الصفحة الأولى
لمناسبة الثامن من آذار – عيد المرأة العالمي.. مع النساء من أجل الحقوق وتكافؤ الفرص والعدالة
يتوجه الملايين في أرجاء العالم، تتقدمهم النساء، للاحتفال يوم السبت المقبل، الثامن من آذار، بعيد المرأة العالمي، يوم اعلان الحب والاحترام لواهبات النور لأجيال البشر، وشريكات الرجل في صنع الحياة الانسانية وإدامتها وإنمائها. يوم الاحتفال بانجاز المرأة وعطائها، والتقدير لكفاحها اليومي وتضحياتها غير المحدودة، من أجل تأمين العدالة الاجتماعية والحياة الامنة الكريمة واللائقة لفلذات القلوب وللناس كافة..
هي المرأة، نحتفي بها ونحمل اليها باقات الزهور في مناسبة عيدها السنوي، مُتغنين برقتها وقوتها، ومنوهين بصبرها وتضحيتها وحكمتها، ومحيين تمسكها بحقوقها وحريتها وكرامتها، ودفاعها عنها ضد قوى الاستغلال والرجعية والتخلف، وصمودها بوجه مساعي سلبها ما حققت وانتزعت بنضالها الطويل ونضال قوى الديمقراطية والتقدم معها، ومحاولات إرجاعها عقودا وحتى قرونا الى الوراء.
ولا تزال طرية وقائع المعركة الشجاعة التي خاضتها جماهير النساء العراقيات خلال الشهور الماضية، بمساندة المناصرين الثابتين لحقوقهن وحرياتهن، لإحباط المخطط التخريبي لأبرز ثمار نضالها المتفاني في السنين الطويلة الماضية، ونعني قانون الاحوال الشخصية الرقم 188 لسنة 1959، والعودة بهن الى أزمان تزويج الطفلات الصغيرات، وحرمان الامهات من حضانة اطفالهن، وثلم حقهن في الميراث، وغير ذلك الكثير. هذه المعركة التي لم تنته بما أُضفي على تعديل القانون من "شرعية" زائفة عبر تلاعب برلماني مخز، والتي لن يكون هناك بدٌّ من استئنافها مستقبلا، واعادة الامور الى نصابها والحق الى أهله.
بجانب ذلك استمرت معركتها الاخرى، المضنية والمديدة، من أجل إصدار تشريعات تردع العنف الذي تتعرض له يوميا، وفي ظل السطوة العشائرية وحكم الأعراف التي عفا عليها الزمن. فبسبب جهود التعطيل التي يمارسها نواب الاحزاب المتنفذة في البرلمان، يعجز هذا المجلس عن تشريع قانون مناهضة العنف الاسري، المودع في ادراج مكاتبه منذ حوالي خمس سنوات، وتبقى النساء العراقيات يتعرضن للتعنيف والاساءة متنوعة الاشكال بحماية القانون، وباسم "التأديب" المباح للازواج والآباء بموجب القانون المرقم 111 لسنة ١٩٦٩.
يحدث هذا وكثير غيره من مظاهر الظلم والاجحاف في حق المراة، في ظل تدهور غير مسبوق لأحوال الملايين من جماهير الشعب، وانتشار للبطالة واستشراء للفقر والبؤس وتدهور مريع للخدمات، في ظل تفاقم المشكلات الاقتصادية والمصاعب المعيشية والازمات الشاملة، الناجمة بدورها عن تمسك القوى النافذة بنهج المحاصصة، وما يزدهر في احضانه من فساد وسوء ادارة وانفلات للسلاح، ومن علل خبيثة اخرى مستشرية اليوم في بلادنا.
وتؤشر هذه الوقائع حقيقة تشابك المعضلات التي تثقل كاهل النساء العراقيات وتصادر حقوقهن وحرياتهن وتُفاقم البؤس في صفوفهن، مع الازمة الشاملة كثيرة الاوجه والعواقب، التي تطوّق بلادنا وتخنقها. وذلك ما يبدو ان ادراكه يتزايد في اوساط الجماهير النسوية، ومعه يتعمق الشعور بأن الخلاص من وطأة الاضطهاد والاجحاف اللذين يلاحقان المرأة، مرهون هو ايضا بتغيير الاوضاع في البلاد، والخلاص من نهج الحكم والادارة القائم على المحاصصة والفساد، والتوجه بدلا من ذلك للبناء على اسس المواطنة والتنمية والعدالة الاجتماعية. ويتوافق هذا مع الدعوة التي اطلقها حزبنا الشيوعي والقوى المدنية الديمقراطية أخيرا، للتهيؤ للمشاركة الكثيفة والفعالة في الانتخابات البرلمانية خريف هذه السنة، بهدف تحقيق نتائج ايجابية تتيح بدء عملية التغيير التي تتطلع اليها جماهير شعبنا الواسعة.
في يوم المرأة العالمي نجدد اعتزازنا بكفاح النساء العراقيات من اجل الحقوق والحريات والمساواة ودفاعا عن المكتسبات، ونؤكد حرصنا على مواصلة الانخراط معهن في هذا الكفاح، حتى تتحقق غاياتهن المشروعة التي هي جزء لا يتجزأ من اهداف جماهير الشعب الواسعة وقواها الوطنية والمدنية الديمقراطية في اقامة دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
آذار ٢٠٢٥
***********************************************************
رائد فهمي يبحث قضايا عوائل الشهداء.. مع رئيس مؤسسة الشهداء
بغداد ـ طريق الشعب
زار الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، امس الأربعاء، مؤسسة الشهداء حيث التقى برئيسها السيد عبد الإله النائلي.
وبحث الرفيق فهمي مع رئيس المؤسسة، القضايا المتعلقة بعوائل الشهداء، وتأخير إطلاق مستحقاتهم، بالإضافة إلى الإجراءات الروتينية التي تعيق تنفيذ القوانين الخاصة بهم.
كما وجه الرفيق فهمي دعوة الى السيد النائلي للمشاركة في النشاطات التي يقيمها الحزب، من بينها مهرجان الشهيد سلام عادل في النجف، والذي يهدف إلى تكريم الشهداء.
من جانبه، أبدى السيد النائلي تقديره واعتزازه بشهداء الحزب، مشيرًا إلى أنهم شهداء الوطن، وأكد على تقديم كافة التسهيلات اللازمة لتذليل العقبات التي تواجه عوائل الشهداء.
وضم الوفد المرافق للرفيق رائد فهمي كلاً من الرفاق حيدر مثنى عضو المكتب السياسي للحزب، والرفيق جاسم جعفر مسؤول ملف الشهداء والسجناء في الحزب.
**********************************************
راصد الطريق.. من يقف وراء انتشار السموم؟
تمكّن جهاز الأمن الوطني، أمس الأربعاء، من تفكيك إحدى أخطر شبكات تجارة المخدرات في بغداد، إثر اعتقاله تسعة من أعضاء العصابة، وكشفه المخزن الرئيسي للمواد المخدرة شرقي العاصمة وضبطه كميات كبيرة من المخدرات داخله: ثلاثة كيلوغرامات ونصف من مادة الماريغوانا، و220 علبة بلاستيكية تحتوي على مادة الكوكايين، و458 قطعة من مخدر LSD، مخبّأة في منزل أحد المتهمين.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية، ما زالت تجارة وتعاطي المخدرات ينتشران كالنار في الهشيم داخل المجتمع العراقي. والأدهى من ذلك هو بيعها وإدخالها إلى مراكز التأهيل والسجون، حسب تصريحات صادرة عن مديرية مكافحة المخدرات.
ووفقًا لتصريحات مسؤولين ونواب، فإن بعض هذه المخدرات تدخل إلى العراق عبر المنافذ الرسمية، وهو ما يمثّل كارثة حقيقية.
لكن المشكلة في هذا الملف هي أن ضبط مثل هذه الكميات لم يؤدِّ إلى تراجع ظاهرة التعاطي، بل وتشير التقارير والمعلومات إلى اتساع نطاقها وتداولها بأساليب وطرق جديدة، بينها الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإيصالها إلى المنازل بواسطة خدمة التوصيل (الدليفري)، بل وحتى نشر مروّجيها في التقاطعات!
فمن الذي يحمي هؤلاء القتلة، ويقدم لهم الدعم والاسناد؟!
**********************************************
الصفحة الثانية
الهجرة: تجميد عودة أسر داعش من مخيم الهول ستة أشهر
بغداد ـ طريق الشعب
أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أن عودة العراقيين من مخيم الهول ستتوقف لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر قادمة.
وصرّح علي عباس، المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، أمس، بأن حوالي 3500 عراقي عادوا من مخيم الهول ويخضعون حالياً لعملية إعادة التأهيل.
وأضاف عباس، أن العائدين تم توطينهم في مخيم الجدعة، الواقع جنوب مدينة الموصل، والذي يُعرف حالياً باسم "مركز الأمل"، مشيراً إلى أنه بعد استكمال عملية إعادة تأهيلهم، سيتم دمجهم مع عائلاتهم ومجتمعاتهم المحلية.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة أن عملية إعادة تأهيل العائدين تستغرق ما بين أربعة إلى ستة أشهر، وخلال هذه الفترة لن يتم استقبال قوافل جديدة من العائدين من مخيم الهول.
وأشار إلى أن آخر قافلة من العائدين وصلت في 23 من الشهر الماضي، وكانت تضم 165 عائلة بواقع 605 أشخاص، وهي القافلة الـ24 من العراقيين العائدين من المخيم.
ورغم قرار التوقف المؤقت، أوضح أن هناك بعض الاستثناءات للحالات المرضية أو الخاصة، إلا أن عددها محدود للغاية.
******************************************
الملاكات الصحية في السماوة تطالب برفع التسكين الوظيفي عنها.. في شباط.. 54 تظاهرة في إقليم كردستان طالبت بالمستحقات المالية والخدمات
بغداد ـ طريق الشعب
تواصلت الاحتجاجات المطلبية في عدد محافظات البلاد، للمطالبة بتحسين أوضاعهم الوظيفية، فيما شهد إقليم كردستان تنظيم 54 نشاطًا احتجاجيًا مدنيًا خلال شهر شباط الماضي، للمطالبة بالمستحقات المالية والخدمات وغيرها.
عقود تربية النجف
في محافظة النجف، نظم العشرات من عقود تربية النجف وقفة احتجاجية في ساحة الصدرين وسط المحافظة، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.
فيما قرر المحتجون التوجه إلى مبنى تربية النجف وإغلاق البوابة الرئيسية كجزء من احتجاجهم.
وقال المتظاهر علي الفتلاوي، إن "هذه التظاهرة خرجت لعدة أسباب، أبرزها المماطلة في صرف مستحقاتنا هذا الشهر، وكذلك مطالبتنا وزارة التربية بتثبيتنا".
وأضاف: "خرجنا بتظاهرة في ساحة الصدرين وذهبنا إلى بوابة تربية النجف من أجل إغلاقها كجزء من التصعيد الاحتجاجي والمطالبة بتحقيق مطالبنا المشروعة".
وأكد الفتلاوي، أن عدد المحتجين بلغ حوالي 6000 شخص، موزعين على جميع مدارس وتربية النجف، مشيرا إلى أنهم سيستمرون في احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم.
الملاكات الصحية في المثنى
وفي محافظة المثنى، نظم العشرات من الملاكات الصحية وقفة احتجاجية طالبوا برفع التسكين الوظيفي عنهم، وتحسين الإعاشة، وشمولهم بقطع الأراضي، استنادًا لقرارات الحكومة المركزية. وأكد المحتجون في بيان مشترك، أن الوقفة تهدف إلى إيصال مطالبهم إلى الحكومة المركزية، وخاصة وزارة المالية، مشيرين إلى أن هذه الشريحة قد ظلمت من الجانب الوظيفي، برغم أنّها تتحمل مسؤولية تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، ما يستدعي تقديم الدعم لها وإنصافها.
وواصل المحتجون، أنهم سيستمرون في احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة وتحسين وضعهم الوظيفي والاجتماعي.
54 نشاطًا احتجاجيًا في كردستان
من جهة أخرى، شهد إقليم كردستان 54 نشاطًا احتجاجيًا مدنيًا خلال شهر شباط من العام 2025، للمطالبة بالحقوق والمستحقات المالية، مرتفعة بنسبة 13% مقارنةً بشهر كانون الثاني من نفس العام.
وبحسب تقرير "شبكة 19"، كانت أكبر نسبة من هذه الاحتجاجات تتعلق بالمطالبات المالية، حيث كانت 41% من مجموع الاحتجاجات تتعلق بالرواتب، و17% بالمطالبات بتوفير الخدمات، بينما كانت 9% تتعلق بالمطالبات بتأمين فرص عمل. وتم توزيع الاحتجاجات على محافظات كردستان كالتالي: 61% في محافظة السليمانية، 31% في محافظة أربيل، 6% في محافظة دهوك، و2% في محافظة حلبجة.
وأشار التقرير إلى أن أكبر احتجاجات الشهر كانت في مدينة السليمانية، حيث استمر الإضراب من 28 كانون الأول 2024 إلى 11 شباط 2025 من قبل معلمين ومشرفين، الذين توقفوا عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم.
وفي أعقاب هذه الإضرابات، شهدت السليمانية اجتماعات جماهيرية كبيرة انتهت بالإضراب عن الطعام.
ورافق التحركات الاحتجاجية في السليمانية متابعة أمنية من قبل قوات الأمن والسلطات المحلية، حيث تم فرض إجراءات لحماية الصحة العامة وتقديم الخدمات العامة خلال هذه الأنشطة الاحتجاجية.
وفي 9 شباط 2025، شهدت السليمانية احتجاجا تحوّل إلى مواجهات مع قوات الأمن، حيث حاول المحتجون التوجه إلى أربيل باستخدام السيارات، إلا أنه تم منعهم من الدخول إلى المدينة من خلال انتشار قوات أمنية.
********************************************
لجنة برلمانية تتوقع انتهاء المشكلة خلال خمس سنوات.. إنشاء 6 مدن سكنية في المحافظات لحل أزمة السكن فيها
بغداد ـ طريق الشعب
أعلنت هيئة تنفيذ المدن الجديدة التابعة لوزارة الإعمار والإسكان، امس الأربعاء، عن إحالة 6 مدن جديدة لحل أزمة السكن، فيما أشارت إلى أهمية وجود نشاطات اقتصادية واجتماعية في هذه المدن التي تم تصميمها، ما يجعلها مدينة متكاملة بكافة الأنشطة سواء للسكن أم الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
وقال رئيس الهيئة، حامد عبد حمد، إن "المرحلة الأولى تضمنت إنشاء خمس مدن جديدة تم الإعلان عنها وإحالتها والمباشرة بها وحالياً وصلت إلى مراحل متفاوتة، كما أن هناك مدناً أخرى تم الإعلان عنها وهي 6 مدن وستنتهي فترة الإعلان خلال الشهر الحالي، منها مدينة المتنبي في واسط ومدينة بلد الجديدة ومدينة السلام في النجف الأشرف الجديدة وأور في الناصرية والوركاء في السماوة ومدينة أخرى في المجر الكبير جنوب ميسان".
وأضاف أن "عدداً من الدول تقدمت للاستثمار بالمدن الجديدة من خلال شركات مشتركة منها عراقية وأجنبية وعربية مثل مدينة الجواهري شراكة بين مستثمر عراقي وصيني ومدينة الغزلاني في الموصل أيضا شراكة عراقية - صينية وفي ضفاف كربلاء المقدسة شركة ماليزية مع عراقيين وشركات عراقية مختلفة مع مصارف عربية وأجنبية إضافة إلى مدينة علي الوردي لمستثمر عالمي وشركة أورا".
وأوضح، أن "المدينة لكي تعيش فيها لا تكون فقط للسكن والمنام بل يجب أن تكون فيها نشاطات اقتصادية واجتماعية إضافة إلى وجود قطاع صناعي للصناعات النظيفة في المدينة وهذه المدن تم تصميمها بشكل يجعلها متكاملة في كافة الأنشطة سواء سكن أو الأنشطة الاقتصادية الأخرى".
وأشار إلى أن "مدينة النهروان التي نوه عنها رئيس الوزراء بأنها محافظة جديدة، بمساحة 80,000 دونم ستكون بعدة موديلات الأول هو إنشاء مدن مختلفة بمختلف المساحات إضافة إلى أن المستثمرين يدخلون الأراضي ويتم تطويرها بإنشاء بنى تحتية وإعطاء حصة الدولة والباقي لهم نظير ما تم صرفه على البنى التحتية"، لافتاً إلى ان "هذه إحدى التسهيلات، إذ يفكر المواطن بشراء أرض مخدومة من جميع النواحي".
وكشفت وزارة الإعمار والإسكان، في وقت سابق، عن إجراءات اتخذتها الحكومة لمعالجة أزمة السكن في البلاد، فيما أشارت الى مبادرة "أجر وتملك" ستسهم في تخفيف أزمة السكن.
وقال المتحدث باسم الوزارة، نبيل الصفار إن "مشكلة السكن تعدّ من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة، وقد أُدرجت ضمن محاور المنهاج الوزاري".
وأوضح الصفار، أن "معالجة هذه الأزمة تتطلب حلولاً متعددة، حيث بدأت الحكومة باتخاذ سلسلة من الإجراءات لإيجاد حلول موضوعية، من بينها إطلاق مشروع المدن السكنية الجديدة، الذي تشرف عليه وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، عبر هيئة تنفيذ المدن السكنية الجديدة، وقد تمت إحالة خمس مدن كبرى كمرحلة أولى في بغداد، نينوى، كربلاء المقدسة، وبابل، اضافة الى تكليف أمانة بغداد بإنشاء مدينة الصدر السكنية في العاصمة".
فيما توقع رئيس لجنة الاستثمار النيابية حسن قاسم الخفاجي، انتهاء أزمة السكن في العراق خلال خمس سنوات.
وقال الخفاجي، أن "أكثر المشاريع السكنية التي يجري تنفيذها نعتقد انها ستخفف من أزمة السكن الحاصلة في العراق منذ 20 عاماً"، مبيناً أن "أغلب مناطق بغداد تحولت إلى عشوائيات وكذلك تحولت الأراضي الزراعية إلى سكنية، وتم تحويل المساحات الكبيرة إلى أربعة منازل".
********************************************
كل خميس.. بانتظار {نوائح سومر}
جاسم الحلفي
بلغني أخيراً أن رواية "نوائح سومر" سترى النور، بعد ان تبنّى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق طباعتها.
لقد رافقتُ هذه الرواية منذ أن كانت فكرة مجردة في ذهن كاتبها، وأزعم أنني كنتُ من المشجعين على كتابتها، بل وربما المحرّضين على إخراجها إلى العلن. كان ذلك عندما حدّثني الروائي عبد الستار البيضاني عن قصة استشهاد سعدون، ابن منطقتهم، الذي كان طالبا في كلية الطب بجامعة البصرة. ذلك الشاب اليساري المتميّز، الذي ظل وفياً لقناعاته حتى لحظاته الأخيرة، ولم يبدّل موقفه رغم فظاعة المصير الذي كان ينتظره.
كانت قصته تستحق أن تُروى، وكنتُ أخشى أن تطويها الأيام كما طوت آلاف القصص التي لم تُكتب، ولم تجد من يُخلّدها. قلتُ للبيضاني حينها: إن لم تُكتب فستُنسى، ولن يتذكرها أحد.. الكتابة وفاءٌ لسعدون، ونسيانها خذلان له).
لم يكن هدفي مجرد التوثيق لسيرة سعدون، فالتخليد حقٌ له ولأمثاله من رفاق الطريق الذين مضوا شهداء لمواقفهم. المسألة لم تكن مجرد واجب تجاه ذكراهم، بل كانت تتعلق أيضاً بكتابة شهادة عن مرحلة حساسة جداً في تاريخ العراق، مرحلة شهدت صعود الدكتاتورية وفرض قبضتها الحديدية على المجتمع، مع تحولات كبرى كان لها أثر كارثي على مصير اليسار العراقي.
كنتُ أرى أن الرواية يجب أن تكون أكثر من مجرد تأبينٍ لسعدون أو استعادةٍ لحياته، ان تكون شهادة حية على الزمن الذي عاش فيه. وهو زمنٌ بدأ فيه النظام بالتوحش شيئاً فشيئاً، وتحوّلت فيه شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية إلى أداة لخنق الأصوات المعارضة، وبدأت آلة القمع تفرغ المجال السياسي من أي صوت يساري، مستعملة أبشع الوسائل وأشدها قذارة.
كان سعدون نموذجاً لشباب تلك المرحلة، ابن عائلة كادحة، نشأ في بيئة تشكل فيها الوعي الطبقي بوضوح، وارتبطت أحلامه وتطلعاته بمعاناة الطبقة المسحوقة التي كان جزءاً منها. لم يكن مجرد ناشط سياسي، بل كان شاباً مفعماً بالحياة: يدرس، يعمل، يشارك في النشاطات الثقافية، ويفكر بمستقبله، لكنه أيضاً كان يرى الواقع كما هو، منقسماً بشكل ظالم بين قلة تتحكم بالمقدرات، وكثرة لا تجد سوى الفقر والقمع والتهميش.
حينما قُبض عليه، كان يعرف أن مصيره قد حُسم، لكنه واجه ذلك بثبات نادر. لم يساوم، لم يتراجع، لم يطلب الرحمة. كانت التصفية بمادة "السيانيد" واحدة من أبشع الجرائم التي لجأ إليها النظام المقبور، جريمة تعكس همجية السلطة التي لم تكتفِ باعتقال اليساريين وتعذيبهم، بل أرادت أن تجعل من قتلهم درساً للآخرين. ولم يكن الاعدام مباشراً، بل موتاً بطيئاً ومهيناً، حيث يُجبر المعتقل على شرب السم، بينما يُمنع الأطباء من تقديم أي إسعاف له، فيتحوّلون إلى شهود على الجريمة، وربما شركاء فيها بصمتهم.
كان "سعدون" يعرف أن لحظاته الأخيرة قد اقتربت، لكنه لم يفكر بنفسه، بل فكر بأمه. لم يشأ أن يموت وحيداً في زنازينهم القذرة، بل طلب أن يُعاد إلى حضن امه "مناهل"، تلك المرأة التي صنعت منه رجلاً صلباً، وظلّت تؤمن بأن ابنها سيحقق طموحه رغم كل العوز والفقر والمعاناة. أراد أن يكون قربها عندما يفارق الحياة، لأن الموت في حضنها أكثر رحمة من الموت بين جدران السجن.
الرواية بالنسبة لي ليست مجرد عمل أدبي، بل رد اعتبار لتاريخٍ حاولت السلطة محوه، وتذكير بمن تم سحقهم لأنهم حلموا بعراق مختلف. كان يجب أن تُكتب هذه الشهادة، لا لتكريم الأموات فقط، بل ولتنبيه الأحياء إلى حجم الفظائع التي ارتُكبت، وللحفاظ على الذاكرة من التشويه والنسيان.
*******************************************
ص3
نقص حاد في الكوادر والموارد اللازمة للتعامل مع المخلفات الطبية {بيئة} صلاح الدين لـ{طريق الشعب}:
ضبطنا مخالفات بيئية خطرة خلف مستشفى تكريت
بغداد – تبارك عبد المجيد
تواجه محافظة صلاح الدين تحديات كبيرة في التعامل مع المخلفات الطبية، حيث تم اكتشاف تراكم كميات كبيرة من النفايات الطبية وغير الطبية خلف مستشفى تكريت التعليمي، في انتهاك واضح للمعايير البيئية.
وبينما تشهد المدينة نقصًا حادًا في الكوادر والموارد اللازمة للتعامل مع هذه النفايات، تبقى المخاطر الصحية والبيئية في تصاعد.
خرق المعايير البيئية
وأعلنت مديرية بيئة صلاح الدين في بداية هذا الشهر عن اكتشاف كميات كبيرة من النفايات الطبية وغير الطبية مكدسة خلف مستشفى تكريت التعليمي، في خرق واضح للمعايير البيئية والصحية.
وفي حديث لمراسل "طريق الشعب"، أوضح مدير بيئة صلاح الدين، محمد مجيد حمد، أن "فرق المديرية، ضمن جهودها الميدانية لمراقبة التزام مختلف القطاعات بالمعايير البيئية، رصدت تراكم النفايات في الموقع دون أن يتم فرزها أو معالجتها".
وقال حمد، أن شعبة البيئة الحضرية بالتعاون مع عناصر الشرطة البيئية تمكنت من ضبط أحد موظفي المستشفى أثناء قيامه بنقل وتفريغ نفايات متنوعة في نفس الموقع، ما يعد انتهاكا وتجاوزا للشروط البيئية والصحية، موضحا أن هذا التصرف قد يشكل تهديدًا للصحة العامة ويسهم في انتشار الأمراض.
وأضاف، أن "المديرية ستتخذ كافة الإجراءات القانونية الضرورية وفقًا لقانون حماية وتحسين البيئة، وذلك للحد من هذه المخالفات وضمان الامتثال الكامل للمعايير البيئية والصحية بما يحفظ سلامة المجتمع". وبالحديث عن نوع اخر من الملوثات التي تشهدها المحافظة، أشار إلى وجود تلوث نفطي ناتج عن حقول النفط في المدينة، ما تسبب بدمار مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية"، واكد أنه "تم اتخاذ إجراءات قانونية فورية ضد المسؤولين عن هذه الحوادث".
وكانت وزارة البيئة، قد اكدت في وقت سابق بأن "أغلب المؤسسات الصحية في القطاع الخاص (الأهلية) غير ملتزمة بالمحددات البيئية في التعامل مع النفايات الطبية"، التي تؤثر على بيئة البلاد". واشارت الى وجود حاجة لمحارق مركزية للسيطرة على الكميات الكبيرة من هذه النفايات.
نقص في الكادر
وأفاد مهندس بلديات سامراء، محمد أحمد، أن "البلدية تعاني من نقص حاد في الكوادر العاملة".
