن دون جدوى.

  

الهجرة تؤشر نزوح 7 آلاف عائلة في 3 محافظات

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

كشفت وزارة الهجرة، عن نزوح أكثر من 7 آلاف عائلة من محافظات (البصرة، وذي قار، وميسان) إلى مناطق أخرى، بسبب تداعيات التغيرات المناخية وقلّة الموارد المائية.

وقال المتحدث باسم الوزارة، علي عباس جهاكير، إن «العراق ضمن الدول التي تأثرت بظاهرة التصحر، فضلاً عن قلّة الموارد المائية من دول الجوار لحوضي نهري دجلة والفرات، وكان الضرر الأكبر من نصيب المناطق الجنوبية وبعض مناطق الفرات الأوسط».

وأوضح جهاكير، أن «ظاهرة التصحر نتج عنها نزوح أعداد كبيرة من العوائل التي كانت تعتاش على الزراعة والرعي، وما مُسجّل في قاعدة البيانات من أسماء يتجاوز 7 آلاف عائلة من محافظات (البصرة، وذي قار، وميسان)، وهؤلاء نزحوا مضطرين إلى مناطق قريبة من المدن». وأضاف، أن «وزارة الهجرة بدورها، تدخلت في سبيل إسعاف هذه العوائل وتقديم الخدمات لهم لحين انجلاء الأزمة، ومن تلك المساعدات هي إرسال مواد غذائية وصحية وأشياء أخرى من بطانيات ومجمدات وغيرها، فضلاً عن دعم المدارس في مراكز الريف التي حصل فيها ضغط بعد التحاق أطفال النازحين إليها».

  

اضاءة.. جدل بشأن قرارات المحكمة الاتحادية

محمد عبد الرحمن

 

 غدا عدد من قرارات المحكمة الاتحادية ، ومنها المتعلق بالعضوية في مجلس النواب وآلية إنهائها، موضع جدل ونقاش قانونيين ودستوريين وسياسيين.

وعطفا على المعايير التي حددتها المحكمة الاتحادية، فان بعضها كما نقرأ ينقصه نص قانوني او مواد دستورية قاطعة واضحة ، وهو يخضع لاجتهاد القضاة الذي يمكن ان يصيب او يخطيء.

نقول هذا بغض النظر عن كون قرارات المحكمة باتة وقاطعة، كما أعلنت هي في قرارها المتعلق بانهاء عضوية السيدين  محمد الحلبوسي وليث الدليمي في مجلس النواب، وما سبقها من قرارات في حالات اخرى.

وبالعودة  الى ما أعلنته المحكمة  ذاتها من مرتكزات تستند اليها، نجد “المحكمة الاتحادية العليا تستمد عدالة قراراتها من الشعب العراقي، ويجب العودة للشعب لبيان ما إذا كانت تلك القرارات عادلة أو غير عادلة” كذلك “الحفاظ على التطبيق الصحيح والسليم للدستور والقانون بما يضمن تحقيق مصلحة الشعب والوحدة الوطنية”، وأيضا “لا بد من وجوب الحفاظ على دماء شهداء العراق وعدم السماح باستغلال تلك الدماء لتحقيق مصالح شخصية لهذه الجهة أو تلك”.

هذه نصوص من المرتكزات التي تقول المحكمة انها تستند اليها في قراراتها الملزمة لجميع  هيئات ومؤسسات الدولة. وقد يثار العديد من التساؤلات المشروعة بشأن ما اعلن، تتعلق على سبيل المثال بحدود مصلحة العراق وشعبه، وضوابط تحديدها ومعايير القياس. وفي رأينا ان حال هذه لا يختلف عما ورد في الدستور من عبارات قابلة للاجتهاد مثل “قيم المجتمع” و”الاخلاق والاداب العامة”.

ولعل من قرارات المحكمة الاتحادية التي اثارت جدلًا قرارها الأخير، كذلك القرار المتعلق بتحديد مفهوم الكتلة الأكبر في مجلس النواب، والذي أدى في التطبيق العملي الى حرمان فائزين في الانتخابات العامة من تشكيل الحكومة. وهذا ما يتجدد النقاش بشأنه في اعقاب كل انتخابات برلمانية، الامر الذي يدل على عدم الاقتناع به من جانب قطاعات كبيرة. علما ان المحكمة طلبت في مرتكزاتها الاستناد الى الشعب في الحكم على عدالة القرارات.

والشيء الاخر الملفت ان عددا من قرارات المحكمة الاتحادية اتُخذ بالأغلبية، ومنها القرار الأخير. وهذا يجعل المواطن يتساءل مثلا عما اذا كان القضاة الممتنعون عن التصويت او المتحفظون لا يقدرون “مصلحة الوطن”؟ او ما يوحي ضمنا بان مقاربات مفهوم “مصلحة الوطن “ متباينة عند السادة القضاة أعضاء المحكمة. ورغم الديمقراطية الظاهرة في آلية اتخاذ القرار بالأكثرية، فان مثل هذا القرارات قد تحمل عنصر ضعف الاقناع.

وارتباطا بهذا ينطرح السؤال بشأن قرارات المحكمة الاتحادية، التي غدت على نحو متزايد تحدد الحياة السياسية في البلد وتوجهاتها والفاعلين فيها، عما اذا ستبقى تُقر بالأكثرية، والى متى تبقى مواد الدستور بلا قانون يسهل تنفيذها، كذلك موضوع تشريع قانون جديد  للمحكمة  الاتحادية، يأخذ بنظر الاعتبار تجربتها، وعدم اثارة قراراتها مثل هذا النقاش،  وان تحظى هذه القرارات فعلا بالاقتناع الواسع.

 

 

وفد من الشيوعي العراقي

 يتفقد الفنان صبحي الخزعلي

بغداد ـ طريق الشعب

 

زار وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، امس السبت، الرفيق الدكتور والفنان المسرحي صبحي الخزعلي في منزله ببغداد، للاطمئنان على حالته الصحية.

ونقل الوفد تحيات قيادة الحزب ورفاقه وتمنيات الجميع له بالصحة والعافية والشفاء العاجل والعودة إلى مزاولة نشاطه اليومي.

من جانبه، أشاد الخزعلي بمواقف الحزب ومسيرته النضالية، محملا الوفد تحياته إلى قيادة الحزب ورفاقه، متمنيا أن يكون للحزب دور فاعل في الانتخابات المقبلة.

وضم الوفد كلا من الرفاق فاضل الموسوي والرفيقة خيال الجواهري والرفيق عباس حسن والرفيق صباح المندلاوي والرفيقة نهاوند.

  

الموارد المائية تكشف خطتها لاستثمار مياه الأمطار: لدينا فراغ خزني منذ 2019

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

كشفت وزارة الموارد المائية، أمس، عن خطتها لاحتواء والاستفادة من مياه الأمطار والسيول المتوقع تساقطها خلال الموسم الشتوي الحالي.

وقال المتحدث باسم الوزارة خالد شمال، إن “الوزارة أعدت خطتها للتعامل مع مياه الأمطار والإيرادات المتحققة منها من خلال تشكيل خلايا أزمة مرتبطة بإدارة الفيضانات ومياه الأمطار”، مشيرا إلى أن “العراق يمتلك فراغًا خزنيًا كبيرًا، فمنذ عام 2019 العراق يعاني من الجفاف ولم نشهد منذ ذلك الحين سنة مائية رطبة”.

وأشار إلى أن “التوقعات بوجود غزارة للأمطار في السنة الحالية دفعت الوزارة إلى الاستعداد بشكل مبكر من خلال إجراءات صيانة وتأهيل لمنشآت التوزيع والسيطرة والبنى التحتية في السدود العراقية والمنشآت الخزنية”، مبينًا أن “العراق يمتلك فراغًا خزنيًا يقدر بـ100 مليار متر مكعب في سدوده أو بالبحيرات الطبيعية كالثرثار والحبانية وحتى الرزازة بالإضافة إلى الأهوار”.

وبيّن أن “تأثير الأمطار يعتمد على 3 عوامل مهمة وهي مكان هطولها وشدتها وطول فترة سقوطها”، مشيرًا إلى أن “الأمطار الهاطلة شمال سدة سامراء تكون مفيدة ومؤثرة إذ يمكن التعامل معها وخزنها ابتداءً من سد الموصل وباقي السدود وصولًا إلى بحيرة الثرثار والحبانية”.

وبشأن الأمطار الهاطلة جنوب سدة سامراء، فإن فائدتها تقتصر على ري الأراضي الزراعية وتوجه نحو مجرى النهر، كما أن الأمطار الساقطة على الأهوار يمكنها تغذية مناطقها.

وأكد شمال أن “الوزارة تنوي تنفيذ 26 سدًا لحصاد المياه موزعة بين محافظات إقليم كردستان ونينوى والأنبار وكربلاء والنجف والمثنى وديالى وواسط خلال السنوات المقبلة”، مشيرًا إلى أن “الوزارة باشرت تنفيذ ثلاثة سدود بعد تخصيص الأموال في موازنة العام الحالي”.

 

 

ص3

 

تربويون وحقوقيون: التسرب من المدارس ظاهرة تتفاقم.. والحلول الحكومية غير مجدية

 

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

 

تجتمع أسباب متعددة ومتشعبة فتنتج ظاهرة التسرب من النظام التعليمي، الأمر الذي يسبب انتشار الأميّة والجهل في المجتمع، وانعكاساته على مختلف القطاعات التربوية والمجتمعية والاقتصادية والصحية وغيرها.

 

وفي تقرير أخير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) كشفت عن وجود 3.2 ملايين طفل عراقي في سن الدراسة خارج المدارس، لكن وزارة التربية شككت في تلك الارقام، مشيرة الى ان «البلاد لم تشهد حتى الآن تعدادا سكانيا».

وأفاد التقرير بأن عقودا من الصراع وغياب الاستثمارات في العراق دمرت نظامه التعليمي الذي كان يُعدّ في ما مضى أفضل نظام تعليمي في المنطقة، وأن ذلك أعاق بشدّة وصول الأطفال إلى التعليم الجيد.

اسباب

يقول نقيب المعلمين عباس السوداني إن «الوضعين الاقتصادي لبعض الاسر العراقية والأمني الذي مر بالبلاد، أديا الى زج الأطفال في سوق العمل من اجل اعالة عوائلهم ماديا. وبالتالي اجبروا على التسرب من التعليم»، مضيفا أن «البنية التحتية للمدارس وما تشهده من اكتظاظ في اعداد الطلبة وبعد المدارس عن بعض المناطق، أيضا هي عوامل مساعدة على التسرب».

وعن تأثير تسرب الأطفال في التعليم، يبين السوداني لـ»طريق الشعب»، انه يساهم في زيادة نسب الامية في البلاد، وهذه ظاهرة يعاني منها العراق ولم تعالج الى الان، مشيرا الى انه «بالرغم من وجود مقترحات لمعالجة هذه الظاهرة، لكن الحكومة لم تتعامل بجدية معها حتى الان».

ويضيف أن «مشكلة الامية تحتاج الى تخصيصات مالية، ووزارة التربية لا تملك أموالا كافية ضمن ميزانيتها من شأنها ان تحل المشكلة التي بدأت تأخذ مدى واسعا».

 

قوانين بانتظار التفعيل

ودعا السوداني الى تطبيق قانون رقم ٣ لعام ٢٠١٣ الخاص بمنحة الطلبة، والذي طبق جزء منه، موضحا أن المنحة المالية من شأنها مساعدة الاسر الفقيرة على تحمل بعض الاعباء».

كما شدد على ضرورة تطبيق قانون الزامية التعليم، وهو نافذ المفعول، لكنه يحتاج الى تفعيل.

 

عمالة الأطفال

يقول الحقوقي مصطفى البياتي، إن «الدستور العراقي نص بشكل واضح على حماية الطفولة وتكفل الدولة بالتعليم ومحو الأمية»، مؤكدا أن قانون العمل يمنع عمل الأطفال دون سن 18 عاما.

ويضيف خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أن «آلاف الأطفال يشتغلون في سوق العمل»، لافتا الى ان هناك مشكلة في تطبيق النصوص القانونية.

 

أسباب التسرب

ويتفاوت حجم التسرب في المدارس، لكن نسبها تزيد في المناطق النائية والريفية، وذلك لعدة أسباب منها الأفكار التقليدية بتلك المناطق حيث يتم تزويج الفتيات وهن قاصرات، وبالتالي تسربهن من المدارس، بالإضافة الى تهالك البنية التحتية ونقص الابنية وبعدها عن مناطقهم، بحسب البياتي.

وعن التداعيات السلبية لتسرب الأطفال من التعليم، يذكر البياتي انه «يزيد من حجم الأمية والبطالة ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية، كما يزيد من حجم المشكلات الاجتماعية كالسرقة والاعتداء على الآخرين وممتلكاتهم، كما يؤدي الى تحول اهتمام المجتمع من البناء والإعمار إلى الاهتمام بمراكز الإصلاح والعلاج والإرشاد، والى زيادة عدد السجون والمستشفيات ونفقاتها، بالإضافة إلى استمرار الجهل والتخلف وكثرة الزواج المبكر».

 

أسباب اخرى

وتتحدث التدريسية نور الخفاجي عن أسباب أخرى تساهم في ارتفاع نسب التسرب بين الطلاب؛ اذ تقول إن «ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء أسعار المستلزمات الدراسية، ونقص الكوادر التدريسية ووجود فساد وسوء إدارة في دوائر التربية، كلها عوامل تساعد على تسرب التلاميذ والطلبة من المدارس».

وتدعو الخفاجي الى ضرورة «تفعيل دور المرشد التربوي في مساعدة الطلبة على حل مشكلاتهم التربوية وغيرها، بالتعاون مع الجهاز التعليمي في المدرسة واولياء الامور».

وتؤكد لـ «طريق الشعب»، إن «التسرب المدرسي يظهر بشكل واضح في مناطق القرى والأرياف التي تعاني بصورة أشد، نظرا لقلة عدد الملاكات التربوية وعدم وجود مدارس كافية وقلة الوعي وتعاظم نسب الفقر»، منوهة بأن كثيرا من الابنية المدرسية لا تصلح للدراسة والتعلم.

وحذر البنك الدولي في وقت سابق من أن مستويات التعليم بالعراق هي من بين أدنى المستويات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

 

العراق في الصحافة الدولية: الحرب في فلسطين والتواجد الأمريكي في العراق

 

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

 

كتبت ليزي بورتر مقالاً لموقع المعهد الأطلسي عن الاوضاع السياسية في العراق، أستهلته بالحديث عن آخر زيارة لوزير خارجية الولايات المتحدة لبغداد، وما رافقها من تهديدات بتصعيد العمليات العسكرية ضد التواجد الأمريكي، وبمباحثات جادة مع رئيس الحكومة حول ايقاف هذه العمليات، التي شملت ضرب معسكرات عين الأسد وحرير بطائرات مسيرة وصواريخ، ولمرات بلغت 61 عملية خلال الستة أسابيع الأخيرة. 

 

ضد الوجود والانحياز الأمريكي

وأضافت الكاتبة بأن القوات الأمريكية قامت بالرد على تلك العمليات، بإعتداءات عسكرية على مواقع عراقية مما أوقع عدداً من الضحايا ودمر بعض المنشأت، قبل أن يعلن منفذو تلك العمليات عن رفضهم توقيف هذا النشاط، دون توقف الهجمات الإسرائيلية على غزة.  وأكد المقال على أن هناك تصوراً عاماً لدى العراقيين بأن الدعم الأمريكي لإسرائيل قد تعزز بالفعل في الأيام التي تلت هجوم حماس في 7 تشرين الأول، وأن واشنطن منحازة لتل أبيب بشكل تام، ولهذا فمن المرجح تواصل الهجمات ضد مصالحها في العراق وسوريا.

 

تقليص التواجد الدبلوماسي

وأكدت الكاتبة على قيام واشنطن بإخلاء جميع الموظفين الأميركيين الذين أصيبوا في الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار والبالغ عددهم نحو ثلاثين، فيما رحل عن العراق جميع الموظفين الدبلوماسيين غير الأساسيين من سفارتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في بغداد وقنصليتيهما في أربيل نتيجة للوضع الأمني غير المستقر.

وخلص المقال إلى أن هناك توافقاً عاماً بين الجميع على تجنب حدوث المزيد من عدم الاستقرار في العراق، والمحافظة على واردات كبيرة من بيع النفط وصلت إلى حوالي 9.5 مليار دولار شهرياً، إضافة إلى بعض التحسن في الاقتصاد ومراكمة النخب السياسية والتجارية لأرباح طائلة.

 

الموقف الرسمي

وأشار المقال إلى أن استمرار الهجمات يعكس عجز الحكومتين في بغداد وأربيل عن منعها وغياب احتكار الدولة للقوة، رغم أن رئيس الحكومة قد أمر قوات الأمن بملاحقة العناصر المسؤولة عن هذه الهجمات، وبعدم التسامح مع الإخلال بالأمن، وابلغ مستشاره للشؤون الخارجية الكاتبة بأن الحكومة وقواتها الأمنية قد نجحت في إحباط العشرات من هذه العمليات. غير أن ماحدث قبل يومين من شن ضربات أمريكية على جرف الصخر، يّعد حسب المقال، تطوراً جديداً، قد يلجمه رغبة بعض الأطراف في الحفاظ على الحكومة وحصته منها بأي ثمن كان.

 

مخاوف كبيرة

ولموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، كتب بلال وهاب وسيلين أويسال مقالاً حول نفس الموضوع اشارا فيه إلى أن ما حدث فجر الأربعاء وقبله، قد ينذر بخطر الإنفجار، سواء عن قصد أو بسبب بعض الحسابات الخاطئة، مستعرضين مجموعة من الهجمات التي شُنت على القوات الامريكية في العراق وسوريا منذ بدء العدوان على غزة.

وتوقع الكاتبان أن يّعمد المهاجمون إلى ضبط النفس، لمنع نشوب حرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة، تعرض خططهم ومشاريعهم السياسية، التي تُنفذ على نار هادئة، للخطر، وإلى عدم تعريض وحدتهم لأي تصدع جراء الإختلافات فيما بينهم حول سبل دعم المقاومين في غزة.