وفي حديث لـ "طريق الشعب"، قال أحمد أن "المدينة بحاجة إلى حوالي 800 عامل وفقًا للتقسيمات المطلوبة، بينما لا يوجد لدينا سوى 82 موظفًا فقط"، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على الكوادر المتاحة.
وأضاف أحمد، أن "عدد الكابسات الخاصة بجمع النفايات قليل جدًا ولا يتناسب مع الحاجة الفعلية للمدينة".
وفيما يتعلق بالنفايات الطبية، أوضح أنه هناك مشروع قيد التنفيذ للتعامل مع النفايات التي تنتجها المستشفيات، مشيرا إلى أن "المستشفى في مدينة سامراء تحتوي على محارق مخصصة للنفايات الطبية، لكنها تعرضت لأعطال متكررة، والآن ليس لدينا معلومات حول كيفية التخلص من هذه النفايات بشكل مناسب".
استخدام مواد منتهية الصلاحية
فيما يقول د. يثرب محمد، طبيب في احد مستشفيات صلاح الدين، إن "النفايات الطبية تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة والبيئة، إذ لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح. فهذه النفايات تشمل العديد من المواد الملوثة، مثل الإبر والمحاقن، القفازات، الضمادات، بالإضافة إلى الأدوية المنتهية الصلاحية، والمواد الكيميائية المستخدمة في التمريض والمعالجة"، مؤكدا ان "جميع هذه المواد تحتوي على ملوثات أو مسببات بأمراض خطرة قد تنتقل بسهولة إذا لم يتم التخلص منها بشكل آمن".
ويضيف لـ "طريق الشعب"، أن "تراكم النفايات الطبية في الأماكن غير المخصصة لها، أو التعامل معها بشكل غير سليم، يؤدي إلى تهديد صحة العاملين في المجال الطبي والمرضى، بل والمجتمع بأسره. لذلك، يجب أن تتم عملية فرز النفايات الطبية منذ لحظة جمعها في المستشفيات، وتخزينها في حاويات مخصصة وآمنة".
كما يجب على جميع المؤسسات الصحية أن تلتزم باستخدام المحارق الطبية المعتمدة أو تقنيات التخلص الحديثة التي تضمن القضاء على هذه النفايات بأمان، الا اننا في العراق ما زلنا بعيدين عن الالتزام بالمعايير البيئية، والمشكلة ليست فقط باستهانة الضرر من قبل المواطنين بل من الجهات الحكومية المعنية.
ويبين الطبيب أنه "لا يمكن التخلص من جميع النفايات الطبية عن طريق الحرق، خاصة تلك التي تحتوي على مواد مثل الكلور، الرصاص، الزئبق والكادميوم، حيث أن حرقها يؤدي إلى إطلاق غازات سامة ومسرطنة في الهواء. لذا، فإن الطرق المثلى للتعامل مع المخلفات الطبية تبدأ بفرزها بناءً على نوعها وخطورتها، مع التعامل مع كل نوع وفقًا للمعايير التي تتناسب معه".
ويؤكد محمد، أن "المسؤولية في إدارة النفايات الطبية تقع على عاتق جميع الأطراف، من المؤسسات الصحية إلى الجهات المعنية بالبيئة، للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين".
ولا توجد إحصاءات دقيقة عن كمية المخلفات الطبية التي تُطرح يوميًا، إلا أن دراسة عراقية تشير إلى أن حجم النفايات غير المعالجة في بغداد يصل إلى نحو 0.5 كيلوغرام لكل سرير يوميًا. وتشكل النفايات الخطرة حوالي 15 في المائة من إجمالي المخلفات الطبية.
البيئة تحذر..
وحذر وكيل وزارة البيئة، جاسم الفلاحي، من وجود مشكلة خطيرة تتعلق بعدم وجود إدارة رشيدة ومتكاملة للنفايات، مؤكداً أن النفايات الطبية تُصنف ضمن النفايات الخطرة التي تستوجب معاملة خاصة في جميع مراحل التعامل معها، بدءاً من الجمع والنقل وصولاً إلى المعالجة.
وأوضح الفلاحي، أن "هذه النفايات تحتوي على مخلفات بشرية مثل الأنسجة والمخلفات الدموية، إلى جانب المستلزمات الطبية المستخدمة في العلاج، كالإبر الوريدية والسرنجات والشاش، والتي قد تحمل مواد سامة عالية الخطورة وتكون وسطاً لنقل الفيروسات، مثل التهاب الكبد الفيروسي".
وأشار إلى أن "العديد من المؤسسات الصحية لا تلتزم بالإجراءات المطلوبة في التعامل مع هذه النفايات، إما بسبب الاستسهال أو الاستهتار بالقوانين، ما يشكل خطراً على الصحة العامة".
وأكد أن وزارته رصدت ـ وفقاً لقانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 ـ تهاوناً واضحاً من قبل دوائر الصحة في المحافظات، حيث يتم خلط النفايات الطبية مع النفايات البلدية، وهو أمر غير قانوني ويعرض المخالفين للمساءلة القانونية.
وتابع، أن "الوزارة تمتلك سجلات تتضمن عدداً كبيراً من المخالفات، حيث تبدأ الإجراءات القانونية ضد المخالفين بالإنذار، ثم الغرامة، وصولاً إلى الإحالة للقضاء، مع إمكانية إغلاق المؤسسات غير الملتزمة". لكنه أقر بأن الوضع الصحي الراهن في البلاد قد يفرض تحديات على تنفيذ قرارات الإغلاق.
ونبه الفلاحي الى أن "مسؤولية التعامل مع النفايات الطبية تقع على عاتق وزارتي الصحة والبلديات، وفق القانون"، مؤكداً أن "وزارة البيئة ليست جهة خدمية بل رقابية، تعمل على تشخيص المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الجهات الملوثة للبيئة، سواء كانت حكومية أو خاصة".
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن "كل مستشفى أو مركز صحي يجب أن يخصص ميزانية ضمن موازنته للتخلص الآمن من النفايات الطبية"، محذراً من "خطورة تجاهل هذا الأمر على صحة المواطنين".
****************************************
عين على الأحداث
مو لازم ينفصل؟
إنتهى عمر الربع التشريعي الأخير للبرلمان دون أن يعقد سوى أربع جلسات فقط، أي بتخلف نسبته 87.5 في المائة عن عدد الجلسات المقررة في نظامه الداخلي. ويعود ذلك حسب مراقبين إلى عدم عرض مشاريع القوانين التي لا تنسجم مع مصالح منظومة المحاصصة ومنع مناقشة 23 ملفاً وسؤالاً برلمانياً، تتعلق بتسعة وزراء ورئيس هيئة ومحافظ، متهمين بالفساد، من محاسيب الكتل المتنفذة التي تهيمن على البرلمان والتي أفقدته أي قدرات رقابية أو تشريعية. هذا وإذا كان المجلس حسب الدستور، مكلفاً بخدمة عامة، فإن رب عمله (الشعب) مطالب بفصله نهائياً لتكرار غياباته غير المبررة.
إن كنت لا تدري فتلك ..
فيما كشفت شركة تسويق النفط "سومو"، عن استيراد 591713 طنا من البنزين خلال أشهر الخريف الثلاثة الماضية، صرح وزير النفط بأن العراق قطع شوطاً كبيراً في مجال تطوير الصناعة النفطية. هذا وفي الوقت الذي يعد فيه العراق ثاني أكبر مصّدر للنفط في منظمة أوبك، فإنه يعاني من مشاكل جدية في استثمار ثروته بسبب فشل الحكومات المتعاقبة في تأهيل المصافي القديمة وفي الكف عن حرق الغاز إضافة إلى عجز المصافي التي بُنيت حديثاً عن العمل بطاقتها الحقيقية أو المفترضة بسبب الفساد الذي ينخرها، بدءاً من توقيع عقود الإنتاج وانتهاءً بعمليات الإدامة والتأهيل.
لا تخلوه بالمالية
كشف نائب من اللجنة القانونية عن قرار للمحكمة المركزية لمكافحة جنايات الفساد، يقضي بشمول أحد أبرز المتورطين الرئيسيين في ما تعرف بـ "سرقة القرن" بقانون العفو العام من أصل مئات المدانين بسرقة أموال الشعب، وإيقاف الإجراءات القانونية بحقه نهائياً، والتي من ضمنها حكم بالسجن لثلاث سنوات. هذا وفي الوقت الذي كان فيه المدان المعفو عنه، رئيساً للجنة المالية حين ارتكب جريمته، ومستشاراً لرئيس الحكومة حين افتضح أمرها، ينصح الناس حماة الرجل من المتنفذين، أن لا يكلفوه ثانية بمهام مالية إذا ما أعادوه إلى البرلمان في "انتخابات" قادمة لأن نفسه آمارة بالسوء.
خنقتونا
عادت رائحة الكبريت، إلى سماء العاصمة بغداد، بعد فترة انقطاع دامت أسابيع، لتعيد حالات الإختناق وتهييج المجاري التنفسية والتأثير السلبي على صحة الناس وحياة المرضى بشكل خاص. ورغم أن وزارة البيئة، كانت قد حددت في الخريف الماضي، أسباب المشكلة بارتفاع تراكيز الملوثات جراء بعض الأنشطة الصناعية والبلدية المخالفة للأنظمة ووعدت بأن تتابع فرقها الميدانية، ليلاً ونهاراً (فقط)، مصادر تلوث الهواء في العاصمة، فإنها أكتفت هذه المرة بالدعوة لتكثيف الجهود للحد من تلوث الهواء وتحسين جودة البيئة في بغداد والمحافظات، دون أن تكشف لنا ما أنجزته لحماية بيئتنا أو على الأقل نتائج متابعاتها الدؤوبة السابقة!
شيزرع راشد؟!
سجلت صادرات المنتجات الزراعية الإيرانية والتركية كالبطيخ والتفاح والخيار والطماطم والبرتقال إلى العراق ارتفاعًا ملحوظًا خلال العام الماضي، ففيما بلغت هذه الصادرات 2.5 مليون طن وبقيمة 1.5 مليار دولار عبر منفذ بدرة الحدودي فقط، إستوردت بلاد الرافدين تفاحاً وبرتقالاً من تركيا بقيمة 330 مليون دولار خلال عام واحد. هذا ويجد المراقبون في سياسة الاستيراد المنفلت، سبباً رئيسياً في تخلف الإنتاجين الزراعي والصناعي، وفي زيادة معدلات البطالة، ودفع أفواج جديدة من العوائل إلى حافة الفقر وتلويث بيئتنا، وأهدار قسط كبير من الثروة الوطنية لصالح الدول المصّدرة، والتي يشهد الميزان التجاري معها خللاً كبيراً منذ سنين.
************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
بغداد – موسكو علاقات تنمو بهدوء
نشرت وكالة انترفاكس الروسية تقريراً عن تطور العلاقات بين العراق والإتحاد الروسي نقلت فيه عن وزير الطاقة سيرجي تسيفيليف قوله، على هامش اجتماع اللجنة الحكومية الروسية العراقية للتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، بأن البلدين سيعملان على دراسة الاتفاقيات القائمة بينهما وإعادة تقييمها وتغييرها بما يضمن تعزيز التعاون التجاري، كما سيعمدان لاتخاذ القرارات السريعة لتنشيط التعاون الطويل الأمد.
من ملامح التطور
وذكر التقرير بأن الصادرات الروسية للعراق قد زادت بنسبة 27.8 في المائة في عام 2024، وتكونت بمعظمها من شحنات المنتجات الغذائية والخشب والسلع الورقية. كما أن صناعة النفط والغاز تعّد من أهم مجالات التعاون بين البلدين، والذي تتولى إدارته شركات غازبروم نفت ولوك أويل وباشنفت.
وحسب التقرير، تبلغ حصة شركة لوك أويل من مشروع حقل غرب القرنة، 75 في المائة، وهو الذي يعتبر ثاني أكبر حقل نفطي في العالم باحتياطيات قابلة للاستخراج تبلغ حوالي 14 مليار برميل. وفيما تنتج الشركة 480 ألف برميل يومياً من هذا الحقل، تعمل على تطوير القطاع 10، حيث تم اكتشاف حقل أريدو، الذي يغطي مساحة 5600 كيلومتر مربع، في محافظتي ذي قار والمثنى.
وتشّغل شركة غازبروم نفت مشروع بدرة منذ عام 2010، والذي تقّدر احتياطياته الجيولوجية بنحو 3 مليارات برميل. واكتشفت شركة باشنفت انترناشونال بي في، في عام 2018 حقل نفط جديد، أطلق عليه اسم سلمان نتيجة حفر أول بئر استكشافي على بعد 80 كيلومترا جنوب السماوة.
تعاون إقليمي
وقالت الوكالة في تقرير آخر بأن روسيا وإيران والعراق اتفقت على تشكيل مجموعة عمل لتطوير ممر النقل شمال – جنوب، على ضوء اقتراح قدمه رئيس الحكومة العراقية. وسيتضمن المشروع إقامة ممر نقل من الأراضي الإيرانية يتواصل شمالاً عبر الإراضي العراقية، وتتمحور خطوته الأولى حول مسح مشروع قسم السكك الحديدية راشت - أستارا في إيران.
النفط والغاز
ولموقع Oilprice.com كتب سيمون واتكينز مقالاً أشار فيه إلى أن احتياطيات العراق الكبيرة من الغاز، مازالت غير مستغلة، رغم أنها تبلغ 3.5 تريليون متر مكعب، ويتكون 75 في المائة منها من "الغاز المصاحب" أي المنتج الثانوي من تطوير حقول النفط. ونقل المقال تصريحاً لوزير النفط العراقي، يؤكد فيه على التزام بلاده بزيادة الاستثمار في قطاع الغاز كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي، وهو الأمر الذي سيضع تحقيقه، العراق في المرتبة الثانية عشرة بين حاملي الاحتياطيات العالمية.
أهمية تطوير إنتاج الغاز
وأشار الكاتب إلى أن هناك ثلاثة أسباب وجيهة للغاية تدعو العراق إلى مواصلة تطوير هذه الاحتياطيات، بدءاً بضرورة إيقاف خسارة مليارات الدولارات بسبب حرق الغاز المنتج من حفر النفط، وتجنب تحمل مسؤولية التلوث البيئي حيث تعتبر البلاد ثالث دولة في جدول المخالفين العالميين لحرق الغاز. أما السبب الثاني فيكمن في السعي لبناء قطاع بتروكيماويات من الطراز العالمي، وهو قطاع تتطلب إدامته أحجام غاز مستدامة تصل إلى 28.3 مليون متر مكعب في اليوم في المتوسط. ويتعلق السبب الثالث برغبة العراق تقليل اعتماده على إيران المجاورة في مجال الطاقة.
تعاون روسي صيني
وذكر المقال بأن جهود العراق لاستغلال موارده الغازية تركز كثيراً على روسيا، ليس فقط لأن ذلك سيسمح له باستمرار اللعب على وتر الشمال العالمي ضد الجنوب العالمي لصالحه، بل وأيضاً بسبب التآزر الذي قد يصبح متاحاً مع الوجود الروسي الضخم في الغاز (والنفط) في إيران المجاورة، وإغراء الاحتياطي العراقي الذي يسيل بسببه لعاب الشركات الروسية.
وأضاف المقال بأنه ورغم أن الصين وحدها تدير حالياً أكثر من ثلث احتياطيات العراق المؤكدة وثلثي إنتاجه، فإن هناك دوافع قوية لزيادة التآزر اليومي بين العمليات الروسية والصينية في إيران والعراق وتعزيز التنسيق بين جهود التسويق والمبيعات للغاز والنفط المنتجين في الجارتين تحت رعاية منتدى الدول المصدرة للغاز، والذي يوصف بأنه "أوبك الغازية" المحتملة، حيث يسيطر بالفعل على حوالي 71 في المائة من إمدادات الغاز العالمية، و44 في المائة من إنتاجه المسوق، و53 في المائة من خطوط أنابيب الغاز، و57 في المائة من صادراته من الغاز الطبيعي المسال.
*********************************************
الصفحة الرابعة
الحكومة تعالجه برواتب الرعاية والسلّات الغذائية محاربة الفساد الطريق الأول لمواجهة الفقر في العراق
بغداد – تبارك عبد المجيد
رغم امتلاك العراق ثروات طبيعية هائلة، وفي مقدمتها النفط، إلا أن معدلات الفقر تشهد ارتفاعًا مستمرًا، متأثرة بالأزمة الاقتصادية وتقلبات سعر صرف الدولار والحروب التي مر بها البلد. ويرجع مراقبون أسباب تفاقم هذه الأزمة إلى الفساد الإداري والمالي، وضعف التخطيط، والخلافات السياسية التي انعكست على الواقع المعيشي للفئات الأكثر هشاشة.
ومع غياب الحلول التنموية، تحول الفقر إلى ظاهرة اجتماعية خطرة، حيث بات البحث في حاويات القمامة مصدر رزق لكثير من العائلات، وسط تحذيرات من أن استمرار الوضع الحالي قد يرفع نسبة الفقر إلى مستويات غير مسبوقة.
الفقر في تزايد
وأكدت مؤسسة عراق المستقبل، المعنية بالاقتصاد والإحصائيات، أن معدل الزيادة السكانية في العراق هو مليون نسمة سنويا، مشيرةً إلى أنه اذا استمر انتاج وأسعار النفط الحالية فإن نسبة الفقر في العراق ستبلغ 84 بالمائة.
ويقول الخبير الاقتصادي همام الشماع لـ "طريق الشعب"، إن "الفقر في العراق يشهد تزايدًا مستمرًا، إذ يزداد عدد الفقراء يومًا بعد يوم". وارجع الشماع الأسباب إلى "تراجع قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، بالإضافة إلى الارتفاع المستمر للأسعار، وتقلص الفرص المتاحة للعمل، فضلاً عن ضعف مستويات العمالة".
وبحسب رأي الشماع فإن "الموظفين الذين يتقاضون رواتب ثابتة أقل من مليون دينار شهريًا أصبحوا جزءًا من شريحة الفقراء، حيث لم يعد بإمكانهم تلبية احتياجاتهم اليومية بالشكل الذي اعتاد عليه المواطن العراقي في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي".
وفي ما يتعلق بمعالجة هذه الأزمات، أكد الشماع أن الحلول تبدأ "بمحاربة الفساد الذي يلتهم ثلث ثروة العراق، ويستحوذ على نحو 50 في المائة من الموارد المالية بالعملة الأجنبية، ما يعيق نحو 60 في المائة من فرص الاستثمار في البلاد".
تفاقم الأزمات الاقتصادية
وفي السياق، قال المحلل السياسي مناف الموسوي أن "نظام المحاصصة والاستئثار الحزبي بالسلطة، إلى جانب توزيع ثروات البلاد كغنائم بين الأحزاب والزعامات السياسية، أدى إلى سوء إدارة الدولة وتعطيل المشاريع الاستراتيجية في العراق". وأضاف الموسوي لـ "طريق الشعب"، أنّ "هذه السياسات أسهمت في تراجع قطاعي الزراعة والصناعة، وإضعاف دور القطاع الخاص، ما زاد الاعتماد على الوظائف الحكومية، وأحدث ارتباكًا كبيرًا في الموازنة العامة"، مشيرا إلى أن "الفساد، المدعوم من بعض الأحزاب السياسية، يمثل العامل الأبرز في تفاقم الأزمات الاقتصادية، إذ أدى توزيع الوزارات والمؤسسات والمشاريع الاقتصادية على أساس المحاصصة إلى إضعاف أداء الحكومة وعرقلة التنمية. ونتيجة لذلك، ارتفعت معدلات البطالة والفقر في العراق، ولا تزال هذه الأوضاع مستمرة حتى اليوم".
الرعاية الاجتماعية "جدار" لصد الفقر
وذكر مظهر محمد صالح، المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء، إن "الجانب الاجتماعي في الموازنة العراقية يعد عنصرًا مهمًا في التصدي للفقر".
وأوضح صالح إن أكثر من 2 مليون أسرة فقيرة تتلقى دعمًا اجتماعيًا، بما في ذلك السلات الغذائية والتعليم المجاني، ما يُعد بمثابة "جدار صد" أمام الفقر.
وأضاف لـ "طريق الشعب"، أن "هذا الدعم يساعد بشكل كبير في تحسين الوضع الاجتماعي للطبقات الفقيرة"، مؤكدا أن معدل الفقر لن يرتفع طالما أن هناك برامج فعالة لمكافحة الفقر، مثل برامج الدعم الاجتماعي وتوفير فرص العمل.
وأشار صالح إلى أن "معدلات البطالة شهدت انخفاضًا ملحوظًا من 17 إلى 14 في المائة، وهو مؤشر إيجابي نتيجة لحملات الإعمار وتشغيل المشاريع المتوقفة"، منبها الى أن "تقليل الفقر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنشاط الاستثماري، حيث يساهم الاستثمار في خلق فرص العمل، وهو ما يؤدي إلى تقليل معدلات الفقر".
وأوضح أن اكثر من 2.2 مليون أسرة حالياً تتلقى رعاية اجتماعية، مشيرًا إلى أن الأسرة العراقية عادة تتكون من أربعة أفراد، ما يعني أن نسبة كبيرة من السكان تحت مستوى خط الفقر لا تزال تحظى بالدعم الاجتماعي.
وفيما يتعلق بمخاوف انخفاض أسعار النفط في عام 2025، أوضح صالح أن هذه المخاوف قد يكون مبالغًا فيها، لان تكاليف إنتاج النفط الصخري، التي تتراوح بين 50 إلى 60 دولارًا للبرميل، تعني ان أسعار النفط يجب أن تبقى عند مستوى لا يقل عن 70 إلى 75 دولارًا للبرميل لضمان التوازن المالي.
وأضاف، أن هذا الرقم يتماشى مع موازنة العراق، حيث يعتمد الاقتصاد العراقي بشكل كبير على عائدات النفط.
وأوضح، أن التحدي الأكبر يكمن في ضرورة الحفاظ على انضباط في النفقات العامة، مع التأكيد على أهمية زيادة الإنفاق الاستثماري لتشجيع النمو الاقتصادي، مشيرا إلى أن تقليل الديون العامة والعجز في الموازنة يجب أن يكون هدفًا استراتيجيًا يتم العمل عليه تدريجيًا.
وواصل القول: أن أسواق النفط العالمية تحتاج إلى استقرار الأسعار، وان الدول المنتجة للنفط، بما في ذلك روسيا والبرازيل التي انضمت مؤخرا إلى مجموعة "أوبك" تسعى جميعها للحفاظ على أسعار النفط عند مستويات ملائمة لتجنب الأضرار الاقتصادية الناتجة عن انخفاض الأسعار.
ويعتمد العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة «أوبك»، بشكل كبير على عائدات النفط، ويمثل قطاع الهيدروكربونات الغالبية العظمى من عائدات التصدير، ونحو 90 في المائة من إيرادات الدولة، هذا الاعتماد الضخم على النفط يجعل العراق عرضة بشكل خاص لتقلبات أسعار الخام العالمية.
إحصائيات الفقر
وأعلنت وزارة التخطيط، نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي للاسرة في جميع محافظات العراق، حيث تلك النتائج تراجع نسبة الفقر الى (17.5) عما كانت عليه عام 2018 والتي قدرت بـ(20.05 بالمئة).
وحدد المسح متوسط إنفاق الفرد الشهري (248.6) الف دينار، ومتوسط دخل (201.3) ألف، فيما بلغ معدل البطالة للفئة العمرية (15 سنة فأكثر) (13.5 بالمئة)، مشيرا الى ان (96.4 بالمئة) من الأسر العراقية تمتلك بطاقة تموينية.
كما أظهرت نتائج المسح أن (15.2 بالمئة) من الأفراد في العراق مصابون بأمراض مزمنة، وان (77.6 بالمئة) من الأسر يمتلكون مساكن. وسجلت محافظة المثنى اعلى نسبة للفقر بلغت (40 بالمئة)، تلتها بابل بنسبة (35.7 بالمئة). اما المحافظة الأقل فقراً فكانت أربيل بـ (7 بالمئة)، ثم محافظة السليمانية بـ(8 بالمئة).
وطبقا للمسح، فأن محافظات ذي قار والمثنى والديوانية ونينوى سجلت انخفاضا في معدلات الفقر بالمقارنة مع كانت عليه عام ٢٠١٨، حيث سجلت ذي قار نسبة (15 بالمئة)، بعد ان كانت (40 بالمئة) عام 2018، بينما سجلت المثنى (43 بالمئة)، بعد ان كانت (52 بالمئة). وسجلت الديوانية نسبة (29 بالمئة)، بعد ان كانت (48 بالمئة)، فيما سجلت محافظة نينوى (13 بالمئة) بعد ان كانت (38 بالمئة).
ومع وصول أعداد سكان العراق إلى حاجز الـ 46 مليون نسمة، وفق التعداد السكاني الذي أعلنته التخطيط، يحذر رئيس مؤسسة عراق المستقبل منار العبيدي، من أن معدل الزيادة السكانية في العراق هو مليون نسمة سنويا، وبالتالي اذا استمر إنتاج وأسعار النفط الحالية فإن نسبة الفقر في العراق ستبلغ 84 بالمائة.
********************************************
وقفة اقتصادية.. نزول منحنى الخدمات الأسباب والتداعيات
إبراهيم المشهداني
في نظرة فاحصة للقطاع الخدمي بكل مكوناته وبنيته، يمكن بكل وضوح ملاحظة الانحدار الشديد في منحنياته، ولم تكن الأسباب وليدة اللحظة فإن الحرب العبثية للنظام البائد ضد جيرانه والحصار الاقتصادي المفروض على العراق بسبب احتلال الكويت والحرب التي شنها التحالف الدولي بقيادة أمريكا واستهداف البنى الخدمية وخاصة قطاع الكهرباء بموقف انتقامي عدواني فظ، بالإضافة إلى البنى التحتية عامة، وقد أضيف لهذه الأسباب مجتمعة الإهمال الحكومي بعد التغيير بالرغم من التدفقات المالية الهائلة المتأتية من الريوع النفطية، كل تلك الأسباب قد أضعفت بشكل خطير قطاع الخدمات بكل مكوناته.