ويبدو حسب الكاتبين، أن إدارة بايدن هي الأخرى لا تريد زعزعة استقرارالعراق، كشريك للولايات المتحدة، فلجأت إلى الرد في سوريا، أو إلى تجاهل الأمر احياناً، او الإكتفاء ببعض العقوبات الاقتصادية، على الرغم من ادراكها بعدم وجود علاقة مالية بين النظام المصرفي الامريكي والمعاقبين. كما قدمت إشارات إيجابية لبغداد، حين وافقت على إعفاءات جديدة تسمح للحكومة بشراء الغاز الطبيعي والكهرباء الإيرانيين، وإيداع الأموال لصالح البائع في حساب له في المصرف التجاري العراقي.

 

 

عين على الأحداث

 

تهريب بلا حدود

 

اعترفت هيئة المنافذ الحدودية، بإنها تضبط يومياً كميات كبيرة من مواد غير صالحة للاستهلاك البشري، فضلاً عن الكثير من المخدرات والعملة المزيفة والكحول، فيما يرافق ذلك أيضاً التهرب من الرسوم الجمركية والتلاعب بأوراق الحمولات الرسمية لشاحنات النقل. هذا ويشكل التهريب من 20 منفذاً حدودياً رسمياً وأربعة موانئ بحرية وعشرات المنافذ غير الرسمية، مشكلة بالغة الخطورة على اقتصاد البلاد وأمنها الاجتماعي وهدراً للمال العام، حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أن 90 بالمائة من دخل المنافذ يذهب لجيوب المتنفذين الفاسدين، في وقت تعجز فيه الحكومة عن الإيفاء بما وعدت به مراراً من حرصها على معالجة المعضلة.

 

أصرف ما في الجيب!

 

أعلنت وزارة المالية عن بلوغ إجمالي إيرادات البلاد خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، 72.6 مليار دولار، كانت حصة بيع النفط منها 95 بالمائة، وعن قيامها بإنفاق 77 بالمائة من هذا الدخل، الذي مثلت الإيرادات غير النفطية فيه 3.5 مليار دولار. وإذ تشير هذه المعطيات إلى استمرار الأقلية الحاكمة في ترسيخ الطابع الريعي للاقتصاد، واللامساواة في إعادة توزيع الثروة، وتوفير الخدمات وفرص العمل على أساس الولاءات، تؤكد تعزز دور الشرائح البيروقراطية والطفيلية، والإهمال العمدي للقطاعات المنتجة في الصناعة والزراعة، في وقت يُنفذ فيه أبشع مسلسل لنهب المال العام من قبل تلك الشرائح وعبرها.

 

كافي دعاية

 

توقعت الحكومة تحسناً في الملف المائي خلال العام القادم، بسبب تعزيز التعاون مع دول المنبع لنهري دجلة والفرات وتنفيذ سدود حصاد المياه وتأهيل وصيانة البنى التحتية وتحسين نقل المياه والري بها بأقل خسائر ممكنة. هذا وفيما يربط الناس بين هذا التفاؤل وموجة الأمطار، يطالبون “أولي الأمر” بالكف عن خلط الأوراق ورسم سياسات علمية لمعالجة الكارثة بعيداً عن التضليل الإعلامي، خاصة في ظل غياب تفاهمات واضحة مع تركيا وإيران، وعدم إيفاء الحكومة بوعودها بتوفير دعم للمزارعين بمستلزمات حديثة للري، واكتفائها بتقليص حقهم في استثمار أراضيهم، مما سيُرهقهم معيشياً ويُضعف الإنتاج الزراعي للبلاد.

 

تخدري جياع الشعب!

 

كشفت وزارة الداخلية عن القبض على 17249 شخصًا بتهمة حيازة المواد المخدرة وضبط ثلاثة أطنان ونصف منها فضلا عن ضبط 15 طنًا من المؤثرات العقلية. كما تم إتلاف 14 طنًا من المخدرات في محافظة كركوك لوحدها، وهو ما يكفي لإدمان 20 مليون انسان. هذا وفيما اتهم الكثيرون وبينهم نواب، بعض المتنفذين برعاية هذه العصابات المجرمة والإستفادة منها مالياً لتغطية نشاطاتهم الاقتصادية والعنفية وهيمنتهم السياسية، ينتقد الناس بشدة الحكومة على غياب إجراءاتها الحازمة للقضاء على هذا الخطر وتقليلها من حجمه، لاسيما وهي تعرف المجرمين وعرابيهم والمناطق التي ينشطون فيها والمنافذ التي تتدفق من خلالها السموم.

 

العافية بالتداريج

 

أعلنت وزارة النفط اعتماد أنظمة الدفع الإلكتروني في جميع محطات الوقود، وتعليق التعامل النقدي اعتباراً من الأول من كانون الثاني 2024. وقد أثار القرار دهشة الناس وغضبهم من الإجراءات الحكومية المتعجلة وغير المدروسة، وخشيتهم من تحولها لوسيلة جديدة تخدم الفاسدين وتكرر الأزمات التي عرف بها هذا القطاع، إذ أنه وعلى الرغم من صحة التحول لأنظمة الدفع الإلكترونية، فإن نجاح ذلك يعتمد على المام الناس بتقنيتها وتوفر نظام مصرفي متطور واتمتة مناسبة لمحطات التعبئة وخدمة جيدة تضمن توفر المشتقات فيها إضافة إلى تحسين مضطرد لثقافة الناس في هذا المجال، وهو ما يتطلب وقتاً وجهدا.

 

 

 

ص4

 

في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة

انتهاكات مقلقة ودعوات واسعة للإسراع في تشريع قانون العنف الأسري

بغداد ـ محمد التميمي

 

حلّ أمس السبت اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وقد مرت هذه المناسبة في ظل واقع مأساوي تعيشه المرأة العراقية. لا شيء قابل للتغيير سوى الأرقام التي ترصد الانتهاكات، والتي حافظت على وتيرة ارتفاعها في ظل غياب أية تشريعات قانونية تحمي المرأة من العنف وتنصفها.

 

وبرغم أن الدورة البرلمانية الحالية شهدت حضورا نسويا هو الأعلى من الدورات السابقة إلا ان دورا محوريا لهن في هذا الاطار لا يكاد يذكر، عدا حرصهن على خدمة وتمثيل وتحقيق مصالح كتلهن، ففي ظل غياب الرادع الحقيقي والقوي تبقى المرأة العراقية ترزح تحت واقع مأساوي تتعدد فيه اشكال العنف.

 

إحصائيات

وعن الأرقام التي تتعاظم كل عام، اوردت دائرة العلاقات العامة في مجلس القضاء الأعلى في وقت سابق، إحصائية عن معدلات العنف الأسري في ما يخص الأطفال والنساء وكبار السن خلال عام 2021 -2022 مسجلة تصاعدا في عدد دعاواها لا سيما خلال فترة اجتياح جائحة كورونا وما بعدها.

وجاء في الإحصائية، أن “المحاكم سجلت خلال عام 2021 وهو العام الذي تفشت فيه جائحة كورونا بشكل كبير (1141) دعوى عنف أسري ضد الأطفال، وكان لـمحكمة استئناف بغداد الكرخ النصيب الأكبر بـ(267) دعوى، بينما كان عدد دعاوى العنف التي تخص النساء (18602) دعوى، في حين بلغت دعاوى تعنيف كبار السن (2622) دعوى، سجلت محكمة استئناف بابل (426) دعوى منها.

وتشير الإحصائية للنصف الأول من 2022 الى أن “عدد دعاوى العنف الأسري بلغ (10143) دعوى توزعت ما بين (500) دعوى عنف ضد الأطفال، و(7947) دعوى تعنيف نساء و(1696) دعوى خاصة بتعنيف كبار السن”.

 

حماية حق النساء في الحياة

وفي هذه المناسبة، أصدرت رابطة المرأة العراقية بيانا دعت فيه الى حماية المرأة عبر إيجاد تشريعات قانونية تسند ذلك، والى تشريع قانون العنف الاسري الذي اضحى تشريعه ضرورة مُلّحة للنساء والفتيات مع اتخاذ اجراءات وقائية من الاستغلال والامتهان وتمكينهن من الوقوف بوجه الممارسات الخاطئة التي تعمل على سلب حياتهن وكرامتهن.

وشددت الرابطة في بيانها الذي ورد لـ”طريق الشعب”، على ضرورة تكثيف وتوحيد الجهود للتصدي للعنف الذي تواجهه النساء والفتيات بكل أشكاله ومظاهره، ومواصلة العمل التطوعي لمضاعفة حملات التوعية بالحقوق الإنسانية العادلة للمرأة، والحد من نهج الإقصاء عبر الضغط على كافة الجهات الرسمية وذات العلاقة، وعدم افلات مرتكبي جرائم العنف ضد المرأة من العقاب، لإنهاء جرائم القتل بذريعة غسل العار ومنع زواج القاصرات وغيرها من المظاهر التي تدفع نحو تدمير المجتمع.

ودعت الرابطة الحكومة ومجلس النواب إلى “ضرورة انفاذ التشريعات القانونية للحد من الانتهاكات والتمييز والعنف لضمان كرامة المرأة وحماية حقوقها ومنها قانون مكافحة الاتجار بالبشر وقانون العمل، ونشر الوعي بحقوق المرأة وإظهار اهمية دورها ومشاركتها في كافة المجالات وإدراجها ضمن المناهج الدراسية والبرامج التلفزيونية لخلق بيئة اجتماعية داعمة ومساندة”.

واكدت على ضرورة “عدم التجاوز على مكتسبات المرأة والحد من محاولات الإخلال بقانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، لما يتضمنه من نصوص تحمي الحد الممكن من الحقوق. كما نطالب بالإسراع في تشريع قانون الحماية من العنف الأسري، ومتابعة وضع آليات حقيقية للتنفيذ والحماية والوقاية”.

وشددت في دعوتها على أهمية “مواءمة القوانين العراقية مع المواثيق الدولية التي صادق عليها العراق والمباشرة بإلغاء المواد التي تكرس العنف والتمييز في بعض مواد قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 مثل المواد 398 و41 و409 كونها تشكل انتهاكا خطرا لحقوق المرأة”.

 

عدم الأمان يخيم عليهن

وقالت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شمران مروكل: انه في هذه المناسبة (اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة)، لا تزال المرأة العراقية تعيش واقعاً لا يسر، تتعدد فيه اشكال العنف القائم بحقها. فيما غابت أي تشريعات قانونية تنصفها وتحمي حقوقها في الدورة البرلمانية الحالية، كما هو الحال في الدورات السابقة.

ونوهت مروكل في سياق حديثها مع “طريق الشعب”، الى ان “دائرة العنف ضد المرأة لم تتوقف بل مستمرة، وبرغم تفاقمها الا ان عددا قليلا فقط منها مسجل لدى المراكز او المحاكم قياسا بحجم الظاهرة”، مشيرة الى ان هذا يرتبط بأسباب عديدة منها ما يتعلق بالعرف الاجتماعي والتقاليد والعادات او المنع الذي يمكن ان تتعرض له المعنفة او الخوف والخجل.

وتابعت قائلة: ان “الحالات المعلنة كثيرة وهي عادة ما تكون مسجلة صورة وصوت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بينما لا تزال الإجراءات ضعيفة، فحتى الان نحن نطالب بإجراءات قوية ورادعة تمنع مرتكبي هذه الجرائم وتحاكمهم”، مشيرة الى ان هناك “عدم مبالاة بهذه القضية وعدم اهتمام، ما يؤكد مرة أخرى حاجتنا الى تشريعات قانونية رادعة ومنصفة”.

وطالبت سكرتيرة الرابطة بتشريع “قانون العنف الاسري”، مؤكدة أن “القانون معد منذ ثلاث سنوات ومهيأ، ولا يوجد أي مبرر لبقائه في أروقة البرلمان، ولا معنى لهذه الخلافات عليه التي لم تفض الى تشريعه. ومن جانب اخر هناك تناقض بين فقرات ومواد القانون العراقي؛ بعضها تشرعن العنف ضد المرأة مثل المادة 41 من قانون العقوبات. المادة الأولى التي تمنح الرجل حق التعنيف بحجة (التأديب) وهو ما نراه نحن جزءا من تعنيف المرأة”.

وفي ما يخص التشريعات القانونية أوضحت بالقول: “لم نجد أي تشريع قانوني او مادة تخص حقوق المرأة”، ملاحظة ان “الدورة البرلمانية الخامسة لم تقدم اي شيء بهذا الصدد، برغم ان عدد البرلمانيات أكثر من الدورات السابقة. كنا نأمل أن تستجيب هذه الدورة لمطالب الشارع والنساء ومنتفضي تشرين، كونها تشكلت بعد انتفاضة تشرين”.

وخلصت الى قولها ان “المرأة لا تزال تشعر بعدم الأمان في ظل اشكال متعددة للعنف تواجهها ابتداء من العنف الاسري والاجتماعي والعنف الاقتصادي والتحرش في أماكن العمل والحرمان من التعليم، وصولا الى زواج القاصرات”.

 

لا تعد ولا تحصى

وعلى صعيد متصل، قالت الناشطة النسوية سارة جاسم في هذه المناسبة: ان هذا العام كحال الأعوام الماضية، حيث لا تزال المرأة العراقية تعاني من ذات الانتهاكات، وتبقى حالات التعنيف التي تتنامى عاما بعد اخر مجرد أرقام ترصد دون حراك برلماني لوضع قانون وطرق وتدابير لحماية الأسر العراقية من هذا التفكك الذي يداهمها”.

وزادت على حديثها بالقول: انه “لا تزال الجرائم التي ترتكب بحجة غسل العار مستمرة، كما أصبحت حالات العنف الجسدي جزءا من الحياة اليومية لأغلب النساء، سواء من الأزواج أو الأهل بدافع الحق بالتأديب”.

ولفتت جاسم في حديث مع “طريق الشعب”، الى ان “الحرمان من التعليم وزواج القاصرات بات منتشرا، خصوصا في أطراف المدن، بسبب الفقر وبذريعة التخفيف من العوز الاقتصادي إذ يجري تزويج الفتيات بعمر صغير لعدم تحملهم مسؤوليتها، إضافة الى الابتزاز الالكتروني الذي دمر حيوات العديد من النساء والفتيات، فمنهن من انتحرت وبعضهن تعرضت للقتل او هربت الى جهات مجهولة، لتكون ضحية للاستغلال الجنسي”.

وأكدت الناشطة المدافعة عن حقوق المرأة ان هناك “قضايا وانتهاكات عديدة لا تعد ولا تحصى. ونفتقر لإحصائيات دقيقة لكل صنف من حالات العنف”، مشيرة الى انه “لا يوجد قانون واضح وصريح ولا دور لحماية للنساء ممن لا يملكن وسيلة أو طريقة للخلاص من العنف”.

  

 

ص5

 

«الأمطار لم تعد مجدية»؟ الانبعاثات الغازية وملوحة المياه يفتكان بمزارع شمالي البصرة

 

 

متابعة – طريق الشعب 

 

“حتى الأمطار لم تعد مجدية لإنقاذ أرضي”.. بهذه العبارة يصف رعد كاظم (٥٧ سنة)، وهو مزارع سابق من ناحية النشوة شمال شرقي البصرة، صراعه غير المتكافئ مع الانبعاثات الغازية لحقول النفط التي تنتشر في المنطقة وتحوّل انتمزارعها الى أراض جرداء.

 

وتختلط مكونات الانبعاثات مع ماء المطر، فتحرق غالبية بذور الفجل والحلبة والبطيخ، فضلا عن فسائل النخيل، في مزرعة كاظم التي هجرها قبل سنوات. فيما لم تكن محاولة سقيها بمياه الآبار مجدية، بسبب ارتفاع نسبة ملوحتها، وكذلك الحال بالنسبة لمياه شط العرب، الأمر الذي اضطره إلى ترك الزراعة، والتوجه للتعليم في مدرسة ابتدائية، مستثمرا شهادته الجامعية.

كاظم المسؤول عن إعالة أسرة قوامها 12 فرداً، لم تصمد في أرضه سوى أشجار النخيل البالغة، كما هو الحال في أراضي جيرانه.

يقول في حديث صحفي، أن “ليست انبعاثات النفط وملوحة المياه هما فقط من أثر على أراضينا، فللحرب تأثيرها أيضا”، مبينا أن “المنطقة كانت تضم ثكنات عسكرية خلال الحرب العراقية – الإيرانية، ما جعلها عرضة للقصف. كذلك في حرب الخليج 1991، قصفت القوات الأمريكية الجيش العراقي بناحية النشوة، فانهالت على أراضينا قذائف وصواريخ تحتوي على اليورانيوم، ما أثر سلبا على سلامة التربة، وهذا ما أكده لنا اختصاصيون زاروا منطقتنا”.

 

الديون تثقل كواهل المزارعين

مروة عبد الكاظم (26 سنة)، مزارعة من ناحية النشوة، تبعد منشأة نفطية تابعة لـ “حقل مجنون” عن مسكنها ومزرعتها نحو 10 كيلومترات.

 تقول في حديث صحفي أن زوجها ترك الزراعة منذ سنوات، وهو حاليا يعمل كاسباً، لأن الأرض لم تعد صالحة للزراعة، وإنتاجها غير مجد اقتصاديا “بسبب الجو الملوّث والماء المالح، وتكاليف الحرث والبذور والمبيدات الزراعية الباهظة”.

وتضيف قائلة: “كنت أعمل مع زوجي في الزراعة، وكنا نزرع البامية واللوبيا والشبت والباقلاء، لكن في السنوات الأخيرة بدأ الإنتاج يتناقص والزرع يموت على الرغم من اهتمامنا به، حتى لم يعد بمقدورنا تسديد الديون المتراكمة علينا من بيع ما نحصده، لقلته”.

 

600 شركة نفطية

تضم البصرة نحو 600 شركة نفطية، نشاطها يضع السكان أمام خطر الانبعاثات المصاحبة لاستخراج النفط، والتي تؤثر على حياة الإنسان وسلامة أعضائه.

ووفقا لما تنقله وكالات أنباء عن خبراء في الصحة والبيئة، فإن التلوث البيئي الذي تسببه انبعاثات النفط يؤدي إلى أمراض خطيرة وتشوهات خلقية، فضلا عن أضراره التي يخلفها في الثروة الحيوانية والنباتات.

وفي ناحية النشوة المحاطة بحقلين نفطيين كبيرين، يبدو التلوث ماثلا على مستوى التربة والماء والهواء.

يقول مدير الناحية وليد المياحي، أن النشوة محاطة بحقلين نفطيين، الأول حقل مجنون العملاق، الذي يبعد فقط 50 كيلومتراً عن المنازل، والآخر هو “حقل الفيحاء” الذي يبعد عن المنازل 25 كيلومترا. فيما تبعد منشأتان نفطيتان تابعتان لحقل مجنون، نحو 200 متر عن السكان.

ويؤكد في حديث صحفي، أن “سكان الناحية الذين تتراوح أعداهم بين 35 و40 الف نسمة، يعانون جراء ذلك. فإلى جانب التحديات الصحية، تعرضوا لخسائر جسيمة إثر تضرر مزارعهم وبساتينهم، وفقدانهم الكثير من مواشيهم. ويأمل المياحي من الحكومة تخصيص مبالغ مالية لإنعاش المنطقة اقتصاديا، وتعويض الأهالي عن الخسائر التي لحقت بهم.

 

أهم مصادر التلوث

رشا عبد الحسين، مديرة إعلام مديرية حماية وتحسين البيئة في المنطقة الجنوبية، تقول أن “حقول النفط القريبة من التجمعات السكنية، مثل مجنون والفيحاء والرميلة والزبير، تعد من أهم مصادر تلوث التربة في المنطقة. إذ تتعرض التربة مباشرة للمخلفات النفطية المضرة، ما يؤدي إلى تصحرها وتدمير الغطاء النباتي فيها”.  وتتابع في حديث صحفي قولها أن “ذرات التربة عندما تتطاير في الجو يستنشقها السكان، وهذا يمثل التحدي الأول للصحة العامة”، مشيرة إلى أن “التلوث في البصرة لا يقتصر على انبعاثات الحقول النفطية، فقائمة الملوثات تضم الى جانب ذلك مياه الصرف الصحي التي تطرحها الشركات النفطية ومحطات الكهرباء والمصانع في شط العرب”.

أمرٌ معقد

في السياق، ترى أستاذة الجغرافيا في جامعة ذي قار د. منار ماجد حميد، أن “تأثير الانبعاثات النفطية على الاراضي الزراعية أمرٌ معقد. فهي تصل الى باطن الأرض عن طريق التساقط المطري والتفاعل الكيميائي والتساقط الجاف والامتصاص، وتؤدي بذلك الى تشكيل مركبات كيميائية ثابتة ترتبط بتلوث العناصر المادية من هواء وماء وتربة ارتباطاً وثيقاً”.

وتوضح في حديث صحفي أنه “إذا اخذنا التربة كمثال، سنجد أن الهواء يتخلل حبيباتها، كما أن مياه الري والأمطار أو المياه الجوفية قد تغمرها أو تبللها أو تتخللها، وبالتالي فإن أي اضطراب في أحد النظم يؤدي إلى اضطراب البقية”.

وتؤكد د. منار أن المحافظة على خصوبة التربة الزراعية مهم بشكل كبير لضمان المستوى العالي للإنتاج الزراعي، الذي بدوره يشجع على استقرار حياة شريحة كبيرة من السكان المزارعين، وتوفير مصدر اقتصادي ثابت لهم، وهذا بالنتيجة يُحسن من الوضع المناخي والبيئي.

 

خسائر كبيرة

إلى ذلك، يعدد هادي سعدون، وهو باحث في مجال التربة من سكان ناحية النشوة، المشكلات التي تعانيها الأراضي الزراعية في منطقته، وهي: “كثرة الصخور، رص التربة بالآليات الكبيرة والدبابات في عهد النظام المباد، وتساقط الأمطار الملوثة بانبعاثات الحقول النفطية”، مبينا في حديث صحفي ان “هذه العوامل مجتمعة أثرت على الزراعة في النشوة وتسببت في خسائر كبيرة للفلاحين”.

وكانت تلك المشكلات تقض مضجع المزارع أبو علي (63 سنة)، الذي تبعد أرضه ومسكنه، نحو 25 كيلو متراً عن حقل الفيحاء. إذ أضطر منذ سنتين إلى ترك الزراعة والعمل في فرن.

يقول في حديث صحفي أنه ورث مهنة الزراعة عن والده، وأن أرضهم كانت تضم الكثير من أصناف الأشجار، أما الآن فلم يبق فيها سوى بضعة شجيرات نبق، لا يسد حاصلها شيئا من تكاليف العناية!

ويرى أن “الزراعة أصبحت مضيعة للوقت والجهد، ما دامت حقول النفط تبث سمومها ليل نهار بقربنا”!

 

 

بدلَا من حديقة جزرة وسطية في أبو دشير مكبُّ نفايات!

 

متابعة – طريق الشعب

 

طالب العديد من أهالي منطقة أبو دشير جنوبي بغداد، بتنظيف الجزرة الوسطية في “شارع الضغط” وزراعتها، مؤكدين انها تحولت إلى مكب قمامة، بعد أيام قليلة على انتهاء أعمال تأهيل الشارع.

وأوضحوا في حديث صحفي أن “أعمال التأهيل انتهت قبل فترة، وكان من المفترض أن يتم تحويل الجزرة الوسطية إلى حديقة بدلا من تركها على هذا الحال، خاصة أن مساحتها جيدة ومؤهلة لأن تكون بقعة خضراء”.

المواطن أحمد البديري، أحد سكان المنطقة، يقول في حديث صحفي أن “أعمال التأهيل لم تشمل الجزرة الوسطية، لذلك أهملت وتحوّلت إلى مكب نفايات”، مطالبا بـ “زراعة جميع الجزرات الوسطية في المنطقة، كي تكون متنفسا للعائلات وأطفالها، وتضفي لمسة جمالية على المكان”.

إلى ذلك، تنقل وكالات أنباء عن مصدر في دائرة البلدية قوله أنه “لدينا توجيهات ببدء العمل عن قريب في شارع الضغط. إذ سنقوم بإدامة الجزرات الوسطية من خلال إحاطتها بالأسيجة الحديدية وتزويدها بالإنارة”، مضيفا أن “دائرة الزراعة ستقوم بعدها بزراعة النباتات والأشجار والأزهار على الجزرات، وستنصب مرشات مائية ليتمتع المواطن ببيئة نظيفة وغطاء نباتي”.

 

 

مياه المجاري تغطي شوارع أبو غريب!

 متابعة – طريق الشعب

 

يعاني قضاء أبو غريب غربي بغداد افتقاره لشبكة مجارٍ، الأمر الذي يتسبب في غرق شوارعه بالمياه الآسنة، لا سيما عند هطول الأمطار.

أكثر المناطق تعرضا للغرق، هي: الشهداء وأبو منيصير والنصر والسلام (الحصوة) وسوق أبو غريب وساجت وخرنابات.

من ناحية أخرى، يعاني بعض أحياء القضاء تدهور الشبكة الكهربائية وتهالكها، وذلك بسبب العمليات الإرهابية الكثيرة التي شهدها القضاء قبل سنوات.

وخلال موسم الأمطار، تغرق الشوارع وتزداد أعطال الشبكة الكهربائية، ما يثير سخط الأهالي، الذين ما فتئوا يطالبون بإيجاد حلول جذرية لهاتين المشكلتين.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في قسم صيانة الكهرباء بناحية النصر والسلام التابعة للقضاء، قوله أن “مناطق بوابة السلام شهدت عمليات إرهابية وأخرى عسكرية، ما أضر بشبكتها الكهربائية”.

فيما تنقل عن مصدر في بلدية أبو غريب، قوله أن “جميع مناطق القضاء بلا مجارٍ، ونحن نعمل وفق الإمكانات البسيطة التي نملكها في الدائرة”، مبينا أن “موضوع المجاري يحتاج إلى قرارات من الجهات العليا”.

 

 

سكان شارع حيفا بعد إعماره: يبدو جميلا لكن ليس تماما!

متابعة – طريق الشعب

 

بعد أن شهد أعمال تأهيل خلال الفترة الأخيرة، بدا منظر شارع حيفا في ساعات الليل جميلا وهو مضاء تحيطه الإنارة من جانبيه، وتحديدا في المنطقة الممتدة بين “مقهى البيروتي” و”ساحة الطلائع”. لكن دواخل العمارات السكنية لم تنل أي اهتمام حتى الآن، سواء من بلدية الكرخ أم من الجمعية التعاونية المعنية بخدمات العمارات السكنية في الشارع.

يقول عدد من السكان في حديث صحفي، أن “الإنارة التي تزيّن أحد أهم أجزاء شارع حيفا، ما بعد حي العطيفية، تسر المارة، كونها تضفي جمالية على المكان، لكن هذا التطوير لم يمتد لما بعد تقاطع ساحة الطلائع، ولم يشمل دواخل العمارات التي لا تزال على حالها، ونافوراتها متوقفة منذ أعوام”.

ويضيفون أنه “لا توجد متابعة ورعاية لأصص النباتات الجديدة التي وضعتها البلدية على أرصفة الشارع قبل شهور، ما تسبب في موت العديد من النباتات”.

ويتابع السكان قولهم: “كذلك  تعطلت شاشة الإعلانات. فيما لا تزال نافورات المجمع رقم 1 متوقفة منذ عام 2008”، مشيرين إلى أن “هناك تناقضا بين الإنارة والزينة اللتين تجملان الشارع، وبين دواخل العمارات المهملة”.

من جانبه، يقول سلام عبد الله، أحد سكان شارع حيفا، أنه “لا توجد متابعة للمجمعات السكنية. فحملة التطوير لم تستمر. إذ توقفت عند حدود ساحة الطلائع”، مبينا في حديث صحفي أن “الجمعية التعاونية لا تقوم بدورها المطلوب في معالجة واجهات العمارات ومداخلها، الأمر الذي يضطر السكان إلى تصليح ما يمكن تصليحه على نفقتهم الخاصة”.

ويلفت عدد من السكان، إلى أن بعض النافورات وأصص النباتات تحولت إلى مكبات للنفايات، ما يشوّه جمالية الشارع.

 

 

السماوة

مطالبات بإكمال مشروع «طريق العمية»

متابعة – طريق الشعب

 

طالب أهالي “منطقة العمية” شمالي السماوة، بالإسراع في إنجاز مشروع الطريق الذي يربط منطقتهم ببقية المناطق القريبة، مشيرين في حديث صحفي إلى ان “الشركة المنفذة لم يكن أداؤها بالمستوى المطلوب منذ مباشرتها العمل”.

وأوضحوا أن هذا المشروع أحيل إلى التنفيذ بعد سنوات من المطالبات والتظاهرات، مؤكدين أن “الشركة تنفذ أعمالها بشكل متقطع وفي أوقات غير منتظمة”.

ودعا الأهالي الجهات المعنية إلى مراقبة اداء الشركة، وإلزامها بتسريع العمل في هذا المشروع الخدمي المهم.

 

 

 

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط بخالص التعازي والمواساة للرفيق الشاعر سعد الواسطي بوفاة شقيقه المناضل جليل حميد (ابو سلام).

والفقيد من مناضلي الحزب الشيوعي العراقي الذين تعرضوا للملاحقة والسجن والاضطهاد خلال الحقبة الدكتاتورية. وقد انضم إلى صفوف الحزب منذ نعومة أظفاره، وبقي وفيا لحزبه حتى رحيله.

له الذكر الطيب دوما ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق صباح عبد الرزاق (ابو عمار) بوفاة ابن عمه الرفيق المناضل جليل حميد علي.

والفقيد من المساهمين في حركة الشهيد حسن سريع. وقد تعرض للاعتقال والتعذيب في سجون النظام الدكتاتوري.

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.

 

 

ص6

 

إدانة دولية واسعة للاحتلال الإسرائيلي

حزب الشعب الفلسطيني: نضال شعبنا سيقود الى تحرير جميع الأسرى

 

 

متابعة – طريق الشعب

 

ذكر رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس أن سلطات الاحتلال لم تلتزم أمس ببنود اتفاق الهدنة التي نصّت على تحرير الأسرى حسب الأقدمية، وبيّن أن سلطات الاحتلال تتلاعب بموعد ومكان تسليم الاسرى.

 

وواصل النازحون الفلسطينيون في غزة، أمس، في اليوم الثاني من الهدنة تفقد أحيائهم ومنازلهم التي تعرضت لدمار هائل، جراء الحرب العبثية ضد القطاع التي استمرت 48 يوماً، وكشفت وسائل الإعلام المتواجدة هناك حجم الكارثة والجرائم والدمار الهائل الذي خلفته قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وعبرت الفلسطينيات عن صدمتهن من حجم الدمار الذي أصاب منازلهن في تلك المناطق.

من جانبه هنأ حزب الشعب الفلسطيني الأسيرات الفلسطينيات المحررات، ورحب بتصويت برلمان جمهورية جنوب أفريقيا لصالح إغلاق السفارة الإسرائيلية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الاسرائيلي.

 

ستقود إلى تحرير الأسرى

قال حزب الشعب الفلسطيني، إن “نضالات الحركة الأسيرة وصمود وتضحيات شعبنا ومقاومته الباسلة للاحتلال، ستقود حتماَ إلى تحرير الأسرى كافة وتبييض السجون وإلى إنهاء الاحتلال وتحقيق حقوق شعبنا في التحرر والاستقلال والعودة”.

وأكد الحزب في بيان صدر فور وصول عدد من الأسيرات إلى منازلهن تمسكه بوحدة كل قوى الشعب الفلسطيني ومواصلة النضال للدفاع عنه وتعزيز صموده.

وفي وقت سابق، عبر حزب الشعب الفلسطيني عن ترحيبه بتصويت برلمان جمهورية جنوب أفريقيا لصالح إغلاق السفارة الإسرائيلية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، إلى حين وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإطلاق النار وتنظيم مفاوضات برعاية الأمم المتحدة.

كما أعرب الحزب عن تقديره العالي للطلبات التي تقدمت بها جنوب إفريقيا وبنغلاديش وبوليفيا وجزر القمر وجيبوتي إلى المحكمة الجنائية الدولية، لدفعها للقيام بواجباتها من أجل التحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وختم الحزب بيانه، مرحباَ بتصريح وزير الخارجية الإسباني الذي أعلن فيه عن تأييد بلاده للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معرباَ عن أمله أن يتم ترجمة وترسيم هذا التوجه، بإعلان الاعتراف الرسمي فيها.

إدانة مستمرة للاحتلال

هاجم وزير خارجية فنزويلا إيفان جيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتهمه بارتكاب تطهير عرقي ضد الفلسطينيين في غزة.

وقال الوزير الفنزويلي عبر حسابه على منصة إكس إنه “بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بالتدمير والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني في غزة فإن نجل نتنياهو يقضي عطلة ممتعة في ميامي بالولايات المتحدة الأميركية”.

وقال إن “التاريخ لن ينسى أبدا من كان المسؤول والمتواطئ في قتل أكثر من 15 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال، ويجب على العالم أن يتحرك ضد هؤلاء المرتزقة”.

وأفادت وسائل إعلام، بأن بلدية برشلونة الإسبانية قررت قطع كل علاقاتها المؤسساتية مع إسرائيل احتجاجا على العدوان على غزة، وقالت، إن قرارها مستمر إلى حين “وقف إطلاق النار وضمان حقوق الشعب الفلسطيني”.

وجاء في القرار الذي أقره مجلس المدينة، الجمعة، أن جميع الهجمات على المدنيين مدانة، وكذلك “أي عقاب جماعي أو تهجير قسري أو تدمير منهجي للمنازل والبنى التحتية المدنية فضلا عن قطع إمدادات الطاقة والمياه والغذاء والمواد الطبية لأهالي قطاع غزة”.

وفي طور ذلك، أكد أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أمس السبت، أن “إسرائيل لن تنعم بالأمن بقتل الفلسطينيين”، معتبرا أنها “ترتكب جرائم حرب، في خرق واضح” للقانون الدولي، وأنها “تهاجم كل من لا يتفق مع سياستها”.

في الاثناء أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن “حل الدولتين الذي من شأنه إحلال السلام في الشرق الأوسط يتطلب وضع حد لعنف المتطرفين في المستوطنات غير القانونية بالضفة الغربية المحتلة”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في كندا، الجمعة، وقالت فون دير لاين إن “الشعب الفلسطيني وجيرانه العرب يحتاجون إلى ضمانات بعدم حدوث تهجير قسري، ومنظور صالح للحياة عبر دولة فلسطين مستقلة تضم غزة والضفة الغربية، وتحكمها إدارة فلسطينية متجددة، ولهذه الغاية يجب إنهاء العنف غير المقبول للمتطرفين في الضفة”.

 

وفي التطورات

أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد طبيب برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة قباطية جنوب جنين، في حين واصل الاحتلال الاقتحامات الليلة الماضية وفجر أمس السبت في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية واعتقل عددا من الفلسطينيين، بالتزامن مع سريان الهدنة المؤقتة التي بدأ سريانها في الساعة السابعة من يوم الجمعة الماضية.

وفي التطورات ايضاً نقلت وكالة أسوشيتدبرس عن مسؤول عسكري أميركي أن سفينة حاويات مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي تعرضت لهجوم بمسيّرة في المحيط الهندي، الجمعة، ويتشبه انها استُهدفت بطائرة إيرانية مسيرة.

وأشار إلى أن الطائرة المسيّرة انفجرت، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالسفينة دون إصابة أي من أفراد طاقمها.

من جهتها، أفادت شركة “إمبري” للأمن البحري، أن “السفينة تديرها شركة على صلة بإسرائيل، ويشير التقييم على أن ذلك هو سبب استهدافها”.

 

 

المفوضية الأوروبية تدعو لإنهاء

عنف المستوطنين بالضفة الغربية

 

بروكسل ـ وكالات

 

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن “حل الدولتين الذي من شأنه إحلال السلام في الشرق الأوسط يتطلب وضع حد لعنف المتطرفين في المستوطنات غير القانونية بالضفة الغربية المحتلة”.

وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في كندا، قالت فون دير لاين إن الشعب الفلسطيني وجيرانه العرب يحتاجون إلى ضمانات بعدم حدوث تهجير قسري، ومنظور صالح للحياة عبر دولة فلسطين مستقلة تضم غزة والضفة الغربية، وتحكمها إدارة فلسطينية متجددة، ولهذه الغاية يجب إنهاء العنف غير المقبول للمتطرفين في الضفة.

ورحبت رئيسة المفوضية ببدء الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة التي تنص على تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

 

صحفيون في «بي بي سي» يتهمون مؤسستهم بازدواجية المعايير

 

لندن ـ وكالات

اتهم صحفيون يعملون في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مؤسستهم بالتحيز وازدواجية المعايير في تغطيتها للصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتصاعد، قائلين إنها أولت المزيد من الاهتمام للخسائر الإسرائيلية.

ونقلت وسائل إعلام رسالة وردت من 8 صحفيين بريطانيين يعملون في هيئة الإذاعة البريطانية، ويرغبون في عدم الكشف عن هويتهم: “لقد فشلت (بي بي سي) في سرد هذه القصة بدقة بسبب الإغفالات وغياب التدقيق النقدي في الادعاءات الإسرائيلية، وبالتالي فشلت في مساعدة الجمهور على فهم انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في قطاع غزة”.

وقال الصحفيون، إن كلمتي “المذبحة” و”الفظائع” لا يجوز استخدامهما إلا في المواد المتعلقة بأعمال حركة “حماس” الفلسطينية، وهذا في رأيهم يخلق مظهرًا بأن الحركة هي المصدر الوحيد للعنف في المنطقة.

وأوضح الصحفيون، أن هجوم “حماس” على إسرائيل لا يبرر قتل آلاف المدنيين في قطاع غزة، كما لا يحق لهيئة الإذاعة البريطانية تبريره.

وتؤكد الرسالة أن الهيئة البريطانية غالبا ما تسلط الضوء على الصعوبات والخسائر التي تعاني منها العائلات الإسرائيلية، وتقريبا لا تسلط الضوء على الصعوبات والخسائر التي تتعرض لها العائلات الفلسطينية.

 

 

سوريا.. سرقة 22 قطعة أثرية

من الرقة وإدلب

 

دمشق ـ وكالات

قال مدير التنقيب والدراسات في المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا همام سعد، إن “الكثير من المواقع الأثرية الوطنية تعرضت للسرقة والنهب والتدمير إضافة للتنقيب غير المشروع”، مشيرا الى “استرداد الآلاف من القطع بعد تحرير مناطق عدة من الإرهاب حيث كانت العصابات قد خزنتها ووضّبتها تمهيدا لسرقتها وبيعها”.

وأشار الى “فقدان الكثير من القطع الأثرية التي ما زالت مجهولة الموقع، ولا نعرف من أي منطقة تمت سرقتها”، كاشفا عن “وجود 5 آلاف قطعة أثرية مسجلة في متحف الرقة، و17 ألف قطعة أثرية في متحف إدلب، وجميعها تمت سرقتها بشكل مؤكد بحكم أن المنطقتين خارج سيطرة الدولة السورية”.

وبين أن “آلاف القطع استُخرجت من المواقع والتلال الأثرية بصورة غير شرعية، ونُقلت إلى دول الجوار ثمّ تمت سرقتها إلى أنحاء عدة في العالم، وهذه القطع بكل أسف غير موثقة لدينا، ولا نمتلك أية معلومات عنها، لأنها لم تكن مكتشفة أصلا”.

 

 

صعوبات جدية تواجه تشكيل الحكومة الجديدة

اليمين الهولندي المتطرف يفوز في الانتخابات البرلمانية

 

رشيد غويلب

 

الانتخابات البرلمانية العامة التي شهدتها هولندا الأحد الفائت، جاءت بمفاجأة حصول حزب “الحرية” اليميني المتطرف بزعامة العنصري خِيرْت فيلدرز بالموقع الأول، بعد حصوله على 37 مقعدا في البرلمان الجديد، وبزيادة قدرها 20 مقعدا عن الانتخابات العامة الأخيرة. وحل تحالف يسار الوسط لحزبي “العمل” و”الخضر” بالموقع الثاني بحصوله على 25 مقعدا، وبزيادة قدرها 8 مقاعد. وكان الموقع الثالث من نصيب اليمين المحافظ الذي قاد الحكومة المنتهية ولايتها، والذي حصل على 24 مقعدا، بخسارة 10 مقاعد. وجاء رابعا حزب “العقد الاجتماعي الجديد” اليميني بحصوله على 20 مقعدا. اما الحزب “الاشتراكي” الذي يمثل اليسار الجذري في البرلمان الهولندي فقد حصل على 5 مقاعد فقط، بخسارة 4 مقاعد، وبهذا تستمر سلسلة تراجعات الحزب، الذي شكل في السنين السابقة علامة فارقة في الحياة السياسية للبلاد وحقق نتائج انتخابية جيدة. ومن أبرز الخاسرين أيضا حزب “الديمقراطيين 66 “اليميني الليبرالي، الذي حصل على 9 مقاعد بخسارة 15 مقعدا. وحصل حزب “المزارعين – المواطنين” على 7 مقاعد بزيادة 6 مقاعد. وحصلت مجموعة من الأحزاب على 1 – 3 مقاعد. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 77,8 في المائة.

المنطلقات الأساسية لحزب الحرية

 يمثل حزب “الحرية” اليميني المتطرف نسخة من أحزاب الفاشية الجديدة في أوربا، التي حققت في السنوات الأخيرة سلسلة من النجاحات الانتخابية في بلدان القارة وبلدان أخرى في العالم. ويستند الحزب على عدة من المنطلقات الأساسية منها: معاداة الأجانب وخصوصا اللاجئين والمهاجرين. لقد دعا فيلدرز الهولنديين بعد إعلان النتائج إلى “استعادة السيطرة على بلادهم”. وأضاف: “يجب وقف تسونامي اللجوء، ويجب أن يكون لدى الناس المزيد من الأموال في محافظهم”، ولا يغير من الأمر شيئا حديثه في نهاية الحملة الانتخابية عن الالتزام بالقانون، وانه سيكون رئيس وزراء كل الموجودين في هولندا. يدعو الحزب إلى الخروج من الاتحاد الأوربي على أساس نظرة قومية واستبدادية. وقد دعا برنامج فيلدرز الانتخابي إلى إجراء استفتاء على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي. ويحث هولندا على خفض مساهمتها المالية في الاتحاد بشكل كبير، وعدم قبول أي عضو جديد في الاتحاد الأوربي. ويعادي برنامج حزبه ايضا سياسة مكافحة الكارثة المناخية. ويعبر فيلدرز دوما عن إعجابه برئيس المجر اليميني المتطرف فيكتور أوربان. وهو مع توقف بلاده عن تقديم الأسلحة لأوكرانيا، قائلاً إنها بحاجة إلى الأسلحة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها. وينطلق موقفه هذا من رؤية قومية بعيدة عن فكرة السلام الأممية، والتي تريد تحميل الولايات المتحدة مسؤولية توريد الأسلحة، بالإضافة إلى دعمه للرئيس الروسي بوتين من منطلق بناء دول قومية مستبدة. وليس على أساس رفض سياسات الغرب والناتو بزعامة الولايات المتحدة الامريكية، على أساس نظرة ترفض الحرب وتدعو إلى السلم، على أسس إنسانية اممية.

وعلى أساس ما تقدم فان فيلدرز يمثل نسخة هولندية لشعبوية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أو الرئيس الأرجنتيني المنتخب حديثاً خافيير ميلي.

 

صعوبة تشكيل حكومة ائتلافية

فوز فيلدرز سيحدث تحوّلاً جذرياً في السياسة الهولندية، حتى إذا لم يتمكن من تجميع أكثرية برلمانية (76 مقعدا)، نتيجة لإعلان العديد من الأحزاب الفائزة عن رفضها العمل مع حزب الحرية، بسبب مواقفه العنصرية المتشددة.

لقد بدأ فيلدرز جهود ملموسة للحديث مع الأحزاب الفائزة التي يعتقد بإمكانية اقناعها، ولعل أبرزها حزب “لعقد الاجتماعي الجديد”، بزعامة بيتر أومتسيغت، الحاصل على 20 مقعدا، الذي ابدى موقفا مرنا واكد ً إنه “مُتاح”، مضيفا إن محادثات الائتلاف “لن تكون سهلة”. وعلى الرغم من إمكانية توريط اليمين المحافظ بهذه اللعبة، إلا أن المهمة تبدو صعبة جدا.

 لقد اقترح فيلدرز تشكيل تحالف حاكم يضم اليمين المحافظ، حزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته روته، وحزب “العقد الاجتماعي الجديد” و”حركة المزارعين – المواطنين”. سيكون لهذه الأحزاب مجتمعة 86 مقعداً لو توصلت إلى الاتفاق على برنامج حكومي.

إن عدم تحقيق معسكر اليمين المحافظ والمتطرف والليبرالي الأكثرية المطلوبة سيسمح لقوى المعارضة الأخرى تشكيل حكومة يسار وسط، على غرار التجربة الإسبانية، مع الاختلاف بطبيعة القوى، ولكن يبقى المشترك هو حكومة تقدمية تبعد شبح اليمين المتطرف المخيف.

 

هل يتعظ اليمين المحافظ؟

إن صعود اليمين المتطرف في الكثير من البلدان الاوربية يعود ضمن أسباب عديدة، إلى محاولة اليمين المحافظ والليبرالي احتوائه بواسطة تبني الكثير من أهدافه وخطابه السياسي. وبدلا من معالجة المشاكل الاكثر إلحاحاً في هولندا، مثل النقص الحاد في المساكن، والافتقار إلى السكن الميسر، الأمر الذي يحتل رأس قائمة اهتمامات الكثير من الناس ويحتاج إلى حل سياسي، عمل اليمين المحافظ على التحريض ضد اللاجئين مانحا الشرعية المجتمعية لخطاب اليمين المتطرف، وبالتالي سمم المناقشات. والدرس الذي على قوى اليمين تعلمه، هو عدم إمكانية إضعاف اليمين المتطرف بتبني مطالبه وشعاراته.

إن الدفاع عن الديمقراطية يتطلب عدم الانجرار وراء تمثيليات اليمين المتطرف الهزيلة، لان هؤلاء يحتقرون الديمقراطية ويفضلون فرض الحكم الاستبدادي وترحيل أجزاء من السكان. وعلى جميع الديمقراطيين عدم الاعتياد على المتطرفين والشعوبيين، وعدم التسامح مع تحريضهم، وتبني لغتهم.

 

ص7

 

قياديون في الحزب الشيوعي يساهمون في الترويج لمرشحي الحزب في بغداد

 

 

بغداد – طريق الشعب

 

تتواصل حملة مرشحة الحزب الشيوعي العراقي في تحالف قيم المدني لانتخابات مجلس محافظة بغداد بالتسلسل (1) بشرى جعفر أبو العيس. وبمشاركة العشرات من الشيوعيين والفرق الدعائية الجوالة، تضمنت الجولات الجديدة لأبو العيس الوصول الى المواطنين في اكثر من 14 منطقة ومدينة داخل بغداد، حيث خاضت حوارات واسعة ومثمرة حول انتخابات مجلس المحافظة وأهميتها بالنسبة لتغيير واقع العاصمة الحالي والنتائج الكارثية لنهج المحاصصة والفساد.

 

وانضمت قيادة الحزب الى الجولات الدعائية لمرشحة الحزب، اذ شارك في فعالية يوم الجمعة، كل من الرفيقين عزت ابو التمن وحسين النجار عضوي المكتب السياسي للحزب، والرفيقات والرفاق انتصار الميالي ودينا الطائي والدكتور علي مهدي وطلعت كريم ووسام الخزعلي وزاهر ربيع.

 

من الباب الشرقي الى مدينة الثورة

نظم أعضاء أساسية «عزيز محمد» للحزب الشيوعي العراقي، جولات ترويجية جديدة في شارع النضال وساحة الطيران، جرى خلالها توزيع الكارتات التعريفية بالمرشحة، وأعداد من جريدة «الطريق الانتخابي».

وفي مدينة الصدر (الثورة) أجرت المنظمات الأساسية للحزب «محسن خشان»، «بشار رشيد» «محمود مطر» و «ابو هديل» طاولات ونشاطات ميدانية تعريفية قرب محلات شارع البدالة وساحة 83 والداخل ومظفر.

وخلال الجولات التي شارك فيها العديد من أعضاء الحزب، حثت الفرق الاعلامية المواطنين على المشاركة في الانتخابات واختيار مرشحي الحزب الشيوعي من اجل مستقبل افضل وخدمات ومشاريع حقيقية، بعيدا عن الفساد وتقاسم السلطة الذي مارسته القوى المتنفذة لسنوات. فيما شارك عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي د. عزت ابو التمن في احدى الجولات التي حصلت في منطقة الداخل.

 

ندوتان في الشالجية والكفاح

من جانب آخر، أقيمت ندوتان في مقهى الديوان داخل منطقة الشالجية ومنطقة الكفاح، شارك فيهما العشرات من المواطنين.

وفي الشالجية، حضر حوالي 25 مواطنا الى الندوة وجرى الحديث عن مشروع قوى التغيير الديمقراطية وتحالف قيم المدني وطبيعة المشاركين فيه وبرنامجه ورؤيته السياسية، فيما أبدى الحاضرون دعمهم الكبير لحملة الحزب في بغداد.

ودارت حوارات أيضا عن قانون الانتخابات وآلية التصويت وإمكانيات ضمان نزاهة هذه العملية، وسط تأكيدات على ضرورة اختيار المرشحين النزيهين في كل محافظات البلد.

أما في الكفاح، فتجاوز الحضور 30 مواطنا واغلبهم من النساء، حيث كانت ندوة مميزة ومثمرة داخل مقر الحزب في المنطقة.

وركز الحديث على قطاع الخدمات لحاجة المنطقة وأهلها اليها، وأهمية دعم واقع النساء والأطفال صحيا والتعريف بمرشحة الحزب وتحالف قيم المدني.

 

جولات في الميكانيك والتراث والبياع

واستمرت حملة منظمات الحزب في عموم مناطق بغداد مع حضور مميز للرفاق والأصدقاء وسط ترحيب حار من الأهالي.

وقامت هيئة «الشهيد سلام عادل» في منطقة الميكانيك بجولة راجلة لتوزيع الكارتات التعريفية الخاصة بالمرشحة بشرى جعفر ابو العيس. فيما أجرت أساسية «سعدون» وخلية «النخبة» مسيرة في منطقة التراث والبياع، شارك فيها عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د. علي مهدي.

وتحدث الشيوعيون خلال الجولتين مع الأهالي عن برنامج تحالف قيم المدني وضرورة دعمه، كما تم توزيع اعداد من الجريدة ومطبوعات رئيسية لبشرى ابو العيس، فيما اجرى فريق اخر من الشيوعيين جولة اضافية في مناطق البياع ومنطقة جسر ديالى ايضا.

جولات الأمين وكراج الأمانة ومجمع مشن

إلى ذلك، شارك العشرات من الشيوعيين في جولات اخرى وصلت الى مناطق الأمين وكراج الأمانة ومجمع مشن وسط بغداد.

ففي منطقة الأمين، نظمت اساسية الرصافة الثانية للحزب جولة انتخابية حوارية عرّفت بمرشحة الحزب وأهدافها لبغداد. وشارك في الجولة حوالي 10 أشخاص، بالاضافة الى عضو المكتب السياسي للحزب حسين النجار، وعضو اللجنة المركزية وسام الخزعلي.

من جانبها، نظمت «أساسية العبلّي» في محلية الرصافة الاولى للحزب، حملة لطرق أبواب المواطنين في منطقة كراج الأمانة والتواصل المباشر مع سكانها.

وقرب محال مجمع مشن، خاض الشيوعيون جولة انتخابية فاعلة أخرى وزعت خلالها المئات من الكارتات والمطبوعات ونسخ من جريدة «طريق الشعب».

 

 

الداودي لأهالي كركوك: أصواتكم «أمانة» ويجب أن توجّه لتحسين واقع المحافظة

 

 

كركوك - طريق الشعب

 

دعا الحقوقي عماد احمد سعيد الداودي، مرشح الحزب الشيوعي العراقي عن التحالف المدني الديمقراطي لإنتخابات مجلس محافظة كركوك، الى التعامل مع اصوات الناخبين بأمانة، من خلال اختيار الاصلح والانسب، مؤكداً على أن برنامجه الانتخابي يهتم بشكل رئيسي بتقريب وجهات النظر بين مكونات كركوك، وبمكافحة الفساد وانهاء ظاهرة السلاح المنفلت في المحافظة.

واضاف الداودي في لقاء مع “طريق الشعب”، ان «حملته الانتخابية ستركز على المناطق التي ترتفع فيها نسب العزوف عن الانتخابات، فضلا عن الحوار مع المثقفين والعمال الكادحين، لغرض حثهم على المشاركة ودعم برنامج تحالف قيم المدني في الانتخابات المحلية».

واشار الداودي الى أن البرنامج الانتخابي للتحالف «سيركز على مكافحة الفساد المالي والإداري، وضرورة حصر السلاح بيد الدولة، والرقابة على المؤسسات الحكومية ورصد المخالفات».

واوضح انه «سيعمل على متابعة التلكؤ والنقص في توزيع مفردات البطاقة التموينية، وتنشيط القطاع الزراعي المحلي وتوفير الدعم للفلاح، فضلا عن متابعة مشاريع الطاقة الكهربائية المتوقفة والمتلكئة، ودعم القطاع المشترك والتعاوني وتطوير وتنمية القطاع الصناعي وتوفير فرص العمل  للحد من البطالة». وتابع الداودي انه «سيحرص على مراقبة عمل دوائر البلدية لتنجز بالشكل الأمثل للوصول الى بنية تحتية وخدمية جيدة، اضافة الى الضغط على مديرية العمل والشؤون الاجتماعية ودائرة الضمان الاجتماعي لتسجيل القوى العاملة في المعامل والشركات الأهلية وزيادة الرواتب التقاعدية للعاملين المسجلين».

وأكمل، ان «برنامجه الانتخابي يهتم بالقطاع التربوي، ويحرص على رفع وتحسين مستوى المدارس الحكومية، فضلا عن تطوير القطاع الصحي ووضع الخطط المناسبة للارتقاء بالمؤسسات الصحية».