ويمكن أن يكون قطاع الخدمات، في حال إيلائه الاهتمام الجاد، رائدا في الاقتصاد الوطني قويا ومتنوعا وقاطرة فاعلة للقطاعات الاقتصادية الأخرى، من خلال الاستدلال بجملة من المؤشرات ومن بينها القيمة المضافة، فقد ازدادت من 470 مليون دولار في عام 1968 إلى 7مليارات في عام 1921 أي بنسبة 9138 في المائة أي أكثر من 13 ضعفا، أما في قطاع التصنيع فقد كانت 265 مليون في عام 1968 إلى أكثر من 4 مليارات في عام 1921 بنسبة 1409 بما يعادل 14 ضعفا، والقيمة المضافة للقطاع الزراعي ارتفعت من 500 مليون دولار عام 1968 إلى 7 مليارات عام 1921 وبنسبة 1300 في المائة، وفي مؤشر مساهمتها في الإنتاج المحلي الإجمالي كانت مساهمة الخدمات 37 في المائة حتى شكلت 43 في المائة في عام 2021، في ما كانت مساهمة التصنيع 9 في المائة في عام 1968 إلا أنه انخفض إلى 2 في المائة في عام 2021 أما الزراعة فكانت مساهمتها 16 في المئة في عام 1968 لكنها انخفضت إلى 3 في المائة في عام 2021، والعامل المشترك في كل تلك القطاعات التذبذب الشديد نتيجة للظروف الأمنية والتغيرات السياسية خلال تلك الفترة كعوامل رئيسية تتخللها حزم معقدة من الأسباب الثانوية.
وعلى سبيل المثال فقطاع الكهرباء، بتأثيره المباشر على مجمل العملية الاقتصادية، ما زال يئن تحت وطأة الإهمال والفساد بالرغم من التخصيصات الكبيرة المرصدة له في كافة الميزانيات السنوية. أما القطاع الصحي فحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن المستوى العام لهذا القطاع يتسم بالمد أحيانا وبالجزر في معظم الأحيان من حيث قلة الكادر الطبي والمساعد والأجهزة والمستلزمات الطبية والعلاجات وخدمات الحالات الطارئة وهي كثيرة، سواء في المستشفيات او العيادات الخاصة، بالنسبة لحجم السكان المتسارع حيث تزيد نسبة النمو السكاني على2.3 في المائة فضلا عما يواجه المواطن من الرسوم في القطاع الحكومي والرسوم الكشفية والتحليلية في العيادات الخاصة.
أما الخدمات البلدية، فحسب المسح، الذي قام به الجهاز المركزي للإحصاء، فإن واقع الماء والمجاري يتسم بالتفاوت بين المحافظات فأحسنها سيء بحسب المعايير العالمية، أما أسوأها فلا تزيد النسبة عن 50 بالمائة وأما المجاري فلا تزيد النسبة عن 3،2 بالمائة وتشمل محافظات المثنى وأطراف بغداد وكركوك ونينوى وبابل، ومشكلة النفايات طاغية في معظم المحافظات ولكن أكثرها سوءا هي كركوك وميسان وديالى والأنبار وواسط والمثنى وبابل حيث لم تزد النسبة فيها على 36 بالمائة.
إن الأسباب الكامنة وراء هذا التردي يكمن، بظواهر الفساد والهدر المالي والرقابة السيئة والإدارات الفاشلة لهذا القطاع الواسع والسياسات الخاطئة والإصرار على التمسك بها والتمترس المحاصصي وراءها.
ويمكن القول إن معالجة هذه التردي في الخدمات والتي تقف كواحدة من أهم أسباب التردي في الاقتصاد بشكل عام يتوقف في نهاية المطاف على التزام الحكومة بمراجعة شاملة لمجمل السياسة الاقتصادية حيث أن الخدمات جزء لا ينفصم عن هذه السياسة ضمن إطار استراتيجية شاملة ملزمة التنفيذ ومشرعة قانونيا تأخذ في الاعتبار تغييرا شاملا في الإدارات الفاشلة وفق معيار الكفاءة والنزاهة ، وليس أقلها أهمية التعامل مع الفاسدين كما الإرهابيين وتشديد الرقابة وأفضلها الرقابة الشعبية وإشراك الرأي العام ي وضع الاستراتيجيات من خلال عرضها في وسائل الإعلام الجماهيري.
********************************************
في النجف .. رابطة المرأة تهنئ بعيد المعلم
النجف – طريق الشعب
زار وفد من رابطة المرأة العراقية في النجف، نقابة المعلمين العراقيين في المحافظة، لتقديم التهاني في مناسبة عيد المعلم الأول من آذار.
واستقبل رئيس النقابة ونائبه وأعضاء الهيئة الإدارية، الوفد بترحاب. وتلقوا منه التهاني في المناسبة مع لوح تقدير.
وخلال اللقاء، تبادل الطرفان الحوار حول الصعوبات التي تواجه العملية التربوية اليوم. وقد أكد رئيس النقابة تواصل النقابة – المركز العام وفروعها في المحافظات مع رئيس الوزراء والمسؤولين المحليين، لتذليل تلك الصعوبات، خدمة للعملية التربوية والتعليمية.
*****************************************************
في {ملتقى جيكور} البصري استذكار حركة الأنصار الشيوعيين
البصرة - فالح ياسين الربيعي
في مناسبة يوم النصير الشيوعي 18 شباط، ضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، النصير حسين علي حمد (عادل ره ش)، الذي تحدث في جلسة حول حياة الأنصار ومقارعتهم الدكتاتورية من على جبال كردستان.
الجلسة التي التأمت على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمع من الشيوعيين والمثقفين، وأدارها الكاتب صلاح العمران، الذي تحدث عن علاقته بالضيف وعن دراستهما معا في جامعة السليمانية، وعملهما في تنظيمات الحزب.
بعد ذلك، تحدث النصير حسين عن تجربته ورفاقه في حركة الأنصار، ساردا رحلته منذ انخراطه في صفوف الحركة.
ثم تطرق إلى الحياة في جبال كردستان والعلاقات الرفاقية بين الأنصار والروح الثورية التي كانوا يتحلون بها، معرّجا على محطات مهمة مر بها خلال تلك التجربة.
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها كل من مقداد مسعود، عبد السادة البصري، علاء الصفّار، د. ناصر هاشم، محمد الحسّان، قاسم حنون وآخرين.
وفي الختام جرى تقديم لوح تقديري إلى النصير حسين علي حمد.
*************************************************
الصفحة الخامسة
حتى المنتجات المحلية غالية أهالي الرمادي يشتكون من ارتفاع الأسعار
متابعة – طريق الشعب
تشهد أسواق مدينة الرمادي ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، منذ الأيام الأخيرة ما قبل رمضان، وهو ما يحدث كل عام ليس في الرمادي وحدها، إنما في جميع المحافظات، الأمر الذي يشكل عبئا إضافية على المواطنين، لا سيما في ظل الظروف المعيشة الصعبة التي تعانيها الغالبية.
ويشمل هذا الغلاء المواد الغذائية الأساسية، مثل اللحوم والخضراوات والمواد التموينية، وسط تذمر شعبي ومطالبات بضبط الأسواق. وفيما تطلق السلطات حملات متابعة ميدانية للسيطرة على الأسعار، إلا ان التجار الجشعين لا يزالون يستغلون هذه المناسبة وغيرها من المناسبات في رفع الأسعار، بهدف تحقيق مزيد من الأرباح على حساب المواطن الفقير.
ظاهرة سنوية
يقول المواطن جمعة ناجي: "كل عام نواجه هذه المشكلة، الأسعار ترتفع بشكل غير مبرر، حتى المنتجات المحلية أصبحت غالية جداً"، مضيفا في حديث صحفي أن "هذا الغلاء لا يتناسب مع القدرات الشرائية للمواطنين، خاصة مع تدني الدخل وارتفاع نسب البطالة".
ويطالب ناجي الحكومة المحلية بوضع خطط عاجلة للسيطرة على الأسعار، وتفعيل الرقابة على الأسواق لمنع الاحتكار وضمان توفر المواد الغذائية بأسعار معقولة.
من جهتهم، يبرر تجار عديدون ارتفاع الأسعار بـ"ارتفاع تكاليف النقل والاستيراد، فضلاً عن ارتفاع سعر صرف الدولار، ما ينعكس على أسعار السلع المستوردة".
فيما يرى خبراء اقتصاديون أن "هناك استغلالاً للطلب الموسمي على بعض السلع، ما يؤدي إلى تضاعف الأسعار بشكل غير منطقي".
الحكومة: الأسعار مستقرة!
عضو مجلس محافظة الأنبار عدنان الكبيسي، ينفي ارتفاع الأسعار. ويقول في حديث صحفي أن "أسعار المواد الغذائية الأساسية مستقرة، مع تسجيل انخفاض طفيف في أسعار بعض المواد مثل الرز ومعجون الطماطم والبقوليات".
لكنه يلفت إلى أن "أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء لا تزال مرتفعة. حيث بلغ سعر لحم الأغنام 15 ألف دينار للكيلوغرام الواحد، ولحم العجول مع العظم 11 ألف دينار، بينما وصل سعر اللحم الصافي (الشرح) إلى 16 ألف دينار".
ويشير إلى أن "الجزارين تلقوا تنبيهاً بضرورة الالتزام بالتسعيرة المعتمدة"، محذراً من انه سيتم فرض غرامات مالية على المخالفين في الجولات المقبلة لضمان استقرار الأسعار وحماية المواطنين من أي استغلال".
تسعيرة محددة
في السياق، يفيد إعلام قائم مقامية الرمادي، بأن "السلطات المحلية تعمل على وضع تسعيرة محددة للمواد الأساسية، بما يضمن تحقيق التوازن بين مصلحة المستهلك والتاجر، ويحدّ من ارتفاع الأسعار غير المبرر".
ويشدد في حديث صحفي على أهمية التزام التجار بالتسعيرة الجديدة وعدم استغلال زيادة الطلب خلال رمضان، مبينا أنه "تم الاتفاق على تشكيل لجان رقابية متخصصة لمتابعة الأسواق طيلة شهر رمضان. حيث ستتولى هذه اللجان مهام مراقبة الأسعار والتأكد من توفر المواد الأساسية بأسعار مناسبة، الى جانب اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين".
منتجات مضرة بالصحة
من جانب آخر، وجّه مواطنون في الرمادي نداء إلى دائرة الصحة والجهات الرقابية، بتكثيف الجولات التفتيشة في الأسواق، للحد من انتشار منتجات غذائية تضر بصحة المستهلكين.
وبيّنوا في حديث صحفي، أن "بعض هذه المنتجات، مثل العصائر الملونة المعبّأة في أكياس النايلون، والتي تباع على الأرصفة وفي الأسواق الشعبية، قد تحتوي على مواد صناعية ضارة، تسبب مشكلات صحية خطيرة، خاصة بين الأطفال".
وبينما رأى ناشطون أن "تكلفة علاج الأمراض الناتجة عن استهلاك المنتجات الضارة، تفوق بكثير سعرها الزهيد"، شدد مواطنون على أهمية ألا تقطع حملات الرقابة سبل معيشة بائعي تلك المواد، إنما تقوم بتوجيههم باتباع الإرشادات الصحية في عملهم.
***************************************
المكتبة المركزية في الديوانية صرح ثقافي يتهاوى
الديوانية - عادل الزيادي
منذ تأسيسها إبان ستينيات القرن الماضي، كانت المكتبة المركزية في الديوانية عنوانا ثقافيا متميزا يلجأ اليه المثقفون والباحثون من اساتذة وطلبة ليجدوا فيه متنفسا لا غنى عنه. إذ تضم المكتبة في خزائنها الكثير من الكتب والمصادر والبحوث في شتى الاختصاصات والعناوين، فضلا عن كتب الأطفال. ومن حسن الحظ أن تلك الكتب لم تتعرض للضرر أو النهب خلال الاضطرابات الأمنية في التسعينيات.
أما اليوم، فقد اختلف الحال. حيث تعرضت المكتبة، شأن بقية المفاصل الثقافية، إلى هزة عنيفة. فبعد أن كانت تكتظ بروّادها، وتسمح باستعارة الكتب خارجها، أصبحت اليوم عبارة عن صومعة فارغة لا يدخلها سوى عدد محدود من الطلبة الذين يؤدون واجباتهم الدراسية فيها، وأحيانا يرتادها بعض الأساتذة لتقديم الدروس الخصوصية لطلبتهم.
ويتطلب من زائر المكتبة اليوم تنظيف مقاعد الجلوس والمناضد من الأتربة التي تعلوها.
إذ لا عمال خدمة في المكتبة – حسب ما أكد لي أحد موظفيها، مبينا أن مجلس المحافظة قام بسحب عمال الخدمة.
وبالنسبة لأثاث المكتبة، فهو اليوم رديء ولا يليق بها. إذ ان المقاعد الموجودة بلاستيكية غير جيدة، بعضها متهالك فاقد حتى مسند الظهر أو مسندي الاتكاء! بينما كان الأثاث في السابق من النوع الفاخر. فالمقاعد كانت متينة مصنوعة من خشب الصاج.
ووفقا لمراقبين، فإن إحدى منظمات المجتمع المدني قامت بسحب المقاعد القديمة وتعويضها بأخرى رديئة!
وما يجب ذكره، هو ان المكتبة في السابق كانت توفر يوميا لروادها نسخا من الصحف المحلية، أما اليوم فقد اختفى هذا الأمر.
وبالنسبة للكتب والمصادر، فلا أحد يعلم بالضبط هل بقيت في خزائنها أم جرى التصرف بها وسحب منها ما لا يروق للبعض!
هذه المكتبة إرث ثقافي يكاد يكون الوحيد من نوعه في مركز محافظة الديوانية، ومن الضروري أن يولى اهتماما استثنائيا، لا أن يُهمل فيندثر مثل غيره من المعالم الثقافية!
*******************************************
اليرموك.. مواطنون يتفاجأون بتحوّل أبواب منازلهم إلى جدران!
متابعة – طريق الشعب
استيقظ عدد من سكان حي اليرموك البغدادي، على أبواب منازلهم وشبابيكها مُغلقة بجدران من الطابوق، مكتوبة عليها عبارة "يُمنع هدمه".
ويسكن هؤلاء في هذه المنطقة منذ عقود. وتجاورهم مساحة خضراء فتحوا عليها أبوابا من منازلهم
ويبيّن المواطنون في حديث صحفي أن هذه الأرض مملوكة لأمانة بغداد، ومصنفة كمتنزه، لكنهم تفاجأوا بمجيء مستثمر يُخبرهم بأنه اشترى الأرض ويستعد لبناء دور سكنية عليها.
فيما يدعوهم إلى بيع منازلهم بأثمان بخسة، معتبرا إياها لم تعد ذات قيمة!
ويزعم أصحاب الدور أن مسؤولين في أمانة بغداد أبلغوهم بأن الأرض محرمة بالفعل، وتحتها أنابيب تابعة لشبكتي الماء والمجاري.
لكن المتحدث باسم أمانة بغداد، عدي الجنديل، يفيد في حديث صحفي بأن قراراً قضائياً صدر بالفعل يثبت أحقية المستثمر في امتلاك الأرض والبناء عليها. تقول المواطنة ريم، التي تمتلك منزلا ملاصقا لقطعة الأرض: "إننا نسكن المنطقة منذ الستينيات.
هذه الأرض أصلها متنزه عام"، مبينة في حديث صحفي أنه "بعد أحداث 2003، بدأت جماعات تتردد على الأرض، ولم يقم أحد باتخاذ أي إجراء.
لكن قبل فترة جاءت جماعة ومعها جهات حكومية، تقول بأن هذه الأرض ملك خاص لها".
وتضيف قولها أنه "أقمنا شكوى وذهبنا إلى أمانة بغداد، فأخبرتنا بأن الأرض محرمة، لا يجوز البناء عليها كونها تحتوي على خدمات للمنطقة من ماء ومجار وكهرباء"، مشيرة إلى ان "الجهات المتنفذة جاءت لاحقاً وأغلقت أبواب بيوتنا المطلة على الأرض بجدران.
فناشدتهم عدم بناء جدار أمام باب منزلي، لأنني لا امتلك مدخلا آخر، فطالبوني بإيجاد بديل خلال 10 أيام".
وتؤكد أن "أصحاب الأرض نصحونا ببيع منازلنا. وأخبرونا بأنها لن تساوي شيئا"! من جانبه، يناشد أبو عبد الرحمن، أحد المتضررين، رئيس الوزراء "إحقاق الحق وإنقاذنا من الحيف الذي وقع علينا"، موضحا في حديث صحفي أن "جماعة متنفذة جاءتنا وفي حوزتها سند في الأرض، رغم أن الأرض في الأصل، منذ 60 عاماً، تابعة لأمانة العاصمة".
ويلفت إلى ان "أصحاب الأرض أحضروا عناصر من الشرطة والضباط، وأغلقوا أبوابنا وشبابيكنا المطلة على الأرض مدعين اننا متجاوزون".
إلى ذلك، يقول المتحدث باسم أمانة بغداد عدي الجنديل، أن "هناك مغالطات حول المعلومات المقدمة بهذا الموضوع"، مبينا في حديث صحفي أن "هذه الأرض ملك شخصي، وتم تقديم طلب لدائرة بلدية المنصور بإقامة دور جديدة عليها".
ويلفت إلى أنه "حدث لغط في الموضوع. قدم أصحاب المنازل اعتراضات، فتم تحويل الموضوع برمته إلى القضاء، الذي نظر في القضية وأصدر أمر قضائي بمشروعية صاحب الأرض في البناء على أرضه، كونها ملكية خاصة".
**********************************************
اگول.. صناعة الطابوق والتلوث البيئي
د. محمود القبطان
منذ عقود برزت تداعيات التلوث البيئي الناتج عن صناعة الطابوق في العراق. إذ يتم اتباع طرق بدائية في تشغيل معامل الطابوق باستخدام وقود النفط الأسود، لتنفث مداخنها سموما تؤثر على صحة سكان المناطق المحيطة، فضلا عن صحة العاملين في تلك المعامل.
في زمن النظام الملكي كان يوجد معمل طابوق يُدعى "الوصي"، تحوّل اسمه في العهد الجمهوري الأول إلى "الجمهوري". وكان هذا المعمل كهربائيا صديقا للبيئة. وقد انتشرت معامل مماثلة في مناطق عديدة من البلاد.
وبعد 2003 توقفت تلك المعامل الحديثة، شأن غيرها من المصانع والمعامل الكبيرة في البلاد، التي أهملت وأصبحت خردة، ولم يبق من معامل الطابوق سوى تلك البدائية التي تعتمد على النفط الأسود، وتخلف تلوثا بيئيا حادا.
قبل فترة، وإثر تذمر الناس من رائحة الكبريت التي باتت تنتشر في هواء بغداد، والتي فاقمت المشكلات الصحية والبيئية، أقدمت وزارة البيئة على غلق العديد من معامل الطابوق البدائية في منطقة النهروان وغيرها من المناطق، بينما قامت وزارة النفط بتزويد تلك المعامل بالنفط الأسود. فهل أن الوزارتين تعملان واحدة ضد الأخرى، أم ان هناك رائحة فساد مبطن لاستمرار عمل تلك المعامل رغم تأثيرها المباشر على العاملين فيها وسكان المناطق المجاورة لها؟!
لحل مشكلة معامل الطابوق، يجب استبدالها بمعامل حديثة صديقة للبيئة. لكن قد يتساءل البعض عن مصير العائلات التي تعمل في صناعة الطابوق وتعتاش من هذا العمل.
الحل يكمن في فتح دورات للعمال تؤهلهم للعمل في تلك المعامل. وبذلك لن يتضرر أحد من الشغيلة, وفي الوقت نفسه ستختفي السحب الدخانية السوداء من أجواء المدن!
***********************************************
بمساعدة الخيّرين ثائر يحتفل بتوزيع 30 بيتا على فقراء النجف!
متابعة – طريق الشعب
أقام الناشط المدني النجفي ثائر المدني، أخيرا في منطقة البراكية وسط النجف، مأدبة إفطار جماعية دعا إليها نحو 300 عائلة فقيرة و500 طفل يتيم، وذلك في مناسبة تسليمه آخر وحدة سكنية من أصل 30 وحدة بناها في مجمّع ووزعها مجانا على العائلات المتعففة. ومنذ فترة يقوم ثائر بجمع الأموال من المواطنين الخيرين، وينفقها على بناء منازل للفقراء.
يقول في حديث صحفي، أن المجمع يحتوي على 30 دارا، تم توزيعها على الفقراء والأيتام وكبار السن، وانها بُنيت بدعم من الخيرين من دون مساهمة أي جهة سياسية أو حزبية.
من جانبه، يقول المواطن زين العابدين لفتة، أن ثائر منحهم منازل وزودهم بمفروشات وأثاث مع ملابس لأطفالهم، معربا عن شكره لثائر والمتبرعين، على مواقفهم الإنسانية.
**********************************************
مواساة
- تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل الرفيق فاضل محسن عبد الرضا العطار، الذي توفي بعد معاناة مع المرض.
والفقيد من الرفاق الذين واكبوا عمل الحزب وعملوا في صفوفه سنوات طويلة. وهو شقيق الرفيق عباس محسن (ابو ظافر) ووالد كل من فارس وحيدر ومحمد.
له الذكر الطيب ولأسرته واصدقائه خالص العزاء والمواساة.
********************************************
الصفحة السادسة
مخرجات قمة القاهرة تزعج واشنطن والكيان لا تهجير لأصحاب الأرض.. القمة العربية تتبنى الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
القاهرة - وكالات
توالت ردود الفعل والمواقف من خطة إعمار قطاع غزة التي تبنتها القمة العربية التي عقدت في القاهرة.
وكشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، عن اتصالات مصرية مع الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الخطة إعمار قطاع غزة.
وأضاف: "نعمل على حشد الدعم لتنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة"، مشددا على "ضرورة توفير ضمانات أمنية لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة".
واشنطن تعارض!
من جهتها، أعلنت حركة حماس ترحيبها بالخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، ودعت إلى توفير جميع مقومات نجاحها.
بدوره، أعلن البيت الأبيض أنه يعارض الخطة العربية بشأن قطاع غزة، ويدعم رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لإعادة إعمار غزة خالية من حماس".
في المقابل، هاجمت إسرائيل البيان الختامي للقمة، زاعمة أنه "فشل في معالجة حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر".
رفض التهجير تحت أي ظرف
وأكد البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الطارئة في القمة، الثلاثاء، على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مسمى أو ظروف، واعتماد الخطة المصرية لإعمار قطاع غزة، مشددا على اعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي كافة لتنفيذها، وكذلك حث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة.
وتتضمن الخطة، تشكيل لجنة "إدارة غزة" لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وشددت الخطة على أن لجنة إدارة غزة يجري تشكيلها خلال المرحلة الحالية تمهيدا لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني، مشيرة إلى أن "مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في القطاع".
حزب الشعب يدعو لخطوات ملموسة
في الأثناء، قال حزب الشعب الفلسطيني، إن قرارات القمة العربية التي أكدت على التمسك بحقوق شعبنا المشروعة في الدولة والعودة وفي رفض مخططات تهجيره، وتبني خطة عربية موحدة لإعمار قطاع غزة، هي خطوة هامة وضرورية من أجل مواجهة المشروع الاسرائيلي - الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف حزب الشعب في بيانه له، أن قرارات القمة العربية ضرورية، ولكنها تتطلب متابعة تنفيذية فورية على كل المستويات كافة، وفي مقدمتها رفض التنصل الاسرائيلي من اتفاق غزة ومنع إدخال المساعدات له والتحضير لمواصلة العدوان على قطاع غزة بهدف تنفيذ مخطط التهجير.
وقال حزب الشعب، إن رفض "اسرائيل" لمقررات القمة العربية الطارئة وخطة إعمار غزة، وما صدر أيضاَ عن الإدارة الأمريكية من رفض لها، يؤكد الحاجة لمواجهة هذا الرفض بخطوات سياسية ملموسة على الصعيدين الرسمي والشعبي، عربياَ ودولياَ، في هذه المعركة المفتوحة التي يواصلها الاحتلال الاسرائيلي والإدارة الامريكية ضد شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وضد مصالح الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها مصر والأردن ولبنان وسوريا.
تفاعل واسع
مع صدور بيان القمة، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، حيث بدأوا بتحليل ما ورد في البيان.
وأشار محللون إلى أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة ليست موجهة ضد حركة "حماس"، خاصة أنها لم تتطرق بشكل مباشر إلى قضية سلاح الحركة، بل ركزت على تشكيل لجنة مستقلة لإدارة الوضع لمدة 6 أشهر.
وتابعوا بالقول إن القمة تحدثت عن لجنة غير فصائلية تدير الوضع لمدة 6 أشهر، لا ترفضها "حماس"، تليها ترتيبات جديدة توحّد القطاع مع الضفة الغربية، وهو ما لا ترفضه الحركة أيضا، ما دامت النتيجة هي الانسحاب الكامل وإعادة الإعمار.
واعتبر المحللون أن "حماس" لن تحتاج إلى اتخاذ موقف رافض، إذ أن المواجهة الحقيقية في هذه الخطة ليست مع الحركة، بل مع "الكيان" الإسرائيلي وحلفائه الدوليين، وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية.
ولاحظ عدة مدونين أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أظهرت مستوى عاليًا من الازدراء تجاه الموقف العربي الرسمي منذ عقود، وهو أمر بات واضحًا في تعاملها مع دول المنطقة.
وأكدوا أن القمة الطارئة جاءت لتثبيت حق الفلسطينيين في أرضهم ورفض التهجير، لكنها في الوقت نفسه فشلت في تقديم دفاع حقيقي عن الفلسطينيين ضد التصعيد الإسرائيلي الذي أدى إلى تجويع وحصار الشعب الفلسطيني.