وانهى مرشح تحالف «قيم» المدني حديثه بالقول ان «التحالف في كركوك يمثل التقاء القوى المدنية الديمقراطية الوطنية التي تسعى الى خلاص الشعب من زمرة المحاصصة والطائفية والفساد الإداري، وهو صوت المواطنين الساعين نحو مستقبل افضل لجميع العراقيين دون استثناء».

  

تيسير العتابي لأهالي الكوت: سأعمل على تنشيط الإنتاجين الزراعي والصناعي في المحافظة

  

واسط - طريق الشعب

 

دعا تيسير حذر العتابي، مرشح تحالف “قيم  المدني” لإنتخابات مجلس محافظة واسط، الناخبين الى المشاركة الواسعة في الانتخابات، ودعم برنامجه الانتخابي، مبينا حرصه على تخليص اقتصاد المحافظة من الركود عبر تنشيط قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات في المحافظة.

وقال العتابي في حديث لـ“طريق الشعب” ان قراره بالترشح لإنتخابات مجلس المحافظة جاء إحساساً منه بالمسؤولية الوطنية تجاه مطالب ومصالح الناس، ولقناعته بضرورة واهمية تبني هذه المطالب والدفاع عن حقوق الناس وتحسين ظروف حياتهم.

واضاف ان أبناء المحافظة يتابعون ويعرفون القضايا التي حرص على ايلاء الاهتمام بها من خلال عمله السياسي، حيث وضع دوماً مصالح الناس أولا، دون أن يفكر بأي مكسب شخصي، مشيراً الى انه “سيعمل على متابعة المشاريع الخدمية التي تمس حياة الإنسان، بالإضافة إلى بذل الجهود والسعي المتواصل، لتشريع وتنفيذ القرارات التي تهم المصلحة العامة”.

واوضح العتابي ان “تركيزي سينصب على مدن وقرى المحافظة المختلفة، التي تفتقر إلى الخدمات، وخصوصاً القرى والأرياف التي تنشط وتعمل على أراضيها الشركات النفطية، بسبب ما ابتليت به من مشاكل بيئية مختلفة، كإنتشار الغازات السامة، وما تسببه من تردي في الحالة الصحية للمواطنين الساكنين قرب هذه الأبار النفطية، حيث لا بد من السعي لمعالجة التلوث البيئي والحد من انتشار الأمراض”.

وتابع العتابي “كما سأحرص على تفعيل وتنشيط كل ما من شأنه خلق واقع صحي سليم، والمبادرة بتحريك كل ما من شأنه إعادة الدورة الاقتصادية السليمة في محافظة واسط، عبر إعادة الروح للصناعة، وتأهيل معامل ومصانع المحافظة القديمة المتوقفة كليا وجزئيا، وأيضا في توفير كل الظروف والامكانيات من أجل تنشيط قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية وإنتاج اللحوم والأسماك والدواجن، فضلا عن استرداد حقوق المزارعين وتحسين واقعهم”.

ولفت مرشح تحالف (قيم) الإنتباه الى ان التحالف “ يعمل على بناء الدولة المدنية وتحقيق العدالة الاجتماعية، من خلال دولة المؤسسات والقانون وتنظيم حياة الناس، بعيدا عن المكاسب الطائفية والفئوية”، لافتا الى ان “التحالف هو البديل الحقيقي والذي من خلاله يمكن تجسيد التغيير الفعلي لنهج المحاصصة الطائفية التي سارت عليه الحكومات المتعاقبة، والذي كان ثمنه خراب البلاد”.

واضاف العتابي ان “التحالف يؤمن بالدولة ويعمل على صيانة سيادتها الوطنية، والحد من ظاهرة السلاح المنفلت وانهاء اشكال العنف وترسيخ قيم التعايش”. ودعا جماهير واسط، الى “المشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة لمجلس المحافظة، من أجل تحقيق مشروع التغيير ودعم برنامج التحالف الذي تتمحور كل مفرداته حول حفظ كرامة المواطنين وتلبية احتياجاتهم الاساسية وتوفير العيش الكريم لهم”.

 

 

 

ص8

 

ندوة مهرجان طريق الشعب الثامن عن: حقوق الأقليات بين الدستور والواقع

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

في إطار اهتمام حزبنا الشيوعي العراقي بالحقوق العادلة لكل القوميات العراقية الصغيرة منها والكبيرة، ومطالبته بصيانة الهوية الوطنية الجامعة، التي تضمن حقوقاً وواجبات متساوية  لأبناء الشعب، بغض النظر عن القومية والدين والطائفة والانتماء الثقافي والفكري، وفي سياق نضال الحزب من أجل الخلاص من نهج المحاصصة المأزوم وبناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن العدالة الاجتماعية، أقامت (طريق الشعب) ندوة حوارية ضمن فقرات مهرجانها الثامن، حول حقوق الأقليات المنصوص عليها في الدستور وما يعيشه أبناء هذه القوميات في الواقع. وقد شارك في الندوة الأساتذة جلال نوري الياس الناشط والحقوقي الإيزيدي والدكتور سعد سلوم رئيس مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية والدكتور حكمت داود جبو مستشار الكاردينال لويس ساكو والأستاذ مظفر عزيز الزهيري عضو مجلس شؤون الطائفة المندائية، فيما ادارتها الرفيقة شميران مروكل.

ضعف التمثيل

شميران ميركل:  أرحب بالضيوف وبالحاضرين الكرام، وأشير إلى أن المحاصصة قد أضرت كثيراً بما نصت عليه المادة 16 من الدستور العراقي، من أن العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات، حيث أضعفت تمثيل الأقليات في المؤسسات كافة، وخلقت حواجز وصعاب كثيرة على طريق بناء مجتمع متعايش ومتصالح، وفي تطبيق نص وجوهر المواد الدستورية، فلا حرية للعقيدة في ظل المادة الثانية وفي ظل غياب مادة دستورية تعنى بالحرية الدينية وتعترف بأديان موجودة كالبهائية والزرادشتية وغيرها. هناك قوانين تحد من الحرية الدينية وتفرض على غير المسلمين أحكام الدين الإسلامي في أحوالهم الشخصية سواء في الوصية او الميراث او الشراكة او التبني وغيرها، فيما تعتبر الأطفال القاصرين من أبناء الأقليات غير المسلمة مسلمين عند تحول أحد الوالدين إلى الدين الإسلامي، مثل قانون البطاقة الوطنية الموحد رقم 3 لسنة 2016 في مادته 26 وقانون الأحوال الشخصية ذي العدد 188 لسنة 1959 في مادته الثانية وغيرها. 

سعد سلوم: سألتزم بالعنوان وهو (حقوق الأقليات بين الدستور والواقع) وسأعرج بشكل سريع على مقاربة الدستور العراقي لحقوق الأقليات، هناك جدل ما يزال مستمرا حول الدستور العراقي وهل هو بالفعل من أفضل الدساتير، وهل كتب هذا الدستور في ظل ظروف توجب علينا الآن عدم التفكير بتعديله لاسيما فيما يخص موضوع الندوة. أنا من وجهة نظري، كتب الدستور في ظروف استثنائية، ولابد أن نقر بأنه كتب في ظل احتلال أمريكي، وبالتالي الظروف التي حتمت كتابة الدستور لم تكن ظروفاً طبيعية، وقد تغيرت بعد عشرين عاماً من الغزو الأمريكي، بالإضافة إلى أن كتابة الدستور كانت بغياب مكون أساسي من مكونات المجتمع وضعف تمثيل الأقليات. واحدة من أهم مطالب الحراك الاحتجاجي عام 2019 كانت تعديل الدستور، وهو واحد من أهم مفاتيح اصلاح النظام السياسي، كيف قارب هذا الدستور، الذي لابد من التفكير بتعديله، قضية حماية التنوع وحقوق الأقليات والعلاقة بين الأغلبية والأقلية والتوازن ما بين حقوق الافراد وحقوق الجماعات، لأن هذا الأمر ما ينبغي مراجعته.

 

ارقام عمياء

بنّي الدستور العراقي على تخيل كان ملائما للنظام السياسي لهذا لا نجد في نصوص الدستور أية إشارة إلى مواطنة، هوية وطنية، او مصطلحات أغلبية وأقلية. جاء بقاموس جديد يستند على مصطلح خطير هو مصطلح مكونات، ومصطلح المكونات ليس له أي دلالة قانونية ولا سياسية، وهو من الناحية الفلسفية يعني:

اولاً. عدم وجود مجتمع عراقي بل هناك مجموعة مكونات.

ثانياً. لا توجد مواطنة بل مجموعة أفراد تستخدم سياسيا في المواسم الانتخابية بمعنى أن الجميع عبارة عن أرقام عمياء في هوية مكون.

أما لماذا اكتسب المصطلح نوعا من الرضا النسبي لممثلي “الأقليات”، وهم ممثلي المندائيين والإيزيديين والمسيحيين، لأنه كان يقدم حلاً وتسوية لغوية لعدم المساواة الموجودة في الواقع، ولهذا حينما تجري أي محاورة بين سياسيين او ممثلي مكونات يقولون نحن جميعا مكونات، إنه نوع من التسوية اللغوية، هناك مساواة من الناحية اللغوية، تحاول أن تغطي على عدم المساواة الموجودة من الناحية العملية. أي ثمةتسوية لغوية لحل مشكلة واقعية. يعترضون عليّ حين استخدم مصطلح أقليات ويريدون أن أستبدلها بمكونات، على أساس أن هذا حل للمشكلة، في حين المصطلح القانوني لا يتضمن أية دلالة سلبية، الدلالة السلبية بمصطلح الأقليات تأتي في الواقع من الناحية السيكولوجية، فان كنت تنتمي إلى أقلية ينبغي أن تشعر بالفخر، وفي سياقات ديمقراطية، تعطي للأقليات حقوقاً تمييزية، هذا يكون عاملا إيجابيا وليس سلبيا، إذن المصطلح برأيي دلالته السلبية تأتي من السياق الثقافي الذي يستخدم فيه، إذن معركتنا بتغيير الواقع والثقافة وليس في تغيير المصطلحات. حددت المادة الثانية الفقرة (2) الأديان المعترف بها رسميا، بالإسلام والمسيحية والإيزيدية والمندائية فقط، وهناك رأي يقول بأن ذكر هذا الأمر كان على سبيل الحصر لا المثال ورأي آخر يقول كان على سبيل المثال لا الحصر. الرأي الأخير صحيح كما يبدو بدليل وجود ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى، أي انه يتيح من الناحية العملية فتح مجال الاعتراف لكل الأقليات الدينية. لكن صدور قانون ديوان أوقاف المسيحيين والإيزيديين والصابئة المندائيين قد أعطى دلالة على إغلاقها، إذن ذكر هذه الأقليات كان على سبيل الحصر وليس على سبيل المثال.

ذكرت المادة (125) الأقليات القومية وليس الدينية، فنقلت تعريف هوية “مكونات” من مضمونها الديني إلى مضمونها القومي، حين أشارت إلى الحقوق الإدارية والتربوية والسياسية، للكلدان والتركمان والآشوريين وبقية المكونات وينظم ذلك بقانون. المسيحي الذي حددت هويته بالمادة الثانية فقرة (2) باعتباره هوية دينية أعيد تعريفه بهويته القومية، ولم يذكر السريان لأن في وقتها لم يكن هناك صوت سرياني، يطالب بتعديل الدستور، ولم يحتج العديد من ممثلي الأقليات القومية والدينية من أن اسمهم لم يرد في الدستور.  أعتقد أن عنوان الندوة كان موفقا لأن هناك حقوقا في الدستور وهناك تطبيق في الواقع، الدستور بناء على النقطتين الاساسيتين التي ذكرت بحاجة إلى تعديل، وإذا لم يكن تعديل الدستور متاحاً لا بد من التوجه إلى التشريعات، كما هو حاصل في كردستان، ليس هناك تعديل في الدستور حتى الآن لكن هنالك حزمة تشريعات. وصدر قانون تحت اسم (قانون حقوق المكونات رقم 5 لعام 2015) لتوسيع دائرة الاعتراف بالمقارنة مع مساحة الاعتراف بالمركز. ويذكر القانون الزرادشتيين والكاكائيين والفيليين، وهو يذكر مكونات دينية ومكونات قومية. وعلى الرغم أن القانون لم يذكر البهائيين لكن يوجد ممثل للبهائيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بمعنى ليس علينا الالتزام بهذا النص ونعتبره نصاً مقدساً، لأن حياة الناس وحقوقهم هي المقدسة.

بين التطبيق والواقع

هناك مسافة ومساحة ما بين ما ورد في الدستور وبين ما يطبق في الواقع. ينبغي أن يركز نضالنا الأساسي على تغيير الثقافة السائدة وليس تغيير المصطلحات، من خلال عملي أقول دائما إن علينا ان نتجه إلى التشريعات لان التشريعات هي آلية التغيير الاجتماعي. ولكن اكتشفت من خلال العمل ان التشريع ليس فقط إصدار قانون بل هو عملية كاملة، ولهذا عادة ما نعمل على تشريعات لضمان حرية التعبير وحرية الدين والمعتقد، ونكتشف أنها عندما تصل إلى منصة البرلمان، وقبل دقائق من التصويت النهائي، تتغير وتدخل مواد تحيل النص من ضامن للحقوق إلى خانق لها. ولهذا أنا لم أعد اراهن على التشريعات وبقيت لدي مساحة واحدة للعمل وهي ساحة العمل الثقافي والعمل السياسي بالنسبة لمن يعمل في السياسة ولمن يجد المجتمع المدني منصة له.

حكمت داود جبو: من القوميات الأساسية غير العرب والكرد، لدينا الكلدان والاشوريون والأرمن والصابئة المندائيون والإيزيديون والكاكائيون والبهائيون وغيرهم من الموزاييك العراقي المعروف للجميع. يحدث خلط دائما بشكل او بآخر عندما يشيرون إلى المكونات القومية، يشيرون إلى الدين المسيحي وعندما يتحدثون عن الدين المسيحي يتحدثون عن المكون الكلداني او الآشوري بشكل منفصل. وهذا يقودنا إلى الدخول في محور مهم وخطير بما يتعلق بالوجود المسيحي في العراق. نحن لسنا مواطنين من الدرجة الأولى، حسب الدستور، وانما نحن بشكل او بآخر مواطنون من الدرجة الثانية في الحقوق والواجبات، عملياً وليس نظرياً، بدليل أن العاملين في مؤسسات الدولة العراقية كالسفراء ووكلاء مفوضين والمستشارين لا يعوضون بكوادر من نفس المكونات حين يتركون مناصبهم، لكي تتم المحافظة على التوازن، ووزارة الخارجية مثال على ذلك، ناهيك عن الداخلية والدفاع وغيرها.

هناك نقطة أخرى فيما يتعلق بالانتخابات التي تمت، وأنا واكبت الانتخابات بمراحل طويلة. لم نصل إلى مشترك ما بين كل المكونات القومية. وانا اتحدث عن المسيحيين بالذات، لكي يشكلوا ورقة واحدة موحدة، تمثل هموم ومصالح الناس، وانما طرحت مجموعة أوراق تمثل مبادرات لهذا المرشح او ذاك وهم بعيدون تماما عن هموم ومعاناة الناس، وهذا الخلل الذي حصل ما بين خطاب الكنائس المتعددة وبين الوجود المتنوع للبرامج السياسية للأحزاب المسيحية، والتي هي خاضعة لتأثير هذه القومية الكبيرة او تلك، أضعف المكون المسيحي وأوجد أشنات سياسية، راحت تمثل القرار السياسي، وتم تغييبنا حتى وصل الأمر إلى استهداف أكبر مركز ديني وهو الكاردينال ساكو.

 

تشجيع على الهجرة

كل هذا أدى إلى اشتداد القلق والارباك وشجع المسيحيين على الهجرة من جديد، بل وراحت الدول الأخرى ومنها استراليا تفتح الأبواب أمام مسيحيي العراق للهجرة اليها. إلى أين نحن ذاهبون في قرارنا السياسي؟ للأسف تعيش مدننا وقصباتنا والنواحي التي لنا فيها ثقل كبير مثل الحمدانية وتلكيف والقوش وغيرها من المدن، كارثة وما تم في الحمدانية في تقديري هو إجرام بحقنا، ليس لكوننا مكونا مسيحيا او كلدانيا او آشوريا، بل إجرام بحق الإنسانية وإجرام بحق الوطن الذي من حق كل مواطن فيه ان يعيش ويعمل ويكون آمناً وله حق التعليم والحق في الرعاية الصحية. فاذا كان ممكنا استهداف أكبر تجمع سكاني في العراق، فمن يحمي الاخرين، انه سؤال مقلق لجميع المكونات القومية وفي اروقة المسيحيين الموجودين في العراق بشكل عام واخص منهم المقيمين في بغداد والبصرة، رغم المفارقة من أن هؤلاء أكثر أمناً من المتواجدين في سهل نينوى. هناك عمليات شراء ذمم الناخبين وشراء ولاء رجال دين، وللكنيسة تأثير على الناس، ويمكن أن تعبئهم لصالح حزب او اتجاه ما. لذلك أقول إننا مستهدفون من محورين، محور رجال الدين الذين باعوا انفسهم ومحور القوميات الكبيرة التي تريد سلب القرار السياسي منا كما حدث في البرلمان، فمن يتواجد في البرلمان لا يمثلون المسيحيين ولا يمثل القرار والوجود المسيحي لأنهم وكما هو معلن، تابعون لدول إقليمية واضحة الأهداف والمصالح. كما فقدنا مؤسساتنا الثقافية ونوادينا، التي كانت تجمعنا، حيث تحولت إلى بارات محمية من العصابات والسلاح المنفلت. وهكذا لا يجد المواطن المسيحي الكلداني او الاشوري او السرياني الموجود الآن في داخل العراق خياراً غير الهجرة لأنه ليس آمن ولا توجد دولة ولا مجتمع ولا مؤسسة دينية لتحميه.