وأضاف ناشطون أن العودة إلى طرح حل الدولتين يجب أن يكون مشروطًا بضمان حقيقي لحقوق الفلسطينيين واستقلالهم الكامل، بما في ذلك وقف العدوان المستمر الذي دام أكثر من 75 عامًا.
********************************************
الشيوعي البريطاني: الأولوية القصوى لمعارضة سباق التسلح الجديد وبناء حركة مناهضة للحرب ودعم السلام
لندن – طريق الشعب
قال الحزب الشيوعي البريطاني ان القمة الاوروبية لدعم أوكرانيا التي عقدت في لندن الأحد الماضي تتحدث عن السلام في أوكرانيا بينما تستعد لإطالة أمد الحرب، سواء بمشاركة الولايات المتحدة أو بدونها. واعتبر الأولوية القصوى هي معارضة سباق التسلح الجديد، وبناء حركة مناهضة للحرب، ودعم السلام. كما جدد دعوته إلى سياسة خارجية ودفاعية مستقلة لبريطانيا.
وقالت اللجنة التنفيذية للحزب في بيان الثلاثاء بعنوان "استعدوا للسلام، لا لمزيد من الحرب"، إن خطة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لزيادة الإنفاق العسكري البريطاني إلى 2.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي "ستضيف 13 مليار جنيه إسترليني إلى 54 مليارًا تُنفق بالفعل سنويًا على التسلح، وذلك على حساب تقليص الخدمات العامة ودعم الرعاية الاجتماعية بشكل قاسٍ".
وأضافت: "في الواقع، فإن بريطانيا وقوى الاتحاد الأوروبي – الناتو مصممة على إحباط أي مبادرات سلام بين الولايات المتحدة وروسيا، كما فعلت في نيسان 2022 عندما لعب (رئيس الوزراء الأسبق) بوريس جونسون دورًا رئيسيًا في إفشال مفاوضات السلام في إسطنبول".
ومع تعمق الانقسامات داخل حلف الاطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، جدد الحزب الشيوعي دعوته إلى سياسة خارجية ودفاعية مستقلة لبريطانيا.
وقال كيفن نيلسون سكرتير العلاقات الدولية للحزب في اجتماع اللجنة التنفيذية إن رئيس الوزراء كير ستارمر "يحاول ركوب حصانين في آنٍ واحد"، مشددًا على أن "الناتو، أو أي تحالف عسكري أوروبي جديد، أو حرب باردة ثانية ضد الصين، لن تلبي احتياجات الملايين من الناس في السكن والطاقة بأسعار معقولة، والمعاشات اللائقة، والرعاية الصحية الممتازة، والوظائف الآمنة والمجزية".
**********************************************************
في رد خاطئ على عنجهية ترامب.. خطط تَسلُّح الاتحاد الأوروبي.. أرباح على حساب السلام
رشيد غويلب
على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في منتصف شباط الفائت، واستبقا لما سيناقش، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لوكالة بلومبرغ للأنباء إن الاتحاد الأوروبي سوف يخصص قرابة 700 مليار يورو لتطوير خطط التسلح. لقد تجاوز المبلغ الوارد في خطة النقاط الخمس التي قدمتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورزا فون دير لاين يوم الثلاثاء الفائت لـ "إعادة تسليح أوروبا" ما أعلنته بيربوك.
اعادة التسليح
في القمة الاوربية بشأن أوكرانيا، التي ستعقد اليوم الخميس، والتي تأتي بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيقاف الدعم العسكري تقريبا لأوكرانيا، يريد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي مناقشة خططهم المذهلة لإعادة التسلح، والتي سيثقل تنفيذها أجيالا من دافعي الضرائب في جميع دول الاتحاد. وفي الوقت نفسه، تريد دول الاتحاد الأوروبي إبقاء عشرات الآلاف من الأوكرانيين الذين سئموا من استغلالهم في حرب بالوكالة في ميدان المواجهة. ولا يغير من هذا التوجه تصريحات الرئيس الأوكراني الأخيرة، والتي أكد فيها خضوعه لإملاءات ترامب واستعداده لتنفيذها. وفي برلين، تركز مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة على تخصيص مبالغ إضافية ضخمة لإعادة التسليح أيضاً. واقترح رؤساء معاهد البحوث الاقتصادية السائدة إنشاء صندوق خاص جديد للجيش الألماني بقيمة 400 مليار يورو.
خطة فون دير لاين
ولم تأت خطة فون دير لاين من فراغ، على الرغم من أن بيانها جاء بعد ساعات فقط من إعلان الحكومة الأميركية أنها ستوقف مؤقتا مساعداتها العسكرية لأوكرانيا. وكانت رئيسة المفوضية الأوربية تنتظر نتائج الانتخابات الألمانية المبكرة من أجل تجنب التأثيرات السياسية غير المرغوبة على التصويت في البرلمان الأوربي.
في أعقاب الفضيحة التي أحاطت بزيارة الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى البيت الأبيض، والإملاءات الوقحة التي مارسها ترامب معه، عادت الأصوات الحاكمة في البلدان المتنفذة في الاتحاد الأوربي إلى خططها السابقة في تحجيم اعتماد الاتحاد الأوربي على حليفه الكبير في واشنطن، عبر بناء جيش ومؤسسات أوربية قادرة على ضمان الأمن الأوربي.
والآن حان الوقت للعودة إلى العمل: إن أمن أوروبا يتعرض لتهديد حقيقي للغاية، هذا ما أكدته فون دير لاين في بروكسل. وقالت " هذه هي ساعة أوروبا ويجب علينا أن نرتقي إلى مستوى المهمة". و"نحن في عصر إعادة التسلح، وأوروبا مستعدة لزيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير".
في رسالة إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد، اقترحت فون دير لاين "أداة مالية جديدة للاتحاد الأوروبي" للدفع نحو إعادة التسلح في الدول الأعضاء. وسوف تشمل، ضمن تخصيصات أخرى، قروضا بقيمة إجمالية تصل إلى 150 مليار يورو، مدعومة من ميزانية الاتحاد الأوروبي. وأضافت أن هذا من شأنه أن يمكّن الدول من شراء أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية والصواريخ والذخيرة، وأضافت فون دير لاين خلال ظهور قصير لها في بروكسل: "بفضل هذه المعدات، يمكن للدول الأعضاء زيادة دعمها لأوكرانيا بشكل كبير".
واقترحت رئيسة المفوضية أيضًا تخفيف الضوابط على الديون في الاتحاد الأوروبي. وقالت فون دير لاين إن هذا من شأنه أن "يوفر إمكانية مالية بقيمة 650 مليار يورو على مدى أربع سنوات". ويمكن تنفيذ ذلك عبر رفع نسبة المخصص للعسكرة من الناتج الإجمالي المحلية بنسبة 1.5 في المائة.
ووفق رؤيتها، من الممكن توفير أموال إضافية للدفاع من خلال ميزانية الاتحاد الأوروبي. على سبيل المثال، يمكن للدول الأعضاء أن تستخدم ما يسمى بصناديق التماسك، المخصصة للدعم الإقليمي، لتوسيع قدراتها التسلحية. وبالإضافة إلى ذلك، يعتمد رئيس المفوضية على قروض إضافية من بنك الاستثمار الأوروبي في لوكسمبورغ، الذي مول حتى الآن سلعاً للاستخدام المدني والعسكري، فضلاً عن حوافز المستثمرين من القطاع الخاص. ورأس المال الخاص والأموال الإضافية لبنك الاستثمار الأوروبي، وبالتالي فإن اقتراح فون دير لاين يوفر قرابة 800 مليار يورو.
ترحيب مجمع الصناعات العسكرية
وتثير الإعلانات الصادرة عن بروكسل حالة من النشوة بين المستثمرين في قطاع الأسلحة، وتسجل أسعار أسهم الشركات المصنعة للسلع العسكرية أرقاما قياسية. ويتحدث المحلل كريستوف مينارد من البنك الألماني عن "تحول نموذجي متسارع" في أعقاب الفضيحة بين ترامب وزيلينسكي.
وفي البورصة ارتفع سعر سهم شركة هينسولدت البافارية أخيرا بنحو 43 بالمئة. ويوضح مينارد أن الشركة المتخصصة في الإلكترونيات الدفاعية، والتي تحقق 60 في المائة من مبيعاتها في ألمانيا، هي المستفيد الرئيسي من صندوق خاص آخر للقوات المسلحة الألمانية تم إطلاقه أخيرا. وارتفعت أسهم شركة "راينميتال" المصنعة لناقلات الدبابات بنسبة 25 بالمئة، وشركة رينك المصنعة بنسبة 20 بالمئة. وفي بورصة يورونيكست، برزت مجموعة التكنولوجيا "تاليس" مع زيادة بنسبة 30 بالمئة خلال يومين إلى مستوى قياسي.
**********************************************
مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان
الخرطوم - وكالات
في خطوة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ عامين، أطلق رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك دعوة جديدة تحت اسم "نداء سلام السودان".
تأتي هذه الدعوة في وقت بالغ الحساسية، حيث يواجه السودان تدهورا غير مسبوق في الوضع الإنساني، مع تدمير واسع للبنية التحتية، ونزوح جماعي للسكان، وارتفاع حاد في معدلات الجوع والعنف. حدد حمدوك مجموعة من الخطوات التي تسهم في دفع العملية السياسية والإنسانية للأمام. وأولى هذه الخطوات هي دعوته إلى عقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي. وسيشمل الاجتماع الأطراف الرئيسية في النزاع، وهم: قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان في شمال السودان عبد العزيز الحلو، بالإضافة إلى القائد عبد الواحد نور. ويهدف الاجتماع إلى تحقيق هدنة إنسانية ووقف فوري لإطلاق النار، فضلاً عن إنشاء آليات لبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، في خطوة تهدف إلى وقف التصعيد وتحقيق السلام في البلاد.
***********************************************************
امريكا تنسحب من منظمة الصحة العالمية غير عابئة بالتداعيات
واشنطن - وكالات
أحدث انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية فجوة كبيرة في ميزانية هذه المنظمة التي يوجد مقرها في جنيف. وتمثّل هذه الخطوة تهديدًا للصحة العالمية، بما في ذلك صحة الأمريكيين والأمريكيات.
ويسعى دونالد ترامب، من خلال هذا القرار، إلى الانتقام من هذه المنظمة التي تسهر على وضع المعايير الصحية العالمية، ومراقبة التهديدات الصحية؛ إذ يتهمها بالعجز والتواطؤ مع بكين. وأعلن الرئيس الجمهوري في تموز 2020، خلال ولايته الأولى، في ذروة جائحة كوفيد-19، عن بدء انسحاب الولايات المتحدة منها. لكن أوقف خليفته، جو بايدن، هذا الانسحاب قبل أن يصبح ساري المفعول.
**********************************************
المغرب.. السجن لمدافع عن ضحايا زلزال 2023
الرباط - وكالات
قال محامي الناشط المغربي سعيد آيت مهدي الذي قاد احتجاجات ضد تعامل الحكومة مع زلزال مدمر في أيلول 2023 إن محكمة استئناف مغربية قضت بتشديد عقوبة السجن بحق موكله إلى عام. وتسبب زلزال بلغت قوته 6.8 درجة وكان الأكثر دموية في المغرب منذ 1960 في مقتل أكثر من 2900 شخص وتدمير بنية تحتية والكثير من القرى والمنازل التقليدية المبنية من الطوب اللبن والحجر والخشب في منطقة جبال الأطلس الناطقة بالأمازيغية. ويقود آيت مهدي جماعة من ضحايا الزلزال نددوا بالخلل في توزيع المساعدات. وقال المحامي محمد الغلوسي لرويترز إن الحكم “سيعمق جراح ومعاناة هؤلاء الضحايا الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة الظروف المناخية القاسية من ثلوج وأمطار وبرد قارس كنتيجة لتداعيات الزلزال وهم لايزالون اليوم يقضون لياليهم في الخيام البلاستيكية”.
**********************************************
الصفحة الثامنة
بعد 117 عاما على أول عيد للمرأة النساء العاملات يطالبن بإنهاء التمييز
بغداد – نورس حسن
انبثق اليوم العالمي للمرأة من حراك عمالي ليصبح عيداً سنوياً معترفاً به من قبل الأمم المتحدة. ففي عام 1908، خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع نيويورك الأمريكية مطالبات بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت. وفي العام التالي، أُعلن عن أول يوم وطني للمرأة من قبل الحزب الاشتراكي الأمريكي. وبعد ذلك بعام واحد اقترحت الناشطة في مجال حقوق المرأة "كلارا زيتكن" في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عُقد في كوبنهاغن وحضرته 100 امرأة من 17 دولة، تخصيص 8 اذار يوماً عالميا للمرأة، وليس مجرد يوم وطني. وبالفعل، تحقق أول احتفال بعيد المرأة عام 1911 في كل من النمسا، الدنمارك، ألمانيا، وسويسرا.
ورغم مرور 117 عاماً على ذلك، لا تزال معاناة النساء العاملات في العراق بمختلف القطاعات قائمة، في التمييز بالأجور والمناصب والعمل لساعات طويلة بأجور متدنية وغياب الضمان الاجتماعي، خصوصا للعاملات في القطاع الخاص، وغير ذلك من التحديات التي تواجههن.
تقول نغم نعيم، وهي عاملة في أحد المراكز التجارية التابعة للقطاع الخاص، إن ساعات عملها تتجاوز 10 ساعات يوميا طوال أيام الأسبوع. وأوضحت لـ"طريق الشعب" أن "الأجور التي تُمنح لجميع العاملات في المركز تبلغ 500 ألف دينار شهريا فقط، والجميع يعمل حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع والعطل الرسمية".
وعن الإجازات، أشارت إلى أن "من ترغب في الحصول على يوم استراحة يجب أن تقدم طلبا للحصول على إجازة، مع استقطاع أجرة ذلك اليوم من راتبها الشهري". كما نبهت إلى أن جميع العاملات في المركز غير مشمولات بالضمان الاجتماعي، على الرغم من إقراره رسميا وأن هناك حالات استغناء عن خدمات العاملات بطرق غير منصفة.
من جانبها، تؤكد الناشطة النسوية بتول حمادي أن "المرأة العاملة اعتادت في عيدها العالمي على تلقي التهاني من الجهات المسؤولة دون النظر إلى واقع حالها وما تواجهه من ظروف عمل تعسفية".
وأضافت لـ"طريق الشعب" أن "اليوم العالمي للمرأة جاء نتيجة مطالبة النساء العاملات بتحسين ظروف عملهن، لكن هذه المطالب لم تتحقق بشكل فعلي. التمييز ضد المرأة في الأجور والمناصب لا يزال مستمرا، كما أن النساء يواجهن قيودا إضافية في بيئات العمل، بما في ذلك التحرش والاستغلال المظهري بدلا من تقدير الكفاءة".
وترى حمادي أن الاحتفال بيوم المرأة العالمي خطوة إيجابية، لكنه يبقى منقوصاً في ظل استمرار مطالب النساء العاملات بتحقيق الإنصاف في حقوقهن، سواء في الأجور أو ساعات العمل، مع ضرورة شمول جميع العاملين في القطاع الخاص بالضمان الاجتماعي، ومحاسبة أرباب العمل المقصرين في توفير هدا الحق القانوني لعمال شركاتهم.
بدورها، شددت المحامية انسام الطائي على أهمية تحسين أوضاع النساء العاملات. وقالت لـ"طريق الشعب" بعد أن قدمت تهنئتها للمرأة في عيدها: "رغم الظروف المجتمعية وبيئات العمل الصعبة، تواصل النساء العاملات العمل لضمان حياة كريمة لأسرهن".
وأضافت الطائي أن "النساء العاملات بحاجة إلى تنفيذ فعّال لقانون العمل أكثر من حاجتهن إلى تشريعات جديدة. القانون الحالي يمنح حقوقا منصفة للعمال، بما في ذلك النساء، من حيث ساعات العمل والإجازات السنوية، بما يتلاءم مع احتياجاتهن المجتمعية". لكنها أشارت إلى أن "التقصير يأتي من الجهات التنفيذية، وعلى رأسها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، التي تبرر ضعف الأداء بقلة فرق التفتيش".
وختاماً، يبقى تحسين أوضاع النساء العاملات في العراق مطلباً أساسياً، يتطلب جهداً حقيقياً من الجهات المسؤولة لتنفيذ القوانين النافذة وإنصاف المرأة في عيدها العالمي.
****************************************************
عين المرأة.. إهدِني الاحترام والحماية.. لا الزهور
انتصار الميالي
في كل عام يأتي آذار الربيع والحياة، وفي القلب غصة. فأمامكِ تتناثر حقوقك ومكتسباتك البسيطة كالرماد من بين الاصابع، وكأننا نحن النساء خلقنا لنعاقب ونُمتهن، ونواجه سياط العنف التي تهدد الحاضر والمستقبل، وتسلخ الجلد لتُبقى جسداً ينخره البؤس والمرض. لمجرد كوننا نساء ننتمي لبلدٍ ابتلي بالاحقاد والسياسات الذكورية، التي تقتل الشغف والابداع وكل حركة نحو التقدم والتنوير.
قبل مئة عام واكثر ولد اليوم العالمي للمرأة من رحم الحركة العمالية، ليصبح حدثا سنويا تعترف به الأمم المتحدة، وتقام بمناسبته آلاف الفعاليات على مستوى العالم، وتقام الاحتفالات وتطرح قضايا تشجيع الاندماج والمشاركة في كسر الحواجز، وتحدّي الصور النمطية، والتهيئة لاحترام وتقدير كل النساء وحماية حقوقهن، كذلك لرفض الحروب ومظاهر العنف وتغيير السياسات وتطويرها.
ورغم الخطابات الرسمية والاشادة بالتقدّم، ما زالت النساء والفتيات يدفعن الثمن مضاعفا، بسبب الحروب والعنف والتحرش الجنسي، ويقعن ضحية الأتجار والابتزاز الالكتروني، ويواجهن السياسات التي تنمّط الدور الحقيقي للمرأة، وتصادر حقها بالمشاركة في كافة المجالات.
ويعتبر اليوم العالمي للمرأة عطلة رسمية في بعض البلدان، لكن هل نكتفي باحتفالات تزوّق الازمات وتتجاهل خطورتها؟ وهل سيتم الاعتراف بالنساء وقدرتهن على الصمود في الظروف الصعبة؟ وهل ستتحول الاقوال والخطط والاستراتيجيات عندنا الى أفعال تدعمهن وتمكنهن من مواجهة التحديات، وتعزز دورهن ومساهمتهن في بناء عالم يكرس العدالة والسلام؟
في ظل هذا الواقع تبرز النساء كقوة دافعة للتغيير والتنمية، فهنّ يتحملن المسؤوليات لتحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي لأنفسهن ولمجتمعاتهن. فهن قوة لا تقاس بالأرقام، بل بتأثيرها العميق داخل المجتمع.
في آذار لا تهدونا الازهار الحمراء والارجوانية، بل قدموا للمرأة ما يشيد بإنجازاتها. فالمرأة تستحق دورا وفرصا واحتراما أكبر، وعملا لائقا يحفظ كرامتها وانسانيتها.
*********************************************
قانون يُعرّض حقوق الأطفال للخطر
متابعة - طريق الشعب
أصدرت منظمة (المساواة الآن) بياناً أكدت فيه على أن التعديلات الأخيرة على قانون الأحوال الشخصية العراقي لعام 1959 والذي اثار قلقًا واسع النطاق، وخاصة فيما يتعلق بتأثيرها على زواج الأطفال والشؤون الأسرية الأوسع نطاقًا، لا تهدد حقوق الفتيات اليوم فحسب، بل وتقوض أيضًا مستقبلهن، فيما ستديم هذه التعديلات دورات عدم المساواة والاستغلال والعنف، وتحكّم شيوخ دين بإتخاذ سلطة القرار بشأن مسائل قانون الأسرة، بما في ذلك سن الزواج والطلاق والحضانة، وتُفقد الدولة مركزية السلطة على مواطنيها، مشكّلة خطوة كبيرة إلى الوراء فيما يتعلق بحقوق الأطفال والنساء في العراق. ونقلت المنظمة عن ديما دبوس، ممثلة (المساواة الآن) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها "إن الإطار القانوني الموحد ضروري لضمان الحماية المتسقة لجميع الأطفال والأسر، فيما تخلق تجزئة القوانين ثغرات تقوض رفاهية الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة الفتيات، وتضعف قدرة الدولة على الوفاء بالتزامات حقوق الإنسان الدولية". كما نقلت عن منظمة اليونسيف بأن 28 في المائة من الفتيات العراقيات يتزوجن قبل سن 18 عامًا، و7 في المائة منهن قبل سن 15 عامًا، وهي ممارسات ضارة، يعتقد المراقبون بأن هذه التعديلات ستساعد على تكريسها، خاصة وقد أكدت المعطيات على أن مخاطر العنف القائم على الجنس، بما في ذلك الاغتصاب الزوجي والعنف المنزلي، مرتبط بزواج الأطفال وبعدم تطبيق نظام قانوني موّحد وبتباين تفسيرات القانون. وأكدت المنظمة على إنها وجميع المنظمات المشابهة تقف بحزم ضد أي مساس بحقوق النساء والفتيات، وتطالب بإصلاحات شاملة لقانون الأسرة مع إعطاء الأولوية للمساواة والسلامة والعدالة. وطالبت المجتمع الدولي بالتضامن مع النساء والفتيات العراقيات، وحث المشرعين على الوفاء بالتزاماتهم في مجال حقوق الإنسان، والعمل على إنشاء نظام قانوني موحد يعطي الأولوية لسلامة الأطفال والنساء وتعليمهم واستقلاليتهم.
هذا ويذكر أن منظمة (المساواة الآن) تعمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم لمعالجة التمييز في قوانين الأسرة.
*********************************************
8 آذار: يوم الدفاع عن حقوق النساء والفتيات متابعة
- طريق الشعب
في بيان له صدر قبل أيام، اعتبر اتحاد النساء السويديات، الثامن من أذار مناسبة للفرح في العالم وفرصة للتعاطف والتضامن والدفاع عن حقوق المرأة وحرياتها وبشكل خاص المساواة في الحقوق مع الرجل، وضد كل أشكال الظلم والعبودية والتفرقة على أساس الجنس، وضد اكتساب المتطرفين اليمينيين والمعادين للنسوية المزيد من السلطة السياسية، ليس في أفغانستان والصومال وغيرها من دول العالم النامية أو التي تعيش حروباً طاحنة كفلسطين والكونغو، بل وأيضاً في الدول الغنية كالولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوربي.
وأضاف البيان إلى إنه ورغم الكثير من الصعاب والتحديات، ونجاح بعض القوى المناهضة للديمقراطية من استصدار قوانين معادية لحقوق النساء، كما جرى مؤخراً في العراق، فإن نضال المرأة ينمو في العدد والقوة والتأثير ويتقدم بوحدة كل الأحرار في العالم، ويحفزه عيد المرأة ويوقد في طريقه شموع التواصل والإصرار.
*************************************************
بقاء المرأة حبيسة المنزل نصف اقتصاد البلاد في ركود واهمال
حوراء فاروق
تُعد المرأة نصف المجتمع، ويفترض أن يمتد دورها الحقيقي إلى ما هو أبعد من ذلك، فهي أيضا نصف الاقتصاد على الرغم من أن مساهماتها الاقتصادية غالبا ما تُهمل أو تُعتبر غير رسمية، لأن الدور الذي تلعبه داخل المنازل، والذي يظل ركيزة أساسية في بناء المجتمعات واستدامة الاقتصاد، لا يحظى بإهتمام وتقييم كافيين ولا يدرج ضمن الناتج المحلي الإجمالي أو الحسابات الاقتصادية التقليدية.
وتؤدي النساء داخل المنازل، أدوارا متعددة تشمل الرعاية الأسرية، التعليم، إدارة الموارد، وإنتاج الخدمات التي يستفيد منها أفراد العائلة. هذا العمل غير المدفوع الذي تقدمه المرأة يشكل أساسا لاستقرار الأسر والمجتمعات. فوفقا لتقديرات البنك الدولي، تصل القيمة الاقتصادية للعمل غير المدفوع الذي تقوم به النساء في بعض الدول إلى 10-39 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي العراق، كما في العديد من الدول الأخرى، يُنظر إلى المرأة كعنصر فعال يساهم في الاقتصاد بطرق مباشرة وغير مباشرة. وتشتد أهمية هذا الدور خاصة في إدارة المنازل، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حين تتولى النساء مسؤولية إدارة موارد الأسرة المحدودة بمهارة، ويقدمن حلولا مبتكرة للتعامل مع الأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة. ورغم أن هذه الأدوار تُعتبر "تقليدية"، إلا أنها تسهم بشكل مباشر في تعزيز الاقتصاد المحلي.
العمل المنزلي غير المرئي
تكمن المشكلة الكبرى في أن العمل الذي تقوم به المرأة داخل المنازل غالبا ما يُعتبر غير مرئي وغير معترف به رسميا. فالطبخ، والتنظيف، ورعاية الأطفال أو كبار السن هي أنشطة تُعتبر جزءا من الواجبات الأسرية التقليدية، لكنها في الواقع خدمات اقتصادية حقيقية تساهم في توفير الوقت والموارد للمجتمع.
ولو تم قياس هذه الجهود بالقيمة السوقية، فإنها ستكشف عن مساهمات ضخمة في الاقتصاد. فمثلا، إذا تم تقييم عمل المرأة في الطهي أو تقديم الرعاية بأجر مماثل لتلك الخدمات في السوق، فإن القيمة الإجمالية ستكون مذهلة. ولكن، وبسبب غياب الاعتراف الرسمي، تظل هذه المساهمات خفية وغير مدرجة في الحسابات الاقتصادية.
المرأة والاقتصاد غير الرسمي
إلى جانب العمل المنزلي، تشارك النساء في العراق بشكل كبير في الاقتصاد غير الرسمي. فالعديد منهن يعملن من المنزل في مجالات مثل الخياطة، الطهي، أو صناعة الحرف اليدوية، لتأمين دخل إضافي يعزز استقرار الأسرة. هذه الأنشطة توفر فرصا اقتصادية مهمة لكنها تواجه تحديات عديدة، مثل غياب الدعم الحكومي، وافتقارها إلى الحماية القانونية والاجتماعية.