جلال نوري الياس: في البدء أريد أن أسأل، هل خدم الدستور العراقي الأقليات بصورة عامة والإيزيديين بشكل خاص؟ بالتأكيد لم يجنِ الإيزيديون شيئا او فائدة تذكر من الدستور، المحاصصة الطائفية كان لها وقعها الكبير على الإيزيديين خصوصا، وأبسط مثال هو خطاب الكراهية الذي كان سائدا ومتواصلاً لغاية الآن، وربما بفاعلية أكبر، حيث ازداد سوءا خطاب الكراهية ولم يستطع الدستور أو القانون تحجيمه!

 

تجاوز النمط السائد

لم يستطع الدستور ان يتجاوز النمط السائد تجاه الأقليات، لننظر إلى تمثيل الإيزيديين في البرلمان، عددهم يتجاوز الـ 700 ألف نسمة وعدد مقاعد الكوتا المخصصة لهم مقعد واحد وليس سبعة كما هو الحال لباقي الاقليات. وممثلهم لا يعبر عادة عن واقع الشارع الإيزيدي بل عن رأي حزبه أو أجندة الأحزاب الكبيرة التي تدعم حزبه. لننظر إلى ما يجري في سنجار كمثال على تأثير المحاصصة على شعبنا الإيزيدي، الكل يريد ان ينهش جسد سنجار، وحتى بعد عودة أهل سنجار إلى مناطقهم لم يحصلوا على حقوقهم، فتطبيق القانون لصالح الإيزيديين يجري ببطء شديد، وابسط مثال هو توزيع الأراضي الذي أعلنت عنه رئاسة الوزراء قبل عام حيث لم يتم توزيع او تمليك أي ارض في سنجار للإيزيديين حتى الآن، ولم تعالج مشاكل تهجيرهم على يد النظام السابق عام 1975 من مناطق سكناهم، فقرار إعادة اراضيهم المستلبة إليهم لم يُّنفذ!

مظفر عزيز الزهيري: اعتقد ان وضع الصابئة المندائيين لا يختلف كثيرا عن باقي الأقليات في العراق واذكر على سبيل المثال الفقرة 26 في الدستور حيث هي مجحفة بحق الأديان، والتي تنص ان اي شخص من هذه الأديان يسلم يأخذ عائلته إلى الدين الجديد، ولا يعطى لأفرادها حق الاختيار، اما بالنسبة للمناصب فهي قليلة جداً. لقد دفع هذا بالصابئة المندائيين للهجرة إلى الخارج. نحن كطائفة نطالب بتعديل الدستور لكي ينصف كل الأديان والقوميات، وأتمنى لو كانت هناك ندوات تثقيفية للتعريف بالأديان وحقوقهم وخاصة المساواة في المواطنة.

  

ص10

 

إطروحات حول الصراع الطبقي والحركة الإجتماعية

إحياء الماركسية الثورية

ثامر الصفار

 

«ان تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ الصراع بين الطبقات. الحر والعبد، النبيل والعامي، الإقطاعي والقن، المعلم والصانع، أي باختصار المضطهِدون والمضطهَدون، كانوا في تعارض دائم، وكانت بينهم حرب مستمرة تارة ظاهرة وتارة مستترة، حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وأما بانهيار الطبقتين المتصارعتين معا» (البيان الشيوعي – كانون الأول 1847 – كانون الثاني 1848).

«منذ ما يقرب من أربعين عاما ، أكدنا على الصراع الطبقي باعتباره القوة الدافعة المباشرة للتاريخ ، ولا سيما الصراع الطبقي بين البرجوازية والبروليتاريا باعتباره الرافعة الكبرى للثورة الاجتماعية الحديثة ... لقد صغنا صرخة المعركة صراحة: يجب ان يكون تحرير الطبقة العاملة من صنع الطبقة العاملة بالذات». (رسالة تعميم الى أوغست بيبل وولهلم ليبكنخت وولهلم براكه وغيرهم – 17/18 ايلول 1879).

 

ثامن عشر

في الوقت الذي صاغ فيه لينين حجته، في (ما العمل؟)، بضرورة أن يكون الماركسيون “منابر الشعب” كانت كل نيرانه موجهة إلى أولئك الذين قللوا من أهمية تطوير حزب ماركسي واحد وفعّال في روسيا القيصرية. ودعماً لحجته، قام بتضمين ما أعتبره اقتباسات موثوقة من مفكر الحزب الديمقراطي الإشتراكي الألماني، كارل كاوتسكي. في دراسة حديثة “إعادة أكتشاف لينين: ترجمة جديدة وتعليق على كتابه ما العمل؟” 2005، جادل لارس لي بإسهاب في أن هدف لينين كان تطوير حزب على غرار الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا. ولم يكن لدى لينين أدنى فكرة بأنه، بعد اثني عشر عاما، سيدين كاوتسكي باعتباره “انتهازيا” وينفصل عن الأممية الثانية بأكملها.

كان السبب المباشر للانقسام داخل القوى الماركسية وانهيار الأممية الثانية هو الموقف الذي اتخذته قيادات جميع أحزاب الأممية الثانية، تقريبا، عند اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914. لكن التوترات بين هذه القوى كانت تتصاعد منذ فترة ليست قليلة. كان من الواضح، مع حلول القرن العشرين، أن الدول الرأسمالية تمكنت، بهذا القدر أو ذاك، من استيعاب منظمات الحركة الإجتماعية، فسمحت بالانتخابات، واعترفت بالنقابات العمالية، وحتى بوجود الأحزاب السياسية اليسارية، ووسعت من حق التجمع وحرية التعبير والتظاهر والإضراب، مرفقة ذلك بتحسن ملموس لمستويات المعيشة لعموم الشعب. ولقد أرسى التطور الرأسمالي نفسه الأساس لانتشار الممارسات والأفكار والمنظمات الإصلاحية، الأمر الذي ادى الى ان تركز”الحركات العمالية” بشكل خاص على مصالحها الخاصة مثل تحسين الأجور وشروط التفاوض مع أرباب العمل الرأسماليين، الذين وافقوا على “حقهم في المشاركة في الإدارة”، وعلى الجانب السياسي الفوز بالتمثيل البرلماني. وهكذا تم تضييق “مصالح العمل” وإضفاء الطابع المؤسساتي عليها، وليصبح قادة الأحزاب الاشتراكية-الديموقراطية الرئيسية والزعماء النقابيون المتحالفون معهم من أصحاب النزعة “الدولاتية”، ودعموا التوسع الاستعماري لدولهم وشن الحرب عام 1914.

أما في المستعمرات فإن الحال مختلف حيث سمحت الدول الإمبريالية بمساحة أقل بكثير لدمج الحركة الإجتماعية بالدولة. كانت الأنظمة هناك تظهر وجهها البشع، ولهذا السبب اتخذ النضال من أجل “الحقوق” شكل مطالب من أجل “التحرر الوطني”.

 

أين الماركسية من كل هذا؟

كان أحد الاحتمالات المطروحة هو ان على الماركسية أن تتكيف هي الأخرى مع الحركات الإجتماعية طالما أن الدول نفسها تكيفت معها. لهذا ظهر لنا أدوارد برنشتاين ومن معه، الذين أعلنوا أن الماركسية عفا عليها الزمن بشكل أساسي، وظهر لنا أيضا ماركسيون مثل كارل كاوتسكي طارحا نسخته من الماركسية التي سادت في الأممية الثانية، محولا أياها إلى نظرية “علمية”، حيث أصبحت الاشتراكية نتيجة حتمية، إلى حد ما، لفعل القوانين التاريخية. وأصبح الفعل السياسي خاضعا لمفهوم تأملي سلبي. وتم التقليل من أهمية تأكيدات ماركس وإنجلز الثورية. فقبلت “ماركسية الأممية الثانية” بتجزئة “الحركة الاجتماعية” وفقا لمصالح كل مجموعة، مع ارتباط اسمي بينها.

عندما صوت قادة الأحزاب، في أغسطس 1914، باسناد من القيادات النقابية، لدعم حكوماتهم في الحرب العالمية الأولى، أصبحت الخلافات الناشئة بين “اليمين” و”اليسار” انقساما سياسيا حادا تمثلت إحدى سماته في إعادة التفكير في الأسس الفلسفية للفكر الماركسي نفسه، وقد تجسدت في الممارسة السياسية وفي تفكير شخصيات مثل لوكسمبورغ ولينين وتروتسكي ولوكاش وكورش وغرامشي وآخرين، حيث تكفلوا بمهمة إعادة اكتشاف الجانب النشط للفكر الماركسي وإعادة صياغته، واضطروا إلى إيلاء اهتمام، بنظرة جديدة، للمسائل المتعلقة بالآيديولوجيا والوعي والتنظيم والممارسة السياسية. وهكذا قدموا لنا اعمالا نظرية مثيرة للاهتمام.

إن إحياء الماركسية الثورية، أو ما أطلق عليه غرامشي “فلسفة الممارسة”، يعني، اساسا، التعامل بجدية أكبر مع ما أطلق عليه ماركس “البنية الفوقية”. فبدلا من النظر اليها كونها مجرد “تأثيرات” للصراعات البنيوية الأساسية في المجتمع ، أصبحت الأسئلة حول الأشكال العملية والمثالية التي يتعامل فيها الناس مع المشكلات التي تطرحها علاقاتهم الاجتماعية ذات أهمية حيوية، أي كيفية تعامل الناس مع ما أسميه بـ “ظروف الإنتاج”. وهكذا تم تناول الحركات الإجتماعية ودور الأحزاب من وجهة نظر أكثر دقة من الناحية التحليلية.

لم تكن عملية إعادة إكتشاف الماركسية الثورية والسعي لتطوير النظرية الماركسية عملية سهلة خالية من الآلام. البداية كانت مع روزا لوكسمبورغ، التي لم تهاجم في كتيبها الصادر عام 1899، “إصلاح إجتماعي أم ثورة”، “تحريفية” برنشتاين فقط، بل أيضا الممارسات التنظيمية للحركة الألمانية. وأنعشت النقد الماركسي للنقابية العمالية لأنها تعاملت مع الأعراض وليس الأسباب. وجادلت لوكسمبورغ بأن اليمين في الحزب الألماني لم يكن في الواقع يدافع عن طريق مختلف للاشتراكية، بل من أجل هدف مختلف تماما. هنا لابد من الإشارة الى ما طرحه نورمان غيراس في كتابه “إرث روزا لوكسبورغ” 1976، من وجود ضعف جوهري في كتيبها، لأنها وهي تنتقد التحريفيين لم يكن في جعبتها عام 1899 أية مقترحات استراتيجية محددة. كانت بحاجة الى مد جسر واقعي بين برامج “الحد الأدنى والحد الأقصى” للحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، ولكن لم تكن لديها مواد بناء هذا الجسر حتى جاءت ثورة عام 1905 لتوفر لها ذلك.

  

قراءة في كتاب آلان دنو .. «نظام التفاهة» وأزماتنا المعاصرة

زينة هادي

 

يُعد كتاب «نظام التفاهة» من الكتب جد المهمة، والمُلامسة لأزماتنا المعاصرة، حيث يعتمد تشخيص الأمراض الذاتية والمجتمعية، فنجده يشير إلى ضرورة قراءة الذات موضوعياً، مُنبّهاً في ذلك إلى مرضية ما نعتبره مقبولاً في مجتمع تنخره آفة الانحرافات على مستوى العلاقات الإنسانية، ويرى آلان دنو أن سبب ذلك يعود إلى إذعان المجتمعات للمعسكر الرأسمالي، الذي أصبح يدير العالم ببراغماتية متوحشة.

لا يخفى على أحد أن عالمنا أصبح يُدار بعقلية التفاهة، ونتيجة التفاعل مع ما يُطرح اليوم في المجالات كافة، تحوَّلت الحياة من بوصلةِ رسوخٍ ويقين إنساني إلى متجرٍ كبير لابتياع بضائع السخرية بقيمة الحياة نفسها، بحجة الترفيه عن النفوس، وإيجاد متنفس يخفف من الضغط الحياتي، وثقل المسؤوليات اليومية، وفي الإذعان لذلك والقبول به نكون قد سلمنا الحياة والإنسان للهاوية.

 

الثقة في المال

إن من التفاهات الحقيقية لزمننا هو وضع الثقة في المال كمُحكم في لعبة الحياة، متناسين أن لهذا المُحكم أهواء وطموحات، وأنه سيُطلق صافرته استجابةً لمصالحه الخاصة، ولا شك أن هذا المزاج هو من يُسيّر كوكبنا اليوم، ومجتمعاتنا التي باتت مسعورة بالموضة، وكأننا قد دخلنا في ماراثون الجيوب المنتفخة، ما أدى إلى زيادة الجرائم، فبات الجميع مأخوذا بالحصول على المال، وإن كان ذلك على حساب زهق الأرواح، فالمهم هو المشاركة في مونديال البذخ اليومي، والاستهلاك الموضوي.

لقد صار بإمكان الجميع أن يصلوا إلى ما يريدون بمجرد أن يجمعوا الكثير من المال، واعتماده بوصلة للوصول. لكنهم تناسوا أن في تركيزهم على ذلك سوف يُقلدون نفسهم أوسمة الوهم والتفاهة، مُتناسين أن المال نعيماً مؤقتاً، وأن الوجود يتحقق في الموهبة والأثر العلمي الماكث في ضمير الزمن. وهذا مشابه لتقديم الشكل على المحتوى من قبيل ما يعرض اليوم في شاشات التلفاز، من شخصيات فنية تُلوّح بالمظهر على حساب الموهبة الفنية، والرصيد الإبداعي لعلمها أن للتفاهة أسواقا مفتوحة على مدار اليوم، وزبائن مسعورة تجاه كل ما هو عابر.

 

مأزق المجتمعات

جاء كتاب «نظام التفاهة» على أربعة فصول. تناول الفصل الأول المعرفة والخبرة بشكل مفصل وعين فاحصة، لمأزق المجتمعات في تدني نسبة التعليم، وتغول رأسمال الشركات الجامعية، وتكاسل المؤسّسة التعليمة عن اداء دورها في بناء المجتمعات وتنميتها فكرياً وإنسانياً، لما تمثل من صروح علمية مهمتها الارتقاء بالفرد، ورفع منسوب أحلامه في حياة تؤكد وجوده، لكن أن تتحول الجامعات لدكاكين ربحية، فهذا يعني أن التفاهة قد تسلّلت لمراكز القوى المجمعية (المؤسسات التعليمية)، وأن مستقبل الأجيال منفتح على المجهول.

في الفصل الثاني من الكتاب سَلَطَ آلان دنو الضوء على التجارة والتمويل، فيرى أن الاقتصاد هو الاخر إضافة لمرافق الحياة الأخرى أصيب بفيروس التفاهة، وتحول من سوق حرة إلى منازلات وحشية تُدار من قبل عقول مبرمجة ضد الممكن المعيشي، في خوارزميات من الصعب استيعابها، «ففي مثل هذا النظام تُستخدم برامج التثقيف الاقتصادية لتشتيت الناس، ومنعهم من الوصول إلى الحقيقة، وادراك الفوضى الحاصلة من حولهم، بدلاً من توعية الفرد، تهدف الى تضليله، وجعله جزءا من نظام قائم على التفاهة».

 

المحتويات الهابطة

فلو أخذنا الشبكات الاجتماعية، ومواقع التواصل فيها مثل تويتر، وفيسبوك، وانستغرام، بوصفها مثالاً لما نرصده تحت عدسة آلان دنو سنجدها قد انحرفت عن مسارها الحيوي الأول كالتواصل المجتمعي ــ الثقافي، وأنها نوافذ لتبادل الآراء والأفكار، متحولةً إلى بازار للعصبيات المذهبية، والتنمرات الشخصية، وأصبحت هذه الشبكات حاضرة وذات تأثير وسطوة على مستعمليها إلى حدّ الهيمنة والإدمان، فارضةً حضورها بالسلب والإيجاب على تفاصيل حياتنا اليومية.

لكن الانتكاسة بدأت عندما أخذ المجتمع يستقبل هذا النوع من الثقافة الميتة، والتي يروم صناعها من وراء ذلك، أن يدفعوا بالمجتمع إلى «ترميز التافهين» من أصحاب المحتويات الهابطة في كافة المجالات، في تصدير متعمد لكثير من تافهي السوشيال ميديا، والفاشينستات، والعمل على تسليط ضوء عليهم، على اعتبار أنهم شخصيات ناجحة.

كي نأمن من غول التفاهة يلزمنا أن نجعل من المؤسسة التعليمية مكانا إنسانيا تستنير به الأجيال، وتتخذ منه ذخيرة روحية تدفع عنها شرور قوى الظلام التي تعمل جاهدة على أن يستفرغ الإنسان من محاولات الصمود ضد عساكر التفاهة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“القبس” الكويتية – 11 تشرين الثاني 2023

  

اعداد: د. صالح ياسر

 

البرجوازية الطفيلية

 

 شهدت العقود الاخيرة جدلاً خصباً وثريا لتدقيق هذا المفهوم والتأكد من شرعيته، أو عدمها. وبدون الدخول في التفاصيل يمكن القول بهيمنة اتجاهين رئيسيين في المناقشة هما:

الإتجاه الأول، وهو الاتجاه الرافض لإستخدام مفهوم البرجوازية الطفيلية، ويعتقد أنه غير شرعي من الناحية العلمية. ويستند هذا الاتجاه في رفضه على إجراء مقاربة للمفهوم تقوم على الاطروحات اللينينية حول الطفيلية، وأساسا التحليل الذي صاغه (لينين) حول الطفيلية ضمن كتابه الهام (الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية). وبحسب هذا الاتجاه فإن لينين ذكر الطفيلية مراراً، جاعلا إياها صفة الرأسمالية (الرأسمالية الطفيلية) والإمبريالية أيضا (الإمبريالية الطفيلية)، كمترادفين. وبدون الدخول في تفاصيل لا مبرر لها في هذا المكان، يمكن الاستنتاج من هذا الترادف أن الطابع الطفيلي إنما ينصرف الى الرأسمالية الغربية في مرحلة الإمبريالية، مرحلة الاحتكارات واقتسام العالم بين الشركات الاحتكارية والدول الكبرى. فكما معلوم خصص (لينين) قسما من كتابه المشار إليه سابقا، وقد ظهر هذا القسم تحت عنوان : طفيلية الرأسمالية وتعفنها. ولكي يفهم منذ البدء في هذا القسم أن الطفيلية ليست سمة أصيلة في كل رأسمالية وإنما في رأسمالية الاحتكارات المالية بالذات. وبحسب ممثلي هذا الإتجاه فإن التحليل اللينيني لإشكالية الطفيلية يربط بين ثلاثة أمور هي :

الرأسمالية المالية الإحتكارية ذات الطابع الطفيلي بالضرورة؛

الدولة الريعية؛

تقسيم العمل الدولي الرأسمالي، أي نمط توزيع الأنشطة الإقتصادية بين الدول الرأسمالية المتطورة والبلدان الأخرى.