وتعمل النساء أيضا على إنتاج الغذاء في المناطق الريفية من خلال الزراعة المنزلية، وهو أمر يسهم في تحقيق الأمن الغذائي للأسر، لكنه لا يُحسب ضمن الإحصاءات الرسمية. هذا التداخل بين الأدوار المنزلية والمهنية يجعل من المرأة عنصرا مركزيا في الحفاظ على توازن الاقتصاد المحلي.
التأثير الاجتماعي والاقتصادي
لا يقتصر تأثير المرأة على الجانب الاقتصادي فقط، بل يمتد إلى الجانب الاجتماعي أيضا. من خلال دورها في تربية الأطفال وتعليمهم القيم والمهارات، والمساهمة في إعداد أجيال قادرة على المساهمة في المجتمع والاقتصاد. كما أن إدارة المرأة لموارد الأسرة تلعب دورا في تقليل الإنفاق الزائد وتحسين الكفاءة الاقتصادية للأسرة. ويبقى التحدي الأكبر في أن هذه الجهود غالبا ما تُعتبر جزءا من "التزامات المرأة"، بدلا من أن يتم الاعتراف بها كعمل اقتصادي مشروع يستحق الدعم والتقدير.
كيف يمكن الاعتراف بدورها الاقتصادي؟
لإبراز الدور الاقتصادي للمرأة داخل المنازل، هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات عملية لتحويل العمل المنزلي غير المدفوع إلى قوة اقتصادية معترف بها من خلال:
- تعزيز الوعي العام عبر حملات توعية تسلط الضوء على قيمة العمل المنزلي ودوره في استدامة الاقتصاد.
- دعم الأعمال المنزلية عبر تقديم الدعم الحكومي للنساء اللواتي يعملن من المنزل، مثل توفير قروض صغيرة أو تدريبات مهنية، يمكن أن يساهم في تحسين ظروفهن الاقتصادية.
- توفير الحماية الاجتماعية، فالنساء اللواتي يقدمن العمل المنزلي بحاجة إلى ضمانات اجتماعية مثل التقاعد أو التأمين الصحي، مما يعكس التقدير لمساهماتهن الاقتصادية.
- إدماج المرأة في الاقتصاد الرسمي من خلال تمكين النساء من الدخول إلى سوق العمل مع توفير بيئة عمل مرنة تراعي التزاماتهن الأسرية.
وأخيرا رغم كل التحديات التي تواجهها المرأة العراقية، فإن دورها الاقتصادي، سواء من خلال العمل المنزلي أو المشاركة في الاقتصاد غير الرسمي، لا يمكن تجاهله حيث تبقى المرأة قوة اقتصادية لا غنى عنها. ولهذا فإن الاعتراف الرسمي بمساهماتها، يمكن أن يحقق توازناً أكبر بين الأدوار المنزلية والمهنية للنساء، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وازدهارا.
ويجب أن لا يكون الاعتراف بأن "نصف الاقتصاد موجود في المنازل" مجرد شعار، بل هو دعوة لتغيير النظرة التقليدية لدور المرأة، والتأكيد على أن مساهمتها في الاقتصاد تبدأ من داخل المنزل، لكنها تمتد لتشمل المجتمع بأسره.
*******************************************
عيد المرأة والتعديلات المجحفة
يأتي عيد المرأة العالمي كتذكير بنضال النساء المستمر عبر التاريخ من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية. لكن في العراق، يتزامن هذا اليوم مع استمرار معاناة المرأة من القوانين المجحفة التي تنال من حقوقها، وأبرزها التعديلات الأخيرة غير المنصفة التي فرضتها قوى المحاصصة الطائفية والفساد على قانون الأحوال الشخصية.
تعرض هذا القانون، الذي يُعد واحدا من أهم مكاسب المرأة العراقية، لتعديلات تسعى إلى تقويض حقوقها الأساسية في إباحة تزويج الطفلات، والحضانة والميراث، ما يعيدها خطوات إلى الوراء في نضالها من أجل المساواة. إن تعديلات قانون الأحوال الشخصية لا تخدم سوى تعميق الفجوة بين الجنسين وترسيخ التمييز في مجتمع يعاني أصلا من تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
وأخيراً، يجب أن يكون عيد المرأة مناسبة للاحتفاء بنجاحات النساء ومراجعة التشريعات لضمان إنصافهن، لا فرصة لتقييدهن. وإن دعم المرأة يبدأ أولا من احترام حقوقها القانونية وتعزيز مكانتها كمواطنة متساوية في الحقوق، لا بفرض قوانين تستمد شرعيتها من عادات تهمّش دورها الاساسي. إن على الجهات المعنية أن تتخذ من هذا اليوم فرصة لإعادة النظر في هذه التعديلات الجائرة، والعمل على حماية مكتسبات المرأة العراقية بدلاً من تقويضها. والمرأة ليست بحاجة إلى كلمات تهنئة فارغة، بل إلى أفعال تنصف حقوقها وتؤكد مكانتها في بناء المجتمع.
المحرر
**************************************************
الصفحة الثامنة
بيان رابطة المرأة العراقية.. بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وذكرى التأسيس.. تراجع حقوق المرأة الأساسية .. تراجع للتقدم والتنمية
في العراق
نستعد لأستقبال اليوم العالمي للمرأة (8 آذار) وهو اليوم الاممي للتضامن من اجل تعزيز حقوق المرأة والدفاع عنها، يوم لأستذكار رائدات الحركة النسوية العالمية والعراقية خصوصا، ولتعريف الاجيال بنضالات المرأة في مجال حقوق الإنسان الذي خاضته الملايين للمطالبة باحترام حقوقهن وحقوق الآخرين، وتغيير الواقع نحو التقدم والعدالة، واجهن خلالها وفي كل محطة تحديات وردود فعل عنيفة، لكن النساء لم تتوقف عن تحقيق الانجازات الكثيرة.
العراقيات صُدمنَّ بالتراجع على مستوى التشريعات والحقوق الأساسية، ونسف المكاسب التي حققتها نضالاتهن الطويلة والمستمرة، ضمن منهجية ذكورية تتجه صوب السيطرة على قرارات النساء، وحصر ادوارهن بالإنجاب والأسرة، ولازالت النساء تعيش أوضاع استثنائية تحمل المزيد من الانتهاكات مع غياب القوانين الرادعة لكل أشكال العنف.
الثامن من آذار يزيدنا ألهاماً بالتاريخ النضالي للحركة النسوية في العراق، والذي لعبت رابطة المرأة العراقية فيه دورا رياديا منذ تأسيسها في 10 آذار 1952وحتى اليوم، كنّ الرابطيات في طليعة العاملات على زيادة الوعي داخل الاسرة وفي المجتمع، وقدمن التضحيات للدفاع عن الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية، وأذ نحتفل بالذكرى (73) لتأسيسها بالرغم من العديد من العوائق، يواصلن الرابطيات العمل الدؤوب في بغداد والمحافظات وخارج العراق، يحشدن ويناضلن ويتظاهرن لحماية حقوق الانسان وحقوقهن، ولتحقيق آمالهن في ازدهار ورفاهية الاسرة وتنمية المجتمع وتقدم البلد.
التراجع في الحقوق والتدابير الرجعية للنيل من المكتسبات، لن يمنعنا من الاحتفال بأعياد المرأة وبأهمية التضامن النسوي ووحدة النضال الاممي، كون النساء ركيزة اساسية في مجالات الحياة كافة ويتشاركن نفس الهموم على مستوى العالم ، وبهاتين المناسبتين الملهمتين سنواصل المسيرة ونضاعف التعاون والعمل المشترك لحماية المكاسب المهمة، والتشجيع لأحترام حقوق المرأة وإنهاء التمييز والعنف ضد النساء بتشريع قانون يجرم مرتكبيه، والحد من الاستبداد الذي يلحق أضرارا كبيرة على المدى القصير بحقوق النساء، ومناهضة زواج الطفلات الذي يحرم الفتيات من تعليمهن، والتأثير الاقتصادي الذي يجعل الفتيات يعملن بسن مبكرة وفي اشغال تعرضهن للأساءة، فكلُّ هذه القضايا تؤكد فشل تحقيق خطة التنمية المستدامة2030 في العراق.
ونحن نُحيي نضالات النساء العراقيات ونفتخر بعطائهن نتقدم بالتهنئة لهن جميعاً ، ونؤكد على ان الوجود السياسي الحقيقي للمرأة هو المعيار الذي يحفز النساء والفتيات على الإيمان بأنفسهن، وتطوير الطموح والثقة والرغبة بالمشاركة في كافة المجالات دون تمييز أو تهميش وأقصاء، ولابد من تحقيق العدالة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات وشروط الخدمة في سوق العمل، ومعالجة الظروف القاسية التي تعيشها النساء الريفيات والارامل والمطلقات وذوات الهمم، عبر انشاء مراكز تحقق التوازن، وتهيئة مراكز للتدريب والتمكين وتطوير مهاراتهن، ووحدات لتوظيف النساء وتوفير فرص العمل المناسبة لهن، والسعي إلى خلق بيئة عمل تُقدر فيها المرأة بهدف تقليل التفاوت مستثمرين وجودها في دعم وتنمية الاقتصاد الوطني، والتحفيز لتعزيز الصورة الإيجابية عن عمل المرأة في بيئة العمل، ونتمسك بتجديد رفضنا لقانون الاحوال الشخصية الذي صادق عليه البرلمان العراقي، لعدم تطابقه مع روح الدستور والتزامات العراق الدولية، ولما يحمله من نصوص ستكون خاضعة لأجتهادات لن تخلو من الاستغلال والامتهان.
عاش الثامن من آذار عيدا أمميا يوحد نضالات نساء العالم
عاشت الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس رابطة المرأة العراقية
كل عام ونساء العالم ونساء العراق شامخات بعطائهن وانجازاتهن الانسانية
كل عام ونحن نواصل المسيرة نحو عالم خال من العنف والحروب وينعم بالسلام والعدالة
رابطة المرأة العراقية
5 آذار 2025
*****************************************************
لمناسبة عيد المرأة العالمي في 8 آذار.. ما زال {سلطان الحريم} فاعلاً وإن اختفى {حريم السلطان}
جمال العتّابي
" موقف الرجل من المرأة يدلّني على أي نموذج من البشر هو...؟
ومن فهمه لدورها في حياته وفي الحياة العامة نعرف ما معنى الحرية عنده...
الرجال في مواجهة المرأة " أما خصومها، أو أنصارها، أو عشاقها."
الموقف مختلف من حقوق المرأة ودورها في المجتمع باختلاف الثقافات والتربية والمعتقدات الشخصية، ويتفاوت بشكل كبير حسب السياق الثقافي، الديني، والسياسي لكل مجتمع أو بلد. على الرغم من أن هناك تقدماً في حقوق المرأة في بعض البلدان، إلا أن العديد من التحديات ما تزال قائمة في مجالات عديدة مثل القيود القانونية والحقوقية، الفرص الاقتصادية، التعليم، المشاركة السياسية.
بينما يزداد وعي الرجل في المجتمعات المتقدمة بأهمية مشاركة المرأة في الحياة، وتشهد العديد من البلدان تقدماً كبيراً في هذا الميدان، إذ توجد جهود مستمرة لإلغاء القيود الموروثة، ومنح المرأة المزيد من الحرية في اتخاذ القرار.
خصوم المرأة لا يرون في المرأة أية ميزة، إنها في نظرهم إنسان مختلف ومتخلف أيضاً، أو أنها بتركيبها المعقد أسهمت في تشوش النظرة اليها، وأنصارها يرون أنها لا تختلف عن الرجل، هي أقدر على احتمال الألم والمرض، وأطول عمراً من الرجل، يدفعونها إلى الحرية والعمل. وعشّاقها يرون فيها ينبوعاً رائعاُ للجمال والمتعة، والحياة بغيرها مستحيلة، وأن السماء قد أهدت البشرية حواء وبناتها لإشاعة الحب في العالم.
من المفارقات الغريبة أن يقف الفلاسفة خصوماً للمرأة، إذ هيمن الرجل تاريخياً على تاريخ الفلسفة. ستعتقد المرأة أن هؤلاء في خطابهم التنويري، التحرري، يدعونها إلى التحرر من الثقل التاريخي والاجتماعي المكبّل لقيمتها الإنسانية، ولكن حين تقرأ مقولاتهم عن المرأة في مواضع أخرى، ستصاب بالدهشة والعجب، حين تواجه آراءً مناقضة تماماً لأفكارهم الأخرى.
وقد يفاجأ المرء إذا علم أن الفيلسوف اليوناني أرسطو يقول: أن المرأة لا تصلح إلا للإنجاب، إنها لا يمكن أن تمارس الفضائل الأخلاقية مثل الرجل، فهي مخلوق مشوّه انتجته الطبيعة، أمّا افلاطون فيرى أنها أدنى من الرجل في العقل والفضيلة، وكان يأسف أنه ابن امرأة ويزدري أمّه لأنها أنثى، أمّا معلمهم سقراط "شهيد الدفاع عن المبدأ" كان يرى أن المرأة مثل الشجرة المسمومة التي يكون ظاهرها جميلاً، لكن الطيور تموت حين تأكل من ثمرها.
الفيلسوف اليوناني "سقراط" ترك ظله الكثيف على الحضارة الغربية، كان رجلاً دميماً، يؤمن بأن العقل هو المعيار الحقيقي في الموقف من الإنسان، وليس جنس المرأة، ورأى ان المرأة والجسد والحس شرور ينبغي أن يتخلص منها الإنسان، فاستبعدها من دنيا الحياة العقلية.
لم يختلف الأمر كثيراُ عقب العهد اليوناني بل استمرت النظرة ذاتها مع عدد من التحويرات في كتابات العديد من الفلاسفة: "روسو" و"كانت"، أمّا "نيتشه" فيرى المرأة ما تزال في أفضل الأحوال حيواناً كالقطط والكلاب والأبقار، وأنها تتآمر مع كل أشكال الانحلال ضد الرجل. بينما كان "شوبنهاور" أكثر بؤساً في حياته وأكثر بغضاً للمرأة بسبب موقفه من فجور أمّه.
قبل ذلك شهدت العصور القديمة منذ عصور الفراعنة والفرس ظاهرة "الحريم" وأصبحت أكثر شهرة في العصور الإسلامية، خصوصاً في الدولتين العباسية والعثمانية، كانت تلك أبشع صورة لاستغلال المرأة: جمع أكبر عدد ممكن من " العشيقات" في مكان واحد، وترويضهن للقاء صاحب الحريم: السلطان أو الوالي أو السيد أو شيخ القبيلة. المرأة سلعة ومتعة لا يستغنى عنهما، إنها جزء من ممتلكات الرجل، والزواج ليس إلا عقداً للانتفاع المشترك بين ذكر وانثى. (آخر السلاطين العثمانيين عبد الحميد الثاني، كان يحتفظ بأربعمائة جارية عشيقة)، عقدة عقول السلاطين العفنة تتداخل فيها عشقهم للمرأة واحتقارها في آن واحد، عشق جسدها واحتقار عقلها.
لا يمكن وفق ما سبق أن نعدّ النظرة تجاه المرأة موقفاُ انفعالياً فردياً، بل هو نتيجة لترسّخ النظرة الذكورية التي لا ترى في المرأة كائناً يستطيع التفكير بصرامة وبمنهجية رصينة.. ومن عدم الدقة أن نعمم النظرة الانتقامية للمرأة في الحقل الفلسفي حين تكون هناك استثناءات تجاوزت حدود النظرة السائدة نحو آفاق أرحب وأكثر نقدية تمثلت في تصورات "ابن رشد" الذي عاش في القرن الثاني عشر، أي قبل قرون من ظهور فلاسفة التنوير، فقدّم في زمانه تصوراً لم يماثله فيه أحد، انتصر فيه ابن رشد للعقل، ليس انتصاراً على طريقة "كانت" التي استثنت المرأة بل انتصاراً للعقل الإنساني برمّته.
لا فرق بين الرجل والمرأة في الغاية الإنسانية برأي ابن رشد، الفرق الوحيد هو في احتمال الكدّ الجسماني، في حين أن النساء أكثر حذقاً في فنون أخرى: التصوير، الموسيقى، الرعاية والتمريض، وجب على النساء أن ينلن التربية نفسها التي يحظى بها الرجال، والمساواة في الأعمال الأخرى.
علينا أن نتأمل ما قدمّه ابن رشد قبل أكثر من عشرة قرون في أحد نصوصه البليغة إذ يقول: تختلف النساء عن الرجال في الدرجة، لا في الطبع، وهنّ أهل لفعل جميع ما يفعل الرجال من حرب وفلسفة ونحوهما، بينما ما تزال المرأة تواجه صعوبة الحياة في القرن الحادي والعشرين، محرومة من حقوقها الأساسية من قبل الأنظمة والمجتمعات المتخلفة. تعاني من مشاكل اجتماعية خطيرة مثل: العنف المنزلي، التحرش الجنسي، الاعتداء النفسي والجسدي.
في الضد من آراء ابن رشد، كان الفيلسوف الغزالي أكثر تشدداً في نظرته للمرأة، إذ يرى أن دورها الأساس يكمن في المنزل ورعاية الأسرة، وعدّها ناقصة العقل والدين مقارنة بالرجل، وعليها أن تلتزم بدورها ووظيفتها بعيداً عن المجالات العامة.
إذا كان "حريم السلطان" قد اختفى أو تراجع كثيراً في بلدان العالم، فان " سلطان الحريم" ما زال قائماً وفاعلا في القوانين الجائرة والتشريعات والثقافة والسلوك ونمط الحياة والتقاليد الاجتماعية، والموروث المتخلف، ومصادرة الحرية الشخصية، ما زال المعنى راسخاً في العقول.
****************************************************
الى عائدة ياسين
- الواهبات
أمهات العراق
باسقات النخيل
يلدن هذا الشهر عسل
******
- هذا فصل الطلع والزهر
هذا فصل الحنطة والشعير
اصنعوا لعائدة
قلادة من فل وياسمين
واصنعوا الخبز للجائعين
******
- الواهبات
أمهات الشيوعيين
لتكن كلمتكم الفصل
وطن حر وشعب سعيد
كلمتنا هذا
مليكة الكلمات
***********************************************
الصفحة التاسعة
اتفاقية حقول كركوك مع شركة بريتيش بتروليوم ملاحظات وتساؤلات واقتراحات
احمد موسى جياد
وقعت وزارة النفط الاتحادية العراقية والشركة البريطانية مؤخرا اتفاقية وصفتها الوزارة "المشروع الستراتيجي المتكامل" واعتبرتها الشركة "اهم ما توصلت اليه خلال العشرين سنة الأخيرة". لم تنشر اية تفاصيل وتبقى الاتفاقية سرية لغاية تاريخه!! ولكنها، بموجب ما متوفر من معلومات، تمنح الشركة البريطانية تموضع استراتيجي مهم مسيطر على انتاج النفط والغاز في شمال العراق، من حيث ضخامة حجم الاحتياطيات النفطية المؤكدة ومستويات الانتاج المتوقعة وربما الجوانب التسويقية للنفط الخام وضمن شروط تعاقدية لصالح الشركة.
تتكون هذه المداخلة الموجزة من ثلاثة اقسام: يتضمن الاول منها مضامين الاعلان الرسمي لوزارة النفط عن هذه الاتفاقية وما نشر عنها في المصادر الدولية النفطية المتخصصة. يوفر القسم الثاني خلفية مهمة للموضوع. اما القسم الثالث فيتضمن ملاحظات وتساؤلات ومناقشة ما ورد في القسمين الاول والثاني.
القسم الأول: إعلانات وتصريحات
بعد حوالي أثني عشر عاما، من التواصل والانقطاع، تم في بغداد يوم الثلاثاء، 25 شباط 2025، توقيع اتفاق تأهيل وتطوير حقول كركوك الأربعة، بين شركة نفط الشمال التابعة لوزارة النفط، وشركة بريتش بتروليومBP، وذلك بحضور كل من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير النفط حيان عبد الغني السواد.
اكتفت وزارة النفط بإصدار بيان مقتضب جدا اقتصر على عموميات هذا "المشروع الستراتيجي المتكامل" الذي يشمل " تطوير حقول كركوك الأربعة الرئيسة (باي حسن، وكركوك بقبتيه (بابا وأفانا)، وجمبور وخباز)، بما يضمن استثمار الغاز المصاحب وكذلك تأهيل وتوسعة منشآت الغاز في شركة غاز الشمال وإنشاء محطة كهرباء بطاقة ٤٠٠ ميكا واط"، دون ذكر أية معلومات أساسية عن " القضايا الفنية والشروط التعاقدية، بضمنها الموديل الاقتصادي للمشروع، استناداً إلى مذكرات التفاهم التي جرى توقيعها في لندن، التي استهدفت ضمان أفضل الشروط والمنافع التعاقدية للجانب العراقي"، التي ذكرها بيان الوزارة. [1]
بالمقابل، بدأت مصادر الصناعة النفطية الدولية بالإفصاح عن بعض المؤشرات الأساسية والمهمة المتعلقة بهذا الاتفاق، رغم ان تلك البيانات لازالت بعيدة جدا عن التحديد المباشر والكمي لتلك الجوانب. ان اهم ما ذكر لغاية تاريخه نشر على المواقع الالكترونية المعنية بالشأن النفطي وهي IBN [2] و Upstreamonline [3] OGJ [4]
يمكن تلخيص ما ذكر في تلك المصادر النفطية الدولية بما يلي:
أولا: تعتبر هذه الاتفاقية من اهم ما توصلت اليه شركة بي بي خلال العشرين سنة الأخيرة؛ لأنها، على حد تعبير موراي اجنكلوس Murray Auchincloss المدير التنفيذي للشركة ونائبه William Lin ، تستند على مصادر/احتياطات ]بترولية[ هائلة، وتكاليف استخراج منخفضة، توفر فرصة رائعة لاستخدام مؤهلات الشركة في إدارة الحقول، وتمكن الشركة من اخذ وارسال المنتج حيثما تريد، وانها تتوافق مع أولويات الشركة وترسخ تموضعها الدولي.
ثانيا: ترتبط عوائد شركة بي بي BP's remuneration بالمتغيرات التالية: 1- حجم الإنتاج المتزايد/المضاف incremental production volumes ، 2- الأسعار والكلف price and costs (أي أسعار النفط/الغاز وكلف الانتاج)، 3- السماح للشركة "حجز" حصة في الانتاج والاحتياطي النفطي تناسبا مع عوائدها من تحقيق الزيادة في الإنتاج allowing the company to book a share of production and reserves proportionate to the fees earned for helping increase production ، 4- يحقق معيار عوائد الاستثمار للشركة meets BP's investment returns criteria.
ثالثا: يتوقع ان يكون مجموع انتاج النفط والغاز اكثر من 3 بليون برميل معادل كتقدير اولي، ولكن توجد فرصة أوسع لانتاج 20 بليون برميل معادل.
رابعا: بما ان جميع الحقول المشمولة بهذه الاتفاقية تعود لشركة نفط الشمال وان الاتفاقية تعنى ايضا بالغاز المصاحب المنتج من تلك الحقول فانه من الناحية التنظيمية الهيكلية، سيتم تشكيل هيكل تنظيمي للمشغل الجديد new operator الذي يتكون من شركة نفط الشمال وشركة غاز الشمال وشركة منفردة standalone لترعى مصلحة وحصة بي بي. يتكون كادر المشغل الجديد من منتسبين من كل من شركتي نفط وغاز الشمال ومنسبين من شركة بي بي.
خامسا: اضافة الى ما تضمنه بيان الوزارة من نشاطات تتعلق بتاهيل وإعادة تطوير الحقول والمنشئات السطحية والطاقة الكهربائية، اشارت المصادر الأخرى الى موضوع حقن الماء واحتمالية الاستثمار في النشطات الاستكشافية في مناطق الحقول المشمولة او القريبة منها.
القسم الثاني: خلفيات الموضوع
لا شك سيواجه المتابع وحتى المتخصص معضلة في تفهم وتقدير مدى تاثر مصلحة العراق من هذه الاتفاقية في ضوء عدم نشر ما يكفي من معلومات وخاصة من قبل وزارة النفط. ولتسهيل الامر يتم في ادناه تقديم عرض موجز ومهم لخلفية الموضوع.
حسب البيانات الرسمية لوزارة النفط وتصنيفاتها، المعلنة، كما في 1 كانون ثاني 2010، يعتبر حقل كركوك عملاق فائق- Supper Giant وحقل باي حسن عملاق- Giant وحقل جمبور كبير جدا-Very Large وحقل خباز كبير-Large .
يبلغ مجموع الاحتياطي المتبقي الثابت RPR لهذه الحقول الأربعة حوالي 12.1 بليون برميل.
تم عرض كل من حقلي كركوك وباي حسن في جولة التراخيص الأولى، ولم يتم عرض حقلي جمبور وخباز في أي من جولات تراخيص وزارة النفط كافة. في ضوء بيانات جولة التراخيص الأولى كان مجموع الإنتاج (الحالي- في حينه) لحقلي كركوك وباي حسن حوالي 550 الف برميل يوميا، وقدر خط انتاج الشروع فيهما حوالي 585 الف برميل يوميا. اما انتاج الذروة الأدنى لكلا الحقلين والذي حددته وزارة النفط فكان بحدود 820 الف برميل يوميا، في حين ان ما قدمته الشركات الدولية فقد تجاوز 1.2 مليون برميل يوميا.
تضمن ائتلاف الشركات النفطية الدولية لحقل كركوك كل من شركة شل (المشغل وبحصة 40.2%) والشركات الصينية Sinopec و CNPC بحصة 24.9% لكل منهما والشركة التركية TPAO بحصة 10%). اما ائتلاف حقل باي حسن فتضمن شركة كونوكوفلبس الامريكية (المشغل وبحصة 50%) والشركات الصينية CNOOC بحصة 30% وSinopec بحصة 20%.
في هذا المجال لابد من ذكر الملاحظات التالية: الأولى عدم اهتمام شركة بي بي في هذين الحقلين في حينها، وقد يعود السبب في ذلك هو تركيزها على حقل الرميلة. والثانية كثافة اهتمام الشركات الصينية في كلا الحقلين، والثالثة ان شركة شل قد وقعت مذكرة تعاونMoC مع وزارة النفط للفترة من بداية آذار 2006 الى نهاية عام 2008 تتعلق حصرا بحقل كركوك. علما ان الأصول التاريخية لشركتي شل وبي بي هي من اكتشفت وطورت قبة بابا في حقل كركوك في عشرينيات القرن الماضي!
لم تتم إحالة أي من الحقلين بسبب التباين بين مستويات أجور الخدمة المطلوبة من قبل الشركات النفطية والمعروضة من قبل وزارة النفط: فقد طلب ائتلاف شل/كركوك أجور خدمة قدرها 7.89 دولار للبرميل، مقابل ما عرضته وزارة النفط البالغ 2 دولار للبرميل، وطلب ائتلاف كونوكوفلبس/باي حسن أجور خدمة قدرها 26.7 دولار للبرميل، مقابل ما عرضته وزارة النفط البالغ 4 دولار للبرميل. هذا يعني ان عدم الإحالة لم تكن بسبب طبيعة عقود الخدمة، كما يحلو للبعض ان يذكرها، بل كانت حصرا بسبب التباين الواسع في أجور الخدمة.
اما ما يتعلق بحقلي جمبور وخباز فان الاحتياطي المؤكد لهما يقدر رسميا بحوالي 680 مليون برميل و417 مليون برميل على التوالي.
ولكن بسبب الاحداث المؤثرة للغاية التي عصفت بمنطقة نشاطات شركتي نفط وغاز الشمال والتوقف المتكرر في عمليات تصدير النفط من كركوك الى جيهان التركية فقد تاثرت معدلات الإنتاج للحقول الأربعة المذكورة الى حد كبير جدا.
لمعالجة الموقف وقعت وزارة النفط مذكرة تفاهم مع الشركة البريطانية في شهر كانون ثاني 2018 لتطوير حقول كركوك النفطية. كان هدف المذكرة، حسب مدير الشركة في العراق في حينه مايكل تاونسند، قيام الشركة بعمليات المسح واعداد الدراسات المطلوبة من اجل العمل على تطوير الحقول النفطية في كركوك وزيادة الانتاج منها الى معدلات تصل الى (750) الف برميل باليوم. [5]
وفي منتصف عام 2019 أعلن وزير النفط، ثامر الغضبان، عن اعداد الوزارة خطة للنهوض بانتاج حقول كركوك من 400 الف الى مليون برميل يوميا من النفط الخام. لكنه لم يحدد الإطار الزمني للبدء وانجاز تلك الخطة، كما انه لم يذكر موضوع استثمار الغاز المصاحب. [6]
اما ما يتعلق بصادرات النفط بواسطة أنبوب كركوك-جيهان فتشير بيانات سومو الى تذبذب حجم التصدير بين مستويات منخفضة جدا والتوقف التام منذ منتصف عام 2014 ولغاية تاريخه، واستخدام أنبوب الإقليم لتصدير كميات محدودة من انتاج شركة نفط الشمال وبوتائر متذبذبة.
القسم الثالث: ملاحظات وتساؤلات واقتراحات
في ضوء ما تقدم يمكن تسجيل بعض الملاحظات والتساؤلات والاقتراحات التي لابد منها، وأتمنى قيام وزارة النفط التعقيب عليها وتوضيحها وتوفير البيانات المطلوبة لهذه الاتفاقية.
أولا: لماذا هذا التعتيم المطبق وانعدام الشفافية
يذكر بيان وزارة النفط المشار اليه أعلاه الى "مذكرات التفاهم التي جرى توقيعها في لندن، التي استهدفت ضمان أفضل الشروط والمنافع التعاقدية للجانب العراقي".
هذا جيد، ولكن ما هي المؤشرات والأدلة المادية الثبوتية لدعم هذا الادعاء! لا توجد!!
المؤسف جدا عدم قيام الوزارة بتقديم اية معلومات او بيانات على الاطلاق عن الشروط والضوابط التعاقدية التي تم الاتفاق عليها لضمان اعلى مصلحة للشعب العراقي، كما شدد عليه الدستور العراقي النافذ. ومن الجدير بالذكر ان انعدام الشفافية التام في تعاقدات وزارة النفط اصبح من ابرز ممارسات الحكومة الحالية في عقد الاتفاقيات والعقود التي يمكن اعتبارها "سرية"، رغم ان ذلك يشكل مخالفة واضحة صارخة لالتزامات العراق الدولية بهذا الخصوص، بل وحتى منهاج الحكومة. فاذا كان هذا المشروع استراتيجي ومتكامل وانه يهدف الى ضمان أفضل الشروط والمنافع التعاقدية للجانب العراقي، فما هو المنطق السياسي او القانوني او الاقتصادي او الامني الذي يبرر السرية المقيتة لمثل هذه التعاقدات المهمة والمؤثرة. وللمفارقة ان وزير النفط هو رئيس هياة أمناء مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية في العراق، التي من اهم متطلباتها هو الإفصاح التام عن العقود والاتفاقيات النفطية التي تم التوقيع عليها، وان ممثلي الشركة البريطانية وشركة توتال انرجيز الفرنسية امناء في الهيأة المذكورة ا!!!
كما سيتضح ادناه، اعتقد ان الشروط التعاقدية الحاكمة لهذه الاتفاقية معقدة وطويلة وتفصيلية وحمالة للتفسير المتباين وقد تتضمن التزامات او ضوابط لم يعهدها الجانب العراقي المفاوض وخاصة الجوانب القانونية التعاقدية ومستلزماتها التنفيذية. وعليه ادعو كل من وزارة النفط والشركة البريطانية الافصاح الكامل عن مكونات الاتفاقية في أقرب وقت.
ثانيا: الموديل النموذج الاقتصادي للمشروع
وكما أشار بيان الوزارة الى هذا الموضوع بالاسم فقط، في حين انه حاسم ويشكل جوهر المشروع الذي يحدد بشكل كمي هيكلية توزيع عوائد المشروع بين العراق والشركة البريطانية. في ضوء متابعتي المتواصلة للموضوع أتوقع ان يكون الموديل الاقتصادي لصالح الشركة البريطانية مقارنة بعقود الخدمة لجولتي التراخيص الأولى والثانية بشكل عام. كذلك قد يكون الموديل الاقتصادي لهذه الاتفاقية لصالح الشركة البريطانية كما كانت عليه الحال في الاتفاقية السرية الأخرى (خدعة استثمار 27 مليار دولار) مع شركة توتال انرجيز.
لحسم الموقف ادعو وزارة النفط الى تقديم دراسة لهيكل ومكونات والنتائج المحتملة لتطبيق الموديل الاقتصادي مع هذه الشركة، وان أمكن عقد مقارنة مع نتائج الموديلات/ النماذج الاقتصادية السابقة: عقود الخدمة، عقود المشاركة في الأرباح (جولات التراخيص +5) وعقد شركة توتال انرجيز. وقد يكون من المفيد المقارنة مع العروض التي قدمت، ولم تقبل، بشان حقلي كركوك وباي حسن في جولة التراخيص الاولى المشار اليهما أعلاه.
ثالثا: عوائد الشركة البريطانية
كما ذكر أعلاه ولعلاقته المباشرة بالموديل الاقتصادي ترتبط عوائد شركة بي بي بالمتغيرات التالية: 1- حجم الإنتاج المتزايد/المضاف، 2- الأسعار والكلف (أي أسعار النفط/الغاز وكلف الانتاج)، 3- السماح للشركة "حجز" حصة في الانتاج والاحتياطي النفطي تناسبا مع عوائدها من تحقيق الزيادة في الإنتاج، 4- تحقيق معيار عوائد الاستثمار للشركة (أي معدل المردود الداخلي IRR).
هذا موضوع جوهري ومؤثر ويشكل اهم مكونات الموديل الاقتصادي ويتطلب تحليله الكثير من البيانات، لذلك أجد من الضروري قيام وزارة النفط بتوضيح كيفية احتساب حصة الشركة البريطانية والاليات المستخدمة لذلك وخاصة ما يتعلق بالمتغيرات الأربعة المذكورة اعلاه. كذلك من المهم الإعلان عن حجم الاستثمارات الراسمالية الممولة مباشرتا من قبل الشركة البريطانية، لان هذه الاستثمارات الأجنبية المباشرة تساعد في تحليل وتبعات/ مشروعية معدل المردود الداخلي (المرتفع حسب توقعي) الذي قبلت به الاتفاقية: فاذا كان حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة (منخفضا) ومعدل المردود الداخلي (مرتفعا)، فهذا يعني ان تدوير العوائد المتحققة من المشروع هي ما تفسر ذلك الارتفاع في ارتفاع عوائد الشركة البريطانية.
كما واعتقد ان عدم ذكر حجم الاستثمارات الراسمالية الممولة مباشرتا من قبل الشركة البريطانية لغاية تاريخه ما هو إلا محاولة لعدم تكرار استخدام "خديعة استثمار 27 بليون دولار" لترويج اتفاقية توتال انرجيز.
رابعا: اين قبة خورماله
من المعروف ان حقل كركوك يتكون من ثلاث قبب، هي بابا وافانا وخورماله. استولت حكومة الإقليم على قبة خورمالة، ولذلك تم استبعادها من هذا المشروع.
لكن من ضمن الممارسات المعمول بها دوليا هي توحيدية Unitization تطوير المكامن/الحقول النفطية المتصلة سواء كانت ضمن الحدود السيادية او عابرة لها -أي الحقول الحدودية المشتركة، وذلك بهدف تحقيق الاستثمار الأفضل للمكمن او الحقل النفطي المعني. ومن الجدير بالذكر ان عقود تطوير الحقول التي تبنتها وزارة النفط، ضمن جولات التراخيص، تتضمن مواد تعاقدية تفصيلية تتعلق بموضوع توحيدية الحقول سواء كانت داخل العراق او المشتركة مع دول الجوار.
أرى ان شمول قبة خورمالة في هذه الاتفاقية امر مهم للغاية بهدف تحقيق التطوير المتكامل والأمثل لحقل كركوك. ولكنني لا اعلم ان تضمنت هذه الاتفاقية قبة خورمالة ام لا!! لكن الامر يتطلب اقناع حكومة الإقليم بأهمية التطوير التوحيدي لقبة خورمالة ضمن خطة شاملة لتطوير حقل كركوك.
خامسا: هيكلية الاتفاقية
البيانات والمعلومات المذكورة أعلاه تشير الى ان الاتفاقية واسعة ومعقده ومتكاملة الى حد بعيد، ولكن ليس من الواضح ان كان هيكل الاتفاقية سيكون بشكل عقدا واحدا شاملا متكاملا او انها تتكون من مجموعة من العقود المنفصلة، وفي هذه الحالة، الثانية، ماهي الآليات القانونية التي تضمن حسن التناسق والترابط بين عقود منفصلة، وتبعاتها وما هي الشروط التعاقدية الأساسية في كلا الحالتين. علما ان الاطار الزمني للاتفاقية لم يعلن لغاية تاريخه!! غير معروف
التباين بين الحقول الأربعة المشمولة بهذه الاتفاقية كبير وواضح، ويترتب على ذلك التباين في تحديد العديد من المؤشرات التعاقدية المؤثرة منها: تحديد انتاج خط الشروع للحقول المشمولة، مؤشر انخفاض الضغط المكمني، معدلات الإنتاج خلال مراحل تاهيل/تطوير كل حقل طيلة مدة العقد (التاهيل/التطوير-انتاج الذروة -الانخفاض التدريجي لغاية نهاية العقد)، احتساب معدل الإنتاج الإضافي، الأطر الزمنية، وغيرها. باختصار، أتوقع ان يكون الاطار التعاقدي الحاكم لهذه الاتفاقية معقدا، تفصيلا، كبيرا، ومن المحتمل ان يتضمن شروط تعاقدية جديدة لم يعهدها الجانب العراقي المفاوض!!
سادسا: معضلة حقن الماء
لم يتضمن بيان الوزارة الإشارة الى شمول الاتفاقية لمشروع حقن الماء، والذي يعتبر ملحا لمواجهة مشكلة انخفاض الضغط الطبيعي المكمني المعروف وخاصة في حقلي كركوك وباي حسن. لكن المصادر الدولية وقاعدة المعلومات الخاصة بهذين الحقلين تشير الى ضرورة إعطاء الأولوية لمشروع حقن الماء بالتوازي مع خطوات التاهيل وإعادة التطوير. يضاف الى ذلك أرى عدم تكرار التجربة غير الموفقة التي رافقت مشروع حقن ماء البحر في جنوب العراق الذي لم ينجز لغاية تاريخه رغم مرور حوالي 15 عاما منذ بداية اقتراحه. وهذا ما دفع الى إصرار الشركات النفطية على تعديل العقود ليكون توفير حقن الماء شرطا لتحقيق معدلات الإنتاج التعاقدية.
سابعا: معالجة واستثمار الغاز المصاحب
أشار بيان الوزارة ان هذا المشروع الاستراتيجي يضمن " استثمار الغاز المصاحب وكذلك تأهيل وتوسعة منشآت الغاز في شركة غاز الشمال وإنشاء محطة كهرباء بطاقة ٤٠٠ ميكا واط ". هذا موضوع مهم وله جوانب مالية/اقتصادية عديدة واطر تعاقدية متباينة، لكن من غير الممكن تناولها لعدم نشر البيانات الأساسية المتعلقة بها.
من خلال التجربة والمتابعة اجد من الضروري الإشارة الى الحقائق التالية ذات العلاقة: 1- على الرغم من توقيع اتفاقية المبادئ مع شركة شل بشان "شركة غاز البصرة" في بداية عام 2008 ثم توقيع العقد، المعقد جدا، الخاص بها في عام 2015 "كمشروع مشتركJV " بين شل ومتسوبيشي وشركة غاز الجنوب، لم تحقق "شركة غاز البصرة" لغاية تاريخه معدل الإنتاج المتعاقد عليه. 2- تضمنت عقود جولات التراخيص الثانية شروط وضوابط تعاقدية ملزمة تتعلق بالغاز المصاحب واجور الخدمة المستحقة عنها بما يساوي تلك المستحقة عن برميل النفط المعادل. لقد فشلت وزارة النفط في متابعة تنفيذ تلك الضوابط التعاقدية، والأسوء انها عملت على إحالة موضوع الغاز المصاحب في بعض من تلك العقود على شركات اجنبية اخرى. 3- على الرغم من كل التصريحات الرسمية لازال حجم حرق الغاز المصاحب يتزايد بتزايد انتاج النفط، علما ان الوزارة توقفت، منذ عدة سنوات، عن نشر البيانات الخاصة بحجم الغاز المصاحب المنتج والمحروق.
وفي هذا الخصوص أرى ان تحدد وزارة النفط الإجراءات التنفيذية الملزمة وتوقيتاتها الزمنية والتجهيزات، من النفط او الغاز، للمحطة الكهربائية بطاقة ٤٠٠ ميكا واط التي شملتها الاتفاقية
ثامنا: منافذ التصدير عبر تركيا
لم يشر بيان الوزارة الى هذا الموضوع رغم انه من المكونات الأساسية لهذا المشروع. تشير تجربة تطوير حقول وسط وجنوب العراق الى ضرورة تناسبها مع تطوير طاقات التصدير من المنافذ الجنوبية؛ فليس من المنطقي والمجدي اقتصاديا تطوير الطاقة الإنتاجية دون تطوير الطاقة التصديرية بما يسمح بانسيابية تصدير النفط المنتج، وبعكسه يتم دفع الغرامة التعاقدية بوجب مبدا "استلم او ادفع Take or pay".
أرى ان على وزارة النفط القيام بما يلي:
1- إعادة تاهيل او توسيع طاقة أنبوب النفط كركوك -فيشخابور او مد أنبوب جديد بمسار اخر بما يتناسب وخطة زيادة الإنتاج بموجب هذه الاتفاقية.
2- الاتفاق مع حكومة الإقليم لاستخدام أنبوب الإقليم بشكل منتظم مستدام 3- التفاوض مع الحكومة الروسية بشان ملكية الحكومة الفدرالية العراقية لأنبوب الإقليم الذي تمتلك الشركات الروسية معظمه. 4- على المديين المتوسط والبعيد وبعد تحسن الظروف الجيوسياسية والأمنية قد يكون من المجدي تفعيل الانبوب عبر سوريا مستقبلا!!
تاسعا: الجوانب الهيكلية التنظيمية
لم يذكر بيان الوزارة أي شيء عن الهيكل التنظيمي الذي يشكل اهم عنصر تنفيذي لهذا المشروع الاستراتيجي المتكامل!! وكما ذكر أعلاه فان مصادر الصناعة النفطية الدولية تشير ان الهيكل التنظيمي يشمل المشغل الجديد new operator الذي يتكون من شركة نفط الشمال وشركة غاز الشمال وشركة منفردة standalone لترعى مصلحة وحصة بي بي. يتكون كادر المشغل الجديد من منتسبين من كل من شركتي نفط وغاز الشمال ومنسبين من شركة بي بي.
ولكن ليس من الواضح ماهي نسب مساهمة/ مصلحة Participation interest الأطراف المكونة للمشغل الجديد، وهل ستكون على غرار ما تم في حقل الرميلة (هياة تشغيل الرميلة ROO) ام على غرار اتفاقية توتال انرجيز ام هيكلية جديدة! وهل ستكون الاتفاقية مع الشركة البريطانية حصرا، ام انها تتضمن شركة/شركات نفطية دولية أخرى، وفي هذه الحالة من هي وما هي حصة مساهمتها. وفيما يتعلق بالشركة المنفردة التي ترعى مصلحة وحصة الشركة البريطانية، فأنها مماثلة لما تم في حقل الرميلة منذ عدة سنوات. باختصار، هناك العديد من الجوانب الهيكلية التنظيمية التنفيذية لازالت غير معروفة، ولا يمكن معرفتها دون الإفصاح الشامل لبنود الاتفاقية.
عاشرا: دور سومو وضوابطها
جميع عقود جولات التراخيص الموقعة لغاية تاريخه تتضمن ملحقينAddendums تفصيليين (الثاني والرابع) لدور سومو في الجوانب التسويقية المتعلقة بكل عقد. وبلا شك ستتضمن هذه الاتفاقية مثل هذين الملحقين.
اود في هذا الخصوص التنبيه الى مسالتين مهمتين جديدتين، اكدهما، كما ذكر اعلاه، مساعد المدير التنفيذي للشركة البريطانية William Lin وهما: الاولى حرية الشركة البريطانية التصرف بحصتها حسب ما تريد، والثانية اقرار الجانب العراقي حق الشركة البريطانية "حجز" جزء من انتاج واحتياطي النفط العراقي تناسبا مع حصتها التعاقدية!!.
لكلا المسالتين تبعات تسويقية وقانونية تعمل في المحصلة النهائية لصالح الشركة البريطانية. لذى أرى على وزارة النفط بيان الموقف بشان هذين المسالتين وما هي الإجراءات الاحترازية التي تضمنتها الاتفاقية لحماية مصالح العراق.
ختاما، أرى من الضروري والمهم جدا قيام الوزارة بمعالجة وتوضيح والرد، المهني والموضوعي والهادئ، على ما ذكر أعلاه لتجنب تكرار الإشكالات القانونية والتجاوزات والتعاقدات والاعباء الاقتصادية الضخمة التي شخصها ديوان الرقابة المالية الاتحادي/ دائرة تدقيق المنطقة الثانية في شهر تشرين ثاني 2024 والتي يتعلق جزء كبير منه باتفاقية توتال انرجيز، والتي تم التعتيم عليها، لغاية تاريخه!!!!
كتب لي احد الاخوة من القياديين في وزارة النفط من ذوي الخبرة في هذا المجال متابعتا لمداخلاتي المتعلقة باتفاقية توتال انرجيز ما معناه "عدم وجود القابلية في وزارة النفط على إدارة ومتابعة هكذا اتفاقية معقدة وغامضة وسرية." اعتقد ان الامر نفسه ينطبق، وربما أكثر، على اتفاقية برتش بتروليوم هذه؛ أي تكرار المثل الشعبي العراقي: يا من تعب يا من شكه، يا من على الحاضر لكه! وان ما يثير استغرابي وتساؤلي هو صمت من كانوا يعارضون جولات التراخيص الأولى والثانية، بل ان منهم من روج ويروج لاتفاقيات توتال انرجيز وبرتش بتروليوم وغيرهما من الاتفاقيات مجهولة التفاصيل!
***********************************************
الصفحة العاشرة
{التطهير العرقي بفلسطين}: الكتاب الذي يقضّ مضاجع المكارثيين الفرنسيين
بوعلام رمضاني
التعتيم على هذا الكتاب يعدّ أبلغ مظاهر المكارثية في فرنسا منذ مطلع السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. أتحدث عن كتاب "التطهير العرقي في فلسطين" لإيلان بابيه الذي أصدرته دار "لافابريك" مؤخرًا، شأنه شأن إبادة غزة المأساة التي حوّلها الإعلام الغربي إلى "لا حدث"!!
الكتاب صدر قبل ذلك عام 2006 عن دار "فايار" قبل أن يسحب من السوق في نهاية العام الماضي، وتعيد دار "لافابريك" نشره متحدية رقابة غير معلنة في بلد الحريات المقاربة بازدواجية أيديولوجية عمياء.
في صفحة "شكر"، يلفت بابيه انتباه القراء بكتابته: "كتابي ليس هدية لأحد، لكن كتبته لكل الفلسطينيين ضحايا التطهير العرقي عام 1948. الكثيرون منهم أصدقائي ورفقاء، ولا أعرف الكثير منهم. منذ معرفتي بسياق نكبتهم، لم أتوقف عن مشاركتهم محنتهم وخسارتهم وآمالهم، ولن أرتاح، ولن تنتهي معاناتي إلا بعد عودتهم. إثرها، يمكننا أن نعيش كلنا في كنف السلام في فلسطين".
أبرز المؤرخين الجدد
يعد إيلان بابيه من أبرز المؤرخين الإسرائيليين الجدد الذين فندوا أطروحات اليمين الإسرائيلي الديني المتطرف، وذلك بتأكيده بالأدلة والأرقام الدامغة في كتابه "التطهير العرقي في فلسطين"، التطهير العرقي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية انطلاقًا من عام 1947 بزعامة بن غوريون. عكس برنار هنري ليفي الفيلسوف التلفزيوني الشهير بقميصه الأبيض، وبكتبه التي لا تباع كما قال لي يوما في منتصف التسعينيات العالم السياسي والاجتماعي الكبير برتران بادي، يناهض بابيه في كتابه أصحاب الطرح الصهيوني والتوراتي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويتجرأ على وصف عمليات التطهير الذي تعرض له الشعب الفلسطيني قبل 75 عامًا بالإرهاب على أيدي عساكر "الهاغانا" الذين استباحوا كرامة وشرف ودماء أطفال ونساء ورجال في عشرات القرى التي سويت بالأرض انتقامًا من مقاومة وطنية باسلة، كما يحدث اليوم حتى لحظة كتابة هذه السطور.
مستندًا على عدد كبير من الوثائق التي لا يمكن التشكيك في صحتها إسرائيليًا، راح بابيه في كتابه الصادر في 395 صفحة من القطع المتوسط بحلة إخراجية في غاية البساطة، يثبت كيف تشكلت دولة إسرائيل بين عامي 1947 و1949 على حساب قرابة مليون فلسطيني تم طردهم بقوة الحديد والنار - ولم يرحلوا بإرادتهم كما تقول الدعاية الصهيونية.
نقرأ هذه الحقيقة في الغلاف الخلفي للكتاب "أكثر من 400 قرية فلسطينية تم تدميرها وتطهيرها من سكانها في صمت دولي، وهو الصمت المستمر حتى اليوم، والذي يصعب التحدث عنه إعلاميا تجنبا لتهمة معاداة السامية الجاهزة في كل الأوقات وفي كل الأماكن".
"في كتابه الذي تضمن 12 فصلًا، عالج بابيه بدقة علمية أصل وتطورات ومراحل التطهير العرقي مستعينا بتصريحات وحقائق وشهادات أكبر الزعماء، وعلى رأسهم بن غوريون"
في كتابه الذي تضمن 12 فصلا، عالج بابيه بدقة علمية ملفتة أصل وتطورات ومراحل التطهير العرقي مستعينًا بتصريحات وحقائق وشهادات أكبر الزعماء، وعلى رأسهم بن غوريون، يعد إيلان بابيه من أبرز المؤرخين الإسرائيليين الجدد الذين فندوا أطروحات اليمين الإسرائيلي الديني المتطرف متوقفا عند الإنكار التاريخي لنكبة عام 1948 التي تصاغ اليوم مجددا باسم الانتقام من حماس، كما تم الانتقام من فلسطينيي التطهير العرقي الأول ردا على ولعهم "بامتصاص دماء الشعب اليهودي" كما كتب بابيه مذكرًا بادعاءات صهيونية تنطبق عليهم تاريخيا أولًا.
البيت الأحمر أو بيت التطهير العرقي
اللافت للانتباه في كتاب بابيه في البداية، ربطه الجدلي للتطهير العرقي الصهيوني لفلسطين بمباركة دولية تأكدت صحتها قبل وبعد الانتداب البريطاني من خلال ما سمي بالأسرة الدولية. هذه المباركة التي تجددت - عقب إنكار الإبادة الجديدة التي تقوم بها إسرائيل في ظل نفس المنطلقات والتبريرات الغربية-، هي المباركة التي تضرب بصلبها في عمق الانتقائية الأيديولوجية المتعلقة بذاكرة الصراع الذي ينفي وجود شعب فلسطيني قائم بتاريخه وحضارة وأراضي شعبه.