وإذا تم إعادة بناء (تركيب) الاطروحات اللينينية أعلاه فإنه يمكن الاستنتاج بأن السمة الطفيلية هي خلاصة تركيبة للتفاعل بين رأس المال المالي والدولة الريعية والاستغلال الرأسمالي الدولي. كما أن (لينين) استخدم هذا التعبير لوصف مرحلة من تطور الرأسمالية لكنه لم يستعمله لوصف طبقة معينة.

وهناك من الباحثين من يعتقد بأن هذا التعبير (الطفيلية) هو تعبير هلامي، ولهذا فإن الباحثين الذين أنتجوا واستخدموا مفهوم (الطفيلية) كانوا مضطرين الى إضافة جملة من الاستدراكات والتحفظات على تحديداتهم. ولهذا يتساءل هؤلاء عن معنى “ الطفيلية “، وهل تشمل نشاطا دون آخر، أو بتعبير أدق هل تعني النشاط الذي لا يساهم في عمليات الإنتاج المادي ؟ وإضافة لذلك هل “ الطفيلية “ وصف لفئة دون أخرى ؟. ولهذا يعترض هؤلاء على تعبير (الطفيلية) لأن المطلوب، بحسب هؤلاء، هو توصيف سمات التطور الرأسمالي في “ العالم الثالث “ في ظرف مثل هذا وليس صفات الطبقة نفسها. إذا سلمنا بأن البرجوازية تنطلق من تحقيق أقصى ربح ممكن من خلال نشاطها، وإذا كان الإطار العام للنشاط الاقتصادي في بلد ما يجعل من المقاولة، على سبيل المثال، النشاط الأكثر ربحية اليس هذا النشاط عقلانيا من وجهة نظر البرجوازية ؟ وبالتالي ينطرح تساؤل آخر: من هو الطفيلي ؟ أهو إطار النشاط العام الذي يشترط كل المجتمع عمليا في ظل التبعية ؟ أم هو طبقة معينة ضمن الطبقات الأخرى ؟.

الإتجاه الثاني، وهو الاتجاه الذي يعتقد بمشروعية استخدام هذا المفهوم كأداة تحليلية لتوصيف التطور الملموس لفئة اجتماعية محددة وبروزها في البنية الاجتماعية في بلدان عديدة، وتوسع نشاطها ومسعاها للسيطرة على توجيه الاقتصاد والسياسة في هذه البلدان. وينطلق هذا الإتجاه من حقيقة أن ملاحظة الواقع وكذلك من الدراسات التي أجريت في بلدان عدة تبين أن هناك نمواً سريعاً ومتعاظماً لفئة اجتماعية، تقدر ثرواتها بأرقام “فلكية “ ومن دون أن يكون لهذه الثروات وجود مادي ملموس في أصول إنتاجية. ومن بين العوامل التي ساعدت على هذا النمو السريع لهذه الفئات يشار الى إرتباطها بالفساد في قمة السلطة وإختراقها لأجهزة الدولة والقطاع الحكومي وتمكنها بالفساد والإفساد أن تسخر موارد الاقتصاد والموارد العينية والمالية لخدمتها وتحقيق ثرائها، إضافة الى الإستفادة من الإختلالات في الاقتصاد وانتشار المضاربات والتهرب من الضرائب الجمركية والضرائب على الدخول. وقد تمكنت هذه الفئات بحكم نفوذها السياسي المتزايد من ناحية، ويفضل ثرائها الاسطوري المتزايد، وسيطرتها على بعض أوجه النشاط الاقتصادي من ناحية أخرى أن تهيمن على المفاصل الاساسية للإقتصاد والمجتمع في العديد من البلدان.

وبهدف تعميق المعرفة بالظاهرة الطفيلية في الاقتصاد يلح أنصار هذا الاتجاه على ضرورة التفرقة بين مفاهيم عديدة، الأول ما يمكن تسميته بـ “ الأنشطة الطفيلية “ والثاني ما يمكن تسميته بـ “ الدخول الطفيلية “ والثالث ما يمكن تسميته بـ “ عناصر وفئات الرأسمالية الطفيلية “.

ويجري تعريف “ النشاط الطفيلي “ على أنه “ نشاط ناقل للثروة ومجاله الاساسي التبادل.... فهو نشاط غير منتج للثروة أو القيمة، وممارسته تتم في المقام الاول خارج الانتاج “. إن مصطلح “ الأنشطة الطفيلية “ يعتبر مفهوما أعم وأوسع، ويغطي عددا من الأنشطة الاقتصاديات والممارسات الاجتماعية التي ينخرط فيها أقسام واسعة من الناس على اختلاف مواقعهم الاجتماعية.

وحين يجري الحديث عن “ الرأسمالية الطفيلية “ فيجب تركيز الانتباه وبذل جهود أكبر لجهة تمحيص واختيار هذا المفهوم وماذا يقصد به تحديدا. ويجري التساؤل حول التالي: هل برزت فئة رأسمالية جديدة ومتميزة عن كافة الفئات والشرائح الرأسمالية التقليدية المتعارف عليها بالتصنيفات الطبقية (رأسمالية زراعية، رأسمالية تجارية، رأسمالية صناعية .... الخ) أم أن مصطلح “الرأسمالية الطفيلية “هو تسمية جديدة لفئات رأسمالية قديمة نعرفها جيدا ونتعايش معها منذ فترة غير وجيزة؟

 

 ص11

 

في المكتبة

- كتابان جديدان صدرا مؤخراً للأستاذ أنور صباح محمود هما: “ثورة الماسكارا” قصص. اصدار دار سطور- بغداد. و “حبيبتي نائلة” رواية من اصدار مؤسسة ثائر العصامي.

- سحر حسب الله، صدر لها حديثاً كتابان هما: “كل من عليها خان” نصوص، اصدار وتريات. بابل. و “ميزوبوتاميا” دراسة تاريخية، اصدار جاردينيا.

- روايتان جديدتان اصدرهما علي الياسين هما: “ظل الله” اصدار دار دجلة الاكاديمية- بغداد، و “ذبح القوارير” اصدار دار الحلاج- بغداد.

- د. سلام قاسم، صدر له كتابان جديدان هما: “تاريخ العراق السياسي المعاصر 1920- 2020” صدر في ستوكهولم و “الاعلام واتجاهات الجمهور” اصدار دار الفتح- بغداد.

  

الرغبات في علم النفس الاجتماعي

قراءة في رواية «سن التعقل» لسيمون دو بوفوار

عبد الغفار العطوي

 

سيمون دو بوفوار(1908-1986) كاتبة و مفكرة فرنسية وفيلسوفة وجودية وناشطة سياسية و نسوية و منظرة اجتماعية، تعد من المؤثرات في الفلسفة الوجودية التي سادت في العالم الغربي منذ بداية القرن العشرين حتى اضمحلالها في الثمانيات من القرن نفسه ارتبطت بصداقة وطيدة مع سارتر (1905-1980) كما كان لها تأثير واضح في الوجودية النسوية، أثارت كتاباتها اهتماما ثقافياً واسعاً في أنحاء العالم كله، و يمكن القول إن كتابها الأشهر (الجنس الآخر 1949) قد حظي بإقبال منقطع النظير بين الأوساط الأكاديمية و الثقافية العالمية، و لا زال أثره التعليمي ظاهراً في الدراسات النسوية و الجندرية، و في أهميته في نشأة الحركات النسوية الغربية(إنجيل الحركة النسوية) (1) فقد تزعمت بوفوار الحركة حينما أصرت على إن تعريف المرأة وهويتها تنبع دائماً من ارتباط المرأة بالرجل، فتصبح المرأة آخر موضوعاً ومادة، لتتسم بالسلبية، بينما يكون الرجل ذاتاً، سمتها الهيمنة و الرفعة والأهمية، وتمتاز الفلسفة الوجودية بأنها أدخلت مقولاتها الفلسفية الوجودية الصعبة الشائكة ؛ القلق و الغثيان والعدمية للتقرب من المجتمع عن طريق استخدام الكتابة في الأدب، والرواية و الكتابة المسرحية إضافة إلى الكتابات الفلسفية البحتة، لكن النقطة المثيرة هنا، أن تظل النسوية مرتبطة بالفلسفة لأهمية الجدل النسوي عند الفلاسفة الغربيين إن مفهوم (ما بعد النسوية) على الرغم من كونه محل نزاع شديد، فإنه يعد وصفاً غير مناسب لحال الفلسفة اليوم (2) لأن الفلسفة و النسوية ظلتا ندين لا يمكن الفصل بينهما في مرحلة ما بعد النسوية، و ما بعد الحداثة، بسبب إنهما شهدتا تحولات ما بعد البنيوية لصالحهما في ظهور عصر النقد و الرواية النسوية  و ما بعد النظرية و ما بعد الرومانسية الخ في ذاكرة الجيل الجديد الذي ولد بعد رحيل الكاتبة بوفوار، بينما ذابت الإشكاليات التي تعرضت لها الوجودية، و اندثرت معظم القضايا الوجودية ذات الطابع السارتري الصاخب آنذاك (تأثير سارتر ملحوظ سلباً أم إيجاباً في رؤية بوفوار الفلسفية التي امتازت بالعدمية جراء الصبغة الهيدجرية الواضحة في فلسفة سارتر في مرحلته الأخيرة في كتاب الوجود و العدم بإنشاء فينومينولوجيا للوجود العدمي، و بدت ملامحها السردية الوصفية في هذه الرواية) و لعل ظلال تلك الأجواء العدمية بادية في المفردات الخاصة بالفلسفة الوجودية المتعلقة بالذات العارفة و علاقتها بالآخر، أي بين الوجود لذاته و بين الوجود في ذاته المكتظة في الفضاء الروائي في رواية بوفوار التي نحن بصدد تحليلها أو بالأصح الرواية الأولى من ثلاثيتها (سن التعقل) فرواية (المرأة المحطمة) واحدة من روايات دو بوفوار الخفيفة (ثلاثية روائية قصيرة ضمت: سن التعقل – مونولوج- المرأة المحطمة)(3) سندرس رواية (سن التعقل) كنموذج لذلك المشهد الذي يشبه المنحدر الوجودي العدمي في المنحنى الثاني في حياة امرأة تقلقها فكرة التحول في العلاقات الحميمة لتجدها نوعاً من العدائية مع الآخر الذي يمثله ابنها (فليب) اخفق بنظرها و هي أستاذة جامعية سابقة احيلت إلى التقاعد، و كاتبة تصدر آخر كتابها عن (روسو و مونتسكيو) و يواجه فشلاً و هجوماً نقدياً لاذعاً، و زوجها عالم يشاطرها الاحساس بذاك المنحدر العدمي بسبب بلوغه هو الآخر سن السبعين، سنستعين بعلم النفس الاجتماعي الخاص بالجندر (النوع البشري) الذي استهدف كعلم نفس تحليل الجوانب الخفية لكنها الحميمة بين الشركاء في هذه الحميمية المشتركة، التي سنفهم من خلالها جوانب من رغبات (المرأة العاقلة) التي رسمتها سيمون دو بوفوار ببساطتها الوجودية العميقة أولاً: كيف نفهم الجندر.. و كيف يشكل قضاياه في الهيمنة و الحميمية ثانياً ؟؟ تبدو دراسات الجندر كمقاربات لها صلة هنا بعلم نفس الاجتماع، حيث اتجهت إلى النظر في العوامل الاجتماعية و الانثربولوجية التي تحدد علاقة الرجل بالمرأة و العنف العائلي، و لم يكن اعتماد الجندر مؤدياً إلى ترسيخه أداة للتحليل، سواء أتعلق بالمرأة الفاعلة أم المرأة الضحية، بل التعامل مع الجندر على أساس إنه أداة مساعدة في إثبات الاختلاف بين الجنسين، سندرس في علم النفس الاجتماعي للجندر نقاطاً معينة تحددها العلاقات بين شخصيات الرواية، فهم الجندر، الهيمنة و الاعتماد المتبادل، و تطور العلاقات بين النوعين، مع المرور السريع على الحب و الرومانسية، مع إن علم النفس الاجتماعي يعتمد أكثر ما يعتمد على تناول الشأن اليومي بنسق علمي، و هو منهج يتفق مع رواية (سن التعقل) التي تدور حول امرأة باريسية وجدت إن عالمها الذي بنته قبل سن التقاعد ليس هو بعده، فقد تغير كل شيء حولها من الوجود العام إلى الناس ؛ فالأشياء و العلاقات الاجتماعية اتي وضعت الخطط لكي تجد مشروعها المستقبلي (فليب) ينمو، و هذا المنظر البشع الذي تصفه الكاتبة دوبوفوار في معالجة السيدة بطلة الرواية فكرة الاقتراب من الموت، وهي تدرك كم هي بحاجة لإعادة صياغة حياتها بعد التقاعد رغم إنها في قمة عطائها الحياتي و في ذروة ألقها الثقافي و الكتابي، و بما إنها احست التقدم بالعمر، فكان إن انطفأت لها رغبات، و اشتعلت عندها رغبات، من هنا يجب فهمها على منحى ما تعانيه المرأة بوصفها تنتمي لفكرة الجندر، و فهم الجندر في هذه الرواية سيتم عبر تحليل رغبات البطلة من خلال علاقاتها مع النساء والرجال (اندريه، فيليب، ايرين،مارتين مانيت الخ) و كيف اصبحت تحولات وجودها بعد سن التقاعد، من خلال تمثلات تعتبرها تحديات لها و هي تشكل قراءة سردية لحياتها قبل التقاعد و بعده، في خطاب الانتماء (5) و هي ثلاثة: المجتمع كيف تراه في الحالتين، و الأخرى (النساء) في العمى الجندري أولاً ذاتها ومن ثم منافساتها في اكتشاف عالم التعقل، و الزمن و أفاعيله في أزمتها الوجودية، كل ذلك من خلال رؤيتها لنموذجها في الحياة و الثقافة بعد سن التقاعد إبنها (فليب)، ومدى ما حققته من اضطراب وجودي على مسارها الحميمي و تقلباتها بين الهيمنة المنفلتة و الاعتماد المتبادل في وعي التحولات بين الشخصيات(الأفراد) و تطور علاقاتها مع الآخرين في محيطها، و أثر ذلك على لغة الجسد التي يلحظها المقابل سواء داخل السرد، أم لدى القارئ(6) في مقابل ذلك ينظر أغلب المنظرين الثقافيين أو الاجتماعيين إلى الجندر كتصور اجتماعي، و نتاج للنماذج الثقافية عن الانوثة و الذكورة، و الحقيقة ان الجندر يقوم على التصنيفات البيولوجية للإناث و الذكور، إلا إن بعض الدارسين للتصورات الاجتماعية يميلون نحو استبعاد التأثيرات البيولوجية، و الاعتقاد بأن الاختلافات النفسية بين الجنسين هي التي تصنع الثقافة، رواية (سن التعقل) رغم قصرها، إلا إنها حافظت على الإطار السردي، من صوت السارد و عالم الحكي الخارجي و الداخلي الذي أمسكت به الساردة جيداً (بينها و بين كونها حاكية) الذي بدا في المصطلحات الأساسية - الظهور، الإحاطة، التبئير، و التواري- و عالجت قضية المحتوى في العناصر النصية بالحوار(7) الذي دار بين الساردة و زوجها (اندريه) بنسبة عالية، و بين ابنها (فيليب) و زوجته (إيرين) بنسبة أقل و صديقتها (مارتين و مانيت ام اندريه) بندرة حساسة حول التغيرات المجتمعية و صور الألبوم القديمة التي أطرها الموت، لدرجة يمكننا ان نعتبر غياب (فليب) هو حضور فيما يطلق عليه بالتواصل السردي(8) و بذلك ينتج لنا ثلاث محاولات في تحليل رغبات البطلة الساردة:   

الأولى – التي تخص مجتمع البطلة الساردة، كيف تنظر إليه، كي ترى من خلاله صورة (فليب) إذ يتبع وجود فروق في القوة بين الرجال و النساء وجود فروق في المكانة و الموارد بينهما، و التي تتراكم من خلال الأدوار الاجتماعية و الوظيفية المنفصلة للكبار، و التي لازالت واضحة حتى داخل الثقافات، و في مجتمع رواية (سن التعقل) يمكننا تحليل رغبات الأستاذة الجامعية التي أحيلت تواً للتقاعد، عبر رؤيتها لصورة (فليب) التي شوهتها تغيرات ذلك المجتمع، لهذا فهي ترغب بعودة طفولة (فليب)بالقوة التي كانت تحكمها و هي شابة مع زوجها اندريه، بدءاً بالقلق الذي اكتنف علاقاتها بالأشياء التي تحيطها و متغيراتها، فجعلت ساعتها يخيل إليها انها قد توقفت، و إن الزمن يعود أدراجه بطيئاً، سواء في رغبتها بالاستيقاظ المتأخر أم بالذهاب للتسوق واستنشاق الهواء الباريسي، لكن الاحساس بالتغير الواضح ارتسم في الأماكن التي ألفتها منذ الصغر، قرية جدتها (ميلي) التي كانت بعيدة عن باريس، والآن أصبحت هي الأقرب من غير المتوقع، ذكرتها تلك الأشياء بنفور (فليب) من الجامعة و تركه الدكتوراه واختيار عمل آخر الذي شجعته زوجته (إيرين) عليه بتوصية من والدها الثري، كانت رغباتها أن يبقى ما حولها ساكناً، حتى لا يتحول الحاضر إلى فشل في الماضي، و المحبة إلى كره في المستقبل للإبن، و المراهنة على القوة في فرض مشروعها على ولدها الذي اصطدم بحقيقة إن الحاضر لا يعود، إلا إن الماضي يتغير، و هو ما لا ترغب به، لذا فقد اعتبرت المجتمع أكبر عدو لها.