بابيه الذي أعاد قراءة تاريخ هذا الصراع، وطعن في قراءات غربية طاغية، انطلق من وهم وخرافة جيش الهاغانا الذي استطاع قهر الهمجيين العرب - تماما كما يقال عن "تساهل" الجيش الإسرائيلي وعن المقاومين الفلسطينيين اليوم-. كتب بابيه "أن قرابة مليوني فلسطيني كانوا موجودين عام 1947 (ثلثان من الفلسطينيين وثلث من اليهود)، وتوصية الأمم المتحدة رقم 181، هي التي أحدثت التقسيم الذي سمح لاحقا إلى إسرائيل بالتحول إلى دولة في 55 في المئة من الأراضي الفلسطينية التاريخية الأمر الذي مكنها لاحقا من أغلبية نسبية مقارنة بالفلسطينيين".
و"بعد عام 1948، لم تعد هناك إلا دولة إسرائيل التي استولت بسرعة على 78 في المئة من فلسطين التاريخية. لقد تم ذلك بعد تدمير ونسف 500 قرية، وتحويل 800 ألف فلسطيني إلى لاجئين، وحسب الرواية الإسرائيلية فإن رحيلهم كان نتيجة تلبيتهم دعوة الدول العربية إلى ترك أراضيهم التاريخية بسبب الحرب".
في تمهيد حمل عنوان "البيت الأحمر" استهله بمقولة دافيد بن غوريون "أنا مع الترحيل القسري، ولا أعتبره مخالفًا للأخلاق"، يأسر بابيه القراء من البداية بقوله "البيت الأحمر الذي كان مزينا بملصقات ماركسية، باعتباره مقر الاتحاد المحلي لنقابة العمال حتى عام 1947، تحول إلى مقر للهاغانا قائدة التطهير العرقي في فلسطين".
لا وجود اليوم للبيت الأحمر، وأخذت مكانه وكالة للترقية العقارية قبل أن يتحول إلى حظيرة لركن السيارات قرب فندق الشيراتون. في هذا البيت البديع، وضع يوم العاشر من مارس/آذار عام 1948، قادة صهاينة خطة التطهير العرقي".
الأيديولوجية الصهيونية وراء التطهير العرقي
في الفصلين الأول والثاني، بيّن بابيه كيف كان التطهير العرقي "ثمرة خطة أصحاب الأيديولوجية الصهيونية التي راحت تفرغ فلسطين من سكانها التاريخيين لتفرض شعبا يهوديا خالصا مباشرة بعد انتهاء الانتداب البريطاني الذي ساعدها على تحقيق ذلك ردا على هجمات الميليشيات الفلسطينية".
خلافًا للهولوكوست، عمل الغرب - رغم اعتبار القانون الدولي التطهير العرقي جريمة ضد الإنسانية- على طمسه عالميا، ومن بين المؤرخين الفلسطينيين الذين أكدوا ذلك عام 1970 أشهرهم وأكبرهم وليد الخالدي. بدل الحقائق التاريخية التي تثبت صحة التطهير العرقي، راح الصهاينة يروجون لفكرة الرحيل الطوعي المؤقت للفلسطينيين، ومن بينهم إسحاق رابين أحد قادة التطهير الذي كتب مقدمة كتاب "جنيسيس 1948" لدان كورزمان الذي أعيد نشره عام 1992 بعد صدوره في المرة الأولى عام 1970.
بابيه استنطق الأرشيف العسكري الإسرائيلي، وأثبت في كل فصول الكتاب بتدقيق مذهل وأرقام ناطقة بالتطهير والنية الأيديولوجية المبيتة كذبة الرحيل الفلسطيني الطوعي. وفي تقديره، فإن الترحيل بدأ بعد ربيع عام 1948 خلافا لما جاء في كتاب المؤرخ الكبير وليد الخالدي الذي أكد أنه بدأ قبل هذا التاريخ.
النظام المعرفي للتطهير العرقي
انطلاقا من الفصل الثالث، راح بابيه يشرح تاريخ، وآلية التطهير العرقي معرفيًا بشكل سمح "للعالم أن ينسى الجريمة التي ارتكبها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني لإقامة الدولة الصهيونية بعد أن عجزت الجيوش العربية الضعيفة عن مواجهتهم" على حد تعبيره.
اتهم بابيه على طريقة إيميل زولا الشهيرة، الجيش الصهيوني بارتكاب جريمة التطهير العرقي بخلفية عقائدية تنضح بأيديولوجية عنصرية أثبتت صحتها إبادة غزة التي تناولها في مقدمة الطبعة الجديدة لكتابه بغرض تأكيد استمرارية النهج الاستعماري للدولة الصهيونية. مفهوم التطهير العرقي الذي خصص له بابيه في البداية فصلًا كاملًا لشرح ماهيته بالشكل الذي ينطبق على ما حدث للفلسطينيين، تعزز لاحقًا بفصول كشفت عن علاقته الجدلية بمشروع بناء دولة يهودية خالصة على أنقاض آلاف القرى الفلسطينية بعد زهق أرواح أطفال ونساء وشيوخ بدم بارد بتوجيه من بن غوريون وجنرالات وقادة من اليمين واليسار على حد سواء.
انطلاقًا من توصية 181 للأمم المتحدة وإضفاء الشرعية الدولية على تقسيم مجحف وتواطؤ الإنكليز، عالج بابيه خطة التطهير "دالت" بعمق مثير ولافت، كاشفا عن خبايا الأرشيف العسكري الصهيوني قبل وبعد انتهاء فصول التطهير العرقي (أكتوبر/ تشرين الأول حتى يناير/ كانون الثاني من عام 1948)، والذي لم يتم كحرب تقليدية عادية، وكان صورة طبق الأصل للهولوكوست الذي تعرض له اليهود أنفسهم.
النكبة (التطهير) المستمرة حتى اليوم كما جاء في إضافته التي فرضتها الإبادة الجديدة المبررة بنفس روح الخطاب الصهيوني القديم، أضحت بادية للقاصي والداني عبر فصول الاحتلال الاستيطاني المباشر بمختلف أوجهه القبيحة، وفرض سلام مزيف في ظل تمييز عنصري يجعل من الفلسطينيين المتخلفين مواطنين من الدرجة الثانية مقارنة بالصهاينة المتحضرين.
الكتاب المحرر بلغة سهلة تسمح لكل الفئات الاجتماعية بقراءته بسهولة "هو واجب أخلاقي يعيد الاعتبار إلى الفلسطينيين الذين ما زالوا يعانون من إنكار تاريخي فظيع يجب التنديد به على أكبر نطاق، حتى لا ينساه العالم"؛ و"إنها الخطوة الأولى، إذا أردنا أن تتم مصالحة في الأرض الممزقة في فلسطين وإسرائيل" - كما ختم بابيه في نهاية كتابه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ضفة ثالثة" – 16 شباط 2025
******************************************************
بوب ديلان يفتن جمهور برلين بفيلم {مجهول تماما}
هوفيك حبشيان
فيلم "مجهول تماماً" فصل من سيرة المغني والشاعر الأميركي الأسطورة بوب ديلان (83 سنة حالياً)، وهو المغني وكاتب الأغاني الوحيد الذي نال جائزة "نوبل للآداب". نتابع رحلة صعود فنان استثنائي يتعذر تصنيفه إلى المجد والشهرة وتفاصيل عاطفية وشخصية مرتبطة بهذه الرحلة. مشاهدة فيلم كهذا في مهرجان سينمائي كثيراً ما يميل إلى الأعمال التي تنهل من المشكلات والأزمات كانت أشبه بنسمة هواء منعش تهب علينا. خرجنا من الصالة مع رغبة عارمة في الرقص والغناء، ولو تحت الثلج. الفيلم مرشح لثماني جوائز "أوسكار"، وهو الثاني لمنغولد عن مُغنٍّ شهير، باعتبار أن فيلمه "ووك ذا لاين" كان عن جوني كاش (1932 - 2003)، أسطورة غنائية أخرى تطل في الفيلم الجديد مراراً وبقوة إلى جانب ديلان.
وعلى سبيل التذكير فإن المخرج الأميركي تود هاينز الذي يشغل حالياً منصب رئيس لجنة التحكيم في المهرجان كان أنجز في عام 2007 فيلماً عن ديلان في عنوان "لست هناك" تضطلع فيه كيت بلانشينت بأحد الوجوه السبعة التي نكتشفها لديلان.
عمل منغولد يقارب الشخصية وسيرتها بمزيد من الكلاسيكية، ولكنها مقاربة فعالة، متقنة، تخرج بحصيلة محترمة، وتصل إلى الهدف المنشود من دون لف ودوران.
يقف السيناريو على الحد الفاصل بين الاحتفاء بديلان وتعريته.
تبدأ الأحداث من نيويورك مع بداية الستينيات على ضوء مشهد موسيقي ينبض بالحياة. فجأةً يبرز موسيقي شاب يدعى بوب ديلان (تيموتي شالاميه) ابن الـ19. يأتي من مينيسوتا، متأبطاً قيثارته وطموحاته الكبيرة. لن يحتاج إلى أكثر من موهبته، صوته وحبه للشعر والتلحين، ليحدث تغييراً في مسار الموسيقى الأميركية التي كانت شديدة المحافظة في تلك الفترة، يهيمن عليها إلفيس براسلي بأغانيه الرومنطيقية البريئة. احتكاكه ببعض رموز الغناء في حي غرينويتش أسهم في صعوده السريع، ليصل إلى الذروة في السنوات القليلة اللاحقة، وصولاً إلى تحوله في غضون فترة قصيرة لا تتجاوز السنوات الأربع إلى أيقونة الروك. أغنيته الشهيرة "تطاير في الريح" (1962) كرسته، لتصبح رمزاً من رموز المرحلة التي سيواكبها. الأغنية ذات طابع احتجاجي، ينظر إليها اليوم كنداء للتغيير الاجتماعي. يسأل فيها ديلان كم من الوقت يحتاج العالم بعد لتحقيق السلام والمساواة. أسلوبه الشعري التقط روح الستينيات الثائرة، فأصبح نوعاً ما ناطقاً باسم حركة الحقوق المدنية وجهود مناهضة الحرب.
لكن، كما مع أي فنان امتلك هذا التأثير الثقافي، لن تقتصر مهمة المخرج على استعراض عظمته، بل ينبش ما خلف السيرة، لأن الحقيقة والحقائق دائماً في أماكن أخرى، ولأن لكل شخص هواجس ونقاط ضعف وأسراراً. ليس الفيلم عن ديلان وحده، ولو أنه أصل الحكاية، إنما يضمن بطولة جماعية لمجموعة من الذين صنعوا الحركة الموسيقية في مطلع الستينيات. روح الفريق هذه مع ما تتخللها من خصومات هي أساس في الفيلم. هذا كله يجري في جو خاص جداً، جو الستينيات التأسيسية يوم كانت الولايات المتحدة تعاني هاجس إعادة اختراع ذاتها، وتشهد دينامية اجتماعية، في ظل تحولات ثقافية عميقة تخرج من رحم حركات الاحتجاج ضد الحرب. الأغنية هي كل شيء في الفيلم، وهي البطلة المطلقة، إلى درجة أن الأشخاص مهماً عظم شأنهم، يختفون خلفها ويصبحون أدوات لتجسيدها ونقلها. يصور منغولد عالماً، حيث التواصل يجري من خلال الموسيقى، وما أجمله من عالم هذا الذي يشهد على صراعات ومناكفات وخلافات أساسها الفن. هذا كله يوصلنا إلى نصف الساعة الأخير، حين اللحظات الأجمل سينمائياً وموسيقياً: حفلة نيوبورت الشهير التي أقيمت في عام 1965. هذا الفصل من الفيلم في غاية الأهمية لفهم رغبة ديلان في التحرر مبكراً من سطوة اللون الموسيقي الواحد الذي حاصره فيه جمهوره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"اندبندنت عربية" – 15 شباط 2025
************************************************
ثيستر غيتس عن نضالات السود واليسار الياباني
حتى السادس من إبريل/ نيسان المقبل، يتواصل في "غاليري وايت كاب" بلندن معرض "1965: ماكولم في الشتاء: تمرين ترجمة" للفنّان وأستاذ الفنون البصرية الأفروأميركي ثيستر غيتس، الذي افتُتح في السابع من الشهر الجاري.
الفنان المتخصص في الحراكات الاجتماعية، حاز على إقامة فنية في اليابان عام 2004، بمجال الخزف، وهناك تعرّف على الصحافي الياباني الراحل إي ناغاتا وشريكته هاروهي إيشيتاني، الشاهدَين على لحظة اغتيال الناشط الحقوقي مالكوم إكس في نيويورك في 21 شباط/ فبراير عام 1965.
بعد خمسين عاماً على الاغتيال، استعان غيتس بأرشيف ناغاتا وإيشيتاني اللذين قرّرا نقل رسالة إكس إلى الخارج عبر توثيق الأشهر الأخيرة من حياته، وتداعيات مقتله، وتسليط الضوء على تيارات حركات التحرّر في أوساط الأميركيّين السّود، وخاصة عند اليسار الياباني الذي ناضل ضد ماضي الاحتلال الأميركي لبلادهم.
واختار مفردة "ترجمة" في عنوان معرضه، في إشارة إلى المقارنة بين كفاح السّود في الولايات المتحدة للحصول على حقوقهم، وبين الحركات الاشتراكية حول العالم، ومن خلال طرح تساؤلات حول علاقة الفنان بهذه الأيديولوجيات، وكيف تُروى القصص عنها، ودور الفن في بناء الحركات السياسية المناهضة لعدم المساواة والعنصرية الاجتماعية.
في سلسلة "لوحات القطران" المعروضة، يقدم المعرض معجم شعارات حركات التحرّر السوداء مثل: "منظمة الوحدة الأفرو-أميركيّة" (OAAU) وحزب الفهود السّود، والمكونة من ثلاث لوحات مثبتة على هياكل خشبية على طول المعرض، التي يدمج فيه اللغة مع الأيقونات البصرية، إلى جانب مجموعة أُخرى بعنوان "إعلانات سوداء" مؤلفة من سبعة أعمال، وهي عبارة عن شاشات صناديق ضوئية متحركة مثبتة على الحائط تعتمد على اللغة البصرية للدعاية والإعلان، وفيها صور من الفن الأفريقي جنباً إلى جنب مع نصّ ياباني من أرشيف إيشيتاني.
ويضم المعرض أيضاً عملاً تركيبياً بعنوان "التضحية في أوقات إشكالية" المكوّن من حوالي 1000 وعاء من أواني ساكي اليابانية التقليدية تم إنتاجها في فترة إيدو (1603 - 1868)، وكذلك عمل "كوخ لكوم" الذي يركز على التقاطعات بين تاريخ الأميركيين السّود ومنظومة الأخلاق في الثقافة اليابانية.
جسر بين ثقافتين يسعى غيتس إلى تأسيسه من خلال الأفلام أيضاً، حيث يتناول واحد منها فرقة موسيقية يابانية كانت تعزف موسيقى البلوز، كما يصور فيلم ثانٍ إيشيتاني وهي تتلو أحد خطابات مالكولم إكس الأخيرة: "آفاق الحرية" (1965)، باللغة اليابانية حيث ترجمته بالتعاون مع ناغاتا.
يُذكر أن ثيستر غيتس حاز درجة الماجستير في الفنون الجميلة والدراسات الدينية من "جامعة كيب تاون" بجنوب أفريقيا عام 1998، ويعمل مدرساً في "جامعة شيكاغو"، وأقام معارض عدة في النمسا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا وبريطانيا والصين واليابان، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"العربي الجديد" – 16 شباط 2025
**********************************************
الصفحة الحادية عشر
جديد مجلة {الأديب الثقافية}
صدر العدد الجديد من مجلة "الاديب الثقافية" التي يرأس تحريرها الناقد والقاص الأستاذ عباس عبد جاسم.
في العدد ملف عن: إشكاليات المرأة والمواطنة العراقية ساهم فيه: د. أسماء جميل رشيد، د. فائز الشرع، د. ابتسام إسماعيل، د. عالية خليل إبراهيم، د. فيصل غازي، د. ايمان عبد دخيل، د. وحيدة حسين، د. زينة حمزة شاكر، د. انصاف سليمان، د. جابر سالم، عباس عبد جاسم. الى جانب دراسة للأستاذ علي حسن الفواز: "شعرية الغياب وهواجس الذات".
مجلة "الاديب الثقافية" تصدر بجهود فردية وموقف ثقافي ثابت وتوجه نقدي مضيء.
*******************************************
التغريب أم التعاطف على خشبة المسرح؟
ترجمة: د. بهاء محمود علوان
إذا كان التعاطف في المسرح مرادفاً للتعاطف المجتمعي والفردي، فإن الكفاءة التعاطفية في السياق المهني هي القدرة على فهم المنظور والعالم العاطفي لشخص آخر والتصرف وفقاً لذلك. وقد يتقاطع كل هذا مع نظرية التغريب المسرحي، التي هي في الواقع العمود الفقري للمسرح الملحمي. هذا يعني أن الأشخاص لا يمكنهم إدراك وفهم تصرفات شخص آخر إلا إذا تصرفوا بالفعل بالطريقة نفسها. ولكن كيف نجد التجارب المشتركة وكيف يمكننا مشاركتها؟ هل يمكننا مشاركة تجاربنا وأفكارنا مع الآخرين على أمل أن يلقوا تفهماً متعاطفاً من الشخص الآخر، حتى لو لم يختبر الشخص الآخر ما مررنا به من قبل؟ ماذا يعني التعاطف المسرحي، وماذا سوف يقدم للمتلقي في الواقع وكيف يمكنك إدراكه؟ عند التفاعل مع الآخرين، يرسل الناس دون وعي مجموعة متنوعة من الإشارات إلى نظرائهم، حتى لو لم نرغب في كثير من الأحيان التعبير عن مشاعرنا بصدق ليكون لها تأثير على الآخرين: وضع الشفاه، وحركة العينين. ورد فعل بؤبؤ العين، والتجاعيد في جبيننا، وهز أكتافنا، ونوع المصافحة، وتوتر أجسادنا ونبرة صوتنا. كل هذه الإشارات تكشف تفاصيل لا لبس فيها عن أفكارنا، وحالتنا العاطفية الحقيقية، وتشكل غالبية اللقاءات بين الناس.
وهذهِ اللقاءات المتبادلة تجعل من عوامل التعاطف المذكورة أكثر أهمية لتنمية الثقة المتبادلة، مع من يمكننا التواصل معه بتوظيف اللغة. نحن ندرك غالبية هذه الإشارات دون وعي ويقوم دماغنا تلقائياً بمقارنتها بالتجارب السابقة في مواقف مماثلة. نحن نقوم بشكل حدسي بنسخ تعابير الوجه أو وضعية نظرائنا عبر شبكة من الخلايا العصبية، تسمى الخلايا العصبية المرآة. وهذا يجعل دماغنا يتذكر التجارب المبهجة أو المؤلمة المماثلة.
إظهار التعاطف على خشبة المسرح: نحن نتعاطف. غالباً ما يُساوي مصطلح التعاطف أو القدرة على التعاطف مع الآخرين، ومع ذلك تشير نظريات التعاطف ومفاهيم تعليم التعاطف التطبيقية إلى أن التعاطف ينطوي على عملية أكثر تعقيداً ويحدد السلوك الشخصي والاجتماعي للشخص بشكل حاسم على حد سواء. (التعاطف الجماهيري مع ما يدور على خشبة المسرح هو: القدرة على فهم التجارب الفريدة لبعضنا البعض والاستجابة لها. وإن المفارقة في التعاطف هي أنه يمكن استخدام هذه القدرة لأغراض مفيدة وأخرى مؤذية على حدٍ سواء.
(إن كلمة التعاطف مبنية على ما جاء في المصطلح اليوناني القديم بالتعاطفِ مع ما يقوم به الممثل من دورٍ على خشبة المسرح، وهذا ما يميز المسرح الأرسطي عن المسرح الملحمي، والذي يعني في الأصل العاطفة الشديدة. في اليونانية الحديثة، لها دلالة سلبية تعني (التحيز المسبق، والعداء، والحقد المبني على الجهة التي يتم تغافلها، أو عدم التعاطف معها أصلاً). وفقاً للمعنى القاموسي لكلمة (Mitleiden) فإنها تعني التعاطف مع الآخر، وربما كان هذا المصطلح في اليونانية القديمة يشيرُ في الأساس إلى (العاطفة العنيفة)، ويحملُ مدلولاً سلبياً. ووفقاً لبول إيكمان، لا يعد التعاطف ولا الشفقة من المشاعر، بل هي ردود أفعال تجاه مشاعر شخص آخر. ويميز إيكمان أيضاً بين التعاطف المعرفي والتعاطف العاطفي: (إن التعاطف المعرفي يسمح لنا بالتعرف على ما يشعر به الآخر. أما التعاطف العاطفي فسوف يجعلنا نشعر بما يشعر به الشخص الآخر، والتعاطف يجعلنا نرغب في مساعدة الشخص الآخر).
يُشار إلى ان التعاطف المعرفي أيضاً باسم أخذ المنظور، وبالتالي يوصف بأنه فعل واعٍ ومتعمد وطوعي يخضع للتحكم المعرفي ويعتمد على عمليات معالجة معقدة للتعاطف. مع ذلك يبدو التعاطف المعرفي أكثر ملاءمة للغرباء الذين يعانون، لأن المشاعر ليست موثوقة بما فيه الكفاية وفي العمل المسرحي المهني ينصب التركيز على التعرف على الحالة الداخلية العامة للشخص الذي يتم التركيز على الدور المناط بهِ على خشبة المسرح ومقارنتهِ مع الواقع.
ولكي تكون طروحاتهِ وتنظيراتهِ قادرة على الفهم، كما يجب أن نحاول أن نبني وجهة نظر الشخص الآخر. ويمكن تحقيق ذلك إذا تم أخذ المكونات التالية بعين الاعتبار:
- إدراك وتفسير الإشارات التي تشير إلى الحالة العاطفية والجسدية للشخص الآخر (الأقوال والإيماءات وتعبيرات الوجه، وكل تلك الإيماءات التي يقوم بها الممثل على خشبة المسرح، والتي هي في الواقع اشارات يرسلها الممثل إلى المتلقي لغرض التأثير المباشر على عواطفهِ، ومحاولة جرهِ إلى ذات الموقف الذي يتبناه).
- التعرف على أفكار ودوافع ونوايا ومعاني سلوك الشخص الآخر.
- التعرف على المشاعر.
إذا كان التعاطف في المسرح مرادفاً للتعاطف المجتمعي والفردي، فإن الكفاءة التعاطفية في السياق المهني هي القدرة على فهم المنظور والعالم العاطفي لشخص آخر والتصرف وفقاً لذلك. وقد يتقاطع كل هذا مع نظرية التغريب المسرحي، التي هي في الواقع العمود الفقري للمسرح الملحمي، ويعدُ ركناً أساسياً في إيصال الأفكار والرؤى بتجردٍ تام دون أن يكون لعوامل التعاطف دوراً في القرار الذي يبنيه المتلقي للعرض المسرحي. ومن هنا نشأ الخلاف البائن بين المسرح الملحمي والمسرح الارسطي، إذ هما على طرفي نقيض، ويتبنى كلُ مسرحٍ نظرية يعتمدُ عليها في كل العملية المسرحيةِ نصاً وإخراجاً وتمثيلاً. فيعتمدُ المسرح التقليدي على التعاطف، بينما يعتمدُ المسرح البرشتي على قتل التعاطف لدى المتلقي، وتركهِ يتبنى أفكاراً من دون التأثير عليهِ مطلقاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
„Verfremdung um Anzunähern“
Episches Theater als theaterpädagogischer Ansatz zur Empathieförderung
in der Pflegeausbildung, von Julia Haas (TP12-2), Dorfgärtenstraße 22, 68199 Mannheim
********************************************
ذاكرة.. مرايا المسطحات في قصص فهد الأسدي
جاسم عاصي
الرائد القاص فهد الأسدي من كتـّاب الستينيات الذين اجترحوا لهم ملاذا ً تعبيرياً ينحو لاستقلالية خطه وتوجهه في الكتابة القصصية.
فهو ستيني مختلف عن أبناء مرحلته، فقط كان يجايلهم في ما يستخدمه من بنية وتقنية جديدة في الكتابة ، لكن له همومه الخاصة، وولعه بنماذج من الشخصيات كان قد عاش معها في أهوار الجنوب حيث مسقط رأسه ونشأته واستقراره .
وقد تجسد ذلك في معظم قصصه المنشورة في مرحلة الستينيات، وضمت بعضها مجموعته البكر (عدن مضاع).
(الأسدي) يتعامل مع نماذجه بعفوية فنية خالصة ، مما وضعها مثل هذا التعبير ــ السهل الممتنع ــ ضمن دائرة الرمز أو محمولات الظاهر والباطن. فهو بعرضها على صورتها الواقعية، لم يربك حركتها ووجودها بنمط التهويل اللفظي، والتعبير الصاعد على وجودها الواقعي. كما أنه أطلق طاقاتها التعبيرية إزاء واقع محتشد بالأخطاء بروح التمرد الفطري، مما أكسبها نمطا ً من التعبير عن وجودها. فالمعاني التي تطرحها القصص وما تولده من دلالات ضمن البناء الفني الذي صاغ من خلاله أجواء نصوصه، باتت السمة التي ميّزت قصصه من بين مجايليه، لأسباب منها واقعية القصة ومستواها الموضوعي والفني، وأنماط التناول ومستوى الخبرة المكتنزة التي تكشف عنها النصوص، والإحساس بتأثيرات المكان، والمعرفة الحسية بخصائصها ، وليس معرفته طبوغرافيا ً فقط.
هذه المرتكزات قد تبدو ذات صبغة واقعية في متابعة ما يحيط بالنماذج من تأثيرات، وما يحدث على الأشياء من متغيرات، غير أنها تقود إلى ما وراء مثل هذا النمط من الكتابة، التي ترمي إلى مقاصد فكرية ــ سياسية اجتماعية ــ دون أن يكون معلناً.
فالمكان مثلاً يعمل على تشكيل وعي الشخصية عبر المعاناة الذي مر بها ضمن صراعها مع الواقع، وهذا الوعي الذي يرقى إلى منطقة الوعي المكتسب، أي المعرفي، يحافظ على فطريته وعمقه في آن واحد. صحيح أن القاص يتعامل مع البيئة والمكان بإحساس من وعى المدن وإشكالاتها التي شكلت عامل تعطيل للاسترجاع وإدراك سمات المكان السابق وخفاياه المؤثرة، بحيث خلقت نوعا ً من التراكم الحاجز لظاهرة الاستعادة، لكن ما تؤكده القصص هو الإدراك ووعي خصائص المكان عبر الصور المضمرة في الوعي الباطن ــ على حد قول باشلار ــ أي أن الذاكرة تزخر بمحمولات تـُجدد فيها صورة المكان من خلال حراكه وضمن حراك منظومة الإنسان في تعامله مع الأمكنة ، ومن منطلق فلسفي في أحايين كثيرة، وعلى وفق ما أكده (غولدمان) بهذا الشأن متطرقا ً إلى الصور الواقعية التي تضفى على سماته تجديداً.
أي جدّة التعبير ودقته بنيويا ً، وتأشير علاماته الدالة. وهذا راجع إلى المحمول النفسي المرحّل من عالم الطفولة والذي يلعب دورا ً أساسياً في عملية الاسترجاع والخلق الجديد. إن ما يخضع له القاص في إجراءاته عن المكان، ليس المشاهدة البصرية، أو الانطباع النابع من المتابعة المباشرة فقط، وإنما استدراج وعكس اللاشعور في وصفه وإقامة علاقة نصية مع تفاصيله. أي استمالة الذاكرة إلى خزين الطفولة. وهي ذاكرة متشكلة بالأساس عبر التراكم المعرفي، تستمد معلوماتها وانطباعاتها من الذاكرة الجمعية. فـعالم(الأسدي) لا يفضي بذلك من خلال موقف فردي وجودي ــ وإن بدا ذلك ظاهريا ً ــ بل يحاول توسيع دائرة التعبير نحو مستوى جمعي . بمعنى نقل النظرة العامّة من خلال النظرة الخاصّة. وهي بذلك تتحلى بالموضوعي والفكري. وهذا مؤسَس بسند جمالي. إذ أن للقاص تميّز خاص ونكهة في صياغة بنية قصصه أسلوباً ولغة . وهي تتجلى في وتيرة ومنهج أسسته القصص مجتمعة على مدى مسيرة القاص ، وهي طروحات مبكرة سبقت مثيلها من لدن مجموعة من القصاصين العراقيين الذي كانت بيئة الأهوار فضاء لنصوصهم مع تباين وجهات النظر وتشكيل بنية المكان وحركة الحيوات فيه.
إن مثل هذا التأسيس، لم يكن من بنات تقليد الأنماط السائدة، بقدر ما هو متشكّل من خلال حركة الواقع ووعي القاص له. حيث تتجمع مفرداته في النص عبر رؤيته لهذا الواقع, والمتجمعة في الرؤى النقدية لظواهره. ذلك كون الراوي العليم في القصص، سواء شـُكّل على نمط ذاتي أو موضوعي، فهو مشارك في فعل النص ومجسِّد لأحاسيس نماذجه. أي يساهم في دفع عجلة السرد عبر منظور فكري ــ جمالي. وهي المشاركة والاقتراب الإنساني من النموذج بقدر ما تمتلك نظرة استثنائية لحركة المجتمع في المكان. بمعنى إطلاق فعل الفرد عبر فعل الجماعة. والعكس وارد، وإن كان مثل هذا المتشكّل الرؤيوي، والموقف الفكري، ينطوي على حالة من المعالجة الخاصة التي تطرح الحاد والمشتبك من الأفعال لحالات إنسانية في أمكنة فريدة مثل(المصحّات، معهد تأهيل المكفوفين) وهي تداولات ذات خصوصية نقدية، وعرض مفجع لتأكيد جانب إنساني مضطهد.
إن ما وقع على نماذج (الأسدي) من اضطهاد وحيف فئوي وطبقي في مجموعاته (عدن مضاع، طيور السماء، معمّرة عِلي، الصليب.. حلب بن غريبة) هو ليس اضطهادا ً سياسياً مباشرا ً، بقدر ما هو نوع من المحاصرة من قبل المصادر المجهولة.
بمعنى تحكّمت في هذا سلطة منتـَجة من السلطة السياسية. وإن اتضحت حالاتها في (الجنون، العمى، الفيضان، توظيف الرموز الواقعية كإيشان حفيظ) وغيرها، لكنها محاصرة ترقى إلى الضغط الوجودي المحفوف بأسباب واقعية، ضمن سياق اجتماعي واقتصادي مكابر.
وهذا لا يعني ان القاص يعمل على تضمين قسري؛ فجمالية النص وجدليته يحكم حركته ونسقه ويجدد من حراك نماذجه وحيويتهم التلقائية، و ما يمكن أن يؤسس عليه من دلالات؛ هو الحفر في الممكن لمعرفة ما ينطوي عليه من قصد.
لأن القصص جميعاً عبارة عن عرض للحالات الإنسانية.
أما جدلية الأشياء ووجودها وعلاقاتها ومسبباتها، فهي تأويلات يمتلك حقها القارئ فقط وهو ما نلاحظه في القصص التي انطوت على جدلية الواقع وصراعاته المستندة إلى بنيات اجتماعية وسياسية واقتصادية، معبّر عنها بشكل غير مباشر، أي هي حاصل تحصيل للحراك العام. هذا من جهة ومن الجهة الأخرى، فنعني بذلك أيضا ً متعلقات المكان وتأثيراته. فالقاص في تعامله مع البيئة تحديدا ً يفعّل عناصر المكان من خلال تفعيل التجاوب السلوكي مع المتغيرات والصعوبات والعقبات التي تواجه الإنسان.
فهو يدفع النص نحو تأسيس صورة سحرية للمكان بمحدودية واضحة.
غير أن له مفرداته لمثل هذا الفعل السردي في قصص مثل (الكارخ، معمرة عِلي، طيور السماء، المعجزة).
كذلك منح الأجواء القصصية نكهة الفرادة في الكشف عن دواخل النموذج.
ونقصد به ما يحيط بالنماذج من خصائص مؤثرة للمكان وتعلقهم به، بمعنى تعلق الشخصية بالمكان من باب السبب والنتيجة. أي أن وجوده محكوم بالعلة والمعلول عبر العلاقات المستديمة مع البيئة كما في قصص ( النشور ، الظمأ ) هذه الخصوصية متأتية من طريقة التعامل التلقائي المُحدد بوعي فطري للراوي العليم سواء كان ذاتياً أو موضوعياً. وبذلك استطاعت القصص أن تستكمل أدواتها ووظائفها الموضوعية. خاصة في طرح الاستثنائي من الظواهر. والتعامل مع بيئة فريدة، هي بيئة الأهوار. يُضاف إليها ذلك السياق في استخدام الحس الشعبي . أي نظرة النماذج البسيطة في تلك البيئة للواقع المعاش ، وعكس مثل هذه المفردات عبر صورة الإحساس بفعل التوازن والارتقاء بما هو شعبي ــ حكائي، ثم التوفر على سياق ينطوي على بلاغة شعبية في طرح المفاهيم.
وهذا ما يميّز الإنسان في تلك البيئة في كونه يعي ما حوله، معبرا ً عنه بما يمتلكه من أدوات تعبير شعبية بليغة.
إذ نلاحظ أن قصة (الشبيه) مثلا ً قد قررت مسارها الموضوعي ضمن كشف ما خفي في مثل هذه الأمكنة (معهد التأهيل للمكفوفين) إلا أن القاص حاول تجاوز ذلك باتجاه حالات فكرية فلسفية، أي انه طرح فكرة الاحباط، وذلك لاختياره مجموعة من العميان يتوسطهم مبصر ادّعى العمى.
وهي عملية حددت بالتجربة ضياع الابصار. بمعنى غدت المعادلة (أعمى + مبصر = مكفوف) وهو نوع من جدل العلاقة بين الرائي وغير الرائي.
وباعتقادنا أنه جدل يفضي إلى صراع يكشف ما خفيَ في بنية العلاقة بين المكفوفين مع بعضهم.
أو علاقة المكفوفين مع المكفوفات. بل تعداه إلى علاقات كل النزلاء مع بعضهم، حيث اختلط الإبصار بالعمى. وهو سياق فكري جدلي آخر.
وبذلك عبّر بالدال عن مدلولات اكثر غنى. وهذا ما نجح به القاص، في التعبير عن الإبصار أو عدمه، واختلاط الألوان. وهو جدل الإدراك أو عدمه ، فهو يوحي باضطراب الواقع الناتج من اضطراب أسسه الموضوعية.
وحين استخدم القاص بنية المقاطع ذات العناوين الفرعية، كانت بمثابة دالة على إحياء السرد في طرح المفاهيم . فإذا طرح الأجداد والآباء لمفاهيمهم، فأن الأبناء ذكروا طروحاتهم عبر سؤال (أيها الجد، هل نحيا لنصير، أم نصير لنحيا؟) وبهذا السؤال يتحقق جدل وصراع أكثر حدّة في اتخاذ النهج للمقاوم الذي يتحقق عن طريق (عبيد السيد) الذي طرح مفاهيمه التي حققت النتائج الدالة على جدل وصراع دام طويلا ً. فيما تتحقق مفردات الصراع بين الواقع والإنسان عبر ساعي البريد في مساحات الأهوار وكشف الانطباع الأكثر بلاغة عن المكان وحدّة العلاقة مع الواقع من جهة. ومن علاقة ساعي البريد بعمله وبطريقة أدائه من جهة أخرى.
وقد اتخذت القصة من الماء معبرا ً لمثل هذا المفهوم .
وبذلك تحقق للمصدر المائي دلالته المكانية في العبور والامتداد والحسم. والقصة تقترب من قصة (الكارخ) في موضوعة الصراع.
لكنها تختلف عنها في بنية النموذج ــ الإنسان ــ مراقب منسوب الماء (الكارخ) الذي يتخذ من فهمه للأشياء سبيلاً لما يجري. وهو موقف انتقادي واضح من خلال ما كشفه الكارخ لانقياده الروحي إلى الرقم خمسة.
**********************************************
الصفحة الثانية عشر
ضمن فعاليات الأسبوع الأدبي الفلسفة وفن الأوبريت في اتحاد أدباء العراق
متابعة – طريق الشعب
ضمن فعاليات الدورة الثالثة للأسبوع الأدبي للاتحاد العام للأدباء والكتاب، التي انطلقت السبت الماضي تحت عنوان "نزهة ربيعية مع كتاب"، احتضنت قاعة الجواهري في مقر الاتحاد أول أمس الثلاثاء جلستين ثقافيتين مميزتين، الأولى عنوانها "حوارات فلسفية"، أدارها د. أحمد الظفيري وتحدث فيها أستاذ الفلسفة في الجامعة المستنصرية د. علي المرهج، والأخرى بعنوان "الأوبريت السينمي – حديث وعزف واداء"، أدارها د. صالح الصحن وتحدث فيها الفنان ستار الناصر.
وبحضور جمع كبير من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن الفلسفي، تحدث د. المرهج عن واقع ومستقبل العلوم الإنسانية في الدول العربية، لا سيما بالنسبة للفلسفة، مشيرا إلى أن هذه العلوم مهددة بالتلاشي، وانها على حافة النهاية.
وأوضح أنه "لا توجد نسبة وتناسب بين أعداد الطلبة والتدريسيين في أقسام الفلسفة في العراق، وهذا ينطبق ايضاً على بعض الدول العربية"، مبينا أن الأمر يتعلق بمتطلبات سوق العمل. إذ ينجذب الطلبة إلى الكليات التي تمنحهم شهادات مطلوبة في سوق العمل.
أما في الجلسة الثانية، فقد عرّف الفنان الناصر بالأوبريت السينمي، وأبرز رواده عربيا، مبينا أن الملحن المصري محمد عبد الوهاب كان رائدا في تلحين الأوبريت السينمي، بينما تعد البصرة رائدة في صناعة الأوبريت الغنائي، مستذكرا أوبريتي "بيادر خير" و"المطرقة".
بعدها قدم الناصر مقاطع موسيقية من بعض الأوبريتات السينمائية، ومنها أوبريت "مجنون ليلى" للشاعر أحمد شوقي والملحن محمد عبد الوهاب.
وشهدت الأيام المنتهية من الأسبوع الأدبي، التي من المقرر أن تُختتم بعد غد السبت، فعاليات نوعية منها جلسات شعرية وأخرى حوارية نقدية وثقافية وحفلات توقيع كتب، إضافة إلى فقرات فنية ومسابقات فكرية. فيما يتواصل معرض للكتاب طيلة الفعاليات، بمشاركة عدد كبير من دور النشر الأهلية والحكومية.
********************************************************
المجد للثامن من آذار - عيد المرأة العالمي
- لا تقدم ولا رقي بدون دور فاعل للمرأة • نطالب بتشريع قانون مناهضة العنف الاسري
- لا للتعديلات الجائرة على قانون الأحوال الشخصية رقم ١٨٨
- لا للتمييز ضد المراة باشكاله كافة
- نطالب بتفعيل القرار الدولي ١٣٢٥ عراقيا
- يدافع الحزب عن مساواة المراة في الحقوق السياسية والاقتصادية
والاجتماعية
- الدولة مطالبة بتوفير حياة كريمة للارامل والمطلقات واليتامى والأطفال
- كل الدعم والاسناد للمراة الريفية وتطويرها وتمكينها
********************************************
يوميات
- يُنظم منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد بالتعاون مع رابطة المرأة العراقية، بعد غد السبت، جلسة في مناسبة الذكرى 73 لتأسيس الرابطة، تُقدم فيها رئيسة الرابطة، الشخصية النسوية شميران مروكل، محاضرة بعنوان "من تاريخ النضال إلى آفاق المستقبل: 73 عاما من مسيرة رابطة المرأة العراقية".
تكون البداية في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
- تفتتح جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، بعد غد السبت، معرضها السنوي للرسم، وذلك في تمام الساعة 12 ظهرا على قاعتها في المنصور.
**********************************************
شركة صينية صغيرة تصدم عمالقة إنتاج دواء السرطان!
متابعة – طريق الشعب
تمكنت شركة صينية صغيرة متخصصة في إنتاج الأدوية، من إنتاج دواء جديد للسرطان يتفوق على أشهر الأدوية الخاصة بعلاج هذا المرض في العالم. القصة بدأت في أيلول الماضي عندما كشفت "شركة أكيسو" الصينية المغمورة نسبيا، عن نتائج مذهلة لدوائها الجديد "إيفونيسيماب"، المخصص لعلاج سرطان الرئة. حيث استطاع التفوق على الدواء الأمريكي الشهير "كيترودا"، الذي حقق أرباحا تزيد على 130 مليار دولار.
ووفقا لما أفادت به وكالات أنباء، فإن التجارب السريرية أظهرت ان "إيفونيسيماب" أوقف نمو الأورام لأكثر من 11 شهرا، مقارنة بـ5.8 شهور فقط مع دواء "كيترودا".
ويتميز الدواء الصيني بآلية مزدوجة. إذ يهاجم الورم ويحفز الخلايا المناعية في الوقت نفسه، ما يجعله أكثر فعالية من العلاجات الأخرى المتوفرة. ويمثل هذا الإنجاز نقطة تحول في صناعة الأدوية الصينية، التي كانت تعتبر سابقا مجرد مقلدة للأدوية الغربية.
ولا يزال العلاج الصيني في مراحله الأولى، ويحتاج إلى اختبارات عالمية إضافية قبل أن يُصبح متاحا خارج الصين.
**************************************************
أما بعد.. ذكريات رمضانية
منى سعيد
لكل منا ذكريات عالقة بذهنه في ما يخص أيام صيام الشهر الفضيل ، بدءا من طفولتنا حتى اليوم ، وإن سمح لي القارئ سأدرج بعضا منها وإن كانت شخصية، لكني أجدها حميمية صادقة تمس الآخرين بقدر معايشتي لها.
في سنوات الطفولة الأولى تأخذنا الرغبة في تقليد الكبار ومسايرة الأجواء الرمضانية باذخة السخاء، بالنسبة لبيتنا على الأخص، حين حرص الوالد على شراء الجديد وتغيير الكثير من أثاث البيت، فضلا عن حرصه على جلب صواني الزلابيه والبقلاوة، كذلك إعجابنا بطقوسه الرمضانية الغريبة، منها اعتزاله ونومه في صالة الاستقبال ليتفرغ للعبادة وللقراءة، وكان سهمنا منها قراءته لنا القصص الدينية الجميلة، من كتب جورج جرداق وجورج زيدان.
حرصنا نحن الصغار على الصوم رغم معرفتنا بعدم قدرتنا عليه، فما كان من أهلنا سوى اللجوء لحيلة " صوم الدرجات" والتي تقضي بصيام متقطع حتى منتصف النهار. بعدها جاء إصرارنا على افتراش سلالم البيت ليتشابه الوضع مع صوم الدرجات!
في المراهقة وقبل البلوغ بقليل تمكنتُ من صيام شهر كامل، الأمر الذي دعا والدي لإهدائي مدالية هي عبارة عن سلة ذهبية محملة باللؤلؤ ، باعتبار أن ثواب صيام ذلك الشهر سيعود له بدلا مني نظرا لصغر سني.
في السنوات التالية تقطع صيامي حتى تركته، لكن الطقس الرمضاني ما زال ساريا لدي ، إذ ما زلت اسعي لجلب الجديد للبيت حتى ولو اقتصر على قطعة أثاث بسيطة، أو حاجة للمطبخ، وإعداد الطعام للصائمين من أهلي وأصدقائي. ولعل الذكرى الماثلة بذهني هي توجيه دعوة لجميع زملائي وزميلاتي مع عوائلهم، وهم من الذين عملت معهم في أول عام من عملي الصحفي في أبوظبي، دعوتهم في أول جمعة من شهر رمضان. حينها كان راتبي شحيحا يكفي لسداد الإيجار وإرسال جزئه الأكبر للعراق، والباقي لتدبير المعيشة، حتى الأثاث لم أتمكن من شرائه كاملا فاضطررت لوضع اللحفان والشراشف لجلوسهم على الأرض، ومد ورق الجرائد للسفرة.
عمدت في تلك المأدبة على تحضير كل معرفتي بأطباق الأكلات العراقية والتي زاد عددها على الثلاثين نوعا، ما أثار دهشة ضيوفي وسؤالهم عن كيفية تعلم طبخها، وكان جوابي عليكم المجيء اليَّ لمدة ثلاثين يوما كي تتعلموا كل يوم طبخة.. وعدا هذا أكملنا سهرة ذلك اليوم البهيج بتعليمهم لعبة المحبيس وترديد الأغاني العراقية المرافقة للعبة.
اليوم نعيش الطقس الرمضاني بما نتمكن من صيام إن استطعنا، مع الحرص على متابعة المسلسلات الرمضانية التلفزيونية التي يحتار المرء في اختيار الأفضل منها، لكني أركز هنا على ضرورة متابعة مسلسل (قطار الموت ) الذي يصور بشاعة الظلم والاستبداد الذي تعرض له رفاقنا في أيام انقلاب 8 شباط 1963السوداء.
وملاحظة لابد من تسجيلها هنا، تتعلق بشحة المظاهر الاحتفالية بالشهر الفضيل في شوارعنا، بعكس المظاهر الاحتفالية المتعلقة بالطقوس الدينية الأخرى، فلا زينة ولا نشرات ضوئية، ولا تعليق فوانيس كما في الاحتفالات.
**************************************************
في لندن جواد سليم.. معرض استعادي وكتالوغ فني
متابعة – طريق الشعب
احتضنت دار ومزاد بونهامس في لندن، أخيرا، معرضا استعاديا للفنان التشكيلي الرائد جواد سليم، مع حفل لإشهار أول كتالوغ فني شامل خاص بأعماله. ويعد هذا المعرض هو الأكبر للفنان منذ معرضه الاستعادي الذي أقيم عام 1968 في المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد.
ويهدف المعرض إلى إحياء إرث هذا الفنان، وإلى تكريمه باعتباره مؤسس الحداثة الفنية العراقية ومبدع أحد أكثر المعالم العامة شهرة في بغداد (نصب الحرية). إذ لم يكن سليم مجرد فنان، بل كان حركة فنية وثقافية كاملة ساهمت في تشكيل المشهد الفني العراقي الحديث، وربطت الإرث الفني القديم بأساليب معاصرة، ما جعله رمزاً خالداً في تاريخ الفن العراقي، كذلك العالمي. فكان بارعاً في الرسم والنحت معاً، متميزا بأسلوبه التجريدي المستوحى من الرموز السومرية والبابلية والآشورية – وفق ما يؤكده كثيرون من النقاد والاختصاصيين.
وتحتل جداريتان برونزيتان، إحداهما تعود إلى عام 1955 حجمها80× 50، والأخرى بعنوان "الرجل والأرض" تعود إلى عام 1958 بحجم 54 ×56، جدارين في المعرض. واستوحى الفنان الجداريتين بالكامل من التراث الرافديني. إذ تبدوان رقما طينية، لكنهما مشغولتان بالأسلوب التعبيري والرمزي المقتصد. ويُعتقد انهما كانتا تجارب لنصب الحرية.
كذلك عُرضت في المعرض لوحتان للفنان من مقتنيات شخصية لمقتنٍ بقي مجهولاً، كلتاهما تعودان إلى عام 1943، الأولى بعنوان "امرأة تنتظر". وأخرى منفذة بألوان زيتية للورنا سليم، زوجته، تعود إلى عام 1955.
كما عُرض عمله البرونزي المهم "السجين السياسي المجهول"، الذي فاز بجائزة عن مشاركته في مسابقة أقيمت في غاليري تيت في لندن عام 1953، ما جعله على الأرجح أول فنان من الشرق الأوسط يُعرض عمله في هذا المتحف. وقبل أعوام كان هناك مقترح من عدة فنانين ونحاتين عراقيين لنصب نسخة كبيرة من هذا العمل في ساحة الفردوس في بغداد، تخليداً للسجناء السياسيين، لكن وزارة الثقافة لم تُعِر المقترح الاهتمام – حسب جريدة الشرق الأوسط.
أما الكتالوغ، فهو من تحرير ابنة الفنان، زينب جواد سليم، ونعمة الشكرجي، مسؤول فنون الشرق الأوسط في دار ومزاد بونهامس، والقيّم على المعرض.
ويضم الكتالوغ 152 صورة للوحات سليم ومنحوتاته، العديد منها يُنشر لأول مرة. كما يقدم نظرة شاملة على اللوحات والمنحوتات، معززة بمقالات نقدية من تأليف مؤرخي الفن البارزين ندى شبوط وسليم البحرلّي، فضلا عن شهادات تفصيلية من ابنتيه زينب ومريم والكثير من الصور الفوتوغرافية الشخصية ومقتطفات من محاضراته ويومياته.
****************************************
قف.. مرتزقة..
عبد المنعم الأعسم
لا أعني شخصاً بعينه، ولا اشخاصا معينين، ولا أحب الكتابة الشائعة عن أمر سياسي سلبي بخلفية تصفيات الحساب، وبطريقة التورية (إياكِ أعني، واسمعي يا جارة) ، لكني اكتب عن ظاهرة سلوكية منحطّة، ومنتشرة في الحياة السياسية، ليست عابرة، ولا هي من جنس الظواهر التي نكتفي بأن نشتمها ثم ندسّها في موصوف "تردي القيم" ونغسل أيدينا من الموضوع، حيث يفتتح سوق الترزق السياسي أبوابه، وتنشط حركة بيع وشراء الذمم كلما اقترب موعد الانتخابات، فيما يتزايد انتقال ولاءات الحبربشية بين زعاماتٍ تتبارى في مناسيب رِشى الاتباع، وتتداول المحافل والغرف المُغلقة أسعار "الخدمة" في مجال التطبيل والتلميع والتحشيد وصناعة الوعود المغشوشة، وظهور مجاميع (بالمدن والارياف) احترفت الترزق على طاولات المتنافسين، المُغتنين من نهب المال العام، وعقارات الدولة، والاتاوات، وتهريب الممنوعات، ومدّت "جهودها" نحو الشاشات الملونة، ومضايف العشائر، ودور العبادة، وتفننت في خداع العاطلين عن العمل وسكان العشوائيات بالوعود، وجرهم إلى صناديق التصويت لانتخاب سارقي قوتهم.
*قالوا:
"تاج القيصر لا يمكن ان يحميه من الصداع".
مثل روسي
شيشرون
*********************************************************
طالبان عراقيان يتفوقان في مسابقة تونسية للرياضيات
متابعة – طريق الشعب
أعلنت وزارة التربية أمس الأربعاء، حصول طالبين عراقيين على مراكز متقدمة في البطولة العربية لألعاب الرياضيات والمنطق، والتي أقيمت في تونس على هامش الدورة 45 للمجلس التنفيذي لمنظمة الإيسيسكو.
وأفادت الوزارة في بيان صحفي، بأن الطالب يحيى عمر يحيى من مدرسة موهوبي نينوى، حصل على المركز الأول. فيما حصلت الطالبة زهراء سرمد نصر من مدرسة موهوبي البصرة على المركز الثالث.
******************************************
مذكرات عريف شيوعي
عن "دار الكتاب" للطباعة والنشر والتوزيع في بغداد، صدر حديثا كتاب بعنوان "مذكرات عريف شيوعي"، من تأليف جراح صكر حطاب الفؤادي.
يتناول المؤلف في كتابه، مذكراته، وبدايات إيمانه بالماركسية فكرا وممارسة، وما تعرض له من مراقبة وسجن وتشريد وفصل وظيفي، فضلا عن تجربته النضالية في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ضد النظام الدكتاتوري.
يقع الكتاب في 188 صفحة من القطع المتوسط.