الثانية: يؤكد علم النفس الاجتماعي للجندر، فيما يتعلق بالحب و الرومانسية على فوائد الحب الرومانسي المتعددة و فضائله من حيث أهميته، و موقعه المركزي في تحقيق السعادة، فبالنسبة لرواية (سن التعقل) هناك ثلاث نساء وقعن في حميميته، الساردة و هي الجامعية التي أحبت (أندريه) زوجها و حبيبها و رفيق دربها و نضالها الحزبي، كذلك (فيليب) ابنها و حبيبها و مشروعها المستقبلي الذي أجبرته في السير على منوالها، و نيل الدكتوراه في الآداب، إلا إنها عرفت بتخليه عن التعليم تحت تأثير زوجته البرجوازية (كانت تكره هكذا نسوة يتملقن الرفاهية) و خاصمت زوجها (أندريه) و كرهت مهادنته و هروبه نحو أمه العجوز (مانيت) و هي آخر الأحياء من عائلتها و قد بلغت الثمانين في قرية فيلنوف، لكن كراهيتها لابنها و لزوجته(إيرين) تضاعفت عندما ادركت إنهما يسيران بعكس اتجاهها الحزبي و الفكري، لكن رغبتها في مناقشة صديقتها الأستاذة الجامعية التي تصغرها سناً و أناقة، رغم التفاوت العمري الظاهر بينهما، حول ما يدور من حملات نقد جارح عن كتابها، غاضها من (مارتين) عدم اهتمامها بكتابها، و تصريحها بفشله في تحقيق إجماع عليه، استياءها من ذلك التصور الغبي من صديقتها، و عزت ذلك لبلوغها سن التعقل، أي سن الستين الذي يفضله أغلب مشاهير الكتاب كي يصمتوا عن الكتابة كما فعل فيكتور هيجو وفيتزجيرالد، إحساسها هذا يدفعها نحو اليأس و الغثيان، بل يجبرها على الهذيان ! ألا يكفيها ان تفقد) فليب) وتكرهه و كان حبها و ولدها الوحيد، و أن تفكر في الخلاص من زوجها (أندريه) إلى الأبد لولا رغبتها في عدم فقده و حاجته إليها في استعادة ماضيه العلمي ؟ القوة التي التي كانت تمتلكها و هي شابة تبني مستقبلاً بعيداً متراميا في التفاؤل، إنكمش و بات ضيقاً جداً، دقيقاً كالرابط الحميمي الذي نحول بحبها ل(فليب) نحو الكراهية له حد الموت، (إيرين) هي إحدى الأسباب في أن تكون كالموت لا شيء فيه  يتغير

الثالثة: ربما سن التعقل يعني للمرء السن الذي يحلو للموت أن ينتظره على الطرف الآخر من الجسر، كانت اللحظات الأخيرة، و الكلمات الأخيرة التي جمعت الساردة و زوجها (أندريه) و أمه ((مانيت) كرست للختام في محضر الموت، عبر التفرج على ألبوم صور عائلة (مانيت) الراجلين، في الختام هي بانوراما لرغبات انطفأت، ورغبات تتهيأ للانطفاء.

ـــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

1-  حفناوي بعلي مدخل في نظرية النقد النسوي و ما بعد النسوية الطبعة الأولى 2009 الدار العربية للعلوم ناشرون ص98

2- النسوية و ما بعد النسوية سارة جامبل ترجمة محمد الشامي المشروع القومي للترجمة القاهرة ط1 2002 ص219 باميلا سو اندرسون الفصل الثالث عشر النسوية و الفلسفة

3- المرأة المحطمة سن التعقل مونولوج سيمون دو بوفوار ترجمة محمد فطومي الناشر دار المدى ط1 2020

4- علم النفس الاجتماعي للجندر تأليف لوري رودمان بيتر جليك ترجمة راقية الدويك المركزالقومي للترجمة القاهرة ط1 2018

5- د- منذر عياشي قراءة على هوامش السرد دار نينوى ط1 2017 ص 45

6-  سحر لغة الجسد ليلى شحرور الدار العربية للعلوم- ناشرون طط1 2018 ص 132

7-  يان مانفريد علم السرد مدخل إلى نظرية السرد ترجمة أماني ابو رحمة دار نينوى ط1 ص12

8-  الراوي و المروي له و القارئ دراسات في التواصل السردي مجموعة من المؤؤلفين ترجمة و تقديم بسام سامي يشوع ص 13

 

 

سقوط الوديعة..

ريسان الخزعلي

 

كفّاك َ

فارغتان ِ إلّا من

خطوط ِ الحظ ِّ ملتويَة

كفّاك َ

أسقطتا

الوديعة َ

في

البياض ِ

وأنت َ مبتهج ٌ بموسيقى الجنازه

كفّاك َ

فارغتان ِ

إلّا

من

ملامسة ِ

الحجر

أين َ الرهان ُ على ملامسة ِ التّويج؟

أين َ الحقيقة ُ بعد َ حبل ِ المشنقه..؟

 

كنّا

نرى برقا ً على موجات ِ نهرك ِ في النهار ِ

وفي الليالي

يصعد ُ

 العشبُ

إلى كاساتنا قمرا ً من الثلج ِ يُغنّي معنا.

 

كفّاك َ

فارغتان ِ حتى من أصابعها

ولنا من الميراث ِ أغنية ٌ على الجسر ِالقديم...

 

  

الرماد ملك النار

عادل الياسري

 

مطر على الرأس،

يداك تغتسلان،

الأشجار على طيورها يسقط المطر

والنار لها أوجه مليكها الرماد،

غرسها الجمر،

يحرق العشب في بستان عاشقة..،

بلّلتها أساطير الغواية،

فكّت رموز الصفحة الأولى في مدوّنتي

راودت شاعرا حاورت ظله الأسماك

اشتكى،

أنّها قدّت الشباك من وسطها

قال للنوارس إنّ البحر يهجره الرعد

صحراء المدينة عاثت بها الأشجار

ظلّلت رملها بما يشبه الخوف

وأومأت عيناه لمن رآى كفيه ممدودتان على سكّة للقطا

بلّل العشب أمطارا على حصاها

واحتسى العابرون المسافات على شرفاتها

  كأس تقرعها الشمس ،

وثانية شرب الرماد لونها

الأسى ..،

 كفّان تعصرانه

بين الراحتين وأشجار المطر

جالت به الألحان في أودية الريح أصواتاٌ

غابت الأحلام عن رمّانها

لكنها النار في تنوّرها

ترسل الشفرات أسرارا

يتّكيء العشق على مخدّاتها

ويسبل القطا جفنيه

في رفّة .. ،

   

ص12

 

في ضيافة شيوعيي النجف

عبد الحكيم الوائلي وكتابه الجديد

 

النجف - نعمة ياسين

 

ضيّفت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الأربعاء الماضي، الكاتب عبد الحكيم الوائلي، احتفاء بكتابه الجديد الموسوم «رجل فقأ عيون الموت»، وهو نص مسرحي يتناول السفر النضالي للشهيد الخالد سلام عادل وصموده البطولي في الأقبية المظلمة.

 

الجلسة التي حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، أدارها الكاتب إبراهيم كمين. فيما استهلها الضيف متحدثا عن كتابه المسرحي، الذي كتب مقدمته وزير الثقافة الأسبق الرفيق مفيد الجزائري.

وأشار إلى أن المسرحية تلقي الضوء على الصمود الأسطوري للشهيد الخالد سلام عادل، وهو يتعرض لأبشع أنواع التعذيب الوحشي في أقبية البعث المقبور، وكيف انه تحدى الجلادين ببسالة نادرة.  

ويختتم المؤلف مسرحيته بمشهد يصوّر الشهيد سلام عادل وهو يبصق بوجه كبير الجلادين، الذي استشاط غضبا فأطلق عليه الرصاص. فيما يعقد مقارنة رائعة بين الرصاصة التي ينتهي اثرها حال إطلاقها، والبصقة التي يبقى اثرها وصمة عار في جبين الجلاد. وفي ختام الجلسة، وقع الكاتب عبد الحكيم الوائلي نسخا من كتابه الذي أقبل عليه الحاضرون.

  

في كربلاء

التشكيلي عبد الأمير طعمة يقيم معرض «حياتنا»

 

كربلاء – طريق الشعب

 

أقام الفنان التشكيلي عبد الأمير طعمة، أخيرا في كربلاء، معرضا شخصيا حمل عنوان «حياتنا»، وضم 56 لوحة. 

المعرض الذي أقيم على حدائق «مركز باهرون» للثقافة والفنون وسط كربلاء، قص شريط افتتاحه القاص الرفيق سلام القريني، وسط جمع من المثقفين ومحبي الفن التشكيلي.

وألقى القريني خلال افتتاحه المعرض كلمة، مما قاله فيها أنه «رغم كل المعوقات والتحديات التي تواجه صناع الجمال، لا يزال الفنان العراقي يواصل ابداعه الخلاق».

من جانبه، تحدث الفنان طعمة لـ «طريق الشعب» عن معرضه، مبينا أن عنوانه يمثل دلالة على مضمون الأعمال الواقعية التي ضمها، والتي تناولت البيئة الكربلائية والعراقية عموما.  

هذا وحضر افتتاح المعرض سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق صباح الحمد، إلى جانب عدد من أعضاء المحلية.

وعلى هامش المعرض، قدم سكرتير «التجمع الثقافي من أجل الديمقراطية» صباح حسن، باقة ورد إلى الفنان طعمة. 

جدير بالذكر، ان الفنان عبد الامير طعمة هو احد روّاد جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في كربلاء، وهو ذو بصمة فنية خاصة، ومشارك نشط في معظم المعارض التشكيلية التي تقام في العراق.

 

 

القاصة فوز حمزة في ضيافة «جيكور»

 

البصرة – فالح ياسين الربيعي

 

ضيّف «ملتقى جيكور» الثقافي في البصرة، الثلاثاء الماضي، القاصة المغتربة فوز حمزة، التي تحدثت عن تجربتها السردية بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.

الجلسة التي التأمت على «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، استهلها الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين بفقرته المعتادة «خارج الموضوع»، التي يفتتح بها نشاطات الملتقى، وهذه المرة عرض فيلمين، الأول عن السيكار الكوبي، والآخر عن ثورة الشعب الفيتنامي على العدو الأمريكي.

بعد ذلك، قدمت مديرة الجلسة الكاتبة إيثار محسن، نبذة عن القاصة الضيفة ومجموعتها القصصية الموسومة «صباح كهرماني». ثم تركت الحديث لها.

واستعرضت الضيفة سيرتها الذاتية. وألقت الضوء على كتاباتها القصصية. فيما نقلت لمحة عامة من مغتربها البلغاري، ومن حياة الناس هناك بين الفترة الشيوعية وفترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

وفي سياق الجلسة، ألقى الشاعر عبد الحليم التميمي قصيدة رحب فيها بالقاصة الضيفة. كذلك، جرت نقاشات بين عدد من الحاضرين والقاصة، حول مجموعتها القصصية «صباح كهرماني» وإصداراتها السابقة. بينما أدى الفنان د. ناصر هاشم بدن ثلاث أغنيات بصرية.

وفي الختام، جرى تقديم شهادة تقدير للقاصة فوز حمزة، وأخرى لمديرة الجلسة الكاتبة إيثار محسن.

 

 

دعوة عامة في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

 

يتشرف التيار الديمقراطي العراقي والمجلس العراقي للسلم والتضامن بالتعاون مع السفارة الفلسطينية في بغداد بدعوتكم لحضور المهرجان التضامني - الخطابي لمناسبة اليوم الدولي السنوي (29 تشرين الثاني) للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

المكان: قاعة جمعية المهندسين في الكرادة - قرب ساحة الاندلس

الزمان: الاربعاء ٢٩-١١-٢٠٢٣ الساعة الخامسة مساء

  

 

في لندن.. سلوى جرّاح

تمسرح روايتها الأخيرة

 

لندن – طريق الشعب

 

قدمت الإعلامية والروائية سلوى جرّاح، مساء أول أمس الجمعة في لندن، قراءة مسرحية لروايتها الأخيرة “حكاية لا تحتاج إلى عنوان”، وذلك في جلسة نظمها المقهى الثقافي العراقي في لندن وأدارها الفنان حمودي الحارثي بحضور جمع من أبناء الجالية العراقية.  وحسب ما ذكره الفنان علي رفيق، أحد شغيلة المقهى الثقافي، لـ “طريق الشعب”، فإن سلوى جرّاح حوّلت نص روايتها من جنس أدبي سردي إلى جنس أدبي آخر (مسرحي – درامي)، مبينا انها عملت على لعب دوري شخصيتي الرواية الرئيستين، بعرض مسرحي مونودرامي.

ولفت رفيق إلى أن “هذه تجربة متفردة. ففي ظني انها تقدم لأول مرة. إذ لم أسمع أو أقرأ عن كاتب روائي حوّل نصا روائيا إلى مسرحية ومثّل أدوارها في آن واحد”.

 

  

باقة ورد من شيوعيي النجف

إلى نقابة المعلمين

 

النجف - طريق الشعب

 

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الخميس الماضي، نقابة المعلمين في المحافظة، لتهنئتها في مناسبة نجاح مؤتمرها وانتخاب هيئة إدارية جديدة لها.

وكان في استقبال الوفد رئيس فرع النقابة زمان المحنا وعدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والعامة للنقابة، الذين تلقوا التهاني منه مع باقة ورد نضرة. من جانبه، أعرب رئيس فرع النقابة عن شكره إلى وفد المحلية على زيارته وتهانيه، مثمنا تواصل الحزب الشيوعي وقيادته مع النقابة والمعلمين، ووقوفه إلى جانب مطالبهم المشروعة.  هذا وضم الوفد كلا من عضو اللجنة المركزية وسكرتير محلية النجف الرفيق حجاز بهية، وعضوي المحلية الرفيقين نعمة ياسين وأحمد تويج.

 

 القاصة فوز حمزة في ضيافة «جيكور»

 

البصرة – فالح ياسين الربيعي

 

ضيّف «ملتقى جيكور» الثقافي في البصرة، الثلاثاء الماضي، القاصة المغتربة فوز حمزة، التي تحدثت عن تجربتها السردية بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.

الجلسة التي التأمت على «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، استهلها الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين بفقرته المعتادة «خارج الموضوع»، التي يفتتح بها نشاطات الملتقى، وهذه المرة عرض فيلمين، الأول عن السيكار الكوبي، والآخر عن ثورة الشعب الفيتنامي على العدو الأمريكي.

بعد ذلك، قدمت مديرة الجلسة الكاتبة إيثار محسن، نبذة عن القاصة الضيفة ومجموعتها القصصية الموسومة «صباح كهرماني». ثم تركت الحديث لها.

واستعرضت الضيفة سيرتها الذاتية. وألقت الضوء على كتاباتها القصصية. فيما نقلت لمحة عامة من مغتربها البلغاري، ومن حياة الناس هناك بين الفترة الشيوعية وفترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

وفي سياق الجلسة، ألقى الشاعر عبد الحليم التميمي قصيدة رحب فيها بالقاصة الضيفة. كذلك، جرت نقاشات بين عدد من الحاضرين والقاصة، حول مجموعتها القصصية «صباح كهرماني» وإصداراتها السابقة. بينما أدى الفنان د. ناصر هاشم بدن ثلاث أغنيات بصرية.

وفي الختام، جرى تقديم شهادة تقدير للقاصة فوز حمزة، وأخرى لمديرة الجلسة الكاتبة إيثار محسن.

 

 

«هنا غزة»

 على «قاعة الشعب»

 

متابعة – طريق الشعب

 

تحت عنوان “هنا غزة”، أقامت دائرة الفنون الموسيقية، الأسبوع الماضي على “قاعة الشعب” وسط بغداد، حفلا موسيقيا - إنشاديا تضامنا مع شعب فلسطين وصمودهم الكبير تحت القصف الصهيوني الوحشي. الحفل الذي حضره جمع غفير من الشخصيات الفنية والثقافية والأدبية، أحيته “فرقة عشّاق الأقصى” القادمة من “مخيم البداوي” شمالي لبنان، وصدحت فيه حناجرها بأغنيات وأناشيد تجسد التضامن مع شعب فلسطين وتعبر عن قضيته، منها:  “شهيد أنا شهيد”، “يا قدس يا نور العيون”، “أيا طالب المجد”، “ترخص دمانا للوطن”، “درب الحرية”، “سنّوا عظامي”، “يا دارنا”، “وطني حبيبي”، “إني اخترتك يا وطني”، “عليها يا شعبي”، “موطني”، “يا رايح صوب بلادي”. جدير بالذكر، أن “فرقة عشاق الأقصى” التي تأسّست عام 2000، تضمُّ ما يقارب 20 عضوًا، بين مغنٍ وعازفٍ من مختلف الجنسيات العربيّة.

  

اختتام مهرجان مسرح الشارع في كركوك

 

متابعة – طريق الشعب

 

اختتمت الثلاثاء الماضي في مدينة كركوك، فعاليات المهرجان الدولي لمسرح الشارع بنسخته السابعة، والذي أقيم برعاية وزارة الثقافة والشباب في حكومة كردستان.

وشاركت في المهرجان الذي استمر ثلاثة أيام، 24 فرقة مسرحية من كردستان وبقية محافظات الوطن، إلى جانب سورية والجزائر وتونس والمغرب وإيران وإيطاليا.  وانطلق المهرجان بفعاليات فنية متنوعة نظمت في الهواء الطلق، وبدأت من “شارع الخيام” قرب قلعة كركوك الأثرية، بحضور الوفود المشاركة وجمع كبير من المواطنين.

بعدها توجه الجميع إلى المركز الثقافي وسط المدينة، وهناك ألقيت كلمة باسم اللجنة العليا للمهرجان ومدير ثقافة وفنون كركوك.

ثم انطلقت فقرات غنائية وموسيقية ودبكات شعبية، لتعرض بعدها المسرحيات تباعا على مدى أيام المهرجان، وتتوزع بين المركز الثقافي و”جامعة الكتاب”.

وعلى هامشه، شهد المهرجان ندوات نقدية حول المسرحيات التي قدمت. كما جرى تكريم عدد من الرموز الفنية ذات الحضور المتميز في المشهد المسرحي العراقي